قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني عشر

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني عشر

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثاني عشر

تسمع صوته القوى الخشن يحمل نبرة غضب فهى لم تتصل به كما أمرها: السلام عليكم
حياة بوجع وألم ينهش فصدرها: وعليكم السلام، ادم
يسمع اسمه من بين شفتيها بنرة فزعت قلبه تحمل خوف وغضب وجع وحسرة وكأنها تعتصر قلبها وصدرها ليستطيع ان تنطق من تعبها وضعف.

ادم: كيفك، خير حسك مش زين
حياة: ممكن تيجي تأخدنى
ادم بدهشة فهى لم تتركه الا ساعات ومع اذن المغرب تطلب بعودتها الم تريد الخروج من النجع كله: انتى زين.

حياة بغضب: هتجي ولا لا
ادم: خليكي بالنهار مع طلوع الشمس هتلجينى عندك وحداكى
حياة: لا دلوقتى اما هنزل واجي لوحدى ومتلومنيش
ادم: تنزلى فين دلوجتى يابت الناس فالعتمة دى
حياة: يبقى تيجي تأخدنى
ادم: حاضر
حياة بتحذير وامر وكأنها نسيت من هو زوجها: بسرعة
ادم: جولت حاضر.

ويغلق معاها لتجلس على سريرها فهى تفضل سجنه عن حرية مؤلمه هنا حرية أصبحت تكره بها كل شئ حتى طعام امها لا تريده اي عذاب هذا حين تكره الابنه ما ياتى من امها، تشعر بأن قلبها يكاد أن ينبض بصعوبة داخل جسدها ينبض ويتوقف تسعى بألم قوي، لا تعلم كم مرة من الوقت تبكى وتتألم لتعلم بأنه ساعات كافية لأن تسمع صوت جرس الباب ليدل على حضوره.

فاتن: مين اللى جاي دلوقتى ياعبده
لينظر لساعة الحائط ليرى الساعه 10ونص مساء ليفتح ليجد ادم
عبدالرحمن بدهشة غير متوقعه: ادم
ادم باحراج لا يعلم ماذا يخبره عن فعلت زوجته الغاضبة: سلام عليكم
عبدالرحمن: اتفضل يابنى
ليدخل ويجلس
ادم: انا اسف على الازعاج...
ليقطعه صوتها الغاضبه: كل ده اتاخرت ليه.

ليبنظروا تجاهه ليراها مازالت بملابس سفرها وعيونها منتفخة من البكاء وانفها حمراء، كانت جملتها كفيلة بأن تعلمهم سبب حضوره في وقت مثل هذا وقيادته لسيارته بين شوارع الصعيد فالعتمة
ليقف لها تعلم بأنه جاء إليها على أقصي سرعته والدليل ملابسه الصعيدية المتسخه من المزرعة.

حياة: يلا نمشي
فاتن: تمشي فين
حياة: هروح
عبدالرحمن: ومش حرام عليكى تخلي الراجل يسوق بليل كده خوشي نامى وروحى بكرة
حياة بنظرة تحدي وغضب: انا مش هنام وهروح
نظرة اشتاق لها طوال اليوم ولا يعلم اهو اصبح يعشق تحديها له وغضبها نظرة برغم انها تشع ما يكفى من الغضب والنار الا انها تحمل جزء من رقتها التي يراها فصلاتها.

عبدالرحمن: خشي ياحياة ارتاحى جوزك مش هيعرف يسوق بليل كده وده صعيد يابنتى يعنى قطع الطريق كتير
لتنظر له بغضب فهى احضرته لأنها لا تستطيع البقاء هنا المكان يؤلمها تحضر فاتن تيشرت له وبنطلون من ملابس والدها.

فاتن: خش يابن مع مراتك ربنا يهديها
لتدخل لغرفتها بغضب من قرارهم والقي الأمر عليها لتشعر بدقاته على الباب دقات حفظتها جيدا طول الفترة الماضية وتعلم بأن لا يوجد مكان ينام فيه غير هنا لان هناك نيهال فالمنزل تفتح له ليدخل ليرى غرفة نوم صغيرة بالكاد بمساحة حمام غرفته يتوسطها سرير صغيرة ودولاب عليه كرتون ووهناك رسومات كرتون على الحائط وتضع كرسي واريكة وترابيزة حولهم ليعلم بانها مكان شغلها المفضل.

حياة بغضب: انت مش هتعرف تسوق بليل ها
ادم: انا كنت نطجت يابت الناس
حياة: امال مردتش ليه هو انا كلمتك ليه
وقبل ان ينطق يدق الباب لتفتح وتجد امها تحمل صنية عليها كأسين من اللبن وبعض الكيك.

فاتن: اتفضلى ياحبيبتى تلاقى جوزك جعان من الطريق
لتاخذها منه وتغلق الباب لتراه يبحث خلفه عن شئ ويمسك الملابس بيديه لتشعر باحراجه.

حياة: انا هروح الحمام تقدر تغير هدومك
وتأخذ ملابسها وتخرج لتتركه يغير ملابسه يخرج بعد وقت طويل ليراها تجلس على الأريكة فالصالة.

ادم: انا خلصت
لتقف لتمر من امامه بغضب وتتواعد له بالكثير من الغضب على إبقاء ها هنا
تخرج نيهال من غرفتها واضعه حجابها فهى علمت بوجوده
نيهال: ازيك يادم
لتسمع صوتها وتزيد من الغضب فهى سبب كل شئ لتقترب وتمسك يديه لاول مره وتجذبه لغرفتها وهي تنظر لها نظرة تحمل رسالة فهمتها (لقد دمرتى حياتى فلا تقتربى من شئ اخر يخصنى هل تريد ان تسلبى شئ اخر منى).

تدخل الغرفة وتغلق عليها بصمت لتشعر بيديه بين يديها لتتركها بخجل واحراج وتنظر له بسرعة، يبتسم لها لأول مرة، فأخيرا راي زوجته الشرسة خاجلة كباقي الفتيات وهي عكسهم خجلت حين مسكت يديه ولم تخجل يوم عرسها وهي على علم بانها ستكون ملكه بأكملها.

تسرع لتختبى تحت الغطاء بخجل وهي تضرب خدود وجهها برقه وتلك الرعشه الموجودة في فجسدها تدير جسدها لتشعر بيه يصطدم بشئ قوي لتبعد الغطاء عنها لتراه يجلس على السرير بهدوء.

حياة بخجل: انت بتعمل ايه
ادم: انام فين
لتنظر لغرفتها حتى اريكتها صغيرة تكفي لشخصين فقط فكيف سينام عليها بطول جسده حتى الارض لم يوجد اتساع فيها لتنظر له باحراج وهي تزيح جسدها لطرف السرير التي تعلم بأنه لم يسعهم الاتنين ألا وإن التصقت بيه.

حياة بخجل وهمس: كده كفاية
لا يعلم ماذا يجب أن يجيب عليها بعد أن اشتعل وجهها ب الدم من خجلها لتنام وينام بجانبها تظل ترتعش وقلبها ينبض بقوة من قربه منها لتتذكر حين جذبها لحضنه فالاسطبل وحين انقطعت الكهرباء تسمع صوت أنفاسه تنتظم شهيق وزفير لتعلم بأنه غاص فنونه بسرعه كعادته بعد تعب فمزرعته لتغوص فنومها بعد تفكير.

تخرج نيهال من غرفتها لتذهب الجامعة
فاتن وهي فالمطبخ: صحى اختك يانيهال قبل متنزلى، ومتدخليش زى الحمار جوزها جوه
نيهال: هو انا منبه البيت ده
لتدق على باب غرفتها بقوة فهى تعلم أن اختها متذمرة حتى فنومها.

تسمع صوت دقات الباب لتفتح عيونها بتعب ترتد أن تقتل من يدق عليها لتجد نفسها نائمة على صدره وذراعيه الايسر اسفل راسها يحتويها وذراعه الأيمن يحتوى خصرها ويديها على صدره لتشهق بخجل تريد أن تبتعد عنه ولكنه يطوقها بقوة وكأنها ستهرب منه أو أحد قادم لخطفتها وانتزعها من حضنه تراه يحرك رأسه لتغلق عيونها بخجل وتمثل النوم يفتح عيونه بتعب ليراها بين يديه ووجهها احمر ليعلم انها مستقيظه ليفك ذراعيه ليطلق أسرها ويقف ليفتح ليجد نيهال.

نيهال بمرح كعادتها: صحي النوم كل ده ايدى اتكسرت
لتسمع حياة صوتها لتفزع من سريرها وتقف امامه بينها وبينه.
حياة بحدة: متشكرين
نيهال بهدوء: الفطار جاهز
حياة: شكرا
وتغلق الباب فوجهها ليتألم قلبها منها
ادم: حياة
لتنظر له
ادم: حصل ايه لكلت ده، دى خيتك ياحياة
حياة: هي السبب فاللى انا فيه ده
ادم: بتكرهينى لدرجتى كان ممكن تطلبى الطلاج يابت الناس بدل متجطعى اهلك وناسك.

حياة بوجع ودموع: بكره حياة معرفش فيها حد، بكره الوحدة، بخاف اموت لوحدي ومحدش يحس بيا، بكره مكان كله جهل وتخلف وعنده الست مجرد سلعة تتباع، بكره كرهك لحياتى وتفرض عليا جهلك، بكره رميهم ليا فمكان سجن، بكرهم قد حبى لشغلى وحياتى ولكيان بنته وجم هم هدمونى ودمرونى.

لا يعلم ايغضب من حديثها عنه بهذه الطريقة أما يشفق عليها من بكاءها وانتفض جسدها امامه.

ادم: انا طالع اجعد مع عمي هبابه
لم تجيب عليه فقط تصمت ليخرج ويتركها.

عبدالرحمن: انا عارف يابنى انها تعباك وحرماك من أهم حقوقك عليها حقك الشرعى بس استحملها يابنى.

ادم: انا مهعترضش ياعمى حياة فعينى وانا مهشتكيش منيها واصل
عبدالرحمن وهو يربت على كتفه بحنان: ربنا يبارك فيك يابنى
لتخرج حياة لتراه يجلس مع والدها لا تعلم لما أصبحت عدوانية هكذا فالاوان الأخيرة بسببهم.

فاتن: بدل مانتى واقفه كده ساعدينى
لتنظر لها وتاخذ منها الاطباق لتضعها على السفرة يبقي يتأملها وهي ترتب السفرة مع والدتها وقد نسيت غضبها حتى لو لاحظتها، تلاحظ نظراته ليها لتتذكر صباحا وهي بحضنه لتخجل اكثر منه.

فاتن: يلا يا عبده عشان تفطر
ليجلسوا يفطروا معا يتأملها وهي تأكل بصمت
عبدالرحمن: حياة
تنظر له بصمت
عبدالرحمن: ايه رايك نيجى نقضي الإجازة معاكى انتى وادم
ادم: اتنوروا ياعمى لو أن مشالتكوش الارض نشيلكم فوج راسنا
لينظر لابنته التي جلبت زوجها لانها لم تحتمل الوجود معاهم
حياة بحدة: تنوروا
لينتهي عبدالرحمن من الفطار ويذهب الجامعة مودعهم
لترحل معه إلى سجنها الذي فضلته على ألمها من تجاهلهم لها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة