قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس والأربعون

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس والأربعون

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس والأربعون

لحظات مرت عليه كمُهلة من الزمن، يستعب فيها ما حدث...
كيف ومتى!
لا يدري أهي نعمة من القدر أم نقمة تهدم فوقه كل ما كان يسعى له!
أنتشلته كلمات خلود المتساءلة بتعجب بطن من موجات تفكيره العارمة:
-مراد مالك في إية!؟
واجابته تبدلت بسؤال دون تردد:
-إنتِ متأكدة إن البيت ده بيت صاحبتك شمس دي؟!
اومأت مؤكدة على شيئ تحفظه عن ظهر قلب:
-ايوة هو، أنا جيت أكتر من مرة.

ظل يمسح على شعره عدة مرات، وسؤالاً واحدًا يتردد بين صدى حيرته
ماذا يفعل وبأي صفة يواجههم!؟
واستسلم لقرار اتخذته نفسه المتسرعة وهو يقول بجدية:
-طب يلا انزلي
وبدت لها حالته تلك خلفية لسرًا ما مازال يخفيه عنها حتى الان..
فسألته متوجسة من صدمات اخرى لم تصنع لها ولو درعًا من الصمود:
-في إية يا مراد؟
هز رأسه نفيًا، وبلامبالاة اصطنعها بقوة قال:
-لا مفيش، أنا بس فكرت إن ده بيت واحد اعرفه
سألته والفضول زعيمها:.

-مين ده؟!
-واحد مات، أسمه صابر
قالها وهو ينظر أمامه بأسف، وكأنه يوضح لها مدى إنحدار درجة معنوياته لأنتصار كان كاد ينسجم بين ظلال روحه ولكن فجأةً، إنسحب ودون سابق عذر!
ليترك فجوات واسعة بين روحه يبدو انها لن تزول!
بينما هتفت هي بتعجب:
-امممم ربنا يرحمه
وسرعان ما عادت تقول بفتور:
-والد شمس اسمه صابر، بس عايش ربنا يديه طولة العمر ويفك أسره
سألها باهتمام لطرفًا صغيرًا ظهر من الخيط:
-لية هو ماله يعني؟

تقوس فاهها بشفقة مرددة:
-مسجون ظلم، مؤبد
واسفًا تأكدت شكوكه، وترابطت نقاط كلامها مع شكوكه الفطنة بعقله!
إنسجمت الأفكار لتتكون هالة واسعة من الحزن والضيق والألم معًا..
ليتشاركوا الشفقة على من ظُلم وبجدارة!
فأمسك يدها عازمًا على التأكد وبنفسه:
-طب تعالي يلا ندخل
اومأت موافقة باستسلام:
-طيب
ترجلا من السيارة وكان مراد الأسراع،
وكأنه متأكد أنه يحفو نحو الحقيقة!

بينما هي شعور بأنها مُصيرة لا مُخيرة يتملكها، يتملكها ويزداد مع ريبة مرتعشة من أسرار مراد المكبوته بين حلقه حتى الان!
بدأ مراد يطرق الباب بينما هي سرعان ما تبدل شعورها للحماس للقاء الذي سيُلحم روحها المتفرقة...
ولكن كان التعجب أول من إفترش على ملامحها وهي ترى والدة شمس المُهلكة حرفيًا:
-إية ده! في إية يا طنط مالك؟!

رمقتها بنظرة استهانة لأجابة تتمثل فعليًا على تلك الملامح المُشققة من صدى الألم والعذاب الذي تعاني منه..
ثم قالت متهكمة:
-مالي! لا ابداً مفيش أنا كويسة اوي
أصرت وكأنها لا ترى الاجابة:
-مالك يا طنط؟ وفين شمس مش باينة ولا بتتصل بيا
وكأن بكلامها زادت الطين بلاً فظهر القهر جليًا على كريمة التي أصبحت تنوح في شيئ من الأنفعال:
-وهي شمس بتتصل بحد، شمس متعرفش حد دلوقتي.

عقدت ما بين حاجبيها، والتوجس إحتل كيانها كرد فعل طبيعي وهي تسألها:
-لية يا طنط مالها شمس؟!
ظلت تضرب على فخذيها بحركة مباغتة، ودموعها تسبق صوتها في الشكوى والصراخ وكأنها ستجدي نفعًا:
-آآه يابنتي، أنا اللي ضيعتها بغبائي، أنا اللي اديت الفرصة عشان تعاقبني بالبُعد ده
إحتدت في سؤالها هذه المرة:
-أرجوكِ كفاية لعب على أعصابي أنا مُش ناقصة، مالها شمس في إية وهي فين!؟
لوت شفتيها بشيئ من التهكم القهري وهمست:.

-مشيت، مع جوزها
شهقت خلود وهي تضع يدها على فاهها، بينما مراد ساكنًا تمامًا وكأنه شفافًا للتسجيل فقط!
وسرعان ما سألت كريمة بحنق جلي في نبرتها:
-هي شمس اتجوزت! للدرجة دي أنا وهي الظروف بعدتنا
وكان الغيظ هو بلا منازع من يحرق روح كريمة في هذه اللحظات..
كزت على أسنانها لجوار ضغطها لذاك الدفتر بين يديها، وكأنها حركة تستدعي بها المتبقي من الهدوء الساكن بين جنبات روحها!
ثم قالت بنفس السخرية المريرة:.

-إنتِ اتصدمتي كدة، امال انا امها اللي عرفت بعد ما اتجوزت خلاص اعمل اية
توالت الصدمات على تلك المسكينة، فأمسكت يد كريمة تحثها للدخول مرددة بثبات قد تدعيه مؤقتًا:
-إنتِ لازم تحكِ لي كل حاجة يا طنط
هزت رأسها نافية، لترد بعدها بأصرار غريب:
-لا، مش وقته، لازم اخرج دلوقتي
واخيرًا خرج صوت مراد الذي سنحت له الفرصة للتدخل متنحنحًا:
-ممكن أعرف حضرتك رايحة فين طيب؟
تخصرت بضيق قبل أن تبادله السؤال:.

-أنت مين أنت اصلاً
تقدمت بخطوات شبه مترنجة، وكأنها تعتمد على مدى احتمال الألم فأصبحت مترنجة من الطاقة الفارغة!
لتصيح بصوتًا عالي:
-محدش له دعوة بيا، أمشي يا خلود وخدي ده معاكِ، شمس لا هاتشوفك ولا عايزة تشوف حد
وما زاد ذلك إلا اصرار على المعرفة، فكررت سؤالها:
-طب حضرتك رايحة فين، هعرف بس ومش هامنعك
تنهدت بقوة، قبل أن تهتف بصوت كاد يسمع، نبرة غلب عليها الحسرة والاستسلام:
-رايحة أرمي دول في أقرب زبالة!

قالتها وهي تشير لهم بذاك الدفتر الصغير والعنف يتشبع ملامحها بجدارة!

كان مالك يتخذ وضع الجنين في جلسته، يضم ركبته إلى صدره الذي أصبح مأوى ضيق للهواء فاتخذ الاختناق سبيلاً!
عيناه مُثبته على الأرضية امامه، تائهه وشاردة، حزينة، منكسرة ومُطمئنة بعض الشيئ،
نعم مُطمئنة، بالرغم من كم الخوف الذي كان كالأشواك يحيط روحه...
اطمئنان بنهكة القلق الذي لن ولم يزول لطالما كان - شيطان الأنس - على قيد الحياة!
تُرى هل يمكن أن يكون أبيه فعليًا!

بغض النظر عن تلك الورقة التي تربط اسمه به،
وبعد توجيه الضوء نحو تصرفاته وألاعيبه الشيطانية، بالطبع لا!
لا وألف لا، أي أب هذا بحق الله
إن أطلقنا عليه شيطان فظلمنا الشيطان!
الشيطان لا يُسلط ناره على أبنه ابدًا؟!
وتنهيدة عميقة وطويلة حارة خرجت بصعوبة ساخنة من بين رئتيه يتبعها همسه الشارد:
-هاتودينا على فين تاني يا زمن!
وإبتسامة ساخرة حلقت على أفق ثغره الملتوي قبل أن يتابع:
-كل ما أقول يمين تيجي شمال.

ضرب الأرض بقبضته الخشنة ليلتفت الباقيين له:
-بردو مش هاخليك تأذيهاااااا
أقترب منه شابًا ما، أملاه بنظرات متفحصة قبل أن يصدح صوته الأجش:
-مالك يا أخ؟! عمال تزعق لية كدة
وظل ينظر امامه بسخرية، وعلى حافة لسانه جملة واحدة
هو البعيد أعمى ولا اية!
رمقه بنظرة ساخطة توازي قوله الحاد:
-لا ابدًا، أصلي مش لاقي المشروب اللي بحبه في السجن ده.

جلس الاخر لجواره وهو يضحك، للحظة تمنى مالك أن يُبرد تلك الدماء المشتعلة بين أوردته فيصبح مثله!
فسمع الرجل يستطرد بخشونة خبيثة:
-لو محتاج أي حاجة قولي ماتتكسفش يعني
نظر له مالك نظرة ذات معنى، ثم سأله بريبة:
-اي حاجة اي حاجة؟
اومأ الأخر مؤكدًا بفخر لفجوة واسعة من الخطأ يُظهرها:
-أي حاجة، العبدلله ليه في كل حاجة وأي حاجة
أنهى جملته بغمزة خبيثة من طرف عيناه، بينما مالك أفكاره مُعلقه بين حروفه...

إن كانت الثقة في مكانها الأساسي خطأ، فليجربها في تلك الوضعية مرة!
ونال الرجل إلتفاته منه كدليل على جدية الموقف، قبل أن يقول مالك:
-امممم، يعني هاتقدر على اللي هقولهولك؟
اومأ الاخر مؤكدًا دون تردد:
-اه طبعاً، بس كل حاجة بتمنها أكيد
اومأ مالك بشبح ابتسامة تترقب النصر:
-أكيد، مفيش حاجة من غير مقابل يا...
ثم ربت على كتفه متساءلاً بدهاء:
-أسم الكريم إية؟
اجابه بابتسامة واسعة شقت تفاخره:
-عبربوو يا باشا.

عقد حاجبيه في تعجب، ليهمس بتساؤل:
-أية!
تنحنح بجدية هاتفًا:
-عبد ربه يا باشا، بس أنا بحب الأختصار
إبتلع مالك ريقه، بغض النظر عن المعاناة التي ظهرت له في بداية طريق تعامله مع ذاك الشخص..
إلا انه يثق تمام الثقة أن المضطر يركب الصعب!
أعاد تركيزه نحوه مرددًا بصوت يكاد يسمع:
-عايز تليفون يا عبدربه، تقدر تجيبه؟
فغر الاخر فاهه بصدمة!

صدمة من سيره نحو طريقًا لينًا جدًا بالنسبة له، فيما كان يظن هو أنه سينحرف معه نحو اليسار...
أستفاق من تعجبه على صوت مالك الهادئ الذي شابته بعض التهكم:
-متقدرش صح!؟ كنت عارف أنه لا
سارع الاخر مبررًا:
-لا طبعاً، أنا بس استغربت إنك عاوز موبايل بس!
ثم رفع كتفيه بلامبالاة:
-ده معايا أصلاً يا باشا
واللهفة كانت أسرع ما يمكن في الظهور بين بحر عيناه...
فأردف ممسكًا اياه بسرعة:
-طب هاته بسرعة مستني إية.

نهض مغمغمًا بتعجب:
-طيب طيب، ولسة ياما هنشووف
وبعد دقيقتان تقريبًا كان مالك يلتقط الهاتف من بين اصابع الاخر ليكتب الرقم ثم زر إتصال، فأتاه صوت الاخر مرددًا بنبرة عادية:
-ايوة مين
-أنا مالك يابني
-أية ده جبت الموبايل منين يا مالك؟
-مش وقته، ركز معايا بس
-ايوة معاك قول؟
-عملت اللي قولت لك عليه ولا لا؟
-أكيد يعني
-تمام ماشي، زي ما اتفقنا
-أكيد يا ريس، المهم انت كويس
-بخير، يلا سلام مش هاينفع أطول.

-ماشي مع السلامة
أغلق الهاتف وهو يتنهد ببعضًا من الأرتياح الذي أشفق عليه فجرعه جرعة صغيرة منه...
ليقول في قرارة نفسه بتوهان:
-كدة أحسن حل!

وصلت زينة إلى المنزل، ولكنها تختلف عن الباقين، فهي أعتادت أن تتقاسم همومها بين الأختفاء بين خبايا روحها أو الظهور والأنهيار في العلن..
وعلى أي حال، الطرب الجديد من الألم لن يتغير عن ذي قبل كثيرًا
فأصبحت هي متهاونة، متلبسة قناع التماسك المزيف الذي كقشرة رقيقة من صدمة اخرى سيسقط حتمًا!
ظلت تبحث بعينيها عن تلك التي أعطت امرًا لعقلها أنها اصبحت زوجة أخيها
فخرج صوتها بدوره مناديًا:
-شمس، شمس.

ولكن ما من مجيب، ظلت تنادي بصوتًا عالي:
-درية، يا درية، حسني، أنتوا فين
واخيرًا وجدت تلك دُرية تركض نحوها بخفة مرددة:
-أيوة يا هانم خير؟
سألتها زينة دون تردد بصوتًا قد يكون صدح هادئًا:
-فين شمس يا دُرية؟
نظرت للأرضية أسفلها تفرك أصابعها، وبشيئ من الأرتباك، ردت:
-شمس مين يا ست زينة؟!
إحتدت نبرة زينة وهي تكرر سؤالها:
-فين شمس اللي كانت معايا من فترة يا درية، راحت فين؟
رفعت كتفيها بحركة مباغته تبرر:.

-معرفشي والله يا ست زينة، أنا كنت نايمة أنا وجوزي بردو ومعرفشي عنها حاجة
صرخت فيها زينة بنفاذ صبر:
-يعني اية متعرفيش، امال مين اللي يعرف، هاروح أسأل الجيران مثلاً!
هزت الأخرى رأسها نفيًا صادقًا، وراحت تفسر لها مقصدها بنفس التوتر الذي كان كالقشة تُحرك زينة:
-لا لسمح الله، أنا بس بقول لحضرتك إننا نمنا، فمشوفناش مين جه ومين راح، لا انا ولا جوزي الغلبان اللي قاعد بره.

كزت زينة على أسنانها بغيظ، لا تدري لمَ ذهب ثباتها أدراج الرياح الان..
ولكن مؤكدًا لا مكان له بعد تلك المصائب التي بدت كالسيول لا تنتهي!
فقالت بجمود:
-أقلبوا عليها الڤيلا، عايزاها تظهر من تحت الأرض
اومأت الاخرى مسرعة بقلق:
-حاضر حاضر، إنتِ بس اهدي
سارت للأمام وهي تزمجر فيها غاضبة:
-ملكيش فيه، غوري في داهية، أنزل الاقيكم لقيتوها
اومأت الاخرى بلهفة لمغادرة ذاك الاعصار الغاضب:
-حاضر حاضر.

غادرت زينة، فيما ظلت درية تضرب على وجنتاها بهلع هامسة:
-يالهووي يالهووي، عملت كدة من مجرد اختفاء البت، امال لو عرفت اللي احنا عملناه هتعمل اية!

-أزاي يعني الكلام ده يا بهيييم!؟

صرخ بها جمال الذي كان يقف في نفس مكانه الذي كما شهد على مخططاته الدنيئة شهد على عقابه الحتمي والذي يقترب منه كل يوم عن ذي قبل!
بينما كان الأخر يرتجف بقلق من ذاك الشيطان الذي إن لم يتم كلامه على أكمل وجه، فابالتأكيد ستكون سهامه السامة منغرزة بصدره فورًا..
فابتعد قليلاً يسارع مبررًا بتوجس:
-أنا مليش ذنب يا بيه، أنا قولت لحضرتك ملقتهاش
ضغط الاخر بكف يده، ليصرخ بعدها بعلو صوتي:.

-ازاي يعني، أنت عارف إنك لازم تلاقيها يا حمار، اتصررررف
هز الأخر رأسه مردفًا بتلعثم:
-هحاول يا باشا، أوعدك هحاول حاضر
صدح صوت تنفسه المضطرب، والذي كان دليلاً قوي لأظهار مدى إنفعاله، ليتابع بصوت صلب برغم درجات الأختناق التي تسربت لتبدأ السيطرة عليه:
-انا عارف إني مش هاينفع اعتمد على حد
ثم نظر له بقوة قائلاً:
-أنا هانفذ بنفسي
سارع الأخر ينفي بجدية:.

-مينفعش يا باشا، ماتنساش إن البوليس موزع كل قواته في البلد كلها بيدور عليك، انت الادلة اللي اتقدمت ضدك كافية انها توصلك لحبل المشنقة
وكلما أستشف النهاية الحتمية فقط من خلال حروفهم المتوجسة...
كلما شعر أن الاختناق يتوغله اكثر فأكثر، أن ارواح من ظلمهم تقبض على عنقه لتميته!
أن اخر هذا الطريق سدًا منيعًا سيحمل جثمانه هامدًا!
صرخ بهيستريا مزمجرًا:
-انا عمري ما اتحبست، ومحدش يقدر يحبسني ابدًا.

وفعليًا العند يولد الكفر برغم مما حدث، إلا انك لن ترى شيطانًا يعترف بخيطئته!
وفجأة سقط واضعًا يده على قلبه بصراخ متألم دوى صوته بين ارجاء المكان و...!

وأخيرًا تمسكت شمس بخيطًا رفيعًا جدًا للنور كاد يفر من أمامها ليتركها بين الظلمات مرة اخرى!
أخيرًا استطاعت إستعادة وعيها،
ولكن - أسفًا - هي لم تتمنى أن تستعيد وعيها..
هي لا ترغب بذاك العالم الذي يفقد أهم حجرًا فيه مالك
الغائب الذي أنتشل منها روحها العاشقة معه، ليتركها بقايا أنثى تبكي على الأطلال!
وبالطبع لم تغادر الدموع لؤلؤتيها، ويبدو أنها لن تغادر ألا بعد مغادرة أهم عدو بأرض قلبها الألم...

إنتبهت لصوت الأقدام التي تقترب منها، فسألت بخوف حقيقي:
-مين أنت!
وعندما لم تجد ردًا تابعت والخوف لم يقل بل ظهر وكأنه يتكاثر داخلها:
-أنت خطفتني لية وعايز مني إية!
ولكن وهلة، هي تتعجب من ذاك الذي يختطفهت ليتركها حرة غير مُقيدة!
يغلق عيناها ليترك يداها وقدماها حرة!
ماذا عساه يرغب في أن يفعل؟!
وبمجرد التفكير فيما يمكن أن يكون، شُلت جميع أطرافها
وتحديدًا وهي تشعر بيداه تزيل تلك العصبة عن عينيها الرمادية...

وبمجرد أن رأته شهقت بصدمة تهمس:
-أنت!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة