قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع

نظرت كلاً منهما لمالك بذهول حقيقى، أطلق قانون أخر في عهده يحتم على تلك المسكينة أن تكن له مثل اللعبة يحركها يمينًا ويسارًا ملئ ارادته، بينما كانت نظراته تائهه شاردة، ولكن بريق التصميم اللامع لا يختفي ابدًا من تلك الحلكة الغامضة، وكأن كريمة شعرت بلجام لسان شمس، فقالت بجزع:
بغض النظر عن إنك ابن مين بس متقدرش تيجى تفرض نفسك على بنتى!
لم يجيبها ولم تتغير تعابير وجهه بل زادت خشونة، ثم هتف بصوت صلب:.

أنا لما بعوز حاجة باخدها، وهاخد شمس
واخيرًا نطقت شمس ثم هدرت فيه غاضبة:
لأ، قولت لك مستحيل أفهم بقي!
تفوه بحروف دبت الرعب في أوصالها:
أنا مابخدش رأيك، أنا بعرفك عشان تعملى حسابك بس
كثرت عليها المشاكل والصدمات وتشبكت بقوة حتى باتت يصعب حلها، وليس أمامها سوى حلاً واحدًا، أن تُبيدها من أساسها..!
بينما عقدت كريمة ساعديها ورمقته بنظرات جادة وقالت:
اللي عندك أعمله، بنتى مش هتتجوز غير إبن خالتها بس.

تقوش ثغره بابتسامة ساخرة وهو يكمل:
بس اللى عندى مُش هيعجبكم ابدًا
صمت لبرهه ينظر لكلاهما بتدقيق، ثم سألها بضيق شابه بعض الحدة:
ثم إن فضايح أية وعبط أية اللى إبن خالتها ده هيستر عليها عشانها؟
همست بحنق:
ملكش دعوة دى مسائل عائلية يا أستاذ
بالرغم من ما يحترق بداخله ويصدر صريرًا عاليًا كرد فعل لكلام والدته المسموم إلا أنه ضحك بسخرية وهو يتابع بغمزة لشمس:
طب ما أنا ممكن أستر عليها بداله.

صرخت فيه شمس بصوت مختنق:
بس بقي هو حد قال لك عليا إنى قليلة الشرف للدرجة عشان ندور على واحد يستر عليا!
وإنزلقت غشاوة الدموع على عينيها الرمادية لتجذبه أكثر من ذى قبل، وكأنها كان لها مفعول اخر جعلها كالمغيبة تتحرك دون أن تدرى بهول ما سيُحط عليها من تخطيها لتلك الجدران التي هَلكت في بناءها، إتجهت ناحية مالك ليظهر فارق الطول بينهما، ثم اخذت تضربه بقبضتها الصغيرة البيضاء على صدره وهي تزمجر فيه:.

عارف بيقولوا فضايح على أية، على منظرى اللي شافه معاك وأنت حاضنى بالعافية و، آآ
لم تستطع تكملة تلك الكلمة، الكلمة التي تترك قشعريرة واضحة في جسدها بمجرد تذكرها...
ضربته بقوة اكثر وهي تكمل ببكاء:
من ساعة ما شوفتنى وأنت كأنك الملك وأنا جارية عندك!
بدت كأنها تحاول هز جدار صلب قوى لا يتأثر بهمسات رقيقة مثلها، كانت أنظاره مسلطة على عينيها، وكأنها تجذبه لجوفها أكثر وأكثر لتغرقه برغبته الحارقة!

أمسك بقبضتا يدها الصغيرة التي بدت ككرة صغيرة جدًا بين يديه، ثم شدها لتصبح ملاصقة له وأردف بهمس:
أنا فعلاً الملك، ومالكك أنتِ
هنا صاحت فيهم كريمة بحدة:
بس، أبعدى عنه يا شمس، وأنت يابنى سيبها بقا وروح لحالك
لم يتأثر بكلامها ولا صراخها، بنى جدارًا عازلاً ولن يبتعد عن هذا المنزل إلا مع لؤلؤتيه الرماديتين، لقد قرر وأنتهى الأمر!
نظر لشمس الباكية كالطفلة الصغيرة، ثم غمغم بصوت قاتم:.

هي ليلة واحدة وبعد كدة أنتِ اللي هتترجينى أتجوزك!
بمجرد أن خطت الفكرة داخل جنبات عقلها حتى سيطر عليها الهلع، وظهر الرفض كعين الشمس، ثم نظرت له برجاء قائلة:
عشان خاطر أى حاجة حلوة إبعد عنى، أنا مش عارفة أنت مصمم تعذبنى لية!؟
لماذا؟!، هو نفسه لا يعرف إجابة هذا السؤال الذي حرك بداخله الكثير، ولكنه اجابها بما أملاه عليه عقله الباطن:
لإنك عجبتينى ودخلتِ دماغى!

كادت كريمة تتفوه بشيئ اخر حتى قاطعها مالك بصوت حاد:
بس، أنا قاعد بتناقش معاكم لية؟
ثم نظر لشمس التي سألته بتوجس:
يعنى أية!؟
أجابها بطريقته الخاصة، ألا وهي التنفيذ الفَورى على قراراته الغير صائبة، مد يده أسفل ركبتيها والأخرى عند رقبتها ثم حملها عنوة عنها، حاولت الأعتراض أو الصراخ، ولكنه أقترب من اذنيها يهمس بصوت خالى من جميع معانى الرحمة:.

هششش، خليكِ زى الشاطرة كدة، بدل ما أصبح على الحاج صابر ف السجن بطريقتى بقاا
صمتت، صمتت مرة أخرى، وماذا عساها أن تفعل؟! لقد قيدها بما يجعلها على قيد الحياة، والدها الذي تعشقه وتموت قهرًا إن أصابه مكروه..
بينما قالت كريمة بصوت عالى:
سيبها بدل ما أصوت وألم سكان العمارة كلهم هنا
اومأ ببرود وهو يتجه للخارج، ثم رفع كتفيه يقول بجدية:
براحتك، بس ماتنسيش تقولي لهم عن السبب اللى هيخلينى أستر على بنتك الوحيدة!

وإتجه للخارج مغادرًا مع تلك العصفورة التي ترقد على ذراعيه مرتجفة، غير عابئًا بما سيسببه لتلك الأسرة البسيطة!

جحظت عيناها البنية بصدمة، ستتزوج وممن؟، من رجل لا تعرفه، رأته صدفة في حُلم كرهت أسمه تسبب لها في كل هذه المضاعفات، كيف ستربط نفسها بشخص تجهله وكان متزوج من قبل برابط أبدى مقدس، الزواج، ولكن أى زواج هذا من دون موافقتها!؟
وكأنه علم بالسؤال الذي يدور برأسها، فقرر أن يُريحها ولو قليلاً وقال مراد:
طبعًا أنتِ مش محتاجة أقول لك اد اية لازم توافقى على الجواز.

هزت رأسها نافية، وإكتفت بما أراد عقلها ترديده:
أنت مجنون!
نظر لها نظرة أرعبتها، نظرة جعلتها تصمت وتبتلع باقي كلماتها في جوفها، ثم همس بحدة:
أيوة مجنون من ساعة ما كانوا أو كنتوا السبب في موت حبيبتى وأم أبنى اللي كان جاى!
هزت رأسها نافية بغلب، ثم بدء تبكِ مرة اخرى وهي تقول بقلة حيلة:
يا أستاذ مراد أنا متعاطفة معاك جدًا ومع زوجة حضرتك الله يرحمها، لكن أنا ذنبى أية ف ده كله!؟
هدر فيها بصوت كتم شهقاتها:.

ذنبك إنك معاهم، وإنهم بعتوكِ على أساس مُش هكشفك!
في هذه اللحظات أرادت قتل نفسها حقًا، كم مرة ستعيد عليه نفس الجملة!
ام أنه يتعمد احراقها من الداخل وتجاهل كلامها وكأنه هواء!
نظرت له ثم هتفت بصوت هادئ:
لأخر مرة بقول لك أنا ماعرفهمش ابدًا
هز رأسه ولمعت عيناه وهو يقول بجدية:
وده اللي أنا هعرفه، بس بعد الجواز
هزت رأسها نافية بسرعة:
حرام عليك، هتدمر حياتى عشان تتأكد من حاجة أنا مظلومة فيها؟!

رفع كتفيه وقال بلامبالاة اغاظتها:
حقيقي مش عارف، لكن ربك هو اللي رماكِ في طريقى
ثم ثبت عينيه على عينيها اللامعة بالدموع وأستطرد بتهكم:
أعترضى بقا على قضاء ربنا!
نعم، الان تأكدت أنه اختبار من الله عزوجل، ولكنه أختبار يصعب عليها تخطيه بجدارة، واخيرًا، عندما تيقنت أن طوق النجاة لن يطفو على سطح تلك المعضلة أمامها إلا في الوقت المناسب، قررت الإستسلام...!
وسألته بدهاء:
طب أزاى جواز رسمى وأنا مش معايا بطاقة؟

رفع حاجبه الأيسر مجيبًا بسخرية:
لا والله!
ثم أستدار وأمسك بحقيبتها الملقاه على الأرض ثم ألقي بكل شيئ على الأرضية واخرج البطاقة الشخصية الخاصة بها، ثم اشار لها بها وأردف متهكم:
ودى أية دى بقي؟
لم يجد منها اجابة بالطبع، فزمجر فيها غاضبًا:
بلاش كذب من أولها عشان نكون كويسين مع بعض
لم تهتم وسألته ببلاهة مرة اخرى:
طب ازاى! كدة الجواز باطل، لأن مفيش موافقة اهل
تأفف بضيق ثم اجابها بجدية:.

شكلى هتعب معاكِ لكن مش مشكلة، بصي أنتِ بما إنك كملتِ 21 سنة ف خلاص تقدرى تتجوزى من غير ولى أمرك
أبطل لها كل الحجج الممكنة، كلما تبنى جدار سريع يهدمه أسرع! وكأنه يترجم لها معنى الأستسلام الحقيقي الان..
أقترب منها فجأة لتلفح أنفاسه بشرتها القمحاوية، ليشعر باضطراب أنفاسها المختنقة، لا يريد قربها ولا يرغبه، في عُرفه حُرم عليه الزواج عامةً من بعد زوجته، ولكن، المضطر يركب الصعب كما يُقال..

فك الحبال المتينة التي تركت اثرًا واضحًا على يدها، ومع كل لمسة ليدها تسير رعشة غريبة في جسدها بالكامل..
انتهى من فكها ثم نظر لها بلا تعابير واضحة وقال:
قومى واظبطى نفسك عشان المأذون زمانه على وصول!

بمجرد ذهاب مالك من المنزل لم تنتظر زينة اكثر من ذلك وركضت هي الاخرى وكأن المعاناة التي قصتها والدتهم لم تسبب لهم سوى الفرار والهرب من ذاك الذي عكر صفوهم، لم تأبه بوالدتها التي اصبحت تبكى وتندب ندمًا على لسانها ومشاعرها الجياشة التي لم تستطع التحكم بها، ركبت زينة سيارتها، ثم امسكت بهاتفها تتصل بصديقها الذي باتت تكرهه حد العمى، فأتاها صوته الرجولى بعد ثوانى مجيبًا ببرود:.

امممم، اية يا زينة يا حبيبتى
زياد، زياد عايزة جرعة حالاً
أسف يا زينتى بس مش فاضى now
زياد قوووووم لازم تيجى وتجيب لى حالاً أرجوك
زينة هانم بجلالة قدرها بتترجانى، بس اعمل أية يا غالية، ما باليد حيلة!
ماتستعبطش قوم تعالى لى حالاً
في ايدى حته اجنبى مش هقدر اسيبها وماستمتعش بيها عشانك يا زينة بصراحة
هديك اللي انت عايزه بس قوم ارجوك
اى حاجة متأكدة؟
اه اه يلا بسرعة
تؤ بردو مكسل معلش.

لاااااا مش قادرة دماغى، طب قولى فين وانا اروح اجيب
مقدرش، اعتذر.

أغلقت الهاتف وتكاد تبكِ، كرهت اليوم الذي تعرفت فيه على ذاك الشيطان، وكرهت المشاكل التي دفعتها نحو الادمان!، ماذا تفعل الان، الألم اشد من اى شيئ، بدء وجهها يشحب شيئً فشيئ، عادت برأسها للخلف تحاول تهدأة نفسها ولكن فشلت!

ترجلت من سيارتها مرة اخرى بسرعة واتجهت لمنزلهم لتجد والدتها على نفس حالتها تبكِ فقط، لم تعيرها انتباه وحاولت السيطرة على نفسها وتتجه لغرفتها، ولكن أوقفتها والدتها التي سألتها بتوجس:
مالك يا زينة، فيكِ أية؟
اجابتها بحدة وهي تمسك برأسها:
ملكيش دعوة بيا دلوقتِ
كيف لأم تعشق صغارها أن تتظاهر بالامبالاة أكثر من ذلك؟!، أن تُخفي حنانها عنهم وإن كان السبب موجع حد الموت...!

أقتربت منها بهدوء، ومن ثم احتضنتها لتحتويها، تغمرها بحنان حرمتها منه مسبقًا، كعقاب طُبق عليهم بسبب أب متهور أبله، وأم عاقبت نفسها على موجات جنونية لم تكن بيدها يومًا..
فجأة وجدتها تركض وتدمر كل شيئ طالته يدها، تنفث غضبها به، تدمره بدلاً من تدمير خلاياها داخليًا..!
ظلت تصرخ بهيستريا صدمت والدتها:
بس مش قاااادرة بس
لم تكن تتخيل يومًا أن بسببها هي تصل الى هذه الحالة!؟

كادت تقترب منها مرة اخرى، إلا أن زينة دفعتها فجأة بعيدًا لتصطدم بالأرضية بقوة جعلت رأسها تنزف بدماء..
لتُصاب زينة بهلع وهي تصرخ للنجدة:
ماااماااااااا!

يابنى روح شوف أختك بقالها 3 ساعات برة عند صاحبتها!

هتفت عبير والدة خلود بتلك الجملة وهي تقف بجوار أخيها، تلح عليه منذ قدومه ولكنه لا يبالى، وكأنها شفافة لا تتحدث، أو انها ترغب في التنزه، لأول مرة تستشعر العزلة والجفاء بين اولادها، الاولى تضيع والاخر ينام بأريحية، أى اخوة هذه حبالها منقطعة لهذه الدرجة!
تأفف بملل وهو يجيبها ببرود:
يووه يا ماما اتصلى بيها
اجابته على الفور والضيق يعتلى قسمات وجهها:
أتصلت تليفونها مقفول!

رفع كتفيه وهو يتمدد براحة ويقول بلامبالاة:
أكيد بتتسنكح هنا ولا هنا مع شمس، ما أنتِ عرفاها لما يتجمعوا
هز رأسها نافية وبدء صوتها يتهدج متابعة:
لأ لأ، قلبي مش مطمن، وحتى شمس ما بتردش عليا!
نظر للجهه الأخرى وأشار لها بالخرج، ثم هتفت بصوت أجش ؛
طب هبقي أشوفها لما أصحى ان شاء الله، اخرجى الوقتِ
صرخت فيه بغضب:
يابنى أنت معندكش دم، دى أختك!

زفر مطولاً، بالرغم من كل شيئ كلمة والدته البسيطة تقيده لتجعله يصمت، لولا ذلك لكان نهض وأبرحها ضربًا من شدة غيظه، حاول تقيد لسانه السليط وهو يردف بحنق:
يوووه يا أمى سيبينى عايز أتخمد
نام، نام بس مش مسمحاك لو أختك جرى لها اى حاجة
قالت هذه الجملة وهي تتجه للخارج، داعية الله أن ينجى أبنتها من اى شر، وبعدها ترمم علاقتهم من البداية وبطريقة صحيحة، لتجعل حبهم لبعض كأخوة يتوغل بدماء كلاً منهم بلا منازع...!

بينما فتح هو عيناه السوداء، لتظهر نظرة لا يعرف معناها شخص عادى، ثم همس بصوت يكاد يسمع:
هي لسة شافت منى حاجة!

ظلت كريمة تسير ذهابًا وايابًا، لا تخفي من جنبات عقلها صورة أبنتها وهذا المخبول يحملها عنوة وكأنها شيئً ما للهو فقط، قرأت بين سطور عينيها الرمادية خوف وقلق من المستقبل، المستقبل القريب الذي سيحدده ذاك المجهول الذي أقتحم حياتهم فجأة ليقحمهم برغباته المميتة، لمن تشكو؟
زوجها بالسجن!، ام اهلهم الذين تنقطع علاقتهم من الأساس!؟، ام ابن اختها الذي توعد لهم منذ قليل!

بالتأكيد يحيى هو ملجأهم الوحيد، بالرغم ما فعله ولكنه سيظل يربطنا نفس الدم، وعلاقة لا تنتهى بسهولة..
اومأت برأسها مؤكدة على ذاك الكلام وهي تتجه لهاتفها الصغير الموضوع على الأريكة ثم إلتقطته مسرعة لتتصل بيحيى، ليأتيها صوته المتهكم بعد ثوانى:
اية يا خالتى لحقت اوحشكم كدة!؟
يحيى مش وقته الكلام ده
امال وقته امتى، عايزة اية يا خالتى
عايزاك تيجى هنا بسرعة
لية ان شاء الله معقول عايزين تصالحونى وتجوزينى شمس.

اوعدك هوافق على كل حاجة بس لو لحقتها!
يعنى اية لو لحقتيها
يعنى تعالى بسرعة ارجوك مفيش وقت
سلام مسافة السكة
سلام.

أغلقت وهي تتنهد ببعض الأرتياح على قرار وتصرف قد ظنته صحيحًا في هذا الوقت فقط...!

ترتعد أمامه، منكمشة في نفسها وهو يحاصرها عند الحائط الذي احتواها ببرودته، قلبها وجسدها الذي اُهلك من ارتعاشاته كلما اقترب منها يطالبونها بالفرار حتمًا مهما كان الثمن، ولكن أى فرار هذا وهو يحاصرها بذراعيه المفتولتين، وعيناه القوية التي تخترقها لتمزقها من الداخل لأشلاء صغيرة مفتتة، قرء الرعب والذعر بين سطور عينيها، ولكن كأنه لؤلؤتيه يعكسون له ما تشعر به لتزيده نشوة، بالرغم من احتراقه الداخلى إلا انه يظهر مجرد متماسك قوى راغب امامها، يتلبس قناع القوة في ثوانى بمهارة، خرج صوتها متهدج اثر الرعب الذي دب قلبها وهي تسأله بتوجس:.

أنت هتعمل أية؟
سؤال غبى اظهر اجابته المميتة بالنسبة لها مرارًا وتكرارًا، شخص بحالته المرزية وعينيه الغامضة ترى ماذا يريد من فتاة فاتنة اُغرم بعيناها من أول وهلة؟!
اجابها بصوت هادئ بعض الشيئ:
أنتِ خايفة منى؟
اومأت برأسها بلا تردد، تتبعها تأكيد قوى:
جدًا جدًا
لية؟
سألها بوضوح وترها أكثر، لتجيبه بصوت مهدد بالبكاء:
أنت اللي مخوفنى منك.

اقترب منها اكثر، يستنشق رائحة عطرها، دفن رأسه في عنقها ليشعر برجفتها ولكنه لا يبالى، فقد خدره حديث والدته المسموم عن العالم بأكمله..
راحت تترجاه بخوف:
لو سمحت سيبنى أمشي ارجوك
أبعد رأسه عنها لينظر في عينيها بنظرات باتت تكرهها، ثم اخذ يتلمس وجنتاها ليستشعر اشتعالهم وهو يقول:
أنا عايزك اووى
ثم صمت لبرهه يستعيد ما مر به في حياته وتابع بغموض:
أحنا اللي الاتنين محتاجين بعض الليلة دى عشان ننسي.

هزت رأسها نافية وهي تستطرد بصوت متوتر:
لا لا انا عايزة امشى
إحتدت عيناه بقسوة غريبة، وفجأة اقترب منها يلتهم شفتيها بين شفتيها، يتذوق ما كان يتوق لأكله دائمًا منذ رؤيتها، ولكن بقسوة، قسوة اخذها من عالمه ليبليها بها وهي لا ذنب لها..
ابتعد عنها قليلاً مكملاً بأنفاس لاهثة:
قولت لك أنتِ الليلة ليا بس
ثم بدء ينزع ملابسه بصورة سريعة تحت انظارها المذعورة وهي تكاد تفقد وعيها من شدة الصدمات عليها و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة