قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثالث

تدخل نيهال عليها الغرفة لتمسح دموعها بأناملها لتجلس نيهال بجانبها
نيهال بهدوء: حياة
حياة ببرود: لو جايه عشان تؤاسينى يبقى تخرجى برا حالا
نيهال بندم: حياة انا جاية عشان اعتذرلك...
حياة بغضب وصوت عالى: تعتذرلى على ايه انتى اصلا ازاى ليكى عين تدخل هنا وتكلمينى وانتى السبب فاللى انا فيه انتى ايه معندكيش دم.

نيهال بغضب وهي تقف: انا ياحياة
حياة: اتفضلى اطلعى برا وتعملى فحسابك الجوازة دى لو تمت انا لا يمكن اسامحك ابدا ولازم تعرفى أن كل معاناة هعانيها فالسجن ده هتكون بسببك
لتنظر نيهال لها بصمت فهو حقا سجن بالنسبة لهم سيقيد حريتها ويدمر مستقبلها لتبقى هناك جسد بلا روح حياة رغم أنها كالموت كيف ستعيش هناك مع أشخاص لا تعرفهم ولا تفهم حديثهم.

تلف نيهال لتخرج من غرفتها وهي تشعر بندم وذنب قوي تجاه اختها فحديثها حقيقى هي السبب فتدمير حياة اختها لتجد امهم تقف على باب غرفتها تستمع لحديثهم لتخرج نيهال.

فاتن: في واحدة محترمة ومتربية تكلم اختها الكبيره كده
حياة وهي تعطيها ظهرها: انا عايزة اقعد لوحدي ممكن.

لتخرج فاتن وتتركها بصمت فهى امها وتعلم بأن حياة ابنتها تكره الرجال وتكره قيودهم فكيف ستقبل أن تكون أمينة لسي السيد كيف ستعيش مع اهلها هناك فهى عدوانية متمردة لن تأخذ أوامر من احد غير عقلها وقلبها فقط تعلم بأن نيهال كان يجب أن تكون هي العروس اادم وليس حياة فنيهال لديها صبر اقوى عن اختها تستطيع أن تتحمل ولكن حياة أن تصبر وإن تتحمل أحد ودائما لسانها يسبق كل شئ.

مر الأسبوع عليها بسرعة البرق كما تمنت أن لا ياتى ذلك اليوم تشرق الشمس صباحا لتدخل اشعة الشمس الذهبية الغرفة لتداعب وجهها وهي تنظر للسقف بملل وقد جفت دموعها طول الاسبوع تبكى وليس بيديها حل لذلك
عبدالرحمن: قومى ياحاجة صحى البنات عشان نمشى
فاتن: حاضر.

وتقف بتكاسل وتذهب لغرفة نيهال وتقيظها وتدخل لغرفة حياة لتجدها ساجدة تصلى وهي تبكى وتسمع صوت شهقاتها تعلو فالغرفة لتخرج بحزن ولم ابنتها تبكى كل هذا وكأنهم سيقتلوها فهى لا تعلم بأنها ستحب الحياة وسط الطبيعة والخضراء كما تعشق تمام وحنان خديجة سيكفيها وهيبة زوجها التي ستجعلها ملك وعدم رفضه على عملها وكتابة مقالات عن المرأة بعد حديث عبدالرحمن معه عن عشق ابنته لذلك المجال لما تبكى وكأنها ستموت...

ينتهى الجميع من الفطار ماعدها ويذهبون إلى السيارة لينطلقوا الى ما ليس لها عودة معاهم الى ذلك المكان الذي تلقبه بسجن.

يبدوا في تزين للسراية ويعلقوا المصابيح الملونة ودبح الكثير من الأضحية ليطعموا البلد بأكملها فهذا ليس بأى عرس بل عرس كبيرهم ادم صفوان
تدخل سيارة عبدالرحمن من بوابة السراية لترى حياة مختلفة عن حياتها رجال يرتدون جلابيات وعمة ونساء تطلق الزغاريد فكل مكان تنزل من السيارة لتستقبلهم الحاجة خديجة.

خديجة: يامرحب يامرحب بالغاليين نورتوا النجع كله
فاتن: منورة بأهله ياحاجة
وتعانقها وترحب بها ثم ترحب بنيهال
خديجة: يامرحب يابتى
نيهال: الله يرحب بيك
خديجة: امنورة ياعروسة
لتعانق حياة ولم تبادلها العناق بل تنظر لها بقرف تريد أن تصرخ بها وتخبرها بأن تترك جسدها كف أنهم سلبوها حياتها هل تريد ان تسال جسدها هو الآخر.

خديجة: اتفضلوا، اتفضل ياحاج عبدالرحمن الرجالة فالمضيفة
ليذهب لهم وتصعد هي بهم لغرفهم تجلس حياة وهي شاردة وتفكر بحياتها وكيف ستنتهى بها هنا لتجد فتاة فعمرها تدخل وهي تزغرط بسعادة.

سارة: فين عروسة اخويا
فاتن: اهدى ياحبيبتى.

وتشير لها على حياة لتقبلها سارة بسعادة ليدخلوا الفتيات عليها وهم يحملوا الكثير والكثير من الهدايا لها ويباركه لها ويخرجوا تنزل نيهال مع امها ويتركها وحدها لتنظر على الهدايا الموجودة لترى شئ ابيض لترفع عنه الغطاء الحرير لتجد فستان زفاف ابيض مصنوع من الحرير الخالص لها ومطرز بفصوص فضية من الصدر وبه بعض الفراشات عليه وعلى طرحتها لتشعر بغضب شديد بداخلها تريد تمزق ذلك الفستان الذي سلبها حياتها ودمرها.

تبدأ السماء بالتحلى بستائر الليل ليزينها القمر وهو في حالة اكتمال ونجوم السماء الفضية لتبدا صوت المزامير تعلو وتعلو ويبدا الحفل وهو يجلس على الاريكة مع الرجال النجع ويقف ليركب على ظهر فرسه (داغر) ليرقص بيه الفرس بسعادة وهو يطلق صهيله ليعبر عن سعادته البالغة بعرس صاحبه.

تنزل فستانها الأبيض الحرير وحاجبها الذي زادها جمالا وجاذبية ليتاخذها خديجة وتجعلها تجلس على الأريكة وسط نساء النجع بأكمله وهي تتصنع البسمة وبداخلها غضب شديد تريد أن تخرج وتكسر ذلك المزمار الذي يصدر صوته وكأنه فرحان بيها وبحالها تريد أن تقف وتصفع تلك السيدة التي تغنى اغاني لا تفهمها وكأنها تعاندها تتمنى لو تستطيع أن تهرب من هنا لتاتى سارة من الخارج هي وسمر اختها الكبيره وهم يزغردوا بقوة حارة ويسمعوا صوت طلقات النار ليقف الجميع يبارك لها لتعلم بأنهم أنهوا كتب الكتاب وأصبحت زوجته واسيرة فذلك السجن الملعون.

سمر: مبروك يامرت اخوي
وتعانقها لم تشعر حياة بشئ غير بألم قلبها الذي ينزف بقوة فداخلها لتنظر على نيهال وهي ترقص وتفكر ايجب أن تقتلها فهى سبب مايحدث لها أما تحزن لأنها لم تجدها وتشاكسها فالصباح كعادتها، تلتمس لها العذر لهروبها من ذلك السجن لتدخل هي بدل عنها أما تكرهها لتدمير حياتها، تعتبرها تضحية من أجل اختها أما تعتبره قتل لروحها...

تقف يحارب عمه بالنبوت والجميع يشجعه لينتظر على عمه ليعانقه بحب لياتى سعيد له ويضع له عبايته على كتفه ليعدل من هدمته ويجلس لياتى حسام ويبارك له بغل وحقد.

خديجة: يلا يابتى
حياة بفزع: على فين
خديجة: خلاص الفرح خلوص تطلعى لاوضتك
لتاتى فاتن لها وتعانقها وهي تبكى من الفرحة ولم تبادلها العناق لتاتى نيهال لتعانقها وتبارك لها لتتركها وتصعد مع خديجة لتنظر نيهال لامها بحزن لتضع يديها على كتفها بحنان وتنظر لها بابتسامة بمعنى(اعذريها ياحبيبتى دى اختك).

تقف تنظر للسماء من النافذة وتتأمل القمر الوحيد وهي تسأله لما انت وحيد وسط السماء الكبيرة، فأنا أصبحت وحيدة مثلك هنا فتركنى ابى وامى وهجرونى هنا..

يفتح باب غرفته ليرى الغرفة مظلمة تماما ويدخل ليراها تقف فستانها هناك أمام النافذة وتنظر للسماء وعليها شعاع من الضوء ينبع من القمر وتلك المصابيح المعلقة فالاسفل تشبه حورية من الجنة، تشبه القمر تمام بفستانها الابيض وسط عامة الغرفة كما يقف هو ابيض فعتمة السماء، تشعر بيه فالغرفة لتجمع شجاعتها وعدوانيتها لتلف له لينظر لها بصمت لا يعلم أن ما يراه حقيقى أما تخيل ليلف ويضئ النور لتأكد فهو حقيقى تملك جمال لم يراه من قبل بشرة بيضاء كالحليب وعيون واسعة رمادية مرسومة بالمكياج وحواجب مرسومة مقوسة للاسفل بشدة من تعبير وجهها الغاضب وشفتين صغيرتين وانف صغيرة أما شعرها فيخفيه حجابها، تنظر له بغضب واضح ونظرة نارية قاتلة لترى رجل آخر غير ما رأته بمنزلها يرتدى جلابيه بيضاء وعلى أكتافه عبايته البيضاء وبها خيط ذهبى يميزها عن غيره وعمته على راسه ويمسك بيديه نبوته الاسود ومن اعليه يملك راس افعى بلون فضي ويمسكه منها يبدو بالفعل رجل صعيدى التراث.

يقترب من سريره ليضع نبوته بجانبه مكانه المخصص ويخلع عمته ويقترب منها لتمسك فستانها بيديها وهي تنظر له بصمت، لم يرى بها خجل انثى عروسة ولأول مرة تحت سقف واحد مع رجل غريب يرى فقط نظرة تبدو قاتلة له.

ادم بصوت رجولى خشن قوى: مبروك
لم تجيب عليه فقط تنظر له
ادم: انتى مبتتحدتيش ولااا ايه
لتعقد حاجبيها اكثر من لهجته الصعيدية ليأخذوا رقم 88 لتفزع حين يضع يديه على كتفها وتنتفض منه بغضب وليس خوف.

حياة بغضب: انت اتجننت اياك تلمسنى ولا تفكر تحط ايدك عليا
لينظر لها بصدمة كبيرة كيف لزوجته أن تحدثه هكذا وكيف ترفضه وصوتها يعلو عليه لترى عيونه تضيق بقوة من الغضب. وتظهر خطوط فجبيته تدل على غضبه.

ادم: انتى جولتى ايه
حياة: ايه كمان مبتسمعش
ليصل لاقصى درجات الغضب منها ومن طريقة حديثها فهو بنظرة واحدة يجعل اكبر واحد فالنجع ينحنى له تاتى فتاة مثلها ويخطأ بيه وتتحديه ليرفع يديه ليصفعها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة