قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع والعشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع والعشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع والعشرون

فريال تبدو مشرقة
مفعمة بالحيوية والطاقة منذ زواجها بالقرصان، تتعجب جيهان من معرفتهما القليلة لبعضهما البعض لكن يبدو أن الكيمياء والانسجام بينهما فوق كل شيء، تنهدت ساخرة من نفسها وهي التي منذ أن وعت ونضجت لإمرأة لم تجد سوى ذلك الفاسق القاطن أمام منزلها، رحلاته وسفره الدائم يجعله يتنقل من إمرأة لأخرى بسهولة، شتمته بعنف وهي تلتفت الى فريال لتشاكسها بمرح
- خلاص اتجوزت ونستنا.

تأففت شادية، لتقترب هامسة بوقاحة
- اخبار الجواز ايه؟
زمت شادية شفتيها بعنف، تلك الوقحة، السليطة اللسان لا تتحشم، صاحت ناهرة
- جيهااان
اخرجت لسانها لتجيبها ببرود
- اسمي جيجي
التفت إلى فريال المبتسمة بإشراق لتهمس
- لو قرصان فهو حلو، أما لو كان قرع عسل فتغرقي
عبست ما إن استمعت إلى التلميح الخفي للماجن، ابتسمت بجفاء
- كلتا الحالتين هتغرقي
هزت فريال رأسها نافية
- غرق عن غرق بيفرق.

تنهدت بحرارة وهي تعبث في خصلات شعرها التي حولتها للون ارجواني أثار اعجاب وامتعاض معجبيها لتقول بمرح زائف
- القرصان لازم يسمع
ضحكت فريال وهي تقترب مشاكسة
- بيسمع وبيبص و...
زفرت شادية بحدة و استقامت واقفة قائلة بقرف
- بنات مقززة
نظرت إلى جيهان لتقول بخبث
- تعرفي انا بدعي كده يجيلك واحد يا شادية يقرفك طول الليل والنهار
تهكمت ملامحها للعبوس الشديد.

- لا والله، خليني ساكتة ولا اقولكم انا ماشية واحكوا قرفكم ده لوحدكم
سحبت حقيبتها وغادرت المطعم الشامي لتستمع إلى صوت جيهان العالي الصادر من خلفها
- يارب يجي يارب ويكسرلك دماغك يا شادية
لم تلتفت بل تابعت طريقها لتأمر الحارس المكفهر الوجه العودة إلى العاصمة...
غادرت ملامح التسلية من وجه جيهان لتقترب من فريال قائلة بجدية
- فيه اعلانات وصلتني لكن لسه مرسيوش على موديل، ده غير السباق المرة الجاية في سيناء.

ضيقت عينيها وقالت
-هيكون موجود؟
هزت رأسها و أجابت بسخرية
- مع مراته الجديده اكيد، انتي عارفة الرجالة بقوا عاملين ازاى ما بيصدقوا يلاقوا لحم ست وينسوا كل حاجه بعد كدا
همت فريال بالحديث الا انها استمعت الى زمجرة حادة، تشبه زئير اسد يقترب منهما
- اوووووف، بصوا انا زهقت من اللى اسمه نزار، يعني ايه مفيش استقالة هو مفكر نفسه مين
نظرا لبعضهما البعض ببعض من الخبث ليلتفتا إلى رهف الحانقة لتقول جيهان
- حالة جديدة.

أومأت موافقة فريال
- ميؤوسة كمان
رفعت جيهان يديها للسماء وقالت بمرح
- بركات دعاكي يا ست عايشة خليها تشوف ابنها الصنم بيعمل ايه في بنت الناس
عقدت رهف جبينها وهي تستمع إلى الحديث الغامض، تمتمت بنزق
- انتوا بتقولوا ايه، مش تشوفوا مشكلتي مع الاستاذ النرجسي
تمطت جيهان بجذعها على الكرسي لتجيب ببساطة
- وقعتي يا بيضة في المصيدة
زفرت رهف بحنق، يتكلمان بالإحجية ويفترض عليها أن تحلها، غمغمت بتبرم
- مصيدة ايه؟

صفرت جيهان وهي تغمز بمكر لتجيب فريال وهي تضع قبضة يدها على ذقنها قائلة
- العشااق يا ريري
- عشاق ايه؟، انتي بتقولي ايه يا فريال
تدعي الغباء رهف لذلك هي ستصمت
ابتسمت بمكر وهي ترد بهدوء
- هتفهمي بعدين.

على جانب آخر..
جانب يفكر ببذاءة، بشيطانية، بنفوس مليئة بالحقد، وغشت عيونهم بالطمع..
حبس أنفاس احمد من ما سمعه من المتصل، يريده أن يخطف زوجة رب عمله، ازدرد ريق احمد وهو يفك زر قميصه يبعث مساحة تهوية لصدره، قال بتوتر
- وقاص باشا لو شم خبر باللي بيحصل
صاح بلهجة حادة
- انا ميلزمنيش، انت قولت انك قادر تجيبها، متنساش انك اللي اصريت يا باشمهندس احمد.

يلعن تفكيره وتوريطه بالمسمي بعزيز طليق تلك المرأة العقربة، منذ أن سحب منه المشروع وركن على جانب وكل ما يفكر به الانتقام والنبش وراء ماضيها، بكل جهد تواصل مع طليقها ليصبحا حلفاء، لا يعلم ما دافع ذلك الرجل من طليقته
لكنه خمن أنها ربما سرقت أمواله!
اجلي أحمد حلقه وقال
- الكلام ده قبل ما تتجوز الباشا.

صاح عزيز بخشونة، لا ينكر أنه تفاجأ بخبر زفافها عبر الصحف، تلك الخبيثة طردته من القرية بل اغوت صاحبها، لكن صبرا، سيأخذ ما يريده ثم سيعاقبها على حق تلك الأيام التي جعلته يكاد يشد شعره جنونًا
صاح بلهجة صارمة
- متقلقش هي عملية خطف بسيطة مش هتطول، هاخد منها اللي عايزة وكل واحد يروح لحاله، انت عارف ان القرية اتقفلت في وشى وقت ما بقت ملك وقاص الغانم
هز أحمد رأسه وقال
- تمام يا عزيز بيه
أنهى حديثه وقال.

- روح انت خلص اللي قولته، وسيبني اكمل شغلي
اغلق الاتصال بينهما ليزفر احمد بتوتر، رفع عيناه المضطربة الى عينين ذهبتين تلمع ببريق خبيث، ضغط على شفتيه وهمس
- تمام كدا يا نضال باشا
ادخل نضال كفيه في جيبي بنطاله وقال
- عفارم عليكي يا باشمهندس احمد، تعرف ايه اللى عاجبنى فيك.

نظر نضال الى عيني أحمد، لن ينكر ان تلك اللعبة تزداد حماسة وانهاؤها تستحق نهاية مشرفة، أحمد ما هو الا انسان يقترب مع من تكون مصلحته أفضل وماله أكثر
وهو اشتراه وقبل البيع، أصبح يتحكم في أطراف اللعبة، استرسل بسخرية
- انك عارف مصلحتك فين كويس يا احمد، ( قست عيناه وهو ينظر إلى أحمد بوعيد) بس لو شميت بس ان ديلك
نفي أحمد رأسه وصاح
- اديت ليكي وعدي يا باشا
ابتسم بسخرية وغمغم بجفاء
- اتمني كدا، نفذ اللي قاله.

اتسعت حدقتا أحمد ذهولا
- اخطفها يا نضال باشا
أضاف نضال ببساطة
- وتروقها
لا يصدق أحمد ما سمعه من نضال، لا يعلم أهو بجانب عائلته ام هو مجرد مستفيد من تلك الصفقة مثله؟!، تجلي التردد على وجهه وهمس
- لكن...!
صاح نضال بصرامة
- نفذ اللي بقوله من سكات
هز أحمد رأسه عدة مرات ببلاهة ليبتسم نضال بمكر..
استعد يا ابن الغانم من غياب الساحرة من أرض مدينتك.


كل شخص يختلف في رده فعله
في تفكيره
في رأيه
في طريقة التعبير عن حبه
وهو اختار القرب والبعد في آن واحد، حبه للأشخاص كان على طريقته، آراءه وأفكاره على نهج سلكه بمفرده..

يحب عائلته التي تنبذه بإستمرار، وتسألونه لما يختفي من وراء حجاب، يكفي قسوة كلمات السيدة ألفت وهي تذكره ماضيه وأصله المتدنى، ما إن تسمع أنه السبب الأول في إنقاذ رهف لكانت اتهمته منذ البداية أنه من جرها الى ذلك الطريق، بل ستتابع في بث كلمات مسمومة لباقي عائلته التي لم يلمس بهما اهتمامًا سوى أسرار.

تنهد زافرًا بحرارة، البيت كان به شخص، شخص أراد الرحيل والبحث عن طريق يسلكه بمفرده، ترك فرح لأنه يعلم إن استمر في تحكمها ستصبح نسخة باهتة بدلاً من انثى مشعة بالهدوء والدفء
فرح كانت الشاذة عن جنس حواء، شاذة بهدوءها، بطاعتها، بعينيها الضارعتين الدافئة، ألقى نظرة نحو شمس وهمس بخشونة شديدة وهو يلمس وجنتيها الناعمة
- شمس.

كانت الصغيرة نائمة بعمق في مهدها، جال ببصره سريعًا نحو ارجاء الغرفة التي خصصها لها بلونها الوردى، والألعاب والدمى المنتشرة بالأرجاء ليعود النظر إليها فاغرة شفتيها بطريقة مضحكة جعلته يبتسم بدفء، نثر قبلات ناعمة على جبهتها وقال
- جيتى في وقتك يا شمس، وقت ما كل الناس بتتحشانى، انتي جيتى وقربتى منى
سحب كرسيًا ليجلس عليه وهو يحب مشاهدة نومها مثل كل مرة منذ أن قدمت لمنزله، هدوءها وصمتها يذكره بفرح.

زم شفتيه وحاورها قائلاً
- الحياة مش عادلة كفاية، ساعات اقرب الناس لينا بعدهم اريح من قربهم
يعلم أنه يحاور نفسه بصوت مرتفع، عبث في خصلات شعره وقال
- بتبذلي كل طاقتك ليهم وفي الاخر مش بتحصلي الا الفتات، وساعات بنبعد ناس علشان خايفين نظلمهم
ثم تذكر مارية، رغم كل شيء تبقى ساذجة، تظن انه لا يعلم مخططها بإبقاء شمس في أحضانها، هي تريده أن يتعود عليها لتخطفها منه، فلتتجرأ وتفعل.

عاد ينظر نحو شمس وهو يهمس بهدوء
- لكن انتي شمس الغانم، هتكونى شرسة وقوية عشان تاخدى حقك
اسود وجهه وقتامة واختلج عضلة في فكه وهو يغمغم بقسوة
- خليكي واثقة اني معاكي دايما، واستحالة اسيبك
استمع الى نحنحة من مربية شمس الأربعينية تمتلك طفلان أحدهما في الصف السابع والثانى في العاشر، صاح بلهجة صارمة
- ساعتين وراجع
اومأت المرأة وهي تهمس بهدوء
- تمام يا فندم.

هدأ عواصفه ورقت ملامحه وهو يعيد تقبيلها مرة اخري هامسًا
- منتظر بشغف لما تتكلمي معايا
عليه أن يهتم بباقي مصالحه، يجب عليه إنهاء ما خاطر من أجله لأجل المتعة، المدعوة بفريال اقتحمت حياة أخيه ولا يعلم سر تلك العلاقة أو مسماها الحقيقي، تلك المرأة بها لغزًا وسيكتشفه.

إني أحبّكِ رغم ما كانا
ماضيكِ لا أنوي إثارتَهُ
حسبي بأنّكِ ها هُنا الآنا
تَتَبسّمينَ، وتُمْسكين يدي
فيعود شكّي فيكِ إيمانا
عن أمسِ، لا تتكلّمي أبداً
وتألّقي شَعْراً، وأجفانا
أخطاؤكِ الصُغرى، أمرّ بها
وأحوّلُ الأشواكَ ريحانا
نزار قباني
لمسات ناعمة كبتلات زهرة داعبت وجنتيه الخشنتين
ضحكة رقيقة تشابه زقزقة العصافير في هذا صباح باكر
همسات بها غنج فطرى، وعذوبة صوت لم يسمع أجمله.

أنامل لحوحة، وهمسات أصبح يشعر بها في مسام جلده تترك أثرا طيبًا في نفسه، فتح جفنيه بخمول وهو يرى الساحرة الشريرة امامه بكل هذا التوهج
بكل هذا التألق
ابتسم وقد شق شفتيه ابتسامة هادئة ليقول بصوت اجش به أثر النوم
- صباح الخير
ازدادت ابتسامة فريال عذوبة وقد بعثر خصلات شعرها بيده، عبست باستياء كونه خرب تصفيفة شعرها لتقترب منه وهي تطبع قبلة على انفه
- صباح الخير يا قرصاني
برقت عينيها وهمست بصوت متحشرج
- وحشتني.

عقد وقاص حاجبيه وقد تيقظ كليًا، إلى ما الذي ترميه فريال؟، ضيق عيناه وهو يقول بهدوء
- ما انا لسه معاكي.

ازدادت ابتسامتها اتساعًا وهي لا تصدق مرور شهر العسل بتلك السرعة وعودتها إلى قصر القرصان مع رهف التي رحبت بها بحفاوة وأعدت لهما الكثير من الأطباق الشهية، كان وقاص يمازحها برقة ويستقبلها في أحضانه لتجد رهف مكانها المحفوظ دائما، إن أعطت الحياة ظهرها فحضن واحد س ينسيها العالم بحالة، شعرت هي بنار اشعلت فؤادها من كل الدفء والروح الحميمة التي تضم ارجاء ذلك القصر، ناغشته بمشاكسة.

- الفترة دي كانت طويلة بالنسبالي
ثم مالت لتقبل شفتيه برقة، شعرت بأنامله تلعب في مئزرها ليكشف عن ذراعيها العاريتين وفي ثانية واحدة أصبحت أسفله وهو يعتليها بكل شغف، لمعة عيناه حقيقية بهما محبة يكنه لها
صدق من قال إن استطاعت امرأة لمس قلب القرصان، ف سيتفاني في حبها، وهو أعطاها الكثير
الحنية
المراعاة
شغف من نوع آخر لم تختبره إطلاقا
تذوقت اشياء لم تكن تتصورها
سكن
حماية
آمان فقدته منذ سنين.

وبقدر ما يمنح هي كانت تعطي، تحاول جاهدًا بعدم اظهار جروحها، هو يبنيها معنويا ونفسيًا وهي لن تخيبه إطلاقًا، ابتعد لاهثا بخشونة وزمجرة تشبه زئير الأسد يقول
- متلعبيش بالنار
لهثت من فرط الجنون الذي تلبسها، صدرها يتصاعد ويهبط بسرعة وهي تلتقط انفاسا سلبها قرصانها، همست بصوت ناعم
- هو فيه احلي من لعب النيران.

ثم نظرت إلى حالتها المزرية والى مئزرها الذي ألقي جانبًا لتبقي بقميص نومها الشفاف فقط تراه عيناه الغائمتين، تعلقت بعنقه وهي تهمس
- بلاش كسل يا بيبي، يلا خدلك شاور واجهز علشان انا كمان ورايا مشوار
زم شفتيه وصاح بصوت جامد وقد تيقن من أمر كان يؤرق مضجعه، يشعر بأن هناك كارثة على وشك أن تحل سماءه، لكنه عاجزًا لا يعلم أي فرد في عائلته سيقع عليه الاختيار؟!
- رايحة فين؟
عقدت فريال جبينها وقالت
- الصالة يا بيبي.

زفر وقاص بحنق وهو ينظر إلى عينيها الماكرتين، غمغم بخشونة
- فريال
دنت مقتربة منه بإغواء تعلمه، تعلم تأثيرها عليه
- عيون فريال
كاد أن يشد خصلات شعرها القصيرة، ويخمد ثورة شعلتها
لكنه احبها بكل ما فيها، أحب غموضها هذا ومكرها ووقاحتها تلك، لمس وجنتها الناعمة وهمس بصوت خشن
- انتي ازاي كده؟
غمغمت بنبرة واثقة
- انا مختلفة
ثم صاحت بنشاط وهي تسحب مئزرها مرتدية إياه وقالت بشقاوة.

- يلا متكسلش بقي، هيقولوا عليا ايه؟، اني مش زوجة نشيطة
ابتسم بشحوب حتى غابت عن ناظريه، شتم الرجل الذي كلفه بالبحث خلف نضال، سينتقل بالبحث إلى زوايا أخرى وليرى ما يخفيه ذلك النضال، لكن اولاً عليه المواجهة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة