قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس عشر

صباح يوم جديد، مُسطر بحروف غامضة من نظرتك البعيدة، ولكن من قلبها تعي جيداً كم الأقتراب الموحش!

بدأت حنين تستعيد وعيها، نعم، فيبدو أن من كان أمس لم تكن هي!
كانت واحدة مترنجة المشاعر، ومتخبطة التفكير...!
إنتفضت على ملمس يده الخشنة على بشرتها الناعمة، فانتصبت مسرعة تحاول تغطية جسدها العاري..
ابتسم هو في حنو ثم همس: -صباحية مباركة يا عروستي!
إلتفت له تقابل نظراته العابثة بأخرى حارقة، فأبعدت يده عنها وهي تردف بجدية: -أبعد عني يا حمزة.

اقترب اكثر وكأن الرفض يصل له كالمرآة منعكسًا، وكالمغناطيس موجه نحوه فيجذبه رغمًا عنه!
إلتصق بها عن عمد حتى أصبحت بين أحضانه فظل يهمس بحزم حنون: -من النهاردة مفيش حاجة أسمها أبعد، في قرب، قرب وبس!
تأففت بصمت، فوجدته يسألها هو بصوت حاد هذه المرة: -حنين، إنتِ هاتجننيني لية؟! مرة تقولي عايزة أكون مراتك، ومرة تانية أبعد عني ومش طايقاك! مهو يا إنتِ مجنونة، يا أنا اللي خلاص بقيت برمي نفسي عليكِ.

وعندما كادت تهمس وجدته يُسكتها مرددًا بحزم: -إتأكدتي اهو إن مفيش راجل غيري لمسك، إنتِ عايزة أية بقا!؟
ماذا تريد...
هي فعليًا حتى لا تدري ماذا تريد...!
مرات تشعر أنها تنتمي لأحضانه فقط، ومرات اخرى يربط العقل تلك المشاعر المهددة بالموت فتبتعد بجمود...!

رفعت كتفيها مرددة: -مش عارفه، أنا مابقتش عارفه أي حاجة يا حمزة، تعبت من كل حاجة، بس إلى انا عارفاه إني كل ما افتكر إنك ولو اوهمت شريف ب حاجة محصلتش دا بيخليني متنرفزة جداً منك، لإن أنا مش عايزه كدة، مش عايزاه يبعد وهو مفكر إني واحدة مش كويسة!
لم يشعر بنفسه سوى وهو يصرخ فيه مزمجرًا بصوت اشبه لزئير الأسد: -لييية؟ وهو شريف يفرق معاكِ في أية، ما يتفلق حتى!

أغمضت عيناها بضيق وصمتت، نعم لا يشكل فارقًا، ولكن كونها مخطئة او حتى مُغتصبة في نظر أي شخص يجعلها تكاد تجن...!
انتبهت ليداه التي كانت تهزها متساءلاً بتوجس: -إنتِ حبتيه يا حنين؟ معقوا حبتيه، حبيتي شريف؟!
صمت قاتل أطبق على أنفاس كلاهما، وشعور مُخيف بالعجز يشل حمزة من التفكير في القادم حتى..!
تنهدت بقوة وهي تهز رأسها نافية: -لأ يا حمزة، لأ ما حبتهوش
-بتحبي مين يا حنين، جاوبيني ولو مرة، هموت واسمعها!

قالها في صوت مال أكثر لدرجات الرجاء، ولكنها ردت بتوتر غلفه الجمود: -مابحبش حد يا حمزة
سألها مصدومًا: -متأكدة؟
اومأت مؤكدة، وعيناها تنحدر تلقائيًا لنقطة بعيدة عن حصار عينيه الغريب!
فتفاجئت به يقترب منها مرة اخرى وهو يهمس بخبث اخفى خلفه ضيقه الواضح: -بس أنا بقا بعشقك، وأكيد هايجي يوم وإنتِ كمان هتبادليني نفس الشعور، حتى لو استنيت لحد بعد اول عيل!

أبعدته عنها بضيق، ضيق نابع من التوهان بين خبايا تلك المشاعر والأفكار...
لتهمس بصوت مبحوح: -أبعد لو سمحت، مش عايزاك تقربلي
تجمد مكانه عند تلك النقطة تحديدًا، وبالفعل هذه المرة احترم شعورها الذي طعنه في منتصف قلبه الولهان!
لينهض ببطئ مصدوم..
إلى أن اخترق سؤاله مسامعها: -حمزة، هاتعمل أية لو أنا فعلاً حبيت شريف؟!
-نعمممم!
زمجر بها بحدة، لتهمس متلعثمة على الفور: -أنا بقول لو، لو يا حمزة لو!

أشار لها بحدة جازمة: -ولا حتى لو، ماتحاوليش تنطقي كدة تاني سامعة!
اومأت موافقة على عجالة، وكاد هو يستدير عاري الصدر فنهض هي الاخرى مرتدية قميصه بسرعة دون أن تدرك!

وجدته يقف في المطبخ، فتقدمت منه متنحنحة بحرج: -حمزة، أسفة لو زودتها، بس أنا حاسه إني تايهه فعلاً
نظر لذلك القميص الذي يكشف عن قدماها وبعض اجزاء جسدها...
فتنهد متمتمًا بضيق مصطنع: -خلاص يا حنين..
دفعته برفق ثم قالت بابتسامة هادئة: -طب اوعى بقا انا هاعمل الاكل
وابتسم هو الاخر والحنان يتدفق من نظراته المتابعة لها..
ويقين جديد بدأ ينمو كالحشائش بين خلاياه أنها تحاول التأقلم مع تلك الحياة الجديدة...

وتلك بالطبع، موافقة مبدئية !
حينها اقترب منها ببطئ وهي ملهية بأعداد الطعام ورقبتها وبعض الاجزاء العلوية تظهر منها...
فالتصق بها يحتضها، وشفتاه تحوم بتلقائية على رقبتها الناعمة بينما يداه تحيطها..
شهقت هي عندما شعرت بملمس يداه على جسدها مغمغمة بحرج: -حمزززززززة! لو سمحت!؟
أجابها بصوت اقرب للهمس: -يا عيون حمزة، لا لو سمحتي إنتِ أنا باخد قميصي مش أكتر.

وبالفعل كانت يداه تزداد عبثًا بأزرار ذلك القميص، وتشنجات جسدها الخفيفة ترتخي رويدًا رويدًا للمساته الرقيقة!
فانتهى الامر كالليلة السابقة يحملها بين ذراعيه وشفتاه لم تفارقها وكأن عطشه منها لا يرتوى...!

إرتعدت اوصال سيلين وهي ترى مُهاب يقترب منها بحزام بنطاله...
للحظة خُيل لها أنها ستصبح ملحمة دامية يُثبت فيها أنه ليس بضعيف كما يقول دومًا!
عضت على شفتاها السفلية بخوف منتظرة الصفعة التي ستترك اثرًا على جسدها كما تركت تصرفاته اثرًا عريضًا وواضحًا على روح الطفلة التي لم يقتلها الرشد حتى الان...

ولكنه صدمها عندما رمى الحزام خلفها وجذبها له يغمغم: -يلا بقا اعاقبك، جه وقت الحساب، أنا كنت بستعد له بس!
فغرت شفتاها صدمة، ربما صقعة إهانة مرت دون ان تحدث...
لتسأله ببلاهه: -امال دا كان أية؟! تهويش!
أمسك بوجنتاها يقرصها برفق مؤكدًا: -بالظبط كدة يا قطتي، تهويييييش!
حاولت النهوض من قدميه بغيظ، ولكن قواه تغلبت فأجلسها عنوة...

ونظراته مصوبة على شفتاها الصغيرة مردفًا: -مش دا اللي بيغلط، أنا بقا هعاقبه هو عشان إنتِ ملكيش أي ذنب يا طفلتي
شهقت بحرج وقبل أن يكتمل إنفصال شهقتها حتى كان يهبط بشفتاه ملتهمًا شفتاها في ملحمة كما تخيلت...
ولكنها لم تكن ملحمة ك حرب، بل إعصار، اقتحام او حتى غزو محتل خبيث يدرك خطورة لمساته على براءة ارض!
تحول العقاب لرحلة امتدت اطرافها لشعور كلاهما بالنشوة رغم ذبذبات العقل...

وياللخوف، كان شيئ اخر يداعب شعور ذاك الجلف مُهاب !
دقائق مرت وهم على نفس الوضع لا يعلو فوق صوت لاهاثهم شيئ...
واخيرًا نطقت سيلين قاطعة ذلك الصمت الملتهب: -أية اللي أنت عملته دا!؟ ازاي تعمل كدة؟
هز رأسه نافيًا بوقاحة: -لا لا ملكيش حق، الحته دي بتاعتي، يعني لا تقوليلي اية ولا ازاي!
نظرت للجهة الاخرى بخجل، ودقيقة تقريباً ودق هاتفه برنين قصير جدًا...

فنهض يجلب هاتفه، فتح ليجد رسالة من مجهول، وهو نفس الرقم الذي رمى رنينه وصمت!
ليفتح الرسالة ببطئ، وكانت له الصاعقة صورة والده مُقيد في احدى الاماكن وشخصا ما مصوب سلاحه نحوه !
هب منتصبًا يصرخ باختناق خاصة وهو يقرأ
طلقها، وهاسيب أبوك، معاك مدة 48 ساعة بس !
اقتربت منه سيلين تسأله بهدوء مستفسر: -في أية يا مهاب مالك؟

دفعها فجأة بعنف حتى سقطت على الفراش متأوهه، ثم زمجر فيها بخشونة: -ملكيش فيه، وماتنسيش نفسك، إنتِ ولا حاجة عشان تسأليني اصلاً!
الطبع يغلب التطبع
قالتها لنفسها وهي تضم نفسها بحسرة..
فالحلو لا يكتمل كما يقولون!

وعندما أستعادت لارا وعيها كانت تصرخ بأسم والدتها فوجدت نفسها بين أحضان أسر الذي كان يحاول تهدأتها بحنان رابتًا على خصلاتها السوداء: -هشششش، اهدي يا لارا، مالها والدتك بس!
هبت منتصبة تحاول الإبتعاد عنه من وسط بكاؤوها: -ملكش دعوة ابعد عني، سبني اروح لها
حاول إحكام قبضته عليها وهو يغمغم بخفوت: -طب أنا هاخليكِ تروحيلها بس اهدي هنروحلها ازاي كدة!

تشبثت بقميصه وهي تهمس بصوت يكاد يسمع: -لو ماما حصلها حاجة أنا هموت، هموت وراها والله يا أسر!
اشتد احتضانه لها، وخلال الدقائق التالية بالفعل كانت تتجه معه نحو المستشفى التي تقطن بها والدتها...
وصلا فركضت لارا مسرعة للداخل، ركض هو الاخر خلفها، وصلا امام الغرفة التي كانت بها والدتها...
فسأل أسر الممرضة التي تمر مسرعاً: -هي الست اللي كانت هنا كويسة ولا لا لو سمحتي؟

هزت رأسها موافقة برسمية ولكن متعجبة بعض الشيئ: -ايوة تقدر حضرتك تدخل تشوفها عادي!
حينها شهقت لارا وهي تدلف مسرعة بسرعة البرق...
وبالفعل وجدت والدتها مستكينة بسلام!
فبدأ أسر يحك ذقنه مفكرًا في لغز جديد اقتحم حياته...
فهتفت هي فجأة بضعف: -والله العظيم في حد كلمني وقالي إنه من المستشفى وإن ماما، بعيد الشر جرالها حاجة!
تنهد أسر بهدوء مشيرًا لها: -طب لو اتطمنتي على مامتك ممكن نمشي بقا!

هزت رأسها نافية ثم أجابته: -لا أنا محتاجة أقعد معاها شوية، لو سمحت!
اومأ موافقًا بخفوت: -تمام، هستناكِ بره ماتتأخريش!
وما إن استدار ليسير في ردهة المستشفى حتى وجد الشاشات تُضاء من حوله، وفيديو قصير يُذاع له
بيس يا مان، كدة انا مضيت، هات الفلوس يا برنس، لا لا هي ماتلزمنيش، دا حتى السرير مش فالحة فيه !
لا يدري كيف ولا من اين اتوا بذاك الفيديو القصير...
ولكنه رأى بوضوح الورقة المدون عليها اسم لارا.

والتي اصبح الجميع يُيقن أنها المقصودة، وبما فيهم هي التي خرجت على تلك الأصوات...
اقتربت منه بأعين دامعة تلفحها مرارة الحسرة، ليسارع هو يقول مستطردًا: -لارا أنا، آآ
ولكنها لم تعطيه الفرصة إذ صفعته بقوة جعلته يقف متبلدًا مصعوقًا من تلك القوة المفاجئة!

كانت حنين متسطحة على الفراش بأريحية، وحمزة في الخارج يرى من الطارق الذي قطع خلوتهم الحالمة!
تنهدت بقوة وهي تشعر بخطواته تقترب من الباب رويدًا رويدًا...
فنهضت بهدوء إلى أن وقفت امامه متساءلة وهي تغلق ازرار القميص: -كل دا يا حمزة، دا أنا قولت خطفوك يا راجل!
ولكن رده لم يكن مجرد حديث عادي، بل كان صفعات متتالية سقطت على وجهها بعشوائية أسقطتها على الفراش متأوهه بألم و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة