قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني عشر

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني عشر

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثاني عشر

أتأذنِ ليْ بنسمآتٍ رقيقة من شذى أنفآسِكْ.
و جُرعةٌ كبيره من إهتمآمِكْ. و قسطٌ وآفر من كلمآتِكْ.
ليهدأ معهآ ركضُ آلحنينِ دآخل شرآيينيْ لكِ؟
اشتاظت حنين غضباً حينما قرأت كلمات ابراهيم هذه اثناء تصفحها لهاتفها وهى تتفقد رسائل (الواتساب)، فقررت ان تهاتفه في حينها كى تهدأ نيران صدرها التى اشتعلت بفعل رسالته.

ضغطت زر الاتصال وانتظرت وهى تلوى شفتاها، بحركة متوترة لا ارادية منها ولكنها معتاده بالنسبة لها. غرست القلم الذى كان بيدها بشعرها الملفوف دوما بشكل (الكعكه) اعلى رأسها طيلة الوقت حتى اعتاد الناظر لها مظهرها هكذا الدائم.
بعد انتظار دام لثوان، اجاب الاتصال اخيرا
وبانفاس مشتعله ردفت حنين بعد ان زفرت مطولا
-الوايه يا استاذ الى انت باعتهولى ده؟
اجاب ابراهيم بلهفه عاشق
-ايه ياروحى عجبتك.

-روحك ايه ياخى طلعت روحك، بقولك ايه بطل تبعت لى رسايل ملزقه ومتفتفه من بتاعتك دى انت سامع ولا لا
ايه فيييه ايه لكل ده، من حقى ابعتلك كده
زفرت بقوة وخلعت نظارتها الطبيه والقتها بغير اهتمام بعيداوقد احتلها الغضب كلياً وماعادت تستطيع السيطرة عليه
ايه هو الى من حقك، حقك ده ايه متنرفزنيش
انا خطيبك ياحنين وهنتجوز، من حقى اغازلك وابعتلك رسايل حب وبعدين انا شوفتها عجبتنى اكمن اسمك فيهايكون ده ردك.

اسم النبي حارسك ياخويا
على فكره انتى لسانك طويل
بجد!طب ابقى فكرنى اقص لك مترين تعملهم اسدال لأمك
تأفف ابراهيم بنفاذ صبر منها وقال
عمرك م هتتغيرى تعبتينى
يلا ياعم عندى شغل، حرقت جاز كتير ارحمنىوالمرة الجاية بلوك على طول
فرغ فاهه وأردف
بلوك لخطيبك!
بلوك لابويا لو خنقنى ياعم
اغلقت حنين الهاتف حتى دون ان تسمع اى رد منه، نبشت تبحث عن نظارتها وارتدتها ثانية.

واخذت تنظر حولها تبحث عن القلم كعهدها فى كل مرة تغرسه هكذا وتنسى امره!
واخذت تتمتم بسخرية محدثه نفسها
بعتهالك اكمن اسم فيها انا خطيبك ومن حقى، ايه الجو الملزق ده، ناقص يجيبلى دبدوب فالبتاع بتاعهم ده
ساعتها تكون الناهيه بقا ومحدش يقولى انتى عدوة الارتباط انا ارتبطت اهو والى قدامى زرايره مش شغاله اعمل ايييه!
)فى الوقت الحالى)
آهٍ على قلبُ هواه محكمُ. فاض الجوى منه فظلماًً يكتم.

ويحي أنا بحت لها بسره. أشكو لها قلبا بنارها مغرم
ولمحت من عينيها ناري وحرقتي. قالت على قلبي هواها محّرم
كانت حياتي فلما بانت بنأيها. صار الردى آهٍ عليّ أرحم
وحشتينااااا اوووى، هسمعك آخر مقطوعاتى اللحنيه ولاعمر خيرت فزمانه.

كانت كلمات آسر عبر هاتف ليلى تترنن اثر محادثاتها له عن طريق برنامج-الايمو- وجها لوجه محادثه صوت وصورة بمايسمى(الفيديو كول) ممسكا بآلة الجيتار خاصته ويعزف لحناً جميلا ف أردفت له ليلى مبتسمه
-يلا سمعنى ياعمر خيرت فزمانك
-بصى هتنبهرى، قاعد ليل نهار اتعلم من اليوتيوب وكأنى خريج الكونسفتوار امبارح.

بدء يعزف على اوتاره بدقه محترف، حقيقى ان ماكان يصدر من الحان كان دقيق ورائع وكأنه متدرب على يد مايسترو خبير. شردت ليلى مع الحانه وتذكرت ذكريات متعلقه بوجودها بمصر-وطنها-بعيدا عن بروده هذه البلده بروده المشاعر بروده الحياه، بروده الحركهبروده كل شئ.
-اسمعى بقا الاغنية اللى الفتها مخصوص عشان اسمعهالك
ابتسم ثغر ليلى واردفت له ب اهتمام
-يلا انا سمعاك اهو ومستعده.

-ياناسى وعداااك، وعدك لياااا. بعدك والله صعب علياا
تضاحكت ليلى عاليا نسبيا وهى تضع اناملها على فمها تخبئ لولياتها، ضحك آسر عقب ضحكاتها ف أطمئن قلبه
عليها قليلا يدق له محدثه انها بخير وستشفى وتصبح بخير للأبد.
-تصدق كنت عارفه انك هتغنى ياناسى وعدك وكنت مستعده لها
ابتسم آسر، وأردف بعينان يمتلئان حناناً ليقول لها
-تعالى بقا عشان فيه حجات كتير عاوز اقولهالك اخبار حلوة زيك كده، وقبل كل حاجه تعالى احسن من.

ليلى اللى مشيتى بيها من هنا. مفهوم
اومات ب رأسها ايجابا، حتى تطلعت امامها لتجد مساعدة الطبيب مقبله نحوها ل تهم بالقول(متحدثه باللغه الانجليزية)
-سيدة ليلى، الطبيب يريدك ب غرفته الآن
-اننى آتيه حالا، س اتبعكِ
ترجلت ليلى مقصدها نحوغرفة الطبيب بالمشفى المقيمه بها لتلق العلاج، طرقت الباب حتى سمعت صوته بالداخل يدعوها للدخول
-قالولى انك عايزنى.

تبسم هو إثر سماع صوتها بعدما اغلق الشاشه المعروضه امامه، ورفع عيناه لها بفرحه وكأنه فى كل مرة يراها
لأول مرة
-فراولاية! تعالى
جلست ليلى مقابل مكتبه مبتسمه، ف اردف هو ب اهتمامه وحنوه المعتاد
-قوليلى اخبارك ايه انهارده؟
تبسمت عيناها ب اشراق، واردفت بهدوئها المعروف
-الحمدلله احسن بكتير
امسك اطراف أناملها ب كفيه، واردف بدوره معها المعهود الحنون وهو ينظر الى حدقتيها الفيروزيتان بعمق ويقول.

-مستعدة امتى تنزلى مصر
اتسعت حدقتيها فرحا، احقا مايقول؟ ولا انه يقوم بدعابتها كعادته ف همت بسؤاله
-اروح مصر! يعنى انا
بصوته الحنون وبرقته معها كما اعتادت اردف وهو يقولها على مقاطع كى تصدقه
-انتى خلاص على طريق الشفا التام حطيتى رجلك، وقريب اوى هتودعى كل ده وتنزلى مصر وانتى قويه واتحديتى المرض وهزمتيه
فرغ فاهها متعجبه فرحه بما صرح لها للتو، ومن دون اى مقدمات هبت لتجذبه وتقوم ب احتضانه.

وقد اشتدت فى غمرته، بينما هو تعجب من رد فعلها هذا فى البداية ولكن بعد مضى ثوانٍ بادلها العناق الشديد وكأنه يباركها سرورا بما اخبرها.
ابتعدت عنه ونظرت اليه لتقول ببرائتها بعدما بللت شفتيها عدة مرات
-يعنى انا خفيت واقدر امشى قريب
-انتى عندك استجابه للشفاء بصورة قوية وده اللى وضحته آخر فحوصات ليكى، مبروك ياليلى
تنهد بحزن بعدما قال الاخيرة حتى لفت انتباهها فسألته
-مالك!

-انا فرحان انك اخيرا هزمتى المرض، هزمتى ليلى اللى كانت جاية ضعيفه ومكسورة
هتنزلى لحبايبك اللى وحشوكِ ولدنيتك اللى سبتيها من وقت كبير
بس
ارتبكت واحتيه الرماديتين امام نظراتها المصوبه نحوهم، فاكملت هى نيابه عنه
-هو انت مش هتنزل معايا؟
سؤالها اربكه اكثر، كأنه كان يخطى طريقا دون النظر اسفله ليدرى ان هناك-حجراً-قد يتعثر خطاه به
فقال لها بصوت متهدج
-بقالى سنين منزلتش مصر! ومعتقدش
قطعت حديثه بقولها.

-بص اسمعنى، سيبها دلوقت لربنا، ولما ييجى وقتها نفكر تانى. اتفقنا!
قالتها بمرح طفولى وب بسمتها العذبة، فقبض بكفيه على كلتا يديه كأنه يدعوها كدعوته لها فى كل مرة
لاتتركينى. ارجوكِ
)فى الوقت السابق)
اأيسمى بدفاتر العاشقين عشقا حينما ترجح احد كفتى الميزان به، بلى. فى قاموسه هو لابد وان يكون هو الميزان، ف عبثها، عطرها، انوثتها وجنونها لايعجز امامهم ابدا ان لم يشير مؤشرها وفق نجمات فلكه هو تحديدا لاغيره.

بعد يوم مرهق، كان ب استعداد نادر ان ينصرف من عمله بعدما صافح زملاءه وحمل حقيبه حاسوبه المحمول، ترجل لينتظر-الحافله-فى محطتها وعندما اتت صعد بها مضى الوقت حتى وصل لاقرب مكان لمسكنه
حيث يمضى بطريق خال طويل إلى اخره، عادة نادر لا يلتفت لأى شئ حوله بالطرقات يسير بهدوءه ورصانته. ولكن قد اخترقت اذنيه صوت ضحكات عاليه.

يعلمها جيدا، يحفظها عن ظهر قلب حيث نظر بجانبه كانت سيارة اجرة مسرعه بداخلها فتاتين وشاب، ومن بين هاتين الفتاتين كانت ميريهان خطيبته!
نظر بمفاجأة ناحيتها، بينما هى كانت لاتراه من الاساس. امسك بهاتفه واتصل بها حتى ردت فقال بصوت عنيف
-انتى فين يا ميربهان
ارتجف صوتها حتى بدت نبراتها تهتز وهى تردف إليه
-ايه يانارد فيه ايه
-انتى فييين
قالها بصوت جهور، فاختلجت عضلة فكها وهمت بالقول
-مالك يا نادر انا.

-انتى فين؟فالبيت
-اه فالبيت
احتنق وجهه وقد غلت الدماء بعروقه، ميريهان تكذب. وهل هى مرتها الاولى
ولمَ الكذب؟ ماذا تخفيه ميريهان؟هنا اغلق الهاتف بوجهها وهو فى قمة غضبه ووساوسه
وشكوكه.
وصل المنزل، القى بحقيبة حاسوبه بعيدا وجلس يفرك رأسه غيظا ودقات قلبه تكاد تكون مسموعه.
يفكر. يكاد ان يعتصره التفكير، يكاد ان يفتك به.
بنفس التوقيت، كانت مترجله بلقيس تدلف الى شقتها وقد فوجئت بمشهد عقدت له حاجبيها
من غرابته!

شموع مضيئه بجميع الارجاء، باقه زهور بالوان مبهجه فى استقبالها.
كادت تنظر باعين متسعتين، ماهذا؟ اهو منزلها ام اخطئت العنوان!
دلفت وهى على غرابتها، كان مقصدها غرفة اولادها اولا اذ وجدتهم نائمان بحفظ ربهم، اغلقت الباب وهى تنظر حولها لتلك الرائحه التى تتسلل الى أنفها رائحه الشموع برائحه الورود زائد باقه الزهور الكبيرة، وماهذا اذا
كعكه احتفال مزركش عليها بالشيكولاته والكريمه-عيد زواج سعيد-تذكرت بلقيس!

اليوم ذكرى عيد زواجها، هى اغفلت عنه فى ظل ماتعانيه يوميا من اعتناء بالمنزل والأطفال وعلاجاتهم وعملها الخاص وزوجها ومتطلباته وايضاء إرضاء والدة زوجها والعمل على ذلك دوما.
بدأت تبحث عنه، فوجدته بغرفتهما جالس الى الفراش وواضعا حقيبة هدايا صغيرة بجانبه
تبسمت فقام بعناقها، لاول مرة منذ زمن طويل امده يصنع جلال مفاجأة كهذه لها!

قد غرزت قدميها فى بحر المسؤوليات والضغط، وغرزت قدميه هو ببحر اللامبالاه والقاء الحمل عليها طوال الوقت.
ونسيا امر حبهما ومالذى علق قلبيهما ببعضهما البعض منذ البداية، نظرت إليه وقالت ب امتنان
-انت عملت كل ده عشانى انهارده ياجلال
-اكيد، اوماال عملت كل ده ليه
امسك بالحقيبه الورقيه الصغيرة وناولها إياها
-مش هتشوفى هديتك
تلعثمت بلقيس وقالت بخزى
-هشوف طبعا بس أسفه ياجلال كنت ناسيه ومجبتش هدية ليك.

اومأ برأسه متفهما، فتحت الحقيبه وعلمت مابها اكثر الاشياء الانثويه مولعا بها جلال
وبالتفصيل هى كل هداياه لها هذه النوعيه لاغيرها.
ابتسمت مجامله له، فضمها إليه ضمه متفهمه هى الغرض منها ف اردفت هى
-طيب ننادى ع نادر وطنط ونطفى الشمع ونحتفل فالجو الحلو اللى انت عامله بره ده
ترجلت خطوتين ف ارجعها إليه مرة ثانيه وقال
-ابقى ابعتيلهم نصيبهم بعدين، انهارده انا وانتِ وبس مفيش عيال مفيش ماما مفيش حد.

ضمها له وقد دنى منها وقبلها بوجنتيها ومن ثم شفتيها وكلتا يداه يقوما بدورهما فِ تبديل ملابسها، استسلمت
بلقيس، هى تعلم تمام العلم ان زوجها طعامه وشرابه غرائزه وتلبيه حاجته الجنسية طيلة الوقت دون ان يقلل منه مجهود او تعب.
بدأت ليلتهما معا، ووسط انشغالهما رن هاتف بلقيس مرة فجعلها جلال لا تأبه له
مرة ثانيه وثالثة، حتى انزعج هو فقامت بلقيس بعدما جذبت الغطاء عليها لتجدها ميريهان. ياترى ما الامر؟
-دى ميريهان.

-سيبك منها
-استنى ياجلال دى رنت اكتر من مرة، هو نادر رجع من بره ولا لسه
اجابت بلقيس اتصال ميريهان لتجدها منهارة فِ بكاء متواصل وصوتها يحل به الفزع والضيق
-بيلانادر قفل التليفون ومش بيرد عليا الحقينى!
انا اسف ليكم على ازعاجها وهبلها ده اطلعوا انتو وبعدين هبقى اكلمها
حدقت بلقيس ب وجه نادر بتمعن تريد ان تتفهم ما الذى جرى؟
-فيه ايه يانادر
-مفيش يابيلا، اطلعى مع جلال دلوقت.

-يابنى دى بتموت افتح فونك ورد عليها عشان خاطرى وبعدين ابقا احكيلى فيه ايه
زفر نادر بضيق واومأ ب رأسه ايجابا، ف ربتت بلقيس على كتفه وصعدت الدرج الى شقتها
بينما دلف نادر الى غرفته، فتح هاتفههاتفه وارسل اليها رساله نصيه يقول بها
-متتصليش بحد ولا تكلمى حد ومتتصليش بيا لحد م انا لوحدى انوى اكلمك ومن دلوقت لوقتها
مش عاوز اسمع ليكى اى صوت ولا رساله ولا اتصال. مفهوم
سيكون لى شرف كسر قلبي بواسطتك.

ابتسمت ليلى حينما قرأت هذه الجملة مترجمه، بفيلمها المفضل التى اصبحت تحفظ تفاصيله-the fault in our stars-تشاهد إثر نومتها بغرفتها بالفندق المقيمه فيه هى وزوجها نزار برحلتهم، بعدما اجرت عملية-ازالة اللوزتين-تمت رعايتها بالمشفى ليومين كاملين ومن ثم بعدها خرجت لتتلقَ باقى علاجها بالخارج تحت رعاية زوجها والذى لا يتسنى لحظة عن الانتباه لها.
-مبتزهقيش خالص من الفيلم ده.

تبسمت بوهن وحاولت النهوض من مجلسها فاعتدلت نسبيا، واردفت ليلى الى نزار الذى ساعدها فالجلوس وضمها إليه
-انا بحبه اوى وبحب قصة الحب اللى فيه ونفسي اعيشها
اختفت الابتسامه من على وجهه ببطئ وانقشع، انتبهت ليلى لما قالت ب اندفاع فاخذت تصلح مايمكن
-قصدى كنت نفسي اعيشها، وقت لما كنت بشوفه قبل جوازنا
اوما نزار برأسه، وقام من مجلسه نحو اوراقه المسنوده على المنضدة. فتنهدت ليلى لتتابع قائله.

-معرفش ليه حاسه انى تعبانه اوى
انتبه نزار ونظر ناحيتها وقال
-اثر العمليه، معروفه انها لما بتتعمل وانتِ فسن كبير بتتعب ان شاء الله يومين وتبقى زى الفل
نهضت ليلى من مجلسها، ف احست بدوار قليلا فجلست الى طرف الفراش، فهرول ناحيته نزار
-عايزة ايه بس وانا اعملهولك
-انا عاوزة اتحرك، بتخنق من النوم الكتير وبعدين انا فعلا مبعملش حاجه طول اليوم
ربت نزار الى ظهرها وداعب خصلات شعرها بيديه وقال.

-انتِ بس شدى حيلك، وانا هفسحك فسحه قبل م نرجع مصر سبيشيال!
ابتسمت ليلى واسندت رأسها لقلبه واجفلت عيناها بهدوء.
الى ارض الوطن.
مقصدهم مرة اخرى معا نزار وليلى، بعدما امضوا رحله سويا ب ولاية كاليفورنيا بضعه ايام
انتهى نزار هناك من بعض الاعمال، واجرت ليلى عمليتها وعادت متعافيه. وما ان عادت وعلموا حنين وبلقيس
اسرعا لزيارتها بصحبه آسر الذى صمم ب اعطاء اذن له ان يطمئن لحالها من قبل نزار بك شخصيا.

جلسوا جميعا، وجلس آسر على استحياء خاصة فِ وجود نزار بالمجلس، رحب بهم وبوجودهم وزيارتهم
اطمئنوا جميعا لحالها وسرعان م هموا بالرحيل، خاصة ان الجلسه لم تكن مريحه بوجود نزار بينهم.
لا احد تحدث معها كما يحب ولا حتى هى كانت معهم ليلى كما يعرفونها، ف كل كلمة تراجعها بذهنها قبل التفوه بها امام نزار. كل ابتسامه وكل ضحكه.

تعمل على ان تكون مثلما هو يريد وليس هى، اما عنهم فهم لا يعتدونها ابدا هكذا فكانت جلسه ذات احساس ثقيل على القلوب وسرعان م انتهت.
-انا طلبت اوبر، يلا اهو جه تصبحوا ع خير
قبلت بلقيس وجنتى حنين وصافحت آسر ومضت، فترجلت حنين بمفردها ف اوقفها آسر
-هتمشى ازاى
-وانت مالك
-لا مش وقت لسانك الطويل، المكان هنا مفيهوش اى اتوبيس او تاكس ي اوبر ياتتمشى كل ده لاقرب محطه مترو فهتعملى ايه بقا.

رفعت حنين النظاره الى انفها بدقه ونظرت له من اسفل لاعلى، واردفت باستهزاء
-عاوز ايه من الآخر يارئيس حركه مرور الجيزة!
لوح آسر لها بيده وقال بعدما امتعض وجهه منها سخرية
-وانا مالى ياستى النخوة جوايا ك راجل قالت ميصحش اسيبك تروحى وحدك او اوصلك لاقرب محطه مترو لا اكتر ولا اقل.

تركها وانصرف امامها مترجل، وضع يديه بجيب بنطاله واطلق صفيرا بينما كانت حنين تسير خلفه ممسكه يهاتفها تتصفحه تبحث عن اقرب محطة للمترو من مسكن ليلى حتى فوجئت بصوت عجلات دراجه بخارية يقترب منها وتوقفت بقربها حتى سمعت نبرة غريبة تتسلل الى اذانها ف انتبهت
-ايه ي موزززة مصلحه ولا مروحه
عقدت ساعديها امام صدرها وقالت ب استهزاء
-نعم ي خويا اؤمر
-ده انتى حلوة اوى بس لو تشيلى الفاترينه اللى على وشك دى.

اقترب احدهم ليخلع النظاره من امام عينياها، فابعدت حنين يده بعنف
فهرول الاخر ليمسكها من طرف قميصها الذى ترتديه فقالت بصوت مرتفع ونبرة حادة
-جرا ايه يا ولا ال*** لو فاكرين انكو تقدروا تعملوا حاجه تبقوا غلطانين
لكمت احدهم فِ صدره بعنف بينما جذبها الآخر اليه بقوة لتركله بقدمها بحدة حتى نال منها الثالث وجذبها الى الدراجه ليجعلها تصعد عنوة وهى تدافع عن نفسها وتحاول افلات قبضته ب استماته.

صوت محاولاتها فِ ابعادهم كان الى حد ما مسموع الى آسر الذى ابتعد مسافة عنها يطلق صفيره ليس ب استطاعته سماع شيئا حتى انتبه ووقف ونظر الى الخلف ليتحقق مما يرى وتتسع حدقتيه من هول ما رأى.

ليهرول بسرعه ناحيتهم ويتناول-عصا-ملقاة بجانب الطريق أهداه الله لها ان يراها لتساعده يطرق بحده جسد احدهم ويهم بطرق الاخر وفى الوقت ذاته بيده ابعد حنين لتقف خلفه، و ب لمح البصر سحب العصا منه الثالث فجأة ليقوم بضربه من الخلف على رأسه من الوراء عدة ضربات ليقع اسر مغشى عليه ويسرعوا هم بالركوب الى دراجتهم ويختفوا عن الانظار ويتركوا آسر وحنين بمصيبتهم هذه فِ طيات صفحات الليل الدامس ومكان خالِ لايسمعون به صياح طفل حديث الولاده!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة