قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والأربعون

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والأربعون

رواية غزالة في صحراء الذئاب للكاتبة رحمة سيد الفصل التاسع والأربعون

وإنطلقت الرصاصة صوب مراد الذي حاول تفاديها ولكنها كانت وكأنها تعرف دورها الخبيث من شيطان الأنس ف اُصيب مراد في ذراعه فقط لحسن حظه...
صرخ متألمًا وهو يمسك ذراعه الأيسر:
-آآه دراعي، حسبي الله
فيما ركضت خلود نحوه تتفحص ذراعه الذي بدأ ينزف الدماء بغزارة، فأصبحت دموعها تهبط تلقائيًا وكأنها مُبرمجة عند رؤية إيذاء من تعشقهم!

فرمقت جمال الذي ازداد صراخه مع محاصرة الشرطة له بنظرات حاقدة، لجوار قولها المتمني:
-ربنا ياخدك ويريح الناس من شرك
ووقعت عيناها على قطعة صغيرة من القماش على الأريكة، فإلتقطتها على الفور لتضمد جرحه قدر الإمكان...
وتلقى مراد سؤالاً من الضابط المتوجس:
-أنت كويس؟
اومأ مراد مغمغمًا بألم:
-إن شاء الله
أشار للعساكر ليجذبوا جمال الذي ظل ينوح بإنفعال:
-لا سيبوني، أنا هاوديكوا في ستين داهية، أبعدوا عني يا كلااااااب.

ولكن صوته كان يُخلط مع نسمات الهواء المشحونة بالسلب، فيمر على اذنيهم مرور الكرام دون إخراج ردًا مناسبًا!
فيما قال الضابط لمراد بجدية مناسبة:
-أنت والمدام هتركبوا مع العسكري تروحوا المستشفى
اومأ كلاً منهم، ليتابع مراد بصوته الذي بدأ ينحدر نحو الأختناق:
-شكراً يا حضرت الظابط
هز الأخر رأسه نافيًا، وبأمتنان حقيقي صدح صوته يقول:
-لا شكراً ليك أنت، أنت عملت حاجة الشرطة كلها ماقدرتش تعملها.

تقوس فمه بابتسامة ساخرة قبل أن يستطرد بنبرة تليق بسخريته وحنقه:
-للأسف الشرطة تقدر، بس هي مُش عاوزة مش مُش قادرة يا حضرت!
تغاضى الضابط عن جملته وهو يخبره:
-في النهاية الفضل ليك، ربنا يكتر من أمثالك
أبتسم مراد أبتسامة صفراء، ليهمس:
-متشكر، يارب.

يحاول التماسك قدر المستطاع، ولكن ومع مرور الثواني كان الألم الذي يشعر به كأنها دائرة تزداد في الأتساع كل لحظة!
إستقلا سيارة الشرطة ليتجهوا نحو احدى المستشفيات الخاصة...

واخيرًا بعد فترة، تم الإفراج عن مالك بضمان محل إقامته وخاصةً بعد سجن جمال مما أثبت إمكانية قتله لسمر...
وصلت شمس مع مراد إلى القسم، وبالطبع كانت شمس تحتل أولى درجات السعادة، بل كانت السعادة تغمر كل ذرة فيها، واخيرًا إنتهت فترة البُعد الاجباري، ليصبحوا في فترة إجتماع قلوب العشاق...

الابتسامة السعيدة المُهللة تزين ثغرها، وشعورًا كزهرة متفتحة ينمو داخلها بالنصر لأول مرة، وخاصةً بعد معرفتها بالقبض على شيطان الأنس
وبمجرد أن رأت مالك أمام القسم حتى ركضت له تحتضنه غير عابئه بأي شيئ سوى أن عيناها تتحلى برؤية حبيبها الاول والاخير و زوجها العاشق...
بينما مالك لم يكن أقل سعادة منها، بل كان كفراشة أخيرًا عادت لما تستنشقه دومًا فأصبحت ترفرف بجناحات عشقها!

طوقها بذراعيه يشدد من ضغطته لها، يود لو ادخلها بين جنبات صدره فما عادت تفارقه ابدًا..
دقات قلبه تتراقص بجنون بين قفصه الصدري، وعقله يهفو بانتصار
صبرت ونولت!
وقطع لحظاتهم المُشتاقة حد الجنون صوت مروان الذي كان كمقص غليظ:
-خلاص يا ملوكي لما تروحوا بيتكوا أبقوا اعملوا كل اللي انتم عايزينه
رغمًا عنه أبتسم مالك ولكنه رد بغيظ من بين أسنانه:
-وحياة أمك لأوريك يا مروان.

بينما هي طغت الحمرة قسمات وجهها، فنظرت للأرضية بخجل حقيقي ناتج عن موقف محرج كهذا..
أشتياقها الغير محدود كان خلفية مزدهرة لتصرفها الأحمق..
وتدخلت زينة تنطق بنبرة جُسدت فيها نصف مقدار السعادة:
-مبروووك يا مالك، ويارب ماتدخلهوش تاني ابدًا إلا في الخير
اومأ بابتسامة هادئة ومتمنية شقت وجهه:
-امين ياااارب.

وبأشارة منه كانت تقترب منه يحتضنها بحنان، حنان بثه له بدفئ حضنه وأرتياح غامر استلم قلبها المنكسر فكان له كمهدئ مؤقت!
نعم مؤقت، سعده لن تكتمل، ك دورة ينقصها لفة أخرى لتحرير والدتها الحبيبة وحينها ستصبح كاملة مُكملة..
قبل مالك جبينها، ونطق لسانه تلقائيًا بما زحف نحوه قلبه الحاني مؤخرًا:
-وحشتيني أوي يا زينتي
أحتضنته مرة أخرى تردد بأشتياق لعودة طيبة كهذه:
-وأنت وحشتني اكتر يا قلب زينتك.

صفق مروان بيده متدخلاً بقوله المرح:
-خلاص يا جماعة نخلي الحب ده لبعدين، انا واحد عايز أروح أنام
قهقه مالك بمزاح مجيبًا:
-فدايا الدنيا كلها يا حبيبي مش تعبك بس
كز الأخر على أسنانه والغيظ زعيمه ليتابع بعدها:
-اه طبعاً يا برنس
وبصوت مكتوم همس بصوت ظنه في قرارة نفسه فقط:
-الله يخربيت اليوم اللي عرفتك فيه
سأله مالك وقد اصطنع الجدية في صوته:
-بتقول حاجة يا مروان؟

هز رأسه نافيًا في سرعة خفيفة، ليردف بعدها مقلدًا شخصًا مرتعدًا:
-لا لا ابداً، ولا عمري هاقول ياسطى ابداً
فصدح صوت ضحكات الجميع على لعبة القط والفأر التي يتمازحون تحتها وأجنحة السعادة تُضللهم، الى حين غير معلوم!

وقف سعد مساعد شيطان الأنس وذراعه اليمين، يده التي يأمرها بزرع الشر فيتركها تجول لتنفذ ما اُمرت به على الفور..
ولكن تلك المرة لم يكن هادئ ككل مرة وهو يرسم حُفر الشر أينما اومر في أرض الله الواسعة!
بل كان مشطاطًا غاضبًا ناريًا، نيران تتدفق بين عينيه الواسعة الحادة...
نظر للرجل الذي يقف لجواره ليهتف بصوتًا عاليًا قد لا يناسب كم الأشتعال الذي ينهش في روحه:.

-ماقدرش، برضه ماقدرش، هو اية مالك ده اييييييييية!
أجاب الرجل وهو منكس الرأس من خيبة يبدو أنها لُصقت بهم:
-قطة بسبع أرواح يا باشا، لا مش قطة ده ذئب مش مكتوب له يموت ابدًا
عَلى صوت تنفسه المضطرب والذي كان أكبر دليل على غضبه، قبل أن يصدح صوته قائلاً بخشونة:
-موته ماكنش هايعمل لي إلا حاجة واحدة
سأله الأخر بنبرة متعجبة:.

-صح يا باشا، كدة كدة جمال بيه أكيد هايعترف ومش هايقع لوحده يعني موت أبنه ده مش هايغير حاجة لأن الأدلة اتسلمت للبوليس وزمانهم ابتدوا يدوروا على الباقي
اومأ موافقًا، وقد أحتل الشرار أكبر جزءًا من حروفه الحاقدة:
-أيوة، بس هاكون إنتقمت منه على تدميرنا، والواد الظابط ده كفاية عليه اللي حصل له
صمت برهه ثم عاد يردد في خشونة:
-وبعدين جمال أكيد مش هايعترف على الباقي، هو مش واطي للدرجة.

تقوس فمه بابتسامة ساخرة وهو يجادله:
-ده واحد بينه وبين الموت عتبة يا باشا، أكيد مع الضغوطات ومش بعيد التعذيب هايعترف فورًا كمان
اومأ موافقًا بأسف حقيقي شابه الغيظ:
-للأسف، بس أنا مُش هافضل كدة مستني قدري يجي لحد عندي
قال الأخر متساءلاً يستفسر:
-هاتعمل إية يعني يا سعد باشا بقا؟
نظر أمامه والإصرار الغريب يغلف نظراته الحاقدة هذه المرة:
-أكيد هاخرج برة البلد قبل ما يوصلوا لي!

عاد كلاً من مراد و خلود إلى منزلهم بعد مداواة جرح مراد والذي لم يتأذى منه كثيرًا لحسن حظه..
وبمجرد أن رأتهم ليلى حتى إتسعت حدقتا عينيها، و راحت تهتف في هلع:
-إية ده إية اللي حصلك يا مراد؟
ردت خلود التي ظهر الحنق مرسومًا بين خطوط قسمات وجهها أثر مناداتها له دون أي ألقاب:
-إتصاب أصابة بسيطة بس
اومأت ليلى، لتردف بصوت خافت:
-ألف سلامة عليك
ظهرت شبح أبتسامة صفراء على ثغره المُهلك:
-الله يسلمك يا ليلى.

وضع يده على ذراعه المُصاب، ليستأذنها مغمغمًا بأرهاق واضح:
-عن اذنك يا ليلى، شوية وأكيد راجعلك لإن في كلام كتير لازم نتكلم فيه
اومأت موافقة بهدوء:
-ماشي هستناك
إتجه هو وخلود نحو غرفتهم، وبمجرد دلوفهم أغلقت خلود الباب بعدهم..
ساعدته في الدلوف للمرحاض ليغتسل ثم تبديل ملابسه لملابس مريحه...
وما إن انتهوا وتسطح على الفراش ببعضًا من الأرتياح والهمدان،.

شعر في تلك اللحظات أنها نصفه الثاني فعليًا، أنها يده السليمة بدلاً من المصابة، أنها روحًا طيبة وعاشقة متجانسة مع روحه الثائرة التي هدأت لتوها!
حمدالله في قرارة نفسه على نعمة من الله وعد نفسه ألا يفرط فيها ابدًا...
نظر لخلود التي كان وجهها واجم، فسألها بصوته الرجولي الهادئ:
-مالك يا خوختي؟
أبتسمت ابتسامة صفراء قبل أن ترد نافية:
-لا مفيش أنا عادي اهوو.

هز رأسه نفيًا وقد أصر على شيئ ما يراودها دون أن يراه او يعرفه:
-لا مش عادي، إنتِ عايزة تقولي حاجة، قوليها يلا؟!
تنهدت قبل أن تستطرد بصوت جاد:
-كل حاجة في أوانها كويس
ضيق عينيه، وخرجت حروفه المُخلدة العاشقة بأمرًا من دقاته العالية:
-بس أنا، أحب أعرف كل حاجة بتدور بعقلك، حتى قبل ما توصل للسانك يا حبيبتي
ابتسمت برقة أذابت جليد همومه، لتقول بصوتها الحنون المشتاق:.

-عايزة أروح ل ماما وأفضل أعتذر لها وأترجاها تسامحني حتى لو اضطريت افضل كدة لحد ما أموت، وأكيد هأروح ل طنط كريمة أعرف منها اللي حصل ل شمس بالتفصيل
ثم ربتت على كتفه في حزم لين مرددة:
-بس أنت ارتاح عشان دراعك يخف بسرعة
قبل جبينها بعشق خالص إتضح في قبلته، ليهمس:
-ربنا يخليكِ ليا يا روحي
ثم نهض ممسكًا بذراعه، ليجزم بعدها:
-بس لازم أعمل حاجة قبل ما أرتاح وأنام
سألته مستفسرة بهدوء:
-حاجة إية دي؟

إتجه نحو دولابه، ليخرج كل ما يخص ليلى يضعه في طبقًا حديديًا على الأرض لينتهي من تفريغ كل شيئ داخله، وتحت انظار خلود المتعجبة والمترقبة في آنٍ واحد ليشعحل النيران فيها وهو يردد بصوت حازم:
-كدة صفحة ليلى أتحرقت بالكامل، وخصوصًا بعد ما نفذت إنتقامي!

واخيرًا، اُغلق عليهم بابًا واحدًا بمفردهم، يشعر أنه شابًا مراهقًا لأول مرة يختلي بمعشوقته الوحيدة!
ينظر لها وعيناه تموج عشقًا بدى لا نهائيًا، وتقرأ هي بين سطورها ما لم ينطقه لسانه!
لحظات من الصمت مرت عليهم وكان صوت تنفسهم المضطرب أثر الأقتراب النعيمي بعد الفراق الحتمي هو موسيقى هادئة يسمعون فيها غزل صامت!
كان يسارع لتبديل ملابسه المتسخة، ولم يصدق وهو يراها امامه اخيرًا وهم معًا في غرفتهم...

بدأ يقترب منها رويدًا رويدًا منها، وكل خطوة يقتربها يشعر بدقاته تزداد سرعة!
مد يده لها يهمس بصوت عاشق ولهان:
-تعالي يا شمسي
أبتسمت برقة لتقترب منه ببطئ، وما إن أصبحت امامه حتى جذبها له يلصقها به، ليتابع همسه المشتاق:
-وحشتيني، وحشتيني أوي أوي أوي
نظرت له وقد لمعت لؤلؤتيها الرمادية ببريق عاشق يعرفه جيدًا، فلم يتمالك نفسه اكثر وهو ينقض على شفتيها يلتهمهم في قبلة جائعة وعاشقة...

يملي شوقه الجارف لها طيلة هذه الأيام، ويدعو ألا يضطروا لبُعدًا كهذا مرة اخرى!
ويداه تعبث بحرية بقميصها القصير، لاحقًا ابتعد عن شفتاها التي كادت تتورم، ف ضمها له بحنان مُشتاق، ورأسها تجاور صدره، ف رفعت رأسها تنظر له لترفع نفسها قليلاً تُقبل ذقنه الخفيفة وجانب شفتاه، دُهش من الجرأة التي اصبحت تتحلى بها مؤخرًا، ولكن سرعان ما قال مداعبًا وهو يطوق خصرها النحيل:
-أتعلمتي الوقاحة ع فكرة يا شمسي.

ضحكت بمرح، لتداعب أنفه بأنفها مرددة بمشاكسة:
-من بعض ما عندكم يا ملووكي
ولم يكن ليترك شفتاها تمر بعيدًا عنه مرور الكرام، فقبضها يلتهمها بنهم...
رفعها عن الأرض ليحملها معه وهو يقبلها نحو غرفتهم، فأغلق الباب بقدميه ثم اتجه نحو الفراش يضعها عليه وهو فوقها..
يقبل كل جزء بوجهها الأحمر بدايةً من عيناها المنغلقة حتى منحنايات صدرها، ويداه تعرف دورها الخبيث فتزيل عنها ملابسها الخفيفة...

وهمس بجوار اذنها قبل أن يغوصا في رحلة طويلة من العشق والهُيام بعد حرمان لا يقدره عشاق مثلهم:
-بحبك، لا بحبك اية ده انا بعشقك يا شمس حياتي...!

...

بعد فترة ليست قصيرة كانت تتسطح على فراشهم بجواره، تضع رأسها على صدره العالي فتسمع دقاته الثائره، وضعت ذقنها على صدره لتنظر له قائلة بتساؤل ناعم:
-مالك، نفسك في ولد ولا بنت؟
ضيق ما بين حاجبيه، ليقترب منها يسألها مشاكسًا:
-يا ترى إنتِ نفسك في إية يا شمسي؟
إتسعت ابتسامتها وهي تهمس بتمني:
-نفسي في تؤأم ولد وبنت
أبتسم هو الاخر، ليلصقها به تستشعر سخونة جسده، قبل أن يقول بخبث دفين:.

-انا بقا نفسي في عشر تؤااام
شهقت مصدومة، لتستطرد ؛
-نعم! لية هو انا أرنبة ولا إية يا حبيبي؟ ضحك من قلبه على تلك الطفلة التي ستنجب طفل مثلها!
لتنجرف شفتاه نحو شفتاها الوردية، لتخرج حروفه بين شفتاها:
-واحنا ورانا اية يعني؟ أنا عايز أخلف منك عيل
ثم ختم كلمته بقبلة طويلة من شفتاها، ثم اكمل ؛
-واتنين
ثم بدأ يُقبل كل إنش في وجهها، ثم تابع:
-وتلاتة واربعة وخمسة وستة وسبعة و، إلخ.

فإنطلقت شفتاه توزع قبلاته المتلهفة على كل جزءًا من جسدها ويداه تتحسس جسدها بطريقة أثارت القشعريرة في جسدها...
وقطع لحظاتهم صوت رنين هاتفه، فتأفف مالك وهو يلتقطه ليجيب بضجر:
-الووو ايوة
وسرعان ما إتسعت حدقتاه وهو يهمس مصدومًا:
-إيييييييييية!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة