قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثالث

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثالث

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الثالث

(فى الوقت الحالى)
كل شيء له فرصه ثانيه، إلا الثقة.
كانت هذه كلماتها التى كتبتها للتو فى دفترها، دفترها وردى اللون الذى يحمل على غلافه صورة مرسومه للشخصية الكارتونية سندريلا وقد اعتلاه مكان مخصص للقلم وقفلاًيتم غلقه بعد انتهاء الكتابه.
اسرارها. ذكرياتهامواقفها، عالمها الخاص الذى لايعلمه احداً سواها بداخله.

يرافقها فِ عهدها الاخير طيلة الوقت، بداخلها مقتنع ب أن كل ماواجهته من مواقف وتجرعته من الالام وانسابت بداخله من سعاده، يجب ان يذكر ويدون ويبقى خلفها حتى وان رحلت!
اهتز هاتفها يعلن قدوم رسالة على برنامج (الواتساب) تناولته وفتحت لتجد الرسالة منه هو، ابتسم ثغرها عندما وقعت عيناها على اسمه، وكانت الرسالة هى مقطع لاغنية
فتحته فانطلق صوت المطرب بتلك الكلمات.

ليلىبقت ليلى اللى انا مجنونها، كاتب الف قصيدة لعيونها
راسم شكل حياتى بعيونها، ليلىشايف ليلى اللى انا مختارها
ليالى عمرى هى قمرها. بضحكه تنورها. اااآه
دقات قلبها تكاد تكون مسموعه لمن يبتعد عنها ليس بقليل، لاشك ان هناك سعادة بالغه
الحدوث عندما وقعت على مسامعها كلمات تلك الاغنية ب إسمها، ومنه هو!
قامت بالاستماع للاغنية بانصات، حتى قطعتها صوت مساعدة طبيبها
(تتحدث اللغة الانجليزية).

-سيدة ليلى، ميعاد جلستك الآن
انتبهت ليلى، ف اردفت لها ب اهتمام بنفس اللغة
-حسناً. انا قادمة
اغلقت دفترها، واعادت القلم الى مكانه. حتى رأته يقف هناك ينتظرها كى يكون عوناً لها اثناء الجلسه ككل مرة.
)فى وقت مضى)
فى إحدى المقاهى الراقية(كافيه) كانت تجلس ليلى برفقة آسر الذى اصبح حديثاً
رفيقها الدائم، رفيق احاديثها واخبارها ويومها ب أكمله.
وضع رأسه مستنداً إلى كفه يستمع اليها ويستجوبها كعهده.

-انا مش فاهمك يا ليلى طيب، واحدة واحدة عشان انا اتلخبطت ف كمية الاحاسيس والمشاعر اللى انتى مش عارفاها دى ومطلوب منى انا اعرفها
رفرفت بِ أهدابها عدة، وزفرت بعمق ثم اردفت له
-يابنى افهم، نزار ادريس ده يعنى راجل مش محتاج اصلا انه يلفت انتباهى
هو راجل مركزه وشكله يخلى اى بنت او ست تنتبه له
ومع ذلك مكالماته ليا واهتمامه مخليينى مش فاهمة هو عاوز ايه وغرضه ايه من اهتمامه ده.

اراح آسر ظهره للخلف على المقعد، وكتف ساعديه على صدره
-ليلى انتى غبيه ولابتستغبي!باين جدا هو عاوز ايه معجب بيكى، ده اى حد حمار يفهم مع احترامى لحضرتك
اتسعت حدقه عيناها ولكزته بقوة بقدمها الى قدمه فتأوه وهو يضحك فاردف لها
-اه والله، يعنى بيهتم وبيتصل وهيموت ويقابلك تانى وانتى بتتهربي وبتتحججى يبقى ايه
-يعنى انت شايف كده
-المهم انتى شايفه ايه ياستى
تنحنحت وهزت رأسها بعدم فهم، ابتسم واكمل حديثه لها.

-ليلى. انتى مش حاسه ب أى حاجه ناحيته؟
فكرت ل ثوان صامته، ماذا تجيب
-ايه سؤال صعب
-اصبر ي آسر، انا نفسي عمرى م فكرت فالنقطه دى بتاتاً
عقد حاجبيه واردف لها
-لا لازم تفكرى، ليه مستغربه ليه بتسالى ليه بتهربي منه
حاسه ايه ناحيته
-حتى لو فيه احساس، ده اكبر منى ييجى ب15سنه
رفع آسر رجل على الاخرى واتبع حديثه لها
-ده سن النضج ياستى الاربعينات ده، لو دى العقده يعنى
غيره
ابتسمت بطفولية واردفت له بعيون تشع براءه كعهدها.

-آسر، هو انت مش وراك حاجه غيرى
ضحكت بخفه، فضحك معها واردف لها
-اه ياستى دنيتى فاضيه ومفيهاش غيرك
انا مفيش فحياته غير الشغل وانتى وكاظم الساهر
لكمته فى كتفه برفق وثغرها يتبسم ليظهر وهج نور عينيها الفيروزيتان
-قبل شغل البنزينه كنت شغال ايه؟
زفر آسر كأنه يستعد لإفراغ حديثاً طويل الشرح متثاقل على صدره.
-بصى ياستى انا خريج سياسه واقتصاد، طبعا قولتلك بس مقولتش.

انى فتحت انا واصحابي مطعم اكلات شعبية وسميناه متدفعش فلوس
ضحكت ليلى على المسمى وهى تضع كفها الى فمها فى خجل
-اه والله، هو كان ماشى زى الفل لحد م حصلت مشكله بين اتنين منهم وفضينا الشركه والمطعم
باهتمام سألته
-وبعدين
-بس ياستى، اتكحرتت من شوغلانه لشوغلانه عشان اكل عيش
لحد م وصلت للبنزينه
تنهدت ليلى ب أسى لحاله، ونظرت له
-يعنى خريج كليه من كليات القمة، ودى شغل تشتغله برضو والله حرام.

-اهو احسن من مفيش ياليلى الشغل مش عيب
بنفس راضيه نطق بالاخيرة وعيناه مبتسمه، فاردفت له
-بس مننكرش انك حلمت بواقع غير ده
نظر للسماء وزفر زفرة حارة قوية ثم قال
-اكيد طبعا حلمت، بس مفيش حاجه حلمت بيها او اتمنتها
ولاقتها ولا كانت من نصيبي، وع فكره راضى وقانع ومبسوط
نظرت له ب إعجاب شديد، حقا شخصية فريدة من نوعها تستحق الاعجاب والتصفيق لها بشدة
-طيب لو لاقيت لك اى حاجه عندنا فالجريدة.

ضحك كثيرا ف تعجبت ولم الضحك؟
-ماليش فشغل الصحافه والكتابه، بتخنق
-الحق عليا ياعم عاوزة اساعدك
رن هاتفها فاخرجته من الحقيبه ونظرت لشاشته لتدرك هوية المتصل
-دول الجريدة، انا همشى بقا تعالا اوصلك
-طيب يلا بينا
ترجلا الى سيارتها، وادارت مفتاحها وانطلقت الى حيث عملها وعمله هو الآخر، على وعد ب لقاء
هاتفى ليلاً ل يكملا ماحدث فى يومهم كالمتعاد.

بعض المكعبات والدمى متناثرة حول الصغيران (عيسى ونوح) اولاد بلقيس فى شقة
جدتهم والدة ابيهم، وها هى تضع بعض المقرمشات بجانب الشاى وجلست الى الاريكه امام للتلفاز
كلى يابيلا عاملاهم بايدى على فكرة
ابتسمت بلقيس لها وتناولت واحدة وكوب الشاى الخاص بها
-تسلم ايدك يا طنط مقدما، عارفه انك مبدعه فيهم
تناول نادر احداهما هو الاخر، ووجه وجهه الى بلقيس يكمل حديثه هامسا تكاد تسمعه هى.

حتى لا تطلع الى سره والدته، فاغتنم فرصه انشغالها بالعرض الدرامى بالتلفاز واردف
- انا نفسي مش عارف، مينفعش مكونش اد الوعد
-طب وزنقت نفسك ليه السنة دى
-مانا معجب بيها يابيلا
-طيب بص، انتو متفاهمين مش كده
-تقريبا
هزت بلقيس رأسها بعدم استيعاب
-يعنى ايه تقريبا
-بصى، فكرة انها بتحبنى وجدا كمان دى ميختلفش عليها اتنين
فكرة انى مقدرش استغنى عنهابرضو ميختلفش عليها اتنين.

هى اه فيها شوية حجات عاوزة تعديل، بس المجمل هى كويسه وبنت ناس
وطيبة
هزت رأسها متفهمه له، واردفت بصوت خفيض
-انا عندى فكرة، قولها الخطوبة نخليها بعد التخرج تكون انت مسكت شغل عالاقل وهى طالما بتحبك اوى كده هتستنى.
-وحوار العرسان اللى خانقنى ده
ابتسمت بلقيس، فهى تعلم معنى الوقوع فى شرك الحب وعدم الاستطاعه للفرار منه.

-حوار العرسان ده هى هتعرف تخلص منه، صدقنى احنا ك بنات طالما خلاص ظبطنا امورنا ع حد بنعرف نطلع باى تلكيكه وهى والله هتستناك بس انت خليك اد الوعد
تنهد نادر وقال بصوت هامس يحمل هماً كبيرا
-خايف مكونش اده
-ليه بتقول كده
قطع سؤالها، دلوف جلال من الباب ووجهه عابس
-توقعت انكم هنا اما سمعت صوت الاولاد
انتبهت والدته له، نبره صوته تخفى وراءها امراً ما
-مالك يا جلال، فيه حاجه فالمكتب ولا ايه.

جلس واسند حقيبة اوراقه جانباً، وفك رابطه عنقه بتباطئ وكلهم منتبهين له
-البنك هيحجز عالبيت والمكتب والعربية وكل حاجه
دبت والدته على صدرها فى هول
-يانهار اسود
انتبه نادر فقال بهدوء
-ليه عشان القرض
اردف جلال وهو ينظر للفضاء فى نقطة واحدة امامه
-طبعا عشان القرض اللى خدته اسدد بيه فلوس تنكيس البيت وبنى شقتك
والعلاج للاولاد السنين اللى فاتت.

انزعجت بلقيس وزفرت بضيق، بينما نظرت والدته لابناءها الاثنين منتظرة اى منهما تنفرج شفتاه
بحثاً عن حل، ف اردف نادر
-لو بعنا البيت قبل الحجز
قاطعه جلال بسخرية
-نبيع البيت ونعيش فين، فالمكتب بتاعى! ولا فالجريدة عند بلقيس؟
وباقى مصاريف علاجهم اللى هيفضل لكام سنه قُدام
-طيب والعمل، كده كده احنا هنترمى فالشارع هتعملوا ايه
مكنتش بتسدد ليه يا جلال.

نطقت بالاخيرة والدته تحملهم عبئ فوق اعبائهم، فنظروا اليها ليردف جلال
كاظما غيظه
-كنت بسدد، بس فالفتره الاخيرة المكتب يدوب مكفى مصاريفنا وبلقيس بتساعد بفلوس علاج عيسى ونوح
-ياااربي! طب والعيال دول اللى جم ليهم اكل وشرب معين وعلاج بالشئ الفلانى ويا كده يا يحصلهم حاجه
هنعمل ايه
هنا انفرجت شفتا بلقيس وهمت بالايجابه
-متشلوش هم ياجماعة، انا عندى مبلغ وديعة متشال من زمان، ده غير شوية دهب عندى.

انا هبيع واشوف مبلغ القرض كام ونسدده
وحتى لو منفعش، هستلف الباقى من حنين او ليلى الاتنين برضو عندهم مبلغ متشال
ودول اهلى وهيوقفوا جمبي
فعر فاه نادر غير مستوعب، ا يقعوا من سابع سماء ل تتلقفهم هى!
ا حقاً الحل جاء بهذه السرعه ودون اى مجهود؟
حقاً ذات اصل ويجرى فى شريانها دماء نقية حتى تفكر هكذا بكل ماتملك كى تساعدهم، فى وقت آخر كانت ستفكر فى نفسها واولادها وتتركهم وترحل لتصيبهم المصيبة وحدهم.

اما جلال فقد كان هناك مشهد رومانسى بالغ الافتعال، لو كان هناك كاميرا تصوير لا كانت حصلت على لقطة للذكرى الجميلة الخالدة. فقد هرول ناحيتها يقبل رأسها وكلتا يداها غير مصدق بما نطقت به لتنقذهم من عار ودين يؤرقهم لاحق بهم لامحالة.

اما عن والدة زوجها فقد تنفست الصعداء وشكرتها بعدة كلمات بسيطة واجبه فى موقف كهذا، وبداخلها ك أى (حماه) تتحدث الى نفسها كان من الاول وديعتك دى تشيل علاج عيالك اللى انت جيباهم لينا عيانين قبل المصايب دى كلها. يلا نصيب!
-يبقى يتكتب البيت ب إسم بيلقيس لو هى اللى هتدفع القرض!
نطق بها نادر فى اندفاع فنظروا اليه اخيه ووالدته عاقدين حاجباهم، اما بلقيس فقد تعجبت.

بما نطقه للتو من اقتراح لتأمين حقها ورداً ل جميلها طول العمر.
الف سلامة عليكى يا طنط أجر وعافيه
نطق بها احد زملاء ابراهيم الذين أتوا ليطمئنوا إلى حال والدته بعد اجراء عمليه لها بالقلب شديدة الدقة.
باقات زهور وبعض علب حلوى الشيكولاته كانوا يصطحبونها، حتى حنين قد اتت حاملة معها علبة من الحلوى بعد الحاح جميع زملائهم ان تأتى معهم فى تلك الزيارة وكانت ترفض معلله انشغالها بإعداد حلقه اخرى من البرنامج.

-الف سلامة يا طنط، ابراهيم كان خلاص هيروح فخبر كان لو حصلت لك حاجه بعد الشر
حاولت التحدث السيدة حتى تردف لهم بكلمات الشكر رداً لجميلهم.
-تسلموا يا ولادى، ربنا يبارك فيكم وفحبكم ل إبراهيم
-ايييه ماتقولى حاجه
تفوهت بها احداهن الى اذن حنين، فرمقتها حنين نظرة متعجبه ساخره وردفت
بصوت عال مسموع
-يعنى هقول ايه، مبعرفش فكلام المجاملات.

نظر الجميع اليها، فزمتت شفتاها قد علمت انها وقعت بخطأ غير مقصود بسبب لسانها كالعادة، لكمتها زميلتها لكمة قوية فى كتفها من الخلف واردفت
-يخربيتك بجم، قولى اى حاجه للست دى شكلها طيبة جدا ومحتاجه لكلام يطبطب ع تعبها
رفعت جانب فمها بامتعاض واردفت بنفس رنة صوتها
-اييه الدراما دى، م كل الكلام ده محفوظ وادينا جينا وعملنا الواجب فاضل ايه تانى
انتبهت والدة ابراهيم لها، فاسرع ابراهيم ناحيتها واخذ ب كفها.

وقدمها لوالدته كى يغطى على ماتقذفه من كلمات ثقيله خشنه كتصرفاتها
-مامااقدملك حنين زميلتى، حكتلك عنها كتير
وهى السبب ف ان حضرتك تعملى العمليه
ابتسم ثغر السيدة ب تعب شديد، واجابت بكلمات واهنه
-تسلمى يابنتى والف شكر، جميلك ده انا وابراهيم مش هننساه
هو طول الوقت يحكى عنك انك جدعة وبنت ناس.

حكت ب رأسها، فهى غير معتادة على الرد لكلام المجاملات سوى ب أحجارها التى تقذفها فى صورة كلمات فهزت رأسها والتزمت الصمت، ابتسم ابراهيم فهو يعرفها جيدا
-عارفه يا ماما واشطر مُعدة فالقناه، هى اللى بتعد برنامج ماوراء الستار اللى بتشوفيه
-م خلاص بقا يا ابراهيم، مبعرفش ارد عالذوق والمجاملات دى ياجدع بتجبلى حموضة.

ضحكت والدة ابراهيم ومعظم من سمع الموقف، فاردفت حنين بكلام جميل قدر استطاعتها تحاول فيها كأنها تجر حائط
-الف سلامه يا طنط وان شاء الله آخر العمليات، انا ماشية حد جاى
ترجلت للخارج ف الحق بها ابراهيم واوقفها.
-رايحه فين
-للشغل ياعم الحج مالك
-طيب حتى اعزمك على حاجه ساقعه، مجيتك انهاردة بالدنيا
-ماخلصنا يا ابراهيم، خلصنا هو فرح ياضنايا وكله بيوجب فيه بلاش دور أنور وجدى ده عشان والله بيوجعلى معدتى.

-ايييه يا حنين دى مجرد حاجه ساقعه
-اه مجرد حاجه ساقعه، ندخل فسندوتشين نضربهم سوا. نقوم نحبس بعصير قصب وكده الليلة ضاعت وافوجأ بيك قاعد فالصالون قدام ابويا مكسوف وبتلم فبدلتك وبتقروا الفاتحه
-وفيها ايه يعنى، اذا كان قصدى شريف
-فالمشمش يا ابراهيم، فالمشمش واوعى من سكتى
دفعته برفق فى صدره وانصرفت من امامه تعدل ياقة قميصها ونظارتها على انفها، بينما هو ظل واقف على حاله، فما الحل مع هذا الفرس الجامح؟

ليست كل الخطايا قابلة للعرض على نوافذ البوح حتى لو مع من احببناهم! هذا المبدأ الذى يعتنقه نزار ادريس طوال الوقت ولا يزعزعه عنه شئ مهما حدث.
ذاك الرجل الاربعينى الذى رغما عنه سلم قلبه اسير تحالف عيناها وابتسامتها وبراءتها!
بهيبته، بطريقه سيره، بوثوقه فِ دبة خطوته، بعلو هامته، ب أناقته المعهودة
كانت تسحبه قدماه الى حيث تواجدها، يترجل هائم على وجهه بحثاً عنها ولكن بثبات يحاول الالتباس به.

-مكتب استاذة ليلى مراد فين لو سمحت؟
اتسعت ابتسامة احدى صحفيات الجريدة عندما رأته، فقامت بالترحيب به جلياً ثم قامت تتقدمه الخطوات لتوصله إلى حيث سؤاله ومقصدهمكانها هى!
-متشكر
-ازاى ده حضرتك نورتنا
دلفت مسرعه لتجذب انتباه ليلى المنهمكه بعملها، منكسة الرأس على اوراقها منشغله عن العالم إثر ماتقوم به
فهمت زميلتها بغمزها فى ذراعها
-ليلىاستاذ نزار ادريس بنفسه.

انتبهت ليلى، رفرفت اهدابها وتنحنحت وبللت شفتيها. وقفت ومدت يدها مصافحة له ودعته للجلوس
انصرفت زميلتها على ابتسامتها البلهاء تنظر لهم كل ثانية حتى رحلت.
-حضرتك تشرب ايه
-على فكرة، نزار وبس منك طعمها احلى منرجعش لحضرتك دى تانى
احمرت وجنتاها خجلاً، وامسكت بخصلة من خصلات شعرها المفلوته من (ذيل الحصان) وارجعتها خلف اذنها
-هطلب لك ليمون بالنعناع، عارفه انك بتحبه
ابتسم واردف بصوته الرصين.

-وعارفه ايه كمان انا بحبه
هنا اتسعت حدقتيها الفيرويتان ليغرق بهم دون استدعاء لفرقة نجاة تقوم بمساعدته، هو يحبذ الغرق من هذا النوع!
خرجت تطلب المشروب ودلفت مرة اخرى وهى متوترة، حركاتها لاتشبه بعضها كل هذا وهو على نظرته الرصينه وجلسته الهادئة
-حضرتقصدى، انت جاى هنا لحاجه معينه؟
بثقه تعودت ان ينطق بها كلماته دائما
-اه
-ايه هى
-انا مش عارف اخد منك اى وعد بمقابلة عشا او غدا جديدة.

زى ماتحبي، وبتصل بيكى كتير احيانا مش بتردى
فحبيت اجى من غير موعد وانا اسف انى اقتحمت ساعات شغلك وانهماكك بالشكل ده عشان أسألك سؤال واحد وبعدها همشى ع طول ومش هعطلك
كانت كل كلمة ينطق بها تأخذ محلا لها من الاهتمام والانصات لديها، حتى انتهى
فقامت بالرد
-ايه السؤال
اعتدل بحلسته، واخرج من جيبه خاتماً باهظ الثمن رائع الشكل وابتسم بعدما قدمه لها
-تتجوزينى؟!

وزعت نظرة للخاتم ونظرة له بعينان تشع مفاجأة وذهول ولاتدرى من اين تبتاع لساناً حالاً فى هذة اللحظة كى تجيد فن الرد عليه،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة