قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس والعشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس والعشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس والعشرون

الماضي جزء متأصل في حياه الانسان
يقولون أن الانسان ما لاماضي له لا اصل له
حسنا أفضل أن اكون بلا ماضي أفضل من أحمل وصمة عار الى نهاية الحياة.
فريال الشواف
تتساقط الأقنعة
والوجوه تظهر على حقيقتها
هي لم تصدق ابدا ما يطلبه منها، هو الذي مارس ساديته عليها بوحشية وسلطته الذكورية يطلب منها أن تكون عاهرة في سرير ذلك المستثمر الأجنبى
برق عيناها بشرر جنونى وهي تقف أمامه بتصلب.

- انت اتجننت عايزني انام في سريره، وانا على ذمتك
نظر اليها بجفاء مميت، تعلقت عيناه على منامتها القصيرة كاشفة عن مفاتنها بسخاء امامه
تلك المفاتن سيلمسها غيره
سيداعبها غيره
سيقبلها غيره
سيأخذ منه نصيبا مثله أو يزيد، لا يعلم سر جنون المستثمر الذي سيمول مشروعه الذي حلم به بزوجته، لكن لا يملك سوى ذلك الحل
غمغم بلا مبالاة
- شافك وعجبتيه
هناك اوقاتا نصمت لاننا لا نجد ما نقوله.

الصدمة تشمل أطرافنا كلها وتغرقنا في غمرة كاذبة
ربما الأذن تكذب
العقل لايصدق
لكن العين لا تكذب ابدا
هو يرمي عرضه وشرفه بكل بساطة، خرج ماردها الشيطاني وهي تصيح بحرقة
- شافني وعجبته! انت ازاي تفكر ف تفكير منحل وبيخالف دينك وبيئتك اللي اتربيت عليها
لم تهتز عضلة به ولا رمش له جفن، اقترب منها لحد قريب للتلامس.

قريب لرؤية التقزز والغضب تتلألأ حدقتيها، بسبابته لمسها من منابت شعرها حتى دفن اصبعه عند منحدر صدرها ليقول ببرود
- ديه مشكلتك، حاولت انسيه لكن مصمم انه عايزك
ارتعش جسدها كليا، وهي تنظر اليه فاغرة شفتيها
زوجها أكيد جن، تحملت كل شيء منه لكن شرفها هي!
نزعت اصبعه عنها وهي تشمله كليا بمقت
قرف
اشمئزاز ودنيوية لتصيح بهدر
- هو انت جايبني من كبارية وكل اللي عايز ينهش في لحم جسمي اسلمله جسمي.

العجيب انه لا يجيب اطلاقا
لا تظهر أى من بوادر غضب منه، استحال لكائن بارد عملي
- فين نخوتك يا بني ادم
صاحت بها وهي تضربه بكلا يديها على صدره، ارتد على اثر دفعتها خطوة واحدة، لتدفعه مرة اخري وهو مستسلم لها بأعجوبة
لكنها لم تهتم
كل ما تراه اللون الاحمر
لقد ضاق بها الارض ذرعا، تمتمت بقسوة.

- انا سيبت كل اهلي واعتبرتك انت اهلي الوحيد في الغربة، انا اللي خليتك ترسم خطوط حياتنا في البلد دي، عايزني بكل بساطة اسلم جسمي لراجل غيرك
تنهدت بحنق وهي تري البرود الذي كسي ملامحه، رغما عنها انفجرت في البكاء
هي هنا لوحدها في تلك الغربة، لا عائلة لا سند هنا
نظرت الى ثوبها الذي انحسر ليبرز جسدها العاري لتنظر اليه وقالت بجفاء.

- هتنام ولا كأن فيه حاجة حصلت يا جوزي الفاضل، وقت ما ارجع وجسمي عليه علامات حد غيرك، بالك هيهدي وترتاح
اغمض جفنيه، وهو يتنهد بحرقة
لن يقدر سيقتلها ما ان تعود اليه وجسدها مصكوك بختم رجل اخر
سيقتلها بيديه، امسك ذقنها بخشونة لتتأوه بصوت خفيض، ماجت به الشياطين ليصيح بجنون
- اسكتي
تمتمت بنفي صارخ، لا وقت للخنوع مرة اخري.

- مش هسكت، انا جبت اخري منك ومن جنونك ومن ساديتك المريضة واقول ايام وهترجع زي اللي اعرفه مكنتش اتوقع انك تزداد فجور بالشكل المقزز ده
اسودت عيناه وظهر بريق جنوني تعمله، سيمارس ذلك الداعر جنونه وفسقه عليها، سيمارس الى ان يرتوي منها، الى ان يتابع امتصاص بكل لذة من روح حياتها حتى يتركها
جثة هامدة
لا روح بها
ينفر الجميع منها
وقد فعل.

انهت من سرد خفيف لقصة مؤلمة لها
هذا نهاية خضوعها واستسلامها المجحف لحق ادميتها
دموع تهطل بكثرة حتى ما عادت تري وقد تشوشت الرؤية، لا تعلم اين هو
لا تعلم اين اصبح
ولم ترى كيف اصبحت عيناه الشرستين
ارتجفت شفتيها وارتعد جسدها كورقة خريفية لم تقدر على مقاومة الرياح العاصفة، تمتمت بهمس باكي.

- مهربتش من عقاب ساديته عليا، حاولت بكل طريقة اني اشوف عينيه اللي عمرها ما استجابت لتوسلاتي علشان لما اعاقبه بنفس الجنون ما اكنش حاملة رأفة ليه
شعرت بأنامل قاسية على جلدها الناعم، يكاد يحطم عظامها بقسوة
ينهش لحمها بشراسة
شهقت ما ان استمعت الى زفرات انفاسه الحارة بشدة
حارة لدرجة انها وجهها التهب ما ان زفر في وجهها ليقول بقسوة مخيفة
- ازاي صبرتي.

اطلقت اهه عالية ثم عادت تنتحب بصمت، جسدها في كل ثانية ينتفض وكأن عقرب لدغ مسام جسدها وبدأ ينتشر سم العقرب بسرعة مميتة في خلايا جسدها، اجابت بحرقة
- صبرت لاني افتكرت هعرف ارجعه، مكنتش اعرف ان التيار الغربي هيتأثر بيه، ولا الفلوس هتخليه يبيعني في اول الطريق
هو وصل الى حافة الجبل
يتراقص على الحافة بجنون
جسده يموج ويعصف
عربدة بدائية تهيج في صدره.

لا يصدق أى حقارة يستمعها من ذلك الشخص، أى جنس نجس هو، من أى طين صنع؟!
اي رجولة تلك التي لفظها بقسوة، ويتفاخر بزوجته في المحافل وصاحب البهجة هو المشتري
لكن كيف تخلصت منه؟!، كيف؟!، عادت انامله تنهش في لحمها ليقول بجنون
- وعرفتي تاخدي زلة عليه ازاي؟
لما يعيدها قرصانها إلى تلك الليلة
ليلة من أحلك الليالي التي مرت بها
ليلة لو اخبرها بها شخصا ما صدقته ابدا.

كانت عائدة من المنزل بعد ان هدأ جنونه، توقف عن ساديته وتوقف عن التحدث عن المشتري
توقف عن كل شيء ولم يعبئ بها، وهي لم تهتم، لقد حذفته من حياتها
همست بصوت جامد، خاوي لا يوجد به حياه
- جنونه بدأ لما رجعت مرة من برا سمعت اصوات غريبة من باب الاوضة، افتكرت صوته وهو تعبان، لغاية لما اكتشفت انه مش صوته وحده في الاوضة.

كانت وقتها هلعة عليه، تخشي ان يكون أصاب بمرض او نوبة، صوت اللهاث الحاد والانات التي سمعته لم يغادر من اذنيها حتى الان
استمعت الى نبرة وقاص المزمجرة
- جاب واحدة تسليه وقت غيابك
ياليت فعلها، ياليت وقاص، يا ليت قام بها، كانت ربما ستكون صدمتها اقل، تقابلت عيناهما في حديث اعتداه
هو لا يشيح عيناه عن عينيها
وهي تنظر إلى عينيه بلهفة
تبحث عن امان افتقدته لسنوات
واعطاها الامان
لتنظر اليه بأمتنان شديد.

امتنان نطقت به عيناها ولم تقدر على النطق به بشفتيها
همست بجمود
- قول واحد
تجمد وجه وقاص وهو يترك ذراعيها واتسعت عيناه بصدمة، مرر انامله في خصلات شعره
وهو موقن انه يغرق في ساحرته
ساحرته الشريرة كما قالت
هو يغرق معها وللعجب هو راغب ذلك
تائق لها، وشغوف لدرجة مجنونة
ضحكت بصوت مرتفع، حتى استمع الى صدي ضحكاتها في الغرفة، الضحكات تستهزأ وتسخر منه، استمع إلى نبرتها الجامدة.

- متبصش كدا، شوفت بعيني وهو خاضع ومذلول بين رجليه، واضح لما معرفش يجبرني خلى نفسه مكاني
ابتسمت بشحوب وهي تتذكر حينما وجدت زوجها مكانها هي
خاضع، مذلول بين يدي داعر
بشكل مثير للتقزز والتقيوأ، والسادي هو المستثمر
الادوات التي استخدمت على جسدها، استخدمت عليه
كان وقتها ظن انها ستتركه يبيت في منزله، وتنام مع احدي معارفها.

ربااااه سريرها هي يمارس ذلك الاجنبي فجوره، تكون مشاركة لهما ولو بأيد خفيه، اصدرت صرخة مذبوحة رغما عنها لينتبه عزيز نحوها وهو ينظر اليها بتبلد
سكاكين غرست صدرها بقوة وتفجرت الدماء حتى مات قلبها، شحب وجهها وهي تغمض جفنيها تزيل الذكري بكل يأس لتسمع نبرة وقاص الغاضبة
- فريال
يهزها بقوة وهو يري شحوب وجهها، ركود عيناها، استسلام جسدها ليداه، همسها الخافت يصل اليه بوضوح شديد.

- من صدمتي معرفتش اتكلم ولا ارد، كنت ببص وعيني بتشوف قرفه في سريري وبيتي، انا رغم عني بشارك نسبة في فجوره يا وقاص
انسلت دمعة خائنة وهي تهمس بسخرية
- وقتها شفني وجن جنونه لما سمع من المستثمر اني اشاركهم
وقتها رأت شعلة النار والجنون في عيني زوجها، لا تعلم بعد تلك الليلة اتمارس سلطة الزوج بدلا عنه؟!
احتقن وجه وقاص بشدة، ما الذي واجهته فريال بمفردها
كيف امرأة مثلها تحملت كل ذلك بمفردها.

كيف هي تصرخ بنجدة دون مجيب
سرت في عروقه دماء ملتهبة، ملتهبة بشدة ليهمس بجفاء
- اسكتي يا فريال
نظرت إلى عينا وقاص التي تموج بالغضب والقسوة الشديدة، همست بصوت خافت
- كنت ببص في عنيه علشان احاول اقول اللي بيحصل اكيد حلم وهصحي
لم يعد يتحمل السماع، لم يقدر، هو رجل بالنهاية
وما يسمعه يخدش رجولته، يمرغ كبرياءه في التراب
صاح بغلظة وهو يشدها اليه حتى اصطدمت في صدره الهائج
- اخرسي يا فرياااااااااااااال.

هو ما رغب بالسماع
لما يطلب منها الصمت
لما يطلب وقد تشجعت وتجرأت على التحدث اخيرا
عضت على شفتها السفلي هامسة
- انا اتجرحت اووي وانا شوفت في عنيه القبول يا و...
وكتم باقي اسمه في شفتيه
يقبلها بقسوة شديدة وهي تأن بين شفتيه
يعاقبها بقسوة مماثلا بقسوة كلماتها اليه
شعر بذراعيها وهي تلف حول عنقه واستسلامها الكامل له، تخبره انها له ويتصرف كيف يشاء بها
لف كفيه حول عنقها وهو يبتعد مضطرا.

ليصيح بلهجة حادة وهو يزفر بشدة
- اسكتي، اسكتي يا فريال
همت بالمقاطعة والمتابعة
- ان...
اخرسها ثانية وثالثة وعاشرا، انثاه تصمت جراء قبلات لاهبة لاترحم
قبلات ساهمت هي باشعال الفتيل ليرفعها ويلف ساقيها حول خصره متوجها نحو فراشه، استكانت بكل روعة والتف جسدها بكل نعومة حول جسده وكانها خلقت خصيصا لهذا المكان
ثبت كلا ذراعيها فوق رأسها واشرف عليها بطوله المهيب وشموخه ليقول بصوت اجش
- انسي كل حاجه انتي بين ايديا.

دائخة من قبلاته المسكرة
كيف لقرصان مثله ان يمتلك سحرا كهذا لها
يجعلها ترتجف بقوة من لمساته
عيناه
شفتيه
تحاول ان تبقي في حالة وعي وهي تراه يبتعد لعدة دقائق يخلع بها ملابسه ليقترب منها يلمس شعرها القصير بشغب فاتن، كان اول تمرد ما ان تخلصت منه هو قص شعرها حتى يشابه قصة شعر الرجال.

شعرت بشفتيه تدمل جروحها وهي تري قبلاته الهادئة الناعمة على جروحها التي تركتها للتذكر، شهقت بقوة ما ان شعرت بانامله تزداد جرأة، احتقن وجهها وهي تعلم وسيلته للتشتت من متابعة حديثها، همست بصوت مختنق
- السي دي ساعدتني بيه جيجي لما هكرت اللاب بتاعه وجابت فيديو كان بيبتز فيه المستثمر عزيز علشان انام
اسكت شفتيها، اخرسها لنهاية الليل وهو يصيح بزمجرة حادة
- احسنلك السكوت
وصمتت الساحرة
وتوقفت عن اعمال السحر.

لان سحر القرصان كان اشد سحرا
اشد توهجا، اقواه تأثيرا عليها.

منذ ان استيقظت أسرار في الصباح حتى وجدته حضر لها قهوتها بدون سكر، والسكر بالطبع ارتشف به من شفتيها، عادة مستفزة من عادته التي يمارسها بكل تسلط وعجرفة عليها
حضر فطور الصباح من اطباق شعبية بدرجة اولي وهي اكتفت فقط بمقرمشات مالحة تستطيع ان تسد به جوعها حتى موعد الغذاء، ولأن اليوم مختلف قرر ان يصطحبها بكل تسلط الى مقر عمله.

وهي وافقت لتري سر شغف واعتزاز وفخر سراج به، ما ان خطت الى المكان حتى فوجئت بضخامة المكان والعمالين الذين يعملون بكل جهد على السيارات.

بدأ يتحدث بكل سلاسة عن شغفه بالسيارات منذ الصغر، لدرجة انه غير كلية ادارة الاعمال التي يرغب بها ابيه إلى كلية حلمه، تعمد عدم ذكر ضياء نهائيا في الحديث سوى من بضعة جمل ممتعضة كون انهما مختلفان في كل شيء تقريبا، لا يحتاج لقول هذا فهما مختلفان في كل شيء الا انهما مجتمعان في مصلحة العائلة دائما
ما ان انهي جولته حتى سحبها معه إلى غرفه مكتبه الشاسعة، تأملت غرفته بهدوء شديد.

التهوية ممتازة، الديكور ممتاز، منظم بطريقة مريبة، يوجد الكثير من المجسمات والهياكل الصغيرة للسيارات، لتستمع لخاتمه حديثه وهو يقول بهدوء.

- وبس وقتها قررت اني ابدأ ابعد عن عيلتي وابدأ بحاجه بحبها، سافرت علشان اتعلم وافتح المركز ده ويكون اسم الحسيني اكبر مركز صيانة عربيات في البلد، دوافعي علشان ارفع راسهم الشركة اللي كانت بتغرق وقتها قبل ما تتدخلي وتشاركي باسهم، ضياء الله يرحمه بلغني وكنت وقتها معيش نص المبلغ لتسديد ديونه وانا هناك بقف على رجلي.

ان علمت شيراز هانم لكانت اجبرته على بيع جميع ماله ويعطيها لاخاه ولا ان تلقي يديها بين قبضة رحمتها، سخرت بشدة وهي تنظر إلى عينيه الداكنة لتهمس
- ليه ما اتجوزتش لحد دلوقتي؟
ابتسم سراج وهو يسحبها بقوة اليه حتى وضعها على سطح مكتبه، احاط كفيه بجوار جسدها ليقترب مناغشا منها
- علشانك
رأي عدم التصديق يطل من عينيها الباردتين، الباردة التي تنصهر بين يديه شيء فشيء ليقترب هامسا بجوار اذنها بخشونة.

- لانك نصيبي في الاول والاخر، قولتي انه وقع عليكي انك تختاريني او تختاري ضياء
همت بالرد، لتشعر بانامله التي تمسك خصرها يقربها اليه بحميمة شديدة، كادت ان تزجره الا ان جسدها تخشب تحت وقع انامله قائلا بخشونة
- كنتي مايلة ليا يا اسرار، قريت ده من عنيكي ومن حرقتك
هذا ما وصل اليه السراج، تقابلت اعينهما
هو بالجنون والنيران المندلعة
وهي بالسخرية والجمود.

همست بهدوء وهي تقترب منه تري تفاحه ادم التر تتضطرب كلما تقترب منه، هو ابدا لا يخفي تأثيرها عليه
- متتوهمش يا سراج
امسك ذقنها بخشونة لتعود النظر إلى عينيه بهدوء شديد تدرسه، تدرس عمقه والى أى غاية يرغب ان يصلها
هو يريدها ان تتحدث عن ماضيها ستتحدث كما يقول
لكنها تعلم في النهاية انه منحاز لصف عائلته دائما وابدا
سكنت عيناها ما ان همس بغلظة.

- بصي في عنيا يا اسرار، انا نصيبك في الاول او في الاخر، نصيبك مش كدا؟
ينتظر اعترافا
او بداية لطرف الخيط
سحبت نفسا عميقا ولم تنسي في زخم افكارها انامله الوقحة التي تعبث على طول عمودها الفقري ولا رأسه التي التصقت في عنقها وانفه تقوم بعمل اغواء محكم وهو يصعد ويهبط ببطء مدروس على طول جيدها
همست بسخرية
- اتجوزت علشان اطلع من عيلة عمي اللي كنت شيفاهم شايلني علشان مجرد يتيمة بيتفضلوا عليها مش اكتر.

وجاء وقت اعترافه، عزوفه عن الزواج حتى الان واختيارها هي، اجاب بهمس ناعم في اذنها
- متجوزتش لاني كنت بدور في كل بنت بقرب منها تفكيرهم مش بيعدي غير انهم يتفسحوا فين، يعملوا شهر العسل في أى مكان، اجيب خاتم الماس بمناسبة وبدون مناسبة
مالت اليه تنظر الى النيران الساكنة في عينيه لتقول
- الستات اللي برا مش مكلفين
اتريده ان يعترف
سيتعرف لانه ليس جبانا مثلها
بل هو جريء وتلك الخائفة سيعلم مابها.

- دورت وملقتش يا اسرار، لقيتهم كلهم نسخة باهته، لحد لما بقيتي مراتي
ما زالت تلك العينان الجليدية لا تصدقه، ابتعد زافرا بخشونة، لقد تأثرت من لمساته جسدها الخاضع اخبره بذلك وقريبا سيخضع تلك العينان المتمردتان
نظر إلى الغرفة ثم التفت اليها قائلا
- ها عجبك المكان؟
هبط بساقيها إلى ارضية المكتب لتدور حول الغرفة قائلة
-مش بطال
غمز بشقاوة وهو يحك بطرف سبابته ذقنه قائلا
- يبقي عجبك.

استمعت الى نقرات على الباب ليسمح سراج الطارق بالدخول، تقدم رجل في عمر ينهاز الستون عاما ممسكا بصينية بها افطار الذي يثير بها جوع سراج ليقول
- الفطار يا باشمهندس
ابتسم سراج وهو يقول بابتسامة صادقة
- حطه على الترابيزة يا حاج سعيد، المدام نورت الشغل وهتكون قدم السعد عليا.

لما يفعل ذلك؟، يجعلها تشارك حياته بكل اجبار، تشارك عمله وان كانت لا تفهمه؟، يعلن بكل افتخار انها زوجته ، نبرة الرجل الصادقة اهتزت في اعماقها
- ربنا يكرمها عليك من وسع يا باشمهندس وان شاء الله تكون نعم الزوجة ليك ويرزقك بالذرية الصالحة.

بهت وجهها وهي تري تنهيداته التي تسمعها بكل وضوح، ثم ابتسامته لوجهها وهو يدعوها للتقدم وما ان لم تستجيب حتى تقدم منها وهو يلفها بين ذراعيه بكل قوة ورقة في بادرة اولى منه مقبلا جبينها
- ادعيلنا والنبي يا حاج في كل صلاة
انحرج سعيد وهو يتمتم بكلمات لم تسمعها، لتسمع صوت اغلاق الباب وهو يسحبها نحو الطاولة لتنظر الى الطعام المشابهه لطعام الصباح، كم وجبة افطار يتناولها ذلك الضخم؟

رأته يمد يده بلقمة محشوة بها فول، عبست ملامحها وقالت بجفاء
- بعرف اكل لوحدي
ضحك بمرح وقال بمشاكسة لطيفة
- عارف انك خايفة على هدومك ومفيش الرفاهية زي مطاعم خمس نجوم مفيش غير ايدي
تناولت منه بتردد، ما يفعله منذ الصباح لم تعتاد عليه اطلاقا ولا حتى في زواجها الاول
بل من زواجها به وهو يتفنن بذلك، يتفنن في اظهار مدي الفارق بينهما، استجابت لمرة واثنين حتى الثالثة لتتوقف بعدها وهي تنظر اليه يتناول طعامه بشهية.

سراج الماجن، يحب الحياة البسيطة، سراج يحب التحمم بالصابون، سراج يحب شرب الشاي بدون سكر والسكر يتناوله منها هي
رأته يبتسم ويغمز لها، همست
- من خبرتك ك راجل عارف كل ست وصنفها، ما اخترتش ست صغيرة ليه واخترت ارملة
رد بكل هدوء وهو يلوك الطعام في فمه
- نصيبك يا أسرار تبقي مراتى
لا تعلم لما تذكرت انه اخبرها بزوجته الاولي، كان يبدو الكلام ساخرا لكن سراج مليء بالمفاجئات، سالته
- اتجوزت قبل كدا؟
اجابها برحابة صدر.

- رسمي لا، عرفي مرة واحدة، كان طيش شباب ايام زمان
عقدت حاجبيها وهي تشعر بالبرود، برود غير عادي وهي تسمع انه تزوج، حسنا هذا معروف انه ماجن لكن لما مرة واحدة؟!
- وراحت فين؟
رفع عيناه وهو يخبرها بهدوء سر تميزها عن جنس حواء
يخبرها انها مختلفة بكل طريقة
رغم انها تستفزه وتجعله يرغب ان يصفعها ثم تقبيلها حتى تزهق انفاسها الا انها مختلفة عمن رآى من قبل.

يكفي الغموض الذي يلفها، وقناعها الذي سيتشرف ويراقب تصدعه كل يوم عن اليوم السابق، اكتشف رغم تبلد عيناها الا إن جسدها حيوي، روحها المعطوبة يجدد نشاطه بكل صبر
يعلم لأمراته المشرفة على الثلاثين جنونا لم تختبره اطلاقا
اقتنع ان اسرار رغم انها ليست عذراء جسديا، الا انها عذراء معه في كل فعلة وحركة وكل ذلك يلتقطه من جسدها الذي حفظه ظهرا عن قلب
اجابها بكل صراحة، وهي تعلم مقابل اجوبته ستجاوب على اسئلته الخاصة.

- اول ما عرفت اني مش هعيشها نفس عيشه اهلها وان انا هبدا من الصفر قررت انها تشوف ابن سفير
صمت وهو يسخر من ماضيه الذي ينفر منه ليرفع عيناه إلى عيناها ويقولها تلك المرة بصراحة
- لكن انتى مختلفة
ومن سيضع تحت الأختبار المرة القادمة هي، فليستعد للمفاجئات!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة