قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والثلاثون

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والثلاثون

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والثلاثون

وإن كان القدر ضدك، يدعوا من امامك للشك، ويعاديك، فتحاول إغتنام الفرص، واتخاذه صديقًا ولو في الحزن!
اقترب مالك من شمس يمسك وجهها بين يديه الخشنة، ليهمس بعدها بما يشبه الرجاء:
ممكن تهدي يا حبيبي
نظرت له بغيظ متفجر من بين لؤلؤتيها، لتصيح فيه بعدها مبتعدة:
يا برودك يا أخي، تعمل العملة وتقولي إهدي!؟
تنهد بقوة قبل أن يقترب منها مرة اخرى ليمسكها ويجلسها بجواره مرددًا بحزم:.

أهدي يا شمس عشان تعرفي تسمعيني وتفهميني
لاااا مش ههدى، وبطل برودك ده
صرختها فيه بحدى مفرطة إنفلتت منها..
ليحاول تمالك نفسه وهو يقول بحدة موازية حدتها:
لو مش بالزوق بالعافية هاتسمعي واسكتِ بقااا
اومأت وهي تحاول ربط لسانها الذي سيوديها للجحيم حتمًا لتقول بهدوء ظاهري:
امممم أتفضل أتفضل
سألها بجدية:
مش أنا قولتلك على سمر وقولتلك على اللي هعمله؟
اومأت مؤكدة:
ايوة قولتلي بس أية علاقة سمر؟

صمتت برهه تسترجع ما حدث لتصيح فيه بجزع:
يعني أنت كنت معاها!؟
اومأ موافقًا بجدية:
أيوة بس مش عشان السبب اللي في دماغك
كزت على أسنانها بغيظ قبل أن تسأله:
امال روحت لها لية؟!
تنهد وقال:
عشان أوقعها يا شمس
رفعت حاجبها الأيسر متابعة بتهكم صريح:
لا والله، وكانت بتجرب لون الروچ على قميصك ولا إية؟ انا مش هبلة يا مالك
بادلها الصراخ بنفاذ صبر:
لأ هبلة يا شمس، وأسرع حاجة عندك الطلاق طلاق طلاق هو لبانة في بُقك؟

هزت رأسها نافية بجدية:
لأ بس البرفان والروج اللي عند رقبتك ده معناه أية؟!
أخرج هاتفه من جيبه بهدوء، ليفتحه فتسمع هي اعترافات سمر بأماكن الأوراق التي تُمحي جمال من الدنيا!
فشهقت بصدمة من خيانة هيئها لها شيطانها النفسي والبشري!
إبتلعت ريقها قبل أن تسأله بهدوء متوجس من رد فعله المؤكد والعنيف:
طب إزاي؟
اجابها متنهدًا بقوة وهو يتذكر:.

سمر هي اللي إتصلت بيا، كانت سكرانة، فضلت تخطرف بكلام كدة وقالتلي على مكانها ودي كانت فرصتي عشان أعرف منها كل حاجة وهي سكرانة
سألته بغيظ غيور:
وأزاي باستك وحضنتك بقا يا أستاذ
نظر لها ببعض الحدة و أردف:
كانت سكرانة يا شمس، وانا ساورتها عشان أأررها وخلاص
تنهدت شمش لتهمس بعدها:
أنا اسفة بس آآ
قاطعها وهو ينهض مرددًا بخشونة:.

خلصت يا شمس، مش من أقل مشكلة تطلبي الطلاق، ده دليل على إنك مش واثقة في حبي ليكِ ومستنيالي غلطة
ثم أشار لها بأصبعه مكملاً:
وأنا اللي يستنى فرصة عشان يبعد عني بديهاله
هزت رأسها نافية بهدوء:
لا يا مالك أنا قولت كدة عشان آآ
قاطعها بصرامة وهو متجهًا نحو غرفته:
خلصنا يا شمس، انا مصدع وعايز انام بقااا
قالت بلين:
مالك لو سمحت
وكالعادة قاطعها وهو يأمرها بصوته الأجش:
هخش انام تكوني جهزتي الشنط عشان نسافر.

ثم غادر تاركًا اياها بين طيات ندمها الكبير!

نظرت ليلى لمراد بذهول حقيقي، ولا تستوعب جملته فسألته ببلاهه فاغرةً فاهها:
إزاي يعني يا مراد؟
تنهد تنهيدة طويلة وحارة تحمل بين طياتها الكثير والكثير ليرد بعدها:
إتفصلت من الشغل بسبب قضية ذور يا ليلى
اومأت وهي تنظر له هامسة:
معلش الظلم كتر، ومش من حقي أتدخل في تفاصيلك
هز رأسه نافيًا بأصرار:
لأ لو من حيث الحق فأنتِ مراتي وحقك
خجلت قليلاً من إصراره، وهو نسبة لها مجرد غريب فقط!
فتابعت قائلة بحنين:.

إحكيلي عن أهلي شوية يا مراد
تنهدت قبل أن يبدء السرد بابتسامة هادئة:
أهلك دول تقريبًا كانوا أطيب ناس عرفتهم بحياتي، والدك كان متوفي من بدري ومامتك توفت بعد ما اعتقدنا أنك موتي، الصدمة كانت كبيرة أوي عليها ماستحملتش فقدانك فللأسف ماتت.

اومأت بحزن حقيقي:
ربنا يرحمها
ردد خلفها بفتور:
اللهم اميييين يارب العالمين
ليسمعها تقول بعدهت بنبرة منكسرة متألمة بحق:
عارف، أنا اللي قاهرني فعلًا إني حاسه إني تايهه، مهمومة ومش عارفة مين صاحبي ومين عدوي، بحب واحد يعتبر ضمن اللي كانوا السبب في كل اللي أنا فيه، ومش بكن مشاعر للي مفروض جوزي واللي هو اتجوز غيري.

إبتلعت ريقها وهي تنتبه لتوها بذاك التصريح الذي خرج منها، ليسألها مراد بهدوء تام:
بتحبي مين يا ليلى؟
ظلت تنظر امامها وهي تفرك يدها بتوتر لاحظه لتهمس:
أنا آآ ما آآ..
وقاطعها بصوت هادئ وجاد:
قولي متخافيش، لإن أنا كمان حبيت
تشجعت قليلًا لتقول:
حمدي، اللي بعتني ليك
اومأ بهدوء:
إحنا الاتنين متخلقناش لبعض، راحتك مش معايا ولا راحتي معاكِ.

وشعرت هي الدنيا تضيق بوجهها اكثر، زوجها اعترف لها وهي اعترفت له، لم يعد لها سوى حمدي الكاذب !
وبدءت دموعها تلقائيًا تنزليق من بين عينيها البنية...
بينما في الداخل كانت خلود تستيقظ لتوها، وشعور بالقلق توغل لخلاياها من عدم تواجد مراد بجوارها
فانهضت بهدوء متجهه للخارج ولا تدري لمَ تشعر بجمرة تبدء بالاشتعال داخلها!
وخرجت وهي ترتدي الروب الخاص بها لترى ما جعل روحها تشتعل بالفعل!

جلست زينة في غرفتها، شاردة بتلك الهموم والمشاكل التي اصبحت لا تفارق نسمات الهواء التي يتنفسونها!
عقلها يأمرها بعدم اخبار مالك وقلبها يأمرها بالأسراع في اخباره!
وبالطبع العقل يكسب معظم الاوقات، فألتقطت هاتفها مسرعة لتتصل ب زياد
ذاك المنتقم الذي لا يرغب في الأبتعاد عنها!
ليأتيها صوته بعد قليل قائلاً بلهفة:
الوو زينة
ايوة يا زياد فاضي
ولو مش فاضي افضالك يا روحي
اممممم
وحشتيني على فكرة.

ميرسي بس أحنا ملحقناش نبعد عن بعض
إنتِ بتوحشيني دايمًا
ماتشوفش وحش
إنتِ كويسة! فيكِ حاجة
لا انا متصلة عشان أحاول معاك أخر محاولة
مش فاهم
يعني زي ما اتجوزنا من غير علم حد نتطلق من غير علم حد بردو
زينة أنا متمسك بيكِ وجدًا كمان
لكن انا لأ، ومش مستعدة أكمل الباقي من حياتي معاك
ده اخر كلام عندك يا زينة؟
أكيييييد
طيب يا زينة ماشي
ماشي إية؟
هنطلق من سُكات زي مانتِ عاوزة!

وتهللت أساريرها بقرب تحريرها من ذاك الأسر المكروه لها..
وما إن همت بالرد حتى سمعت صوتًا عاليًا يأتي من الأسفل فركضت مسرعة نحو الأسفل وهي تدعو الله ألا يكون ما يطرق بالها صحيح و...!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة