قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني والخمسون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني والخمسون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني والخمسون

وقفت شادية في بهو منزل المالكي، تشرف على ترتيبات عيد ميلاد وجد تقسم انها فيدى يوم ستقبل على الانتحار.

كل شخص يستغل عملها الذي اختارته بشغف، لكن الآن وهي تعمل على اعداد واشراف عيد ميلاد سترمي نفسها في النيل أفضل، تعلم أن مبادرتها جاءت من والدها كى يحرك المياة الراكدة بعد الفضيحة التي تسبب بها ماهر، لطاما ألحت عليه أن لا تكون المفاجأة بين الناس، لكن ذلك الأحمق ما زال مستمع إلى نبضات قلبه وليحترق الجميع.

عيناها تعلقت على عاصى الذي تقدم منها بجمود، ألقي تحية الى زميله الذي غادر بعد سلامات ليقترب عاصي منها بابتسامة مقتضبة، ابتسامة ساخرة زينت شفتيها وهي تقول
- حمدلله على السلامة يا أستاذ
رمقها بجفاء وملامحه وكأنها حجر، عبست ملامح شادية وهي تسمعه يرد بإقتضاب
- الله يسلمك يا استاذة
الصخب يلفها من كل حدب وصوب، لم تجد سوى أن تهتف بحزم نحو مصطفي
- مصطفي متنساش اوضة الهدايا، الهدايا متترميش على باب الفيلا.

هز مصطفي رأسه وقال بهدوء
- حاضر يا استاذة
استمعت إلى نبرة عاصي الساخرة
- معرفش انك غيرتى النشاط
أجابت ببرود وعيناها على الشباب الذين يعملون بنشاط حتى ينهوا العمل في وقت قياسي
- معروف وبعمله لواحدة
لوت شفتيها للحظات وهي تهمس بنبرة فاترة
- طولت في غيابك يا عاصي
ارتفع حاجب عاصي وهو لا يصدق كلماتها الحميمية الخالية من أيدى تأثير عاطفي في صوتها، هز رأسه وقال بجمود.

- قال يعني انك كنتى بتقوليلي اقعد يا عاصي، متمشيش يا عاصي
اشتعلت ثائرتها لتقترب منه وخطوة واحدة هي ما تفصلهما، عيناها اللامعتان بغضب بشرر جنوني جعلت ابتسامة تحتل ثغره
- انت اتجننت، واضح ان بعدك خلى عقلك يتجنن
وقف امامها بتملل وعيناه تجوب على ملامحها السمراء الناعمة، ضم يديه في جيب بنطاله وقال بنبرة ماكرة
- ايه اللي خلاكى عاوزانى، كان ممكن تستمري مع اللي بعتهولك
ابتسمت بتهكم وصاحت بنبرة لاذعة.

- لانك جبلة
الابتسامة اختفت من معالم وجهه ضم قبضته بقوة وحاول بأقصي جهد كي لا يفقد أعصابه التي نادرا ما تتأثر من استفزاز أحد عملائه، لكن هي
ببرودها ونبرتها العملية
سخريتها وجفائها
كلماتها اللاذعة التي لا تتوانى على إلقاءها في صورة قذائف مسمومة، اختلج عضله فكه وصاح بنبرة خفيضة، لكنها مثل ريح السموم الذي يصيب الجسد بالمرض.

- انا عامل بس احترام للاستاذ الوالد، لكن اقسملك لو سمعت الكلام ده تانى أو أى تلميح بالسخرية هعصرك
رأي الخوف الذي طفق على ملامحها، ابتسم بأنتصار شديد وقال بنبرة مروضة
ها قد عاد المروض لترويض مهرة جامحة
- جدعة
كادت أن تلقي بكلمة لاذعة في وجهه لتجعله يهب في وجهها وستسارع بالذهاب الى والدها كى ينهي مستقبله، قاطعها صوت وسيم الذي اقترب منها.

- فاتنة السويسري، اول ما قالولي انك اللى بتنظمى حفلة عيد ميلاد وجد مصدقتش
لوت شفتيها وهي ترى نظرات وسيم المتسلية وهو يقترب متمسكا بكفها، هز عاصي رأسه واشاحها بعيدا، ذلك الاشقر الملتصق كالغراء في العائلة يعتبر من أهم الأفراد في عائلة السويسري رغم أن ما يجمعهما فقط علاقة الجيرة مع ذلك الاشقر الطفيلى، غمغمت شادية بهدوء
- اقل حاجه اقدمها
امسك كفها بحزم وقال بنبرة جادة.

- تيجى على الشركة في أقرب فرصة، خسارة انك تخسري الشهرة اللي حققتيها
كادت أن ترد عليه، الا ان المستمع الصامت اذناه تلتقط كل كلمة بينهما، صاح فجأة
- شهرة ايه؟
ابتسم وسيم بمكر شديد وقال بخبث
- انت مشوفتش الفيديو بتاعها ولا ايه.

زفرت شادية بحدة لم تترك شعر جيهان وقتها ألا وهي تحذف الفيديو من الصفحة، لكن بعدما انتشر الفيديو بسرعة خطيرة أصبحت تراه على أى موقع في التواصل الاجتماعي، لم تعبأ وقتها أن ترى تعليقاتهم، غمغمت بجمود
- مسحته
أجاب بحلاوة
- لكن موجود على كذا موقع
صاحت بجفاء شديد وتصلب وجهها كالحجر
- هيتشال
هز وسيم رأسه وصاح بحنق
- غبية يا شادية.

حدجت وسيم نظرة نارية جعلته يبادلها بنظرة متحدية، وهناك من بعيد عينان تتابعان ما يحدث بملامح جامدة، اقتربت وجد نحوهم لتبتسم بحلاوة نحو شادية قائلة للجميع
- مساء الخير
عيناها سقطت على رجل ضخم الجثة ملاصق لظهر شادية، عيناها تتأمل عيناه المحتقنة بغضب نحو وسيم ترى الشرر في عينيه نحو ابن عمها وذلك الغبي الاخر يستفزه بتلاعب حاجبيه، حمحمت وقالت بامتنان لشادية.

- حابة اشكرك بجد على تنظيمك لعيد ميلادى، لولا الباشا الكبير مكنتش عملته
نعم عليكى تعويض خسائر عملى، والمنافسين أصبحوا يأخذون عملائى وكل ذلك بسبب موافقتها لخطة ماهر دون التفكير للحظة أنه سيؤثر على عملها، تمتمت برسمية شديدة وقالت
- مفيش مشكلة
أضافت وجد بابتسامة ناعمة
- احضري الحفلة يا شادية، بجد هتسعدينى بوجودك
هزت رأسها وقالت
- ان شاء الله
شدت ذراع وسيم قائلة
- طيب اسيبك علشان معطلكيش، وسيم عايزاك من فضلك.

زفر عاصي بعمق وتنهد بحرارة، جيد انه لم يستخدم عضلاته لا يعلم كيف الفتيات تصرخ متنهدة بحرارة في وجه ذلك الاشقر الذي لا يوجد به صفة شرقية حتى!، لفت انتباهه رجل ذو عيون حادة ضيق عيناه بعبوس شديد حينما لاحظ ان عيناه تتابع كل حركة وسكون من شادية، اقترب منها مائلا باذنه قائلا
- مين ده؟
عقدت جبينها وقالت بعبوس
- مين؟!

أشار بعينه الى الرجل لتقع عيناها على عينىّ لؤي ابتلعت ريقها وهي تتذكر يوم مقابلتهما، صاحت بجفاء بعد فترة
- اه ده لؤى ابن عم وجد ووسيم
غمغم بجمود
- مش مرتاحله
ابتسمت بجفاء وردت
- وانت مالك
صاح بصلابة وهو يضع يديه في جيب بنطاله
- واجبى انى احافظ عليكى
دبت بقدمها على الارض ألا يكفي تحكمات والدها في المنزل يجلب ذلك المثير للاعصاب كى يتابع فرض سيطرته، غمغمت بحدة
- تحافظ عليا، مش أى راجل يقرب مني تمنعه.

هز رأسه بلا مبالاة وقال
- الباشا بلغنى ممنوع أى ذكر يقرب منك
اعترضت ببرود
- ما وسيم كان جنبي
كاد أن يجيب انه ليس بذكر لكنه غمغم بجمود
- لا ده مش خطر عليكى
- انا مش فضيالك
صاحت بها بسخط شديد وهي تدب بقدمها على الأرض لتلتفت إلى عملها، حدسه يخبره أن تلك الحمقاء فعلت شيئا مروعا، مهما طالت الايام سيعلم ما حدث ثم سيوبخ ذلك العديم الفائدة.

دلك وقاص مؤخرة عنقه، كلما يقترب يوم اجتماعه مع عائلته يزداد رهبة
لن ينكر انه سيعتبر الاجتماع الأول بعد نضوجهم
ابتسامة ساخرة زينت ثغره، كيف له أن يشعر بالرهبة من إعادة شمل العائلة
لن يعود الى نقطة الصفر مرة أخرى، خطوة متأخرة خير من لا شيء
رهف تزداد تنعتا اعوجاجا لكن ليس بوقاص حتى لا يعيد جميع الامور الى نصابها.

طرقات على باب غرفة مكتبه تبعها دخول ساحرة قلبه تبتسم أمامه بحلاوة، شعرها يزداد كل يوم طولا عن اليوم السابق، ابتسامتها المشرقة انسته ارقه وقلقه من القادم، اقتربت منه وهي تسير بتبختر حتى جلست على فخذيه وذراعيها طوقت عنقه، لفت يداه حول خصرها لتميل بأنفها تداعب أنفه وشفتيها تجد طريقها الى شفتيه لتهمس باغواء فاتن
- مشغول؟
- لا.

ارخت يديهل لتلمس بجرأة صدره تتحسس ببطء عضلات جسده، تهدجت انفاس وقاص وهو يمسك يدها بقوة وهو يحذرها بعينه، عضت شفتها السفلى بحسية شديدة جعلت عينا وقاص تلمعان بوهج سلب انفاسها، همست بخجل شديد وهي تدفن وجهها في عنقه
- وقاص انا عايزة بيبى منك.

اهتز وقاص داخليا عيناه تبحثان عن تلك الساحرة التي اختبأت في صدره، مال مقبلا رأسها وهو يضم جسدها اليه بحنان شديد، هو يتخيل من زواجهما فتيات تشبه عينا ساحرته، لكن تطلبها صراحة؟! جعله يسألها
- اشمعنا دلوقتى
رفعت رأسها لتقابل وجهه، احتضنت وجهه بكفيها لتميل هامسة بحلاوة
- نفسي في طفل منك يا قرصان.

هي اصبحت تحب قربه بل تناشده باستمرار تزداد كل يوم تعلقا به ويومها لا يكمل من نظراته العاشقة، معه شعرت أنه ما زالت انثى مرغوبة
أن في احضانه مجلئ
وفي عينيه وطن
وشفتيه تطرب حواسها التي تنسجم معه كليا.
الآن ترغب بنسخ كثيرة منه ترغب أن تحمل طفل يشبهه
ما ان رأت علامات القبول على شفتيه، خطفت شفتيه في قبلة سريعة ثم قالت بسعادة حقيقة
- انا شوفت دكاترة كويسين فضيلي وقت عشان تروح معايا.

عيناها اللامعتان بتوهج جعلت عيناه تتوهجان هو الآخر، ابتسامته ازدادت اتساعا وهو يسمعها تتحدث بشغف شديد عن الطفل وفترات الحمل الأولي بل ماذا يجدر به فعله إن واجهت الوحام وأخذت تطلعه على جميع أنواع الفواكه التي تحبها ومواسمها، صمتت فريال وهي تراه شاردًا مبتسمًا، عقدت جبينها بضيق وصاحت
- بتضحك على ايه دلوقتي؟

لف خصلة من شعرها حول اصبعه ليميل مقبلا عنقها وانفه تستنشق رائحتها الزكيه، يبدو كالمدمن الذي وجد جرعة سعادته، همس بصوت اجش ويده تتسطح على بطنها
- بتخيل انك حامل
خفق قلب فريال بجنون وهي ترى يده أخرى تلتف حول عنقها، غمغمت بشرود
- وانا كمان بتخيل
انفلتت ضحكة اجشه منه وهو يقول بهدوء
- هتجيبي ذريعة ساحرات يا فريال
تبدلت سحنة وجهها، ضيقت عينيها وقالت بحنق
- متقولش ليه انهم هيكونوا قراصنة.

زاد جذب جسدها نحوه، حتى ما عاد هناك فاصل بينهما، انتقلت يده الى فخذيها وهو يمرر عليهما ليقول بنبرة مشتاقة
- بتوحشيني دايما
- انا جنبك على فكرا
قالتها وجسدها يرتجف من لمسات يديه، غمغم وقاص بخشونة وشفتيه تقبلان وجنتيها وجبهتها
- حتى وانتى جنبى، عايزك في حضني دايما
كانت مشتعلة بجنون، وجنتها محتقنة بالدماء و جسدها يشتاق لمداعباته، همست بصوت مغوي
- كلامك ده فيه بعض الخبث، انا في حضنك على فكرة.

قرص وجنتها بخفة قائلاً
- لمضة
ارتمت تعانقه بجنون، يداها تلتف حول عنقه وذراعيه تعلمان طريقها جيدًا، تعلم أنه يحاول بأقصى جهده كى لا يفقد رشده خاصة انها في غرفة مكتبه، افلتت شفتيها من شفتيه وصاحت بنبرة لاهثة
- جاهز لبكرا
- جاهز
عيناها دائختين
وجسدها مستكين من أثر عناقه
والحال عنده ليس أفضل
منذ أن تذوق طعم حبها وهو يطلبه منها مرارا
ربتت فريال على وجنته وقالت
- معاك يا قرصاني، السفينة هتوصل لبر الأمان.

- اتمني كدا
هتفت بتصلب وحزم
- معاك، متقلقش كل حاجه هتمشي بخير
- وقاص
نقرات على باب غرفته وصوت رهف المتسائل بأسمه جعل فريال تتملل بتكاسل على صدره، تغلق ازرار قميصه وترتب هيئته المشعثة، بأنامل حازمة امسك معصم فريال و قال بجمود
- اقعدي زي الشاطرة هناك على الكنبة
عبست فريال وهي تقترب منه قائلة
- انت جوزى
غمغم بحزم شديد
- وهي اختى.

اشاحت فريال برأسها للجهه الاخري وهي تمط شفتيها بعبوس، ادار وقاص وجهها لتصبح في مقابلته، همس بهدوء
- راعى يا فريال
أومأت موافقة وهي تنهض لتجلس على الاريكة وعيناها تلمعان بثأر، حمحم وقاص بجدية شديدة وهو يدعو الله ألا تكون رهف منتبهة إلى هيئتهما، صاح لها بالاستئذان لتدلف رهف إلى الحجرة ووجنتيها محتقنة بخجل فطرى، عيناها لا تقدر على رفعها نحو وقاص.

كانت هي متجهة نحو غرفة مكتبه لولا تقدم فريال إلى غرفته اولا، انتظرت لدقائق طويلة لخروج فريال من حجرته إلا أن مكوثها لفترة طويلة جعلها تتحرج وتطرق باب غرفتهما، همست بخجل شديد
- وقاص انا كنت هخرج بره شوية، حبيت ابلغك
قال بهدوء
- تمام الحارس عينه عليكى
رفعت عيناها من رده الهاديء، همست بحدة شديدة
- انا هتمشى مش هروح اقابل حد
غمغم بنفس النبرة الهادئة
- هو انا قولتلك هتقابلي حد.

كادت ان تلتفت وتغادر إلا انه صاح بلهجة حازمة
- على بداية السنة قدمتلك ورقك في الكلية عايزين نخلص اخر سنتين على خير
اتسعت عينا رهف وقالت باعتراض
- لكن
رفع اصبعه لتبتلع باقي جملتها، غمغم وقاص بنبرة صارمة
- بدون، سيبتك فترة ومتقلقيش حولتك لكلية تانية
احتقن وجه رهف وهي تدب على قدمها قبل أن تدير على عقبيها مغادرة، همست فريال بهدوء
- متبقاش قاسي يا وقاص
غمغم بجمود.

- مش هرخي الحبل عليها، لازم يتشد لو لقيتها بتتلاوع معايا
هزت كتفيها وقالت وهي تستقيم من مجلسها
- انت ادرى، رايحة اشوف عاملين ايه غدا
خطوة واحدة خطتها ثم اصبحت اسيرة ذراعيه، اقترب وقاص هامسًا بمكر
- تعالى هنا مش قولتي عايزين بيبي
ردت بهدوء
- ايوا وقولتلك نروح الدكتور، هحجز في يوم وتفضى أى مواعيد
لمس وجنتها بأنامله وقال بلهجة ذات مغزى
- مش الدكتورة لازم تطمن بردو.

حسنًا طبيبة، بالتاء المؤنثة تعنى أنها ستكشف فقط امام السيدات
وحديثه الماكر جعل ابتسامتها تزداد اتساعا وهي ترد بنعومة
- يا لئيم أنت، انسى
افلتت من براثن ذراعيه، إلا أنه اعادها إليه بنفس القوة وقال بنبرة ذات مغزى
- جتيلى برجلك
انفلتت ضحكات ناعمة من شفتيها قبل أن تستسلم لجنون قرصانها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة