قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع عشر

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع عشر

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل التاسع عشر

لكى تلعب مع الشيطان
يجب أن تكون أهلاً للعب معه
وهي لعبت بسذاجة
وغلطتها أنه احرقها.
تهاوت على مقعدها هاوية ليسندها يد ماهر، رفعت عيناها هامسة
- يعني انا كده خلاص
إحتقن وجه المحامي وهو يتذكر ما قدمه محامي الأب من ورقة تثبت عمل الأم المشبوه، غمغم بنبرة عملية
- مدام مارية أنا اسف، حضرتك المفروض كنتي تبلغيني بحاجة زي ده قبل ما اكتشفه في قاعة المحكمة.

ازدرد ريق ماهر خوفا وهو يراها تغلق عيناها بأسي وتدخل في نوبة بكاء صامتة، تسائل بأمل
- يعني سقطت حضانتها؟
زفر المحامي بحدة وقال بنفاذ صبر
- حضانة الأم سقطت فعلا بسبب اكتشفاف وبالادلة العمل المشبوهة اللي كانت بتشتغلها مدام مارية
ماهر محق، عملها في تلك الحانة المشبوهة لن يمر مرور الكرام في حياتها بل سيكون له اثرا دائما، تغضن وجهها بالاسي وهمست
- لكن ده كان من فترة
زم المحامي شفتيه وقال.

- حاجه زي دي يا مدام مارية كفيل جدا أن الأب يكسب الحضانة من الأم
رأت تحفز وجه ماهر للانقضاض عليه، تمسكت بذراعه وهمست اسمه بيأس
- ماهر
شتم لاعنًا كل شيء ثم قال للمحامي
- طب وعيلة الام؟
غمغم المحامي بنبرة فاترة
- أستاذ ماهر ببساطة جدا الاجراءات هتمشي على الاب وهيحطوا مراقبين من 3 شهور لسنة لزوجة الاب علشان يعرفوا تعاملها مع الطفلة ده غير شهادتها اللي هتقدمها للمحكمة انها هتحافظ عليها
لقد خسرت ابنتها.

يا إلهي لما سمعت حديث آسيا والتي أخبرتها بضرورة معرفته خشية أن يتكرر أحداث ابنتها مثلهما، لما هي دائما مكتوب عليها السعادة منقوصة!
لما حينما أحبت شخصا لم يكن جديرا بحبها
لما حينما تتعلق بشخص يتركها للابد
لما حينما تري من يحبها ويقدم يد العون تعذبه دائما
لما هي مصدر الشقاء للجميع ومصدر شقاء لنفسها؟ّ!
تمتمت بنبرة يائسة
- وأنا؟
هز المحامي رأسه وقال.

- نقدر نطالب بتحديد ليكي مواعيد لزيارة البنت ولما تبلغ لسن الرشد تقدر تنتقل لبيتك
استأذن مغادرا لتغلق عيناها وهي تشعر به يجلس بجوارها، تشبثت بملابسه وألقت نفسها بين ذراعيه ليضمها بحنان وهو عالم انها ما تفعل ذلك إلا انهيارا
إذا لما قلبه يرتجف كلما شعر بها تلمس ذراعه أو يده؟!
لما الأحمق ما زال يخفق وهو أكثر من عالم انها لن تبادله حبه يومًا
استمع إلى صوتها الباكي يهمس بأنهيار.

- انا كده خسرتها يا ماهر، بنتي خسرتها
مال طابعا قبلة على جبهتها وقال بنبرة حازمة يتحاشى بها قلبه الذي يقفز فرحا من همسها لاسمه
- مارية فوقي
انفجرت في البكاء وصاحت بنبرة يائسة
- نضال في كل مرة بيطعني، و المرة دي سحب روحي.

تضرب كل مرة موضع قلبها النابض، تتمني لو لم تكن هنا، بل لم يكن في داخلها نفسا يتردد، تراخت يدها زاغ بصرها ودارت الدنيا من حولها، تستمع إلى نبرة وصياح ماهر يأتي من مكان بعيد وهو يصرخ قائلا وقد سقطت مغشي عليها بين ذراعيه
- مارياااااااااااا.

اسبوع كالنعيم عاشه مع تلك المرأة المليئة بالأسرار
اسبوع عرف طعم مذاقها اللاذع وحلاوتها الحارة التي تلهب حواسه المتأججة
اسرار ليست كائن بارد أو ثلجي، هي امرأة تعرف قدرها جيدا وتعرف كيف تحرق الرجل الذي امامها، وهي احرقته، شتته، جعلته لوهلة يفقد تركيزه ويتشتت من ذلك الانسجام والكيمياء التي بينهما...

لوهلة ظنها طفلة في عالم الكبار، ظنها عذراء لا تفقه اساليب المرأة، لكن اللعنة كيف استطاعت ان تجمع بين الأثنين؟!
تذكر حينما استيقظ في الصباح ليجد الفراش باردًا، حك مؤخره رأسه وهو ينزل بقدميه العاريتين إلى الارضية الباردة، استقام بجذعه مرتديا بنطال قصير متجولا في بيته الذي تسكنه تلك المرأة.

تتبع عبق رائحتها الهادئة التي تغزل بها دون وعي منه ليلة زفافهما في اذنيها، كان يسترضيها بأكثر درجة لتعطيه ما لم يتوقعه ابدًا من تلك الهيئة الباردة الظاهرية، فرك عيناه بخمول ليسقط بصره على قدها الرشيق الذي حفظه بيديه وشعرها المعقوص بطريقة اثارت غيظه، غمغم بصوت اجش ينبهها بوجوده
- صباح الخير
قابلت عيناه عيناها الباردة، اجفل بشدة وعقد حاجبيه بضيق، تلك المرأة معقدة بشدة، تمتمت بنبرة باردة
- صباح الخير.

دلف الى المطبخ ورائحة القهوة تثير اشمئزازه رآها وضعت كوب اخر بجوار ماكينة القهوة له وهي بمنامتها تجلس امامه بكل برودة اعصاب، تأفف بحنق
- مش بحب القهوة بحب الشاي
لعقت شفتيها بحسية لتشعل نيران في أوردته لترد بنبرة باردة
- للاسف اتعودت عليها، عندك الشاي وعندك رجلين وايدين.

استفزته، ربااااه بأقل مجهود استفزته، هو الذي كان سابقا ترتمي النساء تحت قدميه طالبين منه نظرة فقط ليترفع عنهن، تأتي تلك المرأة التي تجاوزت الثلاثين بمنامتها التي يرغب في تمزيقها والذهاب بها الى غرفة نومهما ليري اشتعال تلك العينان الباردة.

اقترب منها والشرر يتطاير من عيناه، امسك عضديها بخشونة جعلها تترك كوبها وتستقيم واقفه امامه، مرر بصره ما اسفل عنقها ليشيح وجهه زافرا بحدة، هذا ما ينقصه حمالات واسعة تكشف الكثير والكثير، صاح بقوة
- تعالي
وللعجب آها مستسلمة وهو يجرها اليه، فتح احدي الخزائن واخرج عدة الشاي الخاصة به وقال حينما حشرها بالرخام البارد وجسده المشتعل كالجمرات.

- لما اصحي بحب اشرب شاي علشان يعدل مزاجي، والنهاردة هعلمك ازاي بعمله ومن بكرا دورك
يلفح بأنفاسه الحارة في عنقها ليبدد ذلك الصقيع من جسدها وما حصل عليه مجرد رجفة واستكان جسدها كالرخام بين يديه، وضع كنكة الشاى على النار ووضع حبات الشاي وقلب بالمعلقة ليتناولها وهو يديرها اليه لتسقط عيناها على صدره العضلي
تمتمت بصوت هاديء
- من غير سكر؟
غمغم بغموض شديد وعيناه معلقة على شفتيها
- مين قالك من غيره.

وعلى حين غفلة ترك الكوب على الرخام وأحكم وثاقها وهو يلف يديه بخشونة على خصرها ليأخذها في عناق جعل جسدها يلين كالعجين، هذا ما شعره يقسم أنه شعر بها، تستلم له بحرارة
ابتعد زافرا بحرارة وغمغم بصوت اجش
- دلوقتي اخدت السكر
رفعت حاجبها وهي تبتسم بسخرية وعيناها لفهما الصقيع مرة اخري، كاد ان يزهق عنقها وهو يراها تسير بتبختر امامه وساقيها العارية تكاد ترديه قتيلا، غمغم بصوت اجش
- عايزة تتفسحي فين؟

تمتمت بنبرة لا مبالاية
- اي حته مش فارقة بس لازم يكون فيه شبكة علشان اعرف اتواصل مع تغريد واعرف اشوف الرسايل على اللاب
نيران، نيران اشتعلت في عينيه وهو يصيح في وجهها صارخا
- انتي جبتي شغلك لهنا؟
اومأت موافقة وهي ترد بسخرية
- يوم اغيب فيه، الشركة تنهار
صاح بخشونة وهو ينفجر في وجهها هادرًا
- فين تليفونك؟

لم ترتجف يديها اثر غضبه، لم يتحرك بها انش حينما خرج مارده، بل ببرودة اعصاب اشارت الى هاتفها الموضوع على الطاولة ليتناوله بعصبيه وهو يكسره بيديه، اتسعت عيناها ثم لا شيء بعدها
لا انفجار يترقبه
لا نظرة نارية
لا عتاب
لا سخط
مجرد ابتسامة سخيفة، ليقول ببرود
- كدا احسن، قولتلك ان ده شهر عسلي الاول ومضطرة انك تتعايشي معايا في كل حاجة.

ثم رمق الطاولة التي تنبه ان بها اطباق طعام لا يتغيسها، طعام يشبه طعام منزل عائلته ليقول
- والفطار ده اللي مبيأكلش بني ادم يتغير من بكرا، عايز فول وطعمية على السفرة وشوية مخللات لزوم التحبيش
اتسعت عيناها بدهشة ثم قالت
- وده اجيبه من فين؟
اجاب بجمود
- ام سعيد ربنا يكرمها فاتحة مشروع للاكل واكلها نضيف متخافيش على معدتك، هبعتلك رقمها علشان تعمل حسابها لبكرا وهجيبلك تليفون غير اللي كسرته
ابتسمت ببرود وقالت.

- اي اوامر تانية
نظر إلى شعرها المعقوص، وقال بجفاء
- شعرك افرديه قدامى
ثم عيناه هبطت بحسية الى منامتها وقال بصوت اجش
- لبسك هيكون على ذوقي انا جوا البيت وبرا البيت، جيبك دي تنسيها مش مسموح لحد يشوف جسم مراتي
وضعت كوبها على الطاولة والتفت اليه مغمغة
- ما تنقبني احسن
لاقت فكرتها الساخرة استحسانه، ليهز رأسه قائلاً
- اكيد هعمل كدا واخليكي قاعدة في البيت
وجاءت تلك النيران.

لقد ضاق بها ذرعا وهو يجدها تنفجر في وجهه صائحة بنبرة جامدة
- سراج انا ساكته مش علشان انا مش قادرة عليك
تألقت عيناه ببريق مشاكس كونه اخيرا ظفر بما أراد وقال بأستخفاف
- هتعملي ايه يعنى؟
تحدت عيناه بتحدى صارخ، تلكأت كلامتها وقالت
- ببساطة ادمر عيلتك
اقترب منها يشرف عليها بطوله يذكرها في النهاية كونها انثي
انثي وهو رجل، بدائيته هي ما سوف تسير في النهاية
اقترب مربتا على خدها بأستخفاف وقال.

- عيلتي انا اولي بيها مش هنشحت مثلا لو اخدتي الشركة
ثم اقترب يلفها في محيط دائرته، عيناه تدرس كل لحظة من عينيها التي تبرق بغموض ليقول بصوت هاديء
- بتنتقمي ليه منهم؟
تلك الغيمة التي تلألأت حدقتيها جعلته اشد إصرارا على ان يزيل ما بينهما من حواجز وكل ذلك بدافع...؟!
الفضول، مجرد فضول لتلك الانثي الغريبة التي تثير دهشته حينما سمع همستها الهادئة الخالية من اى سخرية.

- وقت ما تكون في صف محايد ساعتها لينا كلام تاني
اغمض جفنيه وهو يتنهد براحة يعود من تلك الذكرى، اسبوع مر ولم يقدر أن يظل معها في بيت واحد طيلة اليوم، سينتهي به الامر ان يضرب كل شيء بعرض الحائط وسيمارس بدائيته معها، لكن يعلم تلك الطريقة لن تفلح معها، لأول مرة لا يعلم ما هو مفتاحها؟!
تري ما هو الطريق للوصول اليها؟!

استقام من مكتبه ورغم نظرة الدهشة لموظفيه لم يعبأ لهم، ألتقط مفاتيحه وغادر من اشباح تحاول الوصول اليه، اشباح اسرار التي لا تهديء ابدا!

ثالث مرة تفعلها، تلك المرة هي المرة الاخيرة التي ستصنع بها الكنافة
رغم تذوقها لما صنعته واعجاب هنادي ومحمد للمرتين السابقتين لكنه لا يلاقي استحسان ذلك النرجسي ابدا، الشيف نزار العظيم يرغب بجودة تقارب جودة ما يصنعه
تمتمت رهف ببرود وهي تراه يهم بتذوق طبقها
- ليا حلة ورق عنب
نظر اليها بأنفه ليغمم بسخرية
-لنشوف
تذوق اول قضمة وتلكأ في مضغها، اقتربت متحفزة لرأيه وهي تراقب تعابير وجهه الجامدة لتسمعه يهمس.

-حلو، بس
والكلمة التي رفعتها لتلامس السماء خسف بها ارضا، كفي حقا، نزعت مريولها وهبت في وجهه صارخة بعنف
- متعرفش تقول كلمة حلوة للاخر، دي تالت مرة اعملها.

عيناه الراكدة اكثر ما يثير سخطها، انه لا يهتم بها، لا يهتم بما تفعله ولا مجهودها، اصبحت معتكفة في المطبخ ورائحتها تفوح منها رائحة البيض والدقيق وليس عطر الزهور، اظافرها تكسرت ولم تهتم بهما، ويا الهي شعرها اصبح متقصف واصبح لونه باهتا، حبست زمجرة تزأر بها حينما رد بجمود.

-العصبية مامنها فايدة ياشيف، نحن هون مابندور على اكلة ناكلها بس نحن بندور على الافضل والافضل بضل، شغل الولاد والمجاملة مانها مسموحة هون ياآنسة
انتهي الامر عند ذلك الحد، تفحصت غرفة مكتبه وتلك الجوائز اللعينة التي حصل عليها لتضرب سطح المكتب بيدها صارخة
- تمام شيف
اشتعلت عيناها بشرر ألجمه ورأي تلك القساوة المحفورة في وجهها وهي تقول.

- انا بقي تعبت، لانك شخص مغرور جدا و مش طايق دبان وشه، حتى مش عارف تقول كلمة حلوة او تشجيع ليا من اول ما بدأت
واستدارت مغادرة مكتبه، ستغلق صفحة تلك الهواية للأبد وستعود الى برجها مرة اخري، استمعت الى نبرته الغاضبة يهدر بصوت مرتفع تقسم ان العاملين في المطبخ استمعوا اليها
- تعالي لهون.

امسكت مقبض الباب وحينما دارت على عقبيها أجفلت انه يتقدم نحوها بسرعة مهولة، تراقص قلبها وعزف معزوفة الخطر لتهمس بنبرة حادة
- شوفلك حد غيري تشخط فيه مش انا يا نزار الشامي اللي تتكلم معاها بالاسلوب دا
عيناه الراكدة عادت للاشتعال مرة اخري، احدهما حرك مياه الراكدة لتثير دوامات بهما، امسك ذراعها بخشونة وقربها منه ليهمس بنبرة قاسية جعلت ساقيها تتخبط برعب
-مافي وحدة تجرات ترفع صوتها عليي.

لكنه لا يعلم من هي رهف الغانم ولا اي دماء تحملها، حاولت ان تنزع ذراعها من براثنه لتشهق وهي تري يده الاخري القاسية تحطم ذراعها اللين، تألمت وكادت ان تنفجر باكية لتهمس بصوت متحشرج
- سي السيد ولي عصره يا شيف وسيب دراعي
اقترب ينظر إلى عينيها التي استحالت الى عينين مذعورتين وجسدها يرتجف بشدة وهو يقول
- تزعلي متل الولاد الصغار هالشي مو مسموح فيه هون
عضت على شفتها السفلي ويداه تزداد قسوة لتهمس بصوت متألم.

- مش انا تحت اختبار وكل مرة بفشل فيه، خلاص ماشية بكرامتي
انفجر صارخا في وجهها يهزها بقوة
-بطلي شغل الولاد الصغار واصحي لحالك
اطلقت اهة مؤلمة وانفجرت في البكاء وهي تتوسله بنحيب
- انت بتوجعني
اهتزت حدقتاه وسارع بنبذها عنه وابتعد عدة مسافات يمسح بها وجهه، رفع عيناه يراقبها تحتمي ذراعيها بحماية وصوتها الباكي جعله يسب نفسه، ما الذي دهاه اجن هو؟!

لم يقترب من امرأة طيلة حياته بذلك التقارب الذي بدا حميمي؟!، بعثر خصلات شعره ومسح على شاربه ولحيته وهو يعتذر بصدق قائلا
- اسف
لم تكف عن البكاء ولا عن احتضانها لذاتها، وكأنه، شعر كأنه على وشك ارتكاب جريمة معها، استغفر سريعا وهو يغمغم بصوت حاني.

- رهف اسمعيني انا مسؤول عن المطعم، واي شيف بيتكاسل بشغله مارح يضل، سمعة المطعم من سمعتي، مو بعد ما صار مستوى المطعم ممتاز انزله، المطاعم بضل تنافس بعض في حجم الوجبة او كميتا والطعم واحد، بس هون لا.

حاولت ان تستجمع شتات نفسها وتتذكر انها قد هربت من براثنه، ذلك الجرذ العفن لم يعد موجودا، عضت شفتيها السفلي تتحكم في اعصابها التي انهارت على يديه لانه لو ظل فقط مقتربا لدقيقتين ربما سيحدث ما لايحمد عقابه، لا تريده ان يعرف ماضيها المخزي ولا احد من العمال
رأته يقترب مرة اخري لكن بحذر، تري عيناه التي شع منهما قلقا صادقا وتري تشوشه وعدم قدرته على تهدئة الوضع لتهمس وهي تمسح دموعها.

- مبعرفش اعمل غير حلويات خفيفة، وفريال الحت عليا اني اجي هنا وانا عارفة اني مش بعرف اطبخ لكن دي هواية اكتشفتها من فترة، حاجه بتخرجني من المود حتى لو طلعت محروقة او مسكرة او ناشفة
قدم لها كوب ماء لترتشفه بهدوء، وصمت كلاهما والوضع اصبح غير مجدى، كانت على وشك ان تقدم اعتذارا لما فعله معها طيلة الايام ورغم فشلها ستشكره وتغادر غير عائدة إلى مطعمه مرة اخري لكنه سبقها وهو يقول بنبرته الناعمة الحانية.

-من اليوم رح تكوني تحت اشرافي لحتى يكون الك مطبخ رح تساعديني في الاطباق يلي تروح على طاولة الزباين
جحظت عيناها وهي تهز رأسها نافيا كالبلهاء، ما يقوله ذلك المجنون؟!
انها تعينت رسميا في مطعمه، لقد كانت على وشك المغادرة لتهمس
- انا لا
صاح بنبرته الجامدة وقد عاد السيد الطباخ العظيم لاستبداده
- غيري المريول والحقيني رح نبلش شغل ورح علمك كيف بتنئي الخضرا الطازة.

وقرر وضعها امام الأمر الواقع لتجده يغادر غرفة مكتبه الى مكان التقاءهم للعمل، فغرت فاهها كالبلهاء وهي تراه يختفي من بين اجساد العاملين، اين سقطت واي غباء اصبحت تمتلكه لتوافق بأذعان ملحقه اياه إلى العمل الجاد!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة