قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس

بنظراتها القاتمة وسيرها المتبختر والدلال المتأسر في روحها الزائفة، اقتربت فريال بتعمد إلى موظفة الاستقبال وهي اليوم جاءت على حسب قراره هو، والتنفيذ على قرارها هي
بخصلاتها الثائرة القصيرة هتفت بمرح للموظفة الجادة
- جايه اقابل القرصان
ضيقت الموظفة عيناها شاخصة حالة تلك المراة المبهرجة، قالت بنبرة لينة عملية
- افندم!
تأففت وهي تخلع نظارتها قائلة بنبرة مغوية.

- الكبير بتاعكم هنا، ( وبدلال مقزز للعاملة استلذت نطق اسمه بحميمية ) استاذ وقاص
ابتلعت الموظفة شتيمة قررت ان تقولها وبنفس النبرة العملية والوجه البشوش الجامد رفعت سماعتها تتصل بسكرتيرة مكتبه
- ابلغه مين؟
- قوليله وريثة قصر الشواف.

حينما علمت بإنتظار سيد وقاص تلك المرأة المبهرجة اخبرتها مكان المصعد لتصعد فيه، هي متشوقة لرؤية رد فعله حينما تري ما نوت، ذلك المسمي بالإمبراطور ستحطم عرشه، قابلتها السكرتيرة وهي تغمغم بهدوء
- تمام نص ساعة حضرتك وهتدخلي
ببرود جاف ردت وهي تنزلق بجسدها على اريكة جلدية
- اوك
والنصف ساعة لم تحرقها توترًا او قلقًا
النصف ساعة القادمة ستنعطف بحياته هو لمكان اللاعودة.

تقدمت تسير بخيلاء نحوه وهي تضعه تحت اختبار انثوي شديد الحساسية..

جالسًا على مقعده الفاخر وكأنه عرش السلطان او الامبراطور! مزهوًا بنفسه، معروفًا بحزمه وصلابته تمامًا مثل صلابة ذراعيه السمراء، انه رجولي، ساحق، نرجسي، محطم قلوب العذارى، أنفه الشامخ دلاله على انه لم تأتي امرأة قط مست شيء في قلبه وملامحه الرجولية الحادة التي تذوب بها جميع النساء، كل قطعة في جسده تفوح بالرجولة والجاذبية تدمر حصون النساء الواهية.

ابتلعت خطواتها الرنانة ذلك السجاد السميك لترفع حاجبها الانيق من نظرته الثاقبة لعسليتها الراكدة
- فكرتي في العرض؟
غمغم بها بصوت ابح رجولي، سؤاله يشمل إجابة واحدة وهي الموافقة والإذعان لأمره، بالطبع فهو الامبراطور الحاكم لارض المدينة وحده وكأن المدينة خارج حدود الدولة!
رفعت انفها بأنفه لتعقد ذراعيها على صدرها قائلة بجمود
- غريب جدًا انك تديني يومين للتفكير.

نقر بأصابعه الرشيقة على سطح مكتبه الزجاجي وهو ينظر نحوها بجمود، تلك ال بمثابة الشوكة في خاصره، لولا انها من ذوي عائلة معروفة لسحقها كما يسحق الحشرة تحت قدميه، عصفت عيناه البلورتين وهو ينظر إلى و، وقاحتها للنظر إليه بلا أدنى حياء!
- بمعنى؟
اقتربت بخبث كما تقترب الحية من الفريسة، تتلوى بنعومة ملمسها لتضع يديها على مقدمة مكتبه خافضة بجذعها إلى مستواه لترد بعبث.

- مش ملاحظ ان ٧ مليون قليل بالنسبة الارض اللي عايزها مني!، يعني الارض اللي هتشتريها مني هتقدر توسع من مشروعك اللي هتوصل أرباحه بالملايين خلال كل سنة.

التقط عطر ازكم انفاسه من رائحة الأزهار التي لا تتناسب مع شخصيتها الوقحة وهي تتفحص كل انش به بتعمد سافر، سرعان ما أتت لمسه توابل لاذعة لتظهر شبح ابتسامه عابثة على شفتيه، عدل رأيه سريعًا ليعلم ان رائحة عطرها تناسب شخصيتها الوقحة، هب من مقعده وهو يتفرس عيناها العسلية مزيحًا تلك المسافات الضئيلة الفاصلة ولأول مرة يري إلى اين تريد الوصول، عيناه تقابل عيناها الجريئة ليهمس بجفاف
- من الاخر عايزة ايه؟

عضت على شفتيها السفلى المطلية بلون زهري لترى عينيه اللتان هبطت أثر سحقها لشفتيها بغموض اثارها، يبدو رجل الامس تبدل وهرموناته تعمل، نظرت إلى نحره والي بداية عضلات صدره الضخمة الذي اظهره قميصه بنظرات تقيمية تعم عن الرضي لتعود رفع عينيها نحوه وهي تدنو نحو أذنه
- مش بطلب كتير علشان تعرف اني كريمة، بطلب بس حوالي ١٠ في المية من حصة الأرباح.

انفاسها هادئة أقرب من كونها باردة، جسدها لم يصيبها بالرعشة او ارتجاف منذ قربها منه رائحة عطرها تخبره بخبث انها رغم كونها في عرينه الا انها تستطيع ان تجابهه، ما ان استمع إلى عرضها حتى اسودت عيناه وصرخ في وجهها هادرًا
- انتِ اتجننتي
ملامحها أشبه بملامح انثي متبلدة المشاعر، جماد أقرب من كونها ادمية، ابتعدت عدة خطوات للخلف وهي تعبث ب خصلاتها الفوضوية القصيرة قائلة ببرود.

- والله ده اللي عندي وانت اللي بأيدك القرار يا استاذ وِقاص
ثم التفتت مغادرة عرينه وهي ترفع علمها في مملكته، تعلم انها اخذته على حين غرة لكن الايام القادمة ستثبت له انها ليست كالنساء اللاتي عرفهن، ليست تلك المبهورة بوسامته الفجة، وليست تلك المكسورة التي ترتعب من عيناه العاصفتين وليست تلك الساذجة التي توافق على جميع أوامره
- هتجيلي مرة تانية و هتوافقي على عرضي يا انسة..

صاح بها بجفاء قبل أن تضع يديها في مقبض الباب، لتدير على عقبيها وهي تغمز بعبث
- فريال واللي مقربين مني بيقولولي يا فيري، بس اكيد مش اقصد فيري الغسيل علشان منزعلش من بعض من اولها يا وِقاص.

اختتمتها بضحكة رنانة ساخرة لكلماته الواثقة ل ترفع اصبعي الوسطي والسبابة ك علامة للتحية، تلك الوقحة، عديمة الحياء تغمز بعيناها الجريئتين له، صاحبة الخصلات القصيرة المتمردة، تفحص بلوزتها متعددة الالوان التي أدخلت طرفها لسروالها لتنزلق عيناه إلى سروالها القماشي الذي يعانق جسدها حبًا ظل ينظر اليها ببطء وتركيز متأملاً قدها الرشيق وخطوط خصرها النحيل بعبوش شديد وغرضها يصل اليه كرسائل مشفرة، رفع عيناه نحوها بغموض وهو يدخل قبضتي يديه في جيب سرواله ليهز رأسه بتحيه مقتضبة، غادرت بهدوء لا يناسب زوبعتها وحربها البارد لينظر إلى اثرها بمكر وهي يحك طرف شفتيه بسبابته.

- هتيجيلي، بس المرة الجاية هتستسلمي لشروطي
وهي تدندن بسعادة وطرقات حذائها يعلن نغمة خاصة بها، عاد تغطي ملامحها ب نظارتها قائلة مستمتعة
- يا خسارة، مش مشكلة الجايات اكتر من الرايحات يا وقاص.

تأملها وقاص بعيون غائمة بالحزن
هي وحيدة
منهارة
تصرخ بدون صوت
واكتفت فقط الشكوي في صمت
رهف الرقيقة الحساسة المطيعة دائمًا
كانت النجيبة، المجتهدة، التي لم يسمع لها صوتًا، ربما كانت تلك مشكلة تغافل انها في سن حرج ولم يهتم بعاطفتها التي احرقتها
- رهف
نادها على استحياء وقلق من ان تعود لانتكاسة مرة اخري، اقترب من فراشها ووضع يديه على كفيها الباردتين وعاد ندائه لها
يستجديها
و يعطيها املاً
حماية
ملجأ تحتمي به.

رفعت عيناها الخاويتين وابتسمت بتألق قائلة بنعومة
- و، وقاص
مال يقبل جبهتها ويضمها إلى ذراعيه لتسارع بلف ذراعيها حول عنقه، لطاما كان هو ابيها واخيها دومًا، بعيدًا عن علاقة التوتر بين والديها كان هو خير دعمًا وحماية، لكنه غاب لفترة
استمعت إلى صوته الذي حاول ان يبث فيه مرحًا
- ايه رأيك نغير جو؟

جذب انتباهها كليًا، كونها ستواجه العالم مرة اثار بها الذعر، لكن وجوده قضي نهائيًا على ترددها، تشبثت فيه بقوة ليتابع قائلاً
- نروح البيت اللي بنيته، الحقيقة قرية صغيرة بعيدة عن العالم ده.

انشرحت اساريرها وهي تتذكر حلم شقيقها منذ ان كان في السادسة عشر، اخبرها ان سيشيد مدينة خيالية لها وله، تكون هي الأميرة وهو حامي المملكة، بيت سيعوض به الكثير من بيتهم المفتقر، كانت صغيرة وقتها لا تتذكر عمرها وظنت انه يلاهي طفلة صغيرة لكن أكان غيابه لتحقيق حلمها؟!
غمغمت بصوت متحشرج
- خالة فتحية هتكون موجودة.

الخالة فتحية لا تتذكرها جيدًا، ذكري باهتة تلمع بقوة في ذهنها، كانت هي المراة الوحيدة التي دللتها كثيرًا، بل مع قوانين والدتها الصارمة بمنع الاشياء التي تزيد الوزن كانت تجلب لها حلوي في السر، هز وقاص رأسه نافيًا وقال
- لا مش هتيجي دلوقتي عندها ظروف مع عيلتها، عم بهاء هيكون موجود
انهارت سعادتها كما ينهار بيت لعبة الورق بأقل لمسة، عادت اشباحها تتجسد امام مرآي عيناها لتختفي في صدره هامسة
- انا خايفة.

وهو لم يعطيها سوى عناقه الذي يهدأ من روعها، يطرد اشباحها، ضمها بمحبة وهو يخلل بأصابعه على خصلات شعرها قائلاً
- متخافيش انا معاكي.

ضمت شادية شعرها الاسود على هئية جديلة وغطت ذراعيها السمراء بسترة وهي وحيدة تشرف على الرجال في العمل، ربما حينما انتفضت من سباتها اول ما بدأت بعمله هو منظمة حفلات زفاف، تمنع ابيها في الاول كونها ستختلط مع الرجال وظنها ضعيفة مغلوبة على آمرها، لكنها اخذته ك تحدي وجميع العاملين خضعوا تحت اختبار الأب بنفسه وليزيد اطمئنانه زرع حارس شخصي لها لكن بهيئة عامل، رغم انه بدي جليًا بين الشباب بضخامته وهيئته المرعبة لكن يبدو أنه شاب جيد، هزت رأسها وهي تبعد بعيناها عنه لتنظر إلى شاب آخر وجهت حديثها بصوتها الانثوي الحازم.

- مصطفي خلي بالك من الورود اللي جاية، انا طلباها مخصوص
هز مصطفي رأسه قائلاً
- حاضر يا استاذة
انتبهت على وجود الحارس بهيئته المخيفة إلى المسكين مصطفي يخبره بصوته الجهوري انه سيقوم بأخذ الزهور من السيارة، جزت على اسنانها والأحمق ذلك ستقتله، انه يتحكم بالرجال وليست هي، هي رئيسته وهو مجرد عامل وان اختلفت مسمياته، انتبهت على صوت رجولي مرح بلهجته المحببة إليها
- يا ستنا اهدي بس ما يطقلك شي عرق.

دارت اليه وصاحت بحدة طفيفة
- نزار انت بتعمل ايه هنا، مش المفروض تشرف على الاكل
وهو مستمتع للوضع، أصبح حليفًا مع الرجل المخيف، طمئنها قائلاً
-ماتخافي الوضع كلو ماشي تمام التمام
ثم بحركة مسرحية اخذ يتطلع في الارجاء متوجسًا خيفة
- اوعي تكون اختك تطلعي من الحيط، حاج أول مرة شفتها
هزت رأسها يائسة وهي تتذكر مشاجرة اختها معه في اول مقابلة، غمغمت ببساطة.

- ما انت تستاهل عارفها ما بتصدق اي كلمة منك تطلع غلط وتهب فيك
عبس وجه نزار الوسيم وصاح متذمرًا
- كل هاد بس لأنو قلتلها مره! وبعدين شوي كانت رح تدوسني بالمتور تبعها
هي لم تنتبه له، تطلعت إلى الحقيبة البلاستيكية الخاصة بمطعمه صادرة منها رائحة طعامها المفضل، لتتسع حدقة عيناها بأنبهار قائلة
- الشاورما دي ليا!
اومأ موافقًا وهو يعطيها بود قائلاً
- أي ألك، ريتو مية صحه وهنا.

ابتسمت في امتنان قبل ان تهجم على الشاورما السورية المفضلة، صداقتها مع نزار بدأت بالصدفة حينما كانت هي تبحث عن افضل شخص خبير في الحلويات لينضم إلى فريقها ومطعمه كان وقتها صغيرًا لكن مريحًا، رائحة الطعام لعبت وترًا حساسًا لانفها والطعام لم تتذوق قبلاً في طيبته، عرضت عليه صفقة شراكة ولمفاجئتها وافق وهنا بدأ الحظ لمطعمه وبدلا من محل صغير افتتح سلاسل مطاعم في كافة انحاء المدينة و ازدهر عمله وعملها، انتبهت على صوت فريال التي تفرقع اصابعها في وجهها.

- شادية
انتبهت من شرودها على وجود فريال وصاحت بعبوس
- فريال؟
القت فريال نظرة متفحصة للوسيم الذي بجانبها ثم غمغمت بوقاحة
- مين القمر؟
احتقن اذني نزار واصدر ضحكة خفيفة لتبدأ شادية بالتعريف حانقة
- فريال بنت عمتي و نزار الشيف
ظهر بريق في بركتي العسل اخاف شادية لتهتف بنبرة ذات مغزي
- نزار، تعرف ان شادية بتفضل طول الوقت بتحكي عنك، وعن جمال اكلك و حلاوة اكلك وطعامة اكلك.

القت فريال نظرة نحو نزار الذي ابتسم بحرج وحاول ان يكتم ضحكاته الصاخبة، لكزتها شادية بحدة موبخة
- فريال
نظف نزار حلقه وتمتم برضي
- طيب الحمدلله
عقدت فريال ذراعيها وقالت
- معندكش اخ يا نزار؟
اجاب براحبة صدر للدخيلة التي تقتحم خصوصياته
- أي عندي أخ أكبر مني وهوي حالياً بيشتغل بره
تصنعت فريال الاسي وهي تنظر إلى شادية التي احتقن وجنتيها غضبًا وخجلاً من معني كلماتها
- خسارة ملهوش في الطيب نصيب.

عبث بخصلات شعرها ثم قال مستاذنًا
- طيب بالأذن منك رح روح شوف الشباب وصلوا لوين
شيعته فريال بنظراتها، حتمًا تعلم لما تحب شادية الذهاب للمطعم السوري، ابتسمت بخبث وهي تغمز بشقاوة
- ده بقي مين؟
يخيفها التألق الغريب في حدقتي عينيّ فريال
يخيفها لدرجة تبث في داخلها الرعب
وكأنها بشخصيتين متأرجحة بينهما
اجابت وهي تجز على ضروسها
- نزار، واهدي كده مفيش حاجه بينا علاقة صداقة وشغل فقط.

اعترت الدهشة معالم فريال سرعان ما قالت
- تصدقي انا غلطانة اني بحاول اربطك بشاب حلو
وجملة منها خرجت في مكان وتوقيت خاطئين، جملة متهورة جعلتها تريد ان تدفن برأسها في الرمال
- ما انتي كنتي مرتبطة بشاب حلو عملك ايه يعني
الجمود اكتسي ملامحها لدرجة تخيلت رؤية اهتزاز خفيف في حدقتيها لكن ملامحها الجامدة جعلها تتراجع، زفرت فريال وقالت بصوت هاديء
- المهم انا جيت علشان ابلغك اني هسافر لفترة بسيطة لمنطقة معينة.

ضيقت عيناها وقالت بتساؤل
- رايحة فين؟
- القرصان
هي ذاهبة له
لتري ما خلف تلك القشرة الجامدة
هي فضولية بشدة
وسيحترق هو!

الوقوع في الخطأ يحتاج لدفعة، دفعة خفيفة للسقوط
لكن ما من ايادي منجية، والضمير!
لا تحتاج للسؤال عنه، لانه مات.
لكن هي تشعر بالاختناق، اختناق يكاد يزهق انفاسها
من كفة عائلتها ومن كفة اخري نضال وهي..!
تتراقص على حافة الهاوية قسرًا
تسير وعقلها شارد إلى نهاية علاقتها ب نضال، هي تنتظره ان يخبرها لقد سئمت لتتضطر البحث عن شخص اخر، شخص يستطيع أن يجلد روحها كما فعل هو، اجفلت على نبرة ذكورية اجشة
- فرح.

توترت معالمها وهي تري ذلك الحبيب الهائم بها، ابن الجيران الذي وقع صريعًا في هواها ويستجديها بها وبحبه، حبه الذي سيدنس كما دنست جسدها وروحها، غمغمت بهدوء
- عماد، عامل ايه؟
انشرحت اساريره لتزداد تلك النغزة في قلبها كلما رأته، غمغم بسعادة بددت جلية على تقاسيم وجهه
- ايه اخبارك يا ست البنات؟
ست البنات! هزت رأسها ساخرة وهي تجيب بإقتضاب
- انا كويسة الحمد لله
غمغم بتساؤل واهتمام صادقين
- الحاج و الحاجه كويسين؟

اغمضت جفنيها في يأس، هو لاذنب له لتنفجر به، زفرت واجابت
- ايوا تمام
استماعه للصبي الذي يناديه من المقهي جعله يتراجع عن تساؤلات تنهش عقله وقلبه وهو يراها كل يوم تذبل عن اليوم الاخر، تنحنح حرجًا
- طب عن اذنك يدوب الحق الشغل، انتي عارفة القهوة يوم الخميس بتكون عاملة ازاي
هزت رأسها وهي تنسحب ببطء متوجهه إلى بنايتها
- اكيد، عن اذنك.

تصاعدت بتثاقل وهي تستطعم تلك المرارة في حلقها ك مرارة الحنظل، تخشب جسدها ما إن استمعت إلى رنين هاتفها المميز الذي جعلته خاصًا به، نظفت حلقها واجابت بتوجس
- الو
ونبرته جامدة
متسلطة كما اعتادت
ولا تزيد عن خمسة احرف
خمسة احرف اودت بحياتها لجحيمه
- عايزك
حاولت ان تثنيه او تذكره انه من صرفها
- بس
قاطعها بصوت اجش آمر
- النهارده اشوفك في البيت.

- كيف يصبح المغتصب بطلا!
لطاما تساءلت رهف وهي مصدومة من ما تقرأه.
البداية معروفة، هو يكون متمردًا، ثائرًا، منتقمًا من النساء، يعاملهن ك جواري حتى تأتي هي، تنتشله من الدرك
لكن لا ننسي اضافة توابل حارة ولاذعة ونكهة رمانسية حتى تكتمل الصورة بالنهاية السعيدة.
رغمًا عنها
تأثرت
ضعفت
استسلمت
استلذت ذلك الأمر
وتمنت ان تعيش بشكل خفيف في ذلك الأمر
هو بغموضه وقسوته وهي برقتها وحلاوتها.

اغمضت جفنيها وهي تكاد تعض على يدها، سبحت مرغمة لذكريات الماضي ومحاولات نادية، نادية صديقة عمرها، ابتسمت بسخرية وهي تعود لحدث مر عليها..
- نادية
صاحت بها متأففة تحت الحاح صديقتها بعد ان استجابت لها، تساءلت نادية بفضول
- ها اقتنعتي؟
عادت تتأفف وعاتبتها بمحبة
- ورايا مذاكرة شوفيلك كتاب اقعدي عليه
عبست نادية وقالت بضيق
- انا غلطانة، ومش هرجعلك تاني
لكنها عادت، عادت حتى حاصرتها من كل جهه
واستجابت.

ورضخت الفريسة للصياد
وسؤالها ما زال يطرق عقلها حتى الآن!
- كيف يصبح المغتصب بطلا؟!
شهقت على صوت جهوري يزعق بها
- رهف
افاقت من احلامها او كوابيسها، لترفع بعيناها اليه، هي لا تستطيع الخروج من كهفها ابدًا
تمتمت برجاء وهي تنتفض من رقودها اليه تختبيء في احضانه
- وقاص، متبعدش عني
غمغم بصوت حاني
- مش هبعد عنك تاني، انتي في حمايتي يا حبيبتي.

رددت بهذي وهي تنفجر باكية تحاول كتم شهقاتها، او تمنع ان تذرف دموعها، ولما الدموع وهو الوحيد حتى الآن من يحاول ان يهدم صومعتها مرارًا
تمتمت بتوسل و صوتها المعذب ادمي قلبه
- متسافرش وتبعد، كنت محتجالك اووي
غرست اظافرها في قميصه وهي تحاول تهدئة قلبها الذي ينتفض في كل مرة، حاميها آتي بعد غياب لما البكاء!، رفعت عيناها اليه وتساءلت بتوجس
- انا وحشة صح!

اغمض جفنيه ولا يعلم كيف يجيبها، لقد تركها الجميع ولم يساندوها، وكانهم سندوها يومًا!
احاط وجهها بكفيه وهتف
- انتي حلوة من جوا وبرا وهتفضلي تحت حمايتي حتى لو شاب شعري
حينما يصدر وعدًا في كلامه فهو ينفذه
ضمت ذراعيها حول عنقه وقررت اخذ هدنة
هو يستحق ان تفعل من اجله الافضل
لا تعده لكنها ستحاول.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة