قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني

هل تجد المرأة الراحة في عدم وجود رجل يؤنسها
كذبت النساء حينما قلن ان الحياة أفضل بدون الرجال..
أتعلمون ماهي المرأة؟
كائن مليء بالعواطف، ترغب دائما في سماع رجل يمدح في صفاتها ويتغزل في مفاتنها ويقبل يديها على كل فعل صغيرة،
امرأة دائما يجعلها هي صاحبة القرار لكن حين وقت التنفيذ يتم الأمر على قراره هو.

دلك نضال عنقه وهو يميل برأسه يسارًا ويمينًا، ليدس المفتاح في عقب الباب، دلف بهدوء وانار الاضاءة الخافتة و ارتمي على الأريكة متطلبًا الراحة، ربما لو استمر الجلوس في تجمع عائلته سيقتل أحدهم او البائسة تنتحر كما المرة السابقة!
أرخى رأسه وأغمض جفنيه لثواني يقتبس هدوء ذلك المنزل، لا يود سماع اي صوت، يكفيه ما بداخله من نيران على وشك ان تلتهم من يقترب منه، فتح جفنيه ليقع عينيه عليها
كما هي.

ناعمة، وجميلة في جميع حالاتها
عيناها يوجد بهما الذعر والترقب من الاقتراب لمساحته
والجسد مرتجف من أقل خطأ
تمتمت فرح بخشية
- نضال
عبث بخصلات شعره وقام بتفحصها من رأسها لأخمص قدميها، لاحت شبه ابتسامة ساخرة على شفتيه لينقبض قلبها من ابتسامته وهتف
- ايه معاكي زبون ولا ايه؟
سارعت فرح نافية وهي تجلس على مقعد في مقابلته هامسة بصوت مرتجف
- لا.

وصوت ضربات قلبها يصم أذنيها، هي غير متوقعة حضوره، يأتيها في نهاية الأسبوع ثم يقضي باقي لياليه مع نساء اخريات، لقد كان اتفاقا بينهما
تريدين المال عليك الخضوع لقراراتي
لا وجود للحب لأنه كذبه كبيرة
لا تتعلقي بي لأنك الخاسرة الوحيدة
وكلما ارضيتينِ كلما أزدت لك من البقشيش!
وهي...!
لا تستطيع حتى الاعتراض.

ربما كل شيء هنا في بدايته لامع وجذاب ولكن إلقاء الضوء بكثرة على العين تصاب بالعمى، ربما هي في أشد حاجة للمال لكنها حتى الآن ليست بائسة، ربما ما أخذه منها الكثير وما يساوي حياتها لكن بالنسبة له أقل شيء، أيام أخري وسيتركها هذا هو نضال حينما لاقته أول مرة لكن، مستحيل أن تقع في حبه
قامت فرح من مجلسها وهي تعرض بهدوء
- تحب اجبلك حاجه تشربها.

اخرج لفافة تبغ وهو يشعلها بهدوء، مخرجًا سحبًا بيضاء كثيفة ثم انقشع ذلك الدخان شيئًا فشيء حتى ما عاد يراه
من هو؟
هو رجل يثير فضول امرأة
يسمح لها بالاقتراب لكن لا تكن انانية، فضولية، جشعة
ولكن هو يستطيع الاختراق كل الخطوط، بلمسة، تذوق الشهد، ثم النبذ
نظر نضال اليها بطرف عينيه وصاح بجفاء
- مش عايز.

انها تتلاعب مع النيران وما أدراك اللعب مع النيران، عادت تجلس في مكانها منتظرة امره القادم، رفعت عيناها لتقابل عيناه الداكنة، مشتعلة بالغضب وشيء آخر لم تكن تريده أن يحدث الآن، ليست مؤهلة نفسيًا وجسديًا لتنفيذ طلبه
- اخبار الشغل ايه؟
هتف بها وهو يجول بعينيه عما ترتديه بعيون غير راضية، غير مستمتعة عما ترتديه من منامة لا يظهر انشًا من جسدها، هزت رأسها وتمتمت
- تمام
- والمرتب مكفيكي انتي وعيلتك.

عادت تهز رأسها مرة اخرى
- الحمدلله
سحق عقب سيجارته في المنفضة وعاد بنظره إليها، يخبرها بحديث صامت ما ينتويه، هتف بصوت خاوي
- انتي عارفة اخرة علاقتنا ايه
ازدردت فرح ريقها بتوتر ورفعت تنظر بعينيها الشاردتين ك عين الغزال إلى السقف هامسة
- عارفة
والخطأ هنا لا يصح ارتكابه والا عليك الدفع لذلك الخطأ، شهقت حينما سحق ذقنها بخشونة يقتحم عيناها المذعورة قائلا بصوت اجش
- لما اكلمك عينك تبقى في عينيا
والأعين تقابلت.

وما بداخله ظهر جليًا على عيناه
وهي لم تعد صاحبة القرار
لقد امتلكها منذ تلك الليلة
وصارت ملك يمينه
جال بعينيه على عيناها الساكنة وصاح محذرًا
- اوعك يا فرح اوعي في يوم الاقيكي اتعلقتي بيا، لانك هتخسري كتير اوي
وشفتيها تمتمت بجمود
- عارفة
ربت على وجنتها وهو يهتف بابتسامة متهكمة
- Good girl , عايزك تبسطيني الليله دي
وعيناه تبوح بما يرغب به رجل لامرأة مثلها
هو بمثابة ذئب يحاصر الفريسة
يستدرجها ببطء ويخدرها.

طاقته المنبعثة بمثابة الاستدراج
واللمعة في عينيه هي بمثابة التخدير
والخاسر هو سقوط الفريسة.

ضوء الشمس يأكلها، هي أكثر سوادًا، الشمس لم يعد يطهر إثمها، حجبت الشمس عن عيناها بكف يدها وطالبته بالرحيل
ترحب بالظلام لأنه مثلها
لأن معظم الخطايا تقام فيه وهي قامت بأكبر خطيئة
السواد لأنه لا يظهر الندوب بل يسترها ويحميها.

انتفضت رهف من مضجعها باحثة كالمجنونة عن ضالتها، فتحت الخزانة وأخرجت جرعة إدمانها التي كانت تنتشيها بشهوة، ألقته ارضًا وهي تتذكر من حرضها على جلبه، تهاوت على الأرض وهي تغلق جفنيها تبحث في ذاكرتها المعطوبة عن بداية الحكاية..!
- نادية.

صاحت بها بيأس وهي تخرج احلام واماني من عقل صديقتها المخبولة إلى ارض الواقع، لا تعلم إلى متى ستكف عن التلصص واستراق النظر إلى الشباب الوسيمين في الجامعة، صاحت نادية بتأفف وما زالت تخرج قلوبًا من عيناها على المهلك أمامها
- يوووه يا رهف سيبيني اركز مع لهطة القشطة ده
تأكل الفضول في نفسها لتسترق نظرة على ذلك الشاب الذي سلب لب عقل صديقتها، شهقت بصدمة وهي تعلم ذلك الشاب العابث لتقرصها من ذراعها موبخة.

- والله ملقتش في الكلية دي غيره
وصديقتها على غمامة وردية محلقة في الأفق، بين الواقع والخيال والحالة ميؤوسة منها، تنهدت نادية قائلة
- اووف جمال ايه وحلاوة ايه وطعامة ايه، ياخي ياريتني كنت انا
ثم التفتت الى صديقتها وهي ترد بحالميه
- تعرفي الروايات بتخليني اعيش في عالم منعزل عن الدنيا مفيش غيرك انتِ وبطل احلامك، تحبي ابعتلك.

وهي رهف الغانم، ذات الحسب والنسب لا تعبأ كليًا بتلك الروايات السخيفة لطالما أصدرت والدتها فرمانا بمنع تلك الأشياء السخيفة التي تفسد العقل وهي صدقتها، تمتمت بصراحة
- لا، كفاية عليا الميوزك آخر الليل، انتي عارفة اني مينفعش اسهر ماما مانعة الكلام ده
انفجرت نادية ضاحكة بيأس على تلك الفتاة البائسة الصغيرة، انها مثل عروس الماريونيت ومالكتها هي والدتها، ربتت على كتفها وصاحت ساخرة.

- بنت ماما بصحيح انا مش عارفة امتي تتجرأي ويكون ليكي شخصية بدل ما هي ممشياكي زي ما هي عايزة
عبس وجهها وصاحت بتحذير
- نادية
يبدو انها اخترقت بعض الحدود لكن لا يضر، اقتربت منها محاولة استمالتها
- انا يا هبلة عايزة مصلحتك، بصي هبعتلك روايات لوز اللوز واقريهم وقت فراغك
رأت في عينيها ذلك العصفور الذي يود الخروج من عشه الذهبي، ك تردد التقي في أول زلة له وإستسلامه لما يوسوس به نفسه.

نظرت نادية بظفر وسحبتها قائلة
- تمام يلا بينا
تلك كانت السقطة الأولى والسقطات الأخري
أرسلت بحياتها للجحيم.

قد يصبح الرجل المتمرد أو الثائر بطلاً شعبياً يحترمه الناس، لكن المرأة الثائرة المتمردة تبدو للناس شاذة غير طبيعية أو ناقصة الأنوثة.

وهي شبه إمراه كما سمعت من سيدات محدودات الفكر، ذات عقل صلد و نافذة ضبابية، من قال ان المرأة تناصر إمراه مثلها والرجل يناصر رجلا مثله، لولا السياسة لما عبأ الرجل بالمرأة، ولا المرأة بحاميها كما تلقب، لا يوجد رجل يدعي حامي، المرأة تستطيع حماية نفسها من عدو ومتربص ومتحرش.
نظرت فريال برضا تام إلى قصة شعرها الجديدة قبل عودتها والي ثوبها ثم سحبت هاتفها وهبطت الدرج متوجهة إلى طاولة الطعام.

ألقت قبلة في الهواء لشادية التي صعقت من بشاشتها الغير معهودة منذ ليلة أمس، وكان شبح فريال القديم تلبس جسدها ذلك الصباح!
سارعت بمعانقة خالها الذي ربت على ظهرها قائلاً
- نورتي يا حبيبتي، البيت بيتك
- شكرا يا خالو
ابتسامة ممتنة وزعتها عليهما لتأخذ مقعدًا لها، والفرد الغائب لم يحضر حتى الآن، تساءلت
- اومال فين جيهان؟
جاء الرد بصوت مشاكس
- جيجي بعد اذنك
نظر الأب بعبوس وصاح بلهجة حادة
- جيهان.

زفرت جيهان بيأس وهي تتخذ مقعدها
- يوووه انت عارف ان انا بتعصب من الكلمة دي، اسمي جيجي اسهل والطف بكتير من جيهان
التقطت جيهان شرائح الخيار وهي تتناوله بنهم، ضيقت عينيها بتساؤل للزائرة
- مزة العيلة اللي عملت make over يجنن جت بعد طول غياب، اقدر افهم سبب الزيارة الحلوة دي
زجرتها شادية بعيناها لتنظر نحوها بعدم إهتمام، وعادت بنظراتها إلى فريال بأهتمام التي هزت كتفيها بلا مبالاة
- قررت استقر هنا.

- وشغلك والصالة؟
بنفس البرود اجابت
- فضيت كل حاجه هناك، نقدر نقول هبدأ من اول وجديد
التفتت بعيناها إلى خالها وقالت
- كل حاجه جاهزة
هز معتصم راسه بعدم اقتناع
- جاهزة زي ما طلبتي بس انا مش عارف انتي ناويه على ايه
القت بنظراتها على ابنتى خالها ثم اجابت بغمزة عابثة، هي قدمت لعائلة الغانم خصيصا
- كل خير.

جافى النوم عينيه
والجسد ما زال يستعر بنيران الغضب والعجز
والنار لن تخمد إلا بأخذ ثأره
وهو أعلن الحرب
و يا ويله من خطي ساحته
عقله سابحًا في اميرته رهف و جسده حاضرًا في اجتماع عقيم، مشروعات وإنجازات تمت بدونه وخسائر عليه أن يحلها، انتبه على صوت مهندس المشروع
- زي ما قولت لحضرتك، المشروع ده أرباحه مضمونة ومتقلقش من الارض اطلاقا لأن كل شيء تحت السيطرة يا فندم.

ألقي نظرة متمعنة على الأرض المفترض إقامة المشروع عليها ورفع عيناه متسائلاً
- وبالنسبة للأراضي الخاصة بالملاك اتعاملتوا معاها ازاي؟
أجاب المحامي بثبات
- متقلقش يا استاذ وقاص البيوت عوضناها بشقق من مجموعتنا
رفع عيناه متهكمًا وقال
- عايز تقنعني انهم سابوا ارضهم وبيوتهم مقابل شقة في المدينة بسهولة
تبادل الرجلين نظرات يحوي الكثير من المعاني ليعيد المحامي نظرته إلى رب عمله قائلاً
- احنا اقنعناهم.

- اقنعتوهم ولا اجبرتوهم
أجاب المحامي بسلاسة وهو يتحاشى النظر الى عيني رب عمله
- كل شيء تم بالتراضي يا استاذ وقاص واللي رفض في الاول وافق مقابل مبلغ مادي يقدر يكون بيه مشروع
والصمت أصبح موحش في تلك الغرفة
والقلق سري في عروق الرجلين
الترقب والانتظار هما ما يمتلكونه
والرد النهائي منه هو
اراح وقاص رأسه على مقعده وهتف بجمود
- طيب بما ان كل حاجه جاهزة ايه المشكلة.

ازدرد ريق المسمى بأحمد والقي نظرة ذات مغزى للمحامي، ليهتف المحامي
- قصر الشواف
ضيق وقاص عيناه متسائلاً
- قصر مين؟
- قصر عيلة الشواف قصر قديم يرجع لجدود العيلة، المالكة هي الحفيدة واخر خبر وصلني انها برا مصر
دق بأنامله على سطح المكتب وقال
- اتواصلتوا مع حد من عيلتها هنا
هز احمد راسه وقال
- حصل ومنتظرين ردها
وصمت آخر كاد يزهق انفاسهم
وملامحه الآدمية انمحت.

تفصد العرق من جبينهما و اصبح الجو خانقًا من نظرته الثاقبة
قام وقاص من مجلسه وهو يهتف بسخرية
- طيب يا سادة واضح ان احنا بنهرج هنا
هتف أحمد خشية أن يضيع عمله وتوليه المشروع
- يا فندم
القي نظرة إلى المحامي وقال
- يومين والاقيك قولت Done، تمام
تنفس احمد الصعداء وابتسامه مهزوزة زينت ثغره ليهتف المحامي
- تمام حضرتك.

واستدار مغادرًا وبقي الاثنان في غرفة الإجتماع يفكران كيف يحصلون على الموافقة من الحفيدة خلال يومين.

مسدت أسرار عنقها بعد ساعات طويلة قضتها في الأرشيف وغرفة الاجتماعات مع الموظفين لينتهي بها الأمر مرتميه على الأريكة الجلدية المزعجة مصدرة أصوات في كل حركة تفعلها، نظرت بكآبة إلى ألوان الحائط الرمادية، حتمًا كل شيء يحتاج إلى لمستها الخاصة.

تولي منصب كبير على عاتقها ولأول مرة شيء يستحق النظر اليه ك صفقة وعليها أن تكون الرابحة، والمنصب اخذته ك تحدي من حماتها التي تراها مجرد وقحة ذات لسان سليط فقط، والآن هي اخذت منصب ابنها من عمله وقريبًا الأملاك وستنظر إلى دموع حماتها بتشفي.
رفعت رأسها إلى السكرتيرة وقالت
- تغريد اظن كده الشغل تمام
هزت تغريد رأسها وهتفت بعملية
- تمام يا فندم.

لقد جعلت السكرتيرة تعمل لساعتين إضافيتين، اغمضت أسرار جفنيها وقالت
- طب روحي انتي بقي على بيتك
ظهر التردد على ملامح تغريد
- لكن
صاحت بنبرة لا تقبل النقاش
- تغريد قلت روحي على بيتك
وعادت تغلق جفنيها متطلبة الراحة لفترة قصيرة، لكن منذ متى تأتي الراحة، دق رنين مزعج من هاتفها لتصيح بعصبية
- شوفي مين اللي بيرن
امسكت تغريد هاتفها ونظرت إلى المتصل لتهتف
- من المستشفي.

انتفضت من مضجعها وهي تسحب الهاتف من يدي تغريد لترد
- ايوا
تجمدت مقلتيها من النبأ الذي لم تتوقع أن يأتي ذلك اليوم وتحديدًا تلك الليلة، انهت الاتصال ثم التفت بهدوء مبادرة إلى تغريد
- انا ماشية حالا، اقفلي المكتب وخلي بالك من الملفات المهمة
حاولت تغريد ان تستفسر من الأمر
- ان شاء الله خير يا فندم
والرد لم يكن سوى إغلاق الباب...!

هرولت بشدة إلى الطابق لكي تكذب خبر ما سمعته من العاملة، توقفت وهي تلتقط هواءً حينما رأت حماتها منهارة ارضًا
- ابني
جذبت خصلاتها جزعًا وعيونها معلقة على الطبيب المرتسم على وجهه إمارات الاسف، سمعت حماتها تهتف بامل للطبيب
- طمني
التقط الطبيب انفاسه وصاح بلهجة هادئة
- للاسف مقدرناش ننقذه، حالته حرجة زي ما وضحتلك وللاسف منجدش منها.

جحظت عيناها ووقفت ثابته بلا حركة وخفت اصوات الضجيج الصادرة من حولها حتى أحست بأصوات انفاسها الثقيلة، تشعر بأحدهم يجذبها بقوة صائحًا
- انت السبب منك لله، اشوف اليوم اللي قلبك يتقهر على حد غالي عندك
ضيقت عيناها بوحشية وهي تزيحها عنها و لسانها عجز عن التحدث للوهلة الاولي، اسرعت مغادرة وطرقات حذائها يكاد يصم صدى أصوات حماتها المسمومة.

- اشوف فيكي يوم يا ظالمة، اشوف فيكي يوم، حسبي الله ونعم الوكيل، حسبي الله ونعم الوكيل
خرجت من المشفى متوجهه الى سيارتها وهي تنظر الى الجميع بعدائية، انفجرت صارخة وهي تركل بقدميها على اطارات السيارة بعنف، لم تعبأ بنظرات الجميع المتوجسة والأخرى المذعورة، والذي لم يكن في حسبانها صوت انكسار كعب حذائها من ثورانها، خمدت ثورتها والتفتت تجلس على مقعد السائق ورقم واحد هاتفته في تلك اللحظة
- نضال، عايزاك.

استجاب نضال لندائها فورًا وهو الآن في موقعها المفضل أمام النيل، وحيدة لكن قوية، ليست منكسرة بل شامخة كما عاهدها، ترعب باقل نظرة من يقترب منها، وعيناها حكاية أخرى
عينان مليئتان بالبرود والأسرار، واحذر فإن لها مخالب!
اقترب منها قائلاً
- انتي كويسة؟
رفعت أسرار عينيها اليه وقالت
- انا كويسة.

لا يجرؤ على الاقتراب من محيطها وهي لم تسمح له بعد، لطالما هو يخترق الخطوط الحمراء لأي إمراة تقع عيناه عليها إلا هي، هي الاستثناء لجميع قواعده.
والتصريح اتي من عيناها، جذبها الى احضانه وهو يحتضنها معطيًا إياها بعضًا من السلام و راحة لمعركتها، غمغم نضال بصوت أجش
- محتاجه اي حاجه؟
هزت أسرار رأسها نافية
- لا شكرا، كنت في شغل؟
- لا
تنفست بحرية وهي تنظر إلى النيل بشرود، لتعود النظر إليه بنبرة متوعدة.

- بكرا الصبح هرجع، مش هسيبها شيراز يا انا يا هي
ستنتقم من حماتها وستجعلها تتذوق كل انواع العذاب وستتمنى الموت ولن تطيله ابدًا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة