قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس والثلاثون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس والثلاثون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الخامس والثلاثون

هذه الحياة
مؤلمة لدرجة الوجع في دروسها
ما ان تظن انك تعلمت كل دروسها
تصفعك صفعة أشد، وكأنها تخبرك بتهكم
لا تتعجل، ف مازلت احمل عصا التأديب كلما رأيتك تسيىء التصرف.
تجعلك تتأرجح مع تقلباتها
لا تستقر اطلاقا في جهة معينة ومحددة الاتجاه لطريقها
ف تارة تأخذك إلى العواصف وتارة أخرى إلى نسائم الربيع.
بهتت معالم فريال وهي تنظر إلى وقاص، لم تتوقع أن يقولها اطلاقا.

تظن تلك المدعوة بصابرين مجرد حبيبة قديمة، علاقة حب فاشلة
لكن زوجة؟!
بالله كيف فعلها بها، عادت تؤنب عقلها الذي اقمحها لتلك الكارثة
هي لم تبحث عنه جيدا، لم تبحث اطلاقا، خانها عقلها تلك المرة
تمتمت بصوت خفيض
- مراتك؟!
اومأ وقاص وهو يدخل يديه في جيب بنطاله، انقلبت معالم وجه فريال الشاحبة ليندفع الدم في أوردتها
دماء ثائرة، صاخبة، متأججه، امسكته من من تلابيب قميصه وهي تهدر في وجهه بحدة
- يعني ايه مراتك؟!

أزاح يديها وهو يدير بوجهه عنها، اغلق جفنيه بألم وانامله تخونه في فقدان سيطرته، كلما يتذكرها، سكاكين تدك بقوة في رجولته وكبريائه
سكاكين بها طعم الغدر، ومذاق الخيانة، وهو الضحية
الضحية الساقطة في تلك اللعبة، غمغم بصوت أجش
- زي ما سمعتي
تقهقرت جيوشها الضارية، وهي تنظر إلى ظهره العريض، عضت على شفتها السفلة وهي ترى يديها تخونها في محاولة الفتك بها، لا تستطيع ان تتقدم خطوة واحدة امامه.

ربااااه، نظرت الى قدميها المتخشبة لترفع عيناها الى ظهره مرة آخرى
الى أي مرحلة وصلت إليها، هو قريب منها مسافة لا تزيد متر، لكن هناك مسافات روحية تقاس بالأميال
همست اسمه بنجدة وهي تبلع مرارة كالحنظل
- وقاص
غمغم وقاص بصوت أجش وهو يصنع جدارا عازلا عنها
- روحي نامي الوقت اتأخر.

تقلبت مرارًا على الفراش وهي تشعر بلسعات حارقة على جسدها، جسدها معتاد أن يكون بين ذراعيه الحانيتين، وتلك صابرين لا تعلم أين محلها من الإعراب؟!
نزعت الغطاء عنها وهي تهبط بقدميها على الارضية الباردة، يجب ان تتحدث معه
يجب أن تنزع ذلك الحريق في جوفها، واتجهت نحو غرفة مكتبه.

فتحت غرفة مكتبه وهي ترى الاضاءة الخافتة قرب الاريكة التي يتخذها فراشا، ابتسامة شاحبة لاحت على ثغرها وهي تراه ممددا بجسده على الاريكة التي بالكاد تبتلع جسده، اغلقت الباب خلفها وهي تقترب منه، انحنت بجذعها وهي تلمس ذراعه لتشعر بتشنج جسده تحت وطء لمستها..

ابتسمت بسخرية هو الآخر ما زال مستيقظ وداخلها يغلي كالمرجل، لا تعلم متى اندلعت النيران في جسدها لتجعلها تقلب غرفة نومهما رأسا على عقب بحثا عن اي دليل للمدعوة بصابرين، لكنها لم تجد.
همست بصوت مختنق
- حاسه بخنقة بجد مش قادرة تعبت، كفايه هجرك ليا
سمعت الى زفرة حارقة من وقاص وهو يضع ذراعيه خلف رأسه، القت فريال بجسدها عليه وهي تدس وجهها في عنقه هامسه بصدق
- انت اماني يا وقاص.

ابتسامة مذبوحة مرتسمة على شفتيه، بالله كيف تقول هي امانه ولم تثق به، هو لم يقدر اطلاقا على حماية اي فرد قريب منه، تلاهي عمن يهمونه واختار البحث عن نفسه ليتفاجيء بصفعة لم يحسب لها حساب، شعر بتبلل قميصه ليعقد جبينه وهو يشعر بصوت فريال المذبوح
- هي فين؟
لما هي الأخرى مُصرة على تعذبيه، بالكاد تنساى اول درس أخذه من الحياة، غمغم باختناق
- برا مصر.

انتفض جسد فريال بين رحابة جسده، لم تعهده هكذا جافيء لتلك الدرجة حتى يحرمها من ذراعيه، عناقه، كلامه أصبح مثل الإبر التي تنغرس في لحم جسدها
وضعت يديها على منكبيه وهي ترفع وجهها لتنظر الى عينيه، تشكيه من قسوته
تلك القسوة التي صنعتها بيديها، تمتمت بحرقة
- وسايبها ليه برا، هي مراتك
بنور الاضاءة الخافت نظرت الى عمق عينيه وشعرها القصير الثائر تبدو مبهرة
مهلكة في جميع حالتها.

أغمض جفنيه وهو يهدأ خفقان قلبه الذي ينتفض بولع
أتبكين تلك المرة يا فريال على كبريائك ام من اجلى انا؟
سؤال لا يعلم إجابته ولن يعلمه حاليا، مشاعر المرأة لا تأخذ بعد تأني
تأنى مهلك لعقل الرجال، مهلك لدرجة تجعلهم يزهقون ارواح معذبتهم.
تمتم بصوت جامد
- كانت مراتى
توقفت يدها عن الحركة وهي تنظر اليه ببهوت، غمغمت بتساؤل
- طب وايه السبب؟

فتح جفنيه ليطالع ذلك الشعر الثائر، ذلك القميص ذو الحمالات الرفيعة جدا لتسقط عن كتفيها، اغمض جفنيه وهو يكتم تأوه، تلك المرأة لا زالت تعلم تأثيرها عليه حد الان
اجاب سؤالها الفضولى قائلا
- قبل ما اسافر برا كنت على علاقة معاها، هي كانت نصها الماني ونصها مصري، كانت شعلة نشاط وده كان جاذبني ليها
اتسعت عيناها بجحوظ، لم تتوقعه ان يكون من تلك الفئة من الرجال، تعلم أن رجالا تنتهى عربدتهم بعد الزواج لكن وقاص!

أجلت حلقها وهي تهمس واستحال وجهها للشحوب
- حصل بينكم حاجه؟
ابتسم وقاص بسخرية، حتى ه ظنته ملاك هو الاخر، صاح بصراحة شديدة
- حصل
شهقت فريال بصوت مكتوم وهي تسمعه يتابع
- وبعدها سافرت، كان الموضوع ده جديد عليا، فقررت اسافر واروح اطلبها وخصوصا انها
قاطعته بابتسامة ساخرة
- كانت بنت.

أومأ موافقا وهو يلعن ضميره الذي أودى بحياته، يعترف انه كان مذعورا بما فعله وهو يرى أنه أصبح نسخة مصغرة من نضال، كان يصف نفسه بالناسك زاهدا عن إغراءات الحياة حتى أسقطته هي في شركها، نصبت شباكها عليه وهو كان ما زال صغيرا شابا يرحب بالحياة التي اتسعت نطاقها لينطلق بحرية، وعنفوان شباب
- بالضبط
غمغم بنبرة ساخرة مريرة.

- شهر مر وانا بجهز اوراقي وسافرت وبجانب الشغل روحت لقيتها بتقولي انها حامل منى بسبب الليلة ف اتجوزتها، ضميري مطاوعنيش اني اسيبها رغم ان هي ببساطة ممكن تسقطه، معرفش ايه اللي خلاني موافق يكون عندي طفل وانا لسه في بداية حياتي، غيرى كان عمل العكس مش كدا؟!

صامته وهي تسمعه يتحدث عنها، صامتة وداخلها يود احراق الاخضر واليابس، لا تعلم أن مازال هناك رجالا مثله موجودين في تلك الحياة، يخطئ فيصلح ما فعله، انتبهت إليه وهو يقول بجمود
- قضينا شهورنا عادي جدا بدون اي مشاكل لحد لما لقيتها في يوم بتقولي ان اللي في بطنها مش ابني.

نظر إلى تعابير وجهها المتبلدة، نفس التعابير التي تلقاها حينما شعرت بإستيقاظ ضميرها، تخبره ان عذريتها مزيفة، وشجار بينها وبين حبيبها جعلها تجره إلى فراشها
- كنت هخنقها واموتها بايدي وانا شايفها بتقول ان اللي حصل في مصر بسبب انها تقول لحبيبها اللى في المانيا انها عرفت تنام مع راجل غيره
غمر الحزن محياها وهي تلمس وجهه بنعومة، مالت تقبل ارنبة انفه قائلة
- طلع ابنه؟

اغمض جفنيه وهو يشعر بجسدها الغض ينغرس بين اضلعه، هو كان يحاول أن يصلح مشكلته وتعامل معها بصراحة ولم يختار اللامبالاة بعكس غيره، حاول ان يتصرف كما يتصرف رجال في التعرض لتلك المواقف، لكن ان يكتشف انه سقط في فخ امرأة فاجرة تعلن بصراحة انها كانت تقيم علاقة مع حبيبها وشجار غبي كان هو كبش الفداء، كان أن يقتلها.

يقسم أنها كانت ستسقط ميته من قبضته، لولا تدخل بعض الجيران لإنهاء ذلك الشجار وحينما عرض احدهما الاتصال بالشرطة ه من رفضت، حاولت أن تحل المسائل بودية، لكن لم يشفى غليله سوى أن يمرغها هي وعشيقها في الوحل.

قدر أن يفعلها حينما اختار طريق المال، ركز على طريق العمل وسعى جاهدا للصعود في طريق النجاح والتفوق والسعى خلف عشيقها السكير، اغرقه بالديون حتى جعله يراهن على بيته، وبالنهاية جعلهما يتشردان في الشوارع بحثا عن العمل لسد الرمق.
غمغم بسخرية
- ابنه، كنت راجل مغفل، رجولتى اتهانت وانا كنت عايش في ذنب ان اللي حصل مجرد ذنبي انا.

وهي عادت فتح جرحه الذي لم يندمل بعد، كأنها وضعت الملح على ذلك الجرح، غمغمت بصوت حاني
- وقاص
تقابلت أعينهما وهي تقرأ ما بداخله
تعلم ما يشعر به، كيف هي لم تحسب مشاعره لتلك الدرجة
ربما لأنها في حمايته، تعلم ان حدث لها شيئا فهناك من يبحث عنها؟!
ليست انانية لتلك الدرجة، لكنها أنانية في الأخذ بثأرها والله أعلم ما الذي يفعله وقاص معهما
استمعت الى صوته الجامد.

- ولما طلقتها وفوقت لنفسي و شغلى، مكنش عندي سبب للسعى غير انى احقق حلم رهف
احتضنت وجهه بيديها لتميل تقبل جبهته، هو لا يستحق ابدا ما فعلته
لا يستحق رجلا مثله ما فعلته
أن تطعن في رجولته كما فعلت الاخرى وان اختلفت الاسباب
اغرورقت عيناها بدموع الندم لتهمس
- وقاص
ما ان يصلح مشكله حتى تأتى مشكلة أخرى
صدق من قال ان المصائب لا تأتي فرادا.

بالكاد تنفس راحة ما ان استجابت رهف للاشخاص من حولها ليأتيه اختفاء اسرار وانزوائها عن الجميع، غمغم باختناق
- لكن مكالمة واحدة باللى حصل لرهف رجعت تاني، كل اللي بنيته اتهد
تمتمت فريال بأسف صادق وهي تدفن وجهها في عنقه
- انا اسفة
ظلت تهذي بها حتى سقطت الى سلطان النوم، أجلى وقاص حلقه وهو يمد يده ليداعب خصلات شعرها
عليه أن يصلح ويرمم ما فعلته عائلته.

والده ووالدته اللذان لم يباليا باختفاء أسرار، لا يعلم كيف ينشغلا عن فرد هام في تلك العائلة المفككة، عليه هو أن يبدأ في لم شمل العائلة
فاليد الواحدة ليست قادرة على الإصلاح.

زفر ماهر وهو يرى رسالة ساذجة بها تهديد من الشقراء
لا يعلم ما الذي أيقظها لتحارب بضراوة لتحارب ما تملكه
المغفلة تحارب لاستعادة قلبه ولا تعلم أنه تركه لها
اغمض جفنيه وهو يتذكر خطيبته وجد التي تعرضت للكسر في قدمها، سرح بعقله للاحداث القديمة.
كانت جيهان تستفزه بشدة وهي لم تدعهما ثانية دون أن تعلق بامتعاض
- يا استاذ البنت رجليها اتكسرت مفيش مشكلة، اهي زي الفل
لكزتها شادية بقوة على ذراعها لتهمس بتهديد.

- جيهان
كشرت معالم جيهان للضيق لتنظر جيهان نحو وجد التي تبتسم بلطف لتصيح بمرح
- ايه يا وجد يا حبيبتى مش انتى كويسة
اومأت وجد وهي تهز رأسها قائلة
- كويسه الحمدلله
صاحت ببرود
- شوفت اهي البنت بتقولك انها كويسة يا ماهر، اهدي بقي ملهاش لازمة زيارات كتير
زفر ماهر بحرارة وهو يجيب بحنق
- عايزة تتولعي بجاز.

انفجرت جيهان ضاحكة بمرح صاخب وهي تعبث بخصلاتها التي مالت للون الفضى مسببا الرعب للكثير من الممرضين، اهتزاز هاتف ماهر جعلت ملامحه تعبس وهو يقرأ رسالته ليستأذن مغادرا وجيهان تنظر اليه بتركيز شديد، ما ان اغلق الباب حتى فتح مرة أخرى لتقابل عيون زرقاء باردة حاملا باقة جميلة لابنة عمه، سمعته يقول
- جميلة العيلة، الف سلامة عليكى، اول ما عرفت حجزت اول طيارة على مصر وجيتلك فورا.

ابتسمت وجد بلطف ما ان قبل جبهتها، لتهمس بنعومة
- تسلم يا وسيم
ناغشها بمشاكسة وهو يتعمد تجاهلها، عبثت في خصلات شعرها وهي تسمعه يتحدث عن ابن عمه الآخر لؤى
- اومال فين الوحش الكاسر
شحب وجه وجد وهي تنظر الى عينى وسيم المتسلية، غمغمت بجمود
- تقريبا في شغله
جلس على طرف الفراش وهو يربت على يديها بقوة، همس بتساؤل
- وقعتي ازاي؟
تمتمت بنبرة باردة
- اتزحلقت.

عقدت جيهان جبينها، تكذب، كاذبة فاشلة، لا تعلم لما السبب في الوحش الكاسر كما قال وسيم، نظرت الى يديه التي تضم يدى وجد بحنان، الوغد يحمل مشاعر انسانية توقعت انه نسي تلك المشاعر من كثرة عربدته في الخارج، شعرت بالاختناق وما ان همت بالمغادرة حتى جمدها صوته الساحر
- اهووو بنات السويسري هنا
كزت على أسنانها وهي تهمس لشادية بصوت خفيض
- انا بقول نروح نقتله
زفرت بعنف وهي تحط عينها على عينيه الباردة.

تتأمل ملامحه الغربية التي أسقطت النساء
جارها الوسيم العابث سيصبح نسيبها
سخرت بقوة وهي كلما اتخذت خطوة للابتعاد تجد أنها اقتربت أكثر منه
صاحت بجمود
- يارب يكون شهر العسل يجنن هناك
شاكسها وهو يغمز بشقاوة
- البنات هناك مفهمش حاجة ناقصة
رفعت حاجبها بسخرية، أجابت بوقاحة ساخرة
- اها اكيد علشان يملوا غريزتك الذكورية
وبختها شادية بعنف شديد وقد احتقن وجهها حرجا مما قالته جيهان
- جيهان.

انفجر وسيم ضاحكا وهو يخصها بنظرة ماكرة جعلتها تتحداه أن تسقط كالمغفلة مثل باقى النساء
تمتم وسيم وهو يحك ذقنه بطرف سبابته
- وقحة زى ما انتي يا جيجى
ابتسمت ببرود لتستقيم واقفة قائلة
- انا ماشية، هشوف ماهر راح فين
شيعتها شادية حتى غابت عن انظارها ما ان اغلقت باب الغرفة، التفت شادية بتهكم نحو الشارد المبتسم في الباب، عبس وجهه وهو يقول
- بتبصيلي كده ليه
ضربت شادية على فخذيها وهي تصيح بأتهام.

- عايزك تكون عارف ان انت السبب، انت اللى شجعتها لطريق الشهرة
عقد وسيم جبينه بعدم فهم، تري ماذا فعلت تلك المجنونة، استمع الى تحية شادية الفاترة
- بالاذن يا وجد هقابلك في أقرب فرصة.

قبل بضعة دقائق..
تلقي ماهر رسالة نصية من مارية تخبره انها في المشفى وتريد رؤيته قبل أن تثير الفضائح لخطيبته المبجلة، لم يجد سوى الاستئذان مبكرا ويحلق تلك المجنونة التي كانت تنتظره فر آخر الرواق
تجهمت ملامحه للعبوس وهو يراها على وشك الفتك به، امسك ذراعها بخشونة صائحا
- انتى اتجننتى
ابتسمت مارية بجنون وقالت
- بشوف ملكة الجمال
دهش ماهر وهو يغمغم باستنكار
استنكار على أفعال تلك المجنونة.

لا يصدق ما تفعله وما تقوم به
- بتراقبينى؟
نفت وهي تصيح بعنف
- مش براقب، انا بهاجم كل اللي يقرب من اللى يخصني
ضحك ماهر ساخرا
- وبقينا نتكلم بصيغة التملك
اقتربت مارية منه، لن تنكر انها اصبحت ملازمة له ومراقبة لكل حركة وخصوصا ذهابه المتكرر لخطيبته، ضربت على موضع قلبه قائلة
- انت ملكي يا ماهر فاهم، انت ملكي زى ما انا ملكك
غمغم ماهر بحنق
- انا مش فاضي للكلام ده
اغمضت مارية جفنيها وهر تقترب منه هامسة بصوت متحشرج.

- هتصدق ب ايه انى بحبك
وضعت أناملها على قلبه الخافق لتبتسم، يخفق من أجلها، همست بتوسل
- بطل تروحلها، هي مش محتجالك
غمغم ماهر برفض، كلا ليس مصدقا لما تفعله، لا يعلم كيف يصدقها، كيف يجعل عقل يصدقها تلك المرة
- مارية
صاحت بقوة وهي تمسك ذراعيه
- مش بتحبك، عيونها مش بتجرى عليك اول واحد
وكأنه غبي عن هذا، يعلم ان خطيبته تخفي سر عنه بقدر ما يخفى هو.

لم يقدر هو على البوح وهي كذلك، لذلك كانت المناسبة له، استمع إلى صوت جيهان التي قالت بحذر
- ماهر
حدج جيهان بنظرة مميتة جعلها تزدرد ريقها قائلة بتوجس
- فيه حاجه؟
نفي قائلا وهو يصيح بجمود
- لا مفيش، مستنيكم تحت
شهقت مارية وهي تراه ينتزع يديها بقسوة ثم استدار مغادرا، هطلت دموعها وهي تبكى بانهيار
ذلك العاصي لا يستجيب لنداء قلبه، كيف تخرس نداء عقله.

كيف تفعلها وقد نفذ جميع فرصها للعودة إليه، شعرت بيد تربت على كتفها
رفعت عيناها وهي تمسح دموعها بكف يديها لتسمع صوت جيهان المشجع
- معلش، متيأسيش من اول محاولة
عاد للواقع وهو ينظر إلى رسالة مارية الجديدة وهي تهدده بالفضيحة إن استمر ذلك الزواج، ابتسم بسخرية، من تمنى ان يتلقي منها اهتماما قليلا على وشك قتله كما زعمت!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة