قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والعشرون

فقدان!
لن يحتمل تلك الأحرف التي تحمل معنى الشناعة الفعلي..
لن يقف ويشاهدهم للمرة الثانية ينتشلوا منه سعادته ببساطة!
وصرخ بكل طاقته الغاضبة التي اختزنت لسنوات:
لااااا أرجوك يا جمال بيه أرجوك لأ
تقوس فمه بابتسامة واثقة..
ابتسامة نبعت من ضمانه لرد فعل مالك الحتمي، ولكنه أحب أن يرى ذاك الذعر من التكرار ليتأكد!

بينما مالك، أنظاره مثبتة على شمس المذعورة ولكن عقله لم يكن بمكانه، سرح بين طيات الماضي الذي لم يجلب له سوى الألم!
فلاش باك
نفس المكان بل اشد ظلمة، وسقوط أرضي بجوار الاغماء الذي كان به هو و، سمر!
وفزع مما يحدث، وهزة لسمر وهو يصرخ بأسمها..
واخيرًا استعادت وعيها، ولكن ما أشعل فتيل الغضب في روحه..
ملابسها الممزقة!
نظرت له بأعين حمراء وهي تهدر بأسمه:
مالك
احتضنها بذراعيه بقوة قبل أن يسألها بخوف حقيقي:.

حصل أية يا سمر؟
رفعت رأسها بهدوء، ثم بدءت تسرد عليه ما حدث بارتباك:
أعتدوا عليا يا مالك، أعتدوا عليا أنا اتدمرت
جحظت عيناه بصدمة من حق له سُلب بلحظات!
وقلب جهر بأعتراض شديد..
ثم اخذ يهزها بعنف وهو يهدر فيها بغضب جامح:
ازاى ازاااااى، لا مستحيييل
بدءت بالبكاء، ولم تأخذ الكثير لتنهمر شلالات خلف البداية..
ولكن، شلالات كاذبة تعصف بعينيها لتؤدى دورها بمهارة!
ونظرة غريبة اجتاحت عيناه قبل أن يسألها:.

مين اللي عمل كدة
رفعت كتفيها وقالت بعدم معرفة مصطنعة:
معرفش يا مالك مشوفتهوش
أخذ يربت على كتفها برفق يصطنعه..
للحق هو يحترق داخليًا بالفعل، يشعر بالدماء تغلي في عروقة..
نار كذبها أنطلقت كالسهم لتنغرز في روحه الثائرة!
وبعد دقائق دلف أشخاص ملثمون ليأخذوا سمر معهم، وبالفعل لم يهدئ هو بل ثار وعنفهم ولكن، الكثرة تغلب الشجاعة كما يقولون!
خرجت لتجد جمال يبتسم لها بسخرية مرددًا:
هاايل يا فنانة.

نظرت له بحنق قبل أن تقول:
نفذت اللي قولت عليه
اومأ وهو يردد بانتصار:
شاطرة يا سمورة
سألته هو بتتوجس:
يا ترى هتخليهم يغتصبونى بردو ولا هتسيبنى وتديني الفلوس زى ما قولت
مط شفتيه وهو يشير لها أن تذهب وهتف:
أكيد مش هرجع ف كلمتي، بس لما يجي الدور اللي هحتاجك فيه تأكدى إنك هتبقي تحت إيدى في لحظتها
اومأت بابتسامة ثم قالت بحروف لم تتعدى شفتيها:
كله بتمنه، يا باشا.

و احد الرجال كان ينصت لهم بتركيز وإلتقط لهم فيديو عن حديثهم!
باك
هز مالك رأسه نافيًا وقال بنبرة غاضبة شابتها الرجاء:
أنت بتعمل كدة لية، هتستفاد أية؟!
رد دون تردد بجدية:
هستفاد كتير، أولهم المليارات اللي الحاجة والدتك كتبتهم لك
جحظت عيناه بصدمة حقيقية!
رغبته تعدت كل الأحتمالات وتفوقت على كل الطاقات!
وشعور بالضعف الذي لم يعرفه سوى قليلاً عاد يجتاحه بأنتصار..

وما يزيد همه فعليًا، نظرات شمس المرتعدة كقطة تشاهد إفتراس الذئاب!
وسحابات هالت امام عيناه وهو يراها الان ك غزالة في صحراء الذئاب!
وحاول ترميم قوته المزيفة وهو يسأله بحدة:
يعني انت عايز اية، بتعمل كل ده عشان الفلوس
اومأ جمال وهو يجيبه بأسف مصطنع:
ايوة، للأسف قولت لوالدتك بس هي ماسمعتش الكلام ف اضطريت أستخدم العنف
وابتسامة ساخرة إرتسمت على ثغره تلقائيًا وهو يستطرد:.

ولما ساومت سمر على الفلوس بردو كان عشان الفلوس
هز رأسه نافيًا ثم أقترب منه وهو يقول ببرود:
بص بما إن كل حاجة بقت على المكشوف وانا بحبك ف هفهمك، سمر انا عارف إنها بتحب الفلوس زى ما بتحبك بالظبط، ف انا مجرد تهديد صغير مني خلاها تنفذ فوراً
ثم مسح على كتف مالك الذي شعر بالأشمئزاز من لمساته وحاول الابتعاد وتابع:.

عملت كدة لية لأن عايزك تكرهها والحمدلله انت كرهتها لانها واطية اصلاً ماتستاهلش، وبعدين انا بحتاجها ليا معاها مصالح يااااما ومكنتش هتنفذ غير لما تكون بعيدة عنك
مط مالك شفتيه وهو يقول ببرود:
أنتوا الاتنين صنف واحد
بينما نظرات جمال صوبت نحو شمس، ولكن نظرات جائعة، نظرات لما تكتفي مما رأت فطمعت بالمزيد!
ثم همس لمالك بخبث:
بس حلو الصنف الجديد ده، مش عيب عليك تخليه ليه لوحدك؟

إحتدت عينا مالك واشتعلت من لهيب كلماته وحروفها التي يقطر منها الخبث الدفين الذي يعرفه:
إلا دى، دى مش هسمحلك تقرب منها لو هموت
هز جمال رأسه نافيًا وبابتسامة باردة أكمل استفزازه:
لا لا جمال اية وعيون اية وجسم اية، فرسه بنت الأية، وبعدين أنا مبحبش احرم رجالتي من حاجة
واشارة واحدة من يده لرجالة كانت كافية لتدمير كامل قوة مالك الوهمية و...

كانت زينة بجوار يحيى في سيارته، متجهين نحو منزلهم..
لم تكن زينة ل يحيى سوى فريسة جديدة تركها راعيها لتصطدم بصائدها خطأ!
ولكن زينة لم تكن مجرد فريسة..
كانت فريسة ملغمة بالأنجذاب!
الانجذاب الذي جعله ينسى لقاؤوه مع غريب ليوصلها لمنزلها!
وقطع ذلك الصمت صوته الذي سألها وهو ينظر لها باهتمام مصطنع:
هاا يا زينة عاملة أية دلوقتِ أحسن؟

كانت زينة تحك رأسها بطريقة مثيرة للقلق، رغبتها ف الهيروين بدءت بالظهور الان!
وألم غير محتمل يعصف برأسها..
ولكنها حاولت السيطرة على نفسها وهي تجيبه بهدوء مصطنع:
هبقى كويسة لما أرتاح
اومأ بابتسامة هادئة وتابع وهو ينظر أمامه:
عرفينى بنفسك بقى يا زينة؟
وضعها الان لا يسمح لأي تعارف بالطبع!
ولكن، ستثير الشكوك إن اظهرت المها، ولكن أى قوة تلك التي ستصطنعها!
هي تتدمر فعليًا!
تشعر انها ستصبح قريبًا مجرد فتات انثى!

يا للسخرية ستصبح؟..!
هي أصبحت وانتهى الامر!
تعجب من صمتها فقال متساءلاً:
زينة أنتِ كويسة؟
اومأت وهي تصرخ فيه بحدة:
خلاص، زينة زينة في اية هو اسم شركة؟!
لم يمنع ابتسامته من الظهور على كلامها، فقال مغمغمًا بضحك:
خلاص حقك عليا يا ستي
تأففت وهي تحك رأسها لتعتذر هادئة:
أنا اسفة بس عندى صداع هيموتني
اومأ وهو يردف بجدية:
تحبي أنزل اجبلك دواء صداع؟
هزت رأسها نافية وهي تجيبه:
لا لا أنا هبقى كويسة بعد شوية.

هندم ملابسه وهو يقول بغرور لا يصطنعه:
أنا يحيى، 27 سنة، معايا بكالريوس تجارة، ساكن قريب من المعادى
ثم نظر نحوها بابتسامة لعوب متساءلاً:
هاا بقى عرفيني بيكِ
اومأت بابتسامة صفراء:
زينة السُنارى، 21 سنة كلية أداب والسكن انت عرفته اهو
أوقف السيارة بالقرب من منزلهم ثم هتف بنظرات صوبت نحوها تمامًا فأربكتها ثم مد يده يمسك يدها:
تشرفنا جدًا جدًا يا أنسة زينة
حاولت سحب يدها برفق مجيبة:
ميرسي.

تشبث بيدها وهو يسألها بخبث:
هشوفك تاني؟
رفعت كتفيها وقالت:
معرفش ربنا يسهل
غمز لها بطرف عيناه واستطرد:
اكيد هشوفك، يا، قمر
كلفت نفسها بابتسامة هادئة، تمنع الألم بصعوبة من الأفتراش على ملامحها ثم استدارت وترجلت من السيارة مسرعة نحو الداخل..
وعاد يحيى لمقصده مرة اخرى ولكن فجأة اوقف السيارة لتصدر صريرًا عاليًا وهمس بتعجب:
زينة السُنارى!

نورت، يا أستاذ حسام
قالتها خلود التي كانت تجلس بجوار مراد على الأريكة بنفاذ صبر..
بنورك تسلمي
ورد عليها حسام الذي كان يجلس بكل هدوء وراحة امامهم، وكأنه لم يكن يعرفها يومًا، بينما هي كانت تجد صعوبة لتبادل أطراف الحديث معهم..
تشعر بالأختناق الحقيقي!
صوته يسبب لها إزعاج لا يمكن التغاضي عنه!
ألم يكن هذا هو صوته الذي كان يسقط على اذنيها كموسيقى رومانسية تتمناها دومًا!؟

الان وكأنه سوط يقصد جلدها بلا رحمة!
وما لا يعجبها ابدًا..
هو شعورها أن مراد يقصد دخولها في الحوار لتتحدث معه، ومع حسام!؟
وهنا وكأن مراد سألها ليثبت لها أن ما يدور بخلدها صحيح:
أية يا خلود ساكتة مابتتكلميش لية؟
رفعت كتفيها وقالت بابتسامة صفراء:
عادي يعني
اومأ مراد ليشير لحسام قائلاً بمزاح:
طب أية مش هتضيفي حسام ولا أية؟
واخيرًا نالت حكم الأفراج..
تنفست الصعداء قبل ان تردد وهي تتجه للداخل بهدوء:.

اكيد طبعًا رايحة اهوو
اختفت من امام انظارهم، ليلكز حسام مراد في كتفه وهو يهمس له بلوم ؛
اية يابني ده انت مش شايفها مش طايقة نفسها، وانت قاصد تخليها تتكلم
اومأ مراد قبل أن ينظر له بضيق متساءلاً:
وانت متضايق لية؟
هز حسام رأسه نافيًا بسرعة وراح يبرر:
لا والله مش متضايق، بس كدة هتبتدي تشك إن اللقاء ده متدبر
رفع كتفيه بلامبالاة ونظر في المكان الذي كانت تجلس فيه بشرود:
مش هتشك، وبعدين ما فعلاً اللقاء ده متدبر.

سأله حسام بجدية:
يعني انت عادى لو عرفت أنك عارف كل حاجة قديمة وقاصد كل اللي بيحصل!؟

صرخ بحدة لو تمكنت لهزت جدران المكان من شدتها!
صرخة ذبحت أحباله الصوتية حرفيًا!
ولكن لمَ لا..
فقلبه سيذبح بسكينه الباردة إن لم يفعل!
هز رأسه نافيًا وهو يسارع بالقول:
لا لا هعملك اللي أنت عاوزه بس محدش يقربلها
اومأ جمال بانتصار وهتف:
كدة أنت تعجبني
ثم نظر لشمس التي كانت مذبهلة للحظات..
اختارها هي! سيترك كل الأموال من اجلها!؟!
صرخته وقوله هدأوا مخاوفها التي هبت بداخلها من اشارة والده..
ولكنه حقًا كما قال.

لن يتركها لهم مهما حدث!
قال مالك بغضب:
خليهم يغوروا بدل ما هما بياكلوها بعنيهم كدة
ضحك جمال وهو يشير لهم:
ماهى تستاهل بصراحة، يلا اطلعوا
جز مالك على اسنانه بغيظ ثم زمجر فيه:
بس ماسمحلكش ابدًا
نهض جمال ثم عاد لقتامة عيناه وهو يقول:
هروح اجهز الاوراق عشان تمضي على تنازل
اومأ مالك ثم قال ساخرًا:
طب ياريت يفكونا بقى عشان زهقت
استدار جمال ثم اشار لأحد الرجال وهتف امرًا ؛
فكوهم بس اقفلوا الباب بردو.

اومأ الرجل وبدء بفكهم سريعًا ثم خرجوا جميعهم، ظلت شمس ممسكة بيدها التي كانت تؤلمها..
وفجأة بكت بحدة، بكاء كانت تختزنه بقوة جبارة لتنفجر الان..
تكاثر عليها الحمل والألم، والخوف..
هي مجرد غزالة تهشمت ستتحمل كل هذا!؟
بالطبع لا..
اقترب منها مالك مسرعًا ولأول مرة يحتضنها..!
يعتصرها بين ذراعيه، يود ادخالها بين ضلوعه فلا يصل لها اى شخص!
ظل يمسح على ظهرها برفق هامسًا:
أنا اسف انا اسف.

ظلت تشهق وهي تتشبث بطوق النجاة خاصتها ثم بادلته الهمس:
أنا خايفة اوي حرام كل ده
دفن رأسه في رقبتها يملأ رئتيه بعبيرها الفواح الذي يسكر روحه..
ليقول بحنان اصبحت تتعجبه:
عمرى ماكنت هسمح لهم يقربولك إلا وانا ميت
وفجأة انفتح الباب لتدلف سمر مهرولة وهي تشير لهم بسرعة:
قوموا بسرعة، يلا يا مالك لو عاوزين تهربوا من هنا!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة