قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع والعشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع والعشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الرابع والعشرون

لبرهة من الوقت غفل عن فرح التي تركها على احدي الطاولات، هي لم تغب ابدا عن ذهنه لكنه انشغل ب اسرار، وهو الان يركض خلفها مناديا بصوت قوي
- فرح
اغمضت جفنيها بقهر شديد، لقد جاء دليل حبه وعشقه لابنه عمه ماذا تريد اكثر؟!
لقد اخذها من احضان زوجها وراقصها بحميمة، وهي تعرضت من نظرات مزدرية كونها زوجته واخري شهوانية مثل التي كانت تلاحقها حينما كانت تعمل في المطعم وفندقه، وهو غير منتبها لها، هو نسيها!

تسمع نداءه الجهوري من الخلف لكن الطنين الذي في اذنيها جعلها تستمع صدي صوته وكأنه قادما من خلف الجبال، كففت دموعها بكفيها وهي تسارع بالخروج من المكان الذي لا يرغب به احد
هو يقتلها الف مرة، يذبح الامل، يثأر من الماضي
وهي تتخبط من نوازعه وصراعاته النفسية العقيمة، لكن العيب ليس بها.

هي اخبرته ان نيرانه ادفء بكثير من نيران غيره، نيران كانت ستكون هي الضحية بين ايدي مفترسين للمرأة الضعيفة، شهقت بفزع وشعرت ان كتفها قد خلع بسبب جذبه العنيف وهو يصيح بحنق وكأنه ضاق به الامر ذرعا
-فرررررح
نظرت اليه من خلف دموعها، الرؤية مشوشة استمعت إلى تقريعه الحاد لها
- انتي اتجننتي تمشي من المكان من غير ما تقوليلي
انفجرت في البكاء الحار وهي تضم كفيها حول وجهها هامسة بحرقة.

- ليه مصمم تعمل كدا، ليه بتحرقني كل مرة يا نضال
نظر نضال ببهوت اليها، لم يتوقع ان تنفجر له الان، ليس الان على الاقل، رد بعرجفة
- انتي اللي وافقتي يا فرح افتكري كلامك
واكثر جواب يأتيه من خلف ذلك القناع الغبي، ضربته بقوة على صدره وهي تصرخ هادره في وجهه
- بس وجع وحش اووي، انا تعبت خلاص
اغمض نضال جفنيه وهو يجيب ببرود
- مش بمزاجك يا فرح، كملي طريقك للنهاية.

زمجرت بوحشية وهي تكيل الضرب بضعف على موضع قلبه، ليموت وترتاح او تموت هي ويبحث هو عن غيرها، ما ان ذكرت امراة اخري حتى برقت عيناها بجنون وهي تصيح بغيرة تقتلها
- وبعدها ايه تيجي تروح تشوف واحدة غيري، تعمل نفس دوامتك ليه كل ده
هدأ صراخها، تعبت وتراخت عظامها لتنحب بصمت قائلة
- انا شيفاك بعيني قد ايه انت بتحب عيلتك ليه بتكسرهم، ليه يا نضال؟
كز نضال على اسنانه بغيظ
رغم ما تعرفه.

رغم علمها بكل شيء دون اخبارها، تسأله
صرخ في وجهها بجنون وهو يهز ذراعيها بقوة
- علشان كسروني
تأوهت بألم من قسوة انامله على جسدها، هذا ما ترغبه وتريده، ان يظهر على وجهه الحقيقي دائما وابدا، اقتربت تلمس وجهه هامسة
- بتختفي في الصورة ليه يا نضال، انا بس اتأكدت انك مش محتاج ست انت محتاج عيلتك تحسسك انك منهم
مسحت بيدها الاخري دموعها لتأخذ نفسا عميقا وزفرته على مهل قائلة.

- لحد لما تخلص القضية هطالبك انك تطلقني
ابتعد عنه وهي اخذت قرارها النهائي، نضال ليس لها
لم يكن لها يوما
ولن يكن ابدا
هو ليس لشخص، هو مجرد سراب ما ان تظن ان وصلت اليه تكتشف ان هناك اميالا عليك ان تقطعها وبالنهاية لن تصل!
شهقت بقوة اكبر وهي تشعر بتحطيم لعظام جسدها حينما لفها في عناق خشن، قوي، مؤلم، تأوهت من بين شفتيه التي تنهش نهشا، واصابعه التي تمزقها تمزيقا.

كادت ان تسقط مغشية عليها من فرط عذابه ليبتعد عنها وهو يلتقط انفاسه المتأججة ليهمس بخشونة
- محدش يجبر نضال على شيء مش عاوزة
مسحت شفتيه النازفتين وهمست بمرارة
- اخدت اللي عايزة يا نضال
جهد بدني وذهني وعاطفي تبذله دائما بجواره، لكن حان الان وقت الاستراحة
هذا الافضل لكلاهما
وصلا إلى مفترق الطرق وعلى كلا ان يتابع طريقه بمفرده
او هي التي ستتخذ طريقا فرعيا لأن ذلك الطريق الذي يرسمه بدقة لم يكن يوما لها.

لم يكن يوما من حلمها، لم ترسم معه ذلك الطريق
تلك نهايتها ويجب هي التي ان تتحمل جراء ما اقترفته
الدنيا ما زالت تعملها وتعطيها الصفعات ويجب ان تشعر بتألم الصفعة حتى يتخدر كامل اطرافها وتنتهي مأستها تلك المرة!

- اقسم بالله هقوم هولع الفرح
صاحت بها جيهان بجنونها المشابه لجنون شعرها الذي صبغته احمرفي حفل الزفاف، احمر ناري يشبه اسواط النار، هزت شادية رأسها بيأس.

السيدة الفت لا تتواني ولا لحظة الا وان تظهر امتعاضها، لاحظت ذلك حينما تقدم عائلة وقاص لطلب يد فريال من خالها، رغم سن فريال الذي يقترب من السابعة والعشرون الا ان الشوكة في خاصرة حماتها انها ليست بكر، وقتها علقت جيهان ان فتيات الطبقة نصفهم عاشرن مع اباء واشقاء صديقتها، وقتها كان ابيها ينظر اليها نظرة لائمة والفت هانم احتقن وجهها من الرد الوقح لجيهان، امسكتها شادية ما ان راتها قامت من مقعدها لتقول.

- بطلي جنان يا مجنونة
زمت جيهان شفتيه بتبرم وهي ترسل نظرات نارية تكاد تشابه بل تكون اقوي مما ترسلها الفت
- انت مش شايفة الفت هانم بتبص ازاي، اجيبها من شعرها دلوقتي
اقتربت شادية تغمز لها ماكرة تذكرها بعدد المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي
- فضحتك يا جيجي هتبقي بجلاجل
تقهقرت عزيمة جيهان ما ان تذكرت فضحية الصحف والانترنت، جلست على مقعدها متأففة
- اوووووف هي ناقصة كمان مش كفاية انها مخروبة.

التفتت جيهان إلى ماهر الصامت منذ ان قدم، نظرت اليه بأستنكار شديد
كيف يكون رجلا وضعيفا في ان واحد، لو كان رجلا مكانه لكان دعس على الحب بقدمه واكمل طريقه، الاحمق ترك كل شيء من اجلها وها هو يبكي على الاطلال بعد ان تركها، عضت على شفتيها وهي تتذكر حالتها الميئوسة هي الاخري
نفضت اتربة تلك الذكريات لترفع يدها في وجه ماهر
- ماهر، يا عم الرومانسي
التفت ماهر ببؤس نحوها دون ان ينبس ببنت شفه لتهمس بمشاكسة.

- فين الامريكية بتاعتك
اغمض ماهر جفنيه واجاب بجمود واهي
- المفروض انها تسافر بكرا
نعم، ستسافر هذا اكثر ما تجيده تلك الشقراء الحمقاء، لا تعلم لما الرجال مهوسون بالشقراء، انها مجرد باربي، بلاستيك لا شيء اكثر، صاحت بسخرية
- وانت فين
اجاب بجمود وهو يفكر احداث تلك الليلة التي انتهت بتركها نهائيا دون التفكير بالرجوع، هو سأم من ملاحقتها ومداوتها
- خلاص كل شيء راح
صاحت شادية بدهشة
- كل شيء راح؟!

نظر إلى اختيه بنظرات جامدة ليستقيم واقفا وهو يقول بأرهاق
- مارية مش بتفكر غير بنفسها، عموما انا تعبان مضطر اني امشي
نظرت شادية بدهشة إلى رحيل ماهر المفاجيء، بل تلك الاحداث التي سمعتها منه، توقعت انه مثل اي شجار عادي وينتهي بالصلح منه، لكن يبدو انه فاض به الكيل، نظرت إلى جيهان التي غمزت بوقاحة
- شوفتي
ثم نظرت إلى الجو الكئيب الذي يسود القاعة لتلكز ذراع شادية قائلة
- ما تغنيلنا حاجه.

غيرت شادية دفة الحديث وقالت بتساؤل
- فين وسيم؟
تأففت بحنق شديد ومبالغ به، رفعت عيناها إلى شادية لتقول بسخرية مريرة
- وسيم، تلاقيه بيقضي شهر عسل مع واحدة
ثم سحقت اسنانها، ذلك الاشقر الاحمق الغر، زير النساء الذي يتفاخر بكونه يمارس علاقاته معهن بفجور، حاله كما حال تلك الطبقة الفاسدة، تمتمت بقرف واضح
- انا مش عارفة ازاي المقرف ده معينه مذيع.

كادت شادية ان ترد الا ان صوت رجولي جذاب به نبرة مشاكسة اقترب نحو اذن جيهان ليهمس باغواء
- انها الوسامة الغربية
نظرت جيهان بعيونها البنية إلى سماء عينا وسيم لتهمس بتقزز ما ان رأت تلك الاجنبية التي بجواره
- شرفت يا باشا، فين الانسة ولا نقول مدام
ربت على وجنتها وهو يغمز بعبث
- دمك خفيف يا جيجي.

تأففت بحنق وهي تزيل يده عن خدها بحدة جعلت ابتسامته تزداد اتساعا، لطاما كانت معه خشنة اذا لاجديد، استقامت واقفة وهي تحرك كلا كفيها في حركة طالبة للهواء
- عموما انا رايحة اشم هوا الجو بقي خنيق فجأة
عبست معالم وسيم الجذابة ليسقط ببصره نحو شادية ليسالها بأهتمام
- مالها
اكثر ما اكرههم في الرجال الذين يتظاهرون انهم لا يعلموا ، ابتسمت بعملية شديدة وهي ترجع خصلات شعرها السوداء لترد.

- هيكون مالها، خسرت في السباق علشان كدا منكدة الكل
تعلم انها تكذب لكن هذا افضل بكثير، وسيم لا يستحق كل ذلك الحب منها، رأته يقول بأهتمام
- طب هروح و
قاطعته وهي تستقيم واقفة قائلة بعملية وهي تذكره بالشقراء التي بجواره
- خليك مكانك انا رايحة اشوفها، ركز مع ضيوفك ومعجبينك.

لم تجد سوى فريال التي اخذت مكان منزوي عن الجميع لتنفجر به في الصراخ الحاد، والبكاء على نفسها
هي احبته
وقعت في فخ ذلك الأشقر
اتبعته وهو حتى لم يلقي لها نظرة
ما زال ينظر اليها وكأنها جارته الصغيرة كما يحب التعرف عليها امام نساءه الشقراوات
جزت على اسنانها وهي تحارب بقوة نفسها وخيبتها ومرارة قلبها في عدم البكاء امام الجميع، همست لنفسها بتقريع
- اثبتي متعيطيش.

نظرت إلى فريال التي تنظر اليه بهدوء، لتجز على اسنانها بغيظ
- ليه حبيته يا فريال، ليه سبت كل الناس واخترته هو
ثم ذكرت مساوئه كي لا يستميل قلبها الارعن مثل قلب ماهر
حكاية ماهر ترسل لها الف تحذير في اليوم
كلاهما يعاني حبا من طرف واحد لكان ماهر سقط في الهوة وابتلعته الظلام
اما هي تتراقص على حافة الانهيار، صاحت بتقزز شديد من نفسها
- ده حته حيوان قذر شهواني فيه ايه عدل علشان اعجب بيه
اجابت فريال ببساطة.

- دايما بنقع في الاختيارات الغلط
كادت ان ترد عليها لكن حركة هرج ومرج في القاعة جعلتها تنظر بدهشة قائلة
- ايه ده؟
عبست فريال قائلة
- فيه ايه؟
صاحت جيهان بدهشة وهي تكاد تصفق يديها
- شادية بتغني
تصاعد صوت شادية عبر الميكرفون وهي تقف وسط منصة الرقص تنظر إلى الضيوف والي فلاشات الضوء التي القت تركيزا عليها.

- الاغنية دي مجرد لكل حالة هنا، فاكرين ان الست مجرد كائن بارد او كائن ملهوش وجود، او الناس فاكرين ان احنا رغم اللي فيه عايشين في حالة سعيدة طول الوقت
القت اشارة نحو منسق الاغاني لتغمض جفنيها وهي تتذكر موهبتها الدفينة.

وتتذكر سبب تسميتها باسم شادية، كل ذلك يعود إلى اكتشاف والدتها المرحومة للغناء واخبرتها ان صوتها يذكرها دائما بأغاني الزمن القديم، تناغمت اذنيها مع الالحان واختفي الجميع من حولها لتري نفسها انها تظهر امام المراة
صورتها العاكسة تظهر لها انها في ايام مراهقتها تمسك بفرشاة الشعر، تغني بصخب غير عابئة بتعليقات جيهان، انطلقت الكلمات من شفتيها تحاكي بها نفسها وفريال وجيهان وكل امرأة متالمة في المكان..

وقالوا سعيدة في حياتها، واصلة لكل احلامها
وباينة عليها فرحتها في ضحكتها وفي كلامها
وعايشة كإنّها ف جنة وكل الدنيا مالكاها
وقالوا عنيدة وقوية، مبيأثرش شئ فيها
محدش في الحياة يقدر يمشي كلمته عليها
هتحلم ليه وتتمنى؟ مفيش ولا حاجة ناقصاها
ومن جوايا انا عكس اللي شايفينها
و ع الجرح اللي فيها ربنا يعينها
ساعات الضحكة بتداري في جرح كبير
ساعات في حاجات مبنحبش نبيّنها
كتير انا ببقى من جوايا بتألِّم.

ومليون حاجة كاتماها بتوجعني
بيبقى نفسي أحكي لحد و اتكلم
وعزٍّة نفسي هيّا اللي بتمنعني
سنين وانا عايشة في مشاكلي وبعمل اني ناسياها
وحكموا عليّا من شكلي و م العيشة اللي عايشاها
أنا أوقات أبان هادية، ومن جوايا نار قايدة
ولو يوم اللي حسدوني يعيشوا مكاني لو ثانية
ولو شافوا اللي انا شفته هيتمنوا حياة تانية
ولو أحكي عن اللي انا فيه هتفرق ايه؟ ايه الفايدة.

انتهت وهي تغمض جفنيها واختفت المراة وصوت جيهان المزعج لتسمع تصفيقا من الجميع، وقعت عيناها على عينا جيهان التي كانت تمسك هاتفها تصورها باعثة غمزة لها، ثم انتقلت إلى فريال التي تصفق وهي تمسح دمعة علقت على اهدابها، لا تعلم لما القت نظرة نحو الحارس الواجم لتراه ينظر اليها بغموض شديد، هزت رأسها وهي تهبط من منصة الرقص تسمع بعض التعليقات الايجابية والاخري الممتعضة التي لا تناسب مناسبة كتلك.

لا يهم ما يقوله الناس، الاهم انه نال اعجاب العروس وهذا اكثر من كافي
استمعت إلى تعليق وسيم الذي يهتف بحماس
- تجنني يا شادية، بجد لازم تيجي الشركة
هزت رأسها بيأس كونه لا يمل ابدا من ذلك الحديث لتقول
- فكك يا وسيم، انا مستكفية بالشغل اللي معايا
اقترب منها وهو يسد الطريق عليها ليعبس وجهه ما ان رأي جسد ضخم تقف خلف جسد شادية بحمائية شديدة، غمغم قائلا
- مين الاخ ده
لم تهتز بها عضلة او جفن وهي ترد بسخرية.

- ده عاصي الشخص اللي ملاحقني في كل حته
نظر وسيم إلى المدعو بعاصي ثم صاح بتعجب
- اوووه شكل انا فاتني كتير
تمتمت من بين اسنانها وهي تحاول البحث عن جيهان، تخشي تلك المجنونة ان تكون اختارت قيادة دراجتها السخيفة في ذلك الوقت إلى احدي رحلاتها الجنونية
- مضطر استأذن
اومأ وسيم وهو يفسح مجالا ليقابل عيناه عينا عاصي القاستين، ليبتسم بلزوجة وهو يتخذ طريقا للخروج من المأزق من ذلك الرجل.

بالكاد سيطر على اعصابه إلى نهاية حفل الزفاف
جرها بقوة إلى سيارته، وبدأ يلتهم الطريق وهو يضغط انامله بقسوة على المقود
شتم بعنف وتلك الصور التي تظهر جسدها به اثار جريمة متوحش وليس بأنسان اطلاقا
كيف تستأمنه وتعطي كامل ثقتها به إلى تلك الدرجة، غيرها كان، كانت شنقت نفسها.

عاد يذكر نفسه انها فريال، عكس البقية من النساء، بها خليط انثوي ماكر وبراءة امرأة لم يدنسها الماضي مهما حدث، ضغط على المكابح بقوة حتى كادت ان تصطدم رأسها بالنافذة الا انه اسرع بجذبها اليه، صوت انفاسها اللاهثة تخترق مسامات قماشه الابيض.

اغمض جفنيه وهو يتحكم في ثائرته مذكرا انها ليس لها ذنب اطلاقا، اناملها تتشبث بقوة في قبتي قميصه لاهثة بأنفاس ساخنة باسمه فقط، اغمض جفنيه وهو لا يقدر على حبس وحوشه الكامنة
لف انامله بقسوة على عنقها ليقبل شفتيها في اول قبلة لهما في السيارة
حلوة
لاذعة
بها الكثير والكثير من الدفء والعطاء
والكثير الكثير من الدلال والغنج الفطري المتأصل باسمها.

ابتعد لاهثا لتدفن وجهها في عنقه وقد انهكها قبلته، قبلته مثل الاعصاير الهائجة التي تحطم السفن وتقلع البيوت من جذورها
وهو اقتلع متانتها وحصانتها امامه، لم تجد بدا سوى الانجراف في اعصاره
انامله ضمت خصرها ليسحبها بقوة إلى ذراعيه خارجا من السيارة متجه إلى عش الزوجية، لم تشعر بأنه ادخلها إلى غرفة نومها سوى انها انتبهت إلى زفرة حارقة خرجت من شفتيه.

عقدت جبينها بعدم فهم وهي تري القسوة والغضب تطل من عيناه الغائمتين، همست بشرود وما زالت دائخة بقوة من قبلته المسكرة
- وقااااص
انزلها ارضا لتتعثر وهي ترتكز على ذراعيه، نظرت اليه بعدم فهم وقذف في قلبها الرعب ما ان استمعت إلى نبرته الجامدة
- اقلعي
فغرت فيها وهي تبتعد عنه بذهول، نظرت إلى فستانها ثم اليه لتقول
- ايه
قاطعها بجمود وهو يشير إلى فستان زفافها
- اقلعي فستانك حالا
استعود إلى تلك الايام مرة اخري.

مجردة من ادميتها
منتهكة بقسوة
مذبوحة بمرارة الحب
اشتعلت عيناها بشدة وهي تصيح بقوة
- انت اكيد
قاطعها حينما امسك ذراعيها قائلا بجمود
- انا قولت ان ايدي اسرع
حل سحاب فستان زفافها وخلع طرحتها لتسقطا ارضا اغمضت جفنيها وهي تنتحب امامه بصمت
تتذكر حينما كانت معراة جسدا امام عزيز
حينما كان يقتل منها امل الحياة في كل مرة
حينما يبدأ ممارسة جنونه الفاسق عليها.

تخشب جسدها بقوة تحت وطء لمسات انامله على جسدها الشبة عاري بفضله، تخشي النظر إلى عيناه، تخشي ان تري بهما طليقها المجنون، ما ان شعرت بانامله تلمس خلف ظهرها تحديدا الموضع الاول الذي تركت به اثر السوط على جسدها، لتراه في المراة كل مرة ويزداد لهيب حقدها عليه، حتى لا ترأف انسانيتها المنتهكة حينما تصرخ بالثأر، همست بتوسل
- ارجوك
زمجرة خشنة هو رده.

وانامله تهبط إلى وركيها ليري بداية علامة خط طويل يبدأ من خاصرتها إلى اول فخذيها، عضت على شفتيها نتيجة انامله التي تلمس جسدها لتسمعه يقول
- ليه سكتي
اجلت حلقها وانامله تنتقل إلى خلف عنقها تتذكر جيدا الاصفاد وادوات ساديته التي تلتف حول عنقها لتهمس
- حبيته
تألمت بقوة ما ان جذب عنقه لتشعر بلفح انفاسه الحارة، لا لن تنظر إلى عيناه، لن تنظر
ونظرت.

اتسع بؤبؤ عيناها وفغرت فاها وهي تتطلع إلى عيناه الداكنة، وشفتيه التي ابيضتا ليقول
- تكوني مذلولة ليه
لم ترد، كل ما ارسلته فقط جزء خاص بها وليس به، تخبره ببساطهه على طبيعة علاقتها به
صاح بخشونة و لا يتحمل ان يري علامات الانتهاك محفورة على الجسد، رغما عنه سيغضب على نفسه وعليها وعلى ذلك الجرذ
- مسبتيش غير دول
- علشان افتكره
ضم كلا وجهها بكفيه ليسحبها اليه وهو يغمغم بحنق
- انت عارفة نفسي اعمل ايه دلوقتي.

زاغت عيناها وهي تعلم انه هنا بسبب كرامتها التي صانها وعدم فضحها، عضت على شفتها السفلي وهمست
تتمني انك مشوفتنيش
ازدادت ضمته اليها قسوة ليقاطعها بهدر
- لا اقتله بأيدي
جحظت عيناها بقوة، لا تلك حربها هي وليس هو، هي تريد مساعدة لا اكثر وتريده ان يظل بجانبها، هزت رأسها نافية
- لا
- لسه الباشا معشش جوا قلبك بعد اللي عمله
صاح بها بقسوة شديدة وهو يشددها اليه بقوة، ارتفعت وتيرة انفاسها اللاهثة وهي تغمغم
- متأذنيش.

رباااه هي تتوسله، ارتجفت شفتيها وهبطت الدموع من ماقيها هامسة
- انا خايفة
ربت على وجهها وهو يكاد ان يشد في خصلات شعره جزعا
انه يتأكد انه يغار عليها ومن من، من مجرد ذكر استحكمت به غرائزه
غمغم بصوت اجش
- انا معاكي
ثم اغمض جفنيه والكلمات تخرج منه بصعوبة، كمرارة الحنظل
- طلب منك ايه
نظرت إلى عيناه التي هدأ بهما اعصاره، لتظهر شبح ابتسامة على شفتيها وهي تهمس ساخرة
- اني اكون عاهرة للمستثمر بتاعه وانام على سريره.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة