قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الأربعون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الأربعون

رواية في قبضة الإمبراطور الجزء الأول للكاتبة ميار عبد الله الفصل الأربعون

- اهلا يا ماهر، اسفه على التأخير
صاحت بها وجد وهي تستند على عكاز للسير، تنهدت بتعب وهي تجلس على المقعد المقابل لتسمعه يغمغم بهدوء
- لا ولا يهمك
ابتسمت بهدوء وهي ترى جيهان شقيقته التي حيتهما بهدوء وهي تدلف داخل الفيلا سامحة لهما للتحدث بحرية في الحديقة، استدارت اليه وقالت بهدوء
- انت عارف حركتي وكده والجبس، ملقتش فرصة احسن من البيت نقدر نتكلم هنا
صمت مخيف أطبق عليهم، يتحدث ماهر لنفسه.

ما بها وجد كي لا يحبها؟
يخبره قلبه أن ذات عيون الشبيهة بالقطط امتلكت قلبه منذ اول لقاء
ابتسمت بشحوب وهو يحاول أن يصمت ذلك الانين في قلبه، نصال حادة تغرس في قلبه النابض، يدمي قلبه بكل قسوة، تتوقف تلك الشقراء عن ملاحقته حتى يهدأ من خفقان قلبه الذي يرتعد شوقا لرؤيتها
لن ينكر انه ينتظر كل يوم رؤيتها وهي تعترض طريقه، ابتسم بشحوب وقد نسي انه يجلس أمام خطيبته، ارتسم الشحوب على محيا وجد لتزفر بحرارة.

كلاهما عالقان في حبل واحد، قاطعته من حبل افكاره قائلة
- فيه حد في حياتك مش كدا؟
عقد ماهر جبينه لتلعب وجد بخصلات شعرها دافعة اياهم للخلف لتقول
- عايزين نكون صريحين مع بعض ونقدر نبني الاساس علشان نمشي عليه
تنهد ماهر بحرارة وهو يراقب من بعيد شقيقته جيهان التي رغبت لزيارة فيلا عائلة المالكي، زجرها بعيناه وهو يراها تخرج هاتفها وتلتقط لهما صورًا ليعيد نظره نحو وجد قائلا
- معاكي يا وجد.

زمت وجد شفتيها بحنق، اخطأت في قرار تلك الخطبة، اخطأت بشدة، قالت بهدوء
- احنا الاتنين مخبين عن بعض حاجه، حاجه وجعانا كمان وتقريبا هو القلب
دقق النظر الى عيناها التي بدت امامه غير مقروءة، صاح بسخرية
- غيرتي رايك ولا ايه؟
هزت رأسها نافية وقالت
- لا مغيرتيش، بس انا مديالك الفرصة انك لو حاسس انك مجبر اننا نكمل، انا بقولك انى معنديش اي مشكلة
صمت للحظات وهو ينظر الى عيناها، غمغم بجمود
- لا مش مجبر على حاجه.

عنيد، غبي، تمتمت بها وهي تنظر اليه، هزت كتفيها بلا مبالاة قائلة
- عموما انا قولت وفي أي وقت صدقني عادي جدا
صاح فجأة بعد صمت مريب
- ايه اللي خلاكي توافقي
رفعت أحد حاجبيها وهي تقول بابتسامة دبلوماسية
- بتجر رجلي مش كده، طب علشان انا اجدع منك هقولك، انا عشت قصة وهمية بطل وهمي جدا فكرته ان كل حاجع بينا متبادلة بس كنت عبيطة قررت امشي حياتي انا واحدة لسه صغيرة عندى 22 سنة.

استمع بصبر شديد ويحاول أن يستخرج الغضب من داخله، كل ما شعره ناحيتها مجرد شفقة لا أكثر، ضحك ساخرا وهو يهز رأسه يائسا
- اول مرة اجرب الشعور ده
عقدت حاجبيها وسألته باهتمام
- شعور ايه؟
تنهد مجيبا
- اني مش مضايق
قالت ببساطة شديد
- لانك محبتنيش، قلبك لسه معاها، خسارة انك تسيبها مهما كان
ازدرد ريقه بتوتر وتبدلت سحنة وجهه ليقول ببرود
- صعب، مش بالسهولة دى
تمتمت بهدوء وبساطة شديدة
- متهيألك يا ماهر.

تصلب جسدها فجأة من ان شعرت بعينين ناريتين تحرقها من مجلسها، أغمضت جفنيها بيأس وهي تعض شفتيها بتوتر ليعقد ماهر حاجبيه ما أن أبصر رجل يقدم نحوهما بطوله وجسده الضخم وملامح وجهه الحادة جعل ماهر يرفع إحدى حاجبه ببرود، صاح الرجل ما ان تقدم نحوهما قائلا بجمود
- مساء الخير
لم تنظر اليه حتى، عرفته لماهر قائلة بابتسامة لطيفة
- اهلا ماهر احب اعرفك لؤي ابن عمى، لؤي للاسف محضرتش اليوم ده اعرفك خطيبى.

تبادل الرجلين السلام وماهر يستشف النظر الى عينىّ الرجل العدائية، بدون كلمة قال بصوت اجش
- رايح اشوف كبير العيلة، عن اذنكم
دار لؤى على عقبيه وهو يتلفت إلى الداخل، اختلج عضله في فكه وهو يسير مهرولا حتى اصطدم بجسد لين امسكها من كتفيها يقع بصره على شعر، أخضر!
رفعت صاحبة الشعر الاخضر عيناها النارية وملامحها الناعمة اظهرت مخالب انثى شرسة، صاحت بحدة امامه
- ايه يا اخ مش تفتح فاتح صدرك ولا كأن في حد في وشك.

نظر اليها بجمود وعيناه تفترس عيناها التي تنظر اليه بتحدي، صاح بصوت أجش
- افندم؟
رمقته بازدراء شديد جعل وجهه يزداد شراسة وهر ترفع يدها امامه قائلة بصوت عالى
- لا بقولك ايه مش هدمتين براندات وجامعة انترناشونال وتيجي تبصلي بقرف، لا اعرف مقامك عدل وكلمنى انا جيجي السويسرى.

ازاحها بعنف من أمامه ليتابع سيره نحو وجهته، اغتاظت جيهان بقوة وهي تكز على اسنانها متوعدة لتسمع صوت ضحكات ساخرة وصوت لعوب تحفظه عن ظهر قلب
- بيئه اوي، مكنتش عارف ان اخرة بولاق ومطرية تعمل فيكي كده
التفتت الى جارها الوسيم، لم تتفاجأ من وجوده، تصننت عليه للأسف ولكن لكى تخرج كبتها في وجهه، رمقت عيناه الزرقاء الباردة لتصيح بقرف
- اصل انت عيل خرع للاسف.

أشاحت بوجهها عن عينيه اللتين غام بهما الأزرق الرائق لتصيح حدة
- روح كدا هوينا علشان شفطت الاكسجين من وشى
استدارت مغادرة لكن يد فولاذية اطبقت على عضدها وسحبتها اليه، الصدمة ألجمت لسانها مصعوقة من ما حدث، هي امامه وجها لوجه، تتفرس عينيه الغائمتين وهو يلوي ذراعها خلف ظهرها بجمود، غمغم بنبرة حادة وهو يميل الى اذنها
- متتحدينيش يا جيهان، اقسملك انك مجرد شفايف بس بتتكلم مش اكتر.

اشتعل روح التحدي وهي ترفع عيناها بمكر، لتقترب منه بخفه تلفح بانفاسها في وجهه لتهمس بصوت ساخر
- قصدك بوق يعنى، بلاش كلمة شفايف أصلها بتقرفنى
ابتسم وسيم بسخرية، الصغيرة تتحداه، ترك ذراعها ليقبض على حزامها العريض ويقربه إلى جسده وشعرة واحدة هي الفاصل بينهما، رفعت أحد حاجبيها وهي تنظر إلى يده التي تقبض على حزامها العريض لتنظر اليه ببهوت قائلة بسخرية لاذعة
- حد يقرب من البيئة بردو هعديك يا عنيا.

راقب شعرها الأخضر وهو يتذكر اخر مرة رآه بخصلات فضية تشبه الساحرات المشعوذات، لمس شعرها الأخضر وقال بصوت مقرف
- شعرك ده مش ناوية ترجعيه لطبيعته
هزت رأسها نافية وهي تتنهد بلوع هامسة
- اصل حبيبي بيحب اللون الاخضر مقدرش اقوله لأ، وبعد كده عشان شوية ونتلبس في قضية آداب
مال نحو شفتيها بتركيز ليراها تبتلع ريقها بتوتر من قربه، لمس ذقنها وقال
- وقحة وقحة، مش عارف مين اللى يستحمل لسانك.

دفعته عنها وهي تلتقط انفاسها بعد دقائق مرعبة خشيت أن ينفذ ما قرأته في عيناه، رفعت عيناه المشتعلة برغبة نحوها وعيناه تنظر إلى مناطق معينة في جسدها بوقاحة قذرة، صاحت بحدة
- بتقولولها ازاي يا ولاد المقشفة اه، mon amour حبيبي بيعشق كل ما فيا
استدارت متوجهه نحو الحديقة وبقي وسيم في مكانه يتأمل منحنيات جارته الصغيرة، كم كبرت تلك الفتاة وتريد لعب الكبار معه!

صاحت عايشة بذهول
-لك شو عم تقول يانزار
اقترب نزار من والدته وقال بهدوء محاولا استمالتها
-ياامي لك انت شفتيها للبنت، مو غريبة
اتسعت عينا عايشة وهي لا تصدق أن ابنها يرغب في الاقدام على تلك الخطوة، رباااه لا تصدق انه يخبرها رغبته للزواج من تلك الفتاة، لكنها تخشى من ردة فعل شقيقتها وابنة شقيقتها، هزت عايشة رأسها نافية
-انا ماقعدت معها غير انو بنا خالتك اولى.

زفر نزار وهو يعلم رأس والدته، اقترب منها قائلا بجمود
-ياأمي أنت عرفانة من الاول انه انا مابدي اتجوزها وفوقها خليتي بيسان مجبورة
هزت عايشة رأسها نافية
-مجبورة؟مين قلك هالشي، بالعكس هي بدها
تنهد نزار وهو يمسك كفي والدته ويقبلهما ليغمغم بصوت أجش
-ياماما، انت بتعرفي انو انا ماكنت بدي اتزوج وماكنت مفكر فيه لحتى لاقي الانسانة يلي بتشدني.

عبست عايشة وهي تنظر إلى عينا ابنها الصغير الذي نضج سريعا امام عيناها، عيناه الراكدتين بهما لمعة خفية وهو يتحدث عن تلك الفتاة، مال نزار مقبلا جبينها ووجنتيها وقد علم انها بدأت تضعف لتهمس عايشة بعد صمت طويل معذب لنزار
-انت قلتلي انها اخته لصاحب القرية ما
أومأ قائلا
-اي هي بذاتها.

ابتسمت عايشة وهي تتذكر عينا نزار ابنها الشبيهة بعينا زوجها المرحوم، عيناه كانت بهما جمود وكان قادرا على اخفاء مشاعره الا امامها، عبثت بشعره بأناملها ليتهجم وجهها فجأة قائلة
-بتعرف لو خالتك سمعت بهالموضوع شو رح تعمل
اقترب نزار مشاكسا
-ياروحي ياعمري انت، اصلا بيسان متل اختى وبعمري مافكرت انه خليها مرتى
عقدت عايشة جبينها وهي تصيح باستنكار.

-طيب شو يلي كان مخليك صابر هالوقت كله؟ماكانت البنات حواليك وانت تطفشن
علم أنها تتحدث عن بنات السويسري، وخصوصا انها احبت شادية وحدثته مرارا ان مال لها ان يتقدم اليها، لكنه كان بانتظار صغيره بأعين زرقاء تذوب ما ان تنظر الى عيناه، صاح متنهدا بحرارة
-يمكن لاني كنت عم استناها
لمعت عينا عايشة وهة تصيح بفرح
-ايييه والله واجا اليوم ياعمري، من زمات وحابة انت واخوك تكونو مع بعض وببلد وحدة ونكون كلنا سوا.

تنهد نزار وهو يعلم انها تتمني ان يأتي شقيقه المسافر الى البلاد، ابتسم مطمئنا
-لا تخافي ياماما رح يصير هالشي، رضيانة عني هلا
هزت راسه وهي تدعي في سرها ان يحفظ الله ابنيها
-طبعا رضيانة عليك ياحبيبي، بس مارح اتركها لاتاكد انو بتستاهلك
ضحك نزار وقال بمشاكسة لطيفة
-بلشنا شغل الحموات شوي شوي عالبنت هي مو قدك
صاحت عايشة بحدة مصطنعة
-من هلا عم دافع عنها اه
نفي قائلا
-انت ست الكل ياروحى
نظرت إلى ابنها وقالت.

-لك شوفو عم يضحك عليي بكلمتين طيب طيب يانزار، لقوم شوف شادية تجبلي كل اخبارها.

- وقاص
صاحت بها فريال وهي تراه يدلف نحو الخزانة باحثا عن ستره، ساعدته بهدوء في اختيار سترة كحلية وساعدته على ارتدائها لتنظر اليه بنظرة ذات مغزى ليزفر وقاص قائلا بحدة
- فريال انا مش فاضي حاليا
استوقفته ما أن هم بالمغادرة، تعلم انه يخشي ان يستسلم وهي لن تتركه، رمت نفسها بين ذراعيه لتهمس
- حبيبي اسمعني.

تخشب جسدها وهو يسمعها تقولها بكل حرارة، نظر إليها وهي تبتسم أمامه بنعومة شديدة لتقترب منه تقبل عرقه النابض لتهمس بصوت أجش
- انت وحشتني جدا
ازدرد ريقه وقاص وقد أثارتها حركة تفاحة ادم في عنقه لتسمعه يغمغم
- فيه ضيوف تحت مستنيني وشكلك كده هتأخريني.

زادت التصاقا به وهي تعبث في ازرار قميصه، تقسم أن تلك الليلة لن يبتعد عنها، الا يكفي انه يحترق شوقا لها مثلها، عضت على شفتها السفلى بحسية جذبت انتباه قرصانها لتهمس
- هو انا موحشتكش؟
نظر الى عيناها الماكرين ليقول بصوت أجش
- فريال
مالت تقبل طرف شفتيه لتعود النظر إليه قائلة
- نعم يا حبيبى
ابتسم بجفاء، يقسم انه ان تركها تمارس تلك الحيل فلن يخرج من الغرفة لليوم التالى، نزع جسدها بعيدا عنه قائلا
- مش دلوقتي.

جحظت عينا فريال وسقط فكها ببلاهة وهي تعلم انه ذاهب لزوجة أخيه.

ابتسم وقاص وهو يهبط من الدرج متخيلا ردة فعل فريال التي بهتت امامه، زفر متنهدا بحرارة وهو لا يتخيل أن يسمع اسم التحبب منها، تلك الكلمة خرجت بكل قوة وكل حرارة من جسدها كما تمنى، فتح باب المكتب ليبصر فرح التي قدمت اليه بعد يوم من اختطافها المزعوم، صاح بترحاب
- اخبارك ايه يا فرح دلوقتى؟
ابتسمت فرح بامتنان لذلك الشخص الذي ظهر في حياتها، لا تعلم لولاه ماذا كان سيحدث؟!، همست.

- اهلا بيك يا استاذ وقاص، بخير الحمدلله
عبس وقاص وقال
- بقينا عيلة واحدة يا فرح، قوليلي بقى فيه ايه
نظرت نحو وقاص بامتنان شديد، تشكر يوم مجيئه الى منزلها منذ فترة عدتها وهو يخبرها بخطة ذكية لاستعادة نضال الى حياتها، صاحت بامتنان
- انا بدون حضرتك مش عارفة اقول ايه بجد، لولا مجيتك عندي وفكرتك عمري ما كنت رجعتله
هز وقاص رأسه وقال
- المهم انك هتقدري تحافظي وتنتهزي الفرصة دي
هزت فرح رأسها و غمغمت بهدوء.

- بحاول على قدر الامكان انى اعمل كدا، بس لو ملقتش نتيجة هبعد
أومأ متفهما ليقول
- يارب مينكش الرجالة ضايقوكى في حاجة
صاحت نافية وقالت
- لا تمام انا وشمس كويسين
ثم استطردت بتوتر
- مش الطريقة دي ممكن تكون السبب ان الفجوة بينكم تزيد
ابتسم وقاص ساخرا وقال
- نضال مش بيحب غير الناس اللى تلعب بطريقته، ونشوف بقي ايه رد فعله
ظهر الارتباك على محياها وقالت
- هو، عارف اني هنا وان احنا يعني كنا
نفي قائلا.

- لا ميعرفش اتفاقنا، لكن يعرف انك هنا
شهقت بقوة وهي تهمس برعب
- ممكن...
قاطع حديثها رنين هاتف مكتبه اعتذر وأجاب على الهاتف وهو يستمع حديث الحارس، ابتسم بخبث قائلا
- جيبنا سيرته
شحب وجه فرح وهي تسمعه يصيح بقوة
- دخله يا محسن
اغلق الهاتف ببرود وهو يقول باطمئنان
- استريحي وروقي بالك لحد لما نشوفه.

تعلم جيدا ان ذلك الغلاف البارد ما هي إلا قشرة مواجهه، اغمضت فرح جفنيها لفترة حتى أجفلت بشدة من صوت نضال الجهوري وهو يصيح برعب ادى الى انتفاضتها من على مقعدها في غرفة المكتب
- انت بتتحداني يا وقاااااص الغاااانم
استقام وقاص وهو يخرج من باب الغرفة متجها نحو الصالة ليصيح ببرود نحو الهائج امامه
- وطي صوتك المكان ده بيتر.

عيناه متقدة وملابسه قد تجعدت وأخرجه في شكل مزري، ابتسم وقاص بسخرية ونضال يقترب منه وعينا نضال تثور بالثأر منه
أمسكه من تلابيبه وهو يلكمه في جانب وجهه وركله أخرى نحو قصبة ساق وقاص أدى إلى اختلال وزنهما ليقعا أرضا، كلاهما اخرج وحوشهما واستحضراه ليتعاركا ك رجلين بدائيين وكلا منهما يثبت للآخر شيئا سري بينهما، صاح نضال بخشونة وهو يلقى لكمة اخرى في وجه وقاص
- بتخطف بنتي ومراتى، انت شكلك اتجننت.

تبدلت الادوار ليصبح وقاص هو المهاجم ونضال المدافع، ابتسم وقاص بشراسة وهو يمسح الدماء من فمه ليقول
- بتوجع مش كدا، اومال لما خطفت فريال مكنش ردة فعلك كدا ليه؟
زمجر نضال بوحشية وهو يتلقى لكمة من وقاص
- انت كده بتقطع كل الخيوط
ابتسم وقاص بجفاء
- وقاص الغانم مبيتهددش في بيته
ارقده نضال ارضا ليصب كامل جنونه عليه ووقاص يتفادى بعض ضرباته بمهارة وأخرى تزين وجهه، صاح نضال بخشونة.

- مراتي وبنتي يطلعولي هنا والا اقسملك انى اهد المعبد باللي فيه
ابتسم وقاص ببرود
- وريني يلا، مراتك ببساطة مستمتعة بإقامتها هنا هي وحفيدة الغانم
استقام نضال من على جسد وقاص ليصيح بصوت جهوري
- فرااااااااااح
استقام وقاص وهو يمسك فكه ليستمع إلى صوت فريال الحاد
- انت مجنون انت ف...
قاطعها وقاص وهو ينظر اليها بتوعد، ليصرخ في وجهها هادرا
- اطلعي اوضتك فوق، يلااااا.

زمت شفتيها وارتجف جسدها من صراخه لتعاود الصعود مرة أخرى ونضال كما الليث يصرخ بكل قوته مناديا اياها
- فرااااااح
خرجت فرح من غرفة المكتب وهي تقدم رجل وتؤخر الأخرى، وفي يدها حاملة الصغيرة ليقترب نضال نحوهما قائلا باهتمام بالغ
- انتي كويسة؟
صاحت بتوتر شديد
- انا، انا كويسة
حدج وقاص بنظرة مميتة ليصيح
- افتكر انت اللى بد...
قاطعه وقاص بصرامة شديدة.

- لا يا نضال، انت اللى بدأت، شوفت بقي احساس رهف وهي محبوسة في الاوضة دى، شوفت احساسها كان ايه
ثم تابع بصوت جهوري
- طريقتك دي بتهدم مش بتبنى، بطل انانية وغباء
تهدجت انفاس نضال وهو ينظر الى عينى اخيه، ابتسم بجفاء
- طريقتي غبية يا وقاص، بعد اللي حصلي وشوفته في عيلتك للدرجة دى مش حاسس
عقد وقاص ساعديه على صدره قائلا بجفاء.

- وان جيت ومديت ايدى ليك هتعمل ايه، هترفض مش كدا، وتقنع نفسك انهم ميستاهلوش انك تمد ايدك ليهم وتفكر بطريقة اكثر ايجابية
صاح نضال بسخرية
- خطاب منمق ملهوش ار تلاتين لازمة
رمقه وقاص وتنهد أسفا، تمتم باحتقار
- زي ما توقعت هتشبع نفسك بالحقد والغيرة لحد لما تبقي مجرد مسخ
نظرت فرح إليهما برعب شديد، وحبست انفاسها ما ان نظرت الى عينىّ نضال المليئة بالغضب ووقاص يتمتم.

- يا رب يكون درس خفيف علشان قبل ما تدوس على حد تفكر كويس
لم ينطق بشيء سوى أن وجه كلامه نحو فرح
- يلا بينا يا فرح
نظرت فرح نحو وقاص باستعطاف، تخبره أن لا يتركه بمفرده ليطمئنها بنظرة هادئة لتغادر معه نضال وقلبها اطمأن، الشروق سيأتي وإن طالت العتمة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة