قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والعشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والعشرون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والعشرون

العقل في عدة أوقات لايريد التصديق امرا
ليس لانه غير قادر على تصورها أو استيعابها
بل لأنه غير قادر على تحملها
لذلك يختار الخيار الأسهل ألا وهو عدم التصديق.

وهذا ما حدث له تماما حينما شاهد صورها، ربااااه، ضغط انامله بقسوة على هاتفه وهو يرى انتقال الفيديو من مواضع صورها الى شيء آخر جعلت عيناه تتسع جحوظا، اغلق هاتفه فورا وهو يغمض جفنيه محاولا محو تلك الصور التي علقت في ذاكرته، ضم قبضته وهو يلكم الحائط عدة مرات بقوة حتى انفجر مطلقا زمجرة وحشية وهو يمرر انامله على خصلات شعره بجنون..

اللعنة، لما الان؟!، لما ارسلتها الان، ربما إن راها بعد الزفاف ستكون هي في قبضته ولن يلكم الحائط، تهدجت انفاسه من فرط بركانه الثائر الذي يقذف حممه اللاهبة في جوفه، لما دائما هو يسعى الى نفس الطريق دائما؟!، لما الجميع يظنون انه قوي وقادرًا على حمل الجبال فوق ظهره؟!

ألا يرون انه حان الوقت ليأتي احدا يحمل حمله؟!، ألهذا شعرت بالذنب بل ووضعت نفسها في مأزق ان تأخر عليها لدقائق اخري سينهشون في لحم جسدها بحديث الناس القمىء؟!
من تلك المرأة حقا؟، بل كيف في ليلة وضحاها استحوزت على تفكيره
بل باتت بالنسبة له كالهوس
هوس ولعنة لا يستطيع أن يحلها
يفكر بها كثيرا واصبحت من ضمن دائر نطاقه للحماية، بهت وجهه لثواني
أيعقل انه أحبها؟!، لما؟ وكيف في وقت قصير؟!

صابرين حبيبته السابقة لم يكن علاقتها كما يوصف علاقته بفريال
كانت علاقتهما أقل تعقيد قبل أن تنتهى ويفترق كلاهما
لكن فريال؟!، لا يصدق انه يعترف بها اللعنة قلبه يخفق بجنون شديد لم يشعر به اطلاقا!
رغم امتعاض والدته ورفضها للحضور الا انه اصر على وجودها حتى تظهر صور عائلية امام الصحافة التي تتابع اخبارهما حصريا دون توقف كونهما العائلة الاكثر غموضا وتعقيدا بين سائر العائلات الثرية.

ليتهم فقط يعلمون كم هم عائلة مفككة وكل شخص يحاول البحث عن ذاته وكيانه سواء نجح ام لا، لكن العزيمة هي التي لم تضعفهما يوما، فتح عيناه وتراقصت الشياطين بجنون مارد ليعود اليها
حتما تلك الليلة سيطالبها بجميع التفسيرات، الليلة سيعلم عنها كل شيء.
ما ان خطي للقاعة ووقعت عيناه عليها حتى وجدها تستلم له ولصرامته الشديدة، عيناها بهما لمعة جعل قلبه ينبض ما ان استمع إلى اسمه من شفتيها
- وقاص.

نظر إلى جيهان نظرة ذات مغزي ثم قال بصوت اجش
- المأذون اتأخر ليه
لا تصدق انه امامها، رغم الشرر الذي في عينا قرصانها الا انها لا تشبه ابدا جنون ذلك المختل عزيز، غشاوة رقيقة شوش بصرها لتلمس ذراعه وهي تقول بأبتسامة شاحبة
- وقاص انا عملت كده علشان ما تكون مجبر
لا تريده مجبورا، تريده داعما، صامدا، قويا
لا تريده ان يكون بدافع الشفقة، فأخر شيء توده ان يكوم بجانبها بدافع الشفقة.

لولا علمها انه هو الوحيد القادر على مساعدتها للتخلص منه في اقرب وقت قبل ان يحولها لمجنونة مثله ما قدمت إلى طريقه
وما جعلت جيجي تضع قصر عائلتها من ضمن الاماكن المقترحة لبناء المشروع
تريد مساعدته للثأر منه، وان يكون هو غير كل الرجال
لتخبر النساء ان ليس كل الرجال وحوشا، هناك وحوش بها امان ودفء عكس باقي الوحوش الاخري المفترسة
اهتزت حدقتيها ونظفت حلقها وهي تراه يقول بابتسامة هادئة.

- انا عمري ما برجع في كلامي
فغرت فيها واستحال وجهها للشحوب وعيناها اصبحت زائغة وهي تري انه يثبت ما خافت منه، انه قدم كي لا يثير فضيحة امام تلك الطبقة المبهرجة، رأته يتقدم نحوها وهو ينظر إلى وجهها بتفحص شديد، لمست انامله ظهرها تحديدا عند موضع اسفل عظام كتفها لتتسع عيناها وهي تراه يهمس بدفء
- متخافيش.

انامله سحبت لمواضع تشوهها الذي ابقته موشوم في جسدها جراء ذلك الحيوان الذي كان يمارس سلطة السادية عليها لينتقل إلى خلف عنقها وهي ترتجف بين يديه بقوة
هي عرت نفسها امامه واخرجت ما تخفيه من مراتها، مواضع كانت تخفيها بمستحضرات تجميل دائما امام الناس كي لايفزعوا منها وكي تنسي ايام عذابها، نظرت إلى عيناه الدافئتين لتقترب واضعة رأسها على جبهته هامسة بألم
- انا اسفه.

قبل جبهتها بكل دفء وهو يضمها بغريزة الحماية وشيء اخر خبيث يجعل قلبه يتراقص فرحا، أيقن ان فريال تمتلك تأثيرا مدمرا عليه ولن يمانع ابدا.

ابتسمت رهف بنعومة ما ان اطمئنت من توثيق الزواج، تري فريال في اقسي مراحل ضعفها وقوتها، تظهر ضعفها امام وقاص وقوتها امام العدسات الغبية، تهادت بفستانها الازرق الرقيق وتشكر فريال وجيهان اللاتي اعتنين بها وكأنها أميرة صغيرة على وشك ان تتوج..

اقتربت من سفرة الطعام التي اعطت بها روحها كلها في سبيل اسعاد الجميع، رغم فظاظة نزار الا ان بحديثه الناعم بلكنته الشامية التي تقشعر بدنها تطمئنها، الرجل ساعدها في تعلم عدة اصناف طعام جديدة، تذوقت الفراولة الغارقة بصوص الشوكولا بتلذذ لتسمع تعليق ساخر من هنادي
- اهلا يا مزة مشوفتيش شيف كدا صغير وبشعر منكوش.

تأففت ما ان سقطت بقعة على جيدها لتهبط البقعة كزخة مطر سقطت على الزجاج، تهبط بسرعة شديدة لتظهر بقعة خبيثة في بداية فستانها، شهقت بقوة وهي تزيل بمحرمة الشيكولا التي تركت اثرا على جسدها ثم نظرت إلى هنادي الضاحكة بشماته
- متبقيش رخمة يا هنادي
صفرت هنادي بأعجاب شديد، لتتراقص حاجبيها بشقاوة
- طالعة قمر بجد معرفتكيش.

احمرت وجنتي رهف من اطراء هنادي التي ترتدي زي الشيف، رغم اصرارها على ارتداء فستان وحضورها الحفل ووقوفها بجوارها الا انها قالت ان الشيف العظيم ترك لها الاهتمام بالضيوف بالحفل وهو، الله اعلم اين من الممكن أن يوجد؟!
وضعت خصلة خلف اذنها وهي ترد بخجل
- شكرا يا هنادي
غمزت هنادي بشقاوة وهي تعطي محرمة معطرة، تعلم بقعة كتلك أتلفت فستانها الرقيق لتقول
- شكر على ايه وبعدين انا نفسي رايحة على البوفية.

اتسعت عينا رهف وهي تري جسد هنادي الممتليء بعض الشيء، ذلك الجسد ان راته ألفت هانم ستذبح الفتاة على ما تفعله في حق المرأة، تمتمت بذهول
- هتروحي فين تاني
نظرت هنادي إلى جسده البارع الجمال الذي لم تسقط عليه عين رجل الا وتغزل به ثم قارنته بجسد رهف الهزيل لتمسكها من معصمها قائلة
- بدل ما انتي معصعصة كدا تعالي كلي حاجه كدا ترمرم عضمك وتبقي بطة بلدي.

انفجرت رهف ضاحكة وهي تري سرعة رهف في ملء طبق كبير لها خصيصا، شكرتها بهدوء وهي تتمني ان لا تراها ألفت هانم الان وكل ذلك يحدث غافلة عن زوجين من العيون الاولي تتابع بمشاكسة وبريق ذهبي يتألق عيناه والاخري التي اصدرت عواصف بركته الخضراء الراكدة.

اجلي نزار حلقه وهو لا يصدق ما راي بعيناه تلك الفتاة، رباااه كيف تغيرت وكأن عصا سحرية حولتها من فتاة مراهقة إلى امرأة فاتنة بحق، يتذكر جيدا فساتينها الانثوية التي اتت بها بداية عملها قبل ان يعترض بخشونة يطلب منها أن ترتدي قميص وبنطال، ذلك الطلب منه كان خائفا من نظرات الرجال عليها، كونها تبدو صغيرة للغاية بل ومسالمة، كان يرفض رفضا تاما دخول امرأة إلى مطبخه كي لا تشتت تركيز الرجال وهو ادري بما يفكر به الرجال، لذلك هو صارما وجادًا معهمم، ثم يستخدم اللين ان استلزم الامر.

لكن ما ترتديه رهف هو زلزال 7 ريختر، راقب عيون الرجال الذئبية وهي تمسح بمحرمة ورقية على جيدها، اشاح بعيناه بعيدا وهو يزفر بحنق كي لا يشد تلك الغبية الساذجة إلى حمام النساء، اقترب منهما ما ان رأها تنحني ما ان سقط شيئا على الارض، ربما قرطا سقط، سارع فورا بتغطيه متعة الرجال التي اصدرت صفيرا عاليا، اشاح بعيناه بعيدا عنها وبكامل جسده غطي عرض الاغرء المقام لتستقيم رهف وهي غير منتبه للظل الضخم الذي يبتلع جسدها وهي تتحدث مع هنادي واضعا القرط في اذنها، اجلي حلقه ما ان انتبهت هنادي من قربه ليقول.

- مساء الخير
استدارت اليه ليقع عيناه على عيناها الزرقاء الصافية، رغم عنه تابع نزولا إلى جيدها العاري وذراعيها العاريتين ليكتشف ان الفستان عاري رغما من احتشامه الخادع ليسمعها تهمس مع هنادي
-مساء النور شيف
صب اهتمامه نحو هنادي وهو ينظر إلى الطعام قائلا
- كل شيء مضبوط
هزت هنادي رأسها واستمعت إلى احد يناديها لتستأذن منهما قائلة
- زي ما طلبت يا شيف، اعذروني.

كانت رهف تنظر إلى ملابسه الرسمية والتي اظهرت كم يبدو انيقا ولا يقل درجة بين المعازيم الثرية، توقعت ان يكون هنا هو الشيف المسؤول وليس مجرد من احد الضيوف، سمعته يهمس بصوت رخيم
- طالعة حلوة اليوم
شهقت رغما عنها وجحظت عيناها لتراه يغمغم معتذرا
- انا ماقصدت اتعزل فيكي بس طالعة بتجنني
بللت طرف شفتها لتفرك يديها بتوتر وقد تخضب وجهها من الخجل، لتهمس
- شكرا.

وصمتا هي تنظر إلى شقيقها وفريال وهو يتمعن النظر إلى شرود عيناها، هي امتنعت النظر إلى عيناه التي بهما اشتعالا مخيفا، لا تعلم اهو هكذا يتغزل في النساء خارج نطاق عمله ويزداد عدد النساء الحالمات به في المطعم، ام هي تلك طبيعته؟!
ابتسمت بشرود وهي تنظر اليه ممتنعة النظر إلى عيناه قائلة
- كنت فاكرة اني هزعل لما اشوفه متجوز، لكن من حقه انه ياخد السعادة.

لا تعلم لما تجري ذلك الحديث معه، وكأنه صديق قديم لها، بل جمعتهما علاقة متينة، وهو لم يتردد ليوافقها قائلا
- عندك حق
تقابلت اعينهما لتري عيناه تجذبانها اليه كالمغناطيس، وهي على شفا جرف من السقوط فيهما، زجرت نفسها بعنف وهي تنهي حديثهما قائلة
- واضح يعني، انك مشغول وكدا، امممم
ابتسم احدي تلك الابتسامات التي يوزعها على فتيات المطعم ليقول بصوته الشامي
- لا ماني مشغول لا تنسي انا كمان معزوم.

شل عقلها عن العمل وهي تستلم بذهول مخيف إلى عيناه الامنتين، وكأنه يعدها بالحماية منه ومن نفسه اولا، لا تعلم لما رأت تلك الاشياء في عيناه لتزدرد ريقها، الا يكفي حديثه الناعم وغزله لها منذ قليل، لما ذلك الاحمق يبتسم وهي تعلم غدا تنتظرها حرب لتنظيف السمك
- طيب اناااا
تأتأت وكأنها طفلة تنطق الكلمات اول مرة لتري عيناه تبتسم وشفتاه تزداد اتساعا وما رحمها كثيرا صوت بيسان التي اقترب منهما صائحة.

- نزار كنت فين
ابتسم نزار من تقدم بيسان ليمازحها قائلا
- هي آخرتك لما تجيبي بنت خالتك للعرس
رأته يرحب ابنة خالته بحرارة شديدة لتراها تقترب منه متشبثة بذراعه وهو لم يمانع اطلاقا وابتسامته مازالت محفورة على وجهه بغباء، استأذنت هامسة
- طيب بعد اذنك.

ابتعدت سريعا وهي تغادر إلى اقرب شرفة وهي تلعن غبائها، ذلك معسول الكلام استخدم سحره عليها وهي كالبلهاء وقفت امامه، بل خجلت وكأنها لم تعتاد ان تسمع كلمات غزل من شاب، بل رجلا من قبل، ضربت بكفها على رأسها وهي ترغي وتزبد لتقترب جيهان منها قائلة
- مالك يا رهف
تمتمت بهدوء
- هطلع برا حاسة ان الجو خانقة
هزت جيهان رأسها وقالت بأهتمام صادق
- طيب ما تتأخريش علشان القرصان ميقلقش.

هزت رهف رأسها لتتابع سيرها نحو الشرفة بمفردها ولم يهتم احدا سوى نضال الذي كان يتابعها منذ ان قدم للقاعة ليراها اختفت خلف الستائر التي تداعبها الهواء، ابتسم بمكر شديد وهو يري الشرارة التي اندلعت منذ قليل ليلقي نظرة نحو ذلك الشاب الذي يتحدث إلى الفتاة بحزم شديد وملامحها المكفهرة جعلته يعلم ان يؤنبها على شيء، تمتم نضال بمشاكسة
- اللعبة احلوت اووي.

ما ان اطمأن على الفرد من عائلته الاولي، وانتهي من مشاكسته الساخرة لزوجه ابيه الممتعضة الملامح، يعلم انها كانت ستزوجه فتاة بكر ما ان تنتهي مشكلة رهف الا حينما علق ساخرا ان بنات تلك المجتمع فقدن عذريتهن في مرحلة مراهقتهما وعملية بسيطة اعادت لها عذرتها الزائفة انفجرت وقتها في وجهه صائحة بعنف لكن لم يكترث من سبها له لكن ما ان فاض بها الكيل بدأت تسبه بشدة وانه سبب فقدان سعادة تلك العائلة، انه وجه شؤم، وقتها تجمدت الابتسامة على شفتيه وقناعه بدأ يتصدع لينجلي ما خلف ذلك القناع.

تركها وهو يتقدم نحو اخيه الذي يدعم زوجته ليقول بمرح
- والله وعملتها يا بكر العيلة
ازداد اقتراب الامني فريال لوقاص ليقول وقاص بجدية وهو يري فرح التي تجلس على احدي المقاعد تتابع ببهوت ما يعرض امامه
- واتمني انك تكون وصلت لقرار نهائي
نظر إلى فريال التي تنظر اليه ببرود ليعود إلى وقاص وقال
- فرح غير مارية
عبست ملامح وقاص، فرح هي التي ستتدمر في النهاية، صاح بجدية
- هدي اللعب شوية يا نضال
ضحك نضال وقال بمشاكسة.

- مفيش احلي من اللعبة لما توصل للذروة، متستخفش بيا يا وقاص انا اقدر اساعدك بردو في اللي عايزه
تنهد وقاص وهو لا يعلم الليلة التي حصل بها على ماجد بات ينظر إلى نضال بطريقة مختلفة، نضال يريد اثبات وجوده بينهما بأي طريقة وان كان بالخفاء، يكفي انه اهتم بشقيقته الصغيرة رغم كل شيء، ابعد ذراعه عن فريال ليتقدم نحو نضال قائلا
- اهتم بمراتك
رأي نضال عينا اخيه، عيناه ليس بهما غضبا او حنقا.

عيناه هادئتين للغاية، ابتسم وهي يري بعينيه تقدم اسرار مع زوجها ليربت نضال على ذراع وقاص قائلا
- ماشي يا ابن الغانم
سارع نضال بالتقدم إلى اسرار وهو يتوعدها تلك الغبية التي لم ترد على مكالمات هاتفه منذ زواجها، حذرها مرارا من غلق هاتفها، ابتسم وهو يري ذراع سراج تزداد تشبثا على خصرها من ان راه سراج
حك نضال بأبهامه ذقنها لينظر إلى صقيع عينا اسرار قائلا
- اووووه وصلت اسرار ومعاها الباشمهندس.

ثم القي عبارة ناعمة نحو اسرار الواجمة
- جميلة العيلة نورت
لم تهتم اسرار نهائيا بحرب العيون المشتعلة بين كلا الرجلين، جل اهتمامها نحو وقاص الذي يبدو انه حصل على سعادته بعكسها هي ونضال، جيد ان فرد من تلك العائلة البائسة جاهدت للحصول على السعادة، ردت بالا مبالاة
- اهلا يا نضال
غمز نضال نحو سراج الذي يحاول بشق انفاسه من ان يسدد لكمة في وجهه المستفز التي تسقط النساء صرعي، غمغم بأهتمام.

- مش بتردي على اتصالاتي ليه، مكتب سكرتيرتك اتصلت بيه لما الايميلات مش بيترد عليها
همت بالرد لتجد ان اصابعه تضغط بقسوة على خصرها، وكأنه يحذرها بلغته الخشنة من الرد ليرد بالنيابة عنها
- متنساش يا ابن الغانم اننا في شهر عسل
ابتسم نضال بتألق وهو ينظر إلى اصابع سراج التي تقسو على خصر اسرار واسرار تحاول جاهدة ان تظهر وجهها الجامد امامها ليقول بوقاحة
- بالنسبالك انت مش هي.

احتقن وجه سراج، ذلك الحقير يذكره الاخر انها لم تكن امرأته بل سبق لها الزواج والعجيب ان تقاربهما يستنتج منه ان اما ان اسرار في علاقتهما الحسية باردة للغاية او انها جاهلة للغاية، وهذا يعود بفضل زوجها الراحل
صاح نضال فجأة مغيرا دفة الحديث الشائك
- اعذرني ديه اغنيتي المفضلة.

القي اشارة نحو منسق الاغاني الذي اتفق معه سابقا، لتتصاعد الحان رومانسية في ارجاء المكان واقترب ثنائيات نحو ساحة الرقص، استأذن سراج الذي شارف على الانفجار منه وهو يسحب اسرار التي وافقت على الرقص معه.

بهدوء شديد قادها إلى حلبة الرقص ليغمز بمشاكسة نحو سراج الذي يكظم غيظه منه، وضع كلا كفيه على خصرها لتسود عينا سراج وهو يراها تضع كلا ذراعيها حول عنقه وتقترب منه بحميمة شديدة جعلته يود جذب شعرها بقوة وجرها خلفه نحو السيارة، ويقسم انه حين عودتهما سيؤدبها على فجورها وهي تراقص رجلا اخر غيره.
تنهد نضال وهو يهمس بهدوء
- سراج غير ضياء.

نظرت اليه اسرار بعدم فهم وهي ترقص معه بأنسيابيه شديدة، المشهد لم يكن جديدا عليها، كان في اي حفلة راقصة معها زوجها الراحل ضياء يراقصها نضال دون اعتراض ضياء نهائيا، اشياء كتلك تحدث كثيرا في مجتمعها المخملي وكون نضال ليس رجلا غريبا بل ابن عمها.
تمتم نضال بعبثية وهو يقترب من اسرار ناظرا بتحدي نحو سراج الذي يقسم انه سيفعل فضيحة في ذلك المكان غير ابه بالجميع
- سراج من النوع الحامي وانا بحب النوع الحامي.

زفرت اسرار بيأس، ولا تجد حرجا من انتزاع قناعها لتواجه وجهها الحقيقي المتألم امام نضال لتهمس بجفاء
- خليك مركز انت في فرح
تهجمت ملامح نضال ما ان رأي كدمة على جيدها، تلك الكدمة يبدو ان زوجها العظيم كان شره، ملس تلك الكدمة لتهتز حدقتي اسرار ليصيح بغضب
- عملك ايه؟
اغمضت جفنيها وهي تتذكر تأديب زوجها تلك الليلة لتهمس بلا مبالاة
- محصلش شيء.

جحظت عينا نضال واشتعلت عيناه بالقسوة الشديدة، متوعدا لذلك البوهيمي ليعنفها بصوت هامس
- بردو هترجعي تخبي كل اللي بيحصلك زي زمان
غشاوة رقيقة غشت عيناها لتهمس بسخرية
- مش بخبي يا نضال، واضح انه مشتاق ليا حبتين
رفع عيناه المشتعلة نحو ذلك الرجل لتلين ملامحه وهو يقول ببرود
- بيغير
قل انه شهواني ومتملك من فضلك همست بها سرا لترفع عيناها بتهكم
- ايه؟

لفها حول ذراعيه لتدور في عدة حلقات تقابل بهما عينا نضال المستمتعة لتختض من الذي اسودت عيناه قتامة، سحبها نضال اليه لتسقط على صدره وهي تلهث بقوة تغمض جفنيها وهي تشعر بهمسة نضال
- بيغير عليكي، سحرتي شباب الحسيني يا اسرار.

ارتكزت يداها على منكبيه وهو يتولي الرقص وهي تتبعه بهدوء، تذكرها تلك الرقصة بأيام الخوالي حينما كانت تعلمه في فترة المراهقة الرقص، كانت واحدة من قوانين الحظر التي فرضت على نضال الا يتساوي بوقاص او رهف من الرفاهية او التعليم الذي يتلقوه، لن تنكر ان زوجة عمها مجحفة في حقه وجائرة لكنها لم تتركه ساعدته واجبرت عمها ان يلتحق بمدرسة من مالها وساندته كونه يشبهها لكنها تتذكر انه كان تلميذا مشاغبا وها هو اضحي التلميذ راقصا محترفا وينافس استاذته، تمتمت اسرار ببرود.

- اخر حاجه تقولها انه بيغير، علاقتنا مؤقتة وفاشلة
ضحك نضال بقوة وهو يقول بهدوء
- اممم مظنش والعلامات الحلوة دي بتوضح كدا، عاملها قصد علشان اشوفها
جحظت عينا اسرار لترفع برأسها تنظر اليه بحنق قائلة
- انت، نضال
قاطعها بالا مبالاة
- جوزك بيغير عليكي مني، ساب القاعة كلها ومركز معايا.

كادت ان ترد عليه وهي تعلم ان تلك لعبته السخيفة ليغضب ذلك البوهيمي، انتبهت نحو فرح التي تبكي بصمت وهي تستقيم واقفة هاربة من القاعة لتصيح بقوة
- مبطلتش حركات العيال دي، الحق فرح
اجفل نضال وهو يري هرولة فرح للخروج من القاعة، سارع بتركها فورا ليلحق بها، كادت اسرار ان تلحق به لكن يد غليظة احكمت حول خصرها لتشهق وهي تصطدم بجسده العضلي، وقعت عيناها على عيناه القاتمة، زفر بحنق وانامله تلمس خصرها.

- ابتسامة من الودن للودن
رفعت يداها وهي تسمع تغير الاغنية لتتصاعد الحان رومانسية حميمية، نظرت اليه بتشكك لترد
- ابن عمي
كأن الرد بمثابة القليل من الزيت إلى النار، وضع كفه حول عنقها ليشدها اليه وهو يدفن وجهه في عنقها هامسا بصوت اجش
- وانا جوزك وليا احقية عليكي
تجمد جسدها وهي تشهق من وقع انامله الوقحة على جسدها امام الجميع، زجرته بخشونه قائلة وهي تتملص منه بصعوبة
- سراج احنا يدوب نعرف بعض.

راقبت اعين الجميع منها الغير مكترث ومنها من يلقي تعليقات وقحة كون الزوج شغوف بها، شعرت بوخز في عنقها نتيجة شاربه ولحيته الكثيفة وزمجرته الخشنة تصيح
- كدابة
قابلت عيناه السوداوية بهدوء لتسمعه يصيح بجمود
- علاقتنا يا اسرار اوعك تنكريها، متقسيهاش بالمدة ابدا.

صمتت وهي تفكر ساخرة نعم علاقة زوجية بحته لا اكثر لن تنكر اصراره على ان تذهب زيارة إلى مقر عمله، وكأنه يتعايش معها بطبيعية شديدة وتناسي كيف كانت بداية زواجهما
استمعت إلى تعليق سخيف منه
- هما بيختموا الرقصة بأيه في الطبقة ديه، بوسة مش كدا
انتبهت انه سحبها لخارج حلبة الرقص متجهًا نحو الشرفة، و ما زالت النغمات تنساب من داخل القاعة لتهمس بتساؤل
- للدرجة دي بتكره اصلك من هنا.

يداه تهبط ببطء مثير إلى اسفل خصرها لينتزع يداه عنها وقال بجمود
- لانها مجرد لمعة خادعة، لما كبرت ووعيت محبتش اطلاقا ان الست بتاعتي الاقيها بين احضان واحد للتاني كمجرد سلام، الطبقة اللامعة اللي يخلي الراجل يخلي مراته ورقة رابحة ليه ويستخدمها كوسيلة انه يترقي في شغله، الطبقة اللامعة اللي تنسي ادمية كل فرد وتنسي علاقته وحبه لعيلته مقابل المال.

تخشب جسدها وهي تتذكر افعاله الماضية المشينة لبراءتها، لا تصدق ان الغربة جعلته رجلا شرقيا، الغربة ما هي الا انفتاح وفجور اكبر لحياته الماجنة
تري عيناه المتفحصة لعيناها لتهمس
- بتقولي الكلام ده ليه
هو سئم من تلك الاحجية المستفزة، مقابل حياته حياتها، ليعرف من منهما الذي يحمل اسرارا اكثر ومن اشدهما غموضا، غمغم بنبرة لا تقبل النقاش
- بكرا هتنزلي معايا، اعرفك عني والمقابل انتي كذلك.

ويحك يا سراج، لما التعجل، فحتما ستعلم اي امرأة واي والدة انت تفتخر بها امامي ، هزت رأسها وقالت
- مظنش انها هتفرق، النهاية انا وانت
قاطعها وهو يسحبها بغلظة إلى صدره، صاح بقوة
- هنستمر، هنستمر يا اسرار
مالت بعنقها لتظهر علامات جموحه لتهمس ببرود شديد
- مبسوط اووي بالبضاعة مش كدا، لسه ملحقتش تزهق مني.

امسكت قميصه الاسود الذي تخلي عن ربطة العنق التي تقيد حركته كما قال سابقا، لعبت في فتحة ازرار قميصه لتهمس بأغواء
- متقلقش يا سراج كله بوقته
وتسربت بين يديه كما يتسرب الماء بين الاصابع، تذكره دائما انه لا يقدر على فرض كلمته عليها ابدا
مهما حدث لها رأي، وهو سيكسر ضلوعها كليا حتى تخضع له بكامل قوتها وارادتها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة