قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني

تخرج نيهال من غرفتها وهي ذاهبة الجامعة
فاتن: نيهال
نيهال: ماما متتوقعيش منى انى اقابل زى ادم ده مستحيل
حياة وهي تجلس على السفرة تأكل: ما توافقى ياست نيهال وخلصينا
نيهال: طب متوافقى انتى شكله عجبك
حياة: ولا عمرى شوفته
فاتن: حياة
حياة وهي تقف: اوعى تفكري كده ده اعمل مظاهرة واطلب فيها فحق المرأة وكيانها مستحيل وبعدان يعنى ايه عوايدكم البت لابن عمها، ده تخلف وجهل بطلوا الرجعية اللى انتوا فيها دى.

فاتن: خلااااص اسكتى ياريتنى متكلم
وتبحث عن نيهال لتجدها هربت منها وخرجت.

يقود سيارته الى حيث يسكن عمه ليحدثه مباشرا فزواج أحدى بناته له ليفكر فمنذ اكثر من 3سنوات لم يرى عمه ولم بناته ولا حتى مرة واحده طوال عمره
ليزفر بضيق من قرار امه لزواجه فهو يحمل الكثير من المسؤوليات والمهام الموكلة إليه من النجع وشئونه فهل يلزمه مسئولية أخرى تجاه زوجته.

تجلس حياة فغرفتها تكتب مقالة على اللاب تتحدث بها عن المرأة وكيف تصنع كيان لها بدون رجل وبانها لا تحتاج لرجل فحياتها فهى كيان متكامل لتدخل امها عليها.

فاتن: حياة
حياة وهي تركز فاللاب: ايوة ياماما
فاتن: قومى البسى ابوكى اتصل وطالع هو وادم
لتخلع نظارتها الطبية وتقف
حياة: ماما
فاتن: اعمل ايه اختك مجتش من برا
حياة: فدبسونى
فاتن: هو انا بقولك اتجوزيه انا بقول تخرجى عشان تحضرى معايا الغدا
حياة: ماشي ياماما
وتخرج وتتركها تغير ملابسها.

ملك: مش هتقومى تروحى
نيهال: لا
ملك: يابت عيب ده ابن عمك وضيف
نيهال: والبس فجوازة قصدى جنازة
ملك: لا طبعا
نيهال: سيبنى بس انا عارفة انا بعمل ايه
ملك: براحتك.

يفتح عبدالرحمن باب الشقة ويدخل
عبدالرحمن: اتفضل ياادم
ادم وهو ينظر للارض وينحنح السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
فاتن: وعليكم السلام ياحبيبى اتفضل نورت مصر
ادم: امنورة بأهلها وناسها
ليدخلوا لصالون ويجلسوا
عبدالرحمن: وابوك عامل ايه
ادم: والله ياعمى زى ماهو ربنا يجومه بالسلامه
فاتن: امين ياحبيبى امال الحاجة خديجة فين وسارة مجبتهاش معاك ليه
ادم: مانتى خابرة يامرت عمى مينفعش الحاجة تهمل الحاج لحاله.

فاتن: ربنا يشفي كل مريض
عبدالرحمن وهو ينظر لفاتن: امال البنات فين يجيوا يسلموا على ابن عمهم
لتنظر له ليفهم افعال بناته وتمردهم على الموضوع وماداموا لن يقبلوا بالأمر فسيفعلوا المستحيل.

فاتن: حياة جوا ونيهال فالجامعة
لتسمع صوت ابنتها من الداخل بنرة عالية وهي تتذمر
حياة: ياماما انتى ياست ماما انتى روحتى فين
لينظر عبدالرحمن لها لتذهب بسرعة لابنتها وتقابلها فالممر
فاتن بهمس: واطي صوتك
حياة: هو جه
فاتن: اه وايه اللى عاملة فنفسك ده
حياة وهي تتفحص نفسها: عاملة ايه شايفنى قالعه قدامك
فاتن: امشى خوشى خبي وشك ده
لتنظر لها بدهشة: نعم
فاتن: تعالى.

وتاخذها الغرفه لتضع طرحة على وجهها لتخفيه وتثبيتها بدبابيس طرحة وتاخذها وتخرج
حياة بتذمر: ياماما ايه اللى عاملة فيا ده
فاتن: اسمعى الكلام امال
وتصل بها لهم
فاتن: حياة يادم بنتى الصغيرة
ادم وهو ينظر للارض: اهلا بيجى يابت عمى
لتنظر بغضب من لهجته الصعيدية: اهلا وسهلا
لتجلس بجانب والدها
فاتن: ادم ياحياة مهندس زراعى قد الدنيا
ادم وهي تضع يديه على صدره لشكرها: الله يخليكي يا مرت عمي.

لتنظر له حياة تتفحصه وهو يرتدى بدلة سوداء وقميص كحلى ويضع على أكتافه عبايته الرجالية يبدو وكأنه أراد أن يخرج من ملابسه الصعيدية من أجل مصر ولكنه لم يستطيع وبشرته السمراء وعيونهم العسلية ضيقه وشعره كثيف مرفوع للاعلى رغم أن هناك بعض خصلات شعره الأمامية خرجت عن طوعه وقيده ونزلت على جبينته لديه لحية بنية اللون كلون شعره فوضوية غير مرسومة كشباب هذا الجيل أكتافه عريض لتفوق من شروده في تفحصه على جملة والدها.

عبدالرحمن: والله ياادم انا لو طولت اديك عينيا هعمل كده مش حياة بس
لتنظر لوالدها نظرة قاتلة نارية عدوانية اهو يقصد بحياة هي أما يقصد حياته من باب المجاملة حمدا لله أنهم لم يراوا وجهها لكانوا فزعوا من تلك النظرة المليئة بالشر والغضب.

ادم: الله يخليك ياعمى وان شاء الله حياة فعينى وفوج راسي من فوج
لتقف بصمت وتدخل لتدخل امها خلفها
فاتن: حياة
حياة بغضب وهي تبعد الطرحة عن وجهها: هو ده اللى تعالى حضري معايا الغداء بدبسونى بتحطونى قدام أمر واقع.

فاتن: اهدى بس يابنتى وهفهمك
حياة: تفهمنى ايه انتوا بتدمرونى عشان عادات وتقاليد متخلفة انا حياة اروح الصعيد ده مستحيل.

فاتن: اهدى ياحبيبتى امال الراجل برا يقول ايه ابوكى معرفش يربي
حياة: عشان بقول الحق يبقى معرفش يربى.

تدخل نيهال من باب الشقة لتجده قادم مع والدها تجاه الباب
نيهال: استر يارب
عبدالرحمن: انتى جيتى يانيهال تعالى سلمى على ابن عمك
نيهال: اهلا وسهلا نورتنا
ادم وهو يزيح نظره عنها: بنورك ياداكتورة، مع السلامة ياعمى وان شاء الله فانتظرك.

عبدالرحمن: أن شاء الله على اخر الاسبوع هكون عندكم
ادم: اتنور فاى وجت ياعمى
ويرحل ادم ليدخل عبدالرحمن لابنته ليراها تتشاجر مع امها فهو على علم تام بأن ابنته لم تقبل بقراره بسهولة.

عبدالرحمن: مالك ياحياة
حياة: يعنى مش عارف يابابا
نيهال بابتسامة: انتى لبستى الجوازة ولا ايه
حياة بغضب: انتى عملتى كده قصد عشان البسها انا
نيهال بابتسامة: الصراحة اه
عبدالرحمن: وماله ادم ياحياة عيبه ايه.

حياة: عيبه أنه متخلف انسان راجعي عيبه انى مش هروح اعيش هناك فالسجن بتاعهم عيبه انى عشت عمري كله ابنى لنفسى كيان جيتوا انتوا بكل سهولة تهدوا عشان عادات وتقاليد المجتمع المتخلف ده عيبه أنه مش هيفهمى ولا انا بفهم كلمه دى اسباب كفاية ولا أقول اكتر.

فاتن: طب اهدى ياحبيبتى ونتفاهم
حياة: انا مش هتفهم ولا عايزة اتكلم فالموضوع ده تانى انا لا يمكن اتجوز انسان بالتخلف ده ولهجت البهايم اللى بيتكلم بيها دى...

لتصدم بصفعة على وجهها من والدها لتضع يديها مكان الصفعة على وجهها وتنظر له بصدمة وغضب فهذه أول مرة منذ ولادتها يرفع والدها يديه عليها لتشهق نيهال بخوف.

عبدالرحمن: الإنسان المتخلف اللى بتكلمى عنه ده فمقام جوزك والعادات والتقاليد اللى مش عجبك دى، دى اساس بلدنا اللى انتى نسيتى انك منها وانك شايلة اسم عيلة صفوان وان اصلك صعيدى.

لتكتفى بصمت وتخرج من الغرفة لتذهب لغرفتها وهم على يقين بأن صمتها هذا ماهو الا بهدوء قبل عاصفة قاتلة نارية.

فاتن: ليه كده يا عبده مكنش في داعى تعمل كده
عبدالرحمن: سيبها.

يصل للسراية ويدخل بسيارته ليفتح له الباب خادمه (سعيد ) ذلك الخادم الذي يعيش معه وتحت خدمته منذ أن كان عمره 9 سنوات يقال عليه بعض الناس أنه مختل علقيآ ولكنه يفهم حديث ادم حرف حرف.

سعيد بتهته: حمد. لله، بالسلامة، يابيه
ادم: الله يسلمك يا سعيد
ويدخل للسراية ليجد امه تجلس على الأريكة ترتشف الشاي كعادتها ليقترب منها ويقبل راسها.

ادم: كيفك ياحاجة
خديجه: نحمدالله ياحبيبى، عملت ايه طمن جلبى
ادم: خير بأذن واحد احد، جرات فاتحة حياة الصغايرة يامى
خديجة: واتفجتوا على ايه
ادم: هيجوا اخر السبوع مشان كتب الكتاب والفرح
خديجة: وماله ياعين امك ده الحاجة فاتن بتجول انها ست البنات كلتها، جولى شوفتها حلوة.

ادم بهدوء: لااا مشفتهاش
خديجة: وماله ياولدى بت عمك ونصيبك
ادم: خابر زين، يام السعد يام السعد
لتاتى له ام السعد
ادم: اعميلى كوباية شاي وهاتيها على المضيفة
ام السعد: امرك
وتذهب
خديجة: انت مهترتاحش من الطريج ياولدى
ادم: في رجالة مستنينى ياحاجة بعدان
ويذهب المضيفة ليقابل الرجالة النجع.

تجلس في غرفتها تبكى بوجع وألم وكيف سيتدمر مستقبلها وكيانها الذي تحلم بيه اذا تزوجت من ذلك الغول وكيف تدخل بقدمها الى عرين الاسد لتبقى هي فريسته واين ذهبت حياتها المستقلة التي دائما تطالب بها وتحس على كل امرأة أن تبنى كيانها وحياتها وان تتخذ قرارات حياتها بنفسها ولا تجعل أحد يتدخل بحياتها كيف تنادى بكل ذلك وينتهى بها المطاف إلى حياة غير حياتها التي تمنتها وحلمت بها طوال عمرها لتقرر بأن لا تستلم لذلك القرار وان لا تجعل أحد يتحكم بها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة