قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل السابع والعشرون

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل السابع والعشرون

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل السابع والعشرون

*بعد مضى فترة من الوقت*
كانت حنين فى طريقها للانصراف من عملها بالمحطه الفضائية، واذ ب آسر يقف ب دراجته البخارية ينتظرها. لا شك الان باتساع ابتسامتها عندما رأته ولكنها سرعان ماحاولت اخفاءها وبدعابتها الساخرة كالعاده اقبلت نحوه
-آسر قلوب العذارى، ماذا اتى بك الى هنا يافتى؟
طرق كفا بكف واردف لها ممتعضا
-متضايقه عشان شوفتينى يابت؟
-لا بس شوفاتك كترت وانا الدكاتره منبهانى البيض وحش على صحتى.

تصنع ضحكه ساذجه ردا عليها، ومن ثم اخرج من حقيبته حقيبه بلاستيكيه وناولها اياها
اومات ب رأسها هى مستفهمه ف اردف هو
-ده مبلغ انا كنت اساسا مجمعه بس انتى اما دفعتى العملية كلها قولت خلاص خديه واهو حاجه ورا حاجه يخلص
-رجع ياض الفلوس دى، متبقاش حمار عامل زى اللى فكل توب عنده رقعه هتقعد تستلف من الكل عشان تسدد واحد، رجع المبلغ دا لاصحابه وانا ياسيدى نسيتهم اصلا
وبراحتك فيهم اساسا مش بعمل بيهم حاجه.

زمت آسر شفتيه واردف وهو يمد يده لها بالمال
-اخلصى متقعديش ترغى انا هعرف اصرف امورى
دفعته بكتفه بخفه واذ بها تركب دراجته البخارية
-فكك يالا من اللى بيشكك والله م هاخد حاجه، تعالا بقا وصلنى للبيت. ولا اقولك اركبه انا واوصل للبيت وانت تعالا ورايا بتاكس
قالت الاخيرة وهى تبرز صفين اسنانها له كضحكه بلهاء ساخره، ف افسحها للوراء بعنف وجلس امامها وادار محرك الدراجه وهو يقول.

-ماشى ياختى هنيلك هوصلك، متمسكيش فالقميص بس
-دا من الوكاله ياض اللى خايف عليه دا
التفت لها يتحدث ب جديه
-طب والله براند، ليلى جابتهولى من برة
اختفت بسمتها نسبيا فور سماعها اسم ليلى ولكنها عادت للموضوع الاصلى
-طب يلا وصلنى عشان اتأخرت انهارده وابويا زمانه واقفلى عالباب بالعصايه، عاوزة باقصى سرعه يامعلم
وطيربينا ياعم.

انطلق آسر بسرعه كادت تطير حنين من فوق الدراجه، كانت تتصنع بذراعيها جناحين تمرح كالاطفال وتصدر الصفير وأسر يتضاحك وهو يقود على ماتفعله تلك البلهاء.
على طريقهم بقيا الا ان فوجئ آسر بسيارة تقود بطريق عاكسى خاطئ حاول ان يفاديها ولكن للاسف انقلبت الدراجه بهم!
ادركتهم مجموعه من الاشخاص، حاولوا ان يساعدوهم على النهوض ولكن حنين اغشى عليها حقا فقد ضربت رأسها باسفلت الطريق.

بينما كان آسر بكامل وعيه ولكن هناك بعض الخدوش بذراعه اثر السقوط، حملها على دراجته وحاول ان يوقظها ولكن لا فائدة انخلع قلبه عليها قلقا.
اسند دراجته والى اقرب مشفى دلف بها، وانتظر بالخارج بعد الفحص. خرجت مساعدة الطبيب اليه فسألها على تعجل من امره
-هى كويسة!
-الحمدلله، الخبطه دى غلط عالمخ والجمجمه والدكتور عمل اشعه لقى ان كل شئ تمام متضايقش
تنفس الصعداء ب ارتياح آسر حامدا لله ف استطردت المساعدة.

-هى خطيبتك مش كدا! احمد ربنا عارف الخبطه دى تأذيها وبصراحه انا قولت للدكتور نتطمن لايكون اتاثرت بالوقعه لاقدر الله لاقيناها سليمه الحمدلله ومفيش نزيف ولا حاجه بنت بنوت زى ماهى
تحدث آسر خلف ماقالته المساعدة بخفوت.
-بنت بنوت!
-ان شاء الله هتفوق شويه كدا هى بس الخبطه عملت لها كدمه دماغها جامده والدكتور ربطها.
تركته ورحلت وهو يحدث نفسه، كيف لها ان تبقى عذراء وقد سبق لها الزواج! ابتسم يالقدرتك يا حنين.

صنعت ماتريده للنهاية حتى لو كان من بداية امرها الامر إجبار. هل استطاعت ان تخرج من زيجتها سليمه كما دخلتها!
نفض عن عقله مايدور واراد ان يدخل حتى يطمئن لحالها. دلف وهى مازالت فاقده وعيها وهناك رباط من الشاش دائرى حول رأسها، جلس بجانبها وتحدث كأنها تسمعه
-قومى بقا يا زفته خضتينى عليكِ، قومى حتستهبلى وتعملى بتحسي وانتِ جبلة اصلا
هتقومى ولا اغنيلك. لو معايا الجيتار كنت لحنتهالك كمان.

طب هغنيلك عشان تقومى بالعافيه. يانااسى وعدك، وعدك لياا بعدك والله صعب علياا
حاولت ان تفتح جفنيها ببطء ومن ثم نظرت نحوه وابتسمت ابتسامه جانبيه وبوهن ضربته فى يده وقالت
-كنت هتموت اسطورة الاعلاميين يا بغل
-ياختى انتيلى دول كانوا هيدعولى، مش انتى اللى شبطتى اركب معاك يا آسر اركب معاك كأنها زحاليق الخليفه
ابتسمت من قلبها حقا ف عاود هو الغناء وهو يتراقص بحاجبيه لها يكيدها.

-ياناسى وعدك، وعدك لياا بعدك والله صعب علياا
-شقه الاستاذ نادر زكى.؟
تعجب نادر من ذلك المحضر الذى يقف امام بابه بينما هرولت امه مسرعه تقف خلفه
-خير حضرتك
-قضية مرفوعه عليك. امضى بالاستلام
-يانهار اسود اكيد اللى تتشك بلقيس عشان حقها وفلوسها بتوع البيت.

استلم نادر الورقه واخذ يقرأها حتى اتسعت حدقتيه حينما قرأ اسم ميريهان هى المتدعيه لقضيه قائمه الاثاث والمصوغات الذهبية، قال نادر ب صدمه بالغه يكاد صوته ان يكون مسموعا
-دى ميريهان رافعه قضيه عليا بالقايمه والشبكه
دبت ام جلال على صدرها اثر صدمتها وقالت بصوت يشبه الصراخ عاليا
-ميريهان! اخص عليها كدا برضو وانا اللى بزن عليك تروح تجيبها منها لله، بوز الاخص اللى من يوم مادخلت البيت واتخرب.

دلف نادر الى غرفته يبدل ثيابه ووالدته تتبعه مسرعه
-هتروح فين
-هروح اشوف ايه دا ان شاء الله مع المدام، مشيت وسابت البيت عشان الحوار اللى اتفتح لكن توصل لقضايا
سرعان ما ارتدى ثيابه وترجل نحو اقرب مواصله لمنزل والد ميريهان.
انا مش هبطل افضحه وافضح كل عمايله هو واهله معايا، كنت بحبه وعملت كل اللى يرضيه وفالاخر رد المعروف ومكملتش سنه جواز يخوننى مع مرات اخوه، انا مش هسيبهم ويا انا يا انت يانادر انت وبلقيس.

خرجت شهقه دون ان تدرى من بلقيس بعدما رأت ذلك التسجيل على مواقع التواصل الاجتماعى كلها يتداول واصبح خبر حصرى متداول بكثرة وعلى كل الصفحات-تريند- كيف لها تلك الغافله التى ولدت من دون عقل ان تشهر بهم هكذا، بزوجها وبها هى التى حتى الآن تدافع عن حق ميريهان ب نادر هل يكون هذا هو الجزاء!

هل ستسطيع اسكات السنه الناس فيما بعد فضيحتها هذه، هل من الاصل نادر يعلم ماحدث ولا لم يكن على علم بما انه غير متواصل بالانترنت وتحديثاته كثيرا!

خرجت منفعله من مكتبها بالجريدة تحمل حقيبتها، فكرت ف انها تذهب اليها تقوم يتهديدها ان تكف عن تسجيل مثل هذه التسجيلات والا ستقوم برفع قضيه سب وتشهير عليها، ذهبت فى طريقها تحضر أطفالها من الروضه ومن ثم تفكر ماذا ستفعل مع تلك الغبية الحمقاء، احضرت طفليها ووقفت تنتظر سيارة اجرة.

وعلى فجأة، فوجئت ب اثنين يستقلا دراجه بخارية قام واحد منهم بسرقه حقيبتها من ذراعها وهو يجذبها بقوة صرخت ف انتبه بعض المارين حتى يلحق به احدهم وهى تحتضن طفليها خوفا ورعبا. حقيبتها بها كل شئ يخصها وعلاوة على ذلك أخر ماتبقى لديها من مال ولاتعلم ماذا ستفعل الايام القادمه. بكاءها واحتضانها لاطفالها اشار لها بأنها فعلا وحيدة وبحاجه لسند. تستند اليه ويستند اليه اطفالها، يحمل من على اكتافها من احمالها شيئا. ويشعرها بالامان والثقه كما اعتادت افتقادهم.

انتبهت على صوت شاب يافع يمد لها حقيبتها بعدما قطعت انفاسه يلهث خلف هؤلاء اللصوص، فتركوها على قارعه الطريق وانصرفوا. تناولتها وشكرتهم واستقلت سيارة اقبلت نحوها وكانت وجهتها منزلها مؤقتا. منزل ليلى حتى تستعيد قواها وفكرها، من الواضح ان حدث جديد غير بعض من مبادئها التى تعتمد وتستند اليها طول الوقت وان أوان سماع صوت العقل.

ممسكة بهاتفها الذى اذا دققت به النظر، لاعتقدت انه جزء من جسدها. تتحدث بحرارة مع صديق قديم وزميل جامعتها، تشكو مأساتها وتسمع منه مأساته هو الآخر.
-انت مش متخيل الموضوع دا جارحنى ازاى
-الحمدلله انى كنت جنبك يا ميرا لما حصل كل دا، انا مبسوط ان احنا رجعنا اصحاب تانى. عشان انتى من وقت ماصاحبتى نادر واحنا فالجامعه نسيتى الكل
تنهدت ميريهان بحرارة واردفت له وهى تمدد جذعها على فراشها وتتقلب يمينا ويسارا.

-عارف يا خالد. انا كنت غبيه لما فضلت عليكم كلكم نادر. فعلا انت كنت بتحبنى بجد
حتى بعد جوازى بيه وطريقته الجد اللى خنقتنى فيه دى. كنت انت بتهون عليا كتير لما كنا نتكلم فون
ونتواصل شات
على الجهة الاخرى ابتسم صديقها وأردف لها
-بس اخر لايف طلعتيه يابنت اللذينا جامد، شوفتى كميه اللايكس والردود
-ايه رأيك بذمتك
-حلاوتك يا ميرو ياللى مولعاها بقيتى اشهر من ريهام سعيد يابت.

ضحكت ميريهان، بينما كان نادر يقف على عتبه باب منزلها الخارجيه فدعاه والده للدخول ولكنه اراد ان يرى زوجته اولا، ف اشار احد اشقاءها انها بالداخل، استأذن نادر وفتح الباب اثر هى تتحدث مع صديقها هذا وتقول
-ولسه هفضحه وابهدله، خسارة فيه كل الحب اللى حبتهوله خليه يشبع ب ارملة اخوه الطروب، انا بدأت فرفع القضايا وهسففه التراب عشان يعرف هو غلط ازاى لما يفضل على ميريهان كوين واحده قرشانه زى بيلا.

-ايووه وتطلقى منه وترجعيلى بقا
ابتسمت وداعبت شعرها وكل مايحدث ونادر على وقفته يراقبها فى صمت، اذ هى اردفت تتحدث بالهاتف لاتراه
-استنى ياخالد بس نشوف الدنيا هتوصل ل أيه وبعدين نبقى نظبطها م احنا سوا اهو.

دلف نادر مسرع فشهقت هى تخبئ فمها بكلتا يداها، ترتجف خوفا وفزعا من اين اتى ومنذ متى يقف ويستمع اليها، جذبها من شعرها ليصفعها عدة صفعات ويلقى برأسها تصدم بالفراش تعالت صوت شهقاتها ومن ثم بكاءها ليتحدث نادر والغضب قد عمى عيناه كليا
-انا مش هطلقك وبس، انا هجرسك فالمحاكم ياحيوانه ياللى اكلتى وشربتى فبيتى ونمتى فحضنى وانتى بتخونينىماشى يا ميريهان هنشوف مين اللى هيضحك فالاخر.

سمعوا اهلها صوته يرن ك أجراس الخطر وهى تبكى فزعه منه، ترجل الى الخارج مسرعا دون ان يلقِ تحية السلام، نظر لها والدها ب احتقار شديد وانصرف دون ان يتفوه احد منهم لها بكلمه.
حاليا.

يلومونه على شكوكه ووساوسه ولايدرون انه درعه الاخير كى لايلدغ مرة اخرى، يزن، شخص خائف طيلة الوقت ان يذق مرارة التخلى والفقد. شخص اعتاد على هذه الرشفه ولايريد ان يتجرع منها المزيد. جرحه لم يندمل بعد. ولكن يتظاهر ب اندماله معظم الوقت امامها جوليت خاصته وحبيبته وشهرزاده وليلاه!
جالس ليتذكر ذكرى تؤلم قلبه. تؤلم روحه، تمر مرور المرار ب حلقه. هو لايحن بل يثأر لجرح أن الاوان ان يشفى منه تماما.

عوده لاحداث ماضية
-ايه رأيك فالمفجاة دى؟
تنظر ريفا ب اعين متسعه من هول المفاجأة، كان يزن قد استأجر السيارة التى طالما حلمت ان تستقلها بيوم عيد مولدها، دلفت داخلها تتهلل اساريرها فرحا ودلف هو الآخر من الناحية الاخرى
-مش غاليه عليك دى يا حبيبي؟
-الغالى يرخص ليكِ، اهم حاجه عندى هو انتى وبس تفرحى وتنبسطى انهارده
تتلفت حولها فى كل ارجاء السيارة، ينبعث من عينيها نظرات الاثارة بالمغامرة التى ستعيشها الآن.

-جاهزة يا حجه
-جاهزة يابنى يالا بينا
انطلق بها مسرعا ومن ثم فتحت هى نافذه سقف السيارة ووقفت بها وهو ينظر ناحيتها تارة وناحية الطريق تارة، تتطاير شعيراتها طويلة الخصلات حول وجهها وخلفها. تغنى وتنطرب مع الاغانى التى اشغلها يزن بقائمه الأغانى بالسيارةريفا كانت تحلم ان تستقل مثل هذه السيارة فى يوم مولدها وتلبيه للحلم ك جان احلامها وفانوسها السحرى أجر من راتبه السيارة ليوم واحد فقط لاسعادها.

سرقهم الوقت يتمايلون ويتضاحكون وينطربون، ولكن ساعة القدر قد يعمى البصر! مطب لم يحسب له حساب يزن ولايعلم بوجوده تعثرت به عجلات السيارة وانقلبت عدة مرات وسط صرخات ريفا وخوف يزن عليها حتى تكسير زجاج النوافذ والزجاج الامامى ولم يكن بحسبانهم ابدا. ماوقع ل يزن هذا اليوم وما جناه منه حتى الآن.
-معقول وسط كل اللى انت فيه، برضو بتطمن علينا؟

قالتها بلقيس فور تلقيها اتصال من نادر، ف اردف هو بكل اريحيه وكأن لم يعوقه عائق او تقلقه وخزة ابره صغيرة فى اصبعه
-هتطمن على مين غيركم، قولتلك عمرى م هسيبكم ولو كنت فبلاد ما وراء البحار
صمتت بلقيس احس هو بانها شردت مع كلماته ف استطرد
-مالك؟
-مفيش، هتعمل ايه مع ميريهان.

-هى الى بدأت والبادى اظلم حقى وحقك فالتشهير والعبط اللى عملاه كوم، وحقى فالقضايا اللى رفعاها دى عشان تمرمطنى كوم. وحقى عندها فخيانتى وهى مشافتش وحش كوم تانى خالص
تذكرت بلقيس ماحدث لها اليوم وكل يوم وهى وحيده بطفليها ولم تستطيع النهوض اكثر من ذلك، تذكرت عبئ قلبها المتعب هكذا. تحملت لامبالاه وعدم مسؤلية، تحملت منزل بمايحويه وحدها دون شكوى.

تحملت حماه متسلطه وزوج كل مايهمه منها ملاذه فقط، تحملت صبر على ابتلاء طفلين يحملون بدمائهم مرض نادر كل يوم يصيبها الخوف عليهم وعلى مستقبلهم ك أطفال ومستقبلهم مع المرض. واخيرا خيانه زوجها وخداعه لها يا الله! هل خُلقتى من حجر يابلقيس!
حان الوقت ان يأتى من يشاركها، من يتحمل معها دون الطمع بها. هو انسب شخص حقا انه هو
. واخيرا فكرى فى بلقيس ولو لمرة. مرة واحدة فقط
-انتى مش معايا خالص، الووو.

-نادر انا موافقه
هنا اعتدل نادر بعدما كان مستلقى بجذعه على الفراش، واستفهم ب حذر
-موافقه على ايه يانعمه
-نتجوز
عم الصمت فالمحادثه لثوان، قطعت بلقيس الصمت متعمده لتنهى كل هذه المهازل وكل هذه الحيرة
-شوف الوقت المناسب لكتب الكتاب. وانا معاك
تصبح ع خير
اغلقت الهاتف دون ان تتلقى رد منه. نظر الى الهاتف وابتسم رغما عنه، نعمه ردت بالقبول على طلبه.

هل كان حلما ام حقيقة استجابتها، ام من الاصل كان حلما ان تكون ملكه فى يوم من الايام.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة