قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس

وريقات تقلب عدة مرات، نظرات منصبه فوقهم تقرأ بعناية. يدين تتصفح لشخص هيبته تدل على منصبه الكبير. وامامه يجلس بهزه ارجله حركته العصبيه التى تلازمه
يوزع نظراته بين اوراقه وبين ردة فعل الشخص الذى يتصفح سيرته الذاتيه، يحدث نفسه ان منذ عهد طويل لم يتقدم لامتحان وظيفى كهذا
ولكن هذا ليس بامتحان وظيفى، هو بالفعل مقبول ولكنها مجرد تعارف وشكليات ليس إلا!
-آسر فتحى راشد، خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.

اردف آسر مبتسما محاولا كتم توتره
-بالظبط
-انت كنت بتقوم بعمليه التصوير دى كهواية لكن لا صورت قبل كده اخبار او فنانين او لاعبي كورة.
قطعه آسر ب ادب بعدما تنحنح معتذرا
-انا طبعت لحضرتك الصور اللى كانت بتجذبنى وطريقتى فى التقاطها لما حضرتك كلمتنى
هنا تبسم رئيس التحرير كى يهدا من جو المقابله العام وقال
-انت مقبول ي آسر، معقول ترشحك الاستاذه ليلى مراد للعمل هنا ونرفض لها طلب.
(تنحنح ل ثوانِ ثم اكمل).

-خصوصاً بعد زواجها من استاذنا كلنا نزار بك ادريس
ابتسم آسر مجاملة له لما قال، فاردف رئيس التحرير
-دلوقت تروح للزميلة. (يكتب شئيا ب ورقه امامه) دى هتعرفك طريقه شغلنا هنا وتبدء معاها تباشر وظيفتك وهتعرف كل حاجه، متستعجلش
ب ابتسامه رضا اردف اسر بكامل ثقته
-مش مستعجل حضرتك، والف شكر لذوقك
خرج آسر من غرفة رئيس التحرير يبحث عن هذه الزميلة المشار اليها كى يبدء عمله الجديد
مصور صحفى!

وظيفه افضل بكثير مما كان عليها، فمنذ أن علمت ليلى بموهبته فى التصوير والتقاط اللقطات المميزه، وقد عزمت بان تغير مسار حياته تمام هى ترى انه يستحق اكثر بكثير.

شوفتى جوز مش طلع بيخونها!
تسللت هذه الاحجيه الى اذن بلقيس اثناء تحريرها لاحد منشوارتها بالجريدة قبل الطباعه.
رغماً عنها. وضعت اذنها وتركيزها بين فم هاتين الثرثارتين، تود ان تعرف ما الحيله التى تعرفت اليها زميلتهم الثالثة بان زوجها يخونها.

-بتهزرى! عرفت ازاى؟
-ياستى كانت شاكه فيه بقالها فترة كبيرة، حركاته كده مش مظبوطه
دايما يتكلم بصوت هادى وتكون هى نايمه
دايما تتصل بيه تلاقيه انتظار، بينسى كتير اى حاجه تقولهاله تحسي فيه حاجه تانيه خالص شاغله باله
بشغف قالت الاخرى لها
-وبعدين!
-نزلت برنامج تسجيل مكالمات على موبايله وخلته مخفى وسجل له يا حبيبتى وسمعت وعينك ماتشوف الا النور.

اطلقا الاثنتين ضحكة عاليه، وبداخل بلقيس قلبها يتمزق تذكر ما رآته منذ تلك الليلة وماتعانيه كل يوم بسبب شك يؤلم صدرها كثيرا
احقا يخونها جلال! جلال من تقرب وتودد اليها كثيرا حتى ترضى، حتى تقبل عرضه عليها الذى تكرر والح به كثيرا.
جلال الذى قدم كل مابوسعه كى تشعر هى بالسعادة، جلال اول من دخل قلبها واخرهم
هل حقا بعد كل هذا. يخونها مع اخرى!

ولكن لما الاستعجال؟ على فرض انها لمرة واحده وجدته يتهمس بالهاتف وقد كذب عليها بشأن هذه المحادثه
من الممكن أن يكون متورط بشئ ما ولا يستطيع اخبارها به!
هل هى فعلا مقتنعه بما تحدث نفسها به؟ ام انها تتغافل فقط كى تحافظ على بيتاً يحوى طفلين ليس لهم ذنب فى مرضهم ولا حيله لهم بدون اباً يراعيهم ويكون جانبهم.
ام انها تحبه لدرجه انها لا تتخيل خيانته لها وتبديلها بسيدة اخرى، هى تعلم جلال جيدا.

شخص لامبالى، طويل البال، هادئ الطباع بعيد كل البعد ان يتورط معها بشئ يجعلها تترك له الجمل بما حمل وترحل.
فهى بلقيس، بيلا التى فيوم قال فيها مدينة الحنان الكامله، فكيف له ان يُّطرد من مدينة حنانه بكل سهوله وب إرادته وهو الذى يظل متشبث بها بكل ما اوتى من قوة،!
خرجت بلقيس خارج مكتبها، احست بأنها تريد ان تتنفس هواء خارج عن حديث تلك الثرثارتين، فقابلت آسر
اتسعت حدقة عينها وتبسمت وقامت بمصافحته.

-آسر! انت هنا من امتى؟ وجاى تعمل ايه
كعهده تبسم بهدوء واردف لها
-ليلى من غير اى مقدمات جابتلى شغل معاكم هنا فالجريدة ومقالتش ليا، ورئيس التحرير اتصل بيا وعاوز يقابلنى ومعايا ورقى والصور اللى بصورها
عقدت بلقيس حاجبيها ب غرابه وقالت
-بس هتشتغل هنا ايه؟ انا ع حد علمى انت خريج سياسه واقتصاد
-مصور صحفى، هو واضح انهم هنا حابين يخدموا ليلىمعرفش ليلى ك ليلى ولا ليلى زوجه الصحفى المعروف نزار ادريس.

قالها بسخرية فتفهمت بلقيس الامر وهمت بدعوته داخل مكتبها
-تعالا طيب نشرب قهوة سوا، انا لسه مخدتش قهوتى
-معلش يا بيلا اعذرينى، لسه هشوف شغل متلتل مع زميلتكم عشان هبدء ع طول
باذن الله نشربها كلنا لما ترجع ليلى
تمهل ل ثوان كأنه يريد البوح بشئ، هزت بلقيس رأسها بانها تريد ان يتبع حديثه
-هو ينفع لما تيجى ليلى اروحلها وياكم اباركلها وعالاقل اشكرها عالشغل؟
تبسمت بلقيس له واردفت.

-طبعا، هنظبط انا وحنين وهقولك وقتها
نظر لاسفل بعدما عض على شفتيه ورفع عيناه ل بلقيس، فهمت هى بسؤاله
-ايه يا آسر عاوز تقوللى حاجه!
زفر زفره طويله ثم اردف
-هو لو جيت معاكم اشوفهاممكن ده يعمل لها مشكله مع جوزها؟
بعطف اخت كبرى بقلب كبير، رغم ان عمرها يقارب عمره ولكن بلقيس لديها الحنان مايكفى
امبراطوريةربتت على كتفه واردفت
-انت عاوز تشوفها وخايف عليها مش كده؟
هز رأسه ايجابا فتابعت هى.

-متقلقش، نزار راجل عنده ذوق واكيد هى هتحكى له عن علاقتكم
مفيش حاجه يا آسر
ابتسم لها وصافحها، ومضى كلاً منهم بطريقه يشغلهم بنفس الدقيقة
شخص واحد ليلى!

قد تخدع غيرك فى صورتك الخارجية حينما تبدو على اكمل وجه لايشوبها شيئاً.
ولكن عند الاقتراب يمكننا ان نرى اكثر من عمقك الذى تخفيه ب إحكام دون ان تدرى.

كانت تحاول فتح عيناها بتثاقل بعد نوم دام ل 10ساعات متواصل إثر سهرة جديدة من سهراتها الجميلة مع شريك حياتها، أخذت تحرك فى اهدابها باصابعها وتفركهم كى تستطيع الرؤية، ف رأته جالس بحانبها ينظر لها ب حب عميق.
تعجبت من جلسته هكذا وابتسمت وهى تردف
-انت قاعد كده ليه
ب أنامله ابعد خصله من خصلات شعرها المنسدلة على جبهتها برفق وهمس بصوت خفيض
-طيب مساء الخير الاول
ابتسم ثغرها، واعتدلت من نومها وقالت.

-مساء الخير، كنت قاعد كده ليه وبتبص لى
قام نزار بجذبها له يدنيها منه اكثر، وتنهد وهمس ب اذنها
-عشان وحشتنى عيونك اوى، وطول م انتى نايمه كنت مستنى تصحى عشان اول م تفتحيهم
تشوفينى انا
ابتسمت ليلى، وقامت برفع الغطاء عنها لتترجل وتذهب خارج الغرفة الى الحمام ف اوقفها
-مبسوطه ياليلى؟
تعجبت من سؤاله، كيف له ان يسألإنها حقا سعيدةعروس ب اجمل ايام حياتها.

سافرت بلاد لم تحلم يوما ان تخطيها قدماها، ف كانت محطتهم الاولى تركياثم لبنان وبعد ذلك المانيا، ترى من العجب مالا تتوقعه عيناها او تسمع وتكتشف مالا يتخيله عقلها
وكل هذا برفقة رجل يتمنى رضاها بكل دقيقه وكل ثانية. يهيم بها عشقاً نائمه غافيه او متيقظه
شعرها اشعث او ب اجمل حِلتها، بضحكاتها الطفولية او بوقار كلماتها حينما تضعه فى محله.

ف ليخبرها حقاًما الذى يجعلها غير سعيدة، اكافرة هى بنعمه المولى حاشا لله!
-طبعا مبسوطه يانزار، جدا
افتعلت كلماتها فعلتها السحرية، جعلته يطبع على جبينها قبله حانيه ويردف لها
-ولسه ياليلى، انا هخليكى تشوفى معايا اللى عمرك ماشوفتيه
-طب انا هدخل اخد دش، وأطلب لنا الفطار
ضحك ساخرا من كلماتها وقال
-فطار ايه احنا بقينا المغرب، خدى دش وهناكل فحته مكان ميخطرش ع بالك.

فرحت ليلى فاحمرت وجنتيها، وظهرت تلك العلامة التى تميزها، علامة ثمرة الفراولة بذقنها!
امعن نزار النظر واقترب منها
-ايه ده ياليلى! ده جديرى ولا تعب معرفوش انتى تعبانه؟
قالها بهلع بالغ، فنظرت للمرآه وضحكت وهى تتحسسها وادارت وجهها له، بعدما تعلقت بعنقه دلالاً
-انا محكتلكش عن اغرب علامة وحمة فمصر!
عقد حاجبيه دون ان يعقب، فاكملت هى.

-تيته حكتلى، ان ماما وقت حملى كان نفسها ففراولة ومكانش اوانها عشان كده طلعت فوشى
وقت نضج وطلوع الفراوله تفضل ظاهره كده لحد موسم الفراولة ما يخلص
قهقه بصوت مرتفع وجذبها ل صدره فجعلها تضحك هى الاخرى، ثم نظر لها
-انا كنت خايف يكون تعب ولا اى حاجه
بدلال نظرت له
-كنت هتعمل ايه
-طبعا كنت هشوف دكتور مستشفى اى حاجه اعملهالك عمليه حتى، المهم انتى متتألميش ياليلى.

انا خوفت بجد تكون حاجه خطيرةانا اخاف عليكى من اى حاجه توجعك انتى خلاص بقيتى بتاعتى لوحدى وانا هفضل الحارس بتاعك وكأنى بحاوط عليكى بحضنى واحجز عنك اى شئ فالدنيا وحش
فغر فاهها تعجباً، احقا الى هذا الحد يهيم بها عشقا؟
متى وكيف ولماذا؟
هى تعلم جيدا ان زوجته السابقه كانت جميلة للغاية وجمالها يجذب الانظار، وايضا يتحدثون بان لها شخصية واثقه بذاتها وروحها تلفت انتباه اى شخص للاقتراب منها.

ومع ذلك انفصلا بوقت وجيز لو تحدثنا بتفصيليه اكبر، فهما بالتأكيد ماكان لديهم متسع للاختلاف والانفصال فى ايام شهر العسل!هل بالفعل احب ليلى دون غيرها فى هذا الوقت الوجيز ولم يحب الاخرى او تعلق بها حتى! سيظل السؤال بداخلها، لماذا كل هذا الحب الذى بداخله لها، والذى يدعوها للغرابة اكثر طريقته معها هو حقاً صادق، فقلبها لم يُكذب حدسه مرة على إلاطلاق.
-انت بجد بتحبنى اوى كده!

-حسي السؤال ومتستنيش اجابه ياليلى
لم تتفهم إجابته، اشار لها ب ان تسرع ماستقوم به حتى يلحقا وقتهما الجميل كمعتادهم منذ بداية الزفاف سوياً.

كانت تنتظره بلهفه، فاليوم هو اخر ايام اداء فحصهم النهائى لهذا العام الدراسى، واخر عام فى دراستهم بالعموم.
حينما افرغت اجاباتها على ورقة الاجابات، خرجت وانتظرت امام لجنته مع كل طالب يترجل خارجها تراقب وجهه حتى رأته فاقبلت نحوه.
-عملت ايه يا حبيبي.

-الحمدلله يا ميريهان، المهم انتى عملتى ايه
هزت رأسها ورفعت اكتافها بلا مبلاه وقالت
-مش مهم اللى عملته عملته، اهم حاجه ان خلاص اتخرجنا وخلصنا والتعليم بح بقا ياسااتر
تنهد نادر بقلق وهو ينظر حوله
-لا طبعا لسه النتيجه والتعيين والشغل
قطعت حديثه بثرثرتها البلهاء كعادتها
-يووه يانادر دايما خايف دايما قلقان، ماتسيبها تيجى زى ماتيجى
-ماهو يافالحه لو سيبتها تيجى زى م تيجى، لا هعرف اخطبك ولا اتجوزك ولا اجيب عفش.

طرقته بخفه ب ابهامها فى جبهته وقالت
-ياعم يعنى لو فضلت شايل الهم فيه حاجه هتتغير فكك
-عارفه ياميرا
-ياعيون ميرا
-يعجبنى فيكى انك هبله!
-قلب وعقل الهبله والله
ضحك وطرق كفا ب كف وهو يتلفت حوله، فهمت هى بسؤاله
-يلا بقا نروح ناكل عشان واقعه اوى، ونشرب حاجه ونقعد شوية سوا
هز راسه ايجابا وهو يردف
- فعلا، عشان مش هقابلك تانى لحد م اجى اتقدملك
مطت شفتيها باستياء فقال هو.

-واعدلى بوزك، عاوزة ايه يعنى اتسنكح وياكى واحنا مفيش حاجه رسمى
-طب امتى طيب، كنت بشوفك ع حس الجامعة بعدين هعمل ايه
عقد حاجبيه وامال ب رأسه يسارا، حديثها الذى يؤرقه دوما بالحاحها المستمر اصبح عبئ لديه
-ميرا، انتى عاوزة نتخطب عشان اشوفك وتشوفينى ونخرج ونتصوروياسندى وياضهرى
وكل العبط بتاع دماغ البنات ده، لكن انابفكر غيرك تماما مع ان المقصد واحد
تأففت ميريهان وعقدت ساعديها امام صدرها وقالت.

-ودى احلى حجات اللى بتقول عليها عبط دى، بجد بفكر امتى مثلا هكتب اتخطبت للكراش عقبالكم يابنات
استجاب فعلا ادعوا ربنا كتير
خطيبي خرجنى تحت المطر، اعمل استورى لينا بتاكلنى شيكولاته وتاخد حته من بُقى
ضيق عيناه واقترب منها بحده فرجعت هى للخلف خطوة
-اعمل ايه؟!
-تاخد حته من بُقى وفيها ايه يعنى، ماكلهم بيعملوا كده
-ميريهان انتى مخلوله، وانا بصراحه معرفش فالبيت هفتح معاهم الموضوع ازاى واقولهم يا جماعة.

تعالو اخطبولى واحده هربانه منها كل اللى هاممها تعمل ستورى وتنزل بوستس واشيلها تحت المطر
قطعت حديثه
-وتاخد منى الشيكولاته دى اهم خطوة
-تصدقى بالله انا اللى جبته لنفسي، قدامى ياهبلة
دفعها تمشى امامه وكعادتها تضحك ضحكتها العاليه وينهرها وهى على افعالها التى تستفز رصانته، ولكنه الحب هو من يجعلك تتجرع المر بطعم العسل وتتقبل الغير مرغوب فيه بصدر رحب.

)فى الوقت الحالى).

سيدى الطبيب. سيدى الطبيب، يجب ان تستيقظ حالة السيدة ليلى تحتاجك الآن!
استفاق من غفوته على صوت مساعدته، فخرج مذعورا متوجه الى غرفة ليلى بالمشفى خوفا من ان يكون حدث لها مكروه او انها دخلت الى نوبة حادة من نوباتها وتستدعى تدخله.
دلف الى غرفتها بسرعه، وجدها تتألم وعلى انفها كمامه جهاز الاكسجين، ودمعاتها تسيل اغرقت وجنتيها، امسك كف يدها بشدة وسط كفيه وقال.

-ليلىقاومى ياليلى، قاومى انتى اقوى وبتعديها كل مرة
بينما من الواضح ان هذه المرة ليلى كانت تعانى حقاً، ف انفاسهاكل كادت تخرج تذبح رئتيها فتصرخ الماً، بينما هو كان يعطى أوامره الطبيه للمساعدين فى الغرفة، هتاف صوته كان يدل على خوفه عليها
لست مجرد مريضه فحسب، اختلجت عضلة فكه وعينيه بين جهاز التنفس وجهاز نبضات القلب وبينها وكفها المتشبث به.
-اسرعوا، ليس هنا المزيدافرغوا محتوى المخدر بالانبوب.

صوته كان يحمل خوفاً غير عاديه، يداها تقبض عليه كأنها توصيه لاتتركنى، خائف هو دقات قلبه تحدثه
هل سيخسرها؟ هل ستضيع منه ليلى حقاً!
-ليلى، قوليلى حجم المك كام من عشرة
ببكاء مرير كاد يمزق قلبه إرباً، اشارت له رقم 10بكلتا يديها، وبعد ثوانِ هدأت
هدأت تماما واصدر جهاز النبضات القلبيه صوت صفيرته الشهيرة بأن الخط قد استقام!
بأعين فزعه، يوزع نظراته بينه وبينها وصرخ بحدة
-احضرواجهاز الصدمات الكهربائية، اسرعوا.

حاول مرةاثنينوالجثة همدت، حتى همست احدى المساعدات
-قد ماتت بالفعل، ساعة الوفاه
صرخ بحدة فى وجهها، ثم استفاق وجد نفسه فى فراشه!
نفسه المتقطع وصدره الهابط والصاعد وعيناه التى تمشط المكان حوله، انه بغرفته كما هو
نائمانه كان حلماًلا والله بلى انه كابوساً!
ارتدى معطفه الابيض كطبيب، وضغط زر المصعد ليكون بجناح غرفتها بالمشفى
ترجل نحوها حتى وقف عندها، فتح الباب بهدوء وجدها تغط فى سبات عميق. نائمه ك ملاك صغير.

تعبر تلك الانبوب الرفيعه من تحت أنفها كالمعتاد ويفترش شعرها حولها على الوساده.
زفر ب راحة اخيرا واغلق الباب وهو يهمس الى نفسه
-اوعى تمشى ياليلى، انتى اقوى من كل اللى عدى وكل اللى جاى فحياتك
تحذيرى الاخير ليكى، مش بعد م تعلقينى بروحك تضيعى منى، إياكِ!
‏.

لو تبتعدين حد السماء، ساقترب انا بطائرة نفاثه كى اصل اليكِ، لو اعلانك لى اننى اتمركز بعقلك بصب السباب واللعنات. ف فى ذات يوم سأتمركز قلبك وسأستمع من شفاتك ارق الكلمات.

كان موعد مفاجئ قد تعمد فعله ابراهيم، حينما اخبر والدته انه يريد ان يتقدم لخطبة زميلته حنين عبدالله، وبعد موافقه والدته وفرحتها ب هذا الخبر، حاول بطرق شتى ان يعثر على رقم والدها ويهاتفه ل يأخذ منه موعد. ولكن فى اثناء المكالمه طلب منه ان يعد هذا الموعد مفاجأة ل حنين وان لايخبرها وقد كان.
-آنستنا يابنى.

قالها والد حنين مرحبا به بعدما قدم الفتى الصغير اخر العنقود فى إخوة حنين المشروب تحيه الضيافه، ف تنحنح ابراهيم وبدء يسترسل كلماته فى طلب يدها على مرأى ومسمع والدها واخوتها الذكور الحاضرين
-انا ياعمى يسعدنى اطلب ايد حنين، ويشرفنى لو وافقت حضرتك
وباذن الله اى طلب هتطلبه حضرتك او هى اوامر بالنسبة لى
تبسم والد حنين ونظر ل ابنه الاكبر سعيد، ف هم الابن الاكبر بسؤال ابراهيم.

-انت زميلها يا استاذ ابراهيم مش كده
-اه فنفس القناه، معد برامج دينيه
-ابراهيم بيشكر ف اخلاق حنين، وبصراحه وقت عمليتى انا شوفتها مرة ودخلت قلبي ع طول
نطقت بها والدة ابراهيم اثناء الحديث ثناء على حنين امام اهلها، قام احد اخوتها بتقديم المشروب والحلوى لهم
ومن ثم اجتذاب أطراف الحديث حتى يقوموا بمجاراة الوقت الى ان تأتى حنين.
وبعد مرور ما يقرب من ربع ساعه، سمعوا دلوف مفتاح الباب وصوت دندنه حنين وهى تدخل.

-السجن بقا بيتى، بسجارة خربت بيتى. اصحى معايا متنامشى انا مباكلش كرانشى
-تعالى ياحنين سلمى ع ضيوفك
سمعت هتاف والدها ولوت شفتيها بتعجب ودلفت لتجد ابراهيم ووالدته وامامهم باقة من الزهور
فغر فاهها وهزت رأسها وعلمت المقصد من الزياره
انفرجت شفتاها عن الترحيب بهم، وياليتها مارحبت!
-اه انا عارفاها القاعدة دى، مش موافقه يا ابراهيم وخد امك وروح عشان الضغط عندى عالى!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة