قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث

جسد مترنح
والعقل في أقصى حالات السعادة المؤقتة
ربما لو اخبروها أن الخمر سيجعل ذاكرتها لن تعود ابدًا لأدمنته
لكنها تتذكر، حتى الآن تتذكر كل شيء
هو، نضال بقوته وعنفوانه وتلك الطاقة المنبعثة منه
رضخت لأنه طلب
لم تأتي مرحلة الأمر لأنها ببساطة سلمت له مقاليدها
خلعت مارية حذائها الجلدي وألقته على الأرضية وتابعت ب ترنحها إلى غرفة نومها، مدندنة بسعادة حظيت بها لفترة قصيرة قبل أن تسبح في ذاكرتها باحثة عنه.

- واضح ان شغلك الجديد عجبك
شهقت من الصوت الغاضب من خلفها لتستدير بأعين ناعسة لصاحبة الصوت، هللت بمرح وهي تسحب شقيقتها في عناق
- سيا؟! انتي بتعملي ايه هنا؟
و المدعوة ب سيا وقفت متخشبة وهي تراقب انهيارها المزري في الضحك، همست ساخرة
- جاية اشوف بتهببي ايه في حياتك ديه
تأففت مارية من تحكم شقيقتها وهي تجلس على الفراش قائلة
- بصي انا مصدعة ومش عايزة احكي في اي حاجه
- انتي سكرانة.

ووضع الجملة هنا لم يكن سؤالاً..!
جذبتها بقوة من مرفقيها لتصبح في مواجهتها، انفجرت مارية ضاحكة وهي تهتف بهذي
- شربت كاسين، تلاته، الصراحة مش فاكرة بس مش كتير
اتسعت عيناها وظهر لهيب من النار لتلطم وجنتها قائلة بعنف
- لأ ده انتي لازم تفوقي.

ارتمت مارية على اثرها ساقطة في الفراش، لدقيقتين ظلت بلا حراك، مما أثار القلق في سريرتها، اقتربت منها لتجدها تنتحب في صمت، امالت بعينيها نحو عيني شقيقتها وهمست بصوت واهن.

- مش عايزة افوق سيبيني لو لفترة انسي انا مين يا آسيا، انا قرفانة من نفسي اووي وقرفانة من كل الناس وقرفانة من حياتي يا شيخة نفسي اموت دلوقتي، قوليلي جمالي عمل فيا ايه ده انا كل يوم اصحي واتمني واقول يا ريتني ما كنت حلوة واكون تحت عيون الرجالة القذرة، و جسمي كان يا ريتني كنت تخينة علشان اتجنب تحرش من يد خنازير.

سحبتها آسيا إلى أحضانها وضمتها بقوة، آسفه على حال شقيقتها المتدهورة، لطالما خشيت عليها من تهورها وقراراتها المتعجلة لكن يصل بها الحال وهي تدفن نفسها حية! لن تسمح لها
تمتمت بألم
- مارية
انفجرت مارية في بكاء مرير وهي تتشبث في حضن شقيقتها لتغمغم
- ويا ريتني ما كنت عرفته ولا قابلته
تشبثت آسيا ذراعيها بقوة، لو تخبرها اسمه فقط، اسمه، نظرت الى عيناها بجدية وقالت.

- انتي لو تقوليلي هو مين يا مارية احلفلك بحياتي عمره ما هيتهني بحياته
هالها تلك النظرة من شقيقتها
نظرة الموت والتوعد
مسحت دموعها بكف يدها وصاحت بنبرة خاوية
- هو داء يا آسيا، مش هاسيبك الا وانتي راضخة، عارفة يعني ايه راضخة
صرخت آسيا في وجهها بهدر
- مارياااا
وهي تقوقعت حول نفسها مرددة بهذى
- هيسمع أنينك ومش هيسيبك، هيحس بنشوة وهو بيشوف النظرة اللي في عينيك، عارفة ايه هي النظرة، نظرة التوسل.

لترفع بعينيها الى عيني شقيقتها التي تخشبت لثواني، تفهم معاني كلماتها، زادت من شراستها وهي تنظر إلى شقيقتها بألم، تخبرها أنها من ستثأر بحق شقيقتها وحق جميع نساء اللاتى آلمهن
- هيندم يا مارية، هيندم
استدارت تغادر غرفتها بأمل معرفة ذلك السفاح، سفاح قلوب النساء، لتتصنم حينما استمعت إلى هذيها
- انتي اللي هتندمي يا آسيا
وكأنها لا تعلم دائرة الثأر لافرار منه سوى بقتل صاحبها اولا..

لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي، نظرت الى اختها وبنبرة مستهزئة ردت
- يبقي انتي متعرفيش اختك لسه.

تظل حواء في صراع مع ادم
وادم يستطيع أن يثبط انفجارها بفعل واحد
عناق، قبلة، أو صفعة!
اللعبة بدأت منذ بداية استمرار تثبيط و تهكم ادم لحواء، حواء امرأة خادمة له فقط وإن اختلفت المسميات.
وجودها في عزاء زوجها يخرس اقوايل حماتها الشمطاء التي تظل تفتري بالحديث عنها، ولما لا تعطي للمشاهدات مشاهدة ممتعة وبدلا من اقاويل واشاعات تتناقل هنا وهناك تستطيع اعطاء لهم عرضًا حصريًا!

بفستانها الاسود الذي يعلن عن حدادها لزوجها الذي ظل لسنوات يصارع مرضه وانتهي فوز المرض عليه، اقتربت من حماتها بغية افقاد اعصابها، جعلها هي الاخري تأخذ جولة سريعة للسرايا الصفراء..
ابتسامة ماكرة القتها على حماتها التي توقفت عن التسبيح وانقبضت معالم وجهها للغضب، اقتربت منها تجالسها وتأخذ واجب عزاء زوجها وتكاد تشم رائحة حريق من حماتها العزيزة!
- جيتي تاني هنا ليه؟

صاحت حماتها بصوت حانق وهي تهمس بجوار كنتها الماكرة
التفتت اليها تعطي كامل اهتمامها امام حماتها، لتمط شفتيها بنبرة عاتبة
- لأ لأ مش معقول يا حماتي نفضح اسرارنا للناس هنا
قبضت شيراز على مسبحتها تكاد أن تسبب في قتلها الان لكن ليس امام وجود النساء المتربصات لكل فعل وردة فعل منهما، عضت على نواجذها وهي تكاد تطحن ضروسها لتهمس بحدة
- انتي ازاي بالجبروت ده
مالت امام اذن حماتها بصوت حاد، تخبرها الماضي.

- التعليم مش ببلاش يا حماتي
جزت شيراز على اسنانها وصاحت بصوت خفيض خشية ان تسمعها احدي النساء
- خلاص انتي ملكيش حاجه هنا
اقتربت اسرار تلمس كف حماتها التي تضغط بقوة على مسبحتها ثم مالت تهمس بصوت يحمل في طياته الكره
- لا لا، اناكده هبدأ ازعل، متنسيش الشركة انا اللي مسكاها وصدقيني خلال يوم واحد اقدر اقفلها بالشمع الأحمر.

ومن فرط عصبيتها انفرطت حبات المسبحة على الأرضية لتسمع شهقات النساء الخفيضة، عادت أسرار بملامحها الجامدة تتخذ وضع المشاهد لبرهة من الوقت.
انتفضت شيراز من مجلسها حينما رات ابنها الاخر امامها يحاور زوجها ويبدو انه صاعدًا للاعلي، هرولت تلاحقه قبل ان ينصرف إلى مجلس الرجال، وصلت اليه وهي تهمس بصوت متحشرج
-سراج، انت جيت
ما ان استشعر المسمي بسراج صوتها حتى التفت اليها وسارع بتقبيل يدها وغمغم بنبرة اسفه.

- يدوب ركبت الطيارة وجيت، البقاء لله
انفجرت باكية بلوع ام فقدت فلذة كبدها
- ابني مات ومقدرتش اعمله حاجه
ربت سراج على كتفها وغمغم بنبرة آسفه
- ده عمره، مقدمناش حل غير اننا ندعيله
هزت رأسها بنبرة ذات مغزي لزوجها الذي صعد للدرج ثم صبت جل تركيزها عليه وهمست بنبرة جادة
- تعالي عوزاك في موضوع
تمتم بنفي
- مش هقدر حاليا محتاج اسافر تاني، ورايا شغل كتير هناك.

والرجل البوهيمي لم يغب عن انظار أسرار التي تتابع إصرار حماتها على جذب الرجل للحديث، هزت رأسها ساخرة
- لأ ونعمة التربية يا شيراز هانم
والصوت علا وهي تسمع إعتذار الرجل البري لحماتها
- مضطر اسافر بكرا، فيه مكالمة محتاجه اعملها ضروري
نكست شيراز رأسها وهي تشيع بنظرها إلى ابنها لتعود ناكسة الراس تجلس في مقعدها مستمعة لصوت القرآن الذي يصدح في كل ركن من اركان المنزل..

همست بمكر وهي تتلاعب بحواجبها وهي تري لاول مرة بذعر حماتها
- ياعيني يا لوزة وانتِ لوحدك.

تنظر فريال بسماجه إلى المحامي و المغفل المفترض انه مهندس المشروع، نقرت باصابعها على سطح طاولة اجتماعات الشركة المسؤولة عن المشروع، لن تنكر ان الشركة مهيبة بشكل أثار اعجابها وجميع العاملين ك خلية النحل، وهذا يدل على قيادة مثالية من القائد والمتحكم في مقاليد تلك الشركة.
- ها قولتي حضرتك ايه؟

غمغم بها المحامي بعد عرضه والمثير للإعجاب انها لم تستمع سوى للمبلغ المفترض انها تكون طامعة له، تأففت وصاحت بلهجة لاذعة
- مش عارفة اقول ايه الصراحة، جايبني على مال وشي علشان تعرض عليا ملاليم
جحظ كلاهما ونظرا إلى لهجتها الحادة الساخرة، ملامحها الاستقراطية واسم عائلتها المرموق غير متوقع منه إخراج تلك الكلمات منها..
غمغم المحامي بنبرة عملية
- يا استاذة فريال العرض هيستفيد منه الطرفين.

مطت شفتيها وهي ترمق الشاب الذي لم ينبس ببنت شفه بعد ان اوضح كافة التفاصيل للمشروع، عادت ببصرها للمحامي وهتفت
- عرض مش منصف اووي يا متر
حاول المحامي استمالتها وهو متشكك منها انها هنا للعب فقط
- قطعة الارض بتاعت حضرتك هتفيدنا اووي لمشروعنا وده لكبر مساحته عكس بقيه البيوت المجاورة
عادت تطرق بأصابعها على سطح الطاولة لثواني ثم استطردت
- قولتوا المشروع لايه؟

اجاب أحمد وهو يختص بنظرات ذات مغزي للمحامي الذي سارع بارسال السكرتيرة إلى رب عملها
- ان شاء الله اكبر مول تجاري
وعادت إلى نقطة واحدة
تستفز بها اعصابهم
وتحرق ذلك المتوتر بشدة خشية إفساد مشروعه
- حته ملاليم تدفعوها وتكسبوا ملايين، المشتري دايما اللي بيكسب مش كدا ولا ايه؟!

الطبيب يخبره أن شقيقته بخير
وخروجها من قوقعتها التي حبست نفسها به هو العودة للتفاعل مع البشر مرة اخري.
الجميع رفع ايديهم عن المساعدة وكأنها بلا أمل او فائدة للعودة إلى حياتها
هو لا يقدر الآن خصوصًا الأحمال التي تتساقط عليه من حيث لا يدري، وهو وعد نفسه أمام الله والجميع ان يساعدها بقدر إستطاعته، وملف حياتها السابق سيأتيه بالتفاصيل من الرجل الذي كلفه بالنبش في الماضي.

احيانا يكون ترياق المستقبل هو النقش في الماضي املاً في مساعدة الحاضر، نسي من زخم افكاره السكرتيرة التي تقاطعه من شروده
- يا فندم حضرتك معايا؟
رفع وقاص عيناه نحوها يدرس وقفتها المتذبذبة، ضيق عيناه قائلاً بصوت اجش
- فيه حاجه تاني عايزة تقوليها
بلت طرف شفتيها وهي تجيب بحذر
- اه، المحامي بيبلغ حضرتك ان وريثة القصر معترضة على المبلغ
وتلك مشكلة اخري تضاف إلى رصيده، ليهب من مقعده غالقًا زر سترته وصاح.

- وهو فين؟
- لسه في اوضه الاجتماعات بيتفاوضوا معاها
واخر كلمة نطقتها كانت بمفردها تحدث الهواء، جعدت جبينها بيأس وهي تزفر بقلة حيلة على عودة ذلك الرئيس المتجهم الوجه.
بكل وقاحة دلف إلى غرفة الاجتماعات دون اللجوء إلى الطرق، لترفع فريال حاجبها بتعجب طفيف سرعان ما سكنت تعابيرها وهي تجده مترأس الطاولة متحدثًا بصفاقة إلى المحامي
- خير يا متر
اجاب المحامي بكياسة شديدة وهو يلقي نظرة ذات مغزي لأحمد.

- استاذ وقاص كنا بنعرض على الاستاذة فريال مبلغ ٧ مليون مقابل القصر وخصوصا ان موقع القصر مفتقر لحاجات كتير نقدر نزود السعر عليه
جل اهتمامه على نظرات الرجلين، ولم يلقي اهتماما للمرأة بالمرة..
التفتت فريال تهمس بصوت لعوب
- لا مش ممكن كدا يا متر، ما انتم كدا كدا كسبانين ولو مش دلوقتي بعد سنة من اقامه المشروع
والتفتت تلقي بنظرة عليه وهيئته تشبه هيئة قرصان، جعدت جبينها حينما استمعت رده الجاف.

- خليها يومين تفكر بالموضوع
زفرت بملل وهي تعود بنظرتها إلى الرجلين أمامها وهمست ببؤس مصطنع
- تؤ تؤ تؤ
ثم بسخرية رفعت بنظرها اليه تتحداه الا يرفع عيناه ويقابل عيناها التي لم تتقابل قط
- كده يا استاذ و، وقاص، انا جايه وايدي كريمة وتقولي ٧ مليون، هنقول عليكم بُخلا ولا ايه؟!
لقد جاءت هنا للمرح
والنظر لذلك النرجسي الذي امتلك معظم اراضي لن تجعله يظنها هي المرتعبة و الصاغرة لأمره.

حدجها بنظرة ثابتة لينتصب واقفًا وصاح قائلاً بجفاف
- يومين يا استاذة وهننتظر رد حضرتك
اللعنة لم يسمح لها بإمعان النظر اليه، ضربت بكفيها على فخذيها لتستقيم واقفة وهي تمط شفتيها بضيق زائف
- خسارة واضح مجيتي كدا بدون اي فايدة، تشاو
ورحلت ورحيلها ينبأ بأن القادم منها لن يسير على ما يرام
مجيئها ورحيلها كان لتدرس القلعة التي يتحامي بها غريمها
التفتت بعيناه إلى المحامي وقال
- عملت ايه؟
تمتم المحامي بأسف.

- للاسف هي المالكة والوريثة الوحيدة للقصر بعقد بيع وشراء ودون اي وجود ورثة ده...
لم ينتظر باقي حديث ليصيح بلهجة مقتضبة
- هنستني اليومين ولو رفضت
ترك باقي كلماته معلقة لينقبض ملامح أحمد وتكسو ملامحه الضيق والخوف من فقدانه لمكانته ومشروعه، أجلي حلقه وغمغم
- واضح يا فندم.

ما معنى أن تكون المرأة امرأة في بلاد أن يكون المرء فيها أنثى عليه أن يدفع الثمن غالياً؟!
و ما هو اللون الوردي؟
لون باهت لا هو يمثل نقاء اللون الابيض ولا هو يمثل اللون الأحمر الدموي.
الحياة هي صفعات، صفعات على روحها وجسدها ووجدانها، صفعات افاقتها من الوهم الكبير الذي عاشته لفترة وتمنت ان تظل محلقة به، وهم نسجته بيديها يشبه نسيج العنكبوت، وما أوهن بيت العنكبوت!

انتقالها لغياهب ماضيها أمر واقع ومفترض عليها
هي ببساطة سقطت في فجوة
وما طريق للعودة والظلام يحاوطها كظل لها من كل جانب.
تذكرة الماضي مجانية وما عليها سوى التوجه اليه..!
تأففت حانقة من ملامح نادية الحالمة وهي تتمسك بيدها هاتفها وكأنه كنز تحفظه بيديها واسنانها خاشية قاطعي الطرق من أن يسلبوه منها، رمت دفاترها الثمينة وهتفت بحنق
- انتي بردو لسه في عالم خيالك ده.

اغلقت نادية هاتفها على مضض، لتضم قبضة يديها واسندتها على ذقنها وهمست بحالمية متأثرة
- اوووف بجد متتصوريش قد ايه اللي بيحصل في عالمي ده، حاجه كده فوق الوهم، اللي هو فعلا ياريت اشوف منه على الواقع
ثم استطردت بتساؤل
- انتي قريتي اللي بعتهولك؟

اشمئزت ملامح رهف فور تذكرها لما قرأته ليلة أمس، انها كارثة، كارثة بمعني الحرفي وهي تلتهم السطور التهاما تستنكر ذلك البطل الخيالي الذي حاز على جل إهتمام صديقتها بل وباحثة عنه
- قريته بس بجد مقدرتش اكمله، نهاية مش منصفة اطلاقا يعني ازاي يغتصبها ويجبرها على الجواز
لم تبدي نادية جل إهتمام لما تفوهت به رهف، ظلت تستحثها بصوت ناعم، ناعم لدرجة تقشعر الأبدان
- غلطة وصلحها.

خبطت رهف على الطاولة تبحث بعيناها عن اي الة حادة تقتلها به، زفرت بيأس ثم صاحت بنبرة جامدة
- انتي في وعيك، غلطة عملها وسهل تغتفر، انتي مش بتسمعي عن حوارات الاغتصابات والجثث البنات اللي بتكون مرمية في مناطق صحرواية
لم يبدي على ملامحها الأكتراث، بل ظلت تحفر حفرة بغية إسقاطها فيه، تمتمت بهدوء
- بس بردو هو حبها، صدقيني عيدي النظر من وجهه نظره هو، هو كان معذور
زفرت يائسة وهي تبعثر خصلات شعرها ثم قالت.

- مفيش فايدة فيكي اطلاقا
غمزت نادية بشقاوة وقالت
- ابدًا
- رهف!
صوت رجولي اقتحم صومعتهما الخاصة، ليتبعها شهقة منفلتة من شفتي نادية وملامح ذاهلة اعترت ملامحها، استدارت بغية معرفة ذلك الصوت وقالت بحذر
- نعم!؟
أهذا هو الشاب الذي جعل نادية تتدلي بفمها، لن تنكر انه وسيم بطريقة مرعبة، بطريقة ترهبها ذاتيًا، تلك الوسامة وبدون اي خطأ فيه يشعرها بالتدني دائمًا
اقترب من طاولتهم وغمغم بصوت رخيم.

- انا اسف بجد اني هعطلك بس انا لسه يدوب بدأت المحاضرات وحاولت اسال كذا شخص من الدفعة يساعدني في المنهج وقالولي انك تقدري تساعديني
وهو...!
يربكها ويثير بها مشاعر متناقضة في آن واحد
وعيناه تستبيح صفحات وجهها بهدوء وكأنه يدرسها!
يدرسها حتى يعلم نقطة ضعفها وينطلق في غزوه.
انتزعت عيناها انتزاعًا منه ثم التفتت إلى نادية التي تنظر اليه بهيام، وكأنها وجدت ضالتها!
زجرتها بعيناها ثم التفتت اليه هامسه.

- تمام مفيش مشكلة، بلغني اي مادة محتاجها وان شاء الله اقدر اساعدك
زفر بإرتياح شديد وقال شاكرًا
- بجد متشكر جدا واسف لو عطلتك
رفع يديه وقال معرفًا عن نفسه
- بالمناسبة انا ماجد الجوهري، من المفروض اكون في السنة الاخيرة بس الظروف حكمت اني افضل في السنة الثانية.

يداه معلقة في الهواء وهي بحذر تنظر اليه ثم إلى يداه، مدت يدها تصافح يده بعهد لا تعلم بأي شيء هو شرعه، عهد خفي أصاب يدها بالرعشة الكهربائية التي سرت من أخمص قدميها إلى منابت رأسها، حمحمت نادية قائلة وهي تمد يدها على امل ان يلاحظ انهما ليس بمفردهما
- وانا نادية صاحبة رهف بالمناسبة ولو محتاج اي مساعدة انا ممكن اساعدك لو رهف طبعا كانت غايبة.

انتبه هو على صوت انثوي يقتحم مدراه، جال بعيناه عنها مصافحًا يدها وقال
- اها اكيد، عن اذنكم
استأذن منصرفًا لتشيعه نادية بنظرات ولهة، تنهيدة حارة خرجت من شفتيها لتلتفت إلى صديقتها قائلة
- شوفتي الصاروخ، اوووف قلبي هيقف
شخرت رهف بسخرية مقلدة صوتها
- لو محتاج اي مساعدة اقدر اساعدك، لا يابنت ماشاء الله دحيحة الدفعة
انفجرت ضاحكة وهي تتلاعب بحاجبيها.

- انا بجد محتاجة اشوف رد فعل الهانم وهي تسمع بنتها بتتكلم زينا
انحسرت ابتسامة رهف وحل محلها الجمود، ابتسمت بشحوب
- مفيش فايدة فيكي
غمزت نادية وهتفت بنبرة ذات مغزي
- المهم متنسيش واركني عقلك اللي بيفكر علشان تحسي بلذة الرواية اللي هبعتهالك النهاردة وهشوف رأيك
وهي سارت خلفها
متبعة نهجها
دائما الممتنع مرغوب
وهي رغبت ان تسلك طريقًا مختلفًا عن روتينها على سبيل الفضول
فضول تآكل آحشاءها وانتهي بأكلها حية!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة