قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن والعشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن والعشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثامن والعشرون

رمقت اسرار المكان البسيط الذي جلبها إليه، لن تنسي بالطبع سترته الجلدية التي تحتضنها معللاً أن ذراعها مكشوفة، كان من الافضل ان يقول ان كمى البلوزة شفافتين بدلا من مكشوفتين..

لن تنكر أن المكان يبدو دافئًا وحميمًا خصوصا انه مطعم مخصص للطبقة الكادحة، كان يصر ويلح بشدة على أن يطعمها بيده، راقبت أنظار الفتيات المراهقات التي كانت تتابع المشهد بفضول وتنهيدات حارة تخرج من افواههن، وافقت على مضض كي لا تكسر من احلام الفتيات الحالمات، ما إن انهيا الطعام وطلب قهوة لها وشاي له، صاح قائلاً بإبتسامة هادئة
- قوليلي المكان عجبك
ضمت كفيها حول فنجان القهوة لتنظر الى عينيه قائلة.

- تقدر تتكلم بوضوح . بلاش لف ودوران
تنهد سراج زافرًا بحرارة، هل تستطيعون العد معه؟!
لما اختارها، ضيفوا ضمن اللائحة انها تفهمه، من نظرة عيناه تفهمه، زفر بحدة وهو يسألها بجفاء
- ليه استمريتي في علاقة فاشلة؟
ابتسمت بسخرية قائلة
- وهل علاقتنا مش فاشلة يا سراج.

خبط بقوة على سطح الطاولة لينزلق جزء ليس بقليل من القهوة على يديها تلسعها بقوة، كزت على أسنانها تتحكم في عدم اخراج صوت متألم، يديه سبقتها ليقربها منه وهو يطلب من النادل مكعبات ثلج، هرع النادل للداخل وعدة لحظات عاد معه طبق مليء بمكعبات الثلج، استشعرت برودة الثلج على جلدها الملتهب، شتم ببذائة وهو يقول بحنق
- ليه عايزة تطلعى اسوأ ما فيا.

راقبته وهو يتأنى ف وضع الثلج على كل نسيج من انسجة جسدها الملتهبة، ضيقت عينيها وهي تشعر بانامله تعبث في راحة كفها السليمة لتهمس
- سراج اعترف ان كل ده مجرد فضول منك ونزوة، انت اكيد مش هتعدل في الطرفين، كف الأم هو اللي هيطب
رفع عيناه القاسيتين وهالها ما رأت من نيران مستعرة، ضغط على كف يدها السليمة ليصيح بخشونة
- شايفاني مش راجل وابن امه
ردت ببساطة وهي تحاول أن تنزع يدها من أنامله.

- الام بتدور الأفضل لمصلحة عيالها، زي ما قالت تتجوز اسرار ببساطة طلق اسرار ببساطة اشد
خف قبضة يده من صوتها المختنق، نظر إلى عمق عينيها التي تقف أمامه بالمرصاد ليهمس
- وانتي
لم تجيب، صاح بلهجة قاسي
- انتي ايه رأيك، ملكيش حق الاعتراض، تتكلمي وتقولي اللي عايزه بدل ما تكتمي كل ده جواكي وتصنعى من نفسك شخص باهت
كلامه وصل لثاني مرة الى جرحها الذي لم يبرأ بعد، زمت شفتيها بقوة وهي تهمس بمرارة.

- بعض الكسور اللي بتتعرض للانسان بتخليه مكسور لاخر عمره، كل اللي عايزاه حقي
اقترب منها وهو ينظر الى عينيها التي تأثرت منه، صاح بلهجة مميتة
- مش هسمحلك تدمري عيلتي يا اسرار وانتي اولهم مش هسمحلك تدمري نفسك
لأنه زوجها يظن أن له الحق في كل فعل وحركة تصدر منها
أجابت بجمود وهي تخفض عيناها
- اهتم بعيلتك بعرف اهتم بنفسي كويس.

مد ابهامه اسفل ذقنها رافعًا رأسها أمام مستوى عينيه ليري انعكاس صورته على عينيها الباردتين، فتحتي انفه تنقبض وتنبسط دليل على نفاذ صبره، صاح بلهجة قاسية
- متجبرنيش استخدم جنوني معاكي، مهما عملتي امي خط احمر
سراج وضياء ما هما إلا عملة واحدة
كلاهما يسعى لإرضاء العائلة
هي تغبط تلك العلاقة، هي لم تجد احدا يتفاني بها إلى تلك الدرجة، صاحت بهمس قاسي
أيريد أن يعلم ماذا تخبئ والدته، فليعلم.

- لو قالتلك خلي مراتك تسقط الجنين هتعمل ايه؟، خيرتك بينها وبين مراتك
بهت وجه سراج لثاني مرة، لاحظت جمود حدقتيه وجسده الساكن، لتصيح بحدة
- العيلة اهم مش كدا؟، قولتلك كلامي ملهوش فايدة، استحملت شيراز هانم في كل حاجه عملتها لكن يجي يقولي سقطي ابنك علشان امي شايفه ان نسبي مش مشرف واني مقطوعة من شجرة بالنسبة لحفيد الحسيني فعادي أسقط
عيناها تحولت إلى ضبابة رمادية
فغر فاهه بذهول، يرى وجه اسرار الحقيقي.

بها الكثير من الشحنات السلبية المختزنة أسفل جسدها، لاحظت انتباه رواد المطعم نحوهما، سب غبائه
- اسرااااار
صاح بها بلهجة هامسة تحذيرية، نظرت اليه بسخرية
بالطبع لن يتحمل سماع تلك الكلمات من أمه العزيزة الغالية..
تشعر بالقهر الشديد، لن يستطيع أحد ان يجلب حقها سوى بنفسها
ضياء وقف بين نارين وعجز عن اتخاذ قرار وقرر الإلتفات إلى أمه، رباااااه لا تستطيع أن تصرخ في وجهه لإنها في النهاية امه، صاحت بلهجة قاسية.

- مش قولت عايز تسمع، اسمع والدتك المحترمة كانت بتتهمني لجوزي اني من وراه بنام ف سراير عملائه في الشغل كون انه بارد شوية في علاقته الزوجية معايا.

ابيضت شفتيه وهو يكاد يهشم كوب الشاي، صوتها أثار انتباه الجميع، بدون كلمة ألقى عدة وريقات من النقود على الطاولة وقام من مجلسه ساحبًا اياها خارج المطعم، وضعها بكل عنف في السيارة ليدور حول السيارة متجها الى مقعد السائق، انطلق بكل جنون يشق زحام السيارات، عيناه تقسو بكل قوة على المقود كي لا يدك عنقها.

اللعنة، حينما تخبره بأمر حساس كهذا تجعل الجميع يسمع، انها غلطته في البداية، غلطته انه لم يقدر على التحكم في فضوله لمعرفة باقي قصتها، ركن سيارته جانب طريق نائي ليلتفت إليها بضخامة جسده قائلا بخشونة
- عمل ايه؟

أغمضت جفنيها مستندة برأسها على نافذة السيارة، الكلام وصلها من دردشة نساء في النادي، هي إمرأة فاسقة في أعين جميع من في طبقتها، تتنقل من فراش لآخر لإن زوجها يهجرها في فراش الزوجية، ارتجفت شفتيها حينما علم نضال بما سمعه، كان على وشك أن يزهق روح شيراز و ضياء، الا انها استحلفته بحق ما بينهما من عِشرة أن يتوقف وهي التي ستأخذ بثأرها، نظرت الى سراج وقالت بنبرة ساخرة.

- مستحملش جاتله أزمة للاسف، صدقها يا سراج، رغم كل اللي عملته واني حاولت اساعده في شغله الا انه صدقها
لكم المقود بعنف ووحوش معربدة تكاد تخرج متحررة من سجنها، زم شفتيه وهو يهمس بتشديد
- انا هتكفل بكل حاجه يا اسرار
كانت عيناها الدخانتين تعترض بشدة، رفع إصبعه محذرًا بقوة
- ايااااكي فاهمة، كلامي يتنفذ
ردت ببرود
- وان منفذتش؟ هتعاقبني يا سراج ولا تسيب علامات على جسمي ولا تطلقني
صاح نافيًا بقوة
- مش هطلقك.

التفت اليه بجسدها، تضيق عيناها لمعرفة خطوته القادمة
هل سيطمئن والدته؟، كما فعل الآخر وينحاز لصفها بدلا أن يحكم بالعدل، زفرت قائلة
- وايه اللي صابرك لحد دلوقتي؟
عاد يشغل المحرك وهو يقول بغموض
- نفس اللي صبرك يا اسرار، اعتقد كدا كفاية نرجع البيت
ابتسمت ساخرة، للأسف لقد جئت متأخرا للغاية، استعد لما سأفعله بوالدتك.

منذ رحيلها من مصر
لم يهاتفها ماهر
ولا مجرد مكالمة فائته تطمئن أنه ما زال على قيد الحياة
فكرت عدة مرات أن تهاتفه وتتصل به لكنها خافت
بل خشت منه ومن غضبه الذي قد يمزقها ويفتح جروحا لم تبرأ بعد
هو بالنهاية ماهر.

ماهر بمداواة جروحها، ماهر بنسيانها ذكرياتها المؤلمة، تتذكر في بداية عملها في شركة الطيران انه دائما يحتك بها من بعيد، يلقى تعليقات ساخرة كونها تتحدث الأنجليزية أكثر من لغة الأم، كان يثير سخطها ومقتها عليه وهي تصده، حتى أعلن هدنة لنفسه ولها واقترب منها بصداقة يخفي فيها اعجابه
وهي قبلت، حتى قابلت نضال
وقتها ابتعد عنها لسفر وهي فعلت الكثير والكثير من الغباء.

تنهدت بحسرة شديدة وهي تعض على شفتيها تستمع إلى تقريع آسيا العنيف
- طول عمرك غبية يا مارية
أغلقت جفنيها عدة مرات وهي تزيح هيئة ماهر الرجولية التي بدأت تؤثر في انوثتها منذ غيابه لتهمس بهدوء
- تعرفي القرار ده اكتر قرار صح اخدته في حياتي
اشتعلت عينا آسيا وهي تقترب من تلك الباردة، الغبية التي لا تدرس ابعاد اختيارها لتصيح بغلظة ممسكة بذراعها
- انتي مجنونة حد يرمي بنته للنار وتقولي قرار صح.

نظرت الى عيني اسيا المشتعلتين وزفرات انفاسها الحارة لتجيب بهدوء
- نضال هيراعيها، بصيلي يا اسيا انا من امتى كنت مهتمة بيها، سيبتها في حضنك من اول ما اتولدت
هي من اهتمت بها منذ ولادتها
جزت على اسنانها بحنق وهي تنفجر في وجهها صارخة
الفتاة تحتاج لعدة صفعات على وجهها لكي تفيق
- مارية
ابتسمت مارية وهي تجيب ببساطة
- المرة دي بعمل الصح ليا وليه
صاحت آسيا بعصبية شديدة
- لو اتعلق بيها مش هيسبهالك.

استقامت مارية من جلستها تنظر الى عيني آسيا المشتعلتين ببريق من الحقد والالم وبعضا من الغيرة، تغار لانه اخذ شمس من أحضانها هي، غمغمت بهدوء
- هو انا للدرجة دي باردة؟، يعني اللي بعمله ده بعمله بجحود؟، آسيا، نضال مش هتكسره ست ابدا، سر ضعفه ف شمس
لم يعجب حديثها ولا منطقها ل آسيا التي أشاحت بيدها قائلة بجفاء
- اعملي اللي انتي عايزاه
استدارت آسيا على عقبيها لتغادر الغرفة، إلا أنها سمعت نداء مارية
- آسيا.

التفت اليها ببرود لتهمس مارية بتساؤل
- كنتي فين؟
لمعت عينا آسيا بمكر شديد ثم قالت بهدوء
- بضبط شغل مهم
خشت أن تعبث في الماضي الخاص بها، هي طوت صفحة الماضي وستنتبه إلى المستقبل
صاحت مارية بنفاذ صبر
- آسيا
لاحت ابتسامة ساخرة على شفتي آسيا
- متقلقيش مش بقرب من حبيب القلب
كادت أن تغادر الغرفة إلا أنها همست بحشرجة
- ماهر كلمك
لم ترد آسيا
انسلت عبرات كانت تتحكم بهما لتعود الجلوس على الفراش بوهن.

ساقيها لم تعد لها القدرة على الوقوف أكثر
غضت وجهها بكفيها وهي تهمس بمرارة
- واضح ان المرة دي جد
تأففت آسيا من تلك الدراما المصرية، صاحت بجمود
- لو عايزاه روحيله متبقيش غبية وتسيبه لواحدة غيرك
شهقت مارية وهي ترفع وجهها عن كفيها لتنظر إلى آسيا
أمعقول تأتي امرأة غيرها؟
يحبها ويتفانى في ذلك الحب
حريق هائل احتاج صدرها وهي تلهث بقوة
نيران اشعلت فؤادها وهي تختبر ذلك الشعور أول مرة؟
أتلك شعلة الغيرة.

هل أحرقت ماهر لتلك الدرجة التي لم يعد يتحملها؟!
همست بتردد
- هتيجي غيري
هزت آسيا كتفيها بلا مبالاة قائلة
- متنسيش انه طيار
نعم طيار ومن عائلة عريقة سيصبح عريس لقطة لأي عائلة
شحب وجهها وابيضت شفتيها وهي تتخيل يده مزينه بحلقة فضية دليل وعلامة ظاهرة أنه ملك لأخرى، اشتعلت عيناها بجنون
لن تسمح له بالرحيل هكذا
ستعيده، ستعيده وستتوسل الحب الذي هي متأكدة انه لم ينساه
سيجرحها لا مشكلة، لكن يظل معها.

عززت من شكيمتها ولمعت عيناها بإصرار شديد
إن كانت المرأة خانعة من أجل الحب، ضعيفة وأكثر عاطفية من الرجل، إلا انها تمتلك أسلحة فتاكة تجعل الرجل ينقلب رأسا على عقب دائخًا من سحر المرأة عليه
تلك المرة لن تكون منهزمة أو مستسلمة، تلك المرة ستدافع بقوة على حقها.

حياته مع فريال تسير هادئة
مثل نسمة بحر خفيفة
تارة تتحول النسائم إلى رياح قوية
إلا أنها لا تتحول إلى إعصار
ما زالت السفينة تبحر حتى تصل إلى بر الأمان.

رغمًا عنه ورغم تلك النار المندلعة في روحه، إلا انه لم يقدر على اخذ من القرص المدمج إلا لمعلومات هامة تخص عمله، بحث كثيرا عن المستثمر الأجنبي ذاك، ليجده فص ملح وداب لذا كثف معلوماته أكثر عن عزيز، هو هدفه والمستثمر ما كان اسم عزيز سوى اسم من ضمن اللائحة التي تتعرض للإبتزاز.

اقترب من ماجد يري نظرة العذاب في عينيه، يكاد يرجوه أن يعطيه المخدر لينتشي فرحًا وراحة من العذاب الذي يتعرض له، اخفض قامته ليمسك تلابيب قميص ماجد
انفجر في وجهه بنبرة هادرة
- لسه بتتعامل مع ال ولا لسه
رأي اهتزاز حدقتي ماجد باضطراب، صاح بلهجة قاسية
- ما ترد ولا القطة بلعت لسانك
رأي اهتزاز شفتيه، يجد صعوبة في التحدث وكان شفتيه قد إلتصقتا فوق بعضهما، انتصب واقفًا وهو يصيح بلهجة ساخرة
- شكلك محتاج جرعتك.

اغمض ماجد جفنيه بقسوة، هو من كان يبيع تلك السلع المميتة
ويسخر من يتقدم إليه طالبا جرعة واحدة، ويقف هو امامهما ساخرًا ليزيد في السعر، كانوا يلهثون خلفه كالكلاب
وجاء اليوم الذي يصبح فيه ك كلب يسير خلف صاحبه
رغم رفض عقله لطلب جرعة، إلا النفس أمارة بالسوء
يترجاه بعينه أن يعطيه جرعته، غمغم بصعوبة
- قق، قولللللتله وققققت الحاااادثة اننننني هختتتفي من البللللد ووووو وكلللله بسببببب تعليمممات ننننننضال بيييه.

ضيق وقاص عيناه، متي يصبح الذئب متأخرا عنه؟!
دائما يسبقوه بخطوة، بتنفيذ معين
صاح بلهجة قاسية
- نضال ايه علاقته بالكلب ده
هز ماجد راسه نافيا
- ممممممعرفشش
زم وقاص شفتيه وهو يضغط على أنامله بقسوة
- كلمك فترة غيابك الكلب ده
اومأ موافقا
- ايييييوا وووو تلييييفوني مممممعاه
مرر وقاص على خصلات شعره بقوة، يكاد يقتلع خصلات شعره من جذورها، القي امرًا نحو الحارس الضخم
- روح ادي للباشا جرعته.

سار مبتعدًا عن صراخ ماجد الذي يشبه صراخ النساء
- لاااااااااا
ركل حصوة اعترضت طريقة، كفي نضال اللعب من
خلفي
سيراه ويري ما مدي علاقته مع ذلك الحقير، لقد رمي له كارت محروق بعدما انهي مصلحته منه، زفر بعنف
- سابقني دايما بخطوة يا ابن الغانم.

- طول عمرك خايبة يا بنت بطني
صاحت بها والدة فرح التي منذ أن جاءت مطلقة من بيت زوجها، حتى اصبحت ملازمة البيت، كانت أقرب لشبح يتحرك في المنزل، ملامحها التي ذبلت، وشفتيها التي تشققت وابيضت، جسدها الذي نحف، اغتاظت منذ أن سمعت انها من طلبت الطلاق وليس هو من طلقها..
تنهدت فرح بنفاذ صبر، والدتها لا تتركها ابدا سوى وهي تحطم ما تبقى منها، هي تحبه، بل وصلت إلى مرحلة يائسة في الحب، لكنه لا يرغبها ابدا.

مجرد قبلته العنيفة حينما ركض خلفها جعلتها ترتفع إلى عنان السماء، انه ولو مقدار صغير يهتم بها، لكن لا شيء
مجرد أوهام صنعتها لتجده يعود لقناعه، اذا لما تتعب في شيء وتعطي كل طاقتها له وهو بالنهاية سيأخذ دون أن يمنح.
صاحت منهية النقاش بحدة
- ماما الموضوع خلص
صاحت والدتها بامتعاض كون مصدر المال قد امتنع عن اعطاء المال، وكل ذلك بسبب ابنتها الحمقاء
- والفلوس اللي كانت بتجيلنا.

عضت فرح على شفتيها، والدتها هي العامل الرئيسي في شقائها، هي من ألحت على الزواج العرفي، هي لا تهتم بها، هي تهتم بالمال أكثر من سعادتها وراحتها
صاحت بحنق
- لو على الفلوس هنزل اشوف شغلانة
مصمصت والدتها شفتيها بامتعاض لتغمغم بتهكم
- بعد ما كنتي مستريحة وقاعدة ف شقة وفلوس رايحة وجاية هترجعي للفقر بأيدك
لم تتحمل فرح أكثر، هبت واقفة وهي تهدر في وجه والدتها.

- ارمي جسمي لواحد تاني مش كدا لحد لما يزهق وادور على اللي بعده، فاكراني اني مبسوطة بالموضوع ده وانا اتنقل من سرير لسرير
لم تعبأ ولم تتأثر بها مقدار ذرة، اتهمتها بالغباء والتفريط في مصدر المال
- طول عمرك غبية
صاحت منهية النقاش وهي تدلف الى غرفتها
- غبية احسن ما استمر في علاقة فاشلة
اغلقت الباب خلفها بعنف، استندت بظهرها خلف الباب لتنفجر في البكاء وانزلق جسدها حتى لمست الأرضية الباردة.

ضربت على موضع نبضات قلبها بعنف الذي ما زال يخفق من مجرد اسمه
- ليه يا نضال خليتني اعترفلك بحبي، ليه وانا عارفة انك هتجرحني في النهاية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة