قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع والأربعون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع والأربعون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع والأربعون

كانت أسرار تنتظره ببرود وهي عاقدة ساعديها على صدرها، تهز ساقها بتوتر شديد وهي ترى تلك النظرة الوعيدية منه
أغلق باب الشقة بعنف وهو يقترب منها صائحًا بحدة
- ممكن افهم ايه ده
رفعت حاجبها وهي ترد ببرود
- تفهم ايه يا سراج
عادت مرة أخرى للبرود
ذلك البرود الذي يمقته
احتد صوته وهو يهدر في وجهها ويده وجدت طريقها لتمسك ذراعها بخشونة
- ايه بقي جو الرسايل وقفل التلفونات.

نزعت ذراعها من قبضته الغشيمة وصاحت بنبرة جافة
- عايزني اعمل يعني يا سراج، بكون مخنوقة وكويس انى بعتلك رسالة
تلون الشرر في مقلتيه وهو يقترب منها صائحًا
- كويس انك بعتيلى رسالة، أسراااااار فوقى وانتى بتكلميني، انا جوزك يا هانم
وسطت خصرها وهي ترد بجفاء
- نعم عايزني اعمل ايه اكتر من كدا، بقولك بكون مخنوقة ومش طايقة اكلم حد
لقد فعلتها
اخرجت مارده الشيطاني.

امسكها من ذراعها للمرة الثانية بقوة خشنة وصاح بنبرة غاضبة
- لكن مع الحيوان ده مش مشكلة، مش كدا
احتدت عيناها وهي تشعر بنبرة الغيرة التي لم يقدر على سيطرتها هل يغار من نضال؟!، صاحت بحدة
- انت بتقول ايه
اجفلت من نبرته الهادرة وهو يقرب جسدها اليه لتزداد التصاقًا وقرب حميمي!
- انتى فاهمه اقصد ايه، ودماغك العقيمة دى متقصدش اللى في دماغك يا اسرار، عارفة ليه!

اقترب أكثر وهو يرى الاهتمام في عينيه الباردتين، مال نحو أذنها مغمغمًا بنبرة ناعمة
ناعمة لدرجة شعورها بالوخزات المؤلمة التي اخترقت جسدها
- لانها لو دخلت في دماغى، كنت قتلته وجيت قتلتك
لقد بلغ صبره لمنتهاه، مراعى نعم، يتفهم نعم
لكن ليست لدرجة أن تستهين به
هو اخبرها مرارًا وحذرها من أفعال طائشة، بأصبع سبابته وجهه في وجهها وهو يصيح.

- فهميني بقي انتي عايشة في دور الضحية لحد امتي، فهميني دور الجلاد اللي مخليانى مستمر امثله هينتهي امتي علشان أرتاح وترتاحى
هزت أسرار رأسها بيأس، ليست في وضع يسمح لها بالانفجار
أو العتاب
التعب ينخر في عظامها، اشاحت بوجهها بعيدا عنه لتقول
- انا تعبانة ومليش مزاج ل...
اعترض طريقها بجسده الضخم، ليصيح بنفاذ صبر
- لأ، خلينا نخلص من الموضوع ده، لأن واضح مش هيخلص الا لما نحط كل حاجه في مكانها الصح.

سحبت نفسا عميقا وزفرته على مهل، صاحت بجمود
- ادى ضامن
عقد سراج حاجبه وهو يردد ما قالته باستنكار
- ضامن؟!
هزت رأسها وقالت
- ايوا ضامن انك مكمل حياتك معايا
اتسعت عينا سراج وهو لا يصدق، ضامن!
هل اخبرته انها تريد ضامن، كل ما يفعله لا جدوى منه!
اشتعلت براكين ثائرة وانقلب الوجه الوسيم ال ملامح حادة مخيفة، مكشر عن اسنانه وهو يصيح بحدة مرعبة
- انتي مجنونة، كل ده وانتى لسه مش واثقة في مشاعري
وقفت امامه بثبات.

وكأن الوحش الذي يكاد يقترب منها للفتك بها غير خائفة منه، صاحت بنبرة باردة
- لو شايفني مش واثقة في مشاعرى مكنتش قعدت ثانية في البيت ده معاك، ومفيش حاجه ولو كانت ايه تقدر تقف قصاد رغبتى، انا بعمل حماية لنفسى في المستقبل، كلمة منك هخدها ضامن لأنك لو في مرة اخليت بيا هقطع كل حاجه بينا
صعق
هذا اقرب وصف يصف به بعد أن فجرت به أسرار قنبلتها
حاول أن يتغاضى عن ذلك الألم المبرح في قلبه، مجروح منها.

نبرة المرارة تخللت حباله الصوتية ليقول
- ياااه، بالسهولة دى، انا مكنتش فاكر انى رخيص بالشكل ده عندك
لهذا لا ترغب في المناقشات الحادة، زفرت بحدة وهي تقول
- المفروض انك مقدر التخبطات اللي عندي
ابتسامة ساخرة زينت شفتيه ليقول
- والمفروض تراعي مشاعري انا
اقتربت هي تزيل المسافات الفاصلة بينهما، وضعت أصبع السبابة على موضع قلبه لتصيح بنبرة هادرة.

- كل ده ومش مراعية يا سراج، امك المفروض تبقى في السجن وتقولى مش مراعيه، كل البلاوى اللي عملتها فيا وفي الناس وكل ده ومش مراعية انها امك، مش مراعية، بقيت جاحدة خلاص
اخفض سراج رأسه ارضًا، وضع كفيه في جيبى بنطاله وقال
- واضح ان احنا وصلنا لحيطة سد
تجمدت أسرار وهي ترمش بأهدابها عدة مرات
تمتمت بعدم استيعاب
- انت بتقول ايه؟
صاح سراج بسخرية.

- لا انتى عايزة تواجهى ولا انتى قادرة تنسى، ما هو مش انا كل اليوم والتانى واحدة تفكرنى بعمايل امى
رفع رأسه ليقابل عيناها الغائمة، وكأن سحابة رمادية ابتلعت زرقة عيناها، اقترب منها وهو يهمس بجمود
- لكن السؤال الأهم هنا، تقدرى تقوليلى اجهضتى جنينك ليه، كان عندك قوة انك تخليه مش كدا؟
دمعة من عينيها سقطت لتمحيها سريعا وهيدى تهمس باختناق.

- لا مكنش عندي قوة يا سراج، والإجهاض كانت غلطة كبيرة جدا ودرس بتعلمه لحد الان على قرارى الغبى
حك سراج ذقنه وهو يختار الأسلم له في ذلك الوقت
- ورايا شغل بكرا بدرى، تصحي الصبح بدرى تكونى جاهزة و الفطار يكون جاهز بدرى عشان نلحق ننزل بدرى واوصلك لشغلك
وبنبرته الآمرة صاح بحنق شديد
- عشر دقايق تغيرى لبسك و تروحى تنامى، مش فاضي اصحى حد سهر طول الليل
هزت اسرار رأسها وهي تحاول كبح ابتسامتها، تمتمت بهمس خافت.

- مجنون وربى.

كانت فرح تراقبه عن كثب
يقلب القنوات بملل بجهاز التحكم، عودته من الخارج تثير حيرتها بشدة، يبدو انه يشعر بالغضب، شيء ما يشغل خلده، هذا الرجل لا يبدو كمن أعرب عن غيرته، زفرت وهي تتنهد بحرارة
متى سيريحها
تعلم أن ما تفعله يبدو أنه سيعود بتأثير عكسي
لكن لحظة، ابتسمت بنعومة وهي تتذكر انه كررها مرتين قبل أن تغادر، لم تجد القدرة على مواجهته
كان جسدها ينتفض بشدة وهي تشعر باقتراب جسده منها.

تلك الذبذبات الغريبة التي تألفها في حضرته جمدتها، جعلتها تلتف اليه بعيون جاحظة، وابتسامته الجذابة كانت خير دليل ان ما قاله ليس هلاوس سمعية، والآن ماذا؟!
هي هربت منه
وهو يتهرب
وكأنه ينأى بنفسه عنها بعد ما قاله
صبرت نفسها، ما قطعته طويلا، وما تبقي فقط القليل، تحاول هي السير على نصائح زوجة وقاص، لكنها لا تستطيع الصبر نحو ما ينهش في روحها اليائسة.

اقتربت منه وتقدمت حتى أحس نضال بوجودها، غمغم بنبرة جافة وهو يقلب القنوات بملل
- مالك؟
ها قد عاد السيد البارد
صاحت بحدة طفيفة
- عادي مفيش حاجه
ترك نضال جهاز التحكم بجواره ثم التفت اليها، لوهلة تخشب مما رآه
زوجته التي تتفضل عليه بالفتات وتخبيء جسدها بثياب فضفاضة عادت لملابس ظاهريًا محتشمة
لكن بعيون ذئب جائع.

تبدو ملفتة للغاية، كل انش في جسدها يظهر امامه باحترام خادع، شعرها الذي اسدلته على ظهرها يبدو انها أعادت الاهتمام به داخل البيت
ربت على الاريكة وصاح بهدوء
- طب تعالى
هدوءه مريب
هدوء ينذر بوجود عاصفة
لم تمتلك سوى القبول وهي تقترب لتجلس بجواره
وتلك تعتبر بادرة أولى في أن يظهر التفرد بين خليلة و زوجة
حينما كانت خليلة، مكانها مقتصرا في أماكن محدودة، بل مكان واحد في الحقيقة.

أفعالها محفوظة، تلمس، لكن ليس بجرأة وليس بدرجة أن تحبطه جنسيًا
هو علمها كل ذلك، كل هذا يعود بفضله
لكن الزوجة اختلف مكانها، أصبحت ذات رأى، صوت يسمعه، يخبره أنه ليس الوحيد المتحكم في مقاليدها
قال نضال بعد فترة من الصمت الذي خيمهما
- قررت ادى فرصة لينا
رفعت فرح حاجبها وقالت بسخرية
- بالسرعة دى؟
اقترب نضال وهو يلف خصلة من شعرها حول اصبعه ليقول بلا مبالاة
- نجرب التجربة مش هتخسر حاجة.

انفلتت ضحكات ساخرة من شفتيها، هي لم تتوقع ابدًا ان يقول، هيا لنصبح زوجين طبيعيين، ابدًا نضال متفرد في كل شيء، صعب أن تكون علاقتهما الزوجية طبيعية رتيبة كما تتمنى، رفع نضال حاجبه وذهبية عينيه تطوف ملامحها بغموض مثير للاهتمام
لو تعلم ما يدور داخل عقله هذا!
هزت رأسها وهي تقول بعدم تصديق
- نضال بيقولى الكلام ده
ولا هو يصدق ما طلبه، الساعات التي قضاها خارجًا جعلت عقله يزداد جنونا
انه يخرج عن مساره.

العقل يتهور
يتهور بجنون ولا يستطيع أن يتحكم به ويعيد الأمور إلى نصابها
تمتم بلا مبالاة وهو يميل بوجهه إلى عنقها ليشم عطر رائحتها الزكية
- مجرد تفكير، مش هنخسر حاجه لو حاولنا
ارتجف جسدها وهي تغمض جفنيها، تحاول أن تطرد تأثيره لجسدها الذي يستسلم بخنوع مخزى دائمًا، ظهر التلعثم في كلامها
- مش هنخسر، انت تقدر تعمل كدا، يعني بكرا مش هلاقيك متغير معايا، واصحى الاقي نفسى في حلم
لم يرد.

بالطبع كيف يرد وهو هائم في شيء آخر
ازداد ضم جسدها اليه وهو يدخل انامله الباردة إلى أسفل التي شيرت القطني لتجفل فرح وبقت تحدق به لثواني، أنامل تعلم اين توضع لتهزمها في نقاط ضعفها، يداه ازدادت جرأة بشكل مرعب لتصيح بحدة في وجهه وقد تخضبت وجنتيها بالخجل
- ساكت يعنى؟
غمغم نضال ببرود
- بترغي كتير
يستفزها ببروده
ويفحمها ببعض الردود الباردة، تمتمت بجفاء
- علشان بطمن تقولى رغاية.

تألمت ما ان اطبق على شفتيها باصبعيه، ضاقت عيناها وهي تنظر اليه بشرر، التمعت عينا نضال بمكر وهو يقول بهدوء خادع وعيناه مثبته نحو شفتيها
- شايفة ده
صمتت وهي تري تبدل عيناه الى عاطفة تعلمها جيدًا، اكمل نضال بصوت اجش
- بيتكلم كتير، كتير جدا لدرجة ان مفيش غير طريقة واحدة تسكته
نزعت اصبعيه من شفتيها، لتستقيم واقفة وهي تهتف ببعض من الحدة
- قول انك عايزني بدل اللف والدوران.

مالت بوجهها إليه وهي تمرر يدها على عضلات جسده التي تصلبت ما ان وضعت يداها عليهما، تطبق دروسه في الاغواء واستماله رجل عليه الآن
تري العرق الذي تفصد جبينه وعرقه النابض خير دليل على نجاح ما تقوم به، جلست على فخذيه ولفت ساقيها حول خصره وهي تسحب ياقة قميصه نحوها باثارة
تلعب بالنيران، تعلم جيدًا
تعلم أن وضع السيد ودور الخاضع لا يطيقه، مالت ب شفتيها قرب اذنه لتهمس بغنج.

- قول انا عايزك يا فرح، مش همنعك ده حقك، بدل ما انت بتلف وبدور
ونضال تحكمت به غرائزه، صاح بنبرة متهدجة وهو يقترب منها ناويًا تقبيلها
- عايزك يا فرح
استغلت فرصة تيهه قبل أن تصبح هي الخاضعة في اللعبة وهو السيد، ابتعدت عنه وهي تضع نفسها في منطقة آمنة كى لا ينقض عليها في أى لحظة، صاحت بأسف بالغ
- للاسف النهارده عندي ظروف خاصة، اخرج برا شوفلك واحدة تعدلك مزاجك
احتدت عيناها وقالت بنبرة شرسة، متملكة.

- حذاري يا نضال
لها الحق في قولها الان، هي تكاد ترتعب، بل ترتجف خوفًا وهي ترى زمجرته الخشنة وانقلاب عينه الغائمة بالرغبة إلى الغضب، صاح بتحذير
- لا انتي متحذرنيش يا فرح
هيا، تشجعي، لن يفعل شيء، هي لم تري به شيئًا يعيبه به، لن يضربها، لن يفعلها الآن، صاحت بجفاء
- لو لقيت برفان حريمى على لبسك، ليلتك مش فايته.

شهقة خافتة صدرت منها وهي تكتم لسانها السليط، لا لا لن تجلس مع فريال مرة اخرى، ازداد جسدها ارتجافًا والذعر ينطلى من عينيها وهي تراقب الليث الكسول، ينظر اليها بجوع ونهم شديد إلا أنها منعته، ابتسم نضال وقال بسخرية
- ايه قررتي انك تنمينى في الشارع وترمى هدومى من البلكونة.

هزت رأسها نافية، تعلم أن ما تقوله سيزيد من رصيدها، هي تشد ذيل الأسد ولا تعلم العواقب الوخيمة، تمتمت بتهور قبل أن تركض مختبئة في غرفة شمس
- لا وانت الصادق، مش هتشوف وشنا من أساسه
والعجيب أن نضال لا يصدر منه فعل سوى الابتسام، مرر انامله على خصلات شعره ليستمع إلى نبرة فرح الحذرة
- تصبح على خير يا جوزى، الصبح الاقيك طبيعى ماشى.

ثم غادرت كالريح حينما التفت ليرى مصدر صوتها، شبك كفيه معا وهو يرخي بجسده مستندا على وسادة الأريكة، حسنًا سيري اخر ما تصل اليه هرته، سيري الى أى مدي ستتجرأ
تمتمة خافتة خرجت منه
- وماله يا مدام فرح
الوضع يزداد خطورة...!

تعترف أسرار أن الصباح كان مملاً، بل وصل الأمر إلى الضجر
لم ينام معها في الفراش، اختار النوم على الأريكة
لم تشارك أى جنون صباحي معه في الحمام
لم تشارك أى جنون في المطبخ
لم يفعل أى شيء.

حضرت الطعام الذي لا يستغيثه، اختارته عمدًا ليتشاجر، ل صدمها بصمته، قررت أن تستفزه اكثر وتخبره انها ستأخذ سيارتها وتذهب بها إلى مؤسسة الغانم، الا انه قاطعها بحزم أن تنتظره داخل سيارته، ولم يتوعد بل اكتفى بنظرة تحمل ألف معنى..
جلست وانتظرت رغم انها كانت تود أن تضرب كل شيء في عرض الحائط، لكن كلا، يكفي أحداث ليلة امس، من الجيد انه أصبح اكثر تماسكًا منها، بل كان العاقل ليلة أمس وهي تشهد له على ما فعل..

انتبهت على صوت السكرتيرة وهي تخبرها عن انتظار وقاص لدخولها، عدلت من هندامها وهي تسير بخطوات حازمة، تطرق الباب ثم تدخل، رأت ابتسامة وقاص التي زينت ثغره وهو يقوم من مجلسه قائلاً
- نقدر نقول مرحب بالعمود الأخير للغانم
ابتسمت بامتنان شديد لوجوده، بل لقدومه إلى منزل الاسكندرية، تمتمت
- مش للدرجة دى يا وقاص
ربت على كتفها وهو يقول
- المؤسسة نورت، متعرفيش المؤسسة كانت مفتقدة وحش المناقصات ازاى هنا.

هزت أسرار رأسها وقالت بنبرة ذات مغزى
- كله لحساب واحد يا وقاص، اسمنا كان هناك
- اه لكن نسبة الربح ليهم
صمت وهي تحاول ان تفتح موضوع آخر، الا أن وقاص عاد ترحيبه مجددًا
- مرحب برجوعك يا بنت الغانم
تلك المرة لم يقصد العمل
نبرته تحمل امتنانًا انها لبت دعوة شمل العائلة مرة أخرى
اكتفت بالابتسام ثم تحدثت بعدها بجدية
- فيه شغل هنا مهم ولا هتديني اوراق قديمة اراجع عليها
ضحك وقاص وهو يجيبها.

- لا مش للدرجة دى، النهاردة اوراق والسكرتيرة هتساعدك في كل ملفات اللى هتحتاجيها
أومات بفهم ثم قالت
- طب علشان معطلكش اكتر من كدا
انتبه وقاص لعيونها المنتفخة، عبس وهو يتأمل ملامحها الشاحبة رغم زينة وجهها الا انه لم يساعد على اخفاء لمحة الألم من وجهها
- يارب تكوني بخير، وشك اصفر
صاحت ببرود
- هتتعود على كدا
تنفس وقاص بحدة ليصيح
- زعلك الحيوان ده.

هزت رأسها نافية، لا تعلم لما كلمة حيوان تحديدا أصبحت متكررة وتسمعها مرارًا
- لا
ازداد وقاص ملامحه صلابة وصاح
- ضربك
هزت رأسها نافية ليتنهد وقاص بارتياح ثم عاد ان لبث بحدة
- كنت قطعت ايديه لو فكر
تورد وجهها وهي تلمس الاهتمام منه، لطالما تمنتها منه، تمنتها حينما كان يدلل شقيقته، كانت تريد أن تحظى باهتمام مماثل، الآن يفعلها، هذا الاهم
صاح وقاص بلهجة هادئة
- هشوفك اخر الاسبوع في القرية
اعترضت قائلة بجدية.

- انت كده يا استاذ هتلخبط مواعيدى، لا لازم تكلم سكرتيرتي وتضبطوا مع بعض
ارتفع حاجب وقاص ليقول بجدية
- الساعة ٣ يا اسرار
اعترضت بنفى
- ده وقتى مع أم سعيد في المطبخ يا وقاص
زفر وقاص بيأس وهو يهز رأسه، الأ يكفي الكوارث العجيبة التي تفعلها رهف حتى أدت الطاهية إلى طردها من المطبخ، تمتم بنبرة يائسة
- تعليم و مطبخ؟، لا مش كفاية رهف.

استأذنت مغادرة وهي تفتح باب الغرفة مغادرة وحينما همت بإغلاق الباب خلفها استمعت الى صوته الحازم
- الاقيكي اول واحدة
لم ترد أغلقت الباب وهي تستدير للذهاب إلى غرفة مكتبها التي تم تصميمها خصيصا لأجلها، ألم يخبرها سراج أن تتوقف عن مساعدتها، ف ستتوقف، ستري وتشاهد من بعيد كيف سيصعد بمؤسسة على وشك الافلاس الى القمة للمرة الثانية!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة