قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الأول

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الأول

رواية فيولين عهد الثالوث للكاتبة نور إسماعيل الفصل الأول

ليلى سمعانى كويس، قاومى ياليلى انتى اقوى
لو فعلا كويسه حدديلى الالم حساه كام من 10
سمعته جيدا واشارت له برقم 9بكلتا يداها، وابتسمت تذكرت حينها فيلمها المفضل
The fault of our stars
ذلك الفيلم الرومانسى الشهير، التى اعتادت رؤيته وحفظته هى عن ظهر قلب وتمنت قصه حب شبيهه بما حدثت مع هيزيل بطلة الفيلم
وكأن وقتها كانت السموات تفتح ابوابها لتستقبل أمنيتها، فهى بالفعل عاشت نفس القصة
الحب والالم!

بدأت تنهمر من احدى عيناها العبرات وتنسال على جانب وجهها، بينما جهاز التنفس على فمها والاسلاك محاطه
بها من كل جانب، هل هذه عبرات الم ام ذكرى انسابت كلص يتسلل الى ذاكرتها خفية كى يقلب لها مواجعها
فكلمته صفِ لى الالم كم من عشر جعلتها تتذكر كل مرة تجرعت بها الالم
كانت كم من عشر وهل هذه المرة هى الاقوى ام يوجد اكثر منها قوة.
عادت بذاكرتها الى صورة لا يمحيها الزمن مهما انقضى عليها الوقت، يدى مرتعشه.

عينان ترتسم بها خطوط حمراء تعكر صفو بياضها
ارجل تهتز تعزف على الحان التوتر بصوت عالِ، وكلمة تدوى بالآذان كقنبلة
ارفعى وشك وبصى له فعنيه، ارمى عليها يمين الطلاق
عادت من هذه الذكرى لتلق بهذه:
- انا مقدرش افرض اخطائى على الناس
= الناس كلها اخطاء
- لكن بيداروها
= مبيداريهاش غير الضعيف
- يعنى انا ضعيف!
= ويعنى انا خطيئتك!
- حبنا هو اللى خطيئتنا
= يبقى نصلح الخطأ ده. نتجوز.

-افهمىحبنا وعلاقتنا مش هتتحل بالجواز، الجواز حيهدها
وهيكسر الدعوة الى عايزين ننشرها لكل الناس يعنى ايه بجد حب
بس انا للاسف مش نبي. ومقدرش انشر دعوتى!
استمع الى شهقاتها من خلف كمامه جهاز الاكسجين فأسرع نحوها وامسك باطراف اصابعها
كى يطعمها بعض قطرات الامان فهو يعلم الآن انها بحاجه اليه، ابتسم ولمس خصلات شعرها
المنسدله على وجهها وهو يردف
-مش عاوزك تفكرى فاللى يضايقك، عارف حدقه عينك هتوسع.

ازاى انا عرفت؟ ياستى انا فهمتك اكتر م انتى فاهمة نفسك
فكرى بس فكل حاجه حصلت وخلتك يوم فرحانه، ليلى عارف انك هتعديها المرة دى زى كل مرة
انتظمت انفاسها بعدما استمعت لكلماته التى تدعمها دوماً واجفلت عيناها بهدوء ومن ثم ابتسمت
من الواضح انه نجح فى خطته، فقد تسللت الذكريات الجميلة الى ذاكرتها حتى تتحسن حالتها المزاجية
وتستفيق من ازمتها هذه وتتجاوزها.
-ايه ده يا مُتخلفه، رافعه الفستان كده ليه هتعدى الترعة؟

تنظر حنين حولها على نفسها تارة وعليهم تاره، تلوى شفتاها وتستعد للرد
-ده فستان طويل اوى ورخم ودمه تقيل
اردفت بلقيس بالرد وعيناها اتسعت استنكار لما قالته حنين للتو
-ايه! ده دمه تقيل ده روعه، انتى مبتفهميش فالذوق
تبسمت حنين امتعاضا وهى ناظرة لها وقالت
-ده فستان بنات!
تدخلت ليلى لتقول مداعبة إياها
-اهي دى حاجه نسيناها خالص ي نينو، ده فستان بنات مالك انتى ومال الحجات دى
اقلعى ياشيخه بلا قلبه دماغ.

فور انتهاء هذا الموقف عقبه موقف آخر لايقل عما كان يسبقه،
الكثير من بالونات الهيليوم تملأ المكان، تطاير حولهم والزهور فى وضح النهار
والجميع يتراقص، فجميع من حضر تغمره السعاده
وثلاثة ايدى تشابكت ليتحدوا فى رقصة سويا، وصوت ضحكاتهم عالية وبلقيس تتوسطهم ب زيّها كعروس
زى ابيض مرصع بالجواهر الفضيه اللون وتتعالى ضحكاتهم، لتجد ليلى نفسها مسحوبة من وسطهم
خارجا بفعل حنين لتهمس فى أذنها.

-اول من دخل القفص يا مضروبة، انا قولت انتى اول واحده عشان زبيدة ثروت بتاعتنا
سبقتك بيلا
قهقهت ليلى إثر استماعها لكلمات حنين، ثم قامت بدفعها فى جبهتها برفق وهى تردف
لها
-اهو بدانا ببيلا وانا وراها وخليكى انتى قاعدة كده
رفعت حنين انفها لاعلى بإصبعها وقالت بتكبر مصتنع
-عشان انا فيا عقل وانتو لأ
تنهدت ليلى بحزن، فكل هذا فات وسبق عهده، حتى جدتها!
صورتها التى داهمتها الآن. قد وراها الثرى.

هذه السيدة التى لها الفضل فى كل مامر ب ليلى حتى نضجت وأصبحت شابة يافعة.
فالذكرى التى داهمتها الآن وبالتحديد، عندما كانت تجدل لها شعرها جديلة
شعرها بنى اللون كلون القهوة الممزوجه بالحبهان كما تحبها جدتها.
ناعم الملمس، المنسدل على جانبي وجهها، وهذه الغرة التى تميزها مثل المهرة الصغيرة
وفيروزتيها!
يا الله، فقد تفنن الله فى خلق وجهها بهذه العناية.

بشرة بيضاء اللون وجنتين ورديتين اللون، شفتان صغيرتان ولكنهما مكتنزتان
وعينان بلون البحر الفيروزى
فهى ليست شقراء، ولكنها تجمع بين الجمال العربي والغربي فى وجه واحد ابدع الله فى صنعه!
-تيتة، هو انا ليه كل الناس بتقول انى شبه بابا انا مش واخده منه غير عيونه بس
انا حاسه انى شبه ماما اكتر
تنهدت الجدة بأسى وربتت على ظهرها وقالت بحزن
-لا انتى شبه باباكى، امك شبه الى شبهه بقى ربنا يجعلك انتى احسن منها.

-هى ماما وحشه عشان اتجوزت ياتيته واحد غير بابا بعد م بابا مشى
-لا يا ليلى، امك بقت وحشه عشان سابتك!
صوت طرقات على باب المنزل، قامت مسرعة ليلى تفتح بفرحه لتجدهم امامها
-انا لابسة من بدرى و بيلا هى الى اتاخرت
-متصدقيهاش هى الى فضلت نايمة واخرتنى على مالبست
ردفت حنين باندفاع وقالت بطريقة منزعجه
-وهو انا هتاخر فلبسى ليه يدوب لبست تى شيرت وبنطلون من عند اخويا وجيت.

ضحكت الجدة من حوارهم الطفولى واشارت ل حنين تقترب منها
-انتى يابت مش ناوية تعيشى زى البنات بدل ولادتك مع ولاد خلتك راجل زيهم
هيطلع لك شنب قريب
ضحكا ليلى وبلفيس، فنظرت لهم حنين بحنق وقالت
-احسن من ميوعتهم هما الاتنين ماما دايما تقولى بت يا حنين انتى راجل والراجل مبيخافش
خبطت الجدة كفا بكف وهى تهمس
-انتى طالعه كده لمين معرفش ربنا يهديكى، شوفى ياليلى بنت عمتك وبنت خالتك هيشربوا ايه
اندفعت بلقيس بقولها.

-لا يا تبتة مالوش لزوم احنا هنخرج للنادى سوا
انتبهت الجدة لهم
-كده انتو تلات بنات وحدكم
ابتسمت ليلى وقامت ب (غمز) بلقيس واردفت
- لا متخافيش يا تيته احنا معانا راجل اهو
ضحك الكل فقامت حنين بضربها بلكمه قويه على احد كتفيها ومازالو على صوت ضحكاتهم العالية.
وعلى اثر ابتسامتها لمالمهدأت تذكرته، هدأت اجفانها رويداً رويداً حتى راحت فى سبات عميق بفعل العقار المهدئ
الذى يسرى بدمائها عبر المحلول المعلق بجانبها.

(فى وقتٍ سابق)
هو الميعاد مكتوب فيه انا ولا انتى؟ بتدبسينى ليه يابيلا
زفرت بلقيس بهدوء وامسكتها من ذراعها برفق بعدما داهمتها سعلة قوية
غطت انفها بمحرمه ورقيه ثم اردفت
-ليلو ع فكرة انتى بتستعبطى، والله انا مديالك فرصه العمر
وانا بموت زى م انتى شايفه كده
-انا مبعملش حوارات صحفيه مبعرفش بطلى استهبال هتلخم ومش هعرف اساله اى سؤال
ابتسمت بلقيس لها وقالت تدعمها.

-بصى انا كتبتلك كل الاسئلة انتى يدوب هتسالى بس وخلاص
انا عارفه انك مش شاطرة فالمحاورة وانك عشان كده موحوده فباب الحوادث مفيش حاجه جديدة
بتحصلك بس لو فاتنا حوار نزار ادريس انهارده
اعتبرى ان بنت خالتك ضاعت. يرضيكى
تنهدت ليلى واستسلمت لطلب بلقيس، ثم نظرت جانبا
-انا عارفه انهاردة بتدبسينى عشان عندك نزلة برد، بكرة تتلككى بجوز الحلوين الى خلفيتهم دول
ومش هنخلص يا ست نعمة.

ضحكت بلقيس وامسكت بيد ليلى وربتت عليها بشدة
-لا طالما قولتى نعمة يبقى زعلانه، اصل جدتك الله يرحمها كانت تنادينى بيها
لما تضايق وتفتكر امك حاجه
ضحكا الاثنتين معا، ثم قطعتها ليلى بسؤال طرأ فى بالها للتو
-وده انا هروح له لابسه ايه
-عادى زى م الناس بتلبس، بس خليها حاجه شياكة شياكة ماشى
احتضنتها وودعتها. وبالمنزل كانت الحيرة هى سيدة الموقف عند ليلى
تقوم بقياس ثياب رأت انها مناسبة ثم تغير رئيها فتخلعه.

وغيره وغيره، وهذا على هذا ربما تصنع شكلا جديدا
وهذا على ذاك ربما بسببها يصبح موضهيا الله ماهذه الحيرة
ولمَ كل هذا العذاب
ستقوم بعمل بلقيس المطلوب منها القيام به فقط، هى ليست مطالبه باكثر من ذلك.
هبطت من سيارة الاجرة، ترتدى بنطال اسود وقميص فيروزى عكس جمال عيناها
وجاكيت اسود
كانت تود ان تكون هيئتها رسمية نوعا ما، دخلت الى بهو الجريدة، نظرت هنا وهناك.

مكان شديد الفخامه. استقبلها احدهم الى مكان السيكرتارية الخاصه ب رئيس مجلس الادارة
نزار ادريس الصحفى الشهير والذى يمتلك اكثر من نصف أسهم هذه الجريدة.
- بلقيس الراوى
تنحنحت ليلى ورفرفت اهدابها حركتها المعهوده عند توترها وأجابت
-لأليلى، ليلى مراد زميلتها فنفس الجريدة بس بلقيس حصل
ظرف طارئ معاها فانا هعمل الحوار بدالها.
ابتسمت لها موظفة السكرتارية بترحاب ثم نهضت من مقعدها.

-لازم يكون عند مستر نزار بالتغيير اللى حصل ده، عن اذنك
نهضت ودخلت الى غرفة مكتبه الخاصه وأغلقت الباب، ابتلعت ليلى ريقها بصعوبه
ماهذا الخوف المسيطر عليها، هل خوفا من ملاقاة هذا الرجل
ام انها اعتادت ان تكون خلف الستار ولاول مرة ستكون بالمواجهه
اعتدلت فى جلستها حينما اكتشفت انها تجلس بخوف متقوقعه على حالها.
خرجت الموظفه وتشير لها بالدخول
-مستر نزار فى انتظارك
قامت تعدل من هيئتها، زفرت بعمق وامسكت بحقيبتها.

بخطوات تبدو ثابته ولكن بركانها متأجج بداخلها
دلفت الى غرفة المكتب ووقفت مكانها
رفع وجهه لها، بشعره (الرزى) اللون وبشرته السمراء التى لاتحوى على التجاعيد كثيرا
هيبة جلسته وابتسامته الواثقه، جعلت من دقات قلبها كتقريع الطبول
-اقفلى الباب لو سمحتى
انتبهت ليلى واغلقت الباب ومن ثم تستدير لتدخل وتجلس امامه تعثرت فوقعت!
قام من كرسيه باهتمام واقترب نحوها ومد لها يده، فابتسمت بخجل وقامت تعدل من ثيابها.

ثم جلست الى المقعد دون ان تنظر له من شدة الخجل لما حدث.
-مالها الاستاذة بلقيس ايه الظرف اللى عندها؟
بدأ هو الحديث كى يريح توترها قليلا، فابتسمت هى وأجابت
-ابدا ظرف مرضى وانا هنا مكانها، هى كتبت لى كل الاسئله
مش هاخد من وقتك غير ربع ساعة
-اتفضلى
تنحنحت عدة مرات، ونظرت الى مجموعة الورق لديها وقامت بقراءة اول سؤال
فابتسم هو حتى طرق الباب العامل وقام بتقديم كوب الماء لها
-تشربي ايه
-ميرسى، متشكرة.

-هات عصير ليمون
خرج العامل، فانطلق لسانها باول سؤال
-حضرتكمن صحفى عادى بجريدة المشاهير لصاحب اكبر جريدة فالشرق الاوسط
ايه السبب؟
نظر لها نزار باعتناء، مشطت عيناه كل قسمه بوجهها. عيناها التى من دون قصد تدعوك للسحر الاسود وان تقع بهم لامحاله
ليس فقط بسبب لونهم ولكن لانبعاث البراءة من داخلهم
صفاء بشرتها، حركتها المكررة بان تقوم ببل شفتاها بلسانها كل دقيقتين تقريبا.

ظهور النمش على بعض اجزاء من وجهها وخاصه انفها.
-حضرتك مش بتجاوبنى ليه
انتبه نزار لها ثم هم بالقول
-متأسف. كنا بنقول إيه
ابتسمت رغما عنها تحدثت اليه وهى تنظر الى الورق امامها
-حضرتك كده هتخلى الربع ساعة ساعة بحالها وده تضيع لوقت حضرتك
ضحك نزار ومن ثم قال لها بصوت خفيض الرنة نوعا ما
-ساعة ساعة مش مشكلة، لو هيفضل قدامى الوش الجميل ده
مش مهم اى حاجه.

حكة بذقنها، وحكة بالقلم فى رأسها من الواضح انها فى شدة التركيز لامر ما
تنقر بالقلم على الورق الموضوع امامها عدة مرات بحركه عصبيه.
فيقطع حبل افكارها صوته يأتى من بعيد.
-حنين ياحنين ردى عليا
بلهجة عصبيه تردف له
-نعم ي ابراهيم نعم يا ابراهييم مش شايفنى مركزة ي اخى
-الشغل مش هيضيع انا عاوزك فحاجه
قامت بغرس القلم بشعرها الملفوف دائريا اعلى رأسها على شكل ال (كعكه) مظهرها المعتاد الشكل من صغرها.

وعدلت من وضع النظارة الطبية على انفها وابتسمت ببرود لامتناهى.
-اهو سيبنا الشغل سيبنا اللى ورانا، والنقطه اللى مركزة فيها
وخلينا مع حضرتك ي ابراهيم خير نعم ايوة ايييه
ابتعد ابراهيم خطوتين للخلف ثم قال لها.
-طب ومتنرفزة كده ليه انا كنت هقولك كفايه شغل وتعالى ناخد ريست شويه
-مينفعش ياقلب امك
-إيه
-اه والله زى مابكلمك، السكريبت ده مهم ولازم يتقدم وكمان الضيف راجل تقيل فالبلد وانا عاوزة.

ازنقه فكام سؤال فمش هينفع ريست ولا كنتالوب
زمت شفتيه بضيق وخيبة امل وقال
-الحياه مش كلها شغل يا حنين
-اطربنى انت قولى كلها ايه، اقولك انا كلها شخلعه ومرقعه
وخروجات وفسح واكل وشرب
مش كده
-لا طبعا ولا كده، بس انتى قافله ع نفسك اوى
-ياعم فافله على نفسى هو انا قافله عليك انت
كور يده وابقاها جانبه واردف لها
-ياستى عيشى لنفسك شوية، ليه معيشه نفسك فشكل الراجل ده
شعرك لماه، قمصان وبناطيل رجالى.

طريقة اسلوب رجالى فالكلام، ع فكرة ده غلط
وضعت كفها على كتفه وقالت باستهزاء
-بص يا ابراهيم انا كده عاجبه نفسي ومبسوطه كده ومبتغيرش عارف ليه
عشان مدام انا مبسوطه بنفسي يولع اى حد
فهمت
رفع حاجباه لها وكتف ذراعيه امام صدره وقال بحنق
-بس انتى بنت
-اه وفيها ايه
-فيها انى مش شايف قصادى اى بنت او ملامح للانوثه
-ملكش فيه محدش قالك عايينى، واطلع من دماغى طيرت ام السؤالين اللى كنت بفكر فيهم.

نظر لها وخرج من غرفتها وهو يتمتم بضيق فأوقفه زميلا له بالمحطه الفضائية
-ايه مالك حنين ادتلك دش تانى
-ياعم اوعا مش وقت هزار
-ماقولنالك دى لابتاعت حب ولاجواز، معرفش زانق ليه نفسك معاها البت
المسترجله دى
-قلبي الجزمة هعمل ايه
-لا اخلعه بقا وريح نفسك، دى مش هتاخد معاها سكه ابدا ولا بعد 100 سنه
لو مش عشان مسترجله يبقى من لسانها اللى اد الفرئله.

مط ابراهيم شفتيه وترجل الى نحو ماهو ذاهب اليه بعد هذا الذى انهال عليه من حنين
ككل مرة يحاول لفت نظرها إليه ولكن دون جدوى.
سلامتك الف سلامة عليكى ماما قالتلى انك تعبانه اول م جيت من الجامعة
ابتسمت بلقيس بود ودعته للجلوس مشيرة للاريكة
-ربنا يخليك يا نادر، نزلة برد بس شديدة شوية، معرفش سببها ايه
سعلت بشده فناولها المحرمه الورقية من امامه.
-شفاكِ الله وعفاكِ، اومال فين جلال.

-جلال جوه معرفش نايم ولا صاحى، بس لما دخلت انيم الولاد كان صاحى وماسك فونه
هز رأسه نادر فى تفهم، فبادرت بسؤاله وهى تهم بالقيام
-تشرب ايه
نهض خلفها وتبعها
-ياستى انتى تعبانه وبعدين انا لسه هتغدى تحت، انا بس جيت اشوفك
ونازل تانى
-ياسلام!ربنا يخليك ليا يارب وميحرمنيش منك يا واد يانادورة
اصيل يا ولا
-عيب عليكى اختى بيلا انتى ليكى فيا اكتر من اللى ليا فنفسى.

هاتفه رن فانتبه له واخرجه من جيبه وابتسم، لمحته بلقيس وابتسمت
وغمزت له بأحدى عيناها
-ايه الجو!
-انتى قديمه اوى يابيلا، جو ايه هو عشان اسمك بلقيس هتضايقينا بمصطلحات قديمه
-اولا اسمى الحقيقى نعمة، وبعدين اسمها ايه ياخفيف طالما مش الجو اقولك ايه
المزة!
-ولا المزة كمان. كلمة بيئة قولى اسمها عادى ميريهان وخلاص
-طيييب ياعم ميريهان ميريهان، هى الى بتتصل
ابتسم بخجل احمرت له طرفا اذناه.

-اه هى اللى بتتصل اومال انا هبتسم لرنة هشام صاحبى مثلا
ضحكت بلقيس ومن ثم انتبهت لدلوف جلال زوجها اليهم بالمطبخ
-نادر انت هنا من امتى
-من شوية، عرفت من ماما ان بيلا تعبانه فجيت اسال بقالى يومين مش بطلع لكم
ميد تيرم نافخنى
ربت جلال على كتف أخيه وابتسم
-ربنا معاك شد حيلك كده، بقولك ايهكده انده على ماما ونتغدى كلنا هنا
-لا بيلا شكلها تعبان جدا، تعالو انتو تحت حتى عشان منتعبش بيلا انهاردة.

ضحك جلال وقال بلا مبالاه
-بلقيس كويسة دى مجرد انفلونزا مالك يابنى
-ياجلال انت غريب، انا هنزل وتعالو او اطلب لها ديليفرى انهاردة
ثم اقترب من اذن اخيه وقال بهمس
-شكلها فعلا تعبان
ترجل نادر للخارج بعدما قال لها الف سلامه عليكى تانى فتح الباب وخرج واغلقه خلفه
نظر جلال لها بطيبة
-بس انا شايفك كويسه
بلقيس ابتسمت بتصنع الشفاء
-زى م قولت ي حبيبى مجرد انفلونزا متشغلش بالك
قام جلال بجذبها نحوه وقال بهمس لها.

-طب بقولك ايه العيال نايمين جوه
-اناتعبانه بجد ي جلال وممكن اعديك
-ابقى اخد اى برشام. تعالى بس
جذبها وادخلها للغرفه بهدوء واغلق الباب خلفه.
كمل كلامك الليلادى معاك انا، كمل وقولى ياكل عمرى ي انا
كانت تنطلق هذه الكلمات من سيارتها اثناء عودتها الى منزلها، رددت ليلى بعض الكلمات معه، حتى سمعت صوت معدتها تتألم من الجوع.

فقررت ان تقف امام اقرب مطعم لتشترى لها وجبه من الوجبات السريعه كما اعتادت، واخذت تتمتم محدثه نفسها
-تيتة الله يرحمك وحشتينى اوى، فين اكلاتك الحلوة وفين حضنك اول م ارجع من برة تستقبلينى
بقيت لوحدى من غيرك اوى
بقيت مطفية وضعيفة اكتر من الاول ياتيته
تنهدت ب اسى وانطلقت منها آهه موجعه، انتبهت لصوت هاتفها فتناولته وكانت بلقيس
-هاه عملت ايه ياوحش فالمقابله
ابتسمت ليلى واردفت لها بحماس وثقه.

-لالالا متسالنيش انتى لما تشوفى الحوار بعد م افرغه واظبطه هتنبهرى
-ورايا رجالة يعنى؟
-طبعا يابنتى، ده انا ليلى مراد
-خلاص غنيلى انا قلبي دليلى خلينى اصدق انك ليلى مراد كده
قهقهت ليلى لانها لم تكن اول مرة قى سخرية احدهم من اسمها وتتلاقاه هى بصدر رحب
فاردفت بلقيس لها
-لابتكلم جد، احنا ننقلك من الحوادث للباب اللى انا فيه
-ياستى بس شوفى ده وبعدها نشوف الدنيا.

نظرت الى مطعم قد فاتت بجانبه ولم تقف، فقد شغلها حديثها مع بلقيس شتت
انتباهها
-مممم نسيت اعدى اجيب اكل بسببك
-خلاص اطلبي فالبيت مش قضية
نظرت امامها بعدما نظرت للمطعم وتنهدت، ففوجئت باحدهم يعبر وسرعة قيادتها كما هى
فصرخت، انتبهت بلقيس بذعر لها
-ايه ياليلى فيه ايه
ليلى ليس باستطاعتها اجابتها، فقد دهسته بالفعل، اوقفت السيارة وقذفت
الهاتف عالمقعد وخرجت من السيارة مسرعة بعدما ترجلت بخوف الى هذا المصاب.

وتجمعت الناس حوله
حملوه الى سيارتها، الى اقرب مشفى واسنانها تتخبط ببعضها
ودمائها احتل غليانها عروقها، خائفه
ضائعة، تائههكالعادة
ماذا ستفعل، الى غرفة الطوارئ اوقفوها ليأخذوا البيانات.
حاولوا البحث معها على اوراق هويته حتى عثروا عليها
-اسمه ايه يافندم؟
بصوت مرتعش وهى ممسكه بالبطاقه الشخصية لدى هذا المصاب
-آسر فتحى راشد
-انتى اللى خبطيه
لم يسعها القول، فهم البعض من الذين رأوا الحادث بالاجابه.

-اه هى، احنا شوفناها
فهم موظف الاستقبال بالمشفى بسؤالها
-لازم بيانات حضرتكاسمك ايه
متلعثمه عيناها تملائها الدموع
-ليلى مراد عبدالحميد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة