قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الخمسون والأخير

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الخمسون والأخير

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الخمسون والأخير

يجهر ويجهر التعجب، عندما تفر السعادة هاربة أدراج الرياح، لتترك أسيرًا بين طيات الحزن المتردد!
ظل مالك للهاتف بتعجب ممزوج بالضيق الذي لاحظته شمس الساكنة بجواره، ينتظر لوهلة عله يخبره أنها مجرد خُدعة!
ولكن ما كان يتمناه صار وأنتهى الأمر..
أنتشلته شمس من بين موجاته التي كادت تسحقه بينها بصوتها العذب وهي تسأله:
-اية يا مالك في إية؟
وبماذا يجيب الان!

تحقق ما كنت أسعى له أم يبكِ وينوح متمثلاً للطبيعة الفطرية لأي شخص؟!
ولكن غالبًا سيطر شر شيطان الأنس أكثر من خيره، فأجابها بجمود:
-بابا...
صمت برهه يحاول الإكمال الذي عجز عنه، فسألته تحثه على النطق بما يجب:
-ماله؟ عمل إية تاني المرة دي!
بقيت نظراته متوجهه أمامه والشرود خير سكون فيها، وكأنه إنسان آلي يُردد ما يمليه عليه عقله فقط، قال:
-لأ، المرة دي أتعمل فيه، مش هو اللي عمل يا شمس.

إبتلعت ريقها بتوتر، قبل أن يصدح صوتها شبه مُهللاً:
-بجد؟ يعني أخد جزاؤوه؟
اومأ مؤكدًا، وعلى وتيرة نفس النبرة، إستطرد:
-مات يا شمس، مات وأنتهى
شهقت مصدومة، أعتقدت النهاية الحتمية بعيدة جدًا عنه، ولكنها باغتتها بقربها المؤكد!
أعتقدت ان الواقي بينه وبين الموت والدمار لن يزول، ولكن باغتها بأنسحاب مصيري على الفور!
مفاجأت ومفاجأت، ولكن دُست بينهم نصر ونشوة لم تزورها منذ زمن...

رمقت مالك بنظرة ذات مغزى، قبل أن تردف بصوتًا جاد:
-طبعاً زعلان، صح؟
نالت منه إلتفاته ترى فيها عيناه التي تموج بين الحزن والنصر، ليرد بصوت تقريبًا مهزوز:
-مش عارف، والله ما عارف، أزعل لإن أبويا مات، ولا أفرح لإن عدوي الوحيد أخذ جزاؤوه من الدنيا
ضيقت عيناها وهي تسأله بفضول متردد:
-هو آآ، هو مات إزاي يا مالك؟
وذاك السؤال تحديدًا غُرز في جرح الأبن المنكسر من بعد وفاة والده!

فأطرق رأسه أسفًا وهو يردد بخشونة متأسفة:
-أتخانق مع ناس في السجن ف ضربوه، وهو اساسًا مشلول فضلوا يضربوا فيه عدموه العافية وخلوه يمسح السجن كله بكرسيه المتحرك برضه، يعني أستلموه من ساعة ما دخل السجن، كأن ربنا مسلطهم، لحد ما هو شنق نفسه بحبل وطبعاً محدش فكر يمنعه حتى
جزاء قاسي...
كلمة ظلت تتردد بعقلها ألاف المرات! كلمة تمثلت حروفها الشنيعة أمام عينيها حرفًا حرفًا..

عضت على شفتها السفلية تحاول منع تجاوز الحروف الشاتمة من بين شفتيها، ولكنها همست:
-الجزاء من جنس العمل
اومأ متيقنًا من تلك الجملة، وشعور يلازمه بالحزن الحقيقي!
نظر لها ليقول بصوت مبحوح وكأن حروفه عزمت ألا تخرج في حالات الإنكسار:
-أعترف على بقيت الناس قبل ما يموت
وشعر بشيئً ما يلتف حول روحه يخنقها رويدًا رويدًا..
ربما ذكريات الطفل المشاغب والأب الحنون!

بالطبع قبل أن يدخل الطمع بين طياته فيُفسد ذاك الحنان الفطري محولاً إياه لجشع لا يرى علاقات أبوية بالعين المجردة!
ورغمًا عنه أكمل هامسًا:
-عمل حاجة واحدة صح في حياته قبل ما يموت
اومأت شمس موافقة وقد نالها الحزن على حال زوجها الذي لأول مرة ينضح حب والده بين جحوره..
ليتابع بعدها:
-ربنا يرحمه ويسامحه
رددت خلفه بنفس الهمس:
-يا رب
فيما وضع هو رأسه على قدميها، ويداه تقيد خصرها، لتهبط دموعه بصمت قاتل!
دموع؟!

وهل كان يتوقع أن تتسلل دموعه خلف قشرة جموده المزيفة حزنًا!
وليس الحزن على أي شخص، بل حزنًا على هزيمة أكبر عدو له...
إنقلب حاله وتغير المتوقع، ليبصم القدر بصمته الأخيرة في هذه العلاقة المأساوية..
مسحت على شعره بحنان وهي تزيد من ضمته، تعلم عن ظهر قلب أن حب الأبن لأبيه شيئ فطري إلهي!
لا يمحيه قسوة او حقد أو جشع..
ويتردد بداخلها صدى ألالامها على والدها الراحل!

ليتشاركا الألم معًا بين أحضان بعضهم، كلاً منهم يحاول إمتصاص حزن الأخر الذي يدمي قلبه...

سار سعد في مطار القاهرة الدولي، بخطوات أشبه للركض، يحاول الفرار من بين براثن القدر المحتوم له!
ولكنه بات ك وشمًا لن يُزال إلا بنيران الجزاء المؤلمة..
مثله مثل آمره الراحل...
يدًا لن يختلف جزاؤوه عن باقي الكمال!
وقلبه ساكنًا تمامًا وكأنه توقف عن العمل لحين غير معلوم..
بينما عقله الشيطاني يحثه ويحثه نحو الإسراع في الفرار،
ولكن أي فرار هذا؟!
لقد وُضعت الأقفاص من حوله، وبقى فقط نقطة الغلق الأبدية!

وبالفعل وجد الشرطة تحاصره من كل مكان، وعلى رأسهم الضابط الذي يعلم سعد عن ظهر قلب أنه لا يرى في حياته سوى انوار الحق..
وحُذفت الظلمات منذ زمن الجزاء الذي ناله!
نظر له سعد متوترًا، يحاول تلبس الثبات الذي فر هاربًا أدراج الرياح:
-خير يا حضرت الظابط في إية؟
رفع حاجبه الأيسر، وبتهكم صريح رد:
-لا والله! يعني حضرتك مُش عارف في إية بالظبط؟
اومأ سعد مؤكدًا، وقد زحف الخوف من ذاك المصير لملامحه بوضوح، فصار يغمغم:.

-لا، لا معرفش أي حاجة
أشار نحو عساكره، ليردد بصوت أجش مُنتصر بجدارة:
-طب أكيد أحنا هنعرفك كل حاجة في السجن
إنكشف الغموض، و زالت الأسترة المزيفة، فصار يصرخ بهلع:
-لا لا، مش من حقك تقبض عليا، أبعد كدة أنت وهو محدش يقرب مني
ولكن بالطبع لا حياة لمن تنادي..
لا إجابة لظالم كان يتغاضى عن مناداة البشر الذي يُدمرهم بلا رحمة!
ومع إستمرار هتافه العالي:.

-أبعد من وشي، أنا مسافر دلوقتي، أيوة ميعاد سفري أبعدوا خلوني أمشي
ف زجره الضابط بخشونة غاضبة:
-أمشي بهدوء كدة أحسن ما تمشي غصب عنك وتجيب الإهانة لنفسك
وبالفعل سار ك قطة مبللة عاشت طيلة حياتها تخدش في براءة البشر..
وعندما سقطت بين براثز قدرها المحتوم صار الخوف والهلع تعبيرها الوحيد!

مر الوقت بطيئًا بعض الشيئ على خلود التي كانت أكثر من متلهفة للقاء والدتها الحبيبة مرة أخرى..
متلهفة للرجاء الذي تتمنى أن يجدي نفعًا،
ومتلهفة لنورًا واحدًا من الرحمة تراه يشع بين بحر عيناها البنية على أمل أن تغفر لها والدتها!
متلهفة لحضنًا تراه من زاوية أفعالها بعيدًا جدًا عن أي معنى ينتمي للحنان..
تتمنى وتتلهف وتدعو وترجو، ولكن خط الواقع هو من سيحدد نهاية تلك الأماني الكثيرة!

إنتهت من إرتداء ملابسها، لتحمل حقيبتها وهاتفها الصغير الذي أشترته مؤخرًا...
خرجت لتجد ليلى تجلس على نفس حالتها، شعرت بنغزة من الغيرة بمنتصف قلبها العاشق لتركهم بمفردهم..
ولكن بغتةً تذكرت حرق ذكرياتهم نهائيًا، والتي كانت ك بابًا مفتوحًا للأرتياح ليغمرها..
فنظرت ل ليلى تبادر بالقول:
-أنا رايحة مشوار، وإن شاء الله مش هتأخر، لو عوزتي أي حاجة أعتبري البيت بيتك هه.

اومأت الأخرى بابتسامة بريئة إزدادت من إطمئنان خلود المتوجسة:
-إن شاء الله، شكرًا يا خلود
إبتسمت بهدوء، لتغادر متجهة لمنزل والدتها،
وبعد فترة ليست بطويلة كانت تترجل من سيارة الأجرة، لتدخل البناية التي تقطن بها والدتها وشقيقها - الخائن -
طرقت الباب بهدوء يناقض ثورتها النفسية الداخلية!
وبمجرد أن رأت والدتها، ونظرتها التي لم تعتقد أنها تغيرت، شعرت بأشواكًا تحط بحلقها ف تُعجزها عن الكلام!

أنتبهت لقول والدتها الجامد:
-خير إن شاء الله؟ شرفتينا تاني لية؟
وحاولت عنوة إخراج تلك الحروف التي كانت تجاهد في تعيينها لطلب السماح، فقالت بما يشبه الهمس:
-جاية أترجاكِ تسامحيني، ومش هيأس إنك هتسامحيني أكيد مهما طال الوقت
تقوس فاهها بسخرية مريرة، قبل أن يصدح صوتها كحكم الأعدام على تلك المسكينة:
-قولتلك قبل كدة من سابع المستحيلات اسامحك!

صمتت برهه تكبح الدموع التي كادت تنهال بسخونة مؤلمة على وجنتاها، لتتابع بعدها:
-إنتِ ماكسرتيش طبق صيني هزعل عليه شوية وهقولك خلاص يا حبيبتي فداكِ، إنتِ كسرتي ثقتي فيكِ، وماعتقدش إنها ترجع تاني
وأصبح صوت خلود متقطعًا وهي تترجاها بشهقات متتالية:
-أنا اسفة سامحيني، كنت غبية
لوهلة كادت تستجيب لنداء روحها وترضخ لحنانها الأمومي!
لوهلة كادت تدفنها بين أحضانها تشبع غريزتها الأموية من قربها الطفولي..

ولكنها باتت أحلام مُعلقة بين شباك الواقع المرير...
فنظرت للجهة المعاكسة تردف بصلابة تليق بموقفها:
-غبية!؟ يبقى إنتِ تتحملي نتيجة غبائك ده مُش أنا
تعالت شهقاتها، ولم تيأس وهي تترجاها:
-أرجوكِ يا امي سامحيني، أفتكريلي أي حاجة حلوة
كزت على أسنانها كاملة بقوة، ومن ثم بدأت تغلق الباب وهي تستطرد بصوت جاد وقوي ظاهريًا بالطبع:
-للأسف مش عارفة أفتكر، وياريت ماتتعبيش نفسك إنك تيجي تاني.

وأغلقت الباب، لتعطيه ظهرها وتهبط دموعها بغزارة..
دموع الأشتياق التي كانت تحاول كبتها وهي تنهش روحها طيلة حديثهم!
بينما ظلت خلود تطرق الباب وهي تنادي بحروف مُتقطعة خرجت بصورة منكسرة:
-امي لاا، سامحيني والنبي أنا تعبت، أبوس ايدك ارحميني بقا
ولكن بات بين كلامها وأذن والدتها عازل قوي، صُمم خصيصًا لفسد محاولاتها!

فظلت تبكِ أمام الباب جالسة على الأرض شاردة وحزينة شهقاتها تقطع نياط القلب، غير عابئة بأي شخص يراها...
سوى بتلك الأم التي صنعت قلبًا من جليد مؤخرًا!

إنتهى مالك من إرتداء ملابسه،
يشعر بروحه تحترق بنيران العذاب مع مرور اللحظات!
و بالرغم من محاولاته لتمرير الأمر والذي كان محتومًا منذ زمن، ولكن رد الفعل لم يكن محتومًا بهذا الشكل إطلاقًا!
وكانت شمس تقف خلفه بعدما انتهت من ارتداء ملابسها هي الأخرى، ف ربتت على كتفه الذي تشعر به يحمل ما لا طاقة له به، لتسأله بصوتًا هادئًا علها تخرجه من بين مستنقع الظلمات ذاك:
-حبيبي
رد بوجوم دون أن يلتفت لها:.

-إية يا شمس؟
تغاضت عن الصلابة التي تحتله، حتى عواطفه الجياشة لم تسلم من تلك الصلابة المتألمة!
فقالت برقة مناسبة:
-بعد ما تروح السجن وكدة، هاترجع هنا؟
هز رأسه نفيًا، وتابع بنفس النبرة التي دبت اليأس في قلب شمس:
-لأ، هروح البيت أشوف زينة وماما
عقدت ما بين حاجبيها في تعجب وسألته مرة اخرى:
-مش المفروض كنت تشوفها امبارح؟
تأفف وهو يرد هذه المرة:.

-لأ، زينة قالتلي إنها سافرت وإنها محتاجة تقولي على حاجات كتير، بس النهاردة
ثم إلتفت لها يطالعها بنظرات لم تعهدها منه يومًا، ولم تُصوب نحوها ابدًا، قبل أن يستطرد بعصبية خفيفة:
-ها في تحقيقات تانية ولا امشي؟
بالطبع لن تلومه، وكيف تلومه وهي تشعر بتلك الأشواك المؤلمة التي تحيط به فتمنعه من أن يكون على طبيعته!
فنظرت له بنظرة رأى فيها خيوط اللوم والعتاب التي تنسدل منها، لترد بهدوء ظلت متمسكة به:.

-لا مفيش، أنا أسفة بس مش قصدي
أستدار وكاد يغادر، إلا انها اوقفته بقولها الجاد:
-طيب أنا، هأروح ل ماما
أجابها بكلمة واحدة خرجت منه على هيئة نبرة منهية أي نقاش كان على وشك البدء:
-لأ
ركضت خلفه لتلحق به قبل أن يغادر، ثم سألته بصوت أجش:
-يعني إية لا؟! أنا عاوزة أروح أزور ماما، مُش هافضل بعيدة عنها اكتر من كدة واقول الظروف اللي مابتخلصش دي.

كز على أسنانه، والغيظ يمتلكه لأسباب لا يعرفها، ثم زجرها ببعضًا من الحدة:
-لأ يعني لأ، مش دلوقتي يا شمس
هدوء، وعناد، وحنق!
كانت في صراع داخلي بين تلك المشاعر المتضاربة، تحاول الزحف خلف الصواب، ولكن باتت طبيعة الأنثى هي من تُسيطر، فقالت بعناد وقوة مماثلة:
-لأ، أنا اتأخرت عنها كتير أوي، وأكيد مقهورة مني
زمجر بوجهها بحدة إتضحت ك عين الشمس لا تتوارى خلف شيئ:
-وإنتِ لسة فاكرة تروحيلها دلوقتي.

إرتعشت من صوته العالي والذي كان له أثرًا واضحًا عليها...
ف تلقلقت الدموع في عينيها، وأسفًا تُيقن صحة كلامه!
ولكنها، تبتعد لتثبت لوالدتها أنها لم تكن سلعة تُشترى وتُباع يومًا، ليس لتعذيبها أطلاقًا!
فنظرت للأرضية، تهتف بصوت واهن ومبحوح:
-عندك حق، بس أديني أفتكرتها اهو، وبعدين أنت ف وسط كل اللي حصل اللي كنت بتقولي أستني الجو يهدى وهاوديكِ.

مسح على شعره عدة مرات، قبل أن يوليها ظهره مغادرًا دون أي كلمة اخرى!
فيما مسحت هي دموعها، قبل تمسك بالأموال وتغادر متجهه لمنزل والدتها!

وبعد إنتهاء مالك من دفن والده، وأتم جميع الاجراءات، كان يشعر أنه أنهى كل شيئ خاص بالماضي!
كل حزن وألم قهر، كل أنتقام اقسم على فعله...
ولكنه كان متمسك بالبرود الظاهري لأقصى حد، فكاد يواجه سهام التعجب والصدمة من الجميع حول ذاك البرود! وما كان منه إلا ان يواجهم بلامبالاة ظاهرية تحرقه هو قبل اي شيئ..
وصل الى القصر الذي كان يعيش فيه معهم مسبقًا..

يعيد ترتيب تلك الكلمات بعقله، يعيد تنظيم السوط الذي سيسقط على رأس تلك المسكينة زينة التي سيزيد من إنكسارها دون ان يدري!
جلسا سويًا والهدوء خير خلفية مزيفة، فقطعت زينة ذاك الصمت بقولها:
-عامل إية دلوقتي يا مالك
اومأ بهدوء مرددًا:
-الحمدلله، إنت كويسة؟ وفين ماما!
إبتلعت ريقها بازدراء، لترد بصوت يكاد يسمع:
-ماهو انا كنت عايزاك ضروري عشان كدة
وشعر بأخطار صدمة اخرى على أعتاب حياته،
فسألها بحذر:.

-خير يا زينة إية اللي حصل وماما مالها؟
إختنق صوتها وهي تخبره بأسف:
-ماما في مستشفى أمراض عقلية يا مالك
جُمدت أطرافه من الصدمة...
يوم عن يوم يتأكد ان الصدمات تزداد وليس العكس!
يوم عن يوم يتأكد أن الفجوة تكبر في حياته ولا تصغر!
نهض وهو يصيح في زينة منفعلاً:
-إزاي يعني؟ اية اللي حصل
أغمضت عيناها تكمل بأسفًا واضح خرج من بين أعماقها المتألمة:
- بابا
صمت برهه لتلقي في وجهه القنبلة التالية:.

-هو اللي خلاهم يجوا ياخدوها، وأنا معرفتش اخدوها فين حتى
زمجر فيها بعضب كعاصفة لن تهدئ بعد كم الصدمات هذا:
-وازاي ماتقوليليش يا زينة؟
سَارعت تبرر بجدية:
-ما انت دخلت السجن يا مالك، واهو لحتى عرفت اقولك عشان تتصرف وتلحقها
ظل يجول المكان ذهابًا وإيابًا يحاول التصرف بخيوط علاقاته وعلاقات والده ليعرف مكانها..
واخيرًا توصل لأسم المستشفى فأنطلق هو وزينة نحوها على الفور...

وبمجرد وصولهم كانت المفاجأة التالية في إنتظارهم، ف بعد طلب الطبيب الخاص بها، والذي أصر على مقابلتهم اولاً، تقدم منهم ثم جلس امامهم، فسارع مالك بسؤاله:
-امي مالها يا دكتور؟
اطرق الاخر رأسه بأسف، ثم قال:
-للأسف يا استاذ مالك والدتك...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة