قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع

عادت الأشباح
خرجت من القبور
وتعيث في الأرض فسادا
أرضها هي تحولت من الخضرة وكل ما تشتهيه النفس، إلى صحراء قاحلة لا يوجد بها كائن حي
كل ما فعلته لها ولاخيها تحطم
هي هربت من الناس حتى لا يتذكروا خطاياها
لكن تأتي هي...
امسكت وسادة تنفس بها عن غضبها، لكمتها بكل عنف وضراوة تتخيله هو
كان هو مكبلا اياها، مانعا اياها من الحراك، فمها مغلق بقطعة قماش وجسدها تعري امامه.

هي تشعر بالقرف من جسدها ومن لمساته التي تخبرها ما سيفعله بها تلك الليلة
اخبرها انها ستكون ليلة لا تنسى
وهو صدق
وتلك الليلة اصبحت ليلة لم تمحي من ذاكرتها رغم العلاجات التي خضعتها
لاح من ذاكرتها القديمة مشهد قديم
قديم لدرجة انه باهت
بلا حياة
أغمضت جفنيها وهي تستعيد المشهد وكأنه حدث ليلة أمس!
- هسأل سؤال شخصي شوية لو مش هيضايقك
ابدي ماجد جل اهتمامه لها وهو يتفحصها
اتعلمون تلك النظرات التي تربك المرأة.

وتجعلها تفقد سيطرتها
هذا ما فعله هو، علاقتهم توطدت إلى حد ما كون شقيقها في الخارج
سمحت لشخص غريب عنها أن يتوغل لها، غمغم ماجد مؤكدا
- اكيد
ارتبكت معالمها لفحصه الدقيق لوجهها، أشاحت بعينيها عنه وقالت بارتباك تحاول معرفة ذلك الغامض
- هل غيابك ده بسبب مشاكل عائلية؟
أظلمت عيناه بوحشية، وقبض يده على قلمه لترتعب هي قائلة
- لو مش عايز..
قاطعها قائلا بوحشية جمدت اطرافها
- عيلتي اشك انها عيلتي.

اتسعت حدقتا عينيها بذهول ليتابع ببساطة ساخرة
- متتخضيش كده انا كل اللي عايز اقوله اني حتى الان معرفش ايه سبب المشاكل الكتيرة دي، كل مرة بحاول اعرف سبب مشاكلهم لكن للاسف محاولاتي مش بتوصل لحاجه
هو مثلها
عائلتها لا تعبأ بها حرفيا
ونضال أخيها هذا لا يهتم سوى لنفسه
رغم مشاجراته مع والدها إلا أنه الحصان الأسود في عمله
لكن الاشاعات الكثيرة به يجعلها تشعر بالخجل والعار كونه من عائلتها.

لكن حينما جاءت لصورة وقاص ابتسمت بنعومة وهي تقول
- بس اكيد في حد مخليك صامد
هز رأسه نافيا
- مفيش للاسف
سحقت شفتها السفلي بأسف وهي تري معالم وجه البائسة لتهمس باعتذار، في محاولة بائسة منها للتهوين عنه
- انا اسفه
غمغم بمرح منفعل
- المهم فيه تلخيص محاضرات؟
جارته في مرحه وهي تعطيه تلخيصات تساعده على فهم المادة ورفعت اصبع الابهام محذرة
- متتعودش مني على كده، لازم تحضر
هز رأسه وهتف بجمود
- ان شاء الله.

الجملة المصرية المشهورة التي أصبحت بمعني ولا هيحصل، عقدت جبينها بضيق قائلة
- يبقي مش هتيجي، اه انا بساعد بس صدقني لو لقيت حد بيستغلني هيخسر كتير
هي توجه له رسالة خفية وهو التقطها حينما حدق في عينيها لثواني قبل ان يقول بمرح ثقيل
- لازم اخاف بقي منك
أومأت موافقة وهي تتخذ لهجة حازمة لتداري خجلها منه
- أكيد، الملخص يجي بكرا فيه شعب عايز يستفاد
هز رأسه وقال وهو يهم بالقيام
- تمام، استأذن انا اسف لو عطلتك.

شيعته بنظراتها حتى اختفى عن مرمى بصرها، لم تشعر بجلوس نادية حتى أجلت حلقها وصاحت متنهدة
- اووف القمر هل علينا في نص النهار
هزت رهف رأسها يائسة، لطالما اخبرتها نادية عن اعجابها المريض به منذ ظهوره، صاحت مشاكسة
- اهدي، شوية و هلاقيكي اختارتي اسامي عيالكم
عضت نادية شفتها السفلي بوقاحة قائلة
- هو بس لو يديني ريق حلو
سارعت رهف بوضع كفيها على شفتيها قبل ان تشهق موبخة
- بطلي اللي في دماغك ده.

غمزت بمكر عابث، تذكرها بتلك الروايات التي أدمنتها كما فعلت
- ما اللي في دماغي عجبك يا برنسيسة
زمجرت رهف وهي تلكزها بقوة
- يا قليلة الادب
انفجرت نادية ضاحكة وهي تقول
- شوفي دماغك هي اللي راحت مش انا
تنهدت رهف يائسة
- ادي اخره رواياتك
تلاعبت نادية حاجبيها بشقاوة
- لو مش عجبك طلقني
امسكت رهف مقلمتها والقتها على وجهها لتتفاداها نادية بمهارة و رهف تصيح غاضبة
- امشي من وشي.

منذ تلك اللحظة علمت ان هناك شئ متغير بنادية، تحذيراتها الباطنية، وبعض الألفاظ الخادشة للحياء التي تخرج من شفتيها، نادية تغيرت وأصبحت شخص اخر لا تعلمه، لا تعلم ما المتغير بها ولا المشاكل التي تواجهها لكنها ستعلم منها حتما.
ويا ليتها ما علمت، نادية لم ترغب السقوط بمفردها، فأجبرتها هي ايضا للسقوط معا!

- طمنيني عنك يا مارية
قالها بلوع لم يستطيع اخفاءه
هو جاهد الكبح في مشاعره
لكن لم يعد يصبر اكثر
هي ستهرب منه عاجلاً ام اجلاً
سمع زفرتها العميقة عبر أثير الهاتف وهمست قائلة
-متقلقش كل حاجة كويسة، أنا وشمس كويسين
نظر إلى صورتها التي تحتل حائط في منزله بحنين، عبث في خصلات شعره قائلا
- آسيا ساكتة لفترة طويلة وانا مش هكدب واقولك مش قلقان
شتمت بعنف وهي تصيح قائلة
- الحرب دي حربي انا وانا اللي هخوضها لوحدي.

- انا غبي اني سمحتلك تسافري
لطالما يصدمها ماهر بصراحته المطلقة
صريح لدرجة تجعلها تخاف منه
هو لايستطيع ان يزيف رأيه، أو يضعها في إطار تجميلي
شخرت بسخرية
- يا كابتن ماهر، اظن وقت الندم فات
صاح بتصميم
- هجيلك يا مارية
لا، لن تدعه
هو وعدها انه لن يقترب منها
هي استغلته لانها تعلم انه يضعف أمامها
عضت شفتيها قائلة بهمس
- انت وعدتني
- وانتي وعدتيني ان قبل أي خطوة هتقوليلي
صاحت بأسمه ناوية ان تعدل عن قراره
- ماهر.

لمس بأنامله على لوحتها وكتم تأوه يخرج من شفتيه، ذلك الحقير حطمها وكسرها، الحقير اقترب منها وسرقها منه وهو كان غبي حينما تركها له، لقد رأي عيونها تلمع بالسعادة حينما تتحدث عنه وعن هداياه، قرر ان يحفظ ماء وجهه لكن ما فائدة البكاء على اللبن المسكوب؟!
غمغم بعتاب
- خالفتي وعدك يا مارية
جلست بتهاون على المقعد ومرت اناملها بعصبية على خصلات شعرها مندفعة بتهور.

- ليه بتعمل كده ده معايا، انت عندك عيلة مشوفتهاش من فترا وجاي تساعدني
لمس بأنلمه على ملامح وجهها وقال بنبرة ذات مغزى
- انتي عارفة السبب
أغمضت جفنيها وتلك المرة تصل لها صريحة، لا لن تنفع له، عائلته لن ترضى بأمراة مشوهة مثلها، وهي ما عادت تستطيع تقبل وجود رجل بجانبها
- ومش عايزاك تقولها
رد ببرود
- مش محتاج اقولها، ساعات الكلام بيكون مقداره قليل جدا بالنسبة للأفعال
زفرت بيأس وقالت منهية الحديث.

- محتاجة اقفل ورايا مشوار مهم
غمغم بلهجة غير قابلة للنقاش
- جاي يا مارية
انهت المكالمة والقت بهاتفها على الفراش، لما سيأتي؟ هي تستطيع الدفاع عن نفسها والدليل المفاجأة التي أعدتها له، ربما لا تعلم كيف ستكون ردة فعله، لكن القرار الذي اتخذته كان افضل قراره رأته صحيحا للأخذ بحقها.

صرخت في وجهه هادرة بعنف
- انت مجنون اوعك تتجرأ و تتخطي حدودك معايا
الحارس الشخصي تلبسه الجنون حتما
الا يكفي انه يستقل سيارة بمفرده ويتابع تحركاتها
لقد سبب ذلك المجنون بها الخوف والقلق.

منذ ان علمت انه من يتابع تحركاتها بسيارته الغامضة، وكل ذلك يعود بفضل والدها وقلقه الدائم عليها، قلق عليها وهي التي لاتخرج من حدود المحافظة أما شقيقتها التي تجول في أنحاء العالم غير قلق عليها، مسح الحارس على وجهه قائلاً بثبات
-يا استاذة شادية دي تعليمات البيه
اقتربت منه تضربه بقبضتها الضعيفة غير مؤثرة في جسده العضلي الضخم هادرة بعنف
-ملكش دعوة باللي يقوله بابا انت تنفذ اللي عايزاه.

تركها تنفس عن غضبها وكأنه وسادة الملاكمة!، صاح بصوت اجش ارعبها
- انسه شادية احنا هنتأخر عن الميعاد
نظرت إلى الفندق خلفها الذي من المفترض أن تشرف على قاعة للزفاف، خشت انا يراها العمال لكن اطمأنت حينما لم تجد احدا منهم لتعود إليه قائلة
- لو مبعدتش دلوقتي انا هوقف تاكسي و وريني هتعمل ايه
دفعته عنها بعيدا وسارت عدة خطوات خارج حدود الفندق لتستعين بسيارة أجرة، وخلفها هو يعض على نواجذه صائحا
- يا استاذة.

استمعت إلى نبرته الغاضبة، التفتت اليه هادرة في وجهه
- ولك عين يا بجح تتعصب، انا غلطانة اني بضيع وقتي عليك
نظرت بعينيها إلى الطريق تنظر بأمل حتى صاحت بعنف وهي تري سيارة أجرة قادمة من بعيد
- تاكس
اندفع الدم في اوردته وهو يرى انحسار بلوزتها القصيرة ليظهر خصرها النحيل، اغمض جفنيه وهو يسب بعنف على ما ترتديه في كل يوم، فتح عينيه ليجدها هابطة بجذعها الى النافذة قائلة للسائق
-فاضي؟

اللعنة كيف سمح لها والدها الخروج هكذا ويطلب منه ان يحافظ عليها، ربما يستطيع حمايتها بجسده لكنه لن يستطيع حمايتها من الأعين التي تلتهمها، اندفع نحوها بعنف ليسحب عضدها إليه حينما سمع نبرة الذئب الجائع وهو ينظر بجوع إلى ما تم اظهاره
- ايوا يا انسه
صاح بصوت مرعب للسائق قائلاً
- اتحرك انت يا باشمهندس
التفت اليها حينما وجد السائق فر هاربا منه، ضغط بقوة على ذراعها وسحبها اليه لتصيح برعب.

- انت بتتخطي حدودك للمرة، للمرة
لسانها شل عن الحركة، رباااه انها قريبة منه، قريبة وكأنه على وشك ان يفعل شئ مشين بها، انفجرت الدماء في وجنتيها السمراء وارتبكت حدقتها قائلة
- اووووف
ترك ذراعها ما ان وجد لسانها قد انعقد، كم يود أن يسحبها الى السيارة ويذهب بها إلى المنزل حتى يهدأ عقله الذي على وشك أن ينفجر، سمعها تهمس بسخرية
- شركة ايه اللي تعين اجسام من غير عقل
مد ذراعه إلى السيارة قائلا بجمود.

- اتفضلي يا استاذة
حينما همت بالرد عليه وجدت جيهان ظهرت من العدم بدراجتها النارية قائلة
- بتناقروا زي الديوك ليه
انشرحت أسارير شادية والتفت تستقل خلفها قائلة
- كويس انك جيتي يا جيجي، وصليني في طريقك
ضيقت جيهان بعينها اليهما وهي ترى أن هناك حرب على وشك البدأ، ولم تكذب ظنها حينما استمعت إلى نبرة شادية الحادة موجهة حديثها إلى الرجل الضخم
- بكرا الصبح مشوفش وشك.

انطلقت جيهان بدراجتها النارية بعد ان اومأت الى الحارس، شيعهما الحارس بنظراته ليعبث بخصلات شعره قائلا
- مجنونة يا ربي كل عميل اجن من اللي قبله.

- فرح
صاحت بها والدتها تخرجها من شرودها المخيف، انتبهت فرح إلى والدتها التي جلست بجوارها مربته على فخذها لتقول
-ايوا يا ماما
نظرت اليها والدتها نظرة ذات مغزى قبل ان تقول بتهكم
- مالك يا بنتي مبقتيش زي الاول ليه
غمغمت بسخرية
- الشغل تاعبني
زفرت والدتها بيأس قبل ان تقول
- انت اللي اصريتي تمشي في الطريق ده رغم اني حذرتك، بس هعمل ايه غير اني ادعيلك
حتى امها تظنها عاهرة
عاهرة باحثة عن المال.

لكن هي لم ترغب في المال
هي فعلت هكذا حتى تأزمت حالتهم وكل فرد من أفراد عائلتها ترغب بالمال، التفتت الى والدتها صائحة
- يا ماما ارجوكي متعمليش كدا، انا مراته
لاحت ابتسامة ساخرة على شفتي والدتها ونهضت من جوارها قائلة
- مراته في السر يا بنتي، انا رايحة اشوف ابوكي
هل الآن تسمع تهكم والدتها
ألم تخبر والدتها وطلبت منها النصيحة حينما ضاق بها الأرض ذرعا
الم تشجعها على ذلك الطريق؟!
اتسمع منها الآن الندم والسخرية!

أغمضت جفنيها بيأس
- امتى هتتخلص مني يا نضال.

نقر وقاص بقلمه على سطح مكتبه ونظر إلى احمد ومحاميه ليقول بنبرة جامدة
- لقيتوا مكان مناسب للمشروع
اجلي أحمد حلقه قبل أن يقول بأسف
-دورنا لكذا مكان بس للاسف الاماكن دي تفتقر لمميزات المكان الأول
نقر بقلمه على سطح المكتب للحظات، ملامح وجه غير مقروءة، رفع بعينه إلى أحمد وقال
-تمام جدا، ورق المشروع يتحرق
حل الذهول على ملامح كلا من المحامي وأحمد، صاح احمد مذهولا
- ايه؟ يا فندم اد...

قاطعه وقاص قائلا بصوت حاسم
- كلامي خلص يا باشمهندس اتفضل
عض أحمد على نواجذه، رغم الحريق الهائل في جسده إلا أنه قال بصوت جامد
- تمام يا فندم
خرج احمد يجر اذيال الخيبة، لقد ضاع ترقيته وضاع مشروعه المشرف عليه، التفت إلى المحامي صائحا بعنف حينما دلفا الى المصعد
- مش عارف ايه اللي عمله الباشا
نقر المحامي على طابق مكتبه وملامحه الجامدة جعل أحمد يشتعل غضبا.

- وبالنسبة للبيوت اللي اتهدت؟!، والمساكن اللي أديناها و الفلوس اللي اتصرفت، وانا منصبي ومشروع اللي كان هينقلني لمكان تاني
ربت المحامي على كتفه وقال بهدوء
- تتعوض يا باشمهندس والباشا هو اللي مسؤول عن الخسارة، رايح اشوف شغلي
اختتم عبارته حينما وصل المصعد الى طابقه المنشود، غمغم بحقد دفين
- كل ده بسببها، حته ست لاراحت ولا جت لعبت علينا كلنا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة