قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الأول

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الأول

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الأول

هذه الرحلة غير آمنه..
انني احذركم، يجب توخي الحذر
هذه الرحلة عبارة عن السير في الأدغال
وخفايا تلك الأدغال قاتمة و مخيفة
بداية الرحلة غامضة ومبهمة، في منتصفها ستتجلي الحقائق وفي آخرها سنصل لبر الآمان.
قصتنا قصة نسائية بحتة، فاذا قارئًا صادف تلك الرواية ف مرحبًا بك يا عزيزي في فخي.
اما عن سيداتي الورديات الحالمات أرحب بكن لنتنقل معًا بين طبقات الرمادية الكئيبة والوردية الناعمة.
كلمة من الكاتبة.

سيقولون عني امرأة تجهر بحقوق المرأة المصونة
المرأة المعززة في بيت زوجها، ذلك البيت الملجأ الوحيد لها
أرفع شعارات للمرأة الحرة لتمارس حقوقها وتتنفس الطبيعة مثل الرجل ولكن انا...!
انا ك ذوي النساء، تعيش في قفص ضيق لا أسمح بدخول أحد إلى محيطي، حتى يزوجوني لرجل يقولون عنه سيد الرجال.

رجل يتفاخر فقط بحقوقه، مزهو بنفسه بما وصل اليه والي الراتب الشهري الذي يتحصل عليه، رجل الذي يقولون عنه عينه لا تشبع، يريدك في جسد هذه، و شعر تلك، وملابس غير شفافة وضيقة حتى تسحب عنق الرجال.
يريد ملابس تحدد معالم أنوثتك لكي يتفحص ويتمعن و يري اختيار أمه الغالية ثم يخبرك بموافقته وكان الملك قد أخرج تصريح لك بفتح الزنزانة.

يريد امرأة بعينين لا تري، واذن لا تسمع، و عقل لا يفكر، يريد طعام دافيء مثل وصفات امه و امرأة يفتخر بها في المحافل، في درجة علمية تقاربه لينتهي بك الحال مع دستة أطفال قائمة على نشأتهم وهو الرجل الذي يكد ويتعب في الخارج..
لا يريد المجادلة، لا يريد النقاش الطويل الذي لا ينتهي برأيه، بطريقة ام اخري سينتهي بك الحال تقومين بتقشير البصل امام دراما رومانسية تتعذبين بها طيلة النهار والليل.

الشعراء الذين يتغنون بوصف المرأة و جسدها و رقتها وعذوبتها، الا يعلم ان ذوي جنسه من يدفنون المرأة حية، اعمارهن تذهبن هباءً و مشاعر انثوية مكبوتة في نحرها.
طوت شادية الورقة ودستها في جيب بنطالها، اللعنة لا تنفك إلا وتكتب عن حقوق المرأة، منذ متي اصبحت مناضلة للمرأة الآن؟!

اخذت لقطة سريعة على هاتفها لتعود النظر إلى البوابة الجحيمية المكتظة بالمسافرين، تأففت بحنق وهي تمرر خصلاتها السوداء بأناملها، اتسعت ابتسامتها حينما قدمت ابنة عمتها فريال تجر حقيبة سفرية ضخمة، انحسرت ابتسامتها شيئا فشيء وهي تتأكد من التغير الذي طرأ عليها..
لم تكن تلك فريال التي غادرت مصر تحديدًا منذ ثلاثة اعوام
التي غادرت كانت رقيقة، حلوة، مليئة بالدلال، مفرطة في الغنج.

التي الان شامخة، ابية، عيناها جامدة غادر بها الروح
ابتسامتها تثير الرعب في الأنفس
وما إن أصبحت أمامها حتى تأكدت من ما أثار حفيظتها، العائدة ليست بروح فريال القديمة، ابتسامه جاهدت بان تشق ثغرها و ازدردت ريقها لتهمس بارتجاف
- حمدلله على السلامة، واضح انك هتطولي الزيارة المرة دي
البسمة وصلت معناها إلى التي امامها بعينين صخريتين، جذبت حقيبتها وهي تغمغم
- لا هقيم هنا.

فتحت حقيبة السيارة ووضعت حقيبتها، و السؤال الذي انتظرته خرج ببساطة من لسان شادية
- قصيتي شعرك ليه؟
التفتت اليها تواجهها برفع حاجبها الايمن وببرود تتفحص خصلات شعرها الطليقة وقالت
- وانتي قلعتي حجابك ليه؟
تخشبت شادية ولم تتحرك ساكنًا، اتساع طفيف من مقلتيها ولهاث خافت خرج من شفتيها، ليست من المفترض أن تكون موضوعة داخل بؤرة، ارتعش جسدها وهي تهتف بهدوء نسبي وقدميها المتخشبة لانت وتحركت إلى مقعد السائق.

-خالك لو عرف انك هتقيمي هنا مش هسيبك تطلعي برا الفيلا
لوت فريال شفتيها وهي تراقب جسد شادية المرتجف وكأنها خضعت لاستجواب، هزت رأسها يائسة وهي تهتف بنفاذ صبر
- شادية.

عيناها تدقق إلى الطريق ثم إلى المرآة الجانبية، شعورك وكأنك مراقب شعور فظيع، وسواس ينخر عقلك والجميع س ينعتونها ب المجنونة، رفعت عيناها تراقب السيارة الخلفية التي انعطفت للجانب الأيمن لتتنفس الصعداء اخيرًا وانفاسها التي احتفظتها أطلقتها كدفعات متتالية لتنظر برعب إلى فريال هامسة
- نعم
رغم سكون عيناها الى انها لمحت طيف من الشرخ لتغمغم باهتمام
- فيه ايه؟

رفعت شادية عيناها إلى المرآة وهي تري الطريق خالي من السيارات لتعاود النظر اليها بابتسامة
- محصلش حاجه
هزت كتفيها بلا مبالاة و غمغمت
- فين الخشنة التانية جيجي؟
أجابت بجمود وهي تحدق إلى الطريق
- تلاقيها في سباق ما انتِ عارفاها
لم تعقب فريال واكتفت بالنظر من النافذة وهي ترجو أن يتحقق هدفها الذي جاءت إليه!
********.

حالته أشبه بأسد حبيس داخل قضبان حديدة، مقيدة لحدوده وحريته، يزأر بأعلى صوته ليثير الرعب أمام المتفحصين وعلى وجوههم مرتسمة امارات الذعر.

اقتحم وقاص غرفة مكتب والده وهو ينظر نحو الثلاثة المجتمعين في تلك الغرفة، ناكسي رؤوسهم ووصمة عار وشمت اسم عائلة الغانم وكل ذلك يعود لهم، لأنهم غفلوا عنها، عن شقيقته الصغيرة التي تزداد كل يومًا بهاءً، ولفتت العديد من أنظار الذئاب نحوها وهي ك حمل وديع ليست على أرض صلبة، حياتها بيضاء بالكامل، معتكفة تمامًا عن العالم، حابسة نفسها داخل شرنقة..
ضم كفيه في جيب بنطاله وغمغم
- وصلتوا لل**** ده؟

والجواب كان سبة من والده و انهيار والدته في بكاء مرير، تطلع بعينه الى الأخ الضال نضال الذي تجهم وجهه وتحاشي النظر إليهم..
يلوم نضال كثيرًا على عدم اهتمامه بها وعنايتها، لطالما طلب منه الاعتناء بصغيرته خلال سفره للخارج المتكرر لكن من يستمع! هو الأبن الأكبر يتطلب منه الاعتناء بجميع أفراد تلك العائلة من كبيرها لصغيرها، أطلق سباب بذيء من شفتيه وصاح بغضب مستعر.

- ال **** ده مش هرحمه، انا مش عارف ازاي لغاية دلوقتي مش عارفين توصلوله
ونضال الشارد لم يكن بعيدًا عن تلك المسرحية المعروضة أمامه، ساندًا بجذعه على الحائط ويده حاملة كوب من القهوة، عيناه تتأمل خارج محيط ذلك القصر الخنيق لكن عقله مسافرًا لرهف المنعزلة عن العالم، اغمض جفنيه حينما تذكر حادثة سنوات تحدث على مرأي عيناه، صاح بصوت أجش
- انا ماشي.

عينيه حالكتين لم يصل إليهما نور يكسر عتمة روحه، الخشية لا تأتي من وحش بري مفترس على وشك مهاجمتك
الخشية هنا حينما تنقلب الأدوار ويصبح من كان تحت ترويضه استحال وحشًا.
تخشب جسده حينما استمع إلى صوته الجامد
- مش لما نشوف حل للمصيبة دي ولا قررت انت كمان تشيل ايدك من مسؤولية.

التفتت نضال ينظر إلى وقاص وعيناه ترسل نيرانًا مستعرة، عيون تكاد تنطق بالكراهية البغيضة و المثير للسخرية أنه لا توجد أي عاطفة للقرابة، التقطت ألفت العداء بينهما لتغمغم بصوت واهن
- وقاص اهدي
التفت وقاص بعينيه يتطلع إلى والدته، لثواني لا تحسب لم يتحرك ساكنًا، وجهه الخاوي من التعبيرات وجسده المتصلب جعلها تنظر اليه بهلع وما ارجف بدنها تلك الضحكة المميتة التي أطلقها وهو يغمغم.

- اهدي!، انتي عايزني اهدي بعد كل اللي حصل، واحدة فوق بتموت بين ايدنا وانا والبيه ده وكلنا مش عارفين نعملها حاجه
أشار بأصبعه بدونية إلى الواقف امامه، زفر بحدة وهو يمرر أنامله على خصلات شعره وثواني وعاد الصمت يبتلعهم..
لكل شخص يرون المثالية والسعادة في اشياء تكون في قبضة اليد، لم تحذر بعد عزيزي
ف لكل سعادة مادية مؤقتة تسلب منك جزء من روحك النقية، الأمر اشبه بكونه ضريبة تمنيك شيء ليس بحوزتك.

انتفض جميعهم على صوت صفع الباب الذي ادي إلى زلزلة أرجاء المنزل ليرفع وقاص عيناه إلى والدته صائحًا
- شايفة عمايله؟
ازدردت ألفت ريقها بتوتر ورفعت عيناها الى الجبل الشامخ، الجبل الشامخ الذي تصدع و غمغمت
- مهيب الدكتور قال ان احنا نقدر نسفرها لمس...
صاح وقاص صارخًا
- على جثتي يا ألفت هانم، اختي مش هتتحط في مصحات نفسية تاني
زجر مهيب صوت ابنه بحدة
- وقاص.

وهو اشبه بالمجنون الذي لم يأخذ جرعة سعادته، مجنون على وشك قتل الجميع ونفسه إن لم يستجيب الجميع لمطالبه، هتف بخشونة
- لطالما انتوا شيلتوا ايدكم منها يبقى سيبوني انا احاول ارجعها زي ما كانت
خرج بعاصفته الهوجاء التي لا تبقي شيئا ولا تذر إلى مكان يستطيع فيه أن تعود روحه المسالمة، عضت ألفت على شفتيها بقهر من تفكك تلك العائلة، لقد انفرطت حبات عقد تلك العائلة لتهمس بألم
- الكسر عمره ما يتصلح يا وقاص.

***********.

عادت رهف وحيدة كالسابق ولكن المختلف هنا أن الجميع بات يخشونها، يخشون أن تلوثهم كما حدث لها، نظرت إلى الغرفة بملامح مبهمة والي فراشها الذي شاركها الفترة السابقة سعادة ظنت انها السعادة الابدية، سعادة ظفرتها بعد سنون من الانزواء عن العالم، رفعت كلتا ذراعيها وهي تنظر الى الاختلاف الذي تطرأ عليها، بشرتها شاحبة كالموتى، انتفضت من مضجعها ووقفت أمام المرآة العاكسة تعاتبها على ما حدث لها، لطالما كانت مرآتها خير صديق يؤنس وحدتها سابقًا، صرخت جازعة وهي تخطو للخلف.

ما أمام المرآة شبح امرأة
اثني فقدت روحها وأصبحت امرأة عجوز
سقطت على الأرض وهي تجذب خصلاتها التي دنست
بكت بقهر رافعة عيناها الى السقف واصوات بعثت للحياة مرة أخرى.

نبشت بأظافرها على جلدها وهي تحاول ان تزيل اثار ماضية وشمت بجسدها، الرؤية أصبحت ضبابية وهي تسعى بكل جهد ان تتخلص من عارها، انتفض جسدها حينما شعرت بذراعين تحيطان جسدها بقوة، صرخت بنجدة وهي تنبش بأظافرها على وجهه وذاكرتها عادت للحادثة القديمة، ربما لم تتسنح لها الفرصة بأخذ ثأرها لكنها الآن لن تتركه
- رهف.

تخشب جسدها وهي تستمع إلى صوت دافيء يكرر اسمها بعاطفة، تبدد ذلك الضباب لتقع عيناها على عينيه، المسافر البعيد جاء ليشهد عار الذي صنعته للعائلة، دفعته عنها بعيدًا وهي تنزوي بمنأى عنه
انزلق جسدها وضمت ساقيها على صدرها لتدفن وجهها باكية وجعها، مرضها، وسواسها الذي لا ينفك وتتذكر تلك الليلة، ضمت قبضة يدها وظلت تضرب على موضع قلبها الذي يعلن حتى الان الحياة.

أغمض جفنيه متاوهًا على حالة صغيرته، هبط بجذعه امامها وضم يديها بحزم ليهتف بصوت حاني
- متخافيش أنا جنبك مش هسيبك المرة دي
عضت على شفتيها بقهر، اي مساعدة تريدها وقد انهار أساسها وثباتها، براءتها و سذاجتها، رفعت عيناها بخواء هامسة بصوت متحشرج
- و، و، وق، ااااا، ص
ونظرة عيناها اردته قتيلا
الخواء والكسر تآكلها
والتوسل في عينيها يعذبه
طوق النجاة تلتمسه فيه وهو يقدم ذراعيه لها.

خرت ساقطة بين يديه يذكره بسقوط ورقة شجر في عاصفة خريفية، استشعر نبضات قلبها التي تنبض بقوة وكأنها تقابل وحشًا مجهولا بمفردها، وكان روحها تهفو إلى طريق مجهول
صمته يعلن عن ثورة عظيمة و ثورتها أعلنت عن خواءها
وجسده ينتفض ويتضخم، والروح تطلب الثأر
ضمها بقوة حتى شعر بقرقعة عظامها اللينة ليهمس
- اششش يا حبيبتي صدقيني انتي بتدبحيني يا رهف
ازاحها حتى ينظر إلى الضباب في عيناها، غمغم بصوت جاهد بكونه هاديء.

- عايز منك وعد انك هتبقي احسن، اوعديني، خلي يكون عندي امل انك هترجعي احسن من الاول
وهي...!
روحها في سحابة ضبابية، و عيناها لا تستطيع رؤيته، حاسة الاذن كالمرصاد و جسدها أعطي الراية البيضاء، أفاقت على صوته الحازم
- رهف
وما إن حطت عيناها على عينيه ادركت انها في مأمن بجانبه، لفت ذراعيها حول عنقه وانفجرت باكية تشكوه عن آلامها و اضطراباتها، يأسها وغضبها.

ربت بحنو على خصلاتها المشعثة التي بدت باهتة كصاحبتها وهمس
- ابكي يا حبيبتي، ابكي دلوقتي بس مش هسمحلك انك تبكي تاني
**********
دقات كعبها العالي يرن عاليًا على ارضية المشفي الساكنة، ثوبها منساب بأحتشام على قدها جعل العديد من الأعنق يتأملوا سيرها المتبختر، وما إن اقتربت من المكان المنشود القت نظرة ساخرة على الجميع.

عادت أسرار بخطواتها إلى حماتها الجالسة على الكرسي وكأن هما وضع على عاتقها، ارتسمت ساخرة وهمست
- اهلا حماتي العزيزة
توقفت يد حماتها عن التسبيح ورفعت عيناها لتنظر بشرر إلى الحرباء التي حطمت عائلتها، صاحت بغضب
- جاية هنا ليه
انفجرت ضاحكة و صدى ضحكاتها يترك اثرًا مخيفًا في الأنفس، مالت وعيناها غامتا بشرر.

- الله هو انتي فاكرة ان دخول الحمام زي خروجه ولا ايه، يا خسارة كان لازم تفكروا مية مرة قبل ما اشرف عيلتكم اللي تسد النفس
شهقت شيراز من مدى وقاحتها ولسانها السليط لتنفجر بها صارخة
- انتِ واحدة منحطة وزبالة
مالت أسرار برأسها الى عيني حماتها المذعورة، لطالما تشعر بالنشوة والانتصار بينما تهزم غريمتها في ساحة المعركة، همست بصوت فحيح
- الزبالة دي اللي هتوريكي ايام زي الجحيم يا شيراز.

وابتعدت بظفر وهي تغمز بعينيها نحوها
- عموما انا جاية اشوف جوزي
والتفت مغادرة إلى غرفة زوجها، فتحت الباب واغلقته بهدوء خلفها يعكس النيران المستعرة في جسدها، زفرت بحرارة وهي تجد جسد زوجها على الفراش، اقتربت تجلس بجواره، تتلمس انامله وصوت خافت يصدر من شفتيها
- هتبقى كويس.

هبات من نسيم عطرها تسللت انفه، فتح ضياء جفنيه ينظر اليها وعيناه ظهر بها نظرة لم تفهمها، كان يستعطفها، يطلب الغفران لما فعله بحقها غمغم بصوت محشرج
- أسرار
وضعت أناملها على شفتيه وهمست
- هتتعب من الكلام استريح انا شوية وهرجع الشغل
وكانه في انتظار طلبها حتى يعود للنوم مرة أخرى مستجيبًا للعقاقير التي تنهش في جسده، رحلة راحة لكن الروح ليست مستقرة، ليست آمنه لما سيحدث في غيابه.
*********.

عدلت مارية من وضع أصبع أحمر اللون على شفتيها بأغراء وابتسمت ترسل قبلة إلى المرآة التي أظهرت بهاءها الذي يسلب عقل الرجال في الحانة، عدلت من وضع تنورتها السوداء الملتصقة بجسدها، نفسًا عميقًا زفرته على مهل وهي تفتح باب الاستراحة ليصم أذنيها صوت الموسيقى
اجساد متمايلة، وأرواح مسافرة، وعقول خاملة
هنا لا مكان للمواعظ
المواعظ تلك تدفنها في التراب قبل مجيئك
هنا استجابات لأوامر الشهوة، الرغبة، والحاجة الشديدة.

وهي استجابت لتلك الأشياء
ولا يوجد وقت للتوقف او التفكير بالعودة.
انتبهت على صوت زميلتها التي هتفت بعملية
- مارية يوجد زبون خاص
استدارت ب وجهها لتنظر إلى زميلتها بمكر، غمزت بعبث
- حقًا؟
هزت زميلتها رأسها وتابعت طريقها للعمل، زفرت مارية عدة أنفاس متتالية و غمغمت
-حان وقت العرض
توجهت إلى الغرفة الخاصة بالزبون ووظيفتها هي إمتاعه أو بمعني أدق تعديل مزاجه
يطلب منها الرقص فترقص.

وربما أشياء خاصة لا يستطيع تنفيذها سوى هنا!
تستطيع أن تثير رغبته بها لكنها لا تخمد نيرانه، وربما تلك هي شهرتها في الحانة الفاكهة المحرمة
دلفت إلى الغرفة لتجده واقفًا بشموخ موليًا ظهره، همست بنبرة لعوب
- أأستطيع مساعدتك؟
التفت الرجل ووضع كفيه في جيب بنطاله يطالعها من منابت رأسها إلى اخمص قدميها..
انحسرت ابتسامتها و همست بصدمة
- م، ماهر!

ولأول مرة ترى النظرة الدونية والاشمئزاز ينطلي من عينيه، لطالما جميع الرجال عيونهم مليئة بالشهوة في حضرتها ما عداه هو!
دار بعينيه في أنحاء الغرفة التي بها جميع ما تثير النفوس الضعيفة، ووجودها هي هنا بحد ذاته خطيئة، خطيئة تدعوك لتجردك من معتقداتك.
لكنها بالنسبة له
عينان خاويتان، وجسد مستهلك لا قيمة له، ووجهها مغطى ب مساحيق تجميل أخفى الكثير من شحوب وجهها، غمغم ساخرًا
- مكان وضيع يناسبك يا مارية.

تجهمت ملامحها وصاحت بجمود
- انا ورايا شغل
واستدارت مغادرة، لا ترغب بوجود أشخاص في الماضي في حياتها الحالية، تخشب جسدها عندما استمعت إلى نبرته المستهزئة
- قوليلي بتكسبي كام، ويا تري tips من كل واحد بيفرق لو...
التفتت تصيح بهدر وهي تشير بإصبع السبابة
- اياك تتكلم بحقارة عني انت سامع
هز رأسه يائسًا ثم عاد بعينيه يقابل عيناها لثواني راغبًا في الغزو
الغزو للوصول إلى منبعها
زفر بحرارة وقال.

- المكان مش مناسبك يا مارية ارجعي لحياتك القديمة
لم تتردد وهي تجيبه
- لو لقيت روحي القديمة هرجع زي ما كنت
- سيا مش عجبها وضعك
- انا عايزة اكون لوحدي يا ماهر من فضلك، مش عايزة مساعدة من حد
لكم الحائط بعنف حتى ارتعدت منه ومن عيناه، عيناه هي الجحيم بحد ذاتها، قال بنبرة غامضة
- لسه لغاية دلوقتي مش عايزة تقوليلي مين هو
مر عشر دقائق من دون مال
عشر دقائق تستطيع أن تكسب بهما مائتي دولار، غمغمت بجمود.

-هتستفيد ايه، عموما انا مضطرة اشوف زبون غيرك كون انك مش جاي هنا تعدل المزاج
واستدارت لتغادر لتجد يداه أمسكت بذراعها و قربها منه حتى التحم ظهرها بصدره، مال يهمس في اذنها
-المرة الجاية لما اجي هنا، أوعدك مش هسيبك إلا وانتي معايا
نبرته جامدة، ويداه لفت ذراعيها وكأنه يحاوط روحها!، وزفرات انفاسه أثارت في نفسها الرعب ولأول مرة تخاف منه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة