قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي عشر

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي عشر

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الحادي عشر

اخيرًا إستطاعت الإبتعاد عنه تعود للخلف مسرعة وصدرها يعلو ويهبط بتوتر رهيب، بينما هو ينظر لها نظرة شملتها بأكملها، ويلهث بعنف من كم الإنفعالات التي غدقت سماء شعوره في تلك اللحظات!
هو نفسه صُدم من كم الأشتياق الذي إلتهب ما إن أقتربها..
من حرارة مسلسلة إنفرجت فجأة تحيط بكلاهما!
بينما هي لم تُصدم من مشروع الحب الفاشل إطلاقًا...
بل صُدمت من جرأته حد الأعتراف هكذا دون تردد يجذب أطراف العودة..!

قطعت ذاك الصمت الذي خيم على مشاعر متضاربة وحديث مرسوم، بقولها الجاد: -أنا توقعت الجنون اللي أنت بتقوله ده، بس ماتوقعتش ابداً إنك تيجي وتعترف كدة من غير ما تفكر!
-نعم ياختي!؟ من غير ما افكر، أنا من ساعة ما وعيت للدنيا حواليا وأنا بفكر وبكتم وبسكت ومش بتجرأ، لكن إنك تبقي لواحد غيري، لا انسي!

إبتلعت ريقها بصعوبة، ثم هتفت وكأنها تحاول أشغاله عما يفكر به: -افهمني يا حمزة، أنا مش معترضة على شخصيتك، بس الموضوع من أصله بايظ ومستحيل! ازاي عايز تبني حياة على جذع بايظ؟! أنا عمري ما بصيت لك على إنك، آآ جوزي او حبيبي، أنا من ساعة ما اتولدت نظرتي ليك إنك خالي وبس
اقترب منها ببطئ يهمس بصوت ذو بحة خاصة: -بس أنا عمري ما بصيت ليكِ إلا إنك حبيبتي..

اقترب خطوة اخرى وهو يكمل: -ومراتي المستقبلية، وام ابني!
أشارت له بيدها أن يبتعد بتوتر: -طب بص، هنتكلم بالعقل، يا اقنعك يا تقنعني، بس اهدى كدة ماتتهورش وتندم على حاجة بعدين!
ابتسم بحنو على توترها، أتخيلت أنه يستطع ايذاؤوها ولو من اجل امتلاكها؟!
هي جوهرة، ماسة خالصة نقية يسعى ويزحف الأميال للحصول عليها، ولكنه لن يقطع الطريق من المنتصف فيغرق هو في الوحل!
مد لها كفه هامسًا: -تعالي.

نظرت له بشك فسحبها فجأة يجعلها تقترب منه، قبل أن يقول بقوة جادة: -حنين انا مش عايزك ف سريري، أنا عايزك إنتِ، عايز حنيني، عايز قلبك!
نظرت له بشرود، لتجده يكمل هامسًا بخبث تناثر بين حروفه: -بس ده مايمنعش إني هموت عليكِ
ثم رفع حاجبه الأيسر وكأنه يهددها: -ومش بعيد اشربك حاجة صفرة واخطفك واصلح غلطتي، بس بعد ما اقتل شريف طبعاً عشان يطلقك
إتسعت حدقتاها من ذاك ال مجنون!
هو بالتأكيد مجنون...

وجدت نفسها تقول مسرعة: -لالا، أنا كنت هتكلم معاه اصلاً بس مستنياه يكون فاضي
اومأ حمزة موافقاً بابتسامة واسعة، ليقترب ويقرصها من وجنتاها متمتمًا بسعادة: -حنونتي الجميلة ايوة كدة شطورة اسمعي الكلام!
اشارت نحو الخارج وهي تهمس بلطف مصطنع: -طب تمام، ممكن بقا تطلع على شقتك يا حمزة؟

مد يده يتحسس وجنتاها برقة، قبل أن يصدح صوته مغلفًا برجاء حار: -أنا مش عايزك تتجوزيني حالاً، لكن سيبيلي فرصة احببك فيا، سيبي قلبك يتحرك من غير ما تحطي حواجز!
اومأت هي مسرعة، لتجده يقترب مقبلاً جبينها بعمق قبل أن يردف بصوت خبيث: -خلي بالك من نفسك، مع اني كان نفسي البوسه البريئة دي تبقى ف حته تانية، بس يلا كفاية صدمات كله بوقته.

كانت تومئ فقط حتى يخرج، ووجهها يجمع ألوان مختلطة من التوتر والذهول، والشرود!
واخيرًا خرج ببطئ والابتسامة تعلو ثغره، لتضع هي يدها على قلبها متنهدة بقوة مصدومة: -ده مجنون، اقسم بالله مجنون!

كانت لارا تحدق في أسر مصعوقة، نعم هي كاذبة، كاذبة بجنون!
لم تتفن في خلق تلك الكذبة الصادعة..
كيف عشقته ولا متى؟!
لا تدري حتى كيف إنطلق لسانها هكذا، ولكنها لم تجد حُجة يمكن أن تتخطى حواجز جموده...
ولكن ايضًا طالتها عواقبه!
إنتبهت له يصرخ بحدة: -حتى لما المفروض تقولي الحقيقة بتكذبي؟ حب إية احنا هنصيع! ازاي حبتيني وانتِ مابتشوفيش مني حاجة عدلة، ازاي وانا مش طايقك!؟ ملاقتيش كذبة غير دي!

كانت دموعها تهطل كأنهار ستنهار بلدتها من كثرتها...
بينما تابع هو بقسوة: -الحلو مابيكملش ابداً، المفروض إنك بتقولي الحقيقة والمفروض إني بفكر، لكن كذبك ده دليل على انك خبيثة!
هزت رأسها نافية بسرعة تحاول التبرير: -لا والله، بس أنا آآ، أنا اسفة، اسفة اوي يا اسر!

لوى شفتاه في سخرية مريرة وهو يخبرها: -وانا اسف يا لارا، أنا مش هضغط نفسي بعبء إني متجوز رقاصه، انا زهقت من اللعبة دي! اتجوزتك عشان حاجة وخلصت، مع السلامة واتمنالك التوفيق بعيد عني!
صمت برهه ينظر لها، قبل أن ينطق بجمود: -إنتِ ط...
سارعت هي تضع يدها على شفتاه وهي تهز رأسها نافية، تبكي بعنف وأن عشقًا ضاري يموت بذاك الإنفصال!؟

لتشهق وهي ترجوه هامسة: -لا يا اسر، بالله عليك لا، لو سبتني أنا هضيع، خليني معاك، تحت دراعك ولو من بعيد، مش مهم تيجي هنا خليك فحياتك لكن ماتسبنيش!
كانت يتنهد ببطئ، يحاول التفكير بالعقل هذه المرة...
ثانية واثنان وثلاثة، مهلة قصيرة تزاحمت فيها الافكار وصدر فيها القرار!
إلى أن نظر لنفسه ليكتم شهقته بصعوبة...

بينما أشاحت هي وجهها بعيدًا وهي تمسح دموعها، فيما قال هو مشاكسًا: -بعد إية بقا ده إنتِ خليتي منظري زي الزفت!
ضحكت رغمًا عنها على جملته ليبتسم هو على ابتسامتها الرقيقة التي رنت لها اجراس الانتباه...
بينما اشارت هي بيدها متوترة وهي تعاود سؤاله: -هتسبني يا أسر؟
استغرق دقائق ينظر لها بشرود، إلى همس بسرحان عميق وهو يمسح دمعاتها المنسابة: -مش هسيبك يا لارا، مش هسيبك!

مر حوالي ثلاث أيام...
إلى أن استطاعت اخيرًا حنين أن تحظى بفرصة فراغ شريف الذي استدعاها لمنزله، كانت تركب لجوار حمزة الذي لم يتركها ابدًا ما إن علم انها ذاهبة له...
وصلوا امام المنزل فكادت تهبط من السيارة ولكن يد حمزة منعتها: -إنتِ رايحة فين انا جاي معاكِ
هزت رأسها نافية بسرعة: -لا ياحمزة، ارجوك انا عايزة اتكلم معاه لوحدنا، مش هطول والله 10 دقايق بس.

نظر لها بتردد، وكأنه يبحث عن القرار الصحيح بين جدران قسماتها...
الى ان قال بتنهيدة عالية: -ماشي يا حنين، 10 دقايق بس هاا
اومأت موافقة بسرعة ثم إنطلقت نحو الاعلى...
ظل هو يهز قدماه بعصبية طيلة تلك الدقائق، حتى مرت بالفعل فترجل من سيارته يسير نحو الاعلى..

كان النقاش هادئ بينهما، إلى ان دلف حمزة فاستطرد شريف متهكمًا: -اه، إنتِ بتعملي اللي حمزة عايزه بقا، وانا اللي كنت مفكرك عاقلة ماشية بدماغك اتاريه عرف يبرمجك!
زمجرت فيه حنين بغضب: -اخرررس ماسمحلكش!
ولم تدري كيف ولا من اين اتتها صفعته التي صدح صوت صداها في النفوس قبل الطبيعة!
وفجأة انقض حمزة عليه يضربه بكل عنف كان يحتجزه عنوة..
وكأن تلك كانت القشة التي كسرت صموده وصمته!

كان يلكمه بقوة، والاخر يحاول ان يسدد له ولكن حمزة لم يمهله الفرصة اذ استحوذ على العراك...
بينما كانت حنين تبكي بقلق وهي تضع يدها على فاهها، واخيرًا تركه حمزة يلهث وهو يحدق للدماء التي تتدفق منه وتقريبًا كان يكاد يفقد الوعي!

فتشبثت حنين تحتمي به حتى اصبحت في احضانه وهي تخبره باكية: -خليه يطلقني يا حمزة انا مش عايزاه، انا بكرهه مستحيل اتجوزه، خليه يطلقني انا موافقة على كل اللي أنت عايزه بس والنبي خليه يطلقني!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة