قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والأربعون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والأربعون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الثالث والأربعون

الأنسان يستطيع أن يخسر كل شيء وأى شيء إلا شيء واحد
كرامته
تلك الكرامة التي يتفاخر بها الإنسان، يكاد يصل بها لعنان السماء
وعنها...
كرامتها مبتورة
متمرغة في الوحل
كل ما خافت منه حدث، خافت أن ترى في عيون الجميع تلك النظرة المتدنية المستحقرة، لكن لم يكن بيدها، تقسم بالله أنها لم تكن تعلم أن تلك المادة اللعينة تجري في أوردتها، الدموع التي تخرج من مآقيها كون ستارًا ضبابيا مما منع عنها الرؤية..
ناكسة الرأس.

تجر أذيال خيبتها ودمارها
نفسيتها مشبعة بالمرارة واليأس
تهرول بكل عزيمة والطنين الذي في اذنها جعلها لم تستمع نداءات نزار، وفريال التي كانت تركض خلفها بيأس لكن نظرة من نزار جعلتها تتفهم وهي تبتعد عن محيطهما ليمسك نزار ذراعها بخشونة وادار بجسدها اليه..
غمغم نزار اسمها بنبرة اجشه واختل توازنها نتيجة القوة المباغتة التي ضربتها من يده
-رهفف.

لوت يدها بقوة من براثن يده لكنه امسك ذراعها الأخرى وحركها بعنف حتى شهقت بقوة أكبر وهي تخفي عينيها عن عينيه، لا ترغب في رؤيته، ولا رؤية عيناه، إن كانت سبق واعترفت امامه غير أن تكون مفضوحة على الملأ مما جعل احتمالية موافقته مستحيلة، شهقت بعنف أكبر حينما استمعت إلى صوته الرخيم
-حبيبتي اسمعيني.

رفعت عيناها بسرعة لتقابل عيناه، الدموع تسيل بغزارة وهي ترجو أن الدموع هي بداية محو إثمها العظيم، ارتعشت شفتيها بقوة وبدنها أصابه رجفة كهربائية عنيفة وهي ترى تبدل عينيه الراكدتين
شيء بري، ضاري ممتزج بقسوة مع دفء ينبض فر كل خلية من جسده، انفجرت في وجهه تصيح
-نزار انت بتصعب الموضوع
نزعت عيناها بقسوة من عينيه لتنظر الى الأرض ويداه القاسية المتشبثة بذراعيها، تحولت لأخرى حانية
غمغم نزار بتنهيدة حارة.

-اوعا تحطي عيونك بالارض
زمت رهف شفتيها وهي تري أنامله تلمس وجنتيها ليضغطهما قليلا لترفع عيناها إليه، عضت باطن خدها قائلة بسخرية
-شوفت اللي حصل، شوفت، قولي لسه باقي عليا.

هز نزار رأسه، لم يتوقعها عنيدة لهذا الحد، الا يعني ما يفعله الآن شيئا مهما، ألا تفهم، هو مقدر لما حدث لها، لكن ليست لدرجة أن تغلق كافة وسائل الفهم والإدراك، همس بنعومة ويداه بدون وعي تلمس نعومة جلدها المغري لدرجة أشعلت جذوة التوق في جسده، صاح بصوت غلب مشاعره التي بدأت في الانفلات
-طبعا، يارهف ياعمري الماضي انتهى والواحد لازم يطلع على المستقبل
هزت رأسها نافية، غمغمت بحقيقة ابدية، معتقدها في الرجال.

إن كانت الأنثى تغفر ولا تنسى
فالرجل لا ينسى ولا يغفر
-لا، لا الراجل عمره ما يتحول لملاك سامع عمره ما يتحول، بتقولي انك موافق بعد اللي حصل
صمت لبرهة يجعلها تخرج مكنوناتها الثائرة، عيناه تتأمل شحوب وجهها وعينيها الذابلتين بأسي ليسمعها تسترسل بتقريع وكأن صمته موافقة لكلامها الأحمق
-الراجل عمره ما بينسى موضوع زي ده، شايف ده هيفضل موضوع طول عمره هيحرقك علشان انت مش الراجل الاول.

اضرمت النيران في عينيه وتحولت يداه ك كماشات تغرس في لحم جسدها لتصيح بقوة
-بلاش تقول كلام انت مش قده
دمدم بنبرة خطيرة والوعيد في عينيه شل عقلها لفترة
-وحياة الله يارهف مارح خليكي تبعدي عني بنوب
لا تنكر أن غضبه الجامح أكثر ما يغضبها، النبرة الشامية ليست لحنًا ناعمًا تسكر عقول النساء كما يبدو، لكن الغضب حينما يبلغ منتهاه في العرق الشرقي فلا فرق بين الأجناس والأعراق، كلهم سواسية...

هزت رأسها نافية وشعرها الأسود الثائر جعلها اشبه بمهرة جامحة غير قابلة للترويض
-انسى، انا مش عايزاك في حياتي
سب لثانى مرة تسمعه يسب ولم تفهم معنى السبة لينظر إلى برود عينيها قائلا بجفاء
-يووه علينا بطلي تضلي انانية واسمعيني بقى
عاد يهزها بقوة، ضلوعها تخفق بتمرد غريب وهمساته كالشوك في الخاصرة.

-لهالدرجة مو مصدقة انو بقلبي مشاعر تجاهك؟ لهالدرجة مفكرتيني بياع حكي وماني واعى لكلامي، شوفي انا خلص اخترتك مرتي وشريكة حياتي ولو عقلك هاد مانو مستوعب هالشي رح ادحشلك هالقصة دحش
اتسعت عيناها ذهولا، لم تنطق وما قاله اخرسها، سبب سهادها وارقها الدائم انتهى بجملة عنيفة منه.

لا تعلم لما تذكرت حينما قرأت الروايات الوردية وحينما تقرأ مشاهد غضب البطل الذي يعلن سطوته في البطلة كانت تضحك بسذاجة على سخافة البطلة التي تتقبل وترضخ بالنهاية، لكن هذا نزار، صاح القلب معترضا
أجلت حلقها وهي تحترق منه، و زفيره الحار يدغدغ انوثتها المدفونة التي تصرخ بثأر كي تتفتح على يديه، سمعته يصيح بحدة
-صدقيني مسالة وقت وايدك رح تحمل خاتمى.

ثم نزع يده من ذراعيها ليتحرك مغادرًا، ظلت متوقفة في مكانها وكلمة واحدة ترددها بلسانها
-مجنون
المشهد الانفجاري لم يغيب عن زوجين من عيون، الاولي تلمع بمكر وظفر والأخرى متسمة بالحقد الناري، همست فريال
- بنات السويسرى عايزين رجالة زى دى.

فتحت أسرار جفنيها بكسل وخمول شديد وهي تمط بذراعيها لتستدير على الجانب الآخر، تطلعت نحو السقف باعتياد شديد، اعتادته من شهر، هبطت عيناها لتجفل من رؤية صدر رجولى، فتحت عيناها بجحوظ شديد وهي ترفع عيناها لتنظر إلى عينيه المتأججة بعاصفة عنيفة، بللت شفتيها وهي تشعر بريقها الذي جف وهي تري اثار اظافرها على جذعه العاري، تخضب وجهها بحمرة قوية وهي تتذكر ليلة أمس، لقد جعلها مثله، تطبعت بجنونه، صاح بصوت اجش ونظرة عيناه المتسلية لا ترحمها.

- صباح الخير
تمتمت في خفوت وهي تدعك فروة رأسها
- صباح الخير، سبتني نايمة كل ده ليه
اقترب يزيل الغطاء المتشبثة به لتبرق عيناه بتسلية شديدة وهو ينظر الى قميصه الذي ترتديه، هي من خلعته وهو من البسها اياه، تبدو ك امرأة خارجة من دفاتره الجامحة، هكذا كان يتخيل امرأته، عينان مشبعة بالعاطفة وجسد يرتجف من نظرة عينيه، صاح بنبرة متسلية
- كنتِ تعبانة، تعالى علشان الفطار قرب يبرد.

اتسعت عيناها بذهول حينما حملها بنفس طريقته البدائية، تلك المرة استسلمت ولم تعترض بكلمة، وكأنها صارت عادة أن تحمل على كتف رجل تمنت أن يكون حقيقة في أحلام صباها، رجل قتلته ودهسته بقوة حينما افاقت من احلامها الوردية لكن الأن
ستأخذ استراحة، س تعيد شحن طاقتها مرة أخرى، س تستمتع، من حقها ان تفعل.

أجلسها على الأرض وهي ترى الطعام البسيط الذي أعده، بالطبع تعلم نزقه الشديد لان الفطار لم يكن على هواه خصوصا عدم وجود المخللات او الفول، تمتمت بذهول
-انت حضرت الأكل؟
دس لقمة في شفتيها وهو يقول بسخرية
- شايفه فيه حد غيري هنا.

همت بالرد لكنه دس لقمة آخرى في شفتيها لتلوك الطعام وهي تنظر الى جسده الصلب، تحاول ان لا تنجرف لتيارات الليلة السابقة كى لا تفر منه كالمجنونة، صاح مقاطعا خيالها الخصب ونظراتها التي تتفحصه
- من امتي انتى هنا؟
اعجبت بمبادرته وخصوصا انه ابدي اهتمامًا للشيء الوحيد الذي حافظت عليه سرًا، قالت بهدوء.

- من بدري اووي، اشتريت البيت ده ليا لاني حبيت اشوف الدفا في بيوت الناس العادية، الامر كان صعب في الاول اني اعيش هنا بس كل الناس هنا عرفتنى
زمجر بخشونة ووصلت الرسالة اليه، لم يأتي زوجها الراحل ولا مرة الى هنا، ضغط على ضروسه قائلا
- كنتي بتباتي لوحدك هنا؟
استشعرت الغيرة التي تنبعث من صوته لتهمس بصلابة
- البيت أمان يا سراج وشباب الحتة بيدافعوا على الستات والبنات هنا وكأنها حد من عيلتهم.

لم يهدأ بعد، بالطبع ابن عمها الحقير يعلم، اقترب منها يمسك ذراعها بخشونة
- حد تاني يعرف؟
عبست وهي تجعد جبينها، تحاول حل ذلك السؤال المعقد، تري من يقصد؟، خيال نضال اتى لذهنا لتقول
- تقصد نضال، لا اطلاقا انت بس
ترك ذراعها وقال بنبرة ممتعضة
- كويس، لانى كنت هقوم اعمل معاه الصح
اتسعت حدقتا عينيها وتمتمت
- سراج، لا.

شهقت بفزع ما ان سحب جسدها لتسقط على صدره، ابتلعت ريقها بتوتر وهي تري عيناه الغائمة، مثيرة عاصفة وحشية تعلمها حينما همس بتهدج
- بطلي تنادي اسمي بالنبرة دى
صمتت وهي تنظر الى عينيه بشيء من الانبهار، لا تصدق انها تؤثر على رجل مثله بتلك الطريقة، اقترب منها وهو يقبل جيدها قائلا بصوت اثخن بالعاطفة
- كنتي بتناديني ايه زمان؟

تجمدت بين ذراعيه وهي تنظر نحو الحائط المكتوب بخط يدها لقد قرأ حائطها الذي اتخذته فراغا عاطفيا في الشهر السابق، الأحرف الكبيرة البارزة بإسم معشوقها وقت صباها، طالت اجابتها والصمت جعله يصرخ في وجهها قائلا
- اسراار
نظرت نحو الاحرف البارزة بلون لامع لتنظر إلى عينيه وهي تهمس بارتجاف حينما مد يده أسفل القميص ليعبث بظهرها العارى
- سراجي المنير
أغلقت جفنيها وهي تحاول مقاومة ذلك التأثير منه، صاح بلهجة صارمة.

- ودلوقتي؟
فتحت جفنيها وهي تعطيه الاجابة، تخشبت يداه وهو يرى النيران المضرمة في عينيها، حدق بها بدهشة ليهمس
- مكنتش مصدق ان تحت قناعك هلاقيكي كدا
استقامت واقفة وهي تغمغم بجمود
- انا شبعت
جذبها اليه بعنف لتعود إلى مكانها مرة اخري، صاح بلهجة حادة
- وانا لسه
يرى التمرد في عينيها ورفض الانصياع
أسرار ما زالت أسرار، وإن كانت تكن له عاطفة لكن ليست المرأة من تستسلم للعشق، مال نحو أذنها هامسا.

- هنجيب اربع عيال بنتين وولدين
شهقت مفزعة
- أربعة؟!
أومأ موافقا
- ومش هتنازل عن بنتين وولدين حتى لو حملتى عشر بنات، ومش هنروح مؤسسات طبية كله طبيعي
هزت رأسها تنفض تلك الغيمة التي يحلقها فيها، صاحت بجفاء
- ومشروعك يا سراج
عبس وهو يرى تغيرها لمجرى الحديث ليقول
- ماله؟
غمغمت بضيق
- فلوس مشروعك يا سراج، ليه حطيته في المؤسسة
والدته لا تستحق تلك الشفقة، هي ستنهب المال لحفلات رخيصة براقة مثلها، صاح سراج متنهدا.

- مكنش فيه حل تاني، لازم ارفع اسم مؤسسة العيلة من جديد
اقتربت منه قائلة بجدية
- خلاص ممكن اساعدك
هز رأسه نافيًا دون أدنى تفكير
- لأ
اتسعت عيناها وقالت بذهول، الاحمق سينهي حلم عمره بين يديه
- سراج
صاح بخشونة
- قولت لأ، عارف هتصرف ازاى في المشروع
صرخت في وجهه هادرة
- انا اقدر
أظلمت عيناه، زوجته سيؤدبها في الحال لصراخها في وجهه، انفجر في وجهها بصوت جهوري.

- متحاوليش، مش انا الراجل اللي اقبل عن نفسي أخد فلوس من مراتي تصرف عليا، وده اخر كلام عندي وياريت متفتحهوش تاني
انتفض قائما بعدها وهو يصيح بحدة
- عشر دقايق والاقيكي جاهزة، هنرجع العاصمة
هزت أسرار رأسها يائسة وهي تقوم من مجلسها لتشرع بتعبئة حقيبتها قبل العودة للعاصمة.

- مارية انتي مش بتزهقيى
صاح بها ماهر بنزق شديد بعد أن رآها أمامه، لولا أنه التفت بعيناه يسارا قبل صعوده لسيارته ما كان رآها، اقتربت مارية منه وهي لا تصدق انه آتي لتلك الجاحدة بعد عملية فك الجبس، بل هي لا تصدق انها اقتربت من عرين المالكى ليصبح بينها وبين القصر العظيم سور يفصل بينهما، صاحت في وجهه بعنف
- ما انا مش هسيبك غير لما تفهمنى
قلب ماهر عيناه وقال بنبرة فاترة
- افهمك ايه.

ازالت المسافات الفاصلة بينهما لتبقي شعرة تفصلهما، امتزجت انفاسهما وعيونهما بحرارة وتوق شديد، لتتلعثم مارية قائلة
- رفضك ليا بسبب شغلي اللى في امريكا
زم ماهر شفتيه، ما زالت ساذجة تلك الغبية تعيده لأحداث كان يود أن يحرقها ما ان علم انها تعمل في تلك الحانة، الشيء الذي كان يبقيه بعيدا على أن لا يقتلها هي شمس ووعده لاختها بعدم التعرض لها بسوء، رغم انها تستحق، صاح بلهجة حادة.

- مارية مترجعيش للموضوع ده من فضلك
صاحت مارية بعنف
- يبقي هو، ده العائق بينا
أظلمت تعابير وجهه ليقترب ماسكًا ذراعها ليقول بحدة
- مارية ارجوكي بلاش سخافة، اللي حصل حصل وانتهى
تألمت من قبضته وهي تري يده الاخرى تمسك خصلات شعرها بوجع، يكاد ينتزع خصلاتها من جذورهم لتهمس بحرقة
- ماهر، انا مش للدرجة دي عاهرة
صرخ بعنف شديد
- اخرسي، انت متتكلميش تاني، واضح انك مش واعية للي بتقوليه.

تمتمت اسمه بتوسل، ترجوه أن يطفيء نيران المستعرة في جوفها
- م، مم هار
يكاد يتخيل انها بين جسد رجال آخرون، ارتفعت الدماء في جسده ليصيح بقوة جهورية جعلتها تنتفض بقوة
- انتي فاكراني للدرجة دي غبي، مارية انا لو عرفت بس انك رخصتي جسمك لحد تاني اقسم بالله كنت قتلتك انتي وهو
قاطعته بعنف
- مرخصتش نفسي انا كنت بدور على حاجه جوايا ناقصة
زاد من شد خصلات شعرها قائلاً
- كنت قدامك، مش كنت قدامك، ولا هو الممنوع مرغوب.

تنهد بحرارة قائلاً بصوت ساخر
- بطلي بقي، لسانك ده بجد اتمني انى اقصه علشان بيرمي دبش من غير ما بتحسى
نزعت يده بصعوبة من شعرها لتهمس
- انا بحبك، والله ما قادرة اعيش من غيرك
ابتسم ماهر وهو يدفع جسدها بعيدًا عنه قبل ان يميل بجسده يخرج شيئًا ما من السيارة حتى عاد إليها حاملاً بطاقة قائلا
- ده كارت دعوة اتمنى اني اشوفك في اليوم ده
امسكت البطاقة ودموعها تهطل دون رحمة لتهمس بصدمة
- ماهر
هز رأسه بلا مبالاة.

- مع السلامة
طعنات خناجر لا ترحمها تدمي قلبها، منذ متي لم يدمي قلبها؟!، يستمر بانتقامه منها متلذذا لما يفعله، صاحت بصدمة
- بتديني دعوة خطوبتك يا ماهر
ابتسم بمرح زائف
- مش ده سبب نزولك
ضيقت عينيها وهي تقول بحدة
- انت فاكرني هسكت باللي بيحصل
تمتم بجفاء وهو يستقل سيارته
- اعلى مافي خيلك اركبيه
عضت على شفتها السفلى، الحقير يستمتع على حسابها وهي تتعذب، ستربيه ذلك الجاحد بعد مسامحته لها.

مال نضال بجسده عند مقدمة غرفة شمسه وفرح الحالية، بعد أحداث تلك الليلة ابتعدت عنه، لن يكذب أن ما فعلته خيرا لهما، أصبح الآن غير قادر على موازنة نفسه وعقله
بدأ يعيد ترتيب أحداث حياته، اشياء جديدة أصبحت تقتحم دواخله
نوازعه يخرسها بجلد الآخرين، ثم يبدأ بعدها بجلد الذات
لكن هناك تلك المرة منطقة راحة
منطقة لا يتحكم بها
بل تقوده على سجيتها
وتلك هي منطقته.

صاح بلهجة ساخرة حينما شعر انها أعجبت بلعبة اللامبالاة معه
- واضح انك مهتمية بنفسك النهاردة زيادة عن اللزوم
رفعت فرح احدى حاجبيها حينما استدارت اليه لتغمغم بجمود
- قول انك منعني من الخروج
هز نضال رأسه وقال بلهجة غامضة
- اعرف الاول رايحة فين
تقدمت فرح أمامه وهي تنظر اليه بجمود، صاحت بجفاء
- متصدقش نفسك ان احنا متجوزين
عض نضال على شفته السفلى بحسية شديدة ليقول
- مش ده اللي حصل ولا ايه.

استفزها ذلك البريق في عينيه، زمت شفتيها بعنف قائلة
- بطل استفزازك ماشي، بطله علشان منفجرش في وشك و متلومش غير نفسك
فرد عضلات جسده المفتولة وبقي محدقًا بها لبرهة من الوقت، يثبت لها أنها بجسدها الضئيل كقرصة بعوضة بالنسبة له لا أكثر، تمتم بسخرية
- وريني
لهيب ناري تألق حدقتيه ليصيح بلهجة صارمة ويده تمسك ذراعها ليقربها من جسده بحميمة
- وريني انفجارك يا فرح.

انامله عاثت بمفاتنها فسادًا، وقبل ان تشهق صارخة أمسك بلوزتها وأصمتها بقبلة.
تعلم أن جيوشها الضارية تتقهقر أمام قبلة مشتعلة لأنفاسها، ضم يده حول وجنتها والأخرى تغوص في شعرها الفاتن، كل مرة تبتعد يقربها ضمًا لجسده بعنف، تركها وهو يراقب عيناها الغائمة، تشي بتأثر عناقه، زمجرت بغضب وهي تبتعد عنه
- متلمسنيش تاني، انا بحذرك اهو
زم شفتيه وقال وهو يلعق شفتيه مستطعمًا طعمها العالق على خاصته.

- مكنش ده كلامك حتى ليلتنا معلمة على جسمي
مال بعنقه ليريها اثر كدمة حمراء نتجت من تلك الليلة، يبدو أن أثرها ما زال واضحًا حتى اليوم، تخضبت وجنتيها وهي تزجره بحدة
- مستفز، كائن بارد لا يطاق
ثم اندفعت تقول بلا وعي
- هكسر ايدك لو قربت مني انت سامع
صاحت متألمة حينما سحب ذراعها ليلويه خلف ظهرها بخشونة، تكاد تسمع طرقعة عظامها دون ان يرف له جفن، انفجر في وجهها ساخطًا.

- متتحدنيش، واضح انه لما طلعلك لسان بقيتي تخبطي في اي حد واولهم انا
زمت شفتيها وأجابت بحنق منه ومما يفعله بها
- انت السبب
ترك ذراعها وهو يراها تدلك ذراعها بيدها الاخري وعيناها به شعلة تحدي، رغم الدموع التي تجمعت لكن يبدو أنها اكتسبت صلابة لتقف امامه وتتحداه دون ان تدمع، زفر ساخطا وهو يمرر يده على خصلات شعره
- انزلي علشان متتأخريش
سحبت حقيبتها دون كلمة وقبل ان تغادر الغرفة التفتت اليه تقول بنبرة غامضة.

- وقت ما تقولها يا نضال، مش هكون موجودة
فرح تفاجئه
وهذا عكس المتوقع
الفراشة تلعب بالنيران منجذبة اليها دون ان تشعر ان النيران تلك ستحرق أجنحتها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة