قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والعشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والعشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والعشرون

ذهاب ماهر علمها أن ليس كل انسان باقي
كل من يخبرك انه معك وسيؤازرك في محنتك
سيتحاشي عنك يوما ما، س يدير بظهره لك
لكن العيب منها هي
هي التي صممت على غبائها وتمسكت بكل رعونة في سراب لن تصل اليه
اكتشفت حبها لماهر منذ غيابه عنها، ونضال لا تفكر به اطلاقا
بهتت وهي تفكر منذ متي تفكر في نضال؟!
لم تفكر به الا لماما منذ ان خطت بقدمها موطن والدها، آسيا لم تتردد في القدوم اليها.

لا تعرف اختفاؤها المريب الى ماذا تخطط؟، نقرات على باب الغرفة جعلها تنتبه
يبدو ان آسيا انهت اجراءات المشفى ليستعدا للمغادرة، اذنت بالدخول لتسمع صوت رخيم يهتف
- مساء الخير
شهقت بقوة وارتد جسدها بعنف وهي تهمس بذهول
- نضال
اقترب منها وهو ما زال يسير بعجرفة، عيناه بهما لمعة ساخرة وبريق ذهبي كان السبب الاول في ان تسقط فريسته، فريسة سهلة تم اسرها في مصيدة الصياد.

سحب كرسي حتى اقترب من فراشها، جلس عليه ليسند كلا ذراعيه على فخذيه وقال بسخرية
- مكنتش متوقع انك هتستسلمي بسهولة
تأملت عيناه، لم تعد غامضتين بل هادئتين
لم يصيب جسدها برعشة ولا ارتجاف يمتد من عمود فقرها إلى نهاية اطرافها، كانت متبلدة
تفكر هل تأثرت بشخصية نضال؟! لا حب ولا عشق، مجرد اعجاب لحظي وخفت ذلك الأعجاب
غمغمت بتهكم
- اخدت كل حاجه.

كان يطالعها بعينيه، مارية تغيرت، تغيرت كثيرا عن التي عرفها قبلا، عن التي راها في بهو فندقه، وجهها الذابل والهالات السوداء اسفل جفنيها انقص من جمال عينيها الشبية بعيني القطط، شعرها المشعث وملابسها التي تفوق حجمها بثلاث مرات، لا تبدو ابدا مارية
هل لتلك الدرجة طعن فؤادها؟!، لكن هي من تجرأت واقحمت عمله في مسألة شخصية بينهما.

هي تعلم منذ البداية ان علاقتهما فترة مؤقته ورغم اكتشافه لعذريتها يوم عقد الزواج العرفي، الا انه لم يجبرها اطلاقا على تزيل اسمها على الورق
اعطاها الحرية، واعطي لها جوانب من كل اختيار ستختاره، لما البكاء الان؟!
ضيق عيناه يقتحم عيناها ليقول بغموض
- متأكدة!
تعلم انه يتحدث عن شمس، لكن مجيئه السلمي هذا ضرب من ضروب الجنون حتما
استمعت اليه يقول ببرود
- شمس.

تجمدت تعابير وجهها وهي تري عيناه الساخرة تعود لتتألق سماء مقلتيه، همست بجفاء
- مالها
زفر نضال وهو يشعث في خصلات شعره التي بدأت تستطيل، همس بتهكم
- شمس مأخدتهاش، القانون طول عمره في صف النساء المدافع والمناضل الاوحد في مجتمعنا
جحظت عيناها وهي تنظر منه ضحكة ساخرة، تنتظر منه اي حركة تدل على استهزاءه بها، الا ان ملامحه الجامدة جعلتها تهمس
- المحامي
شبك اصابعه وتمتم بتسلية.

- كانت قرصة ودن، تقدري تقوليلي ليه اصر المحامي انكم متدخلوش الجلسة
تتذكر ذلك اليوم واصرار المحامي لعدم الدخول، وقتها هي لم تهتم لأن ماهر بجوارها، هل كل ذلك مجرد تسلية منه
يتسلي على حسابها
عصفت عيناها لتجز على اسنانها بغلظة
- اشتريته
لم يكذب، اجاب بوضوح ونبرة التسلية لا تغادر صوته
- اديتله مبلغ كان محتاجه في شغله لخدمة صغيرة
السؤال الاهم هنا
لما تراجع.

لما لم يأخذ شمس منها؟!، هل شعر بعدم مسؤليته عليها كما فعلت هي
ام خاف من الصغيرة ليعيدها من حيث اتت
ابتسامة شاحبة زينت شفتيها وهي تقول
- وجاي تقولي الكلام ده دلوقتي
عبست معالم وجه نضال وهو ينظر الى جمود وجهها ليقول
- نعم؟
غمغمت بجمود
- شمس هتقعد معاك، لانى هدمرها
غشاوة رقيقة شوشت بصرها وهي تتذكر ماهر، الرجل الدافئ الحنون، عضت على شفتها السفلي قائلة
- الدرس اتعلمته كويس يا نضال.

استهزأ قائلا وهو يري بوادر الحب تظهر كوضوح الشمس على معالم وجهها
- حبيب القلب مش كدا
آهه خفيضة لم تكد تغادر شفتيها الا انه شعر بها وسمعها، همست بتألم
- اكتشفت انك عمرك ما هتحس باللي بتحبه الا لما يروح منك
تجمدت معالم نضال ليعيد النظر اليها، مارية المحبة للحياة الساذجة، العاشقة للحب وكانت ترغب في حكاية حب ملحمية يبدو عليها النضوج
قال بهدوء
- اتغيرتي
هزت كتفيها وهي تنظر اليه قائلة
- على ايدك.

نقرة على باب غرفتها تبعها دخول شقيقتها تنبئها ان حان وقت الرحيل، استقامت واقفة وهي تهمس بنعومة
- مش هقولك خد بالك منها لانك هتحطها جوا عينيك
التفت نضال إلى امرأة حارقة، ترسل رسائل نارية محرقة اليه، بشعرها الاسود الكحيل وعيونها التي تشابه عيون مارية، استقام من جلسته وصاح بترحيب ساخر
- اوووه اسيا هانم شرفت
عاد ينظر الى الشقيقتان ثم القي غمزة نحو اسيا التي تنظر اليه بجفاء ليهمس.

- نتقابل في وقت افضل من كدا
ثم استدار راحلا
المقابلة كانت يجب عقدها في وقت اقرب من ذلك اليوم
لكن لا يهم، الأهم ان اليوم اتي ووضع كلاهما النقط على الحروف
اغلق صفحة مارية للأبد، وحان الوقت لانهاء صحف قديمة لينتبه إلى حياته الجديدة مع شمس الغانم.

تفصد العرق على جبهتها وهي تنتهي من اعداد الصلصة التي يختبرها به تلك المرة، اصبحت من كثرة تكرار اعداد صنف واحد لا تهتم بالعد بفضله، مسحت العرق الذي التصق ب جيدها وهي تكره اليوم اختيارها للفستان الصيفي الذي يصل نهايته ال اسفل ركبتيها وارتدائها جوراب سميكة كي لا تسمع تقريعا من وقاص أو ذلك الطباخ الشامي العظيم، تسائلت بنزق شديد
- الصلصة مظبوطة يا شيف.

تذوق فقط ثم قال بجفاء وهو ينظر الى ثوبها بأمتعاض شديد، الغبية عادت للفساتين التي تجعل أعتي الرجال يلف عنقه ليري سيرها المتبختر وخصرها الذي يقتل الرجال صرعا للمسه فقط
- حامضة شوي
الجمها بنظرة نارية وهو يري جيدها العاري اللامع ثم اختفي باقي فتحة الصدر بسبب مريولها ليغادر سريعا قبل ان يفتك بتلك الصغيرة الحمقاء.

تأففت رهف بنزق شديد وهي تمسك بالمعلقة الخشبية تود ان تلقيها على رأسه كي يفيق ذلك المجنون النرجسي، صاحت بحنق ودمها يغلي بسبب اعادة تكرار الوصفة السهلة ظاهريا، المعقدة تراكيبها عمليا
- فالح تتشطر عليا، وهو شحط بطول وعرض وبيتفزلك
استمعت إلى ضحك محمد قبل ان يقترب منها ممازحا
- اهدي يا وحش ليسمعك
تذوقت الصلصلة والرضا يغمرها لتصيح بحنق وهي ترغب في خنق عنق ذلك الشامي
- اهدي ايه يا محمد، دي الصلصة زي الفل اهي.

عقد محمد ساعديه على صدره وقال بهدوء
- درستي ف معاهد طبخ واتعلمتي تعملي مكرونة بايدك
عبست واجابت بنفي
- لا
غمغم بهدوء
- اتمرمطي وانتي بين ايدين ذواقين عالمين
اقرت بنفي وقد بلغ منها الضيق
- لا
ابتسم ابتسامة مستفزة وقال
- يبقى اسكتي احسن
تأففت بحنق وهي تدب بقدمها على الأرض صائحة
- انت غلس يا محمد اوووف
قلد صوتها وقال بمزاح
- انت غلس يا محمد اوووف، والله بكلم بنت اختي مش واحدة كبيرة عاقلة.

رفعت معلقة الخشب امامه وصاحت مهددة بجنون
- تقصد ان انا مجنونة
اظهر الارتعاب على وجهه وقال بنبرة مازحة
- اوعي السلاح ليطول
عبست وهي تنظر اليه بوجوم ثم نظرت الى معلقتها الخشبية ببهوت قبل ان تنفجر ضاحكة
- انت فظيع والله، مكانك على المسارح مش هنا
عدل محمد من ياقته وقال بغرور
- قالولي بس قولتلهم ورايا غسيل مواعين
صدح صوت جهوري ينهي تلك المهزلة التي تحدث دائما من خلفه
- شيف رهف.

اغمضت جفنيها وهي ترسم ابتسامة هادئة لتقول وهي تكز على اسنانها قائلة
- نعم شيف
اشار بيده للحاق به ليقول بخشونة
- على المكتب
أطاعته بنفاذ صبر حتى دلفت الى غرفته واغلقت الباب خلفها تنظر اليه بجمود، اشرف عليها بطوله الفارع وجسده العضلي ليقول بصوت هادر
-بظن أنو من حقك تاخدي على المكان والاشخاص لكن اللي مارح اسمح فيه أبداً...
تعجبت من رؤية امواج في بركتيه الراكدتين، عقدت جبينها وهي تستفسر بهدوء.

- هو ايه اللي حصل؟
اتتعمد الغباء؟
ام ترغب ان يهشم رأسها الصلد، يكفي نظرات الاعجاب التي تتلألأ اعين معظم رجاله، جمالها الباهر الذي لا ينكره اصبح يستحوذ على اهتمام الجميع، وكأنها هنا بغرض تسلية رجاله
وتلك الغبية زادت الطينة بلة بعودتها للفساتين القصيرة، بل جوربيها المستفزين يجعل رجال ذوى دماء حارة يرغبون في إنتزاعه، هدأ من مقته وسخطه وهو يفيق من ما يفكر به.

تلك الشيطانة الصغيرة منذ ان دخلت الى مطبخه حتى اصبحت هي تربكه داخليا، بطريقه لا يحبذها ابدا
وما زاد الطين بلة كثرة سؤال والدته عليها بغرض المعرفة، وضغط خالته على امه لتعجل الارتباط ب بيسان، هو لا يقدر ابدا على اخذ انفاسه لا في مطبخه ولا في بيته وكل ذلك يعود لفضلها، صاح بتقريع
- اول شي رجعتي تلبسي فساتين مع أني حذرتك أنو مافي تلبسي
جف حلقها وهي تطرد ما يستهويه هواها، غمغمت بهدوء
- الفستان محتشم.

زم شفتيه وهو ينظر بنظرة ثاقبة إلى عيناها الرائقتين ليرد بجمود
- انتي بنت عم تشتغلي بين رجال، طبعاً أنا واثق برجالي لكن...
قاطعته وهي تكز على اسنانها صارخة
الوقح، العديم الحياء، كيف يجرأ ذلك على محادثتها
- انا بقدم عرض رخيص قدامهم مش كدا؟
صاح اسمها بتحذير وقد ضاق به ذرعا، سيهشم رأسها بطنجرة
- رهف.

نطقه لاسمها يفعل بها الاعاجيب، خصوصا لهجته الناعمة، لهجة تليق للغزل، الغزل الى حد التخمة، عضت على شفتها السفلي زاجرة وهي تتذكر ما يرمي به في وجهها
- ليه كل مرة لما بقول بتتعدل دايما بتتغير وبتخليني وحشة ف نظرك
كظم نزار غيظه من تلك الحمقاء، اهذا ما فهمته من حديثه، صاح بهدر جعل جميع عظام جسدها تتجمد
- رهف اسمعيني
صمت لثواني وهي تلهث من فرط الحنق، غمغمت بحنق.

- قولي انك مش عاوزني وخلاص، وانا مش هتكلم همشي من سكات
اقترب منها وعيناه بهما شررا ناريا، اقترب منها وهو يخفض رأسه الى مستوي وجهها
- اسكتى
فغرت فاهها وهي تشعر بأقترابه المحملة بالنيران المتأججة، بهت وجهها وهي تري اعصابه الباردة تدمرت بفضلها، ليشير بأصابعه على رأسه قائلا
-عقلك صغير كتير يا آنسه وكتير بتستفزيني وبتخليني مشتهي كسرلك يا
لهثت وهي تنظر الى عينيه، اجلت حلقها وهي تهمس بتردد
- تكسر دماغي؟!

زم شفتيه وهو يجيب بقسوة، راغبا بكل غل في تحطيم ضلوعها تلك الناعمة
- ولو فيني بكسر ضلوعك كمان
شعر بخطورة اقترابه منها نتيجة توسع بؤبؤ عيناها واستسلامها الجسدى، ابتعد وهو يمرر انامله في خصلات شعره
- رهف انتي بنت حلوة وصغيرة الشباب هدول، طبقتك غير طبقتهن، تعاملك السهل معاهم راح يخليهن يتمادوا معك، ويوصل من لمسه بريئه للمسه من نوع تاني.

عضت على شفتها السفلي بحنق، يحب ان يستفزها بأكثر من طريقة، غمغمت بشراسة
- وانت فاكرني غبية لاني معرفش اذا كان الراجل بيبصلي بشهوة ولا لا يا نزار الشامي
نظر اليها ببرود لتسترسل وهي تجيبه بحنق
- عارفة وشايفة كويس، وانت مجرد شخص حقودي اناني لانك بتطالب مني ابقي موجودة ورا ضلك بس في الشغل ومكتسبش علاقات هنا
ثم غادرت غرفة مكتبه كعاصفة هوجاء، هز نزار رأسه يائسا وقال
- والله العظيم رح اخنقك.

ما ان غادرت غرفة مكتبه، لم تخمد نيرانها بل ازدادت في الاشتعال ما ان استمعت إلى صوت بيسان الحانق
- بتعملي ايه عنده؟
رفعت رهف حاجبها بسخرية وقالت بتهكم
- مسمعتش انها اتكتبت بملكيتك
استشاطت بيسان غضبا، يبدو ان القطة ظهرت جانبها المتوحش واصبحت تخدش من يقترب منها
- نزار هيبقي خطيبي
ابتسمت بجفاء وما ان لمحت هنادي تقترب منهما حتى خلعت مريولها وقالت بحنق
- مبروك، هنادي بلغيه اني ماشية تعبانة.

هزت هنادي رأسها بتفهم وقالت
- تمام متقلقيش
شيعتها هنادي حتى غادرت من المطبخ لتبتسم الى بيسان، تعلم ان وجود بيسان هنا مؤقت وخطة مدبرة بين الشقيقتان لتبارك لها بسخرية
- مبروك يا بيسان، عقبال ما نبل الشربات يوم فرحك
ثم غادرت هي الاخري إلى مكان عملها كي لا تسمع تقريعا من نزار لتقف بيسان وهي تتوعد لرهف بالكثير والكثير من الأذية كي لا تتجرأ وتأخذ خطيبها المزعوم.

يا سطور أخطها بيدي، الايامأاصبحت تسير ببطء عجيب منذ اقتحامه لعالمى، لا يهدأ ولا يمل من صنع تصدع لقناعاتي الجامدة، ماذا سيستفيد وهو حامي الأول لعائلته، ماذا سيفعل؟!، لن يقدر على شيء، ضياء رفع يديه كليا من ان تعرضت للاهانات منها وقال بكل برود انها والدته ويجب عليها ان تتحمله، حماتها تغار عليها لانها تزوجته، ايجب ان تكون شاكرة لانها تزوجته؟!، مجرد كلمات بسيطة لا تهدأ نيراني يهمس بها قبل ان يتخذ جانبا للنوم واقضي انا ليالى أعانى من السهاد.

شهقت أسرار ما ان شعرت بذراعيه تحوطان خصرها ليلتصق ظهرها بصدره، تخشب جسدها ما ان شعرت بقبلات دافئة ماكرة تتناثر على عنقها وهمسه الحار يقول
- فاشلة يا مراتي في تحضير العشا
نظرت إلى طبق الشكشوكة الذي أعدته محروقا، لتلتفت اليه بجانب رأسها لتهمس
- انت بتتطلب طلبات غريبة على فكرا.

قبل ارنبة انفها وهو يشعر كل يوم بالجنون من قربها بين يديه، وشغف اكبر حينما يشعر باستسلامها الرائع لتذوب معه في سحر خاص بهما، لكن نيران تتاكله حيا حينما يراها قريبة وبعيدة في آن واحد، جسدها معه لكن عقلها سابح في ملكوت اخر.
- اكلتي زي اكل راجل مصري اصيل.

قالها وهو يتذوق البيض المحروق بتلذذ شديد، دهشت وهي تري عدم امتعاضه من تناول البيض الذي صنعته بيدها، رغما عنها قامت بعقد مقارنة بينه وبين ضياء الذي كان يتأفف فقط من وجود ملح زائد على الطعام، اجلت حلقها حينما رأت نظرته الثاقبة ترمقها بتفحص ليصيح بجمود
- دورك يا اسرار، تحكيلي.

نظرت الى عينيه لعدة ثواني قبل ان تهمس وهي تلتفت اليه بكامل جسدها، صدرها يتلصق بصدره العضلي، انفاسه المتأججة تنتقل اليها عبر مسامات جلدها
- عيلتك رقمها كام في حياتك
نظر اليها بهدوء، ثم هتف بصراحة
- اول رقم
هذا شيء متوقع، العائلة تأتي اولا ثم كل شئ لا يهم، همست بجفاء
- وشيراز هانم
رده الهاديء وصل اليها
- امي رغم كل حاجة.

نعم مطيع لوالدته رغم كل شيء، يستطيع ان يهدأ مقتها وثورتها من حديث وكلامات قليلة فقط، هذا الوجه فقط أمام عائلته أما معها يظهر وجهه الحقيقي الماجن فقط
لم تجد بدا من اخباره حقيقتها، هو من قرر ان يعرب كل شخص عن حياته السابقة، وكأنه راغبا في متابعة ذلك الزواج الفاشل.

- انا بدون عيلة يا سراج، مفيش أم الجيء اليها ولا اب، عيلتي ماتت من وانا وصغيرة ف حادثة وملقتش حد بيهتم بيا ويسألني انا كويسة ولا لا، رغم ان عمي مقصرش في تعليمي ورعايتي بس انا عارفة في النهاية انا مجرد ضيفة ف بيته
اقترب سراج ينظر الى اهتزاز حدقتيها، لمس وجنتيها بكلا كفيه ليغمغم بجمود
- اسرار، متخبيش عليا، اظن ان انا بدأت احكيلك عني
نظرت اليه للحظات تري عيناه التي ترغب المزيد من الفصح لتهمس ببرود ساخر.

- لو خيروك بيني وبين عيلتك هتختار عيلتك، بس انا معنديش عيلة يا سراج
شهقت ما ان ضم ذراعيه حول خصرها ليجلسها على رخامة المطبخ، اتسعت عيناها من توحش عيناه وهو يقبض على ذراعيها صائحا بقسوة
- بطلي الزفت اللي بتاخديه ده وانا على استعداد نجيب دستة عيال يكونوا مني.

تعلم سر جنونه حينما تبتلع اقراص الحمل، لكن يكفي مرة واحدة والتي انتهت بأجهاض جنينها مرغمة، لن تعود لذلك الجرح مرة اخري رغم يقينها من ذلك الاختلاف بين الشقيقان، صاحت بنفي
- مش هقع في نفس الغلط قولتها يا سراج لو قررت اجيب طفل استحالة يكون...
شفتيه عانقت شفتيها بقسوة
يعاقبها بقسوة على كلماتها الفاجرة في حقه
امرأته تعلن صراحة انها ترغب اطفال من رجل غيره.

على جثته ان حدث شيء كهذا، على جثته ان جعل امرأته يلمسها رجلا بعده
هي اصبحت له، ولاخر عمرها له
ابتعد وقد توحشت عيناه ليصرخ بقوة في وجهها
- هيكون مني انتي فاهمة
اصابعه قست بقوة حول ذراعيها حتى كاد ان يحطمهما، تعلم اثار كتلك ستترك علامات على جسدها لعدة ايام، هذا هو طبعه حينما يثأر منها، ينتقم منها بقسوة
عاد يقترب منها وهو يغمغم بشراسة وتملك اشد.

- انتي ليا يا اسرار، مراتي لحد لما اموت واستحالة اخليكي تفكري ف راجل بعدي
اغمضت جفنيها وهي تهمس
- شيراز هانم كانت رافضة جوازي من ضياء واعتبرتني لقيطة المجتمع المخملي، ومش بس عايرتني قدام ضياء لا من كل ست في طبقتها الراقية
فتحت عيناها لتقع على عينيه التي سكن بهما اللهيب وبقي ينظر اليها ببلاهة، لن يصدقها، سيصدق والدته ولن يصدقها، تابعت قائلة.

- من نيران الوحدة لنيران السخرية والحقد اترميت، ومفيش حد ينجدنى
تمتم بذهول، هل اجبرتها والدته على الأجهاض؟!، لكن ما الفائدة؟!، ماذا ستستفيد؟
- اجبرتك انك تجهضي؟
جائته اجابتها لجميع تخبطه وهي تغمغم بسخرية
- نسبي مكنش مشرف كفاية ليها ويليق بابنها، كانت عايزة رهف المراهقة اللي كانت لسه بتدرس لضياء.

مرر انامله على خصلات شعره، نعم اعربت والدته لعدة مرات عن رفضها بها كونها يتيمة ولا يوجد سوى عمها وان عمها لا يماثل ثراء والدها الميت بشيء، ألتلك الدرجة والدته تقسو عليها وهي هربت من احضان عائلتها لتلقى بنفسها في نيران الجحيم، تلك الغبية ما الذي فكرت به وقتها وهي تقع بين براثن والدته التي تفكر بسطحيه مع الاشخاص، لكن السؤال الاهم ممن تتلقي الدعم والصبر على هذا الامتحان؟
- وضياء؟
ضحكت بمرارة وهي تجيبه.

- بيعرف يراضيني
شتم سراج ببذائة، يعلم أن ضياء تهاون في حقها وخصوصا انها والدته، لكن كان يستطيع ان يرضي الطرفين، الهذا لا ترغب في طفل منه لكى لا تتضطر لاجهاضه مثل المرة السابقة؟!
عاد يقترب منها وهو يصيح بهدر، ممسكها ذراعيها بخشونة
- فاكراني زيه؟
ابتسمت بسخرية قائلة
- مش الاول تصدق اذا السيناريو اللي بقوله اقنعك ولا لا
لما تسخر وتبتسم تلك الحمقاء، صاح صارخا بقوة
- اسراااار.

تمتمت بجفاء وهي تنزل ساقيها على ارضية المطبخ
- ست شهور وتنتهي المهزلة دي، ورايا شغل بكرا تصبح على خير
شيعها حتى غادرت المطبخ ليقف هو يتمتم بهذي
- على جثتي
على جثته ان غادرت
على جثته وهو بعد بحث مضنى انتهي باليأس اكتشف أن مواصفات امرأته تتشكل في اسرار
لن يتركها الا على جثته وهي تلقي برأسها اليابسة في اقرب حائط.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة