قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الرابع

ده حقها وانا مقولتش اى حاجه غلط للهوليلة اللى انتو عاميلنها دى كلها
هب جلال واقفاً ورمق اخيه نظره يتطاير منها الشرر، فقاطعت نظرته والدته بهتاف عالِ يكاد يكون مسموع للجيرانِ!
-انت فاهم يعنى ايه نكتبلها البيت! يعنى ممكن فاى وقت تقولنا باى باى ومع السلامة كلنا فالشارع
ضيق عيناه نادر غير مستوعب، ماهذا الذى يقولانه الاثنين.

-ايه ده، هى لو عاوزة تعمل كده كانت سابتنا فمصيبتنا عادى جدا يتحجز عالبيت ويتحرق البيت عاللى فيه وخدت ولادها وجابت بيت بفلوسها وهربت من مصيبه مالهاش دخل فيها
-وهى المصيبة دى مش هى من اساساتها، ولادها اللى جابتهم عيانين خلت اخوك يبيع اللى وراه واللى قدامه عشان يكفى علاج ومصاريف ويقدم ع قرض، هى مش واحدة من اساس المصيبة دى يا سى نادر
هتف نادر بانفعال يذكر انه لاول مرة يفتعله على والدته.

-ولادها دول احفادك يا امى، احفادك وهى مالهاش دخل جم عيانين جم كويسين دى خلقة ربنا وهى مجابتهمش وحدها جلال مشترك معاها يعنى هى مش صاحبه الجريمة الشنعاء دى وحدها
هنا امسك جلال بذراع نادر ل يلفت انتباهه له واردف بقول حذر
-وانت بتدافع ب استماته كده ليه
ضحك نادر بسخرية ونطر ل كليهما وقال فى تعجب.

-انت بتتكلم جد ياجلال!المفروض انك انت اللى تدافع مش انا لانها مراتك وحبيبتك وهى السبب ف انها تنقذك من ورطة زى دى، يبقى اقل واجب نضمن لها حقها
دى هتدينا كل اللى معاها وهتستلف كمان
بغضب تفوهت والدتهم ردا على مايقال وبداخلها فوران بركان لقرار نادر الذى وضعهم أمام الامر الواقع
-نهايته. نكتب ل بلقيس البيت ب اسمها ع جثتى، يتكتب باسم الولاد
وكده حل وسط بتاعنا وبتاعها
تنهد جلال وجلس بعدما كتف كفيه امام وجهه.

-لا طبعا هتقول مش واثقين فيها بعد م نادر اصلا ورطنا
-لا مفيش توريط دول ولادها، وهى وولادها واحد
هب واقفا نادر مستنكر لقرار والدته ولخضوع ولا مبالاة شقيقه، فقال بسخرية
-وانتو بقى هتقولولها غيرتوا الاتفاق بناء ع ايه؟عشان مش واثقين فيكى يابيلا وخايفين ترمينا فالشارع اللى اصلا محدش اجبرك تنقذينا منه بفلوسك
نظرت له والدته وقالت بحنق بعدما كورت قبضة يدها بجانبها
-انت يا واد انت متنرفزنيش واخد صفها كده ليه.

-عشان المفروض جلال كان عمل كده بس ساكت، وده حقها وانا محبش اشوف حاجه غلط ومصلحهاش
وعندكم اختيار كل حاجه تضيع مننا ولايتكتب ب اسمها البيت وتشتروا دماغكم
ثم سكت لبرهه واقترب من وجه اخيه وهدأ من نبرة صوته قليلا
-دى مراتك يا جلال، معقول مش واثق!
نظر جلال لوالدته ورجع نظر لشقيقه بعدما فعل نادر حركه بكلتا كتفيه رفعهم وانزلهم بثانية علامة ع قلة الحيلة وبيدهم القرار الاخير.
‏.

قطتهم ناعمة الفراء، اغرقوها تدليلاً حتى نست انها لها مخالب لابد وان تستخدم ومواء تصدره عند الغضب
فاعتمدت على احتضانهم والانكماش على نفسهم بنفسهم حتى وصلت الى قاع بئر سلبيتها برضاها.
على طاولة مستديرة كان يجلس اربعتهم، آسر وحنين وبلقيس. وليلى!
يناقشون العرض الذى فوجئوا به جميعاً من قبل نزار، وعليهم إسناد هذه العربة الخشبيه رقيقة الصنع قبل ان تُكسر عجلاتها حدة دفعه احدهم لها.

-انا اول م قالتلى، جبت تاريخه من ايام م حارب فموقعه حطين لحد يومه البتنجانى وجه وفاجئ البت دى وطلب ايديهااسمعوا يا اخواننا
رمق آسر نظرة تعجب ل حنين وضرب كفا ب كف فى استغرب، ف لوت شفتاها ردا عليه امتعاضا وهمت بقذف بعض الاحجار فى وجهه فى صورة كلمات عادية من وجهة نظرها وحدها
-ايه فيه حاجه مش عاجباك ياسى آسر ولا ايه؟
-ايوة طبعا، هو يعنى اجرم الراجل لما طلب ايديها عشان تفتحى كل الموشح ده عليه؟

نظرت له نظرة احتقار من أسفل لاعلى عدة مرات ثم تفوهت بجمراتها
-اولا انا ابقى بنت عمتها وزى اختها ودى بنت خالتها، انت بقى مين وقاعد معانا ليه وبتشارك وبتحكى وبتقول رأيك كأنك مفوض من القنصلية ولا حاجه
ضحك آسر فزادها حنقاً، فردت ليلى دفاعاً عنه
-اييه يا حنين ده، آسر صاحبي وزى اخويا وفالفترة الصغننه اللى عرفتوا فيها عمل حجات كتير فيها جدعنه معايا ومحترم وعقله كبير ومحتاجه استشيره فموضوعى ده.

-لا يبقى اقوم انا
هنا تدخلت بلقيس تهدأ من حدة الموقف كعهدها
-يا جماعة حصل ايه لكل ده، احنا جايين انهاردة نشوف ليلى هتعمل ايية ونفكر وياها مش نتخانق
قامت حنين من جلستها منزعجة
-ايوة ومين آسر ده ان شاء الله اللى جاى وقاعد معانا وبيعدل على كلامى كمان
ابتسم آسر فاردفت بلقيس
-يووه ياحنين خلينا فموضوعنا الاساسى
-ياستى اتكلمى وانا اعتبرينى مش موجود
نظرت له حنين وهى تضيق عيناها وتعدل من وضع نظارتها الطبية.

-يبقى تقوم تتكل عالله طيب ده مفيش دم خالص، اللى عنده دم احسن من اللى عنده عزبة
ارجع آسر ظهره للخلف واراحه على المقعد وقال بثبات وكأنه تعمد اثارة غضبها
-مينفعش ابدا والله اسيب ليلى فموقف زى ده، كان ع عينى!
-هتقوميه ولا امشى انا بس بعد م البسه الكرسى ده فدماغه
قامت ليلى وهدأتها وهى تضحك لضحكات آسر المستفزه لها، بالكاد استطاعوا هى وبلقيس تهدئتها
جلست وسحبت من حقييتها ورقه وفتحتها وبدأت تقرأ مابداخلها.

-اسم النبي حارصه وصاينه ياختى، الأستاذ نزار قبانى ادريس بيه عنده42سنه وطبعا عارفه انه صاحب المؤسسه اللى عملتى له لقاء فيها او له الاسهم الاعلى
الاستاذ ياستى كان متجوز موديل الاعلانات المشهورة ريناد الهادى شهر وطلقها
الجميع منتبه معها وهى تتحدث، تغير لون وجه ليلى عندما علمت بزيجته السابقه وايضا سرعة الانفصال، شهر واحد!
بينما تتابع حنين والكل مصتنت لها
-عنده فيلا فكومباوند كبير، رصيده فالبنك ماشاء الله.

بيقولوا عليه هدوءه زى البحر. يخوف
انا بعتت حد يسأل لك طليقته ايه سبب الطلاق
-برافو عليكى يابت يانيمو
هتفت بها بلقيس فى اعجاب ب حنين، عدلت ياقتها ووضع نظارتها وقالت بعجرفة
-طبعا يابنتى وانا بلعب
-لا ييجى منك بجد نقطة حلوة
هتف بها آسر فرمقته كأنه شيئا لم يكن واتبعت
-لما اتسئلت الاستاذه ريناد مقالتش غير نصيب وسكتت، يعنى مفادتناش بحاجه
-ياريتنا ماشكرنا فيكى من شوية.

عدلت من جلستها واصبحت مواجهه لوجه آسر وقالت فى اشتعال
-انا عاوزة اعرف مين خد رئيك فاللى بعمله، انت مش قولت هتقعد زيك زى الكرسي اللى قاعد عليه
تعجب آسر وقال بصوت هامس
-هو انا واخد منك حتة ارض ياست انتى ماتهدى، مدفع رشاش يخربيتك
-يا ليلاااااه
بحنو صوتها المعتاد تدخلت ليلى كى توقف مهزلتهم العجيبة
-خلاص ي آسر، متعلقش ع اللى هى بتقوله كملى ياحنين
رمقت حنين نظره اخرى من نظراتها النيرانية ل آسر واتبعت.

-سمعت كده والله اعلم ان ليلى فعلا شدته، فيه مصادر من جوة مكتبه قالت ان تقريبا شاغله تفكيره اوى الفترة دى لدرجه ان نده سكرتيرته مرتين باسم ليلى
وان قالها تجمع كل التفاصيل عنك من ساعة م اتولدتى
-عنى انا
قالتها ليلى بخوف فربتت على ظهرها بلقيس بحنو بالغ، فاكملت حنين
-اومال عن امى! شكله كده شكاك جدا لانه بيستعلم عن اى حاجه واى شئ معرفش، هل دىمن طبيعته.

ولا عشان هو راجل له وزنه ف لازم يعمل كده، انا خايفه منه اللراجل ده وابقوا قولوا حنين قالت
ماهى الناس تخلف وتحدف وتطلق علينا خلفتها اللى تعر واحنا نستقبل
تأففت بلقيس من تطويلها فاردفت
-طب كملى
-مفيش اى حاجه ع سمعته تدينه، راجل صحفى قديم ومخضرم ماشى دوغرى وفالسليم
هى بس الفكرة ان ارتباطاته كانت فسنه الحالى يعنى جوزاته اللى فاتت كانت من سنتين
هزت رأسها ب غرابة واتبعت.

-كبير اوى عم نزار لحد م فكر يعمل بيت، وكمان مالوش اى علاقات نسائية ولا نزوات
اغلقت الورقه ونظرت لهم
-هذا والله ولى التوفيق. هاه ايه رئيكم؟
تنهدت ليلى بعمق، بينما شردت بلقيس بذهنها قليلا، وآسر اخذ يهز ارجله من التوتر والتفكير بينما حنين تمط شفتيها منتظرة اى رد من احدهم. قطعت الصمت ليلى بقولها
-انتو شايفين ايه، حد كويس ادى نفسي فرصة وافكر ولا ارفض
ضمت بلقيس كفها الى كف ليلى برفق، وقالت كعهدها بهدوء.

-انا شايفه انه يستحق تفكرى وتدى فرصة للموافقه
-ده ليه ياست بلقيس، الرجل الاوحد ولا اشيك ديك فمصر ده اكبر منها ب15سنه
ومتجوز قبل كده وفيه حاجه مش مظبوطه فجوازته، ايه يغصبها ليلى كده زى الفل
اندفعت حنين بكلماتها فزمتت بلقيس شفتيها وهمت بالرد.

-لا مش زى الفل، ليلى لوحدها بعد موت تيتة، لوحدها اوى والعمر بيجرى بيها واى عريس جه قبل كده كان مش مناسب لكن انا شايفه ان نزار مناسب، ده نزار ادريس هو نزار ادريس يترفض ياناس!
بتهرجوا نزار ادريس بحاله عاوز يتجوز ليلى ترفض ليه؟
-والله نزار ادريس بتاعكم ده انا شيفاه عرض سخيف حتى الواحد ميفكرش فيه
ايه نزار ادريس وكأنه مالك امر المحيطات عشان تحسسوها انه فرصه ذهبية هتفوتها.

يعرف ليلى منين عشان يطلب ايدها ويتجوزها وتكمل معاه حياته
شافها كام مرةلو عشان جمالها
قاطعتها بلقيس
-نزار كل دقيقه بيشوف ست جميله، انتى بنفسك فتحرياتك قولتى مشدود ليها هى وبس
انتى مش هتحسي بيها ياحنين
-ليه مش هحس
هنا اوقف آسر جدالهم بكلمات رصينه مرتبه
-ليلى فعلا محتاجه حد تتسند عليه ويكون جنبها وتعمل عيله، بلقيس عندها اسرتها وحنين من اللى انا شايفه شغلها وبرضو فيه اخواتها ووالدها.

انا شايف انه فرصه مناسبه جدا ل ليلى وزى م قالت حنين مفيش حاجه على سمعته، يبقى ليه الرفض
نظرت باتجاهه حنين، وخلعت نظارتها ووضعت احدى ذراعيها فى فمها واردفت
-قولتلى تطلع ايه فالقاعدة ولامؤاخذه
ابتسم آسر بثبات وعقد ساعديه امام صدره
-اخوها وصديقها وبهمنى امرها
وجهت خماسى كفها فى وجهه واردفت حنين
-ياساتر يارب، كان يوم طين لما خبطتك واتبلينا بوشك وسماجتك
-ها ياليلى، المهم هو رأيك انتى، حاسه ايه شايفه ايه.

نظرت ليلى الى بلقيس صامته خائفه متردده ك عهدها، فقطع الحيرة آسر عليها
واردف
-ليلىاكتبي كل اللى خايفه منه فالتجربة دى فورقه، واكتبي كل اللى شيفاه مميز فيها وقارنى الكفة الارجح وافقى عليهااظن ده حل يرضيكى!

بللت شفتيها اكثر من مرة وامسكت بشعرها كاملا وطرحته على كتفها بحركه توترية، قد اصبحت الكرة داخل ملعبها هى وحدها اما الخسارة او احراز الهدف، هم اوضحوا لها الطريق. ووحدها هى من سيمشيه فلابد من قرار صائب، ولاعزاء للمغفلون!

)فى الوقت الحالى)
قطعة من القمر. ام جمرة من النار انتى؟!
من يخبره ويخبرها انها وجهان لعمله واحدة، الثلج والنار. الخوف والطمأنينه
لون الورود النضره ربيعاً وجفاف اوراق الخريف!

اى إن كان مسماكى، قد وقع عليكى الاختيار من قبل سلطات قلبي. ولابد من نفاذ الحكم ان تبقى داخله الى ان يواريه الثرى. ،
شاردة هى فى ضوء القمر الذى يتسلل الى نافذتها ومن ثم الى غرفتها، سحبت انبوب الاكسجين خاصتها
ووقفت تشاهد جمال القمر، ولو انها استطاعت التركيز به. ل علمت بانها تفوقه جمالا وبراءه.
صوت طرقات الباب ومن ثم دلوفه اليها.
ابتسمت وسحبت الانبوب ناحية الباب لتستقبله، امسك كفها وقبله بحنو.

واجلسها وجلس امامها
-هتاخدى اد ايه فتغيير هدومك وتظبيط شعرك وكل حركات البنات دى؟
ابتسمت ليلى وعقدت حاجبيها، علامَ ينوى. فقطع استفهامها الداخلى واردف
-مفيش تفكير، انتى انهارده وبكرة اووف من المستشفى، وانا كمان اجازة هناخد يومين نتفسح ونشوف لندن
هنتسنكح هنتصور هنعمل كل حاجه هنبات ففندق عريق وبعد كده نيجى واحنا مهدودين تعب وانبساط
حدقت ب رماديتيه بعمق، رباه!

هل يتحدث بشفتيه ام بعيناه اذاً، ام ب قلبه الذى يحتضنها بقوة وكأنه سنحت له فرصة الإمساك به اخيرا؟
بعد كل ما واجهت وعانت وعاشت، احقاً وجدته عِوضاً عما لاقته فِ الماضى، ام انه مجرد اهتمام لكونها مريضة وغريبة ومُهملةتستحق الشفقة!
قطع افكارها بصوتها الهادئ ونبرات صوته العذبه التى كلما تفوه دغدغ احساسها من الداخل
-يلا مفيش وقت، 10دقايق وجايلك.

تركها ورحل، ابتسمت وسرعان فتحت خزانتها احضرت حقيبه صغيرة وضعت بها منامه وبعض اشياء خاصه تحتاجها وثياب كامله للخروج، واخذت فى حيرة اختيار اى من ملابسها ستختار لترتديه.
عالفور وقع اختيارها على احد ملابسها (الكاجوال) كى تسطيع السير والتنزه لساعات طويله، ارتدت
مشت شعرها وصنعت منه جديلتين على جانبي رأسها جعل شكلها اصغر واكثر براءه عن عمرها الحقيقى.

وضعت بعض حمرة للشفاه بعدما نظرت لوجهها الشاحب، ووضعت القليل من حمرة الوجنتين
مشطت أهدابها بفعل ال(ماسكرا) الزرقاء ل تناسب زرقة عينيها، كانت مستعدة
طرق الباب ووجدها، تأبطت ذراعه وسحبت انبوبها وانصرفا.
بين تنزه وسير، تنظر هنا وهناك يلفتها شئيا ما تقف عنده برهه
تجرى لتلحق بشئ قبل ان يختفى عن انظارها، كثيرا من الصور على الهاتف التقطاهع معا
ولها وحدها، تناولوا وجبتهم فى مطعم واكملوا رحلتهم.

حتى تعبت قدماهم، فاستراحو على اريكة خشبيه بالشارع. نظر لها ب اعجاب مبتسم
ابتسمت له وهمت بانفراج شفتيها عن شيئا ما
-بتبصلى ليه كده
-صغننه اوى وكيوته اوى بضفايرك دى، وضحكتك ومشيتك
ثم اشار الى جزء فى وجهها
-حتى فراولتك!
تبسم ثغرها بخجل، فهم بسؤالها
-تعرفى اجمل واغرب علامة بتطلع بسبب الوحم شوفتها فحياتى
ضحكت فاردفت له وهى تتحسسها
-لا وبتظهر فوشى بشكل فراوله وقت طلوع الفراوله.

-كانوا سموكى فراوله مش ليلى، ولو ان انتى اجمل ليلى واحلى من اتسمى ليلى
رفرفت اهدابها خجلاً، وهبت واقفه وسحبت يده وبالاخرى انبوبها
-يلا نكمل مش عاوزة اروح الفندق الا وانا ميته من التعب
وقف وهم بالسير
-بعد الشر عنك، يلا يافراولاية

)فى وقت سابق)
تقف حنين تترقب الحلقة وهى تذاع على الهواء مباشرة من محطتهم الفضائية.

تترقب الايجابة على اسئلتها فى اسكريبت البرنامج بشغف دون ان يحول انتباهها عن الضيف والمذيعة.
من بعيد يقف ابراهيم، يراها ويتأملها شوقا.
احقاً هناك حب كهذا؟ حب يجعلك تدهس قلبك تحت عجلات تصرفات حادة لاذعه ممن تحب؟
جذب انتباهه احد زملائه والذى يعلم جيدا ان ابراهيم يذوب عشقا بتلك الجافيه التى خُلقت ومكان قلبها فى صدرها اجوف!
اقترب منه وهمس له بهدوء، فانتبه له ابراهيم.

-ايه يا ابراهيم، كل ده حب يا اخى!انت بجد صعبان عليه
نظر له ابراهيم فى حزن وقال له بعد زفره حاره
-محدش عارف حنين زيي، حنين على اد الطوب والدبش ومعاملتها الناشفه
وتوب الراجل اللى هى لابساه ده، طيبه وحنينه وجدعة ومتسبش حد فضيقه
هز رأسه زميله واردف له مكملا لحديثه
-ماشى، بس متنفعش زوجه تكمل معاها حياتك، دى لو قولتلها بم تفتح دماغك
لو زعقت لها على اى حاجه تلبسك اى حاجه فوشك.

الواحد مننا بيتجوز ليه، مش عشان يروح يلاقى ست حنينه مستنياه كلمة حلوة، ايد تطبطب عليه
انما دى تروح متلاقيهاش ولو لاقيتها وقولتلها مثلا فين الاكل، هتقولك روح اتعشى عند امك
ضحك ابراهيم لسخريته واضاف له نظريته فى اختيار حنين لاسواها
-وهو ليه الواحد عاوز واحده مكسوره تستناه وتغسل رجليه، طالما هى بنت نفسها زيك وليها كيان زيك
-مختلفناش بس حنين دى مش ست، دى ست اشهر!

ضحك ابراهيم، والتفت وجدها تدلف الى الداخل بعد انتهاء الحلقة تضحك بانتصار فخورة بنفسها كثيرا، اقترب منها
-مبروك ياحنين، كل يوم بتثبتيلى انك مُعدة شاطرة واشطر واحده فمصر
-تسلم يا ابراهيم
انصرفت بسرعة من امامه كالعادة ابراهيم لها مثله مثل الاخرين، وهو يتحمل جموحها وكِبرها ولكن إلى متى؟

زهيد ثمن الحب عندما نقايضه، براحة عقلنا عن التفكير مالياً، ب أن هذا افضل من غيره
ب أن ولم لا فلنجرب إذا!

صوت عزف الكمانجات كان حريرياً على مسامعهم، مساحة حديقة الفيلا الشاسعة كانت مملوءه بالمدعوين
المحبين او الحانقين الحاقدين!
العروس تتهيأ بغرفتها بالفيلا، والعريس ينتظر بالاسفل مع ضيوفه.
-الله اكبر، ربنا يحرسك يا ليلو، بجد اجمل عروسه شوفتها فحياتى
ابتسمت ليلى ل ثناء بلقيس عليها واحتضنتها بقوة، عوضا عن حضن جدتها ووالدتها التى لاتعلم عنها شيئا منذ ان تركتها بعد وفاة ابيها.

دلفت حنين مرتديه قميصا وبنطالا نوعا ما شكلا غير المعتاد فى لونه وموديله ولكن هذا لايناسب زفافا، على كل حال هذا افضل من معتادها بكثير
-ايوة بقا عروسة خسارة فبابا جدو اللى تحت ده
-يا زفته انتى متعقديهاش من الجوازه من اولها، ليلو سيبك منها نزار كويس وبيحبك وكل اللى عمله الفترة اللى فاتت عشان يثبت انه شاريكى من اول م بلغتيه موافقتك
-انا فعلا فرحانه بيه
-ربنا يسعدك ياقلبي يارب.

وسط الاحتضانات والكلمات العذبه الرقيقه، هتفت حنين كالعادة بصوت عالِ لجذب انتباههما
-بت يا ليلو، عملتلك حركه انما ايه، مش خلاص خلصتى؟
بانتباه نظرت لها ليلى
-ايه يا نيمو
صفرت ب شفتاها ك صبي مراهق يقف تحت شرفة صديقه، ضحكت بلقيس وليلى لفعلتها الصيبيانية هذة
دلف والد حنين زوجة عمة ليلى بهيئته وبدلته السوداء ونظارته وشيبته التى اعطته وقارا
قبل رأس ليلى بحنو أب واردف.

-مبروك ياليلى، انا هنا مكان والدك وهسلمك لعريسك زى م انا كنت موجود فكل الاتفاقات لازم اكمل للاخر
شعرت ليلى بسعادة عارمه واحتضنته وكأنما كانت تريد ان تستشعر منه اماناً غائب عنه من مدة طويلة، ابتسمت كلتاهما بلقيس وحنين، تأبطت ليلى ذراع والد حنين وترجلت على سلم الفيلا.

كان نزار ب انتظارها بكامل حلته ووقاره، قبل وجنتها وكف يدها واخذها من والد حنين عندما سلمها له، وعندما خرج بها الى ساحة الزفاف صفق الجميع وتوسطا الجمع بأن يفتتحا حفل زفافهما برقصة على انغام الكامنجا الناعمه، الجميع ينظر ويلتقط لقطات رائعه لهما
ومن بعيد نسبيا، عند احدى الشجيرات الصغيرة كان يقف آسر مبتسما يتمتم بداخله ان يسعدها الله فى كل حال وان يجعل فى زيجتها هذه راحة البال والقلب
‏.

وقفت سيارة جلال امام منزله، بعدما ودعوا ليلى وزوجها نزار فى المطار مسافران الى تركيا لتقضيه شهر العسل.
هبط جميعهم نادر ووالدتهم وجلال وبلقيس، دلفا الى شقتهم شقيقه والسيدة وصعدت بلقيس تطمئن الى حال اطفالها التى تركتهم نائمين بفعل الدواء المخصص لهم تستودعهم فى معية الله، رأتهم نائمان كالملائكه يحافظ عليهم المولى، اغلقت الباب برفق عليهما ودلفت الى غرفتها تبدل ملابسها.

وتخلع حُليّها وحذائها، تعجبت تأخر جلال فاللحاق بها
هل دلف الى منزل والدته قبل ان يصعد، سمعت همسات صوته قريبه ترن فالهواء
خرجت الى الشرفه وجدته يقف خارجاً مستنداً الى سيارته يتحدث بالهاتف، عقدت حاجبيها بغرابة
مع من يتحدث بهذا الوقت المتأخر؟ وان كان احد عملاء المكتب لما يتحدث بصوت خفيض هكذا
ولما لم يتحدث اليه بالاعلى؟

احست بنغزه فى صدرها، دخلت من الشرفه وجذبت الستائر هل هى مغفله ام تريد التغافل حفاظاً على بيتها، ام انه مجرد هاجس ليس له اى اساس من الصحة.
طردت الوساوس من رأسها، ودلفت الى حمامها ترشق بعض قطرات المياه على جسدها لتهدئ من تعبها الذهنى والجسدى طوال اليوم.
حتى سمعت دلوف مفتاحه بالباب، نداها مرة واحدة يعتقد انها قد نامت بالتأكيد.

دلف الى الغرفة ولم يجدها، رأى اضاءه الحمام فعلم مكانها حتى خرجت ترتدى معطف الاستحام القطنى وشعرها يتساقط منه قطرات الماء وتتسلل بعض خطوط الماء على صدرها العارى نسبيا، رآها فاحتضنها وضمها له وترجل الى الغرفة برفقتها
-انتى حلوة اوى كده ليه
-ايه اللى اخرك تحت
-عادى، دخلت اشوف ماما قالتلى بعد الفرح عاوزانى شكل ادويتها خلصت ومكسوفه تقولى.

ضيقت عيناها لكذبه عليها، تبسمت مصطنعه تصديقه ودلفت برفقته وحلست الى الفراش
فسحب حزام معطفها واطفئ الاضاءه واغلق الباب. ،.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة