قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل التاسع

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل التاسع

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل التاسع

انتصار: كيفك يامرت عمى
خديجة: بخير يابتى
لتنظر انتظار لحياة بغضب وغل فهى سرقت منها ادم الذي تعشقه بكل تفاصيله: كيفك ياخيتى.

حياة بتذمر وغضب وكأنها كلما سمعت حديثهم ولهجتهم تذكرت ألمها بكبرياء واضح فنبرتها: كويسه.

وتكمل ارتشف قهوتها لتنظر لها انتصار وهي تجلس وتضع قدم على الاخر وترتدى بيجامة بيتى قطن بكم وتلف حجابها
يقف سعيد امام باب السراية من الخارج منحنى الرأس ويصفق بيديه بقوة لتسمعه خديجة
خديجة: تعال ياسعيد ياولدى
ليدخل عليها ينظر للارض وهو يمسك قدمه الذي يعايره الكثير بها بتهته، : في، ن، ناس، عايزين الداكتورة يا، حاجة.

حياة: خليهم يدخلوا دول صحابي
ليخرج لتقف حياة: عن اذنكم
وتذهب لتدخل ندى وبعض اصدقائها لتعانقها بأشتياق قوة وكأنها حياتها الذي فقدتها وتريدها أن تخترق جسدها لتعود لها.

ندى: واحشتينى ياجزمة يخربيتك
حياة: وانتى ياحبيبتى والله
وترحل بأصدقاءها وهي تمسك بيد ندى لتنظر ندى تجاه خديجة وانتصار
حياة بحدة: دى الحاجه خديجة والدة ادم، ندى صاحبتى
تنظر ندى لها وهي تجس على أسنانها؟أسمه وكأن شفتيها تأبى نطق أسمه
خديجة: نورتوا السراية كلتها، اتفضلوا فالمضيفة
تتأملهم انتصار وملابسهم المصرية احدهن ترتدى فستان قط وتستدل شعرها والاخرى ترتدى بنطلون اشياء محرمة لديهم.

وتأخذهم وتذهب بهم ترحب بها ويتحدثوا عن احداث الجميعة لم تذكر شئ عن زوجها أو احداث زواجها وكأنها ترفضه من حياتها أو تعتقد بوصول اصدقاءها ستعود معاهم.

ندى وهي تغمز للفتيات: اخبار الجواز ايه يايويو حلو مش كده
حياة بحدة بهروب من سؤالها: خلصتوا الندوة امتى
ندى بتفهم للامر فهى تعلم شخصية صديقتها وكرهها للرجال التي أصبحت فجأة متزوجة وليس بأى جوازة بل جوازة فقلب الصعيد وسط الجهل والتخلف بالنسبة لتفكيرها الراقي فالمرأة: . بصى انا جبتلك حاجات تسليكى كده من الملل ده.

حياة بسعادة: بجد جبتيلى ايه
ندى: ابقى افتحى الشنط بعدان احنا لازم نستاذن بقا
حياة بفزع من تركها: ايه انتوا لحقتوا
ندى: احنا قاعدين من الصبح ولازم نروح انتى عارفة مينفعش حد فينا يابت برا البيت سلام وهنجيلك تانى
لتنظر لها بصمت فهى على علم بأن لن تجرأ احدهن على المجيء هنا مرة أخرى بعد طول الطريق ومعاناته..

لتخرج معاها لتجده يجلس يقبل يد امه ومعاهم انتصار لم ترحل من الصباح
ندى بهمس: هو ده جوزك
حياة بحدة وقسوة: اه
ندى: طب مش تعرفينا عليه ولا ايه
حياة: ده تخلف ورجعية عندهم
ندى: حاولى
لتنكزها فجانبها بخفة لتنظر له بغضب وحده: ادم.

لينظر لها بصمت ودهشة فهى لم تنطق اسم غير حين مرض بين يديها ليراها تقف مع فتيات يعلم من ملابسهم أنهم من مصر ليقف ويمسك نبوته لتأملوا مظهره الخارجي وعبايته وجلابيته وعمته ونبوته كل شئ بيه يحي إلى أنه صعيدى اصيل ويقترب وهو ينظر عليها ليصل امامها لتنكزها فجانبها مرة أخرى اقوى من السابق.

حياة بضجر: ندى صاحبتى، ادم جوووزى
نطقتها وهي تجز على أسنانها ليعلم انها مجبرة على ذلك
ندى وهي تمد يدها لتصافحه: تشرفنا
حياة: مبسلموش على بنات
ادم: ده شرف لينا، نورتوا السراية كلتها
ندى: منورة بأهلها وناسها
لتاتى ام السعد لتخبرهم بالغداء
ندى: مش هينفع يايويو انتى عارفة
انتصار: ليه ياخيتى انتى عايزة الخلق تأكل وشنا ولا اايه ده دار ادم صفوان دار الكرم كلته.

ندى بحدة: دائما عامر ياقمر عن اذنكم
ويذهبوا لتقف هي تحمل شنط الهدايا
خديجه: خليكى يابتى ام السعد هتطلعهم
حياة بضجر: شكرا
وتاخذهم وتصعد لتمر من امامه بدون مبالاة متجاهله..

تجلس نيهال فالجامعة مع ملك
ملك: متزعليش منها يانيهال انتى اكتر واحده عارفة اختك وقد ايه هي صعبة وان كان هو متخلف زى مبتقول فهى متحجرة على اللى حولها
نيهال بحزن: انتى متخيلة يعنى ايه تقولى بكرهك ودائما قافلة على نفسها وتلفونها مقفول على طول وكل ماجى اكلمها اتصالح معاهم مقفول
ملك بمؤاساة: بكرة تفتحه وتكلمك والله وتهدى هي بس محتاجه ان تتأقلم وتتعود على الجو.

نيهال: يارب والله واحشتينى رخامتها حاسة أن البيت من غيرها وحش اووووى
لياتى صوت من خلفها...

تنظر للخلف لترى شاب في سن الثلاثين تعرفه جيدا فهى تعرفه جيدا يدرس فالجامعة معيد ويحضر الدكتوراة مثلها.

نيهال: ايوة
مصطفى: خير في حاجة
نيهال باستغراب: نعم
مصطفى: اصل شوفتك قلقانة كده
نيهال: لا مفيش حاجة
مصطفى: دايما اسف على الازعاج
نيهال: لا مفيش إزعاج ولا حاجة وشكرا على قلقك
ليستاذن ويذهب لتعود وتجلس لتجد ملك تنظر لها بشر
نيهاال: ايه
ملك: لما قولتلك انه مركز معاكى قولتى تهيوات ودلوقتى ايه ياست هانم
نيهال بارتباك: معرفش اكيد من باب الزمالة بينا يعنى
ملك: اشك
لتنظر نيهال لها باحراج وتذهب.

تجلس حياة فغرفتها على الأريكة وتفتح الشنط تجد الكثير من الروايات التي تعشقها وتعشق قراءتها لتسبح بها فعالم آخر غير عالمها المؤلم وتجد تابلت وعليه كارت تقرأه(فكرت فحاجة تملي مللك فالمكان الجديد وانا متأكدة أن طفلتى الغاضبة كالنار ستحتاج أن تبقى فعالمها الجميل ده اكتر حاجة هتتحسسك انك معانا حطتلك عليها كل البرامج والاغانى والابلكشنات المفضل ليكى، رجاء ياطفلتى لا تبكي مساء كعادتك وأبقى قويه، معلمتك الصابرة ندى).

لتنزل دمعه من عينها بسعادة ممزوجة بألم، سعادة بمساندة صديقتها أو كما أطلق عليها معلمتها الصابرة عليها وعلى غضبها مساندتها ودعمها لها فأكثر واشد منحها فوالديها لم يساندوها هكذا اكتفوا بغلق هاتفها لم يتعبوه أنفسهم ويتحدثوا لزوجها ويطلبوه محادثاتها وكأنهم تمنوا أن يتخلصوا منها.

تفتح شنطة صغيرة وتجد بها اشياءها المفضله لها نظرتها الطيبة واللاب توب الخاص بها وبعض الاوراق والاقلام لتعلم أن ندى جلبتهم لها من بيتها...

لتفتح التابلت واول ما تفعله تفتح بروفايلها على الفيس لم تفتحوه منذ زواجها ليقع نظرها على ذلك الرقم الملون بالاحمر ليدل على عدد الرسائل الخاص بها تنظر وتجد اكثر من 10رسائل من اختها وتسأل عن حالها، ليدخل عليها الغرفة لتترك التابلت من يديها وتدخل الحمام لتغسل وجهها ليري التابلت مضي ليذهب ليري رسائل اختها ليتركه ويفكر كما هي قاسيه حتى مع امها واختها وكيف تبقى هكذا منذ أكثر من أسبوعين لم تتحدث معهم، اعتقد قبل الزواج بان اول تطلب ستطلبه منه هو أن تزور اهلها وامها ولكن حدث ما لا يتوقعه...

تمر الايام بينهم وهي على حالها بل تزداد غضب وحده معه تزداد في تمردها وتحديها له وتطلق له نظراتها التي اعتاد عليها نظرات قتل وغضب نظرات نارية قوية.

يدخل لغرفته بعد يوم شاق وطويل فالمزرعة وبين الفلاحين ليري الغرفة عتمة مغلقة الاضواء وهناك ضوء خفيف بجانب اريكتها ليراها تجلس تقرا رواية ومندمجة معاها لابعد الحدود حتى أنها لا تشعر بدخوله الغرفة
يفتح الاضواء لترفع نظرها له لتتقابل عيونهم فنظرة طويلة هادئة من ناحيته أما منها غاضبة كعادتها لتترك روايتها وتغلق الضوء لتنام اسفل غطاءها.

ادم بهدوء به نظرة تحذير: جهزى نفسك بكرة في عرس فالبلد هتروحى ويايا
لتعتدل فجلستها بتذمر: انا مش راحة فحته انا معرفش حد ومش عايزة اعرف حد
ادم وهو يخلع عمته: انتى مرت كبير النجع لازم تحضري تعالى على نفسك هبابه
حياة بغضب وسخرية: واجى على نفسى عشان مين عشانك انت ده بعدك
ادم: وطي حسك
حياة: ده انا هعلى وهعلى.

ليقترب بغضب ليمسك ذراعها بقوة ويشد على قبضته بعصبية انا مهملك لحالك بمزاجى ياحياة لانى مفاضيش ليكى ولا لعمايلك بس اوعاكى تفكرى حالك بتخوفنى من اللى بتعمليه ده انتى فاهمه ياحياة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة