قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الحادي والأربعون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الحادي والأربعون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الحادي والأربعون

صعد وقاص الدرج وتوجه بخطوات نارية نحو غرفة نومه ليجدها جالسة على الاريكة تهز ساقيها بتوتر، انفجر في وجهها صارخا بعنف وهو يمسك ذراعها بقسوة
- انتي مجنونة تنزلى تحت ليه
حاولت الدفاع عن النفس وهي تهمس
- وقاص انا
قاطعها صارخا بعنف
- اخرسي، طالما انا موجود ضلك ملمحهوش في حته انتي فاهمة
تعلم إنها مخطئة لذلك لم تعاند وهي تهمس باعتذار صادق
- انا اسفه يا حبيبى
ثم تابعت بخوف
- ملامحه كانت شريرة وخفت عليك.

ابعد يده عن ذراعها لتقترب منه وهي تعيد درس الاغواء عليه مرة أخرى
ضيق عيناه وهو يغمغم بنبرة تفضحها
- فريال
ألقت نفسها بين ذراعيه وهي تلف ذراعيها حول عنقه، لمست وجهه المكدوم بألم وهي تسمح الدماء الجافة من أنفه لتهمس بصدق
- والله خفت، كان حد فيكم هيقتل التاني، متتهورش ارجوك.

كاد ان يمنعها لكنها عانقت شفتيه برقة شديدة كما لين جسدها بين يديه، لفها بعناق خشن خاطفا للأنفاس ولم يتركها سوى وهي في الفراش وهو يعتليها من فوق، تخضب وجهها وهي تنظر اليه بشوق شديد لتجذبه إليه لكن رنين هاتفه جعله يبتعد بضجر لينظر الى اسم المتصل وأجاب بنفاذ صبر
- خييير يا منصور
اتسعت عيناه وهو لا يتوقع وجود الضيف الان، غمغم بصوت أجش
- خليه يدخل.

زر ازرار قميصه وفريال تنظر اليه بحنق ليهز رأسه يائسا وهو ينزل إلى غرفة المكتب مستقبلا ذلك الضيف...
ابتسم وقاص بهدوء وهو يرحب به قائلا
- اهلا اتفضل
أبتسم نزار بتحفظ وقال معرفا نفسه
- نزار الشامي صاحب سلسلة مطاعم الشامي
أومأ وقاص متفهما وقال
- سمعتك سبقاك يا شيف اتفضل
تفحصه وقاص بهدوء وهو ينظر إلى ملامحه الجادة وصوته المباشر
- متل المصري بيقول مش جاي الف وادور انا هدخل في صلب الموضوع.

- اتفضل لولا انك سبقتي المرة دي، واتمني يكون نفس الموضوع اللي حابب اكلمك فيه
غمغم نزار قائلا
- خير
ضيق وقاص عيناه وقال
- الموضوع عن رهف مش كدا؟
اتساع طفيف في حدقتا عينا نزار هذا كل ما تلقاه، هز نزار رأسه قائلا
- مضبوط
ابتسم وقاص بغموض قائلا
- رهف من اليوم مش هتشتغل في مطعمك يا شيف، رهف ليها اهتمامات تانية
ليفاجأه نزار قائلا بجدية
- وانا جاى عشان اطلب يدها.

انفاس على وشك ان تزهق
روح على وشك الاحتضار
قلب ينزف بغزارة
بمرارة، بألم، بطعنات الغدر.
يسير بشرود وعيون تبحث عن شبيهتها
عيون ذهبية تلمع بتحدي لتقابل عيون دافئة
في قارعة الطريق، وألحان شجية كانت تطرب ذهنه.
لطالما اختارها كونها شبيهة له، يوجد بها نقص مثله
نقص دفء العائلة كما شعر هو
تبحث بإستماتة عمن يقدرها كينونتها مثله
لكنها مختلفة عنه
مختلفة لدرجة عجيبة.

عيناه تتألق في الغوص لعيناها التي تنظر اليه بشغف، جسدها يرتجف شوقًا بلمسة منه، عيناها المشعة بحنان يبدد الظلام الذي يحيطه، ابتسم بشجن وهو يتذكر اليوم الذي غابت شمسه عن سماءه ليحله غيوم، جو يخنق الأنفاس، يصيب الجسد بالمرض.
يوم واحد وانهار العالم من حوله
هو يتمسك بقوة بأيده واسنانه لمن يهتم به، عقدة به، عقدة اليتم ما زالت في داخله، وهو صغير بالكاد حظي على اهتمام من فرد واحد.

لكن وهو رجل ناضج، يري فرح التي قابلها اول مرة في المطعم
لم يختارها كما باقي النساء ليكسر غرورها، او يظهر اي وجه قبيح هي!
اختارها لانها كانت واقعية وليست مثل النساء الساذجات اللاتي توقعن أن يصبح في مصيدتهم.
تنهد نضال بحرارة شديدة وعيناه الغائمة تنظر إلى شمسه التي حلت لعالمه من جديد، دفء استلذه من جديد ليقبل جبهتها بعمق.

ترقرقت دموع من جفني فرح وهي تنظر إلى العلاقة المتينة بين الأب وابنته، لما لم تحظي على اي شخص يهتم بها؟!
أم انانية واب مريض بالكاد يحاول ان يستند بعكازه للسير، تنهدت بحرارة وهي تنظر إلى ظهر نضال العريض ليزداد بكاءها الصامت
ومن أحبته في الجهر لم يعلن بعد، وكأن وجودها هنا على حسب مزاجه، غامرت هي بحياتها وهو ما زال كما هو، لا يطمئنها اطلاقا، لا تعلم أين هي موقعها في قلبه؟

اقتربت منه وهي تلمس ظهره باناملها قائلة
-شمس بخير متقلقش
أنامل مترددة، خاشية بالكاد شعر بها، وصاحبها أشد ارتباكًا وخوفًا، مال نحوها وذراعيه تحمل شمس النائمة بدفء جعلها تشيح بعيناها بعيدة عن الصورة المثالية للعائلة الدافئة، إن غابت عن الصورة تقسم أن وجودها من عدمه لن يفرق معه..
غمغم بصوت أجش
- عمل الحيوان فيكي حاجه
ارتفعت عيناها اليه، أجفلت بقوة من تلك النظرة في عيناه.

مليئة بقسوة وغضب وشيء بسيط من الإهتمام
انفلت عقال نبضات قلبها الرتيبة ليزداد خفقان قلبها وعيناها تبدي اهتماما كبيرًا، اجلت حلقها وهي تهمس بشحوب
- مفيش حاجه حصلت، كنا كويسين
هز رأسه وصب تركيزه على صغيرته، دفن وجهه في وجه صغيرته، صغيرته تحيطه في منطقة آمنة
رائحتها الطيبة، سكونها الملائكي، وحينما تشرق الشمس في عينيها، ربااااااه، غمغم بصوت أجش
- يالله
لمس شعرها وغمغم لصغيرته بصوت خشن.

- متتخيليش قد ايه وقتها قلبي وقع بين رجليا لو حسيت انك بعدتي عني
ابتسامة لطيفة زينت ثغر شمس وهي تنام بكل طمأنينة بين ذراعيه جعله يهمس
- يا شمس نضال اوعدك اني عمري ما هسيبك، طول ما فيا نفس انت في حماية ابوكي
شهقت فرح لتسارع تكتم شهقتها المفجعة لتفر هاربة منهما، نضال كثيف المشاعر، قلبه ينبض بعشق فقط لصغيرته وهي حتى لم تحصل منه على الفتات!

فتات سترضى به، لكنه لا يجعلها تقف على أرض صلبة، بكت بحرقة وهي تفتح باب غرفة النوم لتشهق بفزع من ما امسك معصمها وادارها إليه تحاول أن تتصرف بطبيعية، وهدوء وهي تمسح دموعها الخائنة لتتسع عيناها بذهول من نظرة عينيه الداكنة، تعرف تلك النظرة جيدًا، همست بذهول
- نضال.

كبحت دموعها بصعوبة، وهي تتجلد بشكيمة لم تعلم أنها في ذاتها، اقترب نضال محاوطا جسده نحوها، ارتعد جسدها وهي تراه يحيطها من كل جانب، تأثرت بقوة من لمسة أنامله على وجنتيها لتسمعه يغمغم بجمود
- رايحة فين؟
نظرت الى غرفة النوم التي عزمت أن لا تطئها ابدًا حتى تعلم موضعها الأصلي في حياته، أهى شخصية حركية في مدار حياته أم مجرد شيء لا يؤثر اطلاقا، لعنت غبائها وهي تهم بالخروج من غرفته
- رايحة انام.

امسك ذراعها ليشدها بقوة اليه، لينغمس جسدها في ذراعيه، خبأت وجهها في صدره لتسمعه يهمس بصوت خشن
-ابكي
انهارت حصونها وكأنها الإشارة الخضراء لتبكي بقهر في حضنه، تبكي انها لم تجد في حياتها وطفولتها شخص يحنو عليها، عائلتها لم تحنو عليها، فكيف بغريب يفعل ذلك؟!
تمتمت بقهر شديد وهي تضرب على صدره بوهن
- هتحس امتي يا نضال.

لف ذراعه حول خصرها والأخرى رفعت رأسها اليه، نظر نحو فرح بغموض، وداخله يسخر كيف لفاقد الشيء أن يعطيه
وكأنها فهمت ما يقوله من حديث عينيه
لتهز رأسها نافيًا وهي تتشبث بأناملها في ذراعيه، صاح نضال بهدوء
- مين قال اني مش حاسس يا فرح.

اتسعت عيناها جحوظًا وهي ترى تغير لمعة عيناه الداكنة، يعذر جمودها وهي تسقط فكها ببلاهة لتفسر نظرته، كادت ان تنفلت من ذراعيه هاربة منه إلا أنه دحض مقاومتها ليقترب منها اكثر، راغبًا في نهل روحها الطيبة لتهمس بتردد
- نض..
وصمتت
شفتيه أخرست مقاومات جسدها ولسانها، اغمضت فرح جفنيها وهي تتشبث بعنقه، لمسته بها شيء متغير.

شيء ملموس لدرجة جعل جسدها يرتعد، وانامله تغيرت عن المرات السابقة في علاقتهما السابقة، وحينما استفاقت من تلك الغيمة الضبابية كادت ان تعترض بصوتها الانه أصمتها نهائيًا، وتبقي حديث خاص بينهما.

ابتسم وقاص وهو ينظر نحو نزار المنتظر إجابته، غمغم وقاص بجمود
- عارف يا نزار، انت فاجأتني بسرعتك، بس انا اللي هرد بالموافقة او الرفض، صاحبة الشيء مسؤولة عن الموضوع ده
عبس نزار وهو يشعر نظرة الرفض في عينيه، هم بالكلام إلا أنه صمت حينما لمعت عينا وقاص وهو ينظر نحو باب الغرفة المفتوحة ليصيح بصوت جامد نحو المتلصصة
- تعالي.

عضت رهف على شفتها السفلي حينما عرفت ان وقاص قبض عليها متلبسة بالتجسس عليهما، نكست رأسها ارضًا واحمرار وجنتيها اعطي تأثيرًا لنزار مدمرًا عليه، ملاك يسير على قدمين بوجنتين مشبعة بالخجل وعيناها تبتعد عن عينيه خوفًا، ارتباكًا ربما!

لن ينكر وقاص أن هناك شعلة نارية اشتعلت في عينىّ ذلك الشامي، ورهف التي تجلس امامه ورأسها منكس ارضًا، رباااه صغيرته كم أصبحت امرأة، ما زال يراها طفلة وفي عيون الرجال إمرأة، اختنقت عبرات في عينيه، لينفض تلك المشاعر الان، رهف هي من ستحدد طريقها وليس هو
وإن كان يحبها سيظل بجانبها رغم عن انفها وإن رفض سيلقيه في اخر البلاد وهو مسؤول عن حمايتها.
صاح بلهجة هادئة بها نبرة ذات مغزي التقطتها رهف.

- الشيف طالب ايدك مني، ياتري ردك ايه يا رهف؟
رفعت رهف عيناها نحو وقاص، ترجوه أن يتوقف لا تستطيع ان تخبره، الا نزار، الرجل الوحيد الذي تضعف كليًا امامه، تخشي ان تهتز صورتها أمامه، تمتمت بهدوء
- اللي تشوفه يا وقاص
ونبرة وقاص الخشنة، ثبتتها وهي تعلم ان نبرته تزجرها من هروبها
- مش اللى اشوفه انا، اللى تشوفيه انتى
استقام وقاص من مقعده وهو يشيح بعينيه عن عينيها، سمعها تهمس برجاء
- وقاص ارررجوك.

شمل نظرة نحو نزار الذي يحاول ان يستوعب ما يحدث حوله الا انه صاح بلهجة صارمة لشقيقته
- عشر دقايق وهسمع ردك النهائي
خرج من غرفة المكتب دون أن يغلق الباب، بهتت رهف وهي تنظر نحو نزار، انفجرت في وجهه صارخة
- ايه اللي عملته ده يا مجنون
اتسعت عينا نزار، استقام من مقعده وقال بنبرة هادئة
- انا؟ شو عملت؟ اجيت وطلبت ايدك شو فيها
جزت على اسنانها وهي تنظر اليه بقوة، تحاول ان تشيح بعيناها عن عينيه كي لا تضعف كالغبية.

- نزار بطل جنان من فضلك، انا غير اللي انت شايفها
يحاول نزار أن يعلم الصورة الناقصة، حديث الاخ والاخت كان يحوي رسالة اخري، لن ينكر أنه استشعر بهناك شيء جلل، لكن تلك الغبية تهرب بعيناها عن عيناه، تختار العنف والهجوم كي تصده، اقترب قائلا
- شو تقصدى؟
اختنقت انفاسها وهي تحاول ان تزيل تلك الذكريات العالقة في ذاكرتها، غمغمت بصوت مؤلم.

- مريت بفترة صعبة جدا من سنتين وبحاول ارجع زي زمان، ارجوك مش هقدر ادخل في علاقة وانا لسه تعبانة
توسلها زلزل كيانه، أصبح في مواجهتها ليمسك ذقنها قائلا بصوت حاني
- حط عيونك بعيوني
النظرة التي في عيناها، انها نفس النظرة ما ان اقترب منها أول مرة، تلك المرة هي تصرخ في وجهه، تناجيه بتوسل مميت، ابتسم بحنو هامسًا
- شافيه قلبي، هاد قلبي عمره ما دق غير لالك، قليله يوقف عن نبضه لما يشوفك ويحس فيكي يا رهف.

هطلت الدموع من عينيها دون ان تشعر، ياليته قابلها قبل عامين، همست بصوت متهدج
- نزار، انت بتصعب الموضوع
-مين يلي حكالك هالحكي؟منشان الله يارهف لا تخافي مني، انا بعرف انك خايفة لانو انا وياك ثقافتنا مختلفة بس انا بوعدك ما راح تندمي على ها الشي
اسدلت رهف أهدابها، تمنع تأثير عينيه المغناطيسية عليها، همس اسمها بعذوبة
- رهف
أيقبل إذا؟
هل تختار المواجهة الان وتري عيناه؟!

تعززت بقوة وهي ترفع عيناها لتقابل عينيه الحانية، حان الآن القاء قنبلتها
- تقبل على نفسك تتجوز واحدة راحت مصحة علشان تتعالج من الإدمان، تقبل انك تاخد واحدة جسمها كله اتلمس من ايد راجل تاني، تقبل ده، اكيد لأ، رجولتك مش هتسمح
اهتزاز حدقتيه هذا ما تلقته واتساع عيناه، لتبرق عيناه بجنون شديد ونار مستعرة تخرج من انفه لسعت بشرتها لتسمعه يصيح بلهجة مرعبة
- مين؟

ارتعد جسدها بقوة من نبرته الخشنة، ملامحه الوسيمة اصبحت مخيفة، أسنانه التي تبتسم وتهلك عقول النساء اصبحت كأنياب على وشك الفتك بها الآن، تمتمت بجفاء وهي ترتعب حرفيًا من عينيه
- الماضي ادفن يا نزار
صرخ في وجهها بوحشية وعلامات الادمية انمحت من وجهه
-مين هالواطي؟
قالت بنبرة باردة
- بيسان مناسبة ليك يا نزار، صدقني تنفعك جدا مش زيي، اما انا هعيش حياتي بالطول والعرض.

وكادت أن تفر منه الا انه امسك معصمها بقوة آلمتها لتجحظ عيناها وهي تسمعه يصيح بعنف
- قليلي وينو هاد الحقير
اجفلت بقوة من الشتيمة الخارجة لتنظر الى معصمها الذي يكاد أن يحطمه لتهمس
- معرفش ومش عايزة اعرف، كل يوم بصحي على كابوس وبقول ان انا قوية ومش هستسلم ولما اشوفك...
صمتت وهي تهز رأسها نافية ليصيح بقوة
- كملى
كلا، عائلته لن تسمح بذلك، لن تسمح، صاحت بحرقة وهي تنفلت منه بقوة.

- انا اسفه، ارجوك انسى، المشاعر لسه وليدة تقدر تقتلها
غادرت راكضة من غرفة المكتب، ليتنفس نزار بحدة وهو يمر انامله على خصلات شعره، زم شفتيه وهو يطلق شتيمة نابية ليبصر وقاص الذي قال بهدوء
- شرفت يا استاذ نزار
هز نزار رأسه وهو يسير مغادرًا دون كلمة، تلك ال، ، اغلق جفنيه لثانية وهو يتوعد لها، تفشي بسر مرعب كهذا في وجهه وتلوذ بالفرار ولا تواجهه، يقسم حينما تقع بين يديه لن يرحمها.

دلك وقاص عنقه وهو يدلف الى غرفة نومه مع ساحرته الشقية صاحبة الخصلات القصيرة المتمردة، ابتسم وهو يفك ازرار قميصه ويداه تتجه ناحيه وجنته المتورمة جراء لكمة نضال العنيفة، انحسرت ابتسامته وهو يرى السرير الخالي من وجودها، شعر بحركة في حمام الملحق بالغرفة وما هي الا ثواني وخرجت ساحرته وهي تلف بمنشفه قصيرة بالكاد تغطى مؤخرتها، جحظت عيناه و نار شبت في جوفه، ازدرد ريقه وهو يصيح بصوت أجش
- فريال.

اجفلت فريال من صوته بينما هي تجفف شعرها بالمنشفة القصيرة، احتقن وجنتيها وهي تبصر جذعه العاري، اقترب منها وهو يغمغم
- بتعملي ايه؟
كشرت عن أنيابها وهي تشيح بعينها عن عضلات جسده البارزة، لتهمس بسخرية
- بعمل ايه، رايحة انام
وضع أنامله على جيدها ليمرره على طول عنقها هامسًا
- لا والله، واللي عملتيه من نص ساعة ايه
رفعت عيناها وهي تغمغم ببرود
- خلاص يا بيبي شطبنا.

ارتجف جسدها حينما مال وجهه في وجهها، تنهيدة عميقة كتمتها وهي تمرر بعيناها تلتهم عيناه التي خرجت عن السيطرة، تخلي عن جموده وصلابته ليهمس بصوت أجش
- متتحدنيش
عقدت ساعديها على صدرها، ونبرة التحدي جعلتها تنسى أنامله التي ترجف بدنها بشوق، نار مستعرة تتآكلها وهي تنظر الى عينيه الراغبتين، همست باستفزاز
- بتحداك اهو، وريني هتعمل ايه
ضحك ليقول بلهجة ماكرة
- لمسة واحدة يا فريال وبتدوبي مني.

اتسعت عيناها وهي تصيح بحنق وانامل يده تصل نحو العقدة التي عقدتها في المنشفة
- انا، انا مش..
اسكتها بلهجة ناعمة
- ششش، ورانا كلام تاني
حملها برقة وهي تلف يديها حول عنقه، ابتسمت بقلق حتى تركها على الفراش، وما إن هم بالاقتراب اشاحت بوجهها لتسقط قبلته في جيدها، وبدلا من الابتعاد اقترب اكثر وهو يتنفس بعمق في عنقها، قفز قلبها بصوت يكاد يصم أذنيها وهي تهمس بصوت مختنق
- وقاص، لا.

ابتعد وهو ينظر الى عيناها المشتعلة بقوة، دمعت عيناها وهي تهمس بحنق
- لو كانت طريقتك الجديدة دي في العقاب اسمحلى مش هقدر
ابتسم وهو يقبل ارنبة انفها قائلاً
- زعلي وحش يا فريال
هزت رأسها موافقة لتصيح بحنق طفولي
- وعقابك اوحش حاجه، انت كائن جاحد
ضحك باستمتاع ووجنتيها تشتعل بخجل أكثر حينما فك عقدة المنشفة لتسمع همس وقاص
- كائن وجاحد، واضح انه طلعلك لسان.

لمست وجهه وهي تنظر الى عينيه، عيناها تلمع بطريقة غريبة وهي تلتهم تفاصيل خفية لم تراها في عيناه قبلاً، تنهدت بعمق وهي تقترب منه هامسة بصوت اجش من العاطفة
- ايوا، عايزاك تقصه
اغمض وقاص جفنيه، ليدفن وجهه في عنقها، يداه تمتد نحو نبض قلبها الخافق، قبل كتفها العاري، و همس سرًا مسألة أيام وستعترف ساحرتك بحبك يا قرصان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة