قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس عشر

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس عشر

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الخامس عشر

)فى الوقت الحالى)
اذا كنت تظن انك تعرف نفسك جيدا وتعلم عنها كل شئ، انت مخطئ!
ف انتظر حتى تقع فى شرك حب احدهم وقل مرحبا لذآك الآخر،
شارع بيكاديللى، اهم وابرز وأشهر شوارع لندن. كان فى استقبال تجوال ليلى ويزن بيوم عطله عن المشفى
بعيدا عن العقاقير عن اجهزة التنفس، عن رائحه المورفين
عن التعليمات والاطعمه المطبوخه بطريقه صحيه لاتحتوى ابدا على طعم شهى او لذيذ.

دلفوا الى السينما ومن ثم بعدها جلسوا الى احد المطاعم يتناولون وجبتهم تحت اشراف طبيبها يزن بالطبع حتى وان كانت عطله ونزهه لابد من اتباع التعليمات الطبيه.
-شايفه التمثال ده يا فرواله، اسمه ايروس
نظرت ليلى ب اتجاهه وهى تتناول طعامها وابتسمت فاستطرد يزن
-بعد م تخلصى اكل نتصور جمبه انا وانتى، وجمب الاعلانات الضخمه دى كمان
أردفت ليلى ب اهتمام وهى تنظر نحوهم.

-اه فعلا ضخمه اوى وتشد الانتباه، بس روووعه كل حاجه فالبلد دى روعه
ماعدا البرد
ابتسم يزن وامسك كفها كعهده يدفئهم، فابتسمت هى
-انا مقصدش برد الجو
-اوماال آيه
تنهدت ليلى وقالت بعينان ارتسم فيهم الشجن والحنين
-برد المشاعر، برد المعامله، برد الناساشتقت للى كنت فيه قبل م اجى
ربت على كفها يزن بحنو واردف
-وحشوكِ كل اللى هناك مش كده؟طب مين اكتر حد وحشك فيهم كلهم.

ابتسمت ليلى فور تذكرهم واحد تلو الآخر، وبدات تروى مابها وقد لمعت عيناها اشتياقا
-بلقيسمامتى اللى مخلفتنيش ومش اكبر منى اوى بس بتعرف تلملمنى بتعرف تضمنى بتعرف تاخدنى جواها تخبينى. نيمو بقا، العقل المدبر المخ والعضلات فنفس الوقت
حنين قائدنا مش عشان هى اكبرنا وبس، هى فعلا حد مسؤل وبيعرف ينتقِ افعاله وتصرفاته
رغم اعتراضها الدائم على كل تصرفاتى. ودايما انا وهى نشد سوا بسبب اسلوبها.

بس مقدرش استغنى عنها، اخ ولد ليا فصورة بنت
ابتسم يزن لتشبيهها ل حنين، فاكملت ليلى
-آسر. قدره حطه فطريقى، مرة انا ادشدشه بعربيتى ومرة يتضرب من تحت راس حنين لما يتفشفش
ومرة يدخل القسم بسبب بيلا وحاجه منتهى الغلب الازلى، معرفته لينا جاياله بمشاكل
بس سند وراجل. جدع وصاحب صاحبه، حاجه حلوة فدنيا كلها مُر
اختلجت عضلة فك يزن إثر وصف ليلى ل آسر ولقد عاد الى ابتسامته كأن الامر لم يكن وهم بسؤالها.

-هما دول بس؟ ولا فيه حد تانى مشتقاله
شردت وارجعت ظهرها للخلف وقالت بنبره تشوبها الحزن
-مقدرش انكر ان كان فيه ناس غيرهم، معرفش يستحقوا اتكلم عنهم ولالا بس هما سببولى وجع كبير اوى
بس على اد وجعهم انا شوفت معاهم ايام حلوة منسهاش
-طب وليه الدمعه اللى واقفه على باب عيونك الحلوة دى
سقطت دمعتها رغم عنها فبادر هو بمسحها بأطراف أنامله، قاما الاثنين وترجلا خارجا
اراد تغيير الموضوع يزن كعهده فى تصريف الامور بحكمه.

-تعرفى اننا يعتبر وسط لندن وحوالينا اجمل واشهر شوارع، يعنى لو مشينا من هنا اخر الشارع هنلاقى شارع بوست ستريت لندنومن هنا نقدر نطلع على شارع ريجنت او بوند اللى هما اصلا احسن وافضل شوارع للشوبينج ومنطقة سوهو دى اللى فيها مدينه الالعاب الترفيهيه واللى هى عمرك م شوفتى احلى ولا امتع منها بحياتك، لكن طبعا احنا فيين
اردفت ليلى بعفوية طفله
-بيكاديللى.

-يعنى احلى هدايا تذكارية نلاقيها هنا، تعالى نختار منها ونتفرج ونطلع عالشوارع دى نتسوق وبالمرة
تحكيلى عن اغرب خناقه اتخانقتيها مع الثلاثى بتاعك عاوز اعرف دام خصامكم لمدة اد ايه
ضحكت عاليا ليلى وهى تخبئ شفتاها بيدها كعهدها وبدأت تروى له احدى نوادر وسابقات مشاداتها مع الثلاثى آسر وحنين وبيلا.
)الوقت السابق)
40مكالمة فائته، كان الهاتف يضئ ويطفئ عدة مرات. ب إسم بلقيس كثيرا.

وحنين وأسر ووالد حنين وزملاء عمل ليلى بالجريدة واجابتها هى الصمت تنظر ناحيته بعدم اكتراث على وضعيته الصامته. نائمه متيقظه بدون اكل بدون نومدون حراك.
لاتستجيب لطرق باب منزلها لأى احد منهم، عادت الى منزل الجدة مجددا وحدها، تعيسة، حزينه، مهزومه.

بعد مضى الساعات طرق الباب عدة تقريعات، لم يسأم الطارق ابدا ظل يطرق الباب مجددا ومجددا من الواضح انه لديه اصرار لتفتح وتجيبه حتى لو صبت على رأسه السخطات واللعنات.
شعرت ليلى بالضجيج من كل هذا الطرق، ومن الطارق اذا!
-عاوز ايه يا آسر؟!
نظر لكلتا مقلتيها ب رجاء، وتحدث وكأنه يحدثها لاول مرة
-عاوز تسمعينى واتطمن عليكِ 10دقايق بس، بس 10دقايق من فضلك ياليلى
زفرت ليلى بنفاذ صبر، فاستطرد هو حديثه.

-عشان خاطرى ياليلى، هقعد هنا عالسلم حتى بس اسمعينى
ابتعدت عن طريق الدخول، فانفرجت اساريره ودلف الى الداخل. جلس وجلست امامه غير ناظره له
فبادر هو
-عامله ايه
-جاى ليه يا آسر، انا قولتلك انى مش عاوزة حتى المحك ف اى حته، عاوز ايه
تنهد وبدأ يتحدث بصوت متهدج يشوبه اللوم والضيق والخزى
-عارف انى خذلتك، عارف انك زعلانه منى. بس اللى بيتحكم عليه بالاعدام بيتسئل الاول عاوز ايه.

وانا اعدامى انى ابعد عنك ومطمنش عليكى. وطلبي الوحيد تسمعينى
تبسمت ليلى بسخريه واردفت له
-الصحافه علمتك ازاى تجود ي آسر، اهلا بيك كويس ان كان ليا ايد فحاجه تبارزنى بيها بكلامك دلوقت
-انا مش ببارزك بالكلام ياليلى دى الحقيقه، ايوة عرفت حقيقه نزار وسكتت مش خوف منه بس خوف عليكى
ع فكره هو لو غنى بفلوسه ونفوذه وانا ع ادى فربنا معايا واتعلمت ان اللى معاه ربنا ميهابش مخلوق.

لكن انا فكرت فيها، لو قولت حنين كانت هتدمر سمعته وكان هياذيكى
ولو ع بلقيس هى مش هتسكت وتقولك وبرضو هنوصل لنفس النتيجه ممكن يخفيكى فاى حته ومنعرفش عنك حاجه وبكده انا كان ممكن اموت نفسى عشان كنت السبب
-انت عرفت من ريناد الهادى ازاى، كان فيه حوار معاها فالشغل
طرق برأسه اسر اسفل قدميه ومن ثم تحدث.

-لا ياليلى، انا روحتلها مخصوصمن يوم م شوفت نظرته وقت م جينا وباركنالك لوفاكرة وانا من وقتها خايف عليكِ. حاسس انك مش بخير
قاطعت ليلى حديثه لتقول بسخرية
-وروحت وعرفت وسيبتنى اغرق حتى ممدش ايدك كان زمان اللى فقدته موجود، كان زمانى طلعت من الجوازه دى بنفسى عالاقل مش خسرانه روحىخسرانه باكبر واحلى حلم عيشته طول عمرى
انى اكون ام
هنا اندفع آسر بالقول وب علو صوته اردف.

-حتى لو كنت قولتلك كنتِ هتفضلى، انا سالتك فخطوبة حنين قولتيلى انا كويسه
انتى مستسلمه وضعيفه ياليلى، انتى كنتِ مبسوطه بتعذيبه فيكِ
انتى استحملتى ضرب وذل ومهانه وحبس ومعرفناش غير فالاخر، يعنى لو كنت قولتلك كنت هتفضلى خاضعه
متحملنيش كل الذنب، انتِ عندك ذنب برضو
هبت ليلى من مجلسها لتقول ب انفعال يشهد انها لاول مرة تفتعلها
-ولو مكانش اذانى الاذى الاخير كنت هفضل وهكمل عارف ليه؟

نظر لها آسر متعجب منها ومن عيناها الذابلتين الدامعتين فقالت هى
-كنت هكمل، عشان انا طول الوقت بدور عالامان عالسند عالعيله، نزار كان امان وسند
نزار لولا اللى حصل كنت بسعى بسببه للعيله اللى اتحرمت منها
انا كبرت ضعيفه، عارف ليه ي اسر كان عندى 7سنين لما بابا مات
ملحقتش حتى اشبع من حضنه، وبعدها ماما سابتنى سابتنى مفكرتش مرة تسأل عنى من وقتها لدلوقت.

ربتنى تيتهست كبيرة فالسن طيبه، هتعرف ازاى تعلمنى اكون قويه تعلمنى اخد حقى
تعلمنى مخافش، محتاجش لحد، طب ازاى كل ده وانا اصلا محتاجه وعطشانه وجعانه طول الوقت
محتاجه دفا عطشانه ناس جعانه امان، ازاااى وحتى هى سابتنى برضو الدنيا تشيل فيا وتحطنى وانا لوحدى
عارف ليه معملتش حاجه فنزار ولا حتى شكوى فقسم بوليس او خليت جلال يرفع عليه قضيه!
ينظر آسر لها كما هو لم ينطق ببنت شفه كلمه واحده وهى تتابع.

-عشان نزار كان بيخاف عليا من الهوا، الالم مش عاوزه يقرب منى حتى كان كل حياته ليلى
عارفه انه مريض نفسيومريض من الدرجه الصعبه، طب وفيها ايه انا كمان مريضه
مريضه عدم امان وحياه. مريضه خوف الفقد مريضه استرجاع الماضى
عارف لو ماذنيش كنت هكمل معاه
-تكملى وهو بيضربك وحابسك حتى انفاسك بيعدها
-فيه كام حد فحياتى شغله الشاغل ليلى بكل حاجه فيها؟
-انا!

نطق بها رغما عنه ب اندفاع مشاعر، استطاع كتمانها طويلا ولكن لم تعد ب استطاعته اكثر من ذلك
تعجبت ليلى ونظرت نحوه، فعدل آسر ماوقع به للتو
-انا مهمه عندى ليلى، انتى وكل اللى بيشغلك مهمه عندى وعند بلقيس وحنين ليه مهمشه نفسك كده
-عشان انا جزء من حياتكم، جزء من حياة اى حد لكن مش كل حياة حد ابدا ولاحتى امى اللى خلفتنى كان كل حياتها هى وبس!
رق قلب آسر لحالها، وهم بقول كلمات تثلج لهيب روحها المشتعله قليلا.

-ليلى اطلعى من وحدتك دى، اطلعى من عزلتك، ارمى اللى فات ورا ضهرك وبصِّ لقدام
متخليش حد يحاول يطفى ليلى ومتستلميش لاى حاجه تضعفك قومى تانى وحاولى وعافرى فالدنيا لحد م تاخدى اللى انتِ عايزاه.
جلست ونظرت لاسفل قدميها، فتحرك من جلسته ليكون بجانبها ورفع وجهها له
-اوعدينى ياليلى، اوعدينى
-مش قادرة خالص مش عارفه.

اجهشت ببكاء مرير، وكأنها طفله ضلت طريق عودتها لمنزلها تتشابه كل الوجوه امامها وكل الطرق وكل الاصوات ضائعه كعادتها، ضائعه وتريد هداية لطريقها.
دون تخطيط سابق اسندت راسها بصدر آسر ودفنت وجهها بملابسه واخذت تبكى وكأنها تتخلص من اخر دموع بمقلتيها، ضمها آسر بحنو أخ لها هذا الامر بالذات يستدعيه جانبها، طبع قبله على شعرها إثر بكاءها وهى يتحدث لها.

-، ارمى اللى فات ومتعيطيش عليه، متخليهوش ياخد من وقتك اكتر من كده متخليهوش يهزمك
تجربه وعدت واتعلمى منها
رفع وجهها له ب انامله وتحدث مصوب عيناه على فيروزتاها وكأن حديثه طلق نارى وعيناها الهدف
-خدى وقت وجعك ومتطوليش، وارجعى لنا احسن ليلى فالدنيا
فتورذبول. ركود، تلك هى الاشياء التى يعانيها ابراهيم فى علاقته بخطيبته حنين، ماذا عساه يفعل
حتى يذيب هذا الحجر. ايكسره بالقوة ام يحاول تهذيبه بالحنان؟

يعملان بنفس مكان العمل وتتعامل معه وكأنه زميلا ليس اكثر، حتى فى محاولاته معها لكسر الحاجز باءت بالفشل. ياللحيرة ويالقسوة مضغتك الموضوعه فى صدرك يا حنين.
وكيف اسمك حنين وانتِ كل معانى القسوة فى صورة فتاه!
-معلش هطلب منك طلب واعمليه لاخوكِ ابراهيم
كان رجاء ابراهيم هذا موجه الى احدى زميلاته بالمحطه الفضائيه فهمت هى بالاجابه
-اؤمر يا ابراهيم خير.

ينظر ناحية غرفه الأعداد مكان حنين الدائم ويرجع بنظرته ناحية زميلته واردف
-بصى، عاوز انكش حنين اخليها تغير عليا هنمثل تمثيليه كده ان انا وانت بنهزر وانى عازمك عالغدا وكده وخليها تشوفنا
-لا ياهيما حنين مبتتفاهمش لحسن تخبطنى بدماغها فدماغى تجيب اجلى
-متقلقيش والله دى تلج اراهنك حتى لو عملت اى رد فعل، دى لابتغير ولابتعرف تحب ولا تناغش ومصيبتى سوده
ضحكت زميلته طويلا واردفت
-طب يابنى عملت كده فنفسك ليه.

-عشان بحبها من بختى، هاه هتنفذى معايا معلش بالله عليك اول وآخر حاجه اطلبها منك
وافقت زميلته على مضد، وبدأت الخطه. توجها بجانب غرفة الإعداد وتحدثا بصوت مسموع لها نسبيا، حول انهما قد يتناولا وجبه الغداء معا بالخارج فى احد المطاعم ومن ثم بعدها القى ابراهيم نكته قديمه وسخيفه نوعا ولكن زميلته اصطنعت الضحك عاليا، انتبهت حنين وقامت من مجلسها وخرجت اليهم.

غرست القلم بكعكة شعرها ووضعت يديها فى جيب بنطالها واردفت اليهم باستهزاء
-ايه الجمال ده يا سى ابراهيم سردينه
تصنعت زميلتهم الارتباك بينماعلى اتسعت ابتسامه ابراهيم على بداية نجاح خطته
-ده ايه ياعصافير الكناريا ده، سامعه مش متأكده غدا وهزار وكركره ومرمره ولا كاننا فكباريه الفورتيكانا
خير ينفع اقف اشوف فيه ولا غير مسموح
-طب عن اذنكم انا
سحبت زميلتهم نفسها من بينهم وتركت ابراهيم فى مواجهه حنين وحده.

-ايه ياحبيبتى انتِ بتغيرى؟
-بص يا ابراهيم ياخويا عشان بس المرارة مش مستحمله، عاوز تخرج تتغدا تهزر تنكت اتحرق بسولار
لكن بعيد عن مكان انا فيه ليه بقا
-عشان بتضايقى
ضحكت بسخريه ووضعت احد كفيها على كتفه
-اتضايق ايه ياحسب الله صلِ عالنبي، عشان منظرى هنا فالشغل. انت بقا عاوز تتمرقع وتهزر يبقى نفسخ وكل واحد يعمل اللى عاوزه قولت ايييه
جزت على اسنانها اثناء نطقها لكلماتها الاخيرة فخاف هو ورجع خطوتين للوراء.

-لأ فسخ لأ، خلاص انا اسف ياحنين انتِ بس متضايقيش واعتبرى انها مش هتتكرر
-اه ياخويا متتكرش، متعمليش فيها البطل احمد عبدالعزيز وانت بالكتير احمد رزق
تركته ودلفت للداخل، زمت هو شفتيه حنقا وشعور الخذلان يحطمه. ولكن هذا هو اختيار قلبك منذ البداية
اما السير بطريقه صامد حتى ترفع راية نصرك، او الانسحاب تلملم ذيول خيبتك.

دق جرس المنزل، فتحت ليلى لتجد باقة زهور يحملها عامل من محل الورد، تحملها وتوقع بالاستلام وتغلق البابفى وسطها بطاقه مكتوب فيها كل سنه وانا هفضل احبك حتى لو اخترت البُعد. كل سنه وانتى طيبه
نزار ادريس.

مطت شفتيها والقت بباقه الزهور فى سلة المهملات، وفى منتصف النهار دق جرس الباب ثانية فتحت لتجد كلا من بلقيس وحنين وأسر وبعض زملاء الجريده مبتسمين يحملون هدايا، الجدير بالذكر قام احدهم بإطلاق-صاروخ-للزينه عندما فتحت الباب وقالوا جميعا ف صوت واحد جهور
سربرااااايز كل سنه وانتى طيبه ياليلووو
على نظرتها لهم الغير مباليه تفوهت بكلمه واحده اليهم
-انا معنديش اعياد احتفل بيها، معلش مش قادره اشوف او استقبل حد.

عن اذنكم
تنحنحت واغلقت الباب!
وهى هتفضل كده لامتى؟
كانت تقوم بلقيس بوضع صحنين من حلوى -البفاريا-امام نادر ووالدته، فاردفت الى نادر بالرد على سؤاله
-محدش يعرف، بقالها كتييير اوى فى عزلتها دى ليلى ولابتطلع ولا بتدخل ولابتشوف حد ولا بتستقبل حد
تناول نادر احدى الصحنين ليتناول بلذه بدت واضحه على قسمات وجهه.

-تسلم ايدك يا بيلا، بصى ليلى دى بالعافيه لازم تطلع من اللى هى فيه بالذوق بالعافيه لو سيبتوها هتفضل على حالها اللى هى فيه ده اكتئاب على فكره
-انا عارفه ومضيقانى وهى كده، بتصل بيها بترد بطلوع الروح حتى زيارات البيت مش بتستقبل حد نفسي ترجع زى م كانت، منه لله نزار
تستمع اليهم والده جلال وهى تتناول الحلوى، فقامت بالتدخل فى الحوار المقام حول ليلى.

-والله هى لا اول ولا اخر من تطلق عشان كل اللى عاملاه ده، ولاعشان العز اللى كان معيشها فيه
وخلاص رجعت لبيت جدتها اللى على اده
غضبت بلقيس وظهر واضحا فى انعقاد حاجبيها، لاحظ نادر فقال لوالدته
-يا ماما مسمعتيش حديث الرسول-صل الله عليه وسلم-المرأه كسرها فى طلاقها، دى كسرة ربنا مايكتبها على حد، وبعدين معتقدش عشان المستوى اللى كانت فيه ليلى وبلقيس مبحسش ان بيهمهم المادة اد الشخص.

سمعته والدته للاخر والتوت شفتيها، فقامت بلقيس من مجلسها قبل ان تصاب باختناق اكثر من ذلك
-هطلع اشوف جلال عشان صاحى، تصبحوا ع خير
صعدت لمنزلها، دلفت الى مطبخها احضرت صحن حلوى البافاريا ودلفت للشرفه حيث يتواجد جلال، وما ان اقتربت حتى سمعت منه هذه الكلمات اثناء مكالمته الهاتفيه
-طب اعمل ايه تانى طيبحاضر حاضر، هحاول والله مع ان معرفش اكتر من كده اعمل ايه
دلفت بلقيس فتلعثم جلال وتابع مكالمته.

-طيب هنتكلم تانى، سلام دلوقت
-ايه قفلت ليه
-مكالمه شغل وخلصت
نظر الى الصحن ف ابتسم واخذه منها
-بفاريا! طول عمرك شيف ممتازه
ابتسمت بلقيس واستندت الى سور الشرفه اثر هو يتناول صحنه بشهيه، نظرت تجاهه وقالت
-جلال مش شايف اننا اتغيرنا سوا ومبقيناش زى زمان، قبل م اخلف يعنى
رفع بصره لها ومن ثم نظر ثانية للصحن، فقالت هى
-معرفش حاسس ب ده ولا انا بس، حتى لما بتحاول تحسسنى بحاجه منك بحسها تاديه واجب.

تحدث وفمه به حلوى بنبره عاديه
-ليه بتقولى كده، انتى شكلك مكبره المواضيع او هرموناتك متلخبطه هى مواعيدها ولا ايه
قال كلماته وربت الى ظهرها ودلف للداخل وتركها كما هى ناظرة نحوه، قابل كلماتها بعهده اللامبالى
الغير آبه لشئ.

فتاة الفيولين، ابدا لا تسمحى للون الاسود ب استعمارك بعدما كنتِ مركز الالوان المبهجه، المضيئه، المضوية!
مضى الكثير والكثير من الوقت، مضى وهى كما هى حتى انها ماعادت تميز الوقت ولا الايام ولكن يبدو انه قد مضى عهد طويل وليلى على حالها.
كانت تنقل بعض الصحون ممتلئه بالطعام كما هى للمطبخ، م حركت منهم ملعقه واحده!

اصبحت هزيله جسديا وضعيفه النفس، وهى بطريقها للردهه وقع نظرها لصورة فوتوغرافيه لجدتها-رحمة الله عليها- نظرت لها وكأنها تود منها عناق حالا كى يلملم بقاياها المبعثرة!
تذكرت اقوى واعمق قالتها لها ذات مرة ليلىاوعى مهما حصللك فالدنيا دى تنكسرى ولاتحزنى، ارمى ورا ضهرك وبصى قدامكالدنيا حلوة، حلوة بيكى يابنتى مش بحد حلوة بنفسك لا ب ابوكى ولا امك.

لو فارقتك ياليلى خليكى بنفسك قويه، سيبك من اللى فات متبصيش لتحت رجلك ولا لحته حجر وراكى شنكلك، بصى لقدام اووى لبقعه نور مفتوحالك ياست البنات
وكأن قدرها وخزها اخيرا لتستفيق من غفلتها بعد معاناة بلقيس واسر وحنين معها كى تنهض من عزلتها هذه، فالتو.

باليوم التالى، اسرعت وسحبت مبلغ كبير من المال المستودع لها بحسابها البنكى بواسطه نزار، فتحت النت واخذت تتصفح بحثا عن شقق تمليك فى موقع متميز وسعر مناسب، حتى وجدت
ذهبت وشاهدتها وقد نالت اعجابها اتفقت عليها واشترتهاومن ثم تم بيع سيارتها القديمه قديمه الطراز والشكل واشترت سيارة طراز السنه.
بدلت طريقة ثيابها القديمه، قذفت بكل ماهو قديم. اشترت كله حديث.

غيرت شكل شعرها ولونه تماما، اصبحت ليلى جديده ومقبله على الحياة،
-كورس إيطالي! ليه هتهاجرى
كانت كلمه لحنين جعلت ضحكات الباقيين تتعالى بسبب سخريتها فاردفت ليلى بثقه
-ايوة نفسي اتعلمها وعاوزة اغير المود واعمل حاجه غريبه
-طب خدى كورس فلغه هتستفادى بيها فسفر او شغل مثلا
تفوه آسر بالاخيرة فاوضحت له بلقيس
-انا فاهمه ليلى هى عاوزة تعمل اى جنان من غير تفكير، اعملى ياليلى طالما هتبقى راضيه كده.

اعملى ومتحرميش نفسك من حاجه
كانت تتلفت حنين حولها فى ارجاء منزل ليلى الجديد وقالت
-الشقه جااحده! يمكن اتجوزلى فشقه زى دى عشان اتقبل الغراب ابراهيم
-ياست عالله هو يتقبلك
-قصدك يا اسطا آسر شربات
-ايه آسر شربات دى
-ده بالنسبه للذاذه التى يحملها دمك
-طب م انا دمى شربات فعلا
-انت دمك شرابات مش شربات
-مش هرد عليكى
امسك جيتاره وتركها مشتعله يفتك بها الغيظ منه، وأردف آسر لهم.

-اسكتوا مش انا حفظت عزف مقطع تحفه من اليوتيوب هعزفه ل ليلى بمناسبه كل التجديدات وانها قامت لنا بالسلامه
-اعزف ياهانى ياعادل اعزف
لم يأبه اسر لها وكأنها شئ غير مرئي، بدا بالعزف وغنى
-ياناسى وعداااك، وعدك لياااا، بعدك والله صعب عليااا.

اكمل آسر وكان عزفه جميل نوعا ما، فجذبت بلقيس يد ليلى ليرقصا معا وقامت حنين معهم بعد إطلاق زغروده استهزاء بعبثهم هذا وهى تصفق لهما وبلقيس وليلى متالقتان برقصتهما وأسر يعزف وقد اتسعت ابتسامته وهو يردد كلمات الاغنيه، لوحه فنيه جميله تحفظ فى ذهن كل من حضر بها الى الابد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة