قصص و روايات - روايات صعيدية :

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الأول

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الأول

رواية فستان زفاف للكاتبة نورا عبدالعزيز الفصل الأول

في شقه ف القاهرة من قلب ضواحيها
تدخل فاتن لغرفة نوم ابنتها الصغرى وتفتح ستائر غرفتها وهي تقيظها
فاتن وهي تفتح الستائر: يا يويو اصحى، يلا عشان الفطار
لتدخل اشعة الشمس الذهبية الغرفة لتداعب وجهها وتزعجها
حياة بتذمر وهي تغطى وجهها بالغطاء: ياماما سيبينى شوية
فاتن وهي تتجه نحو الباب: يلا يابت قومى على مصحى اختك قووومى
وتتركها وتخرج لتعود حياة لنومها ولم تستطيع النوم وتعتدل فجلستها بتذمر.

حياة بضجر: الواحد ميعرفش ينام شوية فالبيت ده
وتقوم من سريرها بتذمر
وتخرج وهي تفرك عيونها بتعب لتصدم باختها
نيهال بتذمر: مش تفتحى يابت هي ناقصه
حياة: مانا مفتحة اهو الدور والباقى على الناس النايمة وماشية تخبط فالناس
نيهال وهي تضع يديها على خصرها من الجانبين: ياسلااااام ياست حياة
ليخرج والدهم من غرفته
عبد الرحمن: بطلوا مناقرة فبعض ويلا عشان الفطار.

حياة: انا مش فاهمه فطار ايه ده اللى الساعة 9 هو في حد بيجرى ورانا
فاتن وهي تخرج من المطبخ تحمل اطباق: بطلى يابت شغل الاعتراضات بتاعك ده وساعدينى
نيهال بغرور مصطنع: انا مش فاضية لشغل البيت ده انا دكتورة
حياة وهي تجلس على السفرة: لسه ياماما هتبقى دكتورة
عبد الرحمن: خلاص بقا هو انتوا مولدين فوق روؤس بعض
ويجلسوا يفطروا معا
ويذهب عبد الرحمن للجامعة ومعه نيهال المكتبه المركزيه لتكمل بحث رسالتها.

فاتن وهي تقف فالمطبخ: يويو ردى على التلفون
حياة وهي تخرج من غرفتها: هو انا قاعدة بواب استقبل فالبيت ده، انا هستقيل من هنا قريب.

وترفع سماعة الهاتف الارضي: الو، ايوة مين..
خديجة: سلام عليكم..
حياة: وعليكم السلام
خديجة: انتى نيهال ولا حياة
حياة باستغراب: حياة
خديجة: كيفك يابتى انا مرات عمك غفران
حياة: اه ازى حضرتك
خديجة: نحمد الله يابتى الحاجة فاتن حداكى
حياة باستغراب: حدايا
لتخرج فاتن من المطبخ وهي تجفف يديها وتضحك على ابنتها التي لا تفهم حديثها ولهجتها.

فاتن: هاتى يايويو، وروحى انتى
لتعطيها السماعة
حياة: مانا انا هروح الجمعية
فاتن: ماشى متتاخريش، ازيك ياحبيبتى
خديجة: كيفك ياحاجة والحاج كيفه
فاتن: كويسين الحمد لله والحاج غفران عامل ايه والولاد
خديجة: نحمد الله كنت عايزكى فموضوع كده
فاتن باستغراب: خير ان شاء الله.

تجلس حياة فالجمعية مع اصدقائها
ندى: انا من رأي أن لازم كل راجل يعرف أن الست مش بس مجرد جسد وان الست زيها زيه
حياة: ياحبيبتى الست كيان وتبقى متخلفة وغلبة اللى تسمح لراجل أنه يهد الكيان ده بمجرد ورقة عليها امضاء تخليها تحت حكمه وان زمن سي السيد وأمينة خلاص انتهى.

ندى: فعلا بس المشكلة أن بعض الستات بتضعف قدام الرجاله
حياة: ده تخلف منهم.

في قلب الصعيد بين الأراضى الزراعية ولونها الأخضر يركض الفرس الابيض على الارض وهو على ظهره ويكاد يصل لمزرعته
ليوقفه احد الفلاحين
الفلاح بترجى وهو يمسك فقدم ادم: ابوس يدك ياادم بيه استن عليا شهر هبابه الله يخليك
ادم بحدة: بكفايك الحديد ده، اسمع جدامك سبوعين لو مجبتش الفلوس اللي عليك متلومش غير حالك
ويضرب فرسه بقدمه بخفة لتحرك بيه ليدخل من باب المزرعة وخلفه الفلاح يركض خلفه ويترجه.

فاتن: قولت ايه يا عبده
عبدالرحمن: والله ادم ابن اخوي مفهوش اى عيب وزينة شباب النجع كله بس..
فاتن: بس ايه
عبدالرحمن: بناتك هيوافقوا، مين فيهم هترضي تروح تعيش هناك فالصعيد
فاتن: مالكش دعوة انت بس سيبهملى
عبدالرحمن: اهم عندك اصتفى معاهم بس متصغرونيش قدام الراجل
فاتن وهي تقف لتخرج: لا متخافش
وتخرج لتجد حياة تجلس أمام التلفزيون على الأريكة وتاكل فشار وتضحك.

فاتن: يويو، انتى يابت سيبك من التلفزيون ده وردى عليا
حياة وهي تشاهد التلفزيون: خير ياست الحبايب
فاتن: اختك صاحية
حياة بعصبية وتذمر: جرا ياست ماما بتسيبنى المسلسل الكوري بتاعى عشان تسالينى ست الملكه صاحية ولا لا، متنادى عليها لو ردت يبقى صاحية مردتش يبقى نائمة.

فاتن: اااااية يابت كل ده عشان سالتك سؤال ايه ردايو وفاتح ياريتنى مسالتك
حياة: يكون احسن...
لتعود المشاهدة لتغضب اكثر: عجبك كده ياست ماما اديكى ضيعتى عليا الحتة المهمة. (لتقف بغضب ). انا هتسقيل من البيت ده.

لتدخل لتقابلها امها واختها فالممر لتسحبها امها من ذراعها ويعودوا للصالون
نيهال: هو في ايه
حياة: انتى خاطفنا ولا ايه
نيهال وهي تضرب كتفها: تتكلمى بأدب
لتصرخ بهم فاتن
فاتن: لاااا باااااس في ايه انا هيجرالى حاجه منكم اسكتوا
حياة: ادينى سكت اهو
نيهال: في ايه ياماما مالك
فاتن: ادم ابن عمك
نيهال: اهلا وسهلا ماله
فاتن: يابت استنى واسمعى
حياة: عيب كده يانينا خلى ماما تتكلم اتفضلى ياحاجة.

فاتن: ادم شاب زينة شباب النجع...
ليقطعها حديث حياة
حياة: ده حضرتك بتعملي له دعاية يعنى هينزل الانتخابات
فاتن وهي تخلع شبشبها من قدمها: ده انا اللى هنزل الشبشب ده على لسانك
نيهال: خلاص بقا يايويو شكله موضوع مهم
فاتن: ادم راجل بمعنى الكلمه كبير العائلة والنجع كله فالمقام نظرة منه بس تلاقي النجع كله رجالة وستات كبير وصغير يقفله احترام.

نيهال: ده ايه الغول ده
فاتن: انتى بتقولى فيها ده بيقولوا عليه فالبلد غول من غير قلب رجولته بتنط منه محترم وبيصلى. ولو فاضى بيكون امام الجامع عندهم.

حياة: أخرت المحاضرة دى ايه
نيهال: امك راحة تخطبله هههههه
ليقهقهوه كلاهما من الضحك
فاتن: انتوا بتتريقوا بس دى حقيقه عندنا فالبلد البت لابن عمها
ليبنظروا لبعضهم
نيهال: عندكم بقا مش عندنا
حياة: احنا فنعمه والله
فاتن: انتى ياست ريا وسكينة ادم جاى بكرة وواحدة فيكم هتكون عروسته بصريح العبارة كده ده راجل ميتعوضش وابوكم مش هيخسر اخوه عشان دلعكم ده.

حياة بسرعه: انا متنازلة لك عنه بالف هنا وشفا
نيهال: لاااا ياختى انا اللى متنازلة لك عنه حد قالكم انى عايزة اتهبب اتجوز
حياة بعصبية: لا ياحبيبتى خدي ده ماما بتقولك زينة الشباب
نيهال: خليهولك ياختى
حياة وهي تقف وتدخل: انا الصغيرة مش هتجوز قبل اختى الكبيرة
وتدخل وتتركهم
فاتن وهي تجلس تستمع لحديثهم: اقعدى يانيهال
نيهال: ماما انا مش عايزة اتجوز وبعدان رسالة الدكتوراه بتاعتى وكمان هعيش فالصعيد ازاى.

فاتن: انتى عندك 26 سنة هتجوز انتى ان شاء الله
نيهال: انا حرة ياماما
ونتركها وتدخل لتجلس فحيرة فهى تعلم جيدا لبناتها وعنادهم ولم تتنازل أحدهم عن قرارها مهما حدث لتفكر بحياة فتلك الفتاة التي تنظم مؤتمرات وندوات لحقوق المرأة وكيانها فكيف ستصبح زوجة لرجل كأدم وهو صارم بل قلب وحدته، لتفكر بنيهال ورسالة الدكتوراة الخاصة بيها ولكن سنها أصبح مقبل على الزواج ويجب تزويجها قبل فوات الاوان...

من ستصبح زوجة ادم وستنتقل لقلب الصعيد، من ستكون ذلك الطير الذي سيأسر فسجنه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة