قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية غيمة في سمائك للكاتبة مي علاء الفصل الثالث

رواية غيمة في سمائك للكاتبة مي علاء الفصل الثالث

رواية غيمة في سمائك للكاتبة مي علاء الفصل الثالث

- اسمي عصام، صاحب المطعم اللي انتي بتشتغلي فيه، مش المفروض تكلمنيني بأسلوب احسن!
- اهلا و سهلا
منحتة إبتسامة صفراء ثم تخطته لكنها وجدته يمسك بذراعها فأجفلت
- بتعمل إيه!
- قصدك هعمل إيه
قالها بمكر و خبث شديد بجانب إبتسامته الواسعة، تخلصت من يده بشراسة و أخبرته بصرامة.

- وقت الشغل خلص يعني انا مش موظفتك حاليا فأكلمك بأي طريقة عايزاها، و كمان مش انت رئيس الشغل الأستاذ راضي هو رئيسي انت مجرد صاحب المطعم و مليش تعامل معاك
قهقه بخشونة و هو يفرك رقبته بحدة، اخذ يتقدم منها بخطوات بطيئة ليثير خوفها فتراجعت هي بدورها للخلف كنوع من الحذر، و أضافت بإنفعال و صوت مرتفع
- انت اصلا ليه موقفني و ليه بتتكلم معايا!، مش عشان أنا بنت لوحدي هخاف من واحد بلطجي ز...

وضع يده على فمها و دفعها بقوة للحائط ليصطدم ظهرها بعنف، شعرت بالخوف بل كانت تشعر بالخوف منذ البداية و لكنها حاولت إخفاء شعورها الحقيقي و لاتزال تحاول.
ركلته بقدمه لعله يرتدد لكنه لم يتحرك أنش، ضغط بقوة أكبر على فمها و هو يجز على اسنانة و يعلمها.

- لسانك طويل و عايز القطع و انا مش بحب قطتي تبقى كده، فلو هتكملي على الأسلوب ده مش هرحمك، و لما مرحمكيش مش هتلاقي مساعدة من حد عشان محدش يقدر يقف قدامي، فاهمة يا قطة!
- ابعد إيديك يا عصام عنها
رن صوت أويس في المكان و هو يقف بعيد عنهم بمسافة قليلة، تسارعت دقات قلب جوانة بسعادة حين رأته، بينما إبتسم عصام بسخرية، تقدم أويس منهم بخطوات حازمة و وضع يده على ذراع عصام و قال بهدوء.

- عيب تحط ايدك على حاجة غيرك يا عصام، متعلمتش لسة!
نظر عصام ليد أويس و اشتعلت عينيه بغيط، قهقه بخشونة أثناء تركه لجوانة و اسرع ليلكم أويس و لكن الأخير تفادى ذلك بمهارة، زفر أويس بإنزعاج و قال
- مليش مزاج اتخانق معاك دلوقتي.

ثم اقترب و التقط رسغ جوانة و سحبها خلفه مبتعدين عن عصام متجهين للمنزل، توقفت جوانة في منتصف الطريق فتوقف هو ليلتفت و ينظر لها، قالت بإمتنان و هي مغلقة العين و تضع يدها على صدرها الذي يعلو و يهبط من سرعة تنفسها
- الحمدالله انك جيت في الوقت المناسب، من غيرك مش عارفة كنت هعمل إيه
فتحت جفونها و نظرت له بعسليتها المزينة بالدموع
- شكرا بجد ليك
اومأ برأسه و قال بهدوء
- تبقي خلي بالك بعد كده.

ثم ترك يدها و تابع الطريق، فأسرعت جوانة و تشبثت بقميصه من الخلف، نظر لها أويس من فوق كتفه و تابع السير و هي خلفه.

وصلا المنزل فجلست جوانة على الأريكة لترتاح في حين دخل أويس غرفته لدقائق ثم خرج و معه الهاتف الذي طلبته و أعطاه لها، لمعت حدقتيها بسعادة أثناء شكرها له
- شكرا جدا
- حطيتلك الرقم و ظبطهولك، بس شغليه
قالها ببرود و إتجه لغرفته و قبل أن يدخل الأخيرة قالت جوانة
- شكرا بجد ليك لكل حاجة بتعملهالي، هعوضك عن كل اللي بتعملهولي، بس استنى عليا
- هستنى، بس مش كتير
قالها بجفاء و اختفى خلف الباب، هزت رأسها و تمتمت.

- هحاول.

حين استيقظت جوانة في اليوم التالي اول شيء فعلته بعد ان اغتسلت قامت بالإتصال على سامح
- سامح، دي انا، جوانة
- انسة جوانة، ده رقمك خلاص!
- ايوة، ها قولي المعلومات اللي طلبتها منك
- في صفقة هتم بعد شهرين، باقي المعلومات هاخدها خلال اليومين دول، بس هي صفقة كبيرة اوي
- و تحركات احمد!
- النهاردة هيبقى طول اليوم في الشركة، عشان في اجتماع سري مع الناس بتوع الصفقة.

- تمام، ابعتلي المعلومات في رسالة اول ما تعرفها
- ماشي
خرج أويس من المرحاض فأغلقت جوانة مع سامح، سألت أويس
- عايز تفطر!، هعمل فطور بسرعة
- ماشي
ثم إتجهت للمطبخ لتعد الفطور لهما.

أثناء تناولهما للطعام كانا يتحدثان
- النهاردة الجمعة، فملوش لزوم تروحي الشغل
قالها أويس لجوانة التي أصبحت سعيدة
- بجد!، أحلى حاجة
- مش ناوية ترجعي لعيلتك
سألها بعد صمت، اجابته بهدوء
- قريب، بس الموضوع محتاج شوية وقت
- المهم، النهاردة انا و رزان هنتقابل عايزة تيجي معانا؟
- بلاش، هقعد ارتاح بقى
- زي ما تحبي
انتهى من تناول طعامه و إتجه لغرفته، في حين اخذت جوانة تنظف السفرة.

بعد مرور ساعة كانت قد وصلت رزان لمنزل أويس لينطلقوا معا، جلست مع جوانة قليلا و تحدثا، قالت رزان آخرا
- ليه مش هتيجي معانا!، تعالي غيري جو
- عايزة ارتاح عشان اقدر استحمل تعب الشغل
- خلاص هسيبيك براحتك و مش هصر عليكي
خرج أويس من غرفته و إتجه لرزان ليخبرها
- يلا عشان منتأخرش
- ماشي يلا
نظرت رزان لجوانة و قالت لها
- خلي بالك من نفسك و اقفلي الباب كويس و متفتحيش لحد
ضحكت جوانة بخفة و قالت
- حاضر.

ثم غادرا، و فور مغادرتهم تعالى رنين هاتف جوانة فأجابت سريعا حين وجدته سامح
- أيوة يا سامح
- عايز اقابلك ضروري بعد ساعتين
- في حاجة جديدة!
- لما اقابلك هقولك، هبعتلك عنوان المكان اللي هنتقابل فيه، سلام
- ماشي، س لام
وضعت الهاتف بجانبها و هي تشعر بالحيرة و التوتر ايضا.

داخل سيارة أويس
- ناوي تخليها قاعدة عندك لأمتى؟!
سألته رزان بهدوء، اجابها
- مش عارف
- صحيح أخبار حبيبة إيه؟، في أي تحسن في حالتها؟
- للأسف لا
قالها بصوت حزين، ربتت رزان على يده و طمأنته
- هتبقى كويسة، متقلقش
- يارب.

بعد مرور ساعتين
في مقهى صغير داخل مول كانت جوانة جالسة مع سامح الذي اخرج ملف و أعطاه لها و اخذ يتحدث
- الملف ده هيساعدك جدا ؛ فيه كل حاجة احمد عملها غلط من قتل لتهريب المخدرات
- قتل!
قالتها بصدمة، و أضافت بريبة
- أحمد قاتل يعني!
- بيقتل اللي يقف قدام مصلحته، زي ما عمل معاكِ كده
هزت جوانة رأسها و ضحكت بمرارة و هي تتمتم
- انا انصدمت ليه!، حاجة متوقعة منه.

- خلي بالك من الورق ده، خبيه كويس عشان هنستعمله في الوقت المناسب
قالها سامح برجاء، طمأنته ثم سألته
- متخفش، بس سؤال، منين جبت الورق ده؟ عرفت توصله ازاي!
- وقع تحت أيدي و خلاص، مفيش وقت اني اقول التفاصيل
قالها و هو ينهض، أضاف قبل ان يغادر
- بكرة بالكتير هقولك على تفاصيل الصفقة الجديدة، و فكري في اللي هتعمليه عشان احتمال يقدموا موعد التسليم
- حاضر.

بعد ان غادر زفرت بضيق لشعورها بتقلص الوقت، امسكت بالملف و اخرجت الأوراق لتطلع عليهم.

- عايزة آكل ايسكريم يا أويس
قالتها رزان بحماس، نظر لها أويس بطرف عينيه و سخر
- مش قادرة آكل يا أويس، اتنفخت، مين اللي قال الكلام ده من عشر دقايق!
- مش انا
ضحكت رزان بعد قولها، ثم تركها أويس ليحضر ما طلبته، فظلت واقفة منتظرة، و بعد دقائق اخرجت هاتفها لتتصل بجوانة و تطمئن عليها، لكن الأخيرة لا تجيب فحاولت مرة أخرى و النتيجة كالسابقة، اتى أويس و معه المثلجات، هرعت له و هي تخبره بقلق.

- جوانة مش بترد، ليكون حصلها حاجة
ثم عادت لتتصل بها و هي تدور حول نفسها، توقفت فجأة و هي تحدق امامها و تهمس بذهول
- جوانة!
- ردت؟
سألها أويس، لكنها اشارت له امامها و هي تخبره
- جوانة هنا، اهي
نظر للمكان الذي تشير له، فكانت جوانة فعلا امامهم، تسير في اتجاههم و لكنها لم تكن تراهم فقد كانت تنظر للهاتف، مرت من جانب أويس الذي امسك ذراعها ليوقفها، نظرت لهما بصدمة تحولت لتوتر لاحقاً
- أويس، رزان!

- بتعملي إيه هنا؟
سألتها رزان، و لحقها أويس بقوله الساخر الحاد
- هو ده اللي هترتاحي!
تلعثمت و هي تجيبهم
- انا، أنا كنت عايزة اشتري، اشتري حاجات للبيت فقولت بدل ما، ما اطلب منك يعني اروح بنفسي
- و تيجي الطريق ده كله بدل ما تروحي أي حاجة جمب البيت!، و كمان منين الفلوس ما أنتِ مش معاكِ!
نظرت لحدقتيه المسلطة عن كثب، حاولت أن تبحث عن إجابات منطقية لكنها فشلت، انقذتها رزان بقولها.

- اهدى على البنت يا أويس، هنعرف كل حاجة بس براحة، مش تخضها كده
نظرت لها جوانة و إبتسمت بإمتنان، ثم قالت لتغير الموضوع
- هتروحوا و لا هتكملوا؟
- هنروح، يلا عشان ترجعي معانا
قالتها رزان قبل ان تأخذ المثلجات من أويس و تتأبط ذراع جوانة ليسبقا الأخير بخطواتهم، زفر بضيق و تبعهم.

حين وصلا لموقف السيارات اشارت رزان على سيارة أويس ثم سبقتها لها، توقفت جوانة للحظات و قد عادت لها ذكريات الحادث، تذكرت السيارة الزرقاء التي تشبه هذه السيارة من حيث اللون و النوع.
- هتفضلي واقفة!
قالها أويس لتستيقظ من شرودها، ضربت رأسها بخفة و هي تلقي بذلك الظن المجنون بعيدا، فهناك الكثير من السيارات من ذلك النوع و اللون، اسرعت و صعدت معهم.

أوصل أويس رزان أولاً ثم إتجه لمنزله، نظر للملف الذي مع جوانة، و سألها عنه فأجابته بعد صمت
- مش عارفة، واحدة نسيته جريت وراها اديهولها بس ملحقتهاش
- طب سايباه معاكِ ليه، ارميه
- إيه!، ها ماشي
و ساد الصمت إلى أن وصلا للمنزل، توقف أويس قبل ان يدخل الأخير بسبب ظهور الإمرأة العجوز التي وجهت حديثها ل أويس
- مين الحلوة دي يا أوس، مش تعرفنا!
تدخلت جوانة و عرفت نفسها
- اسمي جوانة، انا...

قاطعها أويس بقوله الفظ الموجه للعجوز
- أولاً اسمي اويس مش اوس، ثانياً مش لازم اعرفها ليكِ يا حجة و احنا مش بينا تعامل اصلا
- اة مش بينا تعامل بس احنا ولاد حارة واحدة برضوا
قالتها و هي تبتسم بخبث، أشاح أويس بنظره عنها ثم قال
- عن اذنك
و امسك برسغ جوانة ليسحبها خلفه لداخل المنزل و يغلقه.
- مين دي؟
سألته جوانة، فأجاب
- دي واحدة اتجنبي انك تتعاملي معاها
- ليه؟
- اسمعي الكلام و خلاص.

قالها بنفاذ صبر، فأومأت الأخرى برأسها، ثم نظرت ليده الممسكة بها و قالت بحرج
- ممكن تسيب أيدي!
تركها و قال بهدوء
- اسف
ثم اتجه لغرفته، فأتجهت هي للغرفة الأخرى لتخبئ الملف.

استيقظ أويس على صوت صراخ و بكاء، هرع بفزع ليخرج و يفتح الباب ليرى ماذا يحدث خارجا، و لحقته جوانة التي كانت في المطبخ.
- بنتي راحت، بنتي راااحت
كانت امرأة جالسة على الأرض تصرخ و تولول و حولها يتجمع الناس، منهم من يشاهد و منهم من يواسيها على فقدان ابنتها الشابة.
تقدم أويس و سأل احدهم عن ما يحدث و ما سبب انهيار تلك المرأة، اجابه.

- بنتها خرجت امبارح تجيب حاجات من الحتة مرجعتش غير النهاردة و حالتها وحشة اوي، ربنا يعين أهلها على المصيبة اللي حلت عليهم
- لا حول و لا قوة إلا بالله، و عرفوا مين اللي عمل فيها كده؟
- الشرطة بتدور في الموضوع
أتت جوانة من خلف أويس و سألته هامسة
- في أية؟
- ادخلي دلوقتي
- ليه؟
- قولت ادخلي دلوقتي، مبتفهميش!
صرخ بها بحدة افزعتها، فأسرعت للداخل.

بعد فترة وجيزة عاد أويس للمنزل فنهضت جوانة من فوق الأريكة بإنفعال وهي تهتف بحنق
- زعقتلي ليه برة و أنا معملتلكش حاجة!
تخطاها كأنها لم تتحدث و اتجه للمرحاض ليغتسل، تاركاً إياها تستشيط غيظاً.

داخل إحدى الفنادق الفخمة، كان احمد مُجتمع مع اصحاب الصفقة الجديدة ليستقروا على اتفاق، كان سامح يقف جانباً كالعادة، يستمع بدوره صامتاً.
- الصفقة شاملة سلاح و مخدرات، لو حصلها حاجة هتشيل أنت الليلة
قالها صاحب الصفقة بحزم و أضاف
- و هنقدمها و تبقى بعد شهر
ابتسم احمد بلباقة و قال بهدوء
- متقلقش، كل حاجة هتبقى تمام
نظر الآخر لسامح و تمتم
- أتمنى.

انتهت جوانة من ارتداء ملابسها لتذهب لعملها، حين أصبحت أمام باب الشقة رن الجرس ففتحت، و كان شرطي.
- اتفضل
- مين؟
هتف أويس اثناء خروجه من المرحاض و نظراته مسلطة على جوانة التي أجابت
- الشرطة
تحدث الشرطي
- في حظر تجول في المنطقة بسبب وجود مجرم هارب، لأمانتكم تبقوا في البيت قبل الساعة تسعة
- بس أنا بخلص شغلي ع التسعة!
خرجت جوانة فجأة بقولها، اقترح الشرطي
- حاولي تستأذني بدري أو جوزك ياخدك
- مش جوزي.

نظرت جوانة لأويس و هي تهمس بتوتر، لم يكترث الشرطي و تابع حديثه قبل مغادرته
- المهم متمشيش لوحدك في الشارع بليل لأن المجرم بيستهدف الستات بذات
ظلت جوانة واقفة مكانها لبرهه، أخبرته سريعاً قبل ان تغادر و تغلق الباب خلفها
- هروح الشغل، سلام.

وصلت جوانة للعمل، وجدت عصام جالس مع راضي، القت السلام على راضي و تجاهلت الآخر و هي تتجه للمطبخ، أعلن هاتفها عن وصول رسالة فأخرجته من جيبها و قرأت محتواها
في جبل المقطم هيسلتم الصفقة هتبقى الساعة 3 الفجر، شاملة مخدرات و سلاح، ماخدين حذرهم اووي، الكلام ده بعد شهر، غيروا رأيهم
ضغطت على الهاتف وهي تحدث نفسها
- لازم أتحرك بسرعة.

تعالى رنين هاتف أويس، اجاب
- نعم يا رزان
أتاه صوتها الباكي
- الحقني يا أويس، ماما، ماما تعبانة اوي و مش عارفة اتصرف، الحقني
- أهدي طيب، هتصلك بالإسعاف و هلحقكم
حاول تهدأتها، اغلق معها و اتصل بالإسعاف و أعطاهم العنوان ثم اسرع ليذهب لهم.

بعد فترة وجيزة وصل أويس المستشفى في حين وصول سيارة الإسعاف، اسرعوا بأخذ والدة رزان لغرفة الطوارئ بينما تقدم أويس ليساند رزان التي كانت تبكي بحرقة و خوف على والدتها المريضة، حاول التخفيف عنها
- هتبقى كويسة، أنا متأكد، فمتقلقيش
اتكأت عليه و أخذت تكمل بكاءها على كتفه.

بعد آذان المغرب، دخلت فتحية المطبخ لتخبر جوانة
- بقولك، تعالي روحي مع عصام تجيبيلي حاجة منه
- نعم!، لا طبعاً
رفضت جوانة بقطعية، احتدت نظرات فتحية و هي تجز على أسنانها
- يعني إيه لا!
- يعني مش هروح، انا شغلي هنا في المطبخ و بس
قالتها جوانة بصرامة، جذبتها فتحية من ذراعها بعنف و قالت ببغض
- شكل مخك تعبان أو حاجة صح!، بتقوليلي انا، لا!
ثم سحبتها خارج المطبخ و هي تصرخ.

- شوف يا راضي، شوف، اللي متسواش شلن بتقولي لا
خلصت جوانة ذراعها و تقدمت من راضي و حدثته بلطف
- حضرتك هي عيزاني اروح مع واحد معروفش اجيب حاجة ليها، تيجي ازاي دي!
- مين ده يا فتحية اللي عايزة تبعتيها ليه؟
سأل راضي زوجته التي أجابت
- ده عصام جوز بنتك، مش حد غريب يعني
- انتِ اتجننتي يا فتحية، ده أوس يبهدلنا لو عرف
صرخ بها راضي، ثم ادرك ما قاله و عدله
- قصدي طبعا مينفعش، ارجعي لشغلك يا جوانة
- شكرا لتفهمك.

قالتها بإمتنان ثم عادت للمطبخ، تقدمت منه فتحية و حدثته بصوت منخفض بحنق
- أنت مجنون!
نظر لها بطرف عينيه و قال بإنزعاج
- ابعدي عني دلوقتي
نهضت فتحية لتذهب للمطبخ و تخبر جوانة
- هنخلص الشغل متأخر، فهتتأخري في المرواح، و مفيش اعتراض
و تركتها، زفرت جوانة بضيق.

في المستشفى
خرجت رزان من الغرفة التي تُحتجز فيها والدتها، جلست بجانب أويس و أمسكت بيده و هي تحدق بعينيه
- شكراً ليك لوقفتك معايا، و انك مسبتنيش، ياريت تفضل جمبي دايماً
ربت على يدها و هو يبتسم، طمئنها
- هفضل معاكِ لغاية ما مامتك تبقى كويسة، و مش هسيبك
سالت دموعها و هي تشكره بإمتنان
- شكراً بجد، شكراً.

دقت عقارب الساعة التاسعة، خرجت جوانة لفتحية و أعلمتها
- انا همشي الوقت أتأخر
- لسة، مش هتمشي دلوقتي
- مفيش زباين من الساعة سبعة و نص، هفضل اعمل إيه تاني!، و غير كده في حظر تجول في شارعنا و كان لازم ارجع البيت بدري
قالتها جوانة بحنق، فهي لا تحب فتحية أبداً فهي خبيثة جداً معها، أتى راضي من الخارج و حين رأى جوانة قضب حاجبيه و تساءل
- بتعملي إيه هنا يا جوانة؟، مروحتيش كل د ليه!

- انا قعدتها عشان تساعدني في شغل
إجابته فتحية، فرمقها راضي بغضب و هتف بإنفعال
- أويس كان مكلمني و وصاني أني مأخرهاش في الشغل، و بصي انتِ عملتي إيه
نقل انتباهه ل جوانة و طلب منها
- روحي يا بنتي، و اسف بالنيابة عن فتحية
قابلت جوانة اعتذاره بإماء رأسها ثم غادرت.

سارت جوانة في الشوارع شاردة تفكر في ما الذي ستفعله للإيقاع بأخيها، توقفت فجأة حين سمعت صوت إنكسار غصن على الأرض، التفتت سريعاً لتنظر خلفها لكنها لم تجد شيء، تنفست بعمق و حاولت ان تطمئن نفسها لكن عقلها ذكرها بالقصص التي سمعتها من الناس و هي ذاهبة للعمل صباحاً، من اختطاف و اغتصاب حتى القتل.

اخرجت هاتفها و لتبحث عن رقم أويس فوجدته، قامت بالإتصال به لكنه لم يجيب، حاولت مرة و حين أتاه صوته أُختطِف هاتفها من يدها، التفتت سريعاً فوجدت شخصاً مريباً خلفها، تملكها الخوف و تلعثمت و هي تسأله
- انت مين؟، عايز من...

بدلاً من إكمال جملتها صرخت حين وجدته يخرج اداة حادة من جيبه و يوجهها نحوها، لتسقط على الأرض و تتفاداها، ضحك الآخر و اخرج زجاجة صغيرة من جيبه فأستغلت جوانة الفرصة و ركلت قدمه ليسقط، أسرعت لتلتقط هاتفها و تهرب.
- أويس، أويس الحقني، أويس
صرخت بأسمه بألم حين جذبها المجرم من شعرها و قام بلكمها في وجهها، فسقطت فاقدة الوعي.

فتحت جوانة جفونها و جالت بحدقتيها حولها لتدرك انها في المستشفى، تابعت أويس و هو يتقدم منها و يسألها
- حاسة بحاجة؟، اناديلك الدكتور!
ظلت تحدق به لدقائق قليلة، و فجأة تجمعت الدموع في مقلتيها، مال أويس قليلا و سألها مرة أخرى بلطف
- مالك؟، في حاجة وجعاكي!، اناديلك الدكتور؟

لم تجيبه و أخذت تبكي، شعر أويس بالقلق فأتى ان يلتفت ليخرج و يستدعي الطبيب، لكنه وجدها تمسك بيده بقوة، التفت لها، ترجته جوانة بين شهقاتها
- متسبنيش، انا خايفة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة