قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل العشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل العشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل العشرون

فريال
اجتمعوا يا نساء
ربما سطور الحكاية لم تبدأ في زمننا الحالي، لكن لا ضرر من العودة إلى الذكريات التي لم تغب عن عقلي للحظة.
قبل عدة سنوات سابقة...
تلك الليلة كان مختلف فيها معي، تلك الليلة قابلت بها وحشا وليس انسانا
تلك الليلة التي شعرت أن ادميتها مهانة!
دلفت فريال الى حجرة النوم لتبصر عزيز جالس على الاريكة وعيناه بهما شرر ناري، اقتربت منه بلهفة قائلة بخوف
- عزيز.

نظرت إلى عينيه التي بهما شيئا لم تبصره، ازدردت ريقها بتوتر وجف حلقها حينما قام من مجلسه صائحا بعنف وهو يمسك خصلات شعرها الطليقة تحت يده
- كنتي بتضحكيله ليه ها؟، فاكرة ملكيش راجل هو انتي فاكراني يا
الكلمات انهالت عليها كقذائف نارية ملتهبة في قلبها، بقدر الوجع الجسدي الا انه هناك وجع اخر اختبرته معه من كلماته السافلة في حقها، انفجرت صارخة في وجهه وعقلها لا يصدق ما قاله في حقها.

- انت مجنون انت ازاي تكلمني بالطريقة دي
اختلج عضلة فكه وهو ينظر الى ما ترتديه، ذلك الفستان الذي سبب في جنون المستثمر، جرها خلفه كالبهيمة وهي تحاول بأقصي جهدها ان تتخلص من يده التي تنزع خصلات شعرها من فروة رأسها، القاها على الفراش العريض لتتسع عيناها بخوف شديد وهو ينزع حزام بنطاله قائلا
- والله لاوريكي.

جحظت عيناها بقوة حينما رأت ما ينتويه واي غريزة حيوانية راغبا في فعلها، صاحت بصوت مرتعش وقد خذلها لسانها للانفجار في وجهه
- انت اكيد جرا في مخك حاجه
شق الفستان الى نصفين وتبعه ملابسها الداخلية وداخله يصرخ بتأديبها، راقب مفاتنها الظاهرة وكم تأسف على ما سيشوه جلدها الناعم المغري ليقول بجنون
- اكيد وانا شايفك بتضحكيله
هل هذا الشخص هو من أحبته؟، هل من الممكن أن يتغير الشخص من ليلة وضحاها؟

تمتمت بنبرة مرتجفة وهي تشعر بأنامله تلمس جسدها العاري بشئ من الخشونة
- احنا كنا في حفلة وهو قال حاجه وضحكت عادي مش اول مرة
رفع حزام بنطاله وهوي بها على جسدها لتطلق
آهة مؤلمة وصراخ نجدة لكل هل من منقذ؟
انها تعيش في مكان نائي، توالت عليها ضرباته على جسدها الذي ينتفض بألم وهو يتمتم بهذي
- الا هو
لم تشعر سوى بأسواط من نار توشم جسدها، بكت بقهر شديد وهي تحمي وجهها من بطشه ولسانها يتمتم
- يا حيوااان.

زادت عيناه اتساعا ما ان التقط ما تهمس به، جنون ورغبة جشعة منفرة تكاد تشمها من جسده حينما صاح
- انا بقي هوريكي الحيوان هيعمل ايه فيكى
ولم تشعر سوى انه ترك حزام بنطاله جانبا و مارس حقوقه الزوجية معها بعنف، وسادية اختبرتها معه لأول مرة.

وقتها شعرت ان ادميتها مهانة، انها يجب ان تشنق نفسها على ضعفها معه وكل من اجل ماذا بأسم الحب؟!، عضت على شفتها السفلي بألم وهي تتذكر بعدما اخذ حقوقه منها ضمها اليه معتذرا بكلمات لا طعم لها وانه ليس في وعيه وانه غار عليها!
غار عليها حتى كاد أن يقتلها، غار عليها ومارس ساديته الوحشية في حقها، غار عليها وكل ما حدث بسبب ردة فعل لما ارتكبته وهي لا تفقه شيئا مما حدث.
- وجعك ازاي؟

افاقت على همسة قرصانها، رفعت عيناها وتحجرت دموعها في محجريهما لتهمس
- بكل طريقة بشعة تقدر تتخيلها
انقبضت معالم وجه وقاص وهو يكاد يحطم فنجان القهوة، ماجت عيناه بالغضب المستعر ليهمس بقسوة
- فين السي دي؟
هزت رأسها نافية وهي تفكر كيف سيراها بعد أن يعلم، في نهاية الامر سيستحقرها هي لانها هي المخطئة في ذنب نفسها، هي من سمحت له بالتمادي ما ان لطم وجهها وكل ذلك بأسم الغيرة لتقول نافية
- مش دلوقتي يا وقاص.

صمتت للحظات وهي تشيح وجهها بألم هامسة بصوت صادق
- هبعته ليلة جوازنا علشان تكون عارف انت بتمشي في اي طريق
كل كلامها يجعله يفكر في منطقة لا يود ان يفكر بها، يقسم انه لن يرحمه مطلقًا
مشاعر الحمائية والدفاع الشديد وكأنها له وتنتمي إليه نبتت منذ فترة قصيرة كحال لقاءاتهم
ضيق عيناه وهو يتفحص ما ترتديه بتذمر شديد، ترتدي قميص اسود طوله لا يتجاوز الثلاثين سم والباقي مكشوف امامه بسخاء، اشاح بوجهه وتبرم ساخرا.

- تراجعتي
تحاول التفكير لما هو من اقحمته لذلك الطريق، لانها تريد ان تكون مطمئنة وانها ستصبح تحت جناحه؟! ام لأنها رأت به اشياء انسانية كثيرة هي اشتاقت اليها بقوة
هو يضع نفسه في النار رغم انه لا يعرفها جيدا، من هو ذلك الرجل؟
- مش عايزة نظرتك تتغير عني يا وقاص، انت الوحيد اللي مش هستحمل نظرته بعد ما يعرف
بريق آسر عصف عينيه سلب لبها وجعلها تشعر بتلك الاضطرابات في معدتها حينما همس
- اشمعنا انا؟

ردت بصراحة شديدة اصبح يعتاد عليها في تلك الايام التي يمضياها معا
- وقت ما اطلقت من عزيز هربت في كل مكان بمساعدة جيجي، كانت اول ما بتحس بخطر عليا من بحث عزيز ليا بهرب لبلد تانية لحد لما زهقت وجيت مصر وعرفت موضوع رهف واللي حصل
صمتت ولمعت عيناها ببريق لامع وهي تهمس بنبرة ناعمة.

- عرفت انه قد ايه انك شخص مختلف تماما عنه، غيور وحامي لعيلته وفخور بيها واختك هي ثابته قدامك وبتحاول تعيش حياتها عادي جدا لانها عارفة انك في ضهرها
ابتسامة واسعة زينت ثغرها وهي تنظر اليه بأمتنان شديد وكأنها تشكره على وجوده في حياتها، غمغم بهدوء
- رهف اللي مرت بيه مش سهل، في يوم وليلة فقدت صاحبتها قدام عينيها وبأبشع طريقة ممكن يشوفها الانسان لما يتخلي واحد عن ادميته ويتحول لمجرد حيوان بيلبي غرائزه.

اختض قلبها بعنف واصبح يخفق بهلع واستحال وجهها للشحوب وهي تري عيناه، ربااااااااه لقد كانتا رائقتين، متي تحول وجهه إلى نيران من الجحيم؟!، همست بصوت مرتجف جاهدت ان يكون جامدا
- درس عمره ما هتنساه لكن هتابع حياتها
يعلم ان اسئلته عذاب خالص له ولها، لكنه يريد ان يتخلص من هواجس ماضيها بأسرع وقت ليقول
- قد ايه كنتي عايشة في العذاب ده.

اغمضت جفنيها وهي تتخيل ما ستقوله، سالت دمعة واحدة من عيناها وبدأ الضعف يقسو عليها لتهمس بأرتجاف
- مشوفتش تحوله غير لما اكتشفت بالصدفة انه، مش قادرة
تهشم الفنجان من يده لتنظر اليه بصدمة وهي تري انسيال الدم من كفه انتفضت جالبة علبة الاسعافات بسرعة قياسية عائدة اليه، بلهفة شديدة وحذر ادق تفحصت كفه الضخم القابع بين يديها الناعمتين، نظفت يده بمهارة وسرعة شديدة ولفت القماش الطبي حول كفه لتسمعه يقول.

- السي دي يتبعت اخر الاسبوع
توسلته، تقسم انها حرفيا توسلته بعيناها قائلة
- وقاص انا
صاح بجمود وهو يستقيم واقفا
- فرحنا اخر الاسبوع
جحظت عيناها وشل عقلها عن التصرف لتهمس
- انت اكيد اتجننت
اغلق زر سترته وقال بنبرة صارمة
- فستانك انا متكفل بيه، وقرايبك سهل اجيبهم هنا خلال ساعات، واي تغير عايزاه يحصل انا معاكي فيه
تمتمت بذهول وهي تحاول استيعاب انه يلقي عليه اوامره
- للدرجة دي مستعجل انك تعرف ايه في السي دي.

تمتم بقسوة شديدة
- مش اكتر من اني اعرف منك لاني مش هرحمه
رفعت عيناها المعذبتين وهمست
- مش عايزة افشل في العلاقة للمرة التانية
صاح بنبرة واثقة
- مش هيحصل، ولبسك يا فريال
عقدت حاجبيها من تغيره لمجري الحديث، لتنظر إلى ما ترتديه وقالت بعدم فهم
- ماله
صاح بنبرة غاضبة وهو ينظر بضيق إلى بنطالها القصير، القصير جدا في الواقع
- يتحشم، انا اه راجل وغيور على اهل بيتي واولهم مش عايز لحمك يبان.

احتقن وجهها للمرة الاولي امامه وهي تنظر إلى ما ترتديه وتري لما لا يروق القرصان لتهمس ببساطة
- انا لبسي كدا
صاح بقوة
- يتغير يا فريال
نفت رأسها قائلة بنبرة ماكرة
- مش هغيره يا وقاص
وما اجفلها وجعل جسدها يترعش من رأسها لاخمص قدميها تلك النبرة المتملكة التي تسمعها منه يقول بخشونة احبتها، تقسم انها احبتها لقد اصبحت بلهاء تعترف بذلك
- يبقي لوحدي
اقتربت منه وهي تلكزه بذراعها بخفة مشاكسة.

- ااااه من انانية الرجال وتملكهم
لم يجيب ولم يبتسم، ملامحه ما زالت عابسة، اقترب هامسا بصوت خفيض
- صدقيني لبسك ده هولع فيه لو لقيتك لابسة المسخرة اللي زي ديه تانى
عضت على شفتها السفلي وهي ترفع بقامتها لتحاذي طوله قائلة بصوت مغوي
- متأمرنيش يا بيبي، سلام بقي علشان الحق افتح الصالة.

تلك النظرة الأخيرة التي ودعته بها جعلت جيوشه تتراجع، شبح ابتسامة ظهرت على شفتيه وهو يري صعودها للغرفة بدلا من خروجها بتلك المسخرة خارج حدود المنزل.

راقبها عثمان وهي ترغي وتزبد وتنهب الارض نهبا ليصيح بنبرة جامدة
- شيراز اهدي بقي
زمت شيراز شفتيها وصاحت بحنق
- اخدها لشقة بعيدة ليه دلوقتي، سراج ده هيجنني انت لازم تجيبهم هنا
صاح عثمان بلا مبالاة
- سراج طول عمره كده صعب انك تغيري في رأيه
كله بسببه، كل ما حدث بسببه، كانت ستتخلص منها في اقرب وقت وبدلا من ذلك زفت ابنها الاخر لها، صاحت بحدة وهي تنفجر في وجهه.

- سكوتك ده هو اللي جابنا ورا، مش كفاية انك عارف المصيبة ومتقوليش
هز عثمان رأسه بلا فائدة، لن تتغير شيراز، لن تعلم ان ما فعله سراج افضل للجميع
- سراج غير ضياء، عمرك ما تقدري تجبريه على حاجه
صاحت بتبرم
- زي ما وافق على الجواز يطلقها
ضحك بخفة، لا يصدق ما تقوله شيراز، سراج ويصبح مجبر في السن الذي شارف على الاربعون ربما ان كان في متقبل عمره كانا يستطيعا ان يضعاه امام الامر الواقع، استهزأ منها قائلا.

- سراج لو مفكرش في اسرار وانه عايزها مكانش وافق يا شيراز، مستحيل تقدري تسيطري على سراج، شكلك كبرتي يا شيراز وخرفتي
انفجرت صارخة وبرزت عروق وجهها
- عثماااااان
تمتم ببرود اعصاب
- الحق ميزعلش حد يا شيراز هانم، ابنك لو عرف ايه اللي كنتي بتعمليه لاسرار مش هيسيبك، كده احسن ليكي وليها وسراج اتصرف صح
شتمت وصاحت
- وفلوسي
هز كتفيه وقال بلا مبالاة تستفزها وتمقتها
- فلوسنا بقت تحت ايدها ده نتيجة غلطاتك.

زفرت وهي تري كتلة برود الاعصاب التي تذكرها بأبنها ضياء الراحل لتقول
- وانت ازاي ببرود الاعصاب كدا وعادي ولا كأنه همك
- بحاول اشوفها من زاوية اخري، تصبحي على خير
شيعته ببصرها وعادت تنظر إلى الارجاء، اسرار ليست سهلة، ولم تعد بتلك الساذجة
رغم انها تحيط سراج بالاخبار الا انه لم يلقي بالا بأخبارها ابدا، تري لو اهتم وبحث ماذا سيحدث؟
ازدردت ريقها وزاغ بصرها لتتوعد لتلك الحية قائلة
- حسابك بيتقل يا اسرار.

نضال
اصبحت فرح تراه من زاوية اخري
السخرية المتأصلة به ما هي الا مجرد قناع يخفي بها المه
لكن هناك غصة مؤلمة ف حلقها كلما تتذكر الاقتراب الحميمي بأبنة عمه
يبدوان متساجمين بطريقة اربكتها وشوشتها وجعلها تفكر هل كان بينهما علاقة حميمة وان كان من طرف واحد فقط؟!
اقتربت منه وهي تراقب ظهره العريض يدخن بشراهة شديدة، همست بتساؤل
- هتمنعها؟
غمغم بخشونة وهو مازال موليا ظهره لها
- فرح.

استشاطت غضبا وهي تمسك ذراعه بقوة تديره لمواجهتها قائلة
- بص وجاوبني هتمنعها من بنتها
ملامحه الغامضة جعلها تزدرد ريقها بتوتر، همست بخشية
- نضال ارجوك، حقدك ميوصلكش لمرحلة تنسي انسانيتك
رفع حاجبه والقي نظرة الى يدها المتشبثة في ذراعه ليقول
- الحقد بيولد عمي والانسان الحاقد بيفقد كله حواسه ومش بيهتم الا بأنه يوصل للي عايزه حتى لو هيقتل شخص.

جحظت عيناها وشحب وجهها إلى نبرته القاسية، اغرورقت عيناها بالدموع وانتفضت كالملسوع مبتعدة عن ذراعه ليقترب منها هامسا بأسف زائف
- عياطها اثر فيكي
شعرت بذراعه تحتضن خصرها، ارتجف جسدها ولعا ما ان مال يقبل عنقها بشراهة لتهمس بأختناق
- حطيت نفسي مكانها
اصابعه ازدادت قسوة وهو يكاد يحطم عظامها اللينة وشفتيه كانت تنهش بقسوة في لحمها، شهقت بألم وهي تتملص منه وتتلوي بدون فائدة من جسده الضخم مقارنة بجسدها.

- نضال سيبني
نظر الى عينبها بقسوة وشرر ذهبي التمع في عينيه ليقول
- فرح اوعك، فاهمه اوعك تنسي اللي بينا مهما كان، انا انسان لا يصلح لاي ست
سمحت ان تطلق دموعها وقد جاءها الجواب صراحة
هو لن يظل معها للنهاية
هو رجل معقد، وسيعقد حياة كل من يقترب منهم
همست بعزيمة وهي تحتضن جانب وجهه بكفها
- الانسان اللي عنده قناعة من جوا انه هيتغير هيتغير حتى لو كان ايه
ضحك ساخرا وهو ينزع يديها وقال.

- كلمتين منمقين ملهمش اي ستين لازمة
صاحت صارخة في وجهه
- هتكرر نفس غلطتك لبنتك، تخليها تعيش في جو مشحون واب عمره ما شافها ولا عايز يبصلها وزوجة اب مهما تعمل فيها بتكرها وتطلع نسخة منك
تخشب جسد نضال وهو ينظر إلى عينى فرح، ضيق عيناه وهو يسمعها تسترسل في الحديث بنبرة لينة
- عشان كده لو مش قادر ومش عايزها سيبها، اظن اصعب عقاب للست لما تتحرم من بنتها واقولك انك فوزت وعاقبتها.

اقتربت تنظر الى عينيه تترجاه، تستجدي منه توسلا وعطفا هامسة
- فكر يا نضال لشمس ارجوك.

عاد سراج من عمله بعد يوم شاق قضاه في الورشة، يقسم ان ذهابه للعمل في الصباح افضل بكثير من ان يبقي معها بين اربعة جدارن، اسبوعان مرا منذ زواجه بها وكل ما يلقيه عليها تنفذه ببرودة اعصاب، هي لا تعطيه الفرصة ابدًا للمشاجرة، مشاجرة ظنها تفسد حياة الزوجية لكن معها ابدًا، مشاجرته معها حياة بالنسبة له، يشعره بوجود شخص ما في منزله بدلا من حياة الأشباح التي تعيشها.

طلباته الزوجية تنفذها على اكمل وجه، اذا لما يشعر انها ما زالت متباعدة عنه؟
الانسجام الذي بينهما لم يندمج بها روحيهما معّا، بل شعر انه يعطي وهي تستقبل بصمت فقط.
ابصرها جالسة على الاريكة تكتب بانسجام تام...
تلك العادة منذ ان تزوجها كل ليلة يجدها تكتب في أجندة وكل مرة يسألها نفس السؤال
- بتعملي ايه؟
والاجابة مكررة، تنطقها ببرود.

- سحبت مني اللاب توب وكسرت تليفوني وبالعافية قررت تجيبلي واحد جديد، بعمل شوية شخابيط في ورق
مرر عيناه من رأسها إلى اخمص قدميها، تأمل قدها الممشوق ومنامتها الشفافة التي اظهرت ثوبها الداخلي من ضمن المجموعة التي اختارها لجهازها، هي مستعدة ليلتهما الحميمية إذًا، لعق شفتيه وتحفز جسده ليقول
- واضح انك جاهزة
اقتربت منه تسير بتبختر اطاح بصوابه، ضيقت عيناها واجابت بصوت حاد
- بنفذ واجبك.

تأففت ما ان شمت رائحة البنزين المنبعث من جسده، اشاحت بوجهها وقالت
- الاكل هيتسخن لحد لما تاخد شاور
ابتسم بتألق وهو يقول بخشونة نازعا قميصه ملقيا اياه على الارض، يعلم انها من مهووسى النظافة بل تحب الاشياء التي تضعها في اماكنها وهذا بعكس طبيعته، وجدها القت اليه نظرة نارية لتتسع ابتسامته وهو يقول بجمود
- جيبيلي صابونة جديدة قبل ما تروحي المطبخ.

اغمضت اسرار جفنيها وكل ما يفعله ذلك الرجل البوهيمي يجعلها تتحفز على انقضاضه، كل مرة منذ عودته يلقي حذائه المتسخ بالقرب من باب الحمام ويلقي قميصه متعمدا في الصالة وكل يومين يطالب بالصابونة التي يستحم بها مبتعدا عن سوائل العطر الرجالية الممتلئة في حمامه...

هو دائما يلقي لها رسالة انه وزوجها الراحل مختلفين، رغم الدماء التي تسرى في عروقهما الا انه يلقي كلمات سخيفة، كأنه لا يقارن ابدا بزوجها الراحل البارد.
اخذت الصابونة من خزانة التنظيف وسارت الى الحمام لتطرق على الباب صائحة بصوت بارد وهي تستمع إلى صوت المياه
- الصابونة يا...

وكتم باقي عبارتها حينما فتح الباب وسحبها فجأه من ذراعها بقوة ليغلق الباب وألصق ظهرها بظهر الباب واشرف عليها بطوله الضخم، رائحته ما زالت تحمل رائحة البنزين والشحوم تأففت من تلك الرائحة وصاحت بجمود
- انت اتجننت
اقترب بمكر وعيناه يتلألأ منها الظفر، ليشاكسها وهو يلصق صدره المشتعل الى صدرها قائلا
- قولتلك انا في شهر عسل
التمعت النيران في عيناها وصاحت بنبرة قاسية.

- شهر عسل وبتنزل الشغل انت بتهزر يا سراج ابعد خليني اشوف شغلي
تمط حرف السين رغما عنها والراء لا يكاد يسمعها، غامت عيناه ليزفر بحرارة في اذنها
- انا شغلك من هنا ورايح يا اسرار
اتسعت عيناها إلى ما ترغبه عينيه الداكنتين، أيرغب ممارسه حقوقه وهما في الحمام؟! أجن هو، صاحت بنبرة جافة
- اظن الحاجة دي مكانها في اوضة النوم
اصدر صوتا خافتا ليلمس عنقها بحسية صعودا وهبوطا الى بداية صدرها قائلا.

- وانا اختار المكان والوقت اللي يعجبني
لا تعلم ماذا حدث الا انها شعرت اسفل الدش معه تنهمر المياه على رؤسهما ليلتصق ثوبها على جسدها، تجمدت ملامحها وهي تبصر انه تخلص من بنطاله وبقي بشورت قصير، تصاعد الغضب في اوردتها وهي تصيح في وجهه بحدة
- انت عارف قعدت كام ساعة قدام المراية اضبط نفسى.

أيخبرها انها اجمل واشد اثارة والمياة تتساقط بنعومة من راسها ليختفي اسفل قميص النوم الذي التصق بجذعها وبعض الاشياء التي ظهرت تحثه على الدعوة، ملس وجنتيها بنعومة وهو يقول بدون وعي متأملا عيناها التي اضحت شفافتين
- متحطيش حاجه على وشك بتبوظ ملامحك ممكن اكتفي باللي على شفايفك بس
زمت شفتيها بحنق وتمني ان يضرب كل شيء بعرض الحائط ويريها الجنون الذي يرغبه ليسمعها تنظر بقرف إلى ثوبها لتقول.

- هروح اغير واسيبك تكمل الحمام بتاعك
حررها من حصاره وقال ببساطة وهو يغمز بعيناه الوقحتين قائلا
- اتفضلي.

لقد انتصر في جولته الاولي مع امرأته الباردة، تحمم وتحفز تلقائيا لما سوف ترتديه، خرج من الحمام ليشم رائحة الطعام وقد اصدرت امعائه زمجره قوية، دلف إلى غرفتهما وفتح الدولاب، باحثا عن تي شيرت وبنطال قطني، ضاقت عيناه حينما انتبه إلى شيء موضوع بأهمال على الكومود، اتسعت عيناه بالشرر الناري واسودت عيناه قتامة ليصرخ هادرا بأسمها
-اسراااااااااااااار.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة