قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والثلاثون

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والثلاثون

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل الثالث والثلاثون

حصل إية؟
سألها بهلع وقد إزدادت ضربات قلبه الذي بدء القلق ينهش فيه دون إرادة منه!
وألف سؤالاً وسؤال يتزاحموا برأسه، وأولهم بالطبع ماذا حدث؟
شعور فطري بداخله يخبره أنها ليست بخير، واخر يضاده يحثه على الإكمال فيما كان فيه!
ويتخذ اللامبالاة طريقًا مظلمًا يسلكه!
وبالطبع في هذه الحالات التي تنتهي بمحاذاة لصالح القلب تحت خانة - الاجباري -..
فنظر لتلك التي تقف مترقبة بجواره، ليقول بصوت حاول اخراجه ثابتًا:.

أنا هامشي دلوقتي ونبقى نتقابل بعدين
سألته بضيق يشوبه الغيظ:
لية يا مالك رايح فين؟
اجابها وقد بدء بالتحرك بالفعل ؛
واحد صاحبي اتصل بيا عاوزني ضروري
اومأت وهي تؤكد عليه:
هاشوفك تاني هه؟
اومأ بسرعة وهو يكاد يركض وقال بصوت عالي يصلها:
ماشي يلا سلام
وركض ركضًا يوازي دقاته التي كادت تتوقف...
بينما تنهدت وهي تنظر للبحر قبل أن تهمس:
ماشي يا مالك اما نشوف إية اخرتها معاك ومع الست شمس دي.

بينما هو اخيرًا وصل امام المنزل، فركض مسرعًا يطرق الباب متناسيًا أنه يحمل المفتاح..
فأخرجه مسرعًا ليفتح الباب وهو يدلف مناديًا اياها ؛
شمس، شمس إنتِ فين؟
وسمع صوتها في المرحاض تخرج ما في جوفها وهي تصرخ..
فركض لها مسرعًا ليجدها تجلس على الأرضية والدموع تغرق وجهها، فهبط لمستواها يمسك وجهها بين يديه وهو يسألها متلهفًا:
مالك يا حبيبتي، فيكِ إية
هبطت دموعها وهي تهمس قبل أن تفقد الوعي:
مش قادرة، بطني بتتقطع!

وظل يهزها بهلع وهو يصيح:
شمس، شمس فوقي
ولكن ما من مستجيب، حملها مسرعًا ليخرج بها، ولم يشعر لثانية بالتقزز من مظهرها او منها ابدًا، بل احتضنها بحنان وقلبه يكاد يختلع خوفًا!
وضعها على الأريكة ليخرج هاتفه ليتصل بمروان بسرعة، فأتاه صوت مروان الهادئ:
ايووة يا مالك
مروان تعالى بسرعة وهات أي دكتور معاك
لية مين تعبان؟
شمس تعبانة واغمى عليها وبترجع، يلا متتأخرش
متقلقش ان شاء الله هاجيبه بسرعة وأجي
ماشي سلام.

مع السلامة.

اغلق وهو ينظر لشمس، فركض مسرعًا للمطبخ ليجلب زجاجة من الماء، وجلس بجوار شمس ليبدء برش قطرات الماء عليها، ولكن لم تستجيب في البداية، فاستمر وهو يترجاها بقلق:
شمس فوقي بقاا يلاا ارجووكِ
وبعد ثواني اخرى بدءت تفتح عيناها بتثاقل، وسرعان ما تأوهت وكادت تبكِ وهي تضع يدها على بطنها:
آآه مش قادرة هموت
واحتضنها هو على الفور، وكأنه يطمأن انها اصبحت معه وله للأبد!
وهمس بصوت سمعه هو فقط متوجس:.

ياريت اللي أنا بفكر فيه مايطلعش صح يا شمس!

وهل تتوقع بعدما قدمت له اقوى سببًا للرفض أن يتغاضى عنه وهو يرضخ لرغبتها الغبية!
بالطبع لا، والله لن يفعلها!
سببها ورغبتها القوية امام نفس السبب الذي سيجعله يتمسك بالرفض!
وكأنه سلاح ذو حدين!؟

وأمسكها من ذراعها بقوة وقد عادت له قسوته عند تلك النقطة ليسألها بحدة:
إنتِ قولتِ إية يا زينة؟
إبتلعت ريقها وقد ادركت مدى حماقتها في اخباره، لتحاول الفكاك من قبصته وهي ترد متلعثمة:
قولت آآ قولت إية يعني يا زياد!؟
شدد من قبضته وهو يعيد كلامها الذي جعلها تود لو قطعت لسانها ذاك:
قولتِ إنك عاوزانا نتطلق عشان تتجوزي تاني صح
اومأت مسرعة، لتحاول التبرير بسببًا اخر احمق:.

قصدي يعني، مسيرنا هننفصل وهاتجوز تاني، فأنا قررت ننفصل من دلوقتِ
هز رأسه نافيًا:
كدابة أنا متأكد إن في حاجة تانية
تأففت وهي تبتعد عنه لتزمجر فيه بغضب حقيقي:
أنا حره، ملكش دعووة بيا، وملكش حق تسأل اصلاً، ماتنساش إن دي مجرد غلطة بنصلحها ومن حقي اعيش حياتي براحتي تاني
ولكن بالنسبة له لم تكن مجرد - غلطة -
بل كانت كسلسلة أحكمت قبضتها عليهم معًا، لتمزجهم سويًا تحت شعار الزواج!
هو لن يتركها..

لن يتركها بعدما ادرك أنه انجذب لها، وهذا يكفي ليدافع عن حقه فيها!
وامسكها بهدوء ليعيدها جالسة بجواره قبل أن يتنحنح متابعًا:
الاول ممكن تهدي
رفعت حاجبها الأيسر مستنكرة:
أنا اللي اهدى بردو!؟
وظهرت شبح ابتسامة صغيرة، ليزفر بقوة وهو يقول:.

زينة أنا مانكرش إن الاول كان كل قربي منك انتقام، لكن دلوقتي لا، دلوقتي اقسملك بالله اني بخاف عليكِ اكتر من نفسي، افهميني واديني فرصة بقا، ماتخلينيش عايش طول عمري ندمان على ضياعك مني
وبالرغم أن كلامه مس روحها - قليلاً - إلا انها لن تستسلم له..
لن يكون الاستسلام رد فعل ضعيف لها بعد كل ما حدث!
كلامه كان كمرطب يحاول إزالة الاتربة الابدية التي شوهت صورته داخلها!
ولكنها أبت فردت ببرود:.

أسفة وانا مش قادرة اتقبلك، لو انا نسيت الالم اللي بقا مابيسبنيش ده عمره ما هيخليني انسى يا زياد
وسألها بتوجس:
يعني إية؟
رفعت كتفيها تجيب بوجوم:
يعني كلامي واضح جدًا، هنطلق
كز على أسنانه بغيظ مستطردًا:
ولو أنا رفضت؟
مطت شفتيها لترد بجمود ؛
تأكد إني هخرج من هنا على مالك يرفع لي قضية خلع اكيد
وتزين ثغره بابتسامة عابثة وهو يسألها مقتربًا منها:
وافرضي انا مخرجتكيش بقاا؟
نظرت له بقوة مرددة:.

تأكد بردو إن في حد مستنيني ولو منزلتش هيبلغ البوليس إنك خاطفني!

وقفت خلود تطالعه بنظرات مصدومة فعليًا قبل أن تسأله بعدم فهم حقيقي:
يعني إية يا مراد، مش فاهمة!؟

غرز اصابعه بين خصلات شعره ليتنهد تنهيدة قوية وحارة تحمل بين طياتها الكثير والكثير ليرد بعدها جادًا:
يعني اكيد لاحظتي الشبه اللي ما بينكم يا خلود.

اومأت مؤكدة:
ايوة بس ده إية علاقته؟
استمر في غموضه وهو يقول دون أن ينظر لها:
وشوفتِ صورة ليلى واللي هي شبهك بردو
اومأت بشرود وهي تفكر قليلاً:
ايوة بس بردو مش فاهمة
و تحوم بعقلها فكرة تدعو الله أن لا تكون صحيحة!
علقت بين تلابيب عقلها وهي تؤكد أنها صحيحة، وستدمر تلك العلاقة حتمًا!
فسألته مصدومة:
قصدك إن دي آآ
قاطعها مؤكدًا بصوت شارد:
ايوة، ليلى مراتي!

وضعت يدها على فاهها من عشقًا اعتقدته ذبل والان تراه يُعيد ترميم نفسه
فصاحت فيه متعجبة:
طيب أزاي!؟
تنهد قبل أن يجيب بحيرة:
والله ما عارف
سألته مستفسرًا بحزن كسى نبرتها:
وعرفت منين إنها هي؟
نظر للجهة الاخرى وقال بصوته الأجش:
طريقة كلامها، وفي علامة وحمة على إيدها اليمين، نفس العلامة اللي كانت في ايد ليلى
إبتلعت ريقها بتوجس لتسأله:
وهي عملت إية او قالتلك اية؟
رفع كتفيه ليرد هادئًا:.

احنا ماتكلمناش اصلاً، ومش عارف هي عايشة دور اللي ماتعرفنيش كدة لية
جلست على الفراش بهمدان، وفعليًا الخلفية الوحيدة لوضعهما الان - الضياع -!
فسألته بهمس جازع:
وإية اللي هيحصل دلوقتي يا مراد
جلس بجوارها ليسألها:
من حيث اية
ردت بجمود:
انا وانت، وكل حاجة؟
ومن دون تردد نظر امامه واخبرها بما كان يأكلها قلقًا:
معرفش، بس اللي اعرفه اني اكيد عمري ما هاسيبها تاني، ابدًا!

واخيرًا وصل مروان مع الطبيب الى منزلهم، وشمس لم تكف عن التأوه بألم حقيقي، وشعور بالدوران يلازمها، وبالطبع مالك لم يبعدها عن احضانه لحظة وهو يحاول تهدأته، لا يستطع فعل اكثر من ذلك!
فاتجه مالك نحو الباب الذي طرق يفتحه مسرعًا بعدما تأكد أن شمس احكمت حجابها..
ليدلفا جميعهم، فأقترب الطبيب من شمس متساءلاً بجدية:
حاسه بأية يا مدام؟
اجابت بصوت واهن متألم:
بطني، ومعدتي مقلوبة وحاسه إني دايخة اوي.

اومأ وهو يقترب منها ليبدء في فحصه المعتاد..
وربت مروان على كتف مالك مهدئًا:
خير ان شاء الله
فيما كان مالك يرمقه بنظرات حانقة من ذاك القرب، لا يدري ما الذي يحرقه داخليًا من اقتراب طبيعي وامامهم!
ولكن يشعر بفتيلاً اشتعل بداخله الان من مجرد اقتراب رجلاً - كبيرًا - من جنسه لها!
وانتهى اخيرًا ليبتعد وهو يلملم اشياؤوه، فاقترب مالك منه يسأله متلهفًا:
خير يا دكتور مالها؟ دور برد صح!؟

اجابه بابتسامة دبلوماسية مطمئنة:
متقلقش يا حضرت، تقريبًا كدة 85٪ المدام حامل بس!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة