قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع والعشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع والعشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السابع والعشرون

كانت تحب فريال دائما الوقوف في الشرفة تتمعن النظر إلى خارج حدود المنزل الذي خصصه وقاص لقضاء شهر عسلهما بعيدا بمسافة عن القصر كى يصبح على تواصل مع رهف.
ما اخبرته به جعله جامدا، لا يقدر على الوصول الى قرار، ما تقوله صعب جدا على ان يتحمله رجلا ما بالك هي، انثي كانت مفعمة بالحياة والطاقة ليأتي هو يمتص رحيق حياتها بكل اجحاف، ما يجعله باقي على تلك العلاقة ليست كما تهمس فريال من اجل حفاظ كرامتها.

بل لأنه راغبا في التعرف عليها اكثر، التعرف على تلك الساحرة التي فعلت الاعاجيب بداخله وبقلبه منذ لقائهما الأول، لكن هل قلبها مائل اليه؟!
ام قائمة على تلك العلاقة لمجرد الحماية التي سيتكفل بها
صاح اسمها بخشونة
- فريال
بشعرها الثائر القصير الذي بالكاد يصل اطرافه الى حافة ذقنها، ابتسمت اليه بنعومة شديدة وهي تقترب منه بأغواء وغنج فطرى تتقدم نحوه بقميصها الابيض دون شيء اخر.

ساقين مهلكتين لرجولته، وعنق مرمري تلمس نعومته، اصر على عدم اخفاء تلك العلامات التي تعيد اشعال نيرانه بأي مستحضرات تجميل، سيتكفل هو بهم وسيزلهم ما ان تنهي عذابها وعذابه، اقتربت تحيط ذراعيها حول عنقه لتقبل تفاحة ادم قائلة بصوت مغوي
- مأخدتش السي دي ليه يا وقاص
ازدرد ريق وقاص وهو يراقب لمعة عيناها البنية والظفر المزين ملامحها ليمسك ذراعيها بخشونة قائلا
- كفاية اللي قولتيه
زفرت بحرارة قبل ان تهمس.

- كانت نقطة ضعفه الوحيدة هو الفيديو اللي كان بيستغله بيه المستثمر الاجنبي، من بحث جيجي اكتشفت انه ملوش هوية محددة وان مجرد نصاب عالمي بيجذب الناس الطموحة ويبتذهم علشان فلوس، عزيز وقتها قرر يتجه للمخدارات اسهل طريقة للوصول للقمه
اسودت ملامحه قتامة واختلج عضلة في فكه وهو يسمعها تتابع بهدوء
- طلاقي ليه كان صدمه، هو خايف اني افضحه ف اي وقت، بس صدقني فضحيته هتكون بعد ما اخد حقي منه.

قبض بانامله على خصرها وقربها منه لتشهق وهي تشعر بزفراته الحارة وانفاسه الثائرة وقلبه الذي ينبض بجنون بين جنبات صدرها
- واختارتيني عشان اساعدك
لا لم تختاره لذلك الغرض، اختارته لانه سيعوضها عن كل شيء رأته، تلمست ذلك في لمساته الرقيقة وقبلاته المسكرة، جنونه وغيرته، غمغمت بهدوء
- ماجد مجرد ديلر بياخد البضاعة وبيوزعها، لكن كان هدفنا واحد يا وقاص، وعمري ما انكرت ده اطلاقا
صاح بقسوة.

- خلال طلاقك وبعدك عنه، عملتي ايه؟
اجلت حلقها وهي ترطب الجفاف الذي حل حلقها لتهمس
- عملت عمليات تجميل اشيل بها التشوهات الجسدية، سيبت تلات جروح علشان افتكره
نظرت الى عينيه المجنونة لتلمس اناملها وجهه الاسمر بنعومة قائلة
- بس انا لما اخترتك للجواز عمر ما كان هدفي الانتقام بس، اختارتك لذاتك يا وقاص
اسدلت اهدابها وهي تقر بأعتراف.

- عارفة ان انا انانية بس انا لسة مجروحة من جوا، مجروحة وتعبت وعايزاك انت دونا عن الباقين
تجمعت الدموع في عينيها وهي تجد صعوبة ما ستقوله، اختنق صوتها وهي تنظر الى عينيه
- لو حسيت اني بتقل في حملك من بكرا الصبح اوعدك انك مش هتلاقينى
قبض على عنقها بخشونة وهو يقربها من وجهه ليصيح بجنون
- اقسم بالله هجيبك من تحت الارض ومش هرحمك.

نظرت الى عينيه التي بهما برغم الجنون، دفء، دفء يلف كامل اطرافها، همست وهي تزيل دموعها العالقة على اهدابها
- دبستك مش كدا؟
زفر وقاص بحرارة واقر معترفا
- للاسف
عبست ملامحها وهي تهمس بهدوء
- ممكن تسيبني
اقترب مناغشا وهو يشم رائحتها التي تشعل نيران فؤاده
- بتشتاقي لعقاب القرصان مش كدا يا ساحرة
لفت ذراعيها حول عنقه واقتربت تقبل شفتيه برقة هامسة بعذوبه
- جدا.

زفر وقاص بعنف، لا يصدق تلك الساحرة ما تفعله من اقل همسة ولمسة منها، حملها وهو يقول بصوت قوي
- مفيش كلام للماضي، انا وانتِ والمستقبل
هزت رأسها موافقة
- حاضر
ساحرته كانت مطيعه جدا في سفينته
حلوة ومشرقة بين ذراعيه تحديدا
مهلكة لنبضات قلبه وتسرق انفاسه من همسة ناعمة من شفتيها معبرة عن رضاها
ويتسائل، هل ستصل الى مرحلته يوما؟
مرحلة لا تقدر على الحياة بدونه كما يفعل؟!
ان لم تصل بمفردها، سيفعلها هو حتما.

شمس الغانم كانت شمسه هو بعد ايام من العيش في الظلال
كانت مشرقة بشكل مبهر، وتهمس ب بابا
تأوه متذكرا اثر تلك الكلمة على نفسه، ان يكون هو الحامي الاول لها وان يدافع عنها امام النور وليس متخفيا في الظلام.

لم يرغب ان يظهر في النور وان يظهر مساعداته لكى لا يستمع سخرية من ألفت هانم ومحاولاته البائسة لكي يصبح منهم، هو لا يريد ان يكون مثلهم ابدا، ولا ان يحظي بعائلة باردة كما حظي بها، انتبه على صوت فرح وهي تقول بجمود
- اظن اننا وصلنا للنهاية
لف عنقه لينظر الى ثوبها ثم نحوها ليقول ببرود
- بمعني؟
صاحت فرح بتصميم
- طلقني يا نضال، اظن انك وصلت بيا او من غيري للي عايزة
نظر اليها بعمق لفترة من الوقت.

فترة زاد من اشتعال فرح الهستيري، دبت على قدمها وهي تطلب الخروج من سجنها قائلة
- طلقني يا نضال
همس بجفاء شديد وهو يستقيم واقفا لكي يصبح في مواجهتها
- استسلمتي بالسهولة
هطلت عبرة لتسارع بمسحها وهي ترد بقوة
- نيرانك حرقتني
يصنع دائما امرأة صامدة في النهاية، فرح سابقا ليست فرح حاليا، صاح بسخرية
- حذرتك يا فرح
زمت شفتيها وهي تدب على الارض بقوة هادرة
- طلقني
وهو اعطي ورقة حريتها
اخرج السجينة اخيرا من القضبان.

التي كانت في قبضته استحالت حرة
- انتي طالق يا فرح.

تعود الرجل أن يكون هو الرجل الأوحد في حياة المرأة
هو يتفحصها
يختبرها
وحينما تنجح، يضعها تحت جناحه
اما هي لا تتجرأ حتى على الاعتراض
تعود أن يكون هو الحاكم والآمر النهائي
يصنع الغرور للرجال الغباء.

أيام مرت وتوقف سراج التحدث معها، بالطبع لن تنسي مشاكساته في الصباح وتوصيلها بسيارته الجيب الضخمة للعمل وكأنها طفلة لا تستطيع الوصول إلى مقر عملها، الغبي ذلك، المثير للأعصاب يعاملها وكأنه زوجها ويتصرف ذلك بكل أريحية أمام الجميع من في الشركة، قبلاته على جبهتها، استقباله لها بالأحضان الحارة الخنيقة حين انتظاره خارج مقر الشركة للعودة إلى شقته.

لن تنسي أن جميع خلافتهم شيء وعلاقتهما الزوجية شيء آخر، ذلك الشهواني المتطلب، متى ستتخلص منه فقط؟!، تجهمت ملامحها و انتبهت إلى أنها ما زالت تفكر به حتى في اجتماعها مع العميل، الحقير نجح في الوصول لغايته.

تجمدت ملامح أسرار وهي تري تملل العميل بسبب المبلغ الذي يجده طائل بعد الشيء، لما عقد اجتماع اذا معها؟، حدجت تغريد بنظرة نارية لتجفل وتشيح بنظرها للجهة الأخرى، التفت إلى الرجل بحزم قائلة بصوت عملي بارد
- اظن ان العقود واضحة ومش محتاجة تفكير يا فندم
زم الرجل شفتيه بإمتعاض، لن ينكر بقدر الفائدة إلا أن المبلغ المتطلب في العقود طائل للغاية لن يتحمله، صاح معترضا
- لكن يا استاذة أسرار، المبلغ مش هين بردو.

نقرت بأصابعها على سطح الطاولة وهر تنظر اليه بتفحص، ضيقت عينيها الباردتين، الرجل يظن أنه في محل أقمشة، صاحت بصوت حازم
- سمعة شركتك هتتحسن كتير من اسم الحسيني ومتنساش ان اسم الغانم هيجذب الناس أكثر، عموما انت ادرى بمصلحة شركتك
لم يجد الرجل سوى أن يجاري التيار، صاح بإمتعاض شديد
- يومين وهنرد
استقامت واقفة وهي تغلق زر سترتها لتلتفت الى تغريد قائلة بجمود
- تمام اوووي، مدام تغريد العقود تروح للشركة الثانية.

كز الرجل على اسنانه وهو يستقيم واقفًا مخبطا بكفه على سطح الطاولة قائلا بعنف
- ده استهتار لا يمكن اسمح بيه ابدا
رفعت احدي حاجبيها لترمقه بسخرية قائلة
- نعم، سمعني كدا، استهتار ايه، الشركة الثانية مستعدة تدفع ضعف المبلغ علشان تكبر وانت مش عارف تفكر في مجرد ملاليم لا وواخد وقتي على الفاضي
المرأة التي أمامه تستحقره.

عيناه هبطت تلقائيا إلى بنصرها الايسر المزين بخاتم ذهبي، لاحت على شفتيه ابتسامة ساخرة، يبدو أن مزاج المرأة غير جيد بسبب زوجها، قال بجمود
- اظن مش من اصول التجارة اللعب تحت الترابيزة
كادت أن ترد عليه الا ان صوتا جهوريا صاح بقوة
- الشروط واتحددت وشركتك مش اول شركة تيجي تخبط على باب المؤسسة، ساعتين وليك حرية القرار يا استاذ.

كان هو قد تسلل إلى غرفة الاجتماعات يراقب امرأته، ظنها ستكون جامدة وحازمة، إلا أنها تستمر في مفاجئته
أسراره، نعم سيبدأ في وضع لفظ الملكية منذ الآن، أسراره امرأة عاطفية ونارية وهذا ما علمه رغم قصر مدة تعارفهما.

تستطيع بأقل حركة أو فعل في رفع ضغط دمه، يكفي انه مرر رقصها مع الوضيع تلك المرة، المرة القادمة سيضع ذلك النضال على المحفة واسرار على كتفه لتستعد لعقابه، ابتسم وهو يراقب تحفز جسدها على الانقضاض نحو الرجل الذي يماطل في الحديث ويجعله يتأخر عن الموعد، صاح بتلك الجملة منهيا النقاش ليقترب منها وهو يرى حدقتي عينيها التي اتسعت بذهول وهي تري اقترابه الجريء أمام الجميع..

دنا أكثر ليلفح بأنفاسه الخشنة في وجهها ورائحة عطره الرجولية الممزوجة برائحة الصابون سبقتها، مال يقبل ببطء مثير، للغثيان لها والتقزز وجنتها اليسرى وانامله وجدت طريقها لخصرها ليلتحم جسدها بجسده العضلي النافر..
أي مشاهدة رخيصة هو قدمها للجميع
ولا يظهر سوى للجميع سوى أن زوج شغوف بزوجته
ابتعد يلهث بحرارة لتنظر إلى تفاحة آدم التي تصعد وتهبط بسرعة مما جعلها تهمس بجفاء
-انت بتعمل ايه هنا.

قرص على وجنتها بخفة قائلا
- وحشتيني
القت نظرة نحو الرجل الذي أشاح بوجهه إلى الجهة الأخرى لتعود النظر إلى سراج الذي يرقص حاجبيه وابتسامة بلهاء تزين ثغره، همست بحدة طفيفة
- سراج انا في شغل، انت ازاي دخلت
اتسعت ابتسامته البلهاء أكثر وهو يراقب تبدل حال العينان البارتين
إنهما تنصهران
تنصهر بشعلة تمرد
شعلة نارية ستقضي عليه
لكنها دافئة لذيذة، يستمتع بها بنشوة
قبضت أنامله بقسوة على خصرها وقربها اليه بخشونة قائلاً.

- متنسيش يا هانم اني من اصحاب المؤسسة، اسفين على ال show ده، استاذة تغريد مدام اسرار في مكتبها لحين اتخاذ الاستاذ قراره
ودون أن يضيف كلمة أخرى، سحبها الى حضنه اكثر لتسمع إلى دوي نبضات قلبه الصاخبة تتخبط بقوة في ضلوعها التي ستتهشم على يديه يوما!
أغلق باب غرفة مكتبها بيده الأخرى، لتلتفت إليه متنزعة نفسها بقسوة من براثنه قائلة بعنف
- سراج انت اتجننت، تدخل جوا الاجتماع ولا كأن انا موجودة وتتكلم بدالي.

هذا ما يريده
نيران في عيناها
يزيد هو من وقودها لتزداد توهجًا
ابتسم وهو يتغاضى عن مشاكستها بغلظة، ستتحول لكتلة ثلج لأيام ويكفيه فخرا للإنجاز الذي حققه
قال ببساطة شديدة
- الراجل بيماطل، لازم راجل يدخله
رغم انه محق، محق للغاية إلا أنه لن يتدخل في عملها
يكفي انها تتركه يسير حياتهما بمزاجها هي، تعلم ان تدخلت في قرار ما سينفذ على كلمتها
- هو انا في مسابقة يا سراج، انا في شغل و هعرف ازاي هجيب الزبون وبطريقتي.

كم مرة هتفت اسمه؟
تنهد بحرارة وهو يفكر لما الراء في اسمه يكاد يشعر بها
أتفعل ذلك لتضايقه رغم أن مخارج حروفها سليمة
اقترب هامسا بخشونة
- امم طريقتك قولتيلي
صمت قليلا ثم استرسل في الحديث، ولم يستطيع أبدا ان يتركها دون مشاكسته
- وبعدين طالعة شرسة اووي وانتي بتتكلمي معاه، عينيكي الحادة بتطلع نار زي دلوقتي
تجهمت ملامحها وصاحت بعبوس شديد
- جيت ليه
أحاط وجهها بكفيه ليجيب بصوت خشن
- وحشتيني
لم تصدق رغم صدق عيناه.

صدق صوته
ارتجافة جسده التي وصلتها عبر تذبذبات جسدها
صاحت بجمود
- وشغلك؟
غمز بمكر وهو يقترب مقبلا وجنتها الأخرى بنعومة، أشعل فتيل في جسدها وهو يسحبها بقوة اليه خارج المكتب
- ورايا رجالة يقدروا يسدوا مكاني، تعالي يلا
اتسعت حدقتيها، تزوجت مجنون، والله تزوجت مجنون، رغم علاقتها السابقة مع ضياء إلا انه لا يمزج ابدا عمله بها، كانت هناك عدة بروتوكولات لعينة يضعها كي لا تتخطى الحدود..
وهو يتخطى الحدود.

يمزقها بكل عنف
وابتسامة باردة تتزين شفتيه
تملصت منه وهي تجيبه
- وشغلي
اغتاظ منها بقوة، زفر عدة مرات يحاول التقاط انفاسه كي لا يقوم بكسر رأسها اليابسة، لذا بكل عزيمة واصرار عاد يلتقط ذراعها بخشونة
- مش هيقع، وبالنسبة للراجل مش هيوافق على المبلغ عمل دوشة على الفاضي
حمل حقيبتها وخرج ممسكا ذراعها بشيء من الخشونة ليتحدث إلى سكرتيرتها تغريد ثم عاد الالتفات إليها قائلا
- عم جابر حته راجل يعمل مشاوي تفتح النفس.

لا مطعم به نجمة واحدة حتى
تركته يقودها وشيء خفي في داخلها يحثها دائما على استكشاف جانب من جوانب سراج المتعددة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة