قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية فراشة أعلى الفرقاطة للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والثلاثون

رواية فراشة أعلى الفرقاطة للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والثلاثون

رواية فراشة أعلى الفرقاطة للكاتبة منال سالم الفصل الثالث والثلاثون

حدق يزيد في فرح بنظرات مليئة بالحنو والعطف، فرأى تلك الإبرة الطبية البارزة من كف يدها، فتنهد في ضيق، ثم سار بخطوات بطيئة في اتجاه فراشها، وجلس إلى جوارها، وحرك نفسه قليلا ليكون ملاصقا لها، ثم أرجع ظهره للخلف، ومد ذراعه من خلف ظهرها، وأحاط بها بذراعه الأخر، ثم قام برفعها قليلا عن الفراش، وأسند رأسها على صدره، ولف ذراعيه حولها، ثم انحنى برأسه على رأسها، وأخذ يشتم عبيرها، ثم قبل رأسها قبلة مطولة بث فيها أشواقه، وأراح وجنته على شعرها، ثم أرجع رأسه للخلف، وتنهد في حزن، ومد يده ليمسك بكف يدها المزود بالإبرة الطبية، ورفعه إلى فمه، وقبله بشغف، ثم خلل أصابعه فيه، وظل متشبثا بها..

-يزيد بنبرة أقرب للهمس: أنا أسف يا حبيبتي، أسف عن ظني الوحش فيكي، أسف عن كل لحظة أذيتك فيها، سامحيني يا، يا فراشتي!

ثم أغمض عينيه ليقاوم عبراته التي تقاتل للنزول من مقلتيه...

في مركز ماميز الطبي
أطرقت هايدي رأسها في خزي، وظلت تضرب بقبضتي يدها الأرضية الرخامية الصلبة بكل قسوة، وهي تسب وتلعن حظها العثر الذي أوقعها مع ذلك الرجل الدنيء، ثم رفعت رأسها للأعلى، وحدقت أمامها بأعين متسعة و...
-هايدي بنبرة متشنجة: أنا مش لازم أخاف، أيوه، ايوه، لازم أفكر في حل للمصيبة دي بسرعة قبل ما تضيع كل حاجة مني!

ثم نهضت عن الأرضية، وعدلت من هندامها، و...
-هايدي بنبرة قاتمة، ونظرات ثابتة: انا لازم أتصرف وأداري كل حاجة قبل ما تنكشف، اه، و، آآ، ولازم أسافر برا مصر بأي حجة!

أسرعت هي في اتجاه مكتبها، ثم أخذت تعبث في محتوى الأدراج لتخرج بعض الملفات الموضوعة بداخلهم، وظلت تطالعها بنظرات سريعة، و...
-هايدي بنبرة متلعثمة، ونظرات زائغة: مافيش غيره شريف، هو اللي ممكن يساعدني، ايوه هو، هو بيحبني، وأكيد مش هيتأخر عليا..!

ثم مدت يدها وأمسكت بسماعة الهاتف الأرضي، وقامت بالضغط على بعض الأزرار، ووقفت تهز جسدها في عصبية وهي تنتظر الإجابة على اتصالها، ثم..
-هايدي هاتفيا بنبرة مرتبكة: ألوو، ايوه يا شريف، آآ، ازيك
-شريف هاتفيا بنبرة ناعسة: مين معايا؟
-هايدي بنبرة شبه متشنجة: فوقلي شوية يا شريف، أنا هايدي
-شريف بنبرة باردة: اها..
-هايدي وهي تبتلع ريقها في توتر: أنا، أنا كنت عاوزة خدمة منك
-شريف وهو يتثاءب: خير.

-هايدي بنبرة سريعة: أنا واقعة في مصيبة، ومحتاجة حد زيك كده يخلصني منها
-شريف ببرود يحمل التهكم: مصيبة! هو انتي أصلا بتعملي حاجة غلط!

ابتلعت هي غصة مريرة في حلقها، ثم زفرت في انزعاج، و..
-هايدي بنبرة شبه متعصبة: شريف بليز، أنا معنديش وقت أضيعه في الشرح، أنا عاوزاك تقف معايا وتساعدني، وإلا هاروح في داهية
-شريف بنبرة قاسية: يا ريت تروحي في ستين داهية.

صدمت هايدي عقب عبارة شريف الأخيرة، وشحب لون وجهها فجأة، وشعرت أن الدماء قد فرت من عروقها، و..
-هايدي بنبرة مصدومة، ونظرات مشدوهة: انت، انت بتقول ايه
-شريف بصراخ عنيف: اللي سمعتيه، يا، يا دكتورة الآبلسة.

جحظت عينيها في ذعر، واختفت الكلمات من على طرف لسانها، في حين تابع شريف ب...
-شريف بنبرة متوعدة: مفكرة إني كنت هاعدي اللي عملتيه مع مراتي بالساهل، تبقي مغفلة، ومش عارفة انتي وقعتي مع مين، ده أنا هخليكي تدوكي المر كاسات، مش هارحمك يا هايدي، مش هارحمك.

ثم أغلق الهاتف دون أن ينتظر أي رد منها، في حين تسمرت هي في مكانها غير مستوعبة للكارثة الفادحة التي وقعت بها..
سقطت سماعة الهاتف عفويا من يدها المرتعشة، وارتمت على مقعدها وهي تكاد تلفظ أنفاسها المتلاحقة من شدة الهلع و..
-هايدي بنبرة مرعوبة: يادي المصيبة، ش، شريف هو اللي طلع ورا كل ده، أنا، أنا كده انتهيت فعلا!

في صباح اليوم التالي
في منزل فرح عبد الحميد
غفا يزيد على وضعيته الأخيرة، حيث كانت فرح مستندة على صدره، في حين كان هو يحاوطها بكلا ذراعيه..
شعر هو بأن ملابسه إلى حد ما رطبة، وهناك حرارة ما تبعث عليه، ولكنه ظل نائما..

ثم سمع صوت جرس المنزل يقرع بالخارج، فانتبه له، وفتح عينيه تدريجيا ليجد فرح مازالت نائمة، ولكنها تتصبب عرقا، فحاول أن ينهض ولكن كانت عضلات كتفيه وعنقه متيبسة، فآلمته حينما تحرك، ورغم هذا تحامل على نفسه، وأرجع نفسه للخلف قليلا، ثم أمسك فرح بكلا ذراعيه ليبعدها عن صدره حتى يتمكن من النهوض تماما، وحينما أسندها على ظهرها، تأمل وجهها الذي كان يبعد عن ناظريه سنتيمترات معدودة، ونظر إليها بنظرات عاشقة، وانحنى على جبينها ليقبله، فتفاجيء به ملتهب، فضيق عينيه في توجس، ثم وضع ظهر كف يده عليه ليتحسسه، فتيقن أنه ساخن بالفعل، فانتفض فزعا في مكانه، و...

-يزيد بنبرة شبه خائفة: في ايه اللي حصلها، ماهي كانت كويسة بالليل!

قرع الجرس مجددا، فتجاهله يزيد، وظل جالسا إلى جوار فرح، وظل يجوب ببصره الغرفة محاولا البحث عن أي شيء يساعده في معرفة ما الذي أصابه..
لم يتوقف صوت جرس باب المنزل، فزفر يزيد في ضيق، ونهض عن الفراش، وسار بخطوات راكضة وهو شبه منفعل في اتجاهه..
ثم فتح الباب ليجد رفيقه آدم وزوجته ومعهما ابنتهما الصغيرة واقفين أمام الباب و..
-سلمى بنبرة طفولية مرحة: ازيك آمو زيت ( عمو يزيد ).

-آدم مبتسما ببراءة: كل ده نوم يا باشا، ده أنا قولت انت نسيتنا والله
-شيماء مبتسمة بهدوء: صباح الخير عليك.

رمقهم يزيد بنظرات ضيقة وهو عابس الوجه، ثم..
-يزيد بنبرة جادة: كويس انكم جيتوا لأحسن فرح حرارتها عالية، وأنا مش مطمن
-شيماء بنبرة مصدومة، ونظرات متفاجئة: يا ساتر يا رب.

ثم دلف ثلاثتهم إلى داخل المنزل، ومن ثم توجهوا إلى غرفة فرح، بقى آدم في الخارج، في حين دلفت شيماء للغرفة، وظلت ماكثة لعدة دقائق بمفردها، ولحقت بها صغيرتها سلمى..
وضع آدم يده على كتف يزيد، و...
-آدم بنبرة متلهفة: طب نطلب الدكتور يجي يشوف مالها
-يزيد بإقتضاب: ماشي
-شيماء بنبرة عالية من داخل الغرفة: استنى بس أشوفها أنا الأول، ممكن يكون ده أثار الأدوية ولا حاجة.

-آدم بنبرة ممتعضة وعالية: هو انتي كنتي دكتورة وأنا معرفش، بلاش فتي الله يكرمك، إدي العيش لخبازه، احنا نطلب الدكتور وهو يشوف مالها
-شيماء بنبرة محتجة: بقولك ايه يا آدم، أنا بفهم شوية في الحاجات دي، ده بنتك علمتني الطب والتمريض بسبب اللي بتعمله فيا
-آدم بنبرة ساخرة وبخفوت: برضوه عاوزة تعمل فيها أم العريف
-يزيد بجدية، ونظرات حادة: أنا هاكلم الدكتور وهو يتصرف معاها.

-آدم وهو يوميء برأسه إيماءة خفيفة، وبنبرة مؤيدة: يكون أحسن برضوه..!

خرجت شيماء من الغرفة، ونظرت إلى كلاهما بنظرات ثابتة و..
-شيماء بنبرة متمهلة: اطمنوا، حرارتها عالية بس هي هتبقى كويسة
-آدم بنبرة شبه متهكمة: وعرفتي ده لوحدك يا ست الدكتورة.

رمقته هي بنظرات محتقنة، ثم وضعت يدها في وسط خصرها قبل أن تتابع ب...
-شيماء وهي تلوي شفتيها بنبرة مغتاظة: أه عرفت!

ثم التفتت إلى يزيد، ونظرت إليه بجدية، و...
-شيماء بنبرة مهتمة: هاتلي بس خافض للحرارة يا يزيد، وأنا هديهولها، كمان هعملها كمادات مياه، آآ، أه لو في هنا بانيو أنا هملاه بمياه فاترة وأخليه تقعد فيه، وشوية وهتلاقيها بقت زي الفل.

ضيق يزيد عينيه، وفكر فيما قالته شيماء للحظة ثم..
-يزيد بجدية وهو يوميء برأسه: ماشي، أنا موافق على اللي قولتيه ده، ولو مجابش نتيجة نكلم الدكتور
-آدم بنبرة معترضة وهو يشير بيده: انت هاتعمل الهبل اللي بتقوله ده، يا عم بلاش، كلم الدكتور احسن
-يزيد بهدوء حذر، ونظرات ثابتة: خلاص يا آدم، أنا هانفذ كلام مراتك، وبعد كده نشوف هانعمل ايه
-آدم وهو يزم شفتيه في انزعاج: ع العموم أنا حذرتك، وماليش دعوة.

دلف يزيد أولا إلى داخل غرفة فرح فوجد سلمى جالسة إلى جوار زوجته تعبث بكف يدها، فابتسم لها في هدوء و..
-يزيد بخفوت: لوما حبيبتي، ممكن تطلعي تقعدي مع بابي شوية
-سلمي متسائلة ببراءة: مس دي الآلوسة ( مش دي العروسة )، هي نايمة؟
أومىء هو برأسه، ثم تنهد في حزن، و..
-يزيد بنبرة شبه مختنقة: اه يا لوما، هي نعسانة وشوية وهتصحى
ثم رمق زوجته بنظرات آسفة قبل أن يعاود النظر إلى الصغيرة سلمى و..

-يزيد بنبرة متمهلة: اطلعي انت لبابي، واحنا شوية وهنجيلك
-سلمى ببراءة وهي تهز رأسها: ماسي (ماشي ).

ركضت الصغيرة إلى خارج الغرفة، وتابعها يزيد إلى أن اختفت، ثم اقترب هو من الفراش وأمسك بكف يدها، ونزع عنه الإبرة الطبية بحذر، وانحنى بجذعه للأسفل لكي يضع كلا ذراعيه أسفل زوجته حتى يتمكن من حملها..

توجهت شيماء إلى داخل المرحاض، حيث أزاحت الستارة التي تغطي ( البانيو ) وقامت بملئه بمياه باردة نوعا ما، ثم تنحت جانبا لتفسح المجال ليزيد الذي دلف إلى المرحاض وهو يحمل فرح بين ذراعيه، ومال بجذعه للأسفل وجثى على ركبتيه، ثم أسندها برفق – وهي بكامل ملابسها – بداخل البانيو، فارتجف جسدها كليا وبدأت تنتفض بشدة، فقام هو بتثبيتها من ذراعيها بداخله بقبضته القويتين، بينما وقفت شيماء إلى جوار رأسها وأمسكت بها، ورفعتها للأعلى حتى لا تبتلع المياه في جوفها دون وعي منها، أو يتسرب المياه لأنفها فتختنق..

أبقى يزيد فرح على تلك الوضعية لعدة دقائق، و..
-شيماء وهي تشير بعينيها، وبنبرة جادة: بيتهيألي كفاية كده عليها
-يزيد بهدوء، ونظرات متفحصة: ماشي.

ثم أبعد ذراعيه عنها، ولفهما من خلف ظهرها، وقام بحملها وهي مبتلة إلى خارج المرحاض.

أسرعت شيماء إلى داخل غرفة فرح، وعبثت في خزانة ملابسها لكي تبحث لها عن بديل لتلك الملابس المبتلة، وانتقت لها قميصا قطنيا فضفاضا لكي ترتديه..
لم يرد يزيد أن يضع زوجته على الفراش حتى لا يبتل، ووقف متسمرا في مكانه، موزعا بصره ما بين شيماء والفراش..
تنحنحت شيماء في حرج، و..
-شيماء بنبرة خجلة ومتلعثمة: ممكن يا يزيد، آآ، احم، آآ، تسيبلي فرح وأنا، أنا هغيرلها هدومها إن مكانش يضايقك.

ابتسم لها يزيد ابتسامة دبلوماسية، ثم..
-يزيد بخفوت: بس أنا لو حطيتها على السرير هايتبل وآآ...
-شيماء مقاطعة بجدية: مش مشكلة، أنا هابقى أبدل الملايات، المهم بس ألحق أغيرلها هدومها بدل ما تبرد
-يزيد بإيجاز: ماشي..

ثم وضعها على الفراش، وأسند كفي يدها على صدرها، وانحنى على رأسها ليقبلها مجددا على جبينها، ثم أبعد بأطراف أصابعه بعض خصلات شعرها المبتلة، وظل يمسح على وجنتيها برفق وهو محدقا بها بنظرات والهة وعاشقة..
أجفلت شيماء عينيها، وأدارت رأسها في الإتجاه الأخر، ثم إدعيت أنها تسعل لكي ينتبه هو لوجودها، وبالفعل نجحت في لفت أنظاره، فتنحنح في خشونة، و..

-يزيد بنبرة رجولية عميقة: احم، لو احتاجتي لحاجة أنا واقف بره مع آدم..
-شيماء مبتسمة في حياء: اكيد طبعا.

سار يزيد في اتجاه باب الغرفة، ودلف إلى الخارج، فأوصدت شيماء الباب خلفه، واتجهت للفراش، وبدأت في تبديل ثياب فرح..

في مركز ماميز الطبي
قضت هايدي ليلتها بداخل المركز، ولم تعد إلى قصرها، فقد حاولت قدر الإمكان أن تطمس أي دلائل تشير إلى تورطها في أي جريمة طبية، كما هاتفت جميع العاملين بالمركز مع أول ضوء للنهار، وقامت بإعطائهم اليوم راحة حتى تتصرف بحرية تامة..

كانت تركض كالمجنونة بين أروقة المركز محاولة التأكد من عدم وجود ما يدينها، وما إن انتهت من التأكد من خلو جميع أركان المركز من دليل واحد قد يورطها بشكل أو بأخر حتى تنفست الصعداء، ثم سارت عائدة في اتجاه غرفة مكتبها لتعيد تجميع شتات نفسها المتوترة طوال الليل..

-هايدي بنبرة متعبة: اوووف، أخيرا، كده أنا أمنت نفسي كويس، لو الزفت ده فكر أنه يعمل حاجة مش هايعرف، وأنا أقدر أخلي المحامي بتاعي يطعن في أي تحاليل تتقدم ضدي، ايوه، وأنا هاتصرف وهسافر برا في أقرب وقت!

جلست هي على مقعدها الوثير، وأراحت ظهرها للخلف، وأغمضت عينيها المرهقتين لتغفل قليلا، ولكنها تفاجئت بصوت صادح لتهشيم الزجاج يأتي من الخارج، ففتحت عينيها على الفور، وانتفضت في هلع من مقعدها، وسارت بخطوات مرتعدة في اتجاه باب غرفتها، ثم أطلت برأسها للخارج لتتفاجيء بعدد من الملثمين يحطمون جميع محتويات المركز، فاتسعت عينيها في رعب، وأرجعت رأسها للخلف، ثم أوصدت باب غرفتها عليها بالمفتاح، وركضت في اتجاه مكتبها، ومدت يدها لتمسك بسماعة الهاتف الأرضي، و...

-هايدي هاتفيا بنبرة مذعورة، ونظرات مرتعدة: ألوو، بوليس النجدة، آآ، الحقوني، أنا، انا الدكتورة هايدي صاحبة مركز ماميز آآ...
لم تكمل هايدي جملتها الأخيرة حيث وجدت طرقا عنيفا على باب غرفة مكتبها، ومحاولة جادة لإقتحامه، فصرخت في فزع، و..
-هايدي بصراخ عنيف: الحقوووني، بيهجموا عليا، هايموتوني...!

وبالفعل تم كسر باب غرفتها بواسطة أداة طرق عنيفة، ووقف أمام الباب رجلين ملثمين، ضخام البنية، وعريضي المنكبين..
ألقت هي بسماعة الهاتف في رعب، وتراجعت للخلف محاولة الابتعاد عنهما، رمقها الاثنين بنظرات مخيفة بثت في نفسها الرعب الشديد، و...
-مجرم ما بنبرة مرعبة: هات جركن البنزين، الباشا عاوزاها جهنم
-مجرم أخر بنبرة مخيفة: عونيا، هي صحيح خسارتها في الشوي، بس طالما الباشا أمر يبقى احنا لازم ننفذ.

ارتعدت جميع أوصالها، وانكمشت هي في أحد زوايا غرفتها، ونظرت إلى كليهما بنظرات مذعورة وجاحظة، ثم أشارت بكلتا يديها وهي تهز رأسها في هلع ب...
-هايدي بصراخ هادر: لألألألأ، مش عاوزة أموت، أنا، أنا هاديكم اللي انتو عاوزينه، هاديكم الطاق طاقين بس سيبوني أعيش..!

ضحك أحدهما بطريقة شيطانية مخيفة، ثم استدار برأسه لينظر إلى زميله، ومن ثم عاود النظر إليها و..
-مجرم ما بنبرة ساخرة: مكنش يتعز يا، يا قطة، الباشا مغرقنا بجمايله.

ثم أشار لزميله بيده، و..
-مجرم ما بنبرة شيطانية مخيفة: هات الجركن خلينا نخلص
-مجرم أخر بجدية: خد.

أعطى المجرم الأخر لزميله زجاجة بلاستيكية كبيرة مليئة ب ( الكيروسين ) القابل للاشتعال، ثم دلف الأخير إلى داخل غرفة مكتبها، وقام بنثر الكيروسين في جميع أرجاء الغرفة، ثم قذف بالبقية على جسدها ووجهها، وتراجع للخلف عدة خطوات قبل أن يخرج سيجارة من جيبه و...
-مجرم ما بنبرة باردة: معاك ولعة ياض
-مجرم أخر بنبرة جادة وهو يضع يده في جيب سترته: أيوه، خد أهي!

ثم أعطى زميله قداحة رديئة لكي يشعل بها تلك السيجارة، وبالفعل وضعها في فمه، ثم أشعلها بهدوء، ومن ثم ألقاها بكل قسوة في اتجاه هايدي التي شهقت بصراخ متواصل وعنيف قبل أن تندلع النيران في غرفتها.

راقبها الاثنين لثوان قبل أن يركضا عبر الرواق في اتجاه ردهة المركز ليلحقا ببقيتهم، ثم ركض الجميع خارجه تاركين هايدي تحترق، وصراخاتها المخيفة تتعالى في أرجاء المركز...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة