قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس والثلاثون

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس والثلاثون

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس والثلاثون

ظلت شمس تنظر لهم بدهشة ممزوجة بالصدمة الحقيقية من أناس اعتقدت انهم ليس لهم وجود، فكانوا لها اكثر الناس قربًا منها!
واستمر مالك يشرح لها بهدوء تام ما حدث:.

بصي يا شمس، يوم ما سمر جات لنا، انا كنت عارف انها ماتغيرتش وانها كل اللي قالته ده كان كذب في كذب، بس مشيت معاها عادي جدًا، وبالتالي لما اخدتك وجيت على الساحل هنا كنت متأكد انها اما هتبعت حد من الرجالة ورانا، او حتى هتيجي هي عشان نبقى تحت عينيها، وكنت متأكد انها مش هتخلي بابا يجي هنا عشان اثق فيها اكتر، وبعدها لما شافتنا ف البحر وشافت ان احنا مبسوطين، ده طبعاً عمره ما يعجبها خالص، كلمتني وقال اية هي شافتنا صدفة، وطبعاً قعدت تتمحلس ومش عارف اية فاضطريت ابين اني بعاملك وحش او ان علاقتنا متوترة وانك مش زوجة ومجرد واحدة كدة عابرة في حياتي، بدءت هي تتصل اكتر وتقرب اكتر بالكلام، وانا كنت محتاج ده عشان اقدر ادمرهم خالص بغباءها.

فسألته هي بهمس مصدوم ولوم في آنٍ واحد:
طب ومقولتليش لية يا مالك؟
تنهد قبل أن يزيل ستار قوتها الزائفة بقوله الحنون:
شمس يا حبيبتي دي شيطانة مش واحدة طبيعية، وانتِ بريئة جدًا جمبها، كنت خايف متقدريش، وكنت خايف يخدوكي نقطة ضعف
ثم ضم يداها بين يداه الخشنة ليتابع وعيناه فاضت عشقًا واضحًا:
وانا مش هستحمل اي ضرر فيكِ
ضيقت عيناها وهي تتابع بحزن مصطنع:
عشان كدة قولت انا بيئة ومش ناقصاني صح
قهقه بمرح ليقول:.

ماعاش ولا كان اللي يقول كدة يا قمر، ده إنتِ في الحته الشمال
لوت شفتيها بتهكم مغمغمة:
بعد اية بقا ده انت حنضلتها
إتسعت حدقتاه وهو يسألها بصدمة مصطنعة:
حنضلتها! اية الالفاظ دي يابت بتجيبيها منين
اولته ظهرها لتكمل ذاك الدور الذي اتقنته فقالت:
روح بقا وسيبني احضر الاكل عشان ابنك جعان بصراحة
ابتسم بخبث ليحاوطها من الخلف مرة اخرى قبل أن يبدء بتقبيلها بنهم مرددًا بنبرة تفهمها جيدًا:.

طب منا جعان، يعني هو ابني ياكل لوحده!؟
نظرت له من طرف عينيها لتردف بخبث مماثل:
طب منا بحضر اكل اهوو يا روحي
عَلت دقاته وهو يسألها بصدمة فرح:
إنتِ قولتِ إية
استدركت نفسها سريعًا لتهمس:
كلمة طلعت مني تلقائية، ويلا امشي عشان احضرلك الاكل عشان انت جعان بردو هه
وجعلها تستدير ليواجه عيناها التي كانت كسحر لا ينتهي مفعوله ابدًا!
ينظر لهيئتها التي كانت كمغناطيس قوي يجذبه لها..

وهيئتها التي اول مرة تظهر عليها، مرحلة تعدتها في مراحل عشقهم المتين، الخجل!
اقترب منها اكثر فأصبح لا يفصلهم شيئ، فحملها فجأة وشفتاه تحوم بشغف على وجهها، وقال:
لا انا جعان حاجة تانية، انا جعان منك إنتِ يا شمسي...!
حاولت الأفلات منه مزمجرة بغضب طفولي:
لا لا لا، نزلني، خليك جعان وانا مالي ابعد بقا
وصل لغرفتهم فوضعها على الفراش برفق وهو يستطرد حانقًا:.

لا هو الحمل ده هيجي على دماغي ولا إية، الله يرحم ما كنتِ قطة مطيعة
هزت رأسها نافية وكادت تعترض:
لا انا آآ..
وقاطعها بقبلة عميقة يلتهم فيها شفتاها بنهم وشوق اوضحه لها..
ليغرقا معًا في عالم من العشق لا ينتهي!

وكان الألم من نصيب يحيى هذه المرة، فلم يدري ما حدث له وهو يشعر بالألم يعصف برأسه..
وظل يحك رأسه بعصبية والألم يزداد!
ظل يبحث عن دواء في ارجاء المنزل ولكن لم يجد فصرخ بنفاذ صبر:
فيييين ام الدوااااء بقاا
وبحث مستمر وهو يمسك رأسه على امل ان يهدئ الألم ولو قليلاً ولكن بلا جدوى!
فشعر به يزداد ويزداد!
شعر كما ان لو النهاية الحتمية قد اتت..
تقف على حافة حياته التي لم ينجح فيها سوى بالشر!

تذكر الألم النفسي الذي قد يكون سببه للأخرين...
تذكر خالته التي لم يجعلها تذق طعم النوم براحة بسبب ابنتها التي ابتعدت بسببه!
ودوامة من الذكريات السيئة جالت حول عقله المتألم فصرخ بجزع:
آآآآآه..
والثانية التالية كان قد سقط فاقدًا الوعي من كثرة الألم الذي شعر انه لن يزول!

كانت ليلى تنظر لخلود التي لم تكن سوى مستمعة فقط، تدقق النظر لها وهي تطالب ذاكرتها بتذكر ذاك الوجه الذي طُبع في مخيلتها!
واخيرًا بعد دقائق صاحت مهللة لتذكرها:
ايوة افتكرت واخيرًا
نظر لها كلاً من مراد وخلود عاقدين جبينهم بعدم فهم!
فسألتها خلود بهدوء مستفسرة:
افتكرتِ إية يا ليلى؟
تنحنحت بحرج، وقد شعرت انها في مأزق بين حرجًا خفيفًا وشديدًا، فاضطرت للتصريح وهي تتابع:
افتكرت انا شوفتك فين يعني.

سألتها خلود باهتمام:
شوفتيني فين؟
اجابتها هامسة وهي تنظر للأرض:
افتكرت لما كنت بخطف بنت صغيرة، وإنتِ جيتِ لحقتيها، ساعتها انا شوفتك بس أنتِ ماشوفتنيش
إتسعت حدقتا عينا خلود لتسألها بنزق:
هو كنتِ إنتِ، يعني انتِ بالفعل اشتغلتي معاهم ف جرايمهم دي
رفعت كتفيها مرددة بقلة حيلة وحسرة إرتسمت على ملامحها:
المضطر يركب الصعب يا مدام
وهنا سألتها خلود مستفسرة بتفكير:
هو إنتِ بطلتِ تشتغلي يا ليلى؟ اقصد معاهم يعني.

اومأت ليلى بتنهيدة حارة و ردت بحبور:
ايوة، بطلت بقالي فترة
ثم سألتها بعدم فهم:
لية يعني بتسألي مش فاهمة بصراحة؟
نظرت لمراد هامسة بحيرة:
أصلي بقالي فترة كدة ما بحلمش بالناس وكدة يا مراد، فكنت بستفسر وشاكه في حاجة
سألها هادئًا:
شاكه في اية؟
هزت رأسها بلامبالاة شاردة:
لا انسى، ده مجرد شك بس
نظر مراد لليلى ثم تجلى صوته وهو يخبرها:
عايزك تعرفي حاجة مهمة دلوقتي يا ليلى
اومأت ناظرة له:
اتفضل؟

واجابها بما زلزل كيانها فعليًا من حروفًا تشكلت على هيئة الصدمة الكبيرة في حياتها:
إنتِ دلوقتي مراتي، أنا كنت مفكرك ميته!
وأتسعت حدقتاها بهلع:
نعم، لا لا استحالة!
عقد حاجبيه ببعضًا من الضيق من معشوقة اصابها الفزع عند سيرة عشقهم وقال:
في اية مالك، هو اية اللي مستحيل، وبعدين انا مش من مصلحتي اكذب عليكِ في حاجة زي دي، والايام هتثبت لك اني مش كداب
ظلت ليلى تنظر له بذهول..
بينما شرد هو وهو يتابع بحزم يليق به:.

دلوقتي أنا لازم أروح للمعادي، لشقة الراجل اللي كان متهم، يمكن ألاقي الفلاشة اللي هتجننهم هناك!

وصلت زينة الى منزلها، سمعت اصوات تأتي من داخل المنزل، زفرت بضيق حقيقي قبل أن تسرع في خطواتها الى حدًا ما للداخل..
لم تدخل ذاك المنزل من يومان تقريبًا، ولم تتكلف والدتها او والدها العزيز بالسؤال عنها!
ولمَ يسألوا من الأساس وعلاقتهم كأسرة تعاني من تفكك يتردد صداه حتى الان!
سمعت صوت صراخ والدتها يأتي من الداخل فركضت مسرعة..
وجحظت عيناها بصدمة من هول ما رأت!

والدها ينهال بالضرب المبرح على والدتها الضعيفة التي لم تفعل سوى الصراخ!
وبالطبع لن يمنعه شخصًا واحدًا من الخدم يستغنى عن حياته!
فاقتربت منه مسرعة تحاول منعه وهي تصرخ بهلع وخوف على والدتها التي بدءت تنزف:
بس يا بابا حرام عليك بس كفاية
لم يبالي لها وهو يضرب والدتها بعنف اكثر مكملاً:
مفكرة انك ممكن تفضحيني يا حيووووانة
حاولت النطق بوهن قوي رغم ان قواها قد خارت:
ايوى هفضحك، مش هاسيبك تأذي ابني الوحيد!

رمقتها زينة بنظرات مصدومة لتقف حائل بينهم، فصرخ والدها فيها بقوة:
ابعدي من ادامي يا زينة
هزت رأسها نافية:
مش هابعد يا بابا حرام عليك بقاا كفاية
نهضت الاخرى تستند على زينة بصعوبة مرددة:
متقدرش تعملي حاجة، عمر الشقي بقي يا جمال بيه، وهافضحك وهادمرك قبل ما تدمر ولادي
ونالت منه دفعها قوية، وجدًا اسقطتها بعنف على الارض ليزداد تدفق الدماء و...

كانت شمس تتسطح بجوار مالك، تحيط صدره العاري بذراعها الابيض، والابتسامة تزين ثغر كلاهما...
ويشدد هو من ضمته لخصرها النحيف بتملك اتضح في لمساته!
ورفع وجهها لينظر في انعكاس صورته في عيناها ليهمس:
إنتِ حلوة كدة لية؟
زمت شفتيها بشكل طفولي ورددت:
وانت رخم كدة لية!
تصنع الصدمة وهو يسألها:
انا رخم يا شمسي؟
اومأت مؤكدة بعند:
ايوة، عشان انا كنت جعانة وأنت مخلتنيش أكل
ضحك وهو يضمها لصدره اكثر وقال:.

فصلتيييني من اللحظة، انا بقولك انتِ حلوة وانتِ تجيبي سيرة الاكل؟!
وجد ابتسامتها العنيدة فأردف وهو يقترب منها بخبثه الذي باتت تعتاده:
ادبًا عليكِ مش هاتقومي من السرير النهاردة!
شهقت بصدمة لتستطرد بعدها مداعبة:
خلاص يا ملوكي متضايقش نفسك
سألها باستمتاع:
قولتِ اية؟
فتابعت وهي تعض على شفتاها بطريقة اثارته للحظة:
ايوة، أنت ملوكي، ماي هيسبند وحبيبي.

جهر قلبه مهللاً من ذاك الاعتراف الذي رطب روحه الثائره فاقربت منه تداعب انفه بأنفه مكملة:
اصلي اكتشفت اني بحبك يا ملوكي، ممكن تسيبني بقااا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة