قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والخمسون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والخمسون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والخمسون

الروح وصلت إلى حالة سلام
قلبها يتفجر بطاقة إيجابية لم تعلم أنه مكنون داخلها
الحطام الذي بداخلها تم ترميمه بفضله، ابتسامة ناعمة كسولة تحتل ثغرها وهي تحدق في النيل، وعيناها تلمعان بعشق
لا ضباب، لا جليد، لا كتمان
تخلت عن رداء البرودة لتشعر بلمسات الهواء يداعب وجهها ويتخلل مسام جسدها، هل سيحدث شيء إن رقصت على قارعة الطريق؟

هل سيحدث شيئا؟!، لا تعتقد ذلك، بعد ذهابها إلى المصحة لزيارة لحماتها، رغم أنها كانت تشعر أن ضميرها الحى يمزقها لما فعلته بها، إلا أن المقابلة وحديثها القمئ المستفز قضى على فتات الشفقة، هي ليست المسؤولة، هذه نتيجة أفعالها.

سراج كان هادئا بعد عودتهما إلى المنزل، دلف إلى غرفته وهي قررت أن تتركه ليختلى بنفسه، وحينما طال مدة خلوته، نادته ليساعدها في الطعام، حسنا الرجل لم يرفض الدعوة حينما رأى ثوبها الذي قررت أن ترتديه برضاها، ثوب جرئ من اختياره...
الصمت تحول لحديث
الحديث كان دافئا حميميا، جسده كان يضم جسدها باحتواء، أذنيه كانت تنصت باهتمام دون تصنع.

عيناه لمعت بشغف وعشق جارف جعل جسدها يرتجف، وحتى الآن يرتجف لتفتح جفنيها بكسل وهي مستندة على الحاجز، اليوم قررت أخذ سيارته الدفع الرباعية التي يتباهى بها وتركت له تلك الصغيرة حتى يقدر الذهاب إلى عمله، وهي ظلت في مكانها المعتاد...

تتخيل ردة فعله حينما يستيقظ ويرى أنه وحيدًا في الفراش، تاركة رسالة على الكمود تخبره أنها أخذت سيارته ولا يبحث عنها لأنها قررت أن تختلى بنفسها تلك الساعة قبل ذهابها إلى العمل، حسنا تعلم أنه سيغضب وسيتحجج بمعاقبة من عواقبه التي تجعل وجنتها تشتعل من الخجل العذرى، كيف وهي حسنا كانت أرملة؟!
لا تعلم، إجابة لن تجدها سوى عنده.
صوت ساخر صدح من خلفها
- يعني عايزة تقنعيني انها غلبانه.

التفتت نحوه بلا مبالاة وهي ترى وجه نضال المرتسم عليه إمارات الغضب، منذ أن أخبرته أنها ستذهب إلى المصحة وهو يتعامل بحدة، أو ربما هو يتعامل بحدة من وقت أبكر؟!
تلاعبت أصابعها على الحاجز وعيناها تنظر إلى خاتم زواجها بعشق، لتهمس
- هيكون الفرق بيني وبينها ايه يا نضال، لما ابقى زيها بالضبط، انا كل اللي عايزاه انى اخد حقى من اللي عملته فيا
وقف بجانبها واضعا يده في جيب بنطاله، يحدق نحو اللاشيء ليقول بجمود.

- يخسارة خططك يا أسرار، بجد زعلت
التفتت اليه بجسدها وهي ترد بهدوء
- ممكن مخدتش حقى زى ما انا عايزة، بس جالر تعويض، اشارة وقفتني علشان افكر في اللى ف ايدي واللى ممكن اخسره بعد ما انتقم
عض نضال على شفته حتى استحالت بيضاء، انامله تقبض بقوة على راحة يده، إن كان معه فرصة للعودة إلى السابق وإجبارها بكل قوة على عدم الزواج بسراج، لفعل، يقسم أنه لفعل.

أصبحت أسرار غبية، يرى عيناها اللامعة، وسر اللمعة أن القلب هو الذي اتخذ دفته في التنفيذ بالقرارات، ابتسامتها الناعمة وتورد وجنتيها، تبدو أفضل بكثير، بصحة أفضل والأهم راحة كبيرة تغمر كل عضلة في جسدها
ويقف هو أمامها كمسخ، هي بكل تألقها وحيويتها وهو بروحه المضطربة وسواد يكاد يبتلعه
رغبة شريرة، فاسدة أينعت في ذهنه لطمسها، غمغم بحنق
- علشان كده كنت رافض، كنت بقولك اياكى ترتبطي بالزفت ده، شوفتي ايه اخرتها.

تعطيه ابتسامة أشدها تأثيرا على عقله المعطوب، قلبه الساكن يعلن العصيان والتمرد وهو أكثر شخص قادر على إخماد شعلة مستعصية عليه، وكلامها اللزج من مراهقتها تعود تتردد في اذنه
- صدقني لو خيروني للمرة الثانية، هختاره
رغما عنه أمسك عضديها بقوة واقترب منها صائحا بحدة
انفجار عظيم يندلع ويقتات منه ضمير ساكن، حياته لن تعتدل حتى ولو بلغت روحه للحلقوم
- عملك ايه هو، بصيلى وقولى، عملك ايه هو علشان تنسي انتقامك.

والكلمة التي لا يحب سماعها من أى شخص، حتى من فرح، قالتها هي ببرود وجسدها ساكن يتحداه بكل جنون كأنها تخبره أرنى ما لديك يا ضعيف الحيلة
- حبنى
نبذها على الفور، أطلق سراحها على الفور كأن هناك حشرة سامة أفرزت سمومها على جسده وخدرته حتى ما عاد يتحرك.

حالته شبيهة بالثور الهائج، ينفس عن غضبه بخطوات تكاد تلتهم ما أمامها، ولا تبالغ فالكائنات الصغيرة التي لا ترى بالعين المجردة تشعر بالخطر منه، هو وحشا ضخما غاضب يدعسهم دون أن يشعر بهم ولا يستمع إلى صراخهم.
مرر أنامله بكل حدة على خصلات شعره والتفت إليها قائلا بحدة
- شوفتي اخرة المشاعر يا أسرار، شوفتي بتضعف وبتقتل ازاي.

هزت رأسها بيأس وهي تعود ببصرها نحو النيل، ل يستمر في غضبه وإلقاء ما جعبته، تعلم أن تلك الطريقة لينفس بها عن غضب مستعر بروحه، ومن غيرها التي تعيث في أرضه فسادا، ابتسامة شقية تلألأت كما الشهب التي تنير بضوئها البراق في السماء الحالكة
- قولتلك فوقي وبطلي أوهام الماضي، متفضليش عايشة عليه
همست ببرود شديد وعيناها تسقط عليه بكسل
- لما الاقيك في نفس الوضع ده يا نضال، هتعرف شعوري.

غمغمت بهدوء مثير لأعصابه، تستفز كل خلجة من الجزء الثائر منه والنيران لا تخبت
- لو خيروك بين عيلتك وبين انتقامك، بلاش عيلتك، شمس وانك تنتقم وهتخسر حاجه منهم هتاخد مين
ملامحه أشبه بصخر جلمود لا تستطيع أن تتوغل إليه، أخذت إجابته من قلبه وهي تهمس
- شمس مش كدا، احنا للاسف لما بنحب بنحاول نسعد اللي نحبه ونبعد عنه أذى
هز رأسه نافيا، أسرار في أشد تألقها وبريقها إلا أنها تبدو ضعيفة، ضعيفة وقوية في آن واحد.

همس بذهول
- عملك ايه سراج عشان تحبيه، علشان يرجع قلبك اللي مات يحيى تاني
اجابته بهدوء
- نفس اللي بتعمله فرح معاك
بدا عليه أنه غير مصدق، وإن كانت أشد صراحة، قالت بنعومة
- حسسني اني ست يا نضال، ان اقل حاجه ممكن تبسطني وانا معرفتش حياة من غيره
ركل حصوة عرقلت طريقه، وهو ينفجر صارخا في وجهها
- كده انتي غلط، انتي غلط، متجازفيش بمشاعرك، احفظيها متأمنيش لراجل مهما كان
سألت بنبرة ذات مغزى
- حتى انت.

صمت وصمتت هي، أرخى رأسه وهو ينظر إلى الأرضية، لا يقدر على الإجابة، رفع رأسه وقال بجمود وكأن الرجل منذ قليل الذي صمت من محض خيالها
- الراجل هيستغل مشاعرك، هيستغله وانتي زي الغبية هتوافقي وتستسلمي
سألته بمراوغة.

- وايه اللى خلى فرح تجازف وتحبك لأ وكمان مكملة معاك؟، نضال زي ما انت بتستغل الست، الست بتستغل الراجل بردو، متفتكروش ان اللعبة انتوا بتتحكموا بيها بأيدكم ان الستات بتحركوها زي ما انتو عايزين، لأ، لأ يا نضال انت للأسف رغم انك تعرف ستات كتير موصلتش لدرجة الخبرة أو أقدر أقول انت متعرفش احنا ممكن نعمل ايه.

قرر أخذ هدنة من هجومه الضاري، الحليف تحول لغريم، يعلم عنه أدق كل شيء، تستطيع أن تهجم عليه من ثغراته، رفع كفيه في علامة للإستسلام وقال بنبرة جامدة
- فترة يا أسرار، فترة وهنرجع نفس المكان نتقابل ونشوف وصلنا لفين
هزت رأسها، نقطة نهاية السطر وهي ترى أن ما زال مستمر في خسارة الجميع، قال بنبرة ماكرة
- اشوفك في تجمعات الباشا في بيته
وضعت نظارتها السوداء على عينيها وهمست بوداع
- سلام يا نضال.

راقبها وهي تصعد سيارة زوجها، حسنا تلك المرأة لا يستهان بها ابدا، مهما أظهرت من ضعف لكن بداخلها قوة، قوة تجعل أعتى الرجال تستسلم من جبروتها، ابتسم بخفة قائلا
- يناسبك ابن الحسيني فعلا
لمحته أسرار وهي تراه يعود إلى سيارته، رفعت عينيها إلى المراة الجانبية وهو يلقى وداع قبل أن يتحرك في الاتجاه المضاد لها، ابتسمت بهدوء
- مهما بعدت الايام يا نضال، هنرجع نتقابل.

ثم انطلقت هي بطريقها قاصدة تلك المرة إلى ورشة زوجها!

تنهدت أسرار براحة وهي تترجل من سيارة زوجها ونظرت إلى سائق وقاص وهو يصطف بسيارتها القديمة الذي منعها عن ركوبها كونها مكشوفة، ابتسمت بنعومة وهي تشكر السائق بامتنان ليقابلها رد هادئ من الرجل قبل أن يرحل ويستقل سيارة اجرة، رأت رجلا يتقدم نحوها لم يبدو غريب الملامح وهو يرحب بها بحفاوة
- نورتي يا هانم، قوليلي اخدمك ازاى
عدلت من ترتيب خصلاتها وهي ترفع نظارتها الشمسية عن عينيها لتقول.

- عربيتي عايزاك تعمل check سريع عليها، بقالى فترة مستخدمتهاش
هز الرجل الكهل وهو ينادي صبيا لأخذ السيارة وقال
- عنيا يا هانم، اتفضلي انتي وهروح أبلغ الباشمهندس
امتنعت بهدوء وهي تتجه نحو مكتبه
- لا هطلعله، خليك انت متتعبش نفسك
هم الرجل بالرد إلا أنه وجد نفسه وحيدا، هز رأسه وهو يعود يشرف على الرجال في الورشة.

طرقت على باب غرفته ثم فتحتها وهي تطل برأسها لتجد عيون تسلط عليها، بكل برود دفعت باب الغرفة وهي ترى زوجها الذي توقف عن الحديث واصبح يراقبها بتسلية، عيناه تفترسها مما جعل وجنتيها تتخضب بالحمرة، قالت بنبرة سلسلة
- اسفه يا اساتذة، موضوع هام وعائلى عايزة اناقشه مع الأسطى.

اتسعت عينا الجميع إلا هو الذي يخفى ابتسامة شقية وعيناه ترسل رسائل وقحة لها، ما إن شعر أن العيون تنظر نحوه ارتسم الجدية على وجهه وقال بجمود
- اتفضلوا يا باشوات نشوف المدام ومشكلتها العائلية ونكمل
كانت تهز رأسها مع ترحاب الرجل وعيناها لا تستطيع أن تقتلعها من عينيه، مغناطيس يجذبها إليه رغما عنه، شعرت برحيل الجميع وإغلاق باب الغرفة.

قام سراج من مقعده بتكاسل، أسد يحاصر فريسة قدمت لعرينه، تطاير وعيده حينما رآها جاءت بقدميها إلى عمله، سعادة غمرته كليا وطرد أى شعور بالضيق والحنق، هبطت عيناه تلقائيا إلى بنطالها الأبيض الذي يضم ساقيها بكل حب ثم حذاء كعب عالى من اللون الأزرق، تجهمت ملامحه للضيق، سيتخلص من أحذيتها حتما..
عقد ساعديه على صدره وقال
- انا ليه حاسس ان اللي حصل اتكرر قبل كده.

ابتسمت بنعومة وهي تتذكر في يوم حينما اقتحم غرفة الإجتماع مع العميل الذي كادت أن تركله خارجا، هزت كتفيها وقالت بنبرة ماكرة
- خبطت الباب
اقترب منها وهو يقول بنبرة هادئة
- اخدتي عربيتي
لوت شفتيها بعبوس ثم هتفت بتسلية
- اها، سبتلك الميني كوبر، جميلة وهادية ومش بتعمل دوشة مش كدا ولا ايه
هل تقلده وتسخر منه؟، لولا أنهما في مكان عمل وفي الخارج يعلم أن هناك فضولين يتلصصوا عليهما، همس ببرود
- وماله
صاحت بضيق زائف.

- اضايقت مش كدا؟!، عادي، اصل انا غيرت رأيي وقولت اخد الجيب ليا
اصبح واقفا أمامها، بكل هدوء يقترب منها، يميل برأسه نحو أذنها
- ميغلاش عليكي يا أسرار، لكن السؤال الأهم بقى، مراتي مشرفاني هنا بتعمل ايه
تمتمت بحنق وهي تبعد من تلك الذبذبات التي شعرت بها ما إن اقترب منها
- عايزة اتغدى برا
همس بنبرة ذات مغزى
- هي الشكشوكة وجعت بطنك زي الفول.

ترى لمعة عيناه وهو يشملها بنظرة تعلمها جيدا، لم تتراجع بل وقفت أمامه بثبات شديد قائلة
- وجعتني
انفجر ضاحكا وهو يهز راسه يائسا، ضم خصرها نحوه، بتستسلم بكل روعة أمامه وعيناها تزداد شغفا به، لم يرى من قبل أنه يؤثر على إمرأة كما فعل ما أسرار، كان كاذبا
تلك المرأة ليست ملكة الجليد
بل من صادقهن قديما في أيام طيش شبابه كن باردات معه، اهتممن فقط ما في جيبه وليس به.
والسؤال يتردد ثانية، لما هي دونا عن البقية؟

لإنها صادقة معه، لم يرى أن إمرأة تستطيع أن تقلب كيانه كما فعلت أسرار، الإنجذاب الذي شعره في بداية الزواج كان يعلم أنه لم يكن مجرد اشتهاء رجل لزوجته، كلا كان أكبر، وأعمق بكثير عن معرفته، قبل جبينها بعمق وهمس
- المرة الجاية مش هحط شطة، أوعدك
لكزت مرفقه بقوة وهو يرى اشتعال وجنتيها، ابتعدت عنه وهي تهم بالرحيل إلا انه قال بجمود
- متمشيش تاني مرة من حضني انتي سامعة.

كادت أن ترد بفظاظة إلا أنه أمسك مرفقيها وقال بنبرة حانية
- عيني لازم تشوفك أول ما اصحي زى ما بنام
لم تجد ردا سوى أن تهز رأسها إيجابا أمام اصراره، تنهد سراج بحرارة وهو يبتسم بدفء لتقول
- سمعت ان عثمان بيه وشيراز هانم هيسافروا برا علشان تتعالج
رغما عنه لا يريد تذكر ما حدث، وقرار أبيه المفاجئ للذهاب إلى مصحة خارج البلد، تمتم بنبرة جامدة.

- فعلا، وحط شوية مساعدين علشان ينهضوا بالمؤسسة، الموضوع الصراحة صعب للنهوض لكن منعرفش المستحيل في قاموسنا، هتابع كل فترة كدا اخر التطورات
إصرار ابيه على عدم وضع يده على حال المؤسسة يثير شكوكه، لن يكذب أن المشروع الذي سينفذه مع الشريك ضخم، سيعطيه التركيز بدلا من التشتت الذي ألم به، لاحظ تصلب ملامح أسرار ليزفر بحرارة وهو يعلم ما يدور في ذهن تلك الغبية.

جذبها بقسوة لتصبح أسيرة ذراعيه، اتسعت عيناها بدهشة نتيجة حركته المباغتة لكنه أخرس ما بلسانها حينما همس بخفوت كى لا يسمعهم شخصا في الخارج
- اسمعي، حقك واللي عملتيه كانت الضربة القاضية، اهم حاجه ان نيران انتقامك هديت
رأى الجمود الذي زحف عينيها اللامعتين، بريقهما يخفت وشفتيها مزمومة تعض باطن خدها، احتضن وجهها بكفيه وهو يميل بجبهته على خاصتها قائلا.

- أسرار، انا لو كنت مكانك ما كنت هديت لحظة والإ انا اخد حقي، حطيت نفسي مكانك كتير، حاولت كتير يا أسرار اعاقبك بس ده مقدرش
انفرجت شفتيها وهي تخرج زفيرا حارا جعل سراج يغمض جفنيه وهو يتحكم نفسه بقوة بالغة، اللعنة الجميع في الخارج بإنتظاره، يحاول كبح شياطينه الجامحة ليغمغم بحرارة
- انتي عملتي ايه فيا؟

تمتمت بذهول وهي ترفع عيناها لتغوص في عمق عينيه الدامس، ظلام عينيه بهما شعلة دافئة تجد بها راحتها وسلامها
- انا؟
زمجر بخشونة وهو يحفظ صوته خفيضا، يداه تخلع وشاح رقبتها وأمسك بخصلات شعرها التي تتحرك بحرية ليحكم حريتهما بوشاحها، عقدة سخيفة أفضل من لا شيء، هبطت عيناه ينظر نحو جيدها، تأفف بحنق وهو يقول
- ازاي خلتيني اتعلق بيكي بالشكل ده، وقت غضبي وانا عايز اكلك بسناني مبقدرش حتى أذيكر.

كادت تذكره بصفعته إلا أنه سبقها وهو يغلق الزر العلوى من بلوزتها
- مش هنكر ان فيه حاجات حصلت وانا مكنتش تحت السيطرة بس انا مبقدرش، دموعك غالية عندي.

اشتعلت عيناه حينما رأى أن مع اغلاق زر بلوزتها برزت مواضع انوثتها، زفر بحرارة وهو يخلع سترته ويلبسها اياه وهي وقفت أمامه ساكنة تسمع شتائمه البذيئة تخرج على ثيابها وعلى حذائها وبنطالها ثم انتقل إلى شعرها حتى انتهى به الأمر إلى جسدها، نظر باستحسان بعد أن أغلق السترة والجزء العلوى تم احتشامه، هبطت عيناه الى ساقيها ليزفر بحنق هل يجلب الأن كيس اسود ليغطيها كليا؟!
تنهد بحنق وقال.

- تقدري تقوليلي سبب تشريفك لمكتبي اللي هو لأول مرة برضاكي تيجي
كان عقلها شل على ما فعله منذ قليل، استسلامها رغبة لرؤية غيرته التي تعجبها، لا تصدق أى عقل هي وأى سذاجة تلبستها للسماع إلى غمغماته الحانقة على ما ترتديه، ابتسامة ناعمة تزين ثغرها قائلة
- بصلح عربيتى
ضيق عينيه وسأل
- المكشوفة؟!
- هي
ابتسم بجفاء وقال بنبرة ساخرة
- ده انا هخليهم يتوصوا بيها توصية جامدة.

تحاول تمنع قلبها المراهق من أن تميل بأنفها نحو سترته لتشم عبق رائحته الرجولية، تعلم أن ما فعله لكى يمنع من انتشار رائحتها العطرية أمام من تتعامل معهم في عملها وبالأخص إذا ما اقترب منها رجل
تمتمت بجدية وملامحها الناعمة قد استحالت إلى صخر جلمود
- لو حصلها خدش مش هرحمك يا سراج
زوجته تهدده بسيارتها اللعينة المكشوفة، ابتسم بمشاكسة
- احبك وانت شرس كدا في الشغل، تقعدى في المكتب لحد لما اخلص ونتغدى برا.

نفت قائلة وهي تنظر إلى الوقت من ساعة معصمها
- للاسف هرجع الشغل، بعد ما يخلص ميعاد شغلي ممكن نخرج
حذرها بعيناه إن خلعت سترته أو تركت شعرها منسدلا على ظهرها، قابلت عيناه التحذيرية بمشاكسة وغمزة من العين جعلته ينفجر ضحكا ليهمس
- ماشي يا أسرار حسابنا في البيت.

خرجت من الغرفة بعد وعيد لذيذ من زوجها، تخضبت وجنتيها بالحمرة وهي تهرول خارجة من المكان قبل أن تغير رأيها وتجلس منتظرة إياه في غرفة مكتبه الخاصة، رنين خاص يعلن رسالة من زوجها، فتحتها سريعا وهي تنهش الحروف نهشا حتى انتهت من قراءة الرسالة، المجنون يريد قضاء العشاء في المنزل بدلا من الخارج وعليها أن تستعد بعد ساعتين للعودة إلى المنزل، تمتمت بهدوء
- للاسف يا زوجى العزيز، أسرار مش هتقبل بأمرك.

إما العشاء في الخارج أو س تبيت في منزل وقاص، بعثت الرسالة لتتفاجأ به يقول بخشونة أقسم لك لو عقلك وزك يا أسرار تباتي هناك، هكسرلك رجلك عشان متروحيش في حته وتقعدي ف بيتك
لم ترد، ستتركه يحترق ببطء، وبالنهاية طلبها سينفذ في النهاية وسيستسلم راضخا.
مهما بلغ قوة الرجل ونفوذه ودهائه
إلا أنه لن يصل مقدار ذرة إلى عقل المرأة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة