قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني عشر

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني عشر

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثاني عشر

أتعلمون الشعور حينما تسقط من اعلي قمة عافرت بها بمجهودك وكدك لتحدث زلة فقط
عثرة
لتسقط إلى سفح الأرض
أتعلمون الشعور حينما يخفق قلبك بقوة، حينما يعطيك حبيبك ابتسامة باهتة ربما لا تصل إلى عينيه لكن عندك تكون اجمل ابتسامة تراها بحياتك.
عيناك تخدعانك
ذهنك يخدعك
لكن ابدًا العقل لا يخدع
تكون معمي البصر لكن لا تكون معمي البصيرة
وهو خاض أن يكون معمي البصيرة والبصر معا لانها هاتفته واخبرته على موافقتها.

هو حتما لا يتذكر كيف قضي ليلته ليجمع ملابسه وينطلق راكضا والقلب ينتفض ولعًا وشوقا لرؤية ملامحها الناعمة
رغم كل شيء تظل هي مارية
الفاكهة المحرمة له، المضيفة الجميلة، الملكة التي عذبته كثيرا حتى يبقي فقط حائما حول محيطها
لكن كل ذلك تحطم
آمال وامنيات تهشمت وهو يراها مع اخر رجل من الممكن ان يتوقعه أن يكون هنا تحديدا
- بتعمل ايه هنا ياحقير.

صاح بها بصوت جهوري حينما اقتحم تلك الغرفة التي تصدر منها جلبة، شقة حبيبته وخطبيته تطلب الاستغاثة، صوت ضحكات رجولية خبيثة زادت من شراسته ليكسر الباب بعد عدة محاولات انتهت بالنجاح
رمق نضال ذلك الذئب البري الذي على وشك أن يمزقه اربًا وهو يراه يختلي بحبيبته، ابتسم ببرود وهو يرمق للمنكمشة بإزرداء قائلا
- والله السؤال ده تجاوب عليه ربة الصون والعفاف.

اقترب منها وهو على وشك ارتكاب جناية لا محالة، سيقتله ثم يقتلها، امسك ذراعها بخشونة وصاح وعيناه تندلع منهما نيران مستعرة
- ايه علاقتك معاه، ردي وقوليلي ايه علاقتك مع الراجل ده بعد ما كل اللي حصل
راقب نضال بعيناه المسرحية الدرامية بشيء من الازرداء والتقزز ليهتف
- الله هي مقلقتلكش الطفل يبقي مني ولا ايه، تؤ تؤ
المثير للضحك انها خانعة ومستسلمة
مستسلمة بطريقة تكاد ترديه قتيلا.

رفع عيناه يحدق إلى غريمه الاوحد، صاح بخشونة وهو يكاد يحطم عظامها اللينة
- اخرس خااالص، وانتي ساكتة ليه، ردي عليا، مش انا حذرتك تبعدي عنه، مش حذرتك
تلجلجت وبللت طرف شفتيها وهي تهتف بتوتر
- مااا، م..
ضيق عيناه الداكنتين وهو يقترب منها صائحا برعب ارعب مفاصل جسدها
- هو ده اللي كنتي خايفة منه، هو ده
شهقت بألم وهي تحاول ان تنزع ذراعها من براثنه لتهمس بصوت متالم
- اسمعني انا.

والمشاهد الوحيد يراقبهما حتى صاح وهو يلقي قنبلته الموقوتة قائلا
- عموما انا هعذرك، لكن من الواضح حبيبة القلب خطيبتك مقالتلكش انها تبقي لسه على ذمتي
جحظ عيناه وهو ينظر إلى عيناها ينتظر منها ان تكذبه، ان تكذب ما قاله، انتفض كالملسوع مبتعدا عنها والتفت بحدة اليه قائلاً
- انت اكيد اتجننت
غمغم بسخرية وهو يضم يديه في جيب بنطاله
- عرفت تضحك عليك، عموما لينا مقابلة بكرا يا ماريا.

وخرج وهو ينهي تلك المسرحية، يخط نهايتها بقلمه هو
ليس بغر حتى لا يوزن كلامه
لكن يعلم جيدا ما يحدث حين يغضب الرجل، وإن كان رجلاً عاشقًا بائسًا لحد النخاع، يائس من عشقه المريض و من معشوقته..
هي من اجبرته على فعل ذلك
حينما استقصي اخبارها علم ذلك الطيار الذي يعمل معها في نفس الشركة سابقا قبل ان يقدما استقالتهما وكلا يلتفت إلى عمل خاص في بلدة غريبة.

غدا سيعلم حقا اذا كانت الطفلة التي لم يراها حتى الان ابنته ام انها مجرد بائسة لطلب الوصال.
تنهد زافرا وهو ينطلق بسيارته نحو الحقير الذي تركه يتعفن في مكان نائي.
سيفرغ شحناته السلبية عليه، هو اخطا حينما ظن انه سيهرب كما المرات السابقة، يدمر اخته ويظن ان لا أحد سيحاسبه على فعلته الشنيعة؟!
وماهر لم يكن يشعر صوي بصفارات في اذنيه
متزوجة؟!

المخادعة ارتضت ان تكون خطيبته وهي متزوجة، في اوج غضبه كاد يحطم عظم زندها بقوة وصاح بصوت خطير
-جوزك؟
ارتعبت بفزع وهي تراقب عيناه المظلمتين، ما الذي فعله نضال ليتحول إلى وحش كسير، وحش سينقض عليها في اي لحظة
لكن هو مجروحًا بكرامته التي تمرغت في الأرض، مجروح بشدة منها ومن كبرياءه، دفعها للحائط واشرف عليها بجسده النحيل قليلاً
عيناه السوداويين تغوص بلا ادني رحمة وشفقة إلى عينيها المذعورتين.

خبط بكفه الحرة بجوار رأسها مزمجرا بوحشية
- انطقي وقوليلي لسه على ذمته
استعطفته بتوسل وهي تمد يديها تحيط وجهه ليفاجئها وهو يعتصر يديها خلف ظهرها لتتأوه بألم هامسه بإرتجاف
- م، ماهر.

عقله يعيد ذكريات الماضي، تذكر حينما عادت من الاجازة تخبر زميلاتها عن الرجل الغامض الذي قابلته في الفندق الذي حجزته، تابع اخبارها بدقة شديدة وهو يراقب تطورات الاحداث لكنه اضطر السفر لشهرين خارج الموطن وحينما عاد كانت مجرد حطاما..
امسك ذقنها بخشونة وهمس بصوت اجش
- قولتلك كام مره ابعدي عنه لما كنا في الشغل، كام مرة حذرتك منه ومن نظراته وانتي كنتي طايشة وهبلة.

تشنج جسدها وهي ترتطم بجسده، وترها نبضات قلبه التي تهدر بعنف، لا تستطيع الدفاع الان، ترغب القول انها حرة، حرة واختارت ان تكون له، تحث لسانها عن الحديث لكن الكلمات حشرت في حلقها وحينما إرتدت رداء الشجاعة همست بصوت واهن بإسمه
- ماهر.

لفظها بتقزز، ابتعد يراقب ذلك الجسد، الجسد الذي لم يعد يعجب صاحبه القديم، هالتها المنبعثة منها قديمة غير موجودة، من امامه شبح متلبس في جسد انسان، نفض يديه في بنطال جينزه الاسود وقال بنبرة ساخرة
- مجيتي جت على الفاضي، وكلامك ليا امبارح وانتي بتقوليلي انك وافقتي تبقي معايا علشان احميكي منه
التقت انفاسه بصعوبة وهو يسبهاويلعنها ويلعن نفسه مائة مرة، تمتم بسخرية وهو يجول بإنظاره إلى شقتها.

- طلعت انا المغفل الوحيد اللي هنا
واستدار مبتعدًا، يغادر من منزلها قبل ان يرتكب جريمة، شعر بيدها الناعمة تتلمس ذراعه وتظهر امامه بضعف يثير به امران النفور والحماية
حاولت التقاط انفاسها وهي تزرع نفسها زرعا بين ذراعيه
- لا يا ماهر ارجوك متسبنيش
خفض بصره إلى عيناها وامسك ذقنها بإصبعه، للحظات يستشف صدقها من عيناها، لامس انامله عنقها بخفة صعودا ونزولا ليهمس بحدة
- مراته ولا لا؟

كادت ان تميد الارض بها وهي لا تستطيع ان تكون بحالة يقظة، انامله لا ترحم عنقها ويده الاخري تعبث بخصلات شعرها الشقراء لتهمس بنفي
- مش مراته والله ما مراته
ربتت على وجهها بأصبعه وهمس بنبرة متهكمة
- لسه ساذجة يا مارية، سذاجتك دي سبب مشاكلك
قبضت بعنف على ذراعيه واقتربت منه تستجديه بيأس قائلة
- متسبنيش يا ماهر ارجوك
نبذها للمرة الثانية بعنف قائلا
- خليه ينفعك
هي لم تكن هي
لم تكن في حالتها الطبيعية.

اوقفته للمرة الثانية وهي تضع جسدها عند باب المنزل قائلة بخوف
- ارجوك بكرا هتطلع النتيجة
ضم يديه في جيب بنطاله ليستمع إلى صوت بكاء شمس، تمتم ببرود
- الاب معترف بأبوته ليها، لسه بتحبيه مش كدا
وداخله يلعن غباءوه..
كيف لم يفكر ب نضال، ربما لانها احتفظت بهوية الرجل الغامض بسرية.

كيف لم يعرفه الا حينما رفعت القضية، لكنه ظن أن نضال لن يقترب من محيطها، ظن انه سينكر أبوته وحينما تعلن النتيجة سيهددها، لن يهددها هو بذاته ربما يرسل رجالا اشداء ليقذفوا في قلبها الرعب حتى ترحل البلاد مرة ثانية!
سب عقله الذي لا يعمل بكفاءه بسببها هي
هي جعلته مشتت، بدون عقل حتى ظن انه مجرد ابله
ابله يخدعه الجميع وكل ذلك لانه تحكم بعاطفته فقط!

لكن مجييء نضال في ذلك الوقت تحديدا لا يعني سوى انه يضرب عصفورين بحجر واحد...
اتسعت عيناه حالما توصل إلى ما يفكر به نضال، يعترف وينشد بذكائه لانه حقق مبتغاه، رفع عيناه نحوها وصاح بجمود
- كنت مجرد بيدق في لعبتك، رغم كل اللي عمله لسه قلبك ليه
زفر بحرارة وهو يدلك عنقه ليتطلع اليها بتكاسل
- واضح ان اسيا كان كلامها صح، مهما عملت مش هوصل ليكي لانه لسه محتل قلبك.

اطرقت رأسها حينما وصلت تلك النظرة التي طعنت قلبها، هو ملاك جاء اليها وسط عالمها، لا يستحق ما فعلته، لم تشعر به حينما ازاحها جانبا ليخرج من المنزل غالقا الباب خلفه، لم تشعر بصوت بكاء شمس الصغيرة، كانت مغيبة ولم تفق الا حينما علمت ان ماهر لن يكون كما هو
سيتغير، والتغير لن يعجبها اطلاقًا
رفعت عيناها نحو الباب بألم، ارتمت على الارض محتنضة اياها والدموع كانت ستارا عازلا لواقعها وهي تردد بهذي.

- ارجوك متسبنيش.

سبحت مارية بذاكرتها حينما كانت مغفلة، ظنت انها تعيش في قصة اميرة حالمة، منتظرة اميرها ليقودها إلى عالمه الخيالي وتصبح ملكة قلبه و ملكة عالمه..
آسرها غموض نضال، كان هادئء الكلام، قليل الحديث، مستمع جيد، قوي الشخصية، به هالة خطيرة منبعثة منه تجعل الجميع يكن له احترام والنساء تتهافتن عليه.

اصطحبها معه لمطاعم فاخرة وهي انجذبت لذلك البريق، انجذبت لاسمه رغم اشاعاته الكثيرة لم تلقي بذلك بالاً، خطف بصرها بالهدايا الثمينة وظنت انه لا يستطيع التعبير عن مشاعر سوى بشيء قيم، وصدقت هذا في خلدها، حتى اخذت الصفعة الأولي حينما عرض عليها الجواز السري
تمتمت بذهول وهي تنظر إلى الورقة، الورقة التي تنتظر توقيعها لتصبح رسميا امرأته أو جاريته!
- ورقة عرفي!

يومها نظر اليها بغموض بعيناه الذهبية، يخفي شوقا ورغبة بها وهو يهمس بجفاء
-انتي عارفة اني مقدرش اديكي اكتر من كدا
تهاوت على المقعد وهي تتذكر اليوم الخيالي الذي قضته معه، كانت اميرة تأمر فتطاع، نفذ لها رغباتها ولم يفتها تلك النظرات التي تخترقها وتحرقها، تمتمت بضياع وهي ترفع عيناها اليه لتراه يشرف عليها بضخامة جسده
- نضال
جلس مقابلا لها ونظر إلى عمق عيناها قائلاً.

- ماريا اظن ان من اول يوم اتقابلنا وعلاقتنا عمرها ما هتنتهي بجواز سعيد واحلام وردية
الصفعة الثانية تلقتها بصمت غير قادرة على البكاء، كتمت شهقتها وهي تهمس بتردد
- لكن
قاطعها بنبرة ثابته
- مش هقدر اديكي اي حاجه غير إن انا هكون وفي معاكي في علاقتنا
يكون وفيًا بمعني انه لن يعاشر امرأة وهي ما زالت امرأته سرًا
يكون وفيًا بمعني انه سيظل ينظر إلى اجساد النساء وحينما تعجبه واحدة سينبذها.

يكون وفيًا بمعني أن تضع حدًا لسقف أمانيها
قبضت بيدها على القلم وتشوش تركيزها وهي تهمس بإعتراض واهن
- لكن
ابتسم بظفر حالما حصد على فريسته
هو لم يكذب عليهن يومًا
هن فقط حالمات، ويتوقعن اشياءً بخيالهن المريض
غمغم بهدوء وهو يتفحصها بتكاسل شديد
- قرارك يا ماريا
نظرت إلى الورقة للحظات ثم اليه، حتى حسمت امرها
ووقعت
وقعت عقد السجن
وصارت السجينة في قبضة الإمبراطور.

قام من مجلسه وما زالت تلك النظرة الكسولة تتفحصها تحت اختبار ذكوري، جميلة وفاتنة لن ينكر ذلك الجمال ابدًا هو رجل يقدر جمال المرأة دائمًا، امسك ذقنها ورفعه اليه متطلعًا إلى عيناها ليقول بنبرة هادئة
- مبارك يا عروسة
ارتبكت عيناها وهي تلاحظ ما الذي فعلته بحماقتها
ينظر اليها وكأنه ظفر على فريسته
الأسد يبدو في حالة التخمة فقط من رؤيتها.

هلع قلبها وهي للحظة اوشكت على الخروج وضرب كل شيء في عرض الحائط، ليثبتها بصوته الآمن المخادع
- متخافيش مش هاكلك
عضت شفتها السفلي بتردد وغزا الخجل وجنتيها من نظراته التي تنظر بتقيم، نظرة رجل حار الدماء لإمرأة يشتهيها ويرغبها
- انا بس...
شقت ابتسامه ناعمة وبريق من عينيه وهو يقول بهدوء متطلعًا إلى خجلها وارتباكها
- أول واحد هلمسك، مش كدا؟

دمعت عيناها من فرط الخجل لتومأ برأسها، ليميل قرب شفتيها هامسًا بصوت ناعم
- خليني اعملك استقبال خاص بيكي يا عروسة
وشفتيه اقتحمت عذرية شفتيها
يجردها من كل شيء، يستبيح ملامسة جسدها
لقد أصبحت ملكه وهو صبر حتى نالها
ارتوي من نبعها الذي لم يمسه بشر قط ليختم جسدها بملكيته
وصارت هي مجرد رقم ضمن لائحته التي لا تعد ولا تحصي
وتدمرت احلامها الوردية حينما واجهت قسوة الواقع.

اقتربت من الغرفة الرياضية وهي تحمل في يدها صندوق به الكاب الكيك الذي صنعته وابتسامه ناعمة تحتل ثغرها بعد فترة سباتها، نظرت إلى حركات فريال الرشيقة والفتيات المراهقات اللاتي يتابعن بشغف ويقلدن حركاتها، اسابيع مرت بعد ان وطئت بقدمها إلى صالتها النسائية تعترف انها مرحة وتذكرها بصديقتها السابقة نادية
تجهمت ملامحها للعبوس والشرود في آن واحد وهي تتذكر ارتباط جيجي السويسري ب فريال الشواف.

جيجي التي ابصرتها بعيناها بعد فقدان وعيها، جيجي التي علمت بماضيها المشين، اخبرتها بإنهيار تفاصيل معرفتها ب ماجد، جيجي التي حلقة الوصل لها و لفريال.
هما يريدان الثأر من العائلة وإن كانت اسباب فريال مجهولة، لكن يكفي بكاءًا على اللبن المسكوب...
ابتسمت بشرود وهي ترفع يدها ملوحة إلى فريال لتنظر اليها فريال بابتسامه ورهف تهمس بشفتيها
- صباح الخير
بريق إلتمع في عيني فريال لتلتفت إلى المراهقات قائلة.

-عشر دقايق بريك يا بنات
اقتربت فريال بإبتسامة حلوة لتهمس رهف
- جيت وجبت معايا كب كيك
دهشت فريال وهي تراها تخرج ما في العلبة لتقع عيناها على الفراولة، اختطفتها وهي تقضم قطعة تلوكها بتلذذ
- واو بالفراولة
ظنت رهف انها ستأكلها بعد انتهاءها، او ربما ستبتسم مجاملة وخصوصا ان فريال من النوع المخافظ على جسدها هي وابنه خالها، ابتسمت رهف وقالت ببساطة
- الصراحة مش عارفة اي اللي بتحبيه فعملت كذا نوع.

عادت فريال تقضم قطعة اخري وهي تتلذذ من الصوص الفراولة السائل لتقول
- وااااو بجد طعمها يجنن
راقبت الفتيات وهن يرمقن مدربتهن بدهشة، وفريال غير عابئة تماما حتى انهت قطعتها شاكرة اياها لتهمس رهف بتردد
- تعرفي انا معرفش ايه فيه في القرية؟
ابتسمت فريال بعذوبة قائلة
- خسارة بس مش مشكلة تتعوض هناخد جولة بعد ما اخلص
لطاما تحيرها المدعوة ب فريال
تارة تراها ماكرة وغامضة وتارة اخري تراها منطلقة وحيوية مثل جيجي.

تتأرجح في الطرفين ولا تعلم كهنتها
هزت رهف رأسها وهي تتحير من بساطتها معها في الحديث لقد كانت منذ اسابيع ترهب منها لكن ما إن وطئت بقدمها إلى صالتها حتى تبدلت هي كليًا
لا تعلم اي تعويذة القتها عليها لكنها سعيدة، ربما الطاقة النساءية هي سببها او ربما هي مصدر الطاقة!
- المكان تحفة ومعرفش ايه اللي خلاني لحد دلوقتي في مكاني
صمتت وهي تنظر إلى عيناها قبل ان تسترسل بإختناق.

- وقت ما كنت صغيرة وبتفرج على افلام الاميرات اتمنيت يكون ليا عالم لوحدي والاقي اميري ونعيش في سعادة زي ما بشوف في الافلام بس لما كبرت عرفت كل ده اوهام
قالت فريال ببساطة شديدة
- انا اتمنيت ابقي الساحرة الشريرة
جحظت عينا رهف وعيناها تقول بتهزري! لكنها اكدت لها.

- الصناع بتمشي على حسب الناس بتحب ايه وعايزة ايه، حتى لو فيه بذرة شر لانسان فلازم يتعاقب للنهاية اما الملاك فمهما عمل من اخطاء لازم اخطائه تغتفر لانه يبقي في الاول والاخر ملاك
زفرت فريال بحنق قبل ان تغير دفة الحديث قائلة
- هاخدك على مطعم سوري هنا يجنن، كل بنات القرية بتيجي مخصوص علشانه
عبست ملامح رهف وقالت بتساؤل
- للدرجه دي اكله حلو؟
غمزت بشقاوة وهي تعود لوجهها الاخر الذي تنفره.

- انتي الصادقة هو اللي حلو.

دقت بأناملها على سطح مكتبها وهي تنتظر بفارغ الصبر جيجي لترد على مكالمتها، تلك الخبيثة حذرتها ان تنشر الفيديو الذي التقطت خلسة وهي تغني بقرب حمام السباحة، كانت تستفزها قديمًا بأنها ستنشره على مواقع التواصل الاجتماعي لكن في ليلة وضحاها الفيديو ينتشر كما النار في الهشيم هذا لن تقبله ابدًا
ما إن فتح الخط وصوتها الخبيث يصل إلى اذنها حتى انتفضت من مقعدها صائحة بنبرة شرسة
- جيهاااااااااان.

راقبت جيهان بحاسوبها إلى فضائح شخص هام كان محتفظا به في هاتفه، التمعت عيناها بشقاوة وهي تري كم ستكون فضيحته مثيرة وهي تضع عناوين ساخنة على احدي المواقع، ردت بنعومة
-الشادية اسم حلو ويليق بيكي
جزت شادية على اسنانها غيظا وكمدا وهي تصيح هادرة
-اقسم بالله ما انا هسيبك
دلكت جيهان رقبتها وهي تبعث المعلومات إلى احد المواقع التي تهتم بنشؤ فضائح المسؤولين لتقول ببساطة
- بريء يا بيه، كله من زن فريال والله.

زمجرت شادية بوحشية وهي تتوعدها وتتوعد فريال
- والله لاوريكم، اصبري عليا يا جيجي كون انك شاطرة في الزفت اللي بتستخدميه ليل نهار مش معناه اني هسكت
اغلقت حاسوبها لتنزع سترتها الجلدية من المقعد قائلة ببرود
-وسيم مقدملك عروض يا بيبي، دلوقتي هقول مش هنشوفك كتير يا فنانة
شخرت ساخرة لتدمدم بسخط قبل ان تغلق مكامتهم التي لن تقدم شيئا
- غبية.

انهارت على مقعدها وهي تدلك صدغها علها تخفف ذلك الصداع الذي ألم بها، جاءها صوت مساعدتها عبر السماعة تقول بهدوء
- استاذة شادية، العروسين في انتظار حضرتك
ضغطت على الزر قائلة ببرود
- دخليهم يا نجوي.

ثواني حتى استعادت صفاءها وهي تقوم من مقعدها متوجهه إلى الخزانة التي تحتوي على مجموعات جديدة، مجموعات للسنة الحالية وخصوصا لفصل الربيع، شعرت بنقرة على الباب ثم دخول الطارق لتسمع صوت هاديء يقول بنبرة رخيمة وهي مولية ظهرها له
- مساء الخير.

سقط الملف من يديها ما إن استمعت إلى نبرة الرجل الذي تعلمه، طنين في اذنها وهي ما زالت في مكانها، اغمضت جفنيها وهي تضغط على شفتها السفلي تسحقها بقوة، لا يمكن ان يكون هو، لا يمكن ابدًا
استدارت وياليتها لم تفعل لتقع عيناها عليه ثم إلى مرافقته، والخاتم الذي في بنصر المرأة متوهج بطريقة مخيفة، عات بعيناها اليه وهو يرمقها بغموض تعلمه جيدًا لتهمس بشرود
- م، معااذ!

معاذ زوجها السابق يفحمها بقدومه مع خطيبته التي تصغرها في العمر، معاذ زوجها السابق ترك جميع المسؤولين عن تنظيم حفلات الزفاف واختارها هي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة