قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الثامن

تمشي مع سارة فالارض الخضراء
سارة: عجبتك ارضنا
حياة: حلوة
سارة: اهى كل الارض دى ادم هو اللى بيراعيها
لتنظر لها حياة بصمت لياتى شخص من خلفهم
حسام: بخ
ليفزعوا هم الاثنين
سارة: ايه الهزار الماسخ ده ياسي حسام
حسام وهو ينظر لحياة: حجك عليا يابت عمى متعرفناش
سارة بتحذير له: مرت اخويا ادم وبت عمي عبدالرحمن
حسام: وااااه هو اخوكى على طول أجده واجع واجف
سارة: قل اعوذ رب الفلق
حياة ببرود: يلا ياسارة انا تعبت.

حسام: سلامتك تحبوا اوصلكم
سارة: متشكرين
ليذهبوا من امامه.

يجلس ادم مع الرجالة
ادم: اهدوا ياجماعة واللى حج هياخدوا
رجل: ياادم بيه احنا دخلناك لأنك كبير النجع كلته وحجانى
ادم: الله يخليك هترضوا بحكمى
الجميع: اه وهنفذوه
ادم: ابو وهدان يدي الحمودية جيراطين من الأرض
ليصمت الجميع تعبيرا عن الموافقة لياتى له سعيد يخبره بشئ فاذنه
ادم: بالاذن.

ويذهب للارض ليرى اخته تجلس تجمع المانجا من الشجر وزوجته تجلس اسفل الشجرة ممددة قدمها امامها وتاكل موز بكثرة ليقترب منهم تراه حياة وهو يقترب بهيئته وهو يمسك عبايته بيديه وبيديه الاخر نبوته لتقف بصمت.

حياة: اخوكى جه
لتنظر سارة له بابتسامة
ليصل لهم
ادم: بتعملوا ايه
سارة: بنتسالى بناكل
ادم: مانا شايف...
ليقطعوه صوت حسام
حسام: جبتلكم حبة فراولة تعجبكم
لينظر ادم له بغضب ثم لهم
ادم: جايب لمين
حسام باستفزاز: المدام
لينظر لها بغضب نظرة تأكد تقتلها
حياة ببرود: انا قولتلك عايزة فراوله
حسام: اه فيها ايه يعنى
حياة وهي تنظر له بحدة: انا قولتلك عايزة فراوله
حسام: لا حول ولا قوه الا بالله متخافيش ادم مش بيضرب بيجتل بس.

ادم بغضب: خلاص متشكرين
حياة بغضب: ايه هو ده اللى متشكرين انت بتصدقو هو وبتكدبنى انا ده بدل ما تدفع عن مراتك بتصدقو هو وبتكدبنى انا.

حسام بابتسامة: محصلش حاجة يابت عمي
حياة بغضب: فعلا محصلش حاجه وشكرا على الفراوله
وتاخذها بغضب منه وتذهب ليذهب خلفها هو وسارة تجلس فالكاريتة تاكل فالفراولة بغضب شديد مكتوم تظل تاكل وتاكل.

سارة: انتى مهتبطليش واكل
حياة: لا
سارة وهي تلف لتنظر لها: بطنك...
لتصمت حين تجد وجهه تلوث بحبوب حمراء كثير فكل انش من وجهها لترى يديها هكذا هي الأخرى.

سارة بفزع: ايه ده
حياة بغضب: سيبنى بقا
وتكمل اكل بغضب منه تريد أن تضربه بكل قوتها لتبدا تشعر بدوران فرأسها لتسقط راسها على كتف سارة لتفزع وتصرخ ليوقف فرسه فالامام وينزل يذهب لها ليراها هكذا ليفزع وياخذها للوحدة ويدخل بها ليقف الدكتور يكشف عليها.

ادم: خير يادكتور
دكتورة: هي كلت شيكولاتة
ادم: لا كلت موز وفراولة
دكتورة: واضح أن عندها حساسية من الفراولة طب كلتها ليه
ادم: حساسية
دكتورة: انا هكتبلها على كريم تحطه على جسمها عشان الحبوب دى وكان دواء كده للحساسية.

ادم: كتر خيرك يادكتورة.

فاتن: يابت بطلى اكل بقا
نيهال: يوووه ياماما مانا مش لاقيه حاجه اعملها
فاتن: كلمتى اختك
نيهال: مش عايزة تكلمنى
فاتن: وبعدان هتفضلوا متخاصمين كده
نيهال: هي جت عليا ماهى مخاصمنا كلنا
فاتن: ماشى ياست ام لسانين
لتتركها وتدخل.

يعود بها للسراية متاخر ليجد الجميع نائم ليصعد لغرفته بها ليدخل ويضعها على سريره بحنان.

وينظر لوجهها وكيف لشخص مثله تزوج من فتاة مثلها متمردة وتعشق العدوانية وتتحدي كل شئ حتى نفسها، تعلم بأنها مريضة بالحساسية ورغم ذلك أكلت الحساسية لتتحداه لأنه لم يصدقها أو بالاحرى غضبه الشديد من حسام وعلمه پاأفعال حسام وأنه يريد أن ينتقم منه بأى شخص حتى لو عن طريق زوجته حتى لو كان لم يحبها ليراها تدير وجهها له لتستمع بنومها كالطفل الصغير وتحتضن الوسادة الصغيرة لياخذ عبابته من الشماعة الموجوده بجوار الدولاب ويدخل الحمام لياخذ دوشه ويشرد فأفعال حسام واخته والذي يريدون حق ليس من حقهم لا يعلم كم مر من الوقت عليه تحت صنبور المياة ويغير ملابسه ليخرج ليراها تجلس بتعب أمام التسريحة على كرسيها الخاص وتضع الكريم على وجهها ليعلم بأن مر الكثير عليه من الوقت بالداخل.

، تشعر بيه فالغرفة لتنظر للمرأة على صورتها المعكوسة بلا مبالاة وهي تتجاهله.

يتجه نحو سريره لينام عليه ولتقف بتذمر لتغلق الاضواء وتنام على اريكتها وتختبئ منه ومن نظره تحت غطاءها تنظر للسقف بملل شعور لم يعرف طريقها يومآ لم تمل ابدا اشتاقت لكل شئ اشتاقت لحياتها الماضيه ولمقالاتها وذهاب لتلك الجمعية وندواتها اشتاقت لحديثها مع اصدقائها وذاك المقهى الذي يجلسان يتشاورنا به واشتقت لبسمتها الصافيه وعنادها المرح مع اختها، لتعتدل فجلستها بألم حين تتذكر اختها التي جلبتها هنا، هي سبب كل شئ وحتما هي الان سعيدة فحياتنا وتعيشها بحريتها سلبتها منها لتعيش هي بيها، لتتذكر كيف كان يشاجرنا بعضهما وكيف كانوا ينتقدون بعضهم البعض، كيف كان يلعبان معا حين يدخلوا المطبخ، كيف استطاعوا تدمير حياتها بكل تلك السهولة فلم يمر على زواجها سواء اسبوعين وتشعر وكأنها فذلك السجن منذ عمرا طويلا تشعر بأنها ستكبر هنا وتستقبل شيخوختها هنا رغم أنها تشعر بأن جسد أقبل على تلك الشيخوخة المبكرة الان، لتهررب منها دموعها...

ينام على سريره على عكس عادتها يتقلب يمين ويسار بزفر وضيق ولا يعلم ماذا يحدث يشعر بأن هناك شئ فسريره وكأنه استبداله بأخر ليدير راسها بضيق ليشم رائحتها الخاص بجسدها وليس معطر تضعه متلصقه بالوسادة، احقا هذا هو الاختلاف رائحتها التي لوثت وسادته ليزفر بضيق ويعتدل فجلسته ليراها تجلس بعيدا على الأريكة وترفع يديها لتمسح دموعها بأناملها ليعلم بأنها نتألم ليعود لنومه بغصب حتى لا يحرجها امامه، لكنه يشعر بأنه عاد لنومه لأنه اعتادوا عليها قطة شرسة، لا ليست لقطة بل لبوة شرسة تحارب من يقترب من عرشها وتقاتل من يمر من امامها، تلك نظرات التحدي التي تصدر من عيناها كالسهم القاتل له ولغيره ولكنه سيأتى يوم ويقتل تلك اللبوة لتصبح قطة لا بل تصبح فراشة جميلة. ليغرق فنومه من كثرة التفكير.

غادر السراية صباحا ليذهب لعمله لتجلس فغرفتها لتنال قليل من الراحه فغيابه لتخلع حجابها وتستدل شعرها على ظهرها وكتفها لتعطيه الحرية التي لا تستطيع هي أن تنالها ليرن هاتفها لترى اسم صديقتها ندى.

حياة: الو
ندى: ايه يابنتى من يوم متجوزتى وتلفونك مقفول
حياة بملل: اه
ندى بمرح: ايه ياجميل هو الجواز هياخدك مننا ولا ايه
حياة بضيق وألم مكتوم بداخلها: لا طبعا
ندى: عموما انا اتصلت عشان اقولك انى قررت ونويت والنيه لله انى اجيلك بكرة مع صحابنا من الجمعية.

حياة بابتسامة ممزوجة بألم: ياريت ياندى انا قاعدة لوحدى مبعملش اى حاجه هطق ياريت.

ندى: مش هنتاخر عليك ياجميل كلها على الساعة 12 كده وتلاقينا عندك
حياة: تنورى
وتغلق معاها بعد حديثهم عن الجمعية الذي زاد وجعها لتتضع الهاتف على الترابيزة وقبل أن تتحرك يطلق صافرة الرسالة لتفتحها لتجد اكثر من 30 محاولة اتصال من اهلها لترمى بالهاتف على الأريكة بملل وكأنها تأبي فذلك الوقت أن تحدثها وجرحها ينزف بسببهم وقد تجرحهم بحديثها وعصبيتها، ليأتى ذلك الصوت الداخلى من بين صدرها.

متكدبيش على نفسك انتى مش عايزة تكلميهم اصل عشان ميحسوش بضعفك وحيرتك دى
لالالا انا مش عايزة اكلمهم
انا عارف انهم السبب فوجعك بس دول اهلك
عشان اهلى يوجعونى ويرمونى هنا مع انسان مبحبوش متخلف، وراجعى
ليختفي ذلك الصوت لتذهب لحمامها.

يجلس عبد الرحمن على الاريكة وبيديه الجريدة
فاتن: عبده
عبدالرحمن: امممممم
فاتن: انا عايزة اروح لحياة
ليبعد الجريدة عن نظره وينظر لها ليه
فاتن: مش بنتى وواحشتنى انا مش واخدة على الهدوء ده انا عايزة اشوف وامامها زمانها هديتى.

عبدالرحمن بحدة: انتى مقتنعة انها هديت
لتنظر الارض بخيبة أمل كبيرة فهى تعلم ابنتها عندما تثور وتغضب لم تهدي الا اذا فعلت ما تريد، وما تريده هو العودة لحياتها، تعلم بتمرد ابنتها وأنها لن تقبل أى أمر منهم اكثر من ذلك.

عبدالرحمن: استنى شهر كمان يكون الامتحانات فالجامعة خلصت نروح
فاتن: انت متعرفش تاخذ إجازة
عبدالرحمن: دلوقتى صعب دى ايام امتحانات
فاتن: طيب.

تجلس مع خديجة فالاسفل ترتشف قهوتها التي تعشقها لتدخل عليهم انتصار...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة