قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل العشرون

رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل العشرون

رواية غرامة غدر للكاتبة شاهندة الفصل العشرون

تأمل (صادق )وجهها الملائكي النائم بحب، مد أصابعه ليمررها على وجنتها الرقيقة وهو يقول:
-قبلك كنت وحيد مع ان حوالية كتير وأسوأ أنواع الوحدة هى اللى بتحسى بيها وانتِ وسط أهلك وناسك، بتبقى مُرعبة وقاسية. بتتملك من روحك لدرجة انك وقتها مبيهمكيش مصيرك حتى لو كان موت. لغاية ماشفتك.

الراجل بطبعه صامت بس انتِ قدرتي تفهميني من عيوني، زي طفل مقدرش يتكلم عن عذابه واللى وجعه بس بقلبك الكبير حسيتي بوجعي وقدرتى تطيبيه بحنيتك. الحب ده نعمة كبيرة قوي ربنا بيرزقها للى بيحبه وأنا معرفتش ان ربنا بيحبني غير بعد مارزقني حبك.

وحشتيني ياأمنية ووحشني إحساسك وجنون غيرتك، مكنتش أعرف قد إيه الدنيا وحشة ووجودك فيها اللى محليها غير لما غبتي وغمضت عيونك وبعدتيهم عني، عيونك اللى النظرة منهم ألف حكاية بتحلى أيامي وتسليها، الكون من غيرك فراغ. هوا. وكأنه مش موجود.

أنا بموت فى غيابك ياأمنية والإسم حي. بفتكر كل لحظة زعلتك فيها وسامحتينى، كل لحظة قصرت فيها فى حقك وغفرتيلي، بفتكر حبك اللى معرفتش قد إيه كنت محتاجله عشان اكمل غير لما غبتي عنى، وحشتيني ياحبيبتي وبترجاكِ تسامحيني مرة أخيرة بس ترجعيلى وهكون جنبك ثانية بثانية. لا هسافر تانى ولا أتأخر فى شغل ولا حتى هشتغل اوفر تايم، بس ترجعيلي وهجيبلك الشيكولاتة والورد اللى بتحبيهم علطول وهنسافر نتفسح فى الأجازة زي ماكنتِ عايزة وهسمعك كلام الغزل والشعر اللى بتحبيهم وبتفضلى تسمعيهم على النت، هحفظ قصايد نزار وإيليا، كان إسمه إيليا إيه؟إيليا..

-إيليا أبو ماضى.
تسلل صوتها إليه ينشله من حزنه فيغمره بسعادة مطلقة، بينما قبضة أصابعها الصغيرة على أصابعه تدعوه بشوق لتقبيلها وقد عادت إليه لينعم بوجودها فى حياته بعد ان عاش ساعات خارج غرفة العمليات مرت كالدهر وهو فى إنتظار خبر نجاتها او، فراق ابدي يقضى عليه بالكامل.
طالعها بعيون دامعة تتأمل ملامح وجهها الحبيبة بعشق قائلا بصوت تعثرت نبراته من فرط السعادة:
-أمنية.
إبتسمت قائلة بوهن:.

-أعتبر الكلام اللى قلته الوقتى وعد ياصادق.
رفع كفها إلى ثغره يلثمه قائلا بسعادة طفرت من عيونه فى شكل قطرات أمطرها الحب:
-وعد واجب التنفيذ ياقلب صادق وفيه شرط جزائي كمان لو مااتنفذش.
قالت بحيرة:
-شرط؟!
إتسعت إبتسامته قائلا:
-لو أخليت بوعدي ليكِ ياحبيبتي يبقى هتخلى عنك انتِ كمان وانتِ عارفة ان ده من سابع المستحيلات.
عقدت حاجبيها قائلة:
-هم أربعة بس.
قال بطريقة تمثيلية:.

-بقوا سبعة على إيدى. خامس المستحيلات إنى أزعلك تانى والسادس إنك تغيبي عن عينى ثوانى والسابع انى أتخلى عنك او تفارقيني او تبقي وحشاني.
ضحكت بخفة وهى تمسك جانبها بعد ان اوجعها جرحها من الضحك ولكن محاولة (صادق)قول لها كلاما موزونا كالشعر مع تلك الحركات التمثيلية جعلاها رُغما عنها تضحك مجددا، ضحك قلب ازاح العشق عنه كل ألم.
كان يرفع فنجال الشاي إلى فمه حين دلفت (هند)إلى حجرة الطعام قائلة بإبتسامة:.

-بنجور ياأكرم.
إرتشف رشفة من فنجال الشاي خاصته ثم وضع الفنجال بهدوء قائلا:
-صباح الخير ياهند، تعالى.
تلفتت حولها قائلة بخبث:
-امال فين خطيبتك، غريبة. مش قاعدة معاك على سفرة واحدة ليه؟تكونش فى المطبخ؟
أدرك (اكرم)ان (هند)قد وصل إليها شيئا عن عمل(قمر)كخادمة عنده وقبل ان يقول شيئا، وجد(قمر)تدلف إلى الحجرة قائلة:.

-أكيد فى المطبخ بجيب اللبن لأكرم، انتِ عارفة قد إيه بيحب الشاي باللبن على الفطار. أو يمكن متعرفيش وهتعرفى إزاي صحيح لا انتِ خطيبته ولا مراته ولا حتى حبيبته.
طالعتها (هند)بحنق بينما لم يتدخل (اكرم)بالحديث واكتفى بالمراقبة بصمت تاركا (قمر)تضيف بعض اللبن الساخن إلى فنجال الشاي خاصته، قبل ان تجلس جواره فجلست (هند) بدورها قائلة:.

-وعلى كدة الفرح امتى بقى ان شاء الله ولا لسة محتاجين فرصة تتعرفوا فيها على بعض؟
غصّت (قمر)بمشروبها، فتركته مطالعة (أكرم)الذى قال بهدوء:
-انتِ شايفة الظروف اللى احنا فيها وتعب مدام امنية، مش معقول هنعمل الفرح فى الظروف دى، اكيد اول ماالوضع يستقر هنعمل فرح صغير كدة على الضيق وهتكونى طبعا اول المعزومين.
صبت لنفسها فنجالا من الشاي ثم قالت ل(اكرم):
-من فضلك ناولنى السكر يااكرم.

ناولها قنينة السكر فتعمدت ان تلامس أصابعه بأصابعها مما أثار الدم فى عروق (قمر)غيرة فطالعته وهو يسحب يده بهدوء قبل ان تطالع (هند)التى ابتسمت لها بسخرية فنهضت على الفور قائلة:
-هروح اصحى الولاد عشان يفطروا قبل مانروح المستشفى عن إذنكم.
تابعها (أكرم)بعيون غامضة قبل ان يلتفت بعيونه ل(هند)التى قالت:.

-موضوع ارتباطكم ده مش قادرة أصدقه، مش اكرم اللى ترفضه واحدة وتفضل عليه واحد تانى وفى الآخر ينسى ويكمل معاها، ماتجيب من الآخر ياأكرم وقولى التمثيلية دى عشان إيه؟أو عشان مين تحديدا؟
طالعها للحظات بصمت قبل أن يقول:
-أكرم العاشق ممكن يغفر لحبيبته أي شيء لو اتأكد انها لسة بتحبه، وقمر لسة بتحبني. انك حاسة انها تمثيلية فدى مشكلتك مش مشكلتي.
قالت بغيظ:
-طب الفرح امتى ياباشمهندس؟
قال بإبتسامة باردة:.

-هو أنا مش لسة قايلك أول ما الوضع يستقر.
لينهض قائلا:
-انا كمان مضطر أقوم عشان اعمل شوية مكالمات قبل ما اروح المستشفى معاهم، البيت بيتك ياهند bonna abetit.
ثم تركها مغادرا بهدوء، لتنظر فى إثره بغيظ قبل أن تنهض قائلة بحنق:
-لغاية مااشوفك عريس ياأكرم وهي جنبك عروسة. لا هيأس ولا همل وهحاول بكل قوتي تكون لية.

تناهت إلى مسامعه عبارتها فأصابه الحنق من تلك الفتاة الغبية التى تفرض نفسها على رجل لا يحمل لها اية مشاعر بينما تترك رجلا مثل (عبد الله)هو غاية أباها ومراده لها.
قال(اكرم):
-أنا مش شايف حل تانى غير كدة.
طالعه (صادق)بنظرة متفحصة وهو يقول:
-متأكد إنك عايز تتجوزها عشان تبعد عنك هند وبس؟
عقد(أكرم)حاجبيه قائلا:
-مش فاهم، قصدك إيه؟!
قال(صادق):.

-قصدى واضح انت لسة بتحبها وبتغير عليها وعايزها ليك لوحدك وهند مجرد حجة عشان ترضى ضميرك.
طالعه (اكرم)بإستنكار قائلا:.

-انت بتقول إيه؟لأ طبعا الكلام ده مش صح بالمرة، أنا قمر انتهت بالنسبة لى من اللحظة الى غدرت بية فيها زمان، وقتلها لأمى كمل على أي بقايا مشاعر كانت جوايا ليها، جوازى منها مش اكتر من عقاب أكبر وانا بجبرها تتجوزنى ضد إرادتها وبحرمها الارتباط بحد تانى، ده غير انى بجوازى منها بخدم الراجل الطيب اللى عمرى ماشفت منه حاجة وحشة وببعد بنته عنى عشان تتجوز اللى نفسه فيه.
قال(صادق)بهدوء:.

-ردد الكلام ده كتير لنفسك عشان تقدر تقنعها بإن جوازك منها مش أكتر من غرامة غدر بتحصلها، بس اللى شايفه أنا وكل اللى حوالية انه جواز حب والدليل على كدة نظرتك ليها جوة وهى بتضحك، نظرة رجعتنى سنين لورا لما كنت بشوفها فى عيونك ليها، نظرة حب مقدرتش تستخبى كتير وخرجت من غير إرادة لإن الحب مبيستخباش ياصاحبي مهما أنكرناه او داريناه جوانا.

رمقه(أكرم)بنظرة طويلة قبل أن يزفر وهو يخرج علبة سجائره ويشعل إحداها يسحب منها نفسا طويلا قبل أن يطلقه بحنق وهو غير قادر على دحض كلمات صديقه التى تجول بداخل عقله ورأسه فى الفترة الأخيرة وكأنها إنذار يحثه على الإبتعاد عنها ولكن، دون فائدة، فحتى وإن أراد الزواج منها لأنه ادرك أنه مازال عاشقا رغم كل شيء فإنه لا يستطيع ان يمنع قلبه عن تحقيق رغبته تلك مهما حاول وأراد بكل قوة، يظل للقلب سلطة على النفس لا تستطيع أعتى الحدود والموانع أن تقف قِبالتها.

طالعت (أمنية) الصغار الجالسين على جنب يتهامسون قبل أت تهمس بدورها:
-والله بيحبك صدقينى، انتِ مشفتيش إزاي كان بيبصلك ساعة ماكنتى بتضحكى وكأنك قمره على الأرض.
قالت (قمر)بهمس مماثل:
-مستحيل طبعا، إزاى بس هيحب اللى قتلت مامته وهو محبنيش زمان واحنا لسة محصلش فى حياتنا كل التعقيدات دى، شيء مش منطقي طبعا وميصدقوش اي عقل.
قالت(امنية):.

-ومن إمتى الحب عرف منطق او عقل ياقمر، ماانا قدامك أهو. البنت اللى كانت بتلوم على الزوجة التانية رضاها بوضعها، كنت بقول إنها بتخرب بيت واحدة تانية ملهاش ذنب وانها حتى لو الراجل مكنش عنده وفاء لمراته الأولانية لازم هى يكون عندها وفاء لجنسها وتبعد، كنت بقول لو كل واحدة رفضت تكون زوجة تانية الرجالة مش هيبقى عندهم فرصة يتجوزوا على مراتتهم ويجرحوهم بعملتهم السودة دى وأول ما حبيت حبيت راجل متجوز.

قالت (قمر):
-انتِ وضعك مختلف عن البنات دول، انتِ حبيتي صادق قبل ماتعرفى انه متجوز أساسا، ولما عرفتى انه متجوز بعدتي علطول ولولا اقسمنالك ووريناكى بالدليل إنه منفصل عن مراته واستمرار جوازه بس عشان فارس انتِ مكنتيش رجعتى المزرعة من تانى ووافقتى تقابليه وتتكلمى معاه..
قطع حديثهما صوت سارة التى قالت:
-هنخرج نقعد برة مع بابا وعمى اكرم ياماما.
أومأت (أمنية)برأسها فاسرع الصغار بمغادرة الحجرة لتقول(أمنية):.

-على فكرة بقى ياقمر انا ممكن اتكلم مع صادق وأتأكدلك من مشاعر أكرم ناحيتك.
قالت (قمر):
-انتوا مش اخدين عهد على نفسكم من وقت الخناقة اللى حصلت ليكم بسببنا زمان لما كل واحد فيكم دافع عن صديقه انكم متجيبوش سيرة الموضوع ده تانى. خليكِ على العهد ياأمنية متشيلنيش ذنب مشاكل تانية تحصلكم بسببي.
قالت (امنية) بإصرار:.

-بس أنا واثقة ان اكرم شايل فى قلبه مشاعر ليكِ والا من غير تردد كان سجنك وخلاكى تدوقى ذل الحبس وقعدة البورش.
كادت (قمر)ان تقاطعها فلم تسمح لها (أمنية)قائلة بسرعة:
-هتقوليلي ان السجن مش هيشفى غليله منك هقولك السجن عقاب شديد لأي مجرم كفاية انه بيخسر فيه حريته وكرامته.
قالت(قمر)بحزن:
-وهو انا معاه مخسرتش حريتي وكرامتي.
قالت(أمنية):.

-لأ مخسرتهمش والدليل على كدة لما حبيتي تشوفينى جيتى وشوفتيني، دى حرية ولا حاجة تانية؟أما عن كرامتك فمعتقدش انك ممكن تقارنى أكرم بشاويش ممكن يخليكى تعملى أى حاجة عشان رفعتى صوتك او اعترضتي.
صمتت (قمر)للحظات قصيرة قبل أن تقول:
-ده ميمنعش انى لسة مش موافقة على الهبل اللى بتقوليه. أكرم مستحيل يكون جواه مشاعر ناحيتي.
قالت (أمنية):.

-لو كنتِ قدرتى تشيلى اكرم من جواكِ رغم غدره بيكى زمان يبقى أنا غلط وانتِ صح.
طالعتها (قمر)بحيرة وكادت أن تقول شيئا ولكن أصمتها سماع طرقات بالباب فسمحت (أمنية)للطارق بالدخول، فإذا به(أكرم)الذى رمق وجه(قمر)بنظرة احتارت فى تفسيرها، ولكنها بالتأكيد تحمل العديد من التساؤلات قبل ان يقول موجها حديثه ل(أمنية):
-مضطرين نستأذن عشان فيه مشكلة جدت فى المزرعة.
ظهر القلق على وجه(قمر)وكلمات (امنية)وهى تقول:.

-خير يااستاذ أكرم!
قال بهدوء:
-خير بإذن الله متقلقيش، هناخد الولاد معانا وهنجيلكم بكرة بإذن الله. يلا ياقمر.
هزت (قمر)رأسها وهى تنظر إلى (امنية)بنظرة تساؤل.
-هل سمع أكرم كلماتك؟!
لتجيبها عيون (أمنية).
-ربما فقد ترك الصغار الباب موارباً.
هزت راسها تلعن كل مايحدث قبل ان تستدير مغادرة تتبع (اكرم)مودعة(صادق)بصمت لازمهم طوال الطريق للمنزل لم يقطعه سوى صوت الصغار وهم يتابعون سقوط حبات المطر على النوافذ، بشغف.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة