قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية فراشة أعلى الفرقاطة للكاتبة منال سالم الفصل السابع

رواية فراشة أعلى الفرقاطة للكاتبة منال سالم الفصل السابع

رواية فراشة أعلى الفرقاطة للكاتبة منال سالم الفصل السابع

في منطقة الحافلات بالإسكندرية
وصلت الحافلة التي تقل فرح من القاهرة إلى الإسكندرية إلى المنطقة المخصصة بها، وبدأ جميع الركاب في الترجل منها وأخذ حقائبهم..
ترجلت فرح هي الأخرى من الحافلة وشعرت ببرودة ما تسري في أوصالها فجأة، فعقدت ساعديها أمام صدرها محاولة بث الدفء إلى داخل روحها..

مدت فرح يدها لتمسك بحقيبة سفرها، ثم جرتها خلفها وسارت بضعة خطوات للأمام وهي تتلفت حولها بعد أن أسدلت نظارتها القاتمة على عينيها..
جابت فرح ببصرها المكان بحثا عن أي أحد ينتظرها، وظلت ماكثة في مكانها لبضعة دقائق إلى أن لمحت سيارة جيش صفراء تشبه سيارات الدفع الرباعي ولكنها أصغر حجما تصطف بجوار الرصيف ويترجل منها شخص ما يرتدي زيا عسكريا، ثم رفع لافتة صغيرة مدون عليها اسمها الثلاثي..

سارت فرح بخطوات متوترة ناحية هذا الضابط ذو الزي العسكري، ثم..
-فرح بنبرة خافتة وهي تشير إلى نفسها: أنا فرح عبد الحميد.

أومىء الضابط برأسه، ثم أشار لزميله الجالس خلف مقود السيارة، وعاود النظر مجددا إلى فرح و...
-الضابط بلهجة جادة وهو يشير بيده: اتفضلي يا فندم، احنا هنوصلك لوحدتك.

تناول الضابط حقيبة فرح، ثم فتح لها باب السيارة الخلفي لتجلس على المقعد الخلفي، ثم أسند حقيبتها بجوارها..
أغلق الضابط الباب، ثم ركب بجوار زميله، وبدأت السيارة بالتحرك..

تابعت فرح الطريق من خلال النافذة المجاورة لها بعد أن نزعت نظارتها الشمسية، وظلت تفرك أصابع يدها في توتر شديد، لم يتحدث معها أي أحد، وشعرت بغرابة الموقف، بل إنها ندمت لوهلة أنها وافقت على تلك المهمة الصحفية، فهي لم تعتاد الابتعاد عن والدتها، والآن هي مضطرة لأن تخضع لقوانين لا تعرف عنها أي شيء...
مر الوقت بطيئا على فرح إلى أن وصلت بالسيارة إلى وحدة عسكرية تابعة للقاعدة البحرية..

أوقف المجند السيارة، ثم ترجل الضابط أولا منها، ومد يده ليمسك بالمقبض الخاص بالباب الخلفي و...
-الضابط بلهجة رسمية: اتفضلي يا فندم، احنا وصلنا..
نظرت فرح حولها، وتأملت المكان قبل أن تترجل من السيارة، ثم أخذت نفسا عميقا محاولة السيطرة على اضطرابها الخفي، و..
-فرح بنبرة متحشرجة: هو أنا، آآ، المفروض، آآ، أروح فين و..

-الضابط مقاطعا بجدية وهو يشير بيده: مكتب المقدم يزيد هناك، على ايدك الشمال، هو المسئول عن حضرتك..
-فرح بنظرات متفحصة، ونبرة مرتبكة: اوكي، ميرسي.

أمسكت فرح بحقيبة سفرها من مقبضها، وقامت بجرها خلفها، وسارت إلى حيث أشار الضابط
كانت الأجواء بداخل الوحدة التدريبية في تلك الأثناء هادئة، فالجميع منشغل بالتدريبات المكثفة في الساحة الخلفية، والتي تبعد بمسافة كبيرة نوعا ما عن مكاتب الضباط ذوي الرتب العسكرية العالية..

معظم المباني العالية في تلك الوحدة لا تتخطى الثلاث طوابق، والغالبية لمباني أرضية متلاصقة ومتراصة بجوار بعضها البعض، ومطلية باللون الأبيض الناصع، كما توجد على الجوانب بعض المزروعات الخضراء والأشجار القصيرة التي لا يتخطى طولها المترين والموضوعة بداخل حدائق صغيرة...

سارت فرح بخطوات متعثرة نحو مكتب المقدم يزيد، وظلت تتلفت حولها تتأمل ذلك المكان الذي يذكرها بمعسكرات التدريب الخاصة بالكشافة وفتيات المرشدات، ولكن أكثر تطورا..
كان مكتب المقدم يزيد موجودا في أحد تلك المباني الأرضية، ورغم اعتدال الطقس إلا أن فرح قد شعرت ببرودة تسري في أوصالها كلما اقتربت من مكتبه..

أحدثت حقيبة سفر فرح التي تجرها خلفها صوتا مزعجا نوعا ما، خاصة وأنها كانت تسير بها على أرض صلبة وإسفلتية...

في نفس الوقت كان يزيد يجلس خلف مكتبه واضعا ساقا فوق الأخرى وهو يراجع بعض الأوراق...
انزعج يزيد كثيرا من ذلك الصوت العالي الذي يصدر من خارج مكتبه، و..
-يزيد بنبرة شبه غاضبة، ونظرات ضيقة ومتوعدة: مين الحيوان اللي عامل الصوت المقرف ده، أنا هاكدره وأخليه يعرف إن الله حق..

نهض يزيد عن مكتبه وهو ينتوي إلحاق الأذى بمن تسبب في إزعاجه، ثم ألقى بما في يده من أوراق على سطح مكتبه بعنف، وتوجه ناحية باب مكتبه ووجهه عابس ومكفهر للغاية، ونظراته شرسة تنوي شرا حقا...

وصلت فرح في نفس اللحظة إلى باب مكتب يزيد، ثم استدارت برأسها لتنظر إلى لافتة جانبية ذهبية محفور عليها اسم المقدم يزيد جودة وسلطت بصرها عليها لتقرأها، ولم تنتبه إلى يزيد الذي كان خارجا من باب الغرفة وهو مندفع بشدة...
اصطدمت فرح بجسد يزيد المفتول بقوة فاختل توازنها، وكادت تسقط على الأرض لولا أن مد ذراعه القوي وأمسك بها من ذراعها ليسندها قبل أن تسقط...

إستندت فرح بكف يدها على صدر يزيد حتى لا تفقد توازنها، ثم رفعت رأسها ببطء لتنظر بعينيها البنيتين في وجه يزيد ذو الملامح الصارمة...
كانت قبضة يزيد قوية على ذراع فرح، فآلمتها نوعا ما، ورغم هذا لم تنطق..
حدق يزيد في فرح بنظرات ضيقة ومتفحصة، وإزدادت ملامح وجهه صرامة وهو يتأمل وجهها، ولم يحيد ببصره عنها...

حاولت فرح أن تتخلص من قبضة يزيد، وظلت تتلوى بذراعها محاولة تحريره من كف يده القابض عليه ولكنها عجزت..
عقد يزيد حاجبيه في انزعاج، وضيق عينيه أكثر و..
-يزيد بلهجة قوية وصارمة: إنتي مين؟
-فرح بنبرة شبه مرتعدة ومتلعثمة: أنا، أنا الصحفية فرح.

لاحظ يزيد امتعاض وجه فرح، وانزعاج تعبيرات وجهها، وحينما دقق أكثر النظر بها، وجدها تشير بعينيها نحو ذراعها الذي مازال هو ممسكا به، فأرخى قبضة يده عنها، ثم اعتدل في وقفته، بينما تراجعت فرح خطوة للخلف..
تلك المرة أمعنت فرح النظر في يزيد الذي كادت تصل برأسها إلى كتفيه، فقد كان أطول منها، وأعرض منها، وهي نوعا ما ضئيلة بالنسبة إليه..

رمق يزيد فرح بنظرات مهينة إلى حد ما، ثم وضع قبضتي يده في داخل جيبي زيه العسكري و..
-يزيد وهو يلوي فمه في تهكم: انتي بقى اللي ملاقوش غيرك عشان يبعتوه.

اتسعت عيني فرح في ذهول، وفغرت شفتيها في دهشة، وعجزت عن النطق، فتابع هو ب...
-يزيد وهو يردف بتهكم اكثر: ماهو الرجالة خلصت فمش ناقص إلا اللي زيك عشان يشتغلوا مكانهم...!

جزت فرح على أسنانها في حنق، وضيقت عينيها في غضب و...
-فرح بنبرة منزعجة، وهي تشير بيدها: لو سمحت أنا مسمحش لحد يتكلم معايا بالشكل ده..
ثم صمتت فرح للحظة، لتأخذ نفسا سريعا لتتابع ب...
-فرح بجدية، ونظرات غاضبة: أنا عاوزة أقابل المقدم يزيد وهو هيعرف يرد عليك كويس.

وفجأة تعالت قهقهات يزيد عاليا، وكأن شخص ما قد ألقى بدعابة طريفة توا، فأعاد رأسه للخلف وهو يحاول السيطرة على نفسه من نوبة الضحك التي إنتابته، مما جعل فرح تشتعل غيظا أكثر و..
-فرح بحنق، ونظرات مغتاظة: هو أنا قولت حاجة تضحك؟

وضع يزيد يده على وجهه، ثم رفعها على رأسه ليحك فروة رأسه و...
-يزيد بنبرة جافة، ونظرات استهجان: أنا المقدم يزيد يا، يا آآآ، قولتلي اسمك ايه؟

جحظت عيني فرح في صدمة، ثم ابتلعت ريقها في توجس، وظلت تحدث نفسها في خيفة وترقب، فهذا الفظ هو رئيسها المباشر في تحقيقها الصحفي، إذن كيف ستتعامل معه..
فاقت فرح من شرودها على صوت يزيد القوي و..
-يزيد بنبرة آمرة وصارمة: انتي هتفضلي متنحالي كده كتير، اسمك ايه؟

انتفضت فرح فزعا في مكانها، ثم ترددت للحظة في أن تخبر ذلك الفج بإسمها، ولكنها عقدت العزم على أن تكون جادة معه..
-فرح بنبرة متلعثمة: أنا، آآ، م، مدام فرح.

مط يزيد شفتيه في استغراب، وحدق في فرح و..
-يزيد بنبرة ساخرة وهو يزم فمه، ونظرات ثابتة: ممم، مدام! واضح كده ان جوزك مصدق يخلص منك.

احتقن وجه فرح غيظا، واشتعلت وجنتيها بحمرة الغضب، و..
-فرح بنبرة محتقنة: من فضلك، أنا جاية أعمل شغلي وأمشي، مافيش داعي للسخرية دي.

إزدادت ملامح وجه يزيد صلابة، وأخرج يديه من جيب زيه العسكري، ثم...
-يزيد بحزم، ونظرات قاسية: طب اسمعي بقى يا مدام، أنا هنا المسئول عن سيادتك، وانتي هنا مجرد واحدة جاية تنفذ أوامري وتعملي اللي هاقولك عليه بالحرف، إلتزمتي بالتعليمات يبقى هاتنجزي وتمشي بسرعة، حابتي تعملي نمرة، و إنك بت فرود يبقى تستحملي عقابي، ماشي..!
-فرح متسائلة بتذمر: هو سجن؟
-يزيد ببرود، ونظرات قاتلة: لأ أسوأ..!

زفرت فرح في انزعاج، ثم أشاحت بوجهها للناحية الأخرى، في حين أردف يزيد ب...
-يزيد بجدية: اتفضلي على وحدتك
-فرح بعدم فهم، وبنظرات حائرة: أفندم؟
-يزيد بنبرة صارمة: يعني من اللحظة دي انتي بقيتي تبع الطاقم بتاعي، وأوامري هتمشي عليكي
-فرح وهي تعض على شفتيها من الضيق: ماشي عرفت، بس فين وحدتي دي.

أشار يزيد بيده إلى الأمام و...
-يزيد بنبرة حازمة: هناك، روحي هتلاقي الوحدة بتاعتك، وفي ورقة بالتعليمات كلها موجودة في أوضتك، اقريها كويس.

لوت فرح شفتيها، ولم تعقب، ثم أمسكت بمقبض حقيبتها لتجرها خلفها بعد أن سارت بضعة خطوات للأمام، ولكن أوقفها عن الحركة، وجعلها تتسمر في مكانها صوت يزيد الصادح ب...
-يزيد بلهجة آمرة: شيلي أم الشنطة دي عن الأرض، مش ناقص دوشة.

استدارت فرح برأسها ناحية يزيد ورمقته بنظرات حانقة، ثم زفرت في ضيق جلي، وقامت بحمل حقيبتها ورفعتها قليلا عن الأرض، وسارت بها مبتعدة عنه و...
-فرح وهي تتمتم بخفوت: الظاهر إني جبت وجع الدماغ لراسي، يعني أنا كنت ناقصة الغلب ده...!

توجهت فرح إلى وحدتها التابعة للمقدم يزيد، وعرفت من أحد العساكر مكان الغرفة التي ستقيم بها طوال فترة مكوثها في تلك الوحدة العسكرية..
كانت غرفة فرح تقع في أخر الرواق بالطابق الثاني الخاص بالمبني السكني للضباط والمطل باللون الأبيض، وبها نافذتين إحداهما بجوار باب الغرفة و تطل على الرواق، والأخرى بداخل الغرفة تطل على البحر الأبيض المتوسط..

كانت الغرفة بسيطة في أثاثها، فلا يوجد بها سوى فراش معدني وعليه بضعة ملاءات بيضاء نظيفة، وطاولة بلاستيكية صغيرة، وحولها مقعدين بلاستيكيين، بالإضافة إلى كومود صغير مجاور للفراش، ومرحاض صغير ملحق بغرفتها، وتلفاز ضئيل الحجم مسنود على أحد الحوامل المثبتة على حائط جانبي.

تم إعداد تلك الغرفة لتناسب فرح، وحتى تحظى فيها ببعض الخصوصية دون أن يتطفل أي أحد عليها..

دلفت فرح إلى داخل غرفتها بعد أن عاونها أحد المجندين في إسناد حقيبة سفرها على الأرضية الصلبة بداخل الغرفة، فشكرته فرح على مساعدته لها، ثم أغلقت الباب بعد أن انصرف، وظلت تتأمل الغرفة بنظرات متفحصة..

اقتربت فرح من النافذة المطلة على البحر، وفتحتها لتهب نسمة باردة من هواء البحر العليل فأنعشت وجهها، وداعبت خصلات شعرها، ثم استنشقت بأنفها الصغير ذلك الهواء ليطرب صدرها الملتاع قبل أن تزفره على مهل وهي تتنهد بحرارة..

سرحت فرح في مياه البحر الزرقاء، وشردت في ذكريات أكذوبة حبها، وتذكرت معاملة كريم الناعمة معها، وكيف أنها لم تشك للحظة في خداعه لها، ثم عادت إلى ذاكرتها وقاحة والدته واتهامها بأنها وراء موته، وكيف أنها خبأت بمهارة تحسد عليها مسألة زواج ابنها لعامين، بالإضافة إلى انجابه، وهي كالغبية لم تظن به السوء، كم آلمتها حقا تلك الذكريات المريرة، كم أحرق قلبها ثقتها العمياء في شخص جعل الحب في نظرها ماهو إلا وهم كبير...

في مكتب يزيد
مر آدم على يزيد في مكتبه ليجده جالسا على مقعده، ومسندا بساقيه على سطح المكتب، وعاقدا لذراعيه خلف رأسه، ومسلطا بصره على نقطة ما بالفراغ أمامه...
رمق آدم يزيد بنظرات متعجبة، ثم...
-آدم بنبرة هادئة، ونظرات استغراب: زيزووو باشا.

هز يزيد رأسه بعد أن انتبه لوجود آدم بالمكتب، ثم أنزل ساقيه عن سطح مكتبه، واعتدل في جلسته و..
-يزيد بنبرة جادة: أهلا يا آدم، إنت رجعت أمتى؟
-آدم بإبتسامة عريضة: لسه راجع من شوية
-يزيد متسائلا بحيرة: بس افتكر انك المفروض ترجع بكرة الفجر، صح ولا أنا غلطان؟

-آدم بهدوء، ونظرات ثابتة: لأ انت صح، بس مرات عمي يا سيدي بعافية، فشيماء صممت تروح تبات مع أمها، فطبعا الأعدة لوحدي هناك مالهاش لازمة، فقولت أرجع الوحدة أونسك.

ظهر شبح ابتسامة خفيفة على زاوية فم يزيد، في حين أكمل آدم حديثه ب...
-آدم بنبرة متفائلة: المهم ناوي على ايه بكرة.

أمسك يزيد بالمظروف المدون عليه إسم فرح الثلاثي، ثم ضيق عينيه، ونظر إلى اسمها بنظرات حادة و...
-يزيد مبتسما بشراسة: أفرمها تحت الرفاس.

رفع آدم حاجبيه في دهشة، ونظر إلى يزيد باستغراب شديد و...
-آدم متسائلا بحيرة و بنبرة متعجبة: دي ايه دي؟
-يزيد متابعا بنفس نبرة التوعد: أو أحطها على الطوربيد وأنسفها
-آدم متسائلا بنظرات متوجسة: دي غواصة ولا ايه؟
-يزيد بنبرة جدية: لأ بنت فرغلي
-آدم مازحا: بتاع شوب الفخفخينا، هو غش في المانجة ولا إيه.

رفع يزيد بصره ليرمق آدم بنظرات حادة، فأشار له آدم بيده و...
-آدم بنبرة شبه مرتعدة: خلاص مش هألش تاني، بس فهمني بالظبط ايه الحكاية.

سرد يزيد لآدم تفاصيل إنضمام عضو جديد للطاقم البحري الذي يتولى هو قيادته من أجل تحقيق صحفي خاص بأعياد سيناء، وأن ذلك الفرد ماهو إلا امرأة بائسة أوقعها حظها العثر في طريقه..
ظل آدم يوميء برأسه في بلاهة وهو يستمع إلى ما يقوله يزيد، ثم..
-آدم بنبرة شبه ساخرة: يعني المفروض نقرى الفاتحة الوقتي على المغفور لها.

أمسك يزيد بقلم حبر كان موضوعا أمامه بأصابعه، وظل يديره حولهم في خفة و...
-يزيد بنبرة جادة، ونظرات محذرة: والله لو مشت عدل معايا، يبقى رحمت نفسها من شري، لكن لو حبت تعمل فيها زي آآآ...
صمت يزيد قليلا، وتوقف عن اللعب بالقلم الحبر حيث مر بذاكرته طيف إصرار زوجته السابقة هايدي على عملها وكيف أنها خربت حياتهما معا بسبب شغفها الزائد بالعمل..

حدق آدم بيزيد، وانتظر منه أن يكمل عبارته، ولكنه وجده قد شرد في عالم أخر، فرفع إصبعه أمامه، ثم فرقعه لكي يلفت انتباهه و...
-آدم بخفوت: ياهوووو، يزيد باشا...!

انتبه يزيد إلى صوت آدم، ثم أمسك القلم الحبر بقبضة يده، وغرسه بقسوة في المظروف الورقي، فإتسعت عيني آدم في ذهول و...
-آدم بتوجس شديد، ونظرات جاحظة: هتغزها ولا ايه؟
-يزيد بنبرة شرسة وهو يجز على أسنانه: هتندم على اليوم اللي جت فيه هنا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة