قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والعشرون

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والعشرون

رواية غرامة عشق للكاتبة رحمة سيد الفصل الثاني والعشرون

كان جسد حنين ينتفض بقوة من ذلك المشهد الذي لم يخترق مخيلتها ولو في أحلامها حتى..!
القدر يعاندها وبكل جبروت، وهي تسقط بكل بهوت!
رفعت شروق عيناها تنظر لها ببطئ، لتزداد شهقاتها في العلو...
فهمست حنين بصوت متبلد: -يعني أية!؟
رويدًا رويدًا بدأ حمزة هو الاخر يتململ في نومته، إلى ان فتح عيناه، ليدرك تلك الفاجعة التي سقط بها...!
نظر بفزع لتلك التي تجاوره مرددًا: -أنتِ، أنتِ بتعملي، آآ بتعملي أية!

لم ترد عليه وإنما احتضنها البكاء أكثر وكأنها لا تجد سواه مستقبل...!
هب حمزة منتصبًا ليجد نفسه عاري، إنتصب في جلسته ليسرع مرتديًا بنطاله وعقله متوقف تمامًا عن التفكير!
نهض نحو حنين التي كانت تهز رأسها نافية والدموع في سباق على وجنتاها التي احمرت..
ليمسك بيدها مسرعاً يهتف بصوت مبحوح يحمل لونًا ملحوظًا من الصدمة: -أنا معملتش كدة يا حنين.

أبعدت يدها عنه تنظر لهما بازدراد، تقزز واضح في نظرتها قبل أن تستدير لتغادر مسرعة نحو غرفتها..
ركض هو خلفها ليسرع ممسكًا بها قبل أن تغلق الباب، ليدلف ويغلقه خلفه، ثم ينظر لها وهو يتابع بنبرة شبه هيستيرية: -أنتِ مش مصدقاني؟ أنا معملتش كدة، أنا مكنتش في وعيي يا حنين، أنا مقدرش ألمس واحدة غيرك!
صرخت فيه بحدة عالية: -بس قدرت، قدرت أنت واحد كداب وبياع كلام وخلاص!

أمسك برأسه بين يديه وهو يهز رأسه نفيًا بصورة هيستيرية..
ويهذي وكأنه يركض من تلك التهمة التي كادت تتلبسه: -لا، لا ياحنين انا معملتش كدة، أنا ملمستش اللي ممكن تكون اختي لااااااااا
صرخ بعلو صوته..
صرخ بعنف لشعوره المميت بالذوبان تحت تأثير الصدمة ببطئ!

وحنين لم تكن أقل صدمة منه، وخاصة وهي تسمعه يكمل بصوت مبحوح: -أنا، أنا آآ ماحستش بنفسي بعد ما شربت المخلوط دا! كنت حاسس كأني مشلول بين الوعي واللاوعي يا حنين
دقيقة تقريبًا مرت حتى صرخت حنين هي الاخرى مذهولة: -أنت قصدك إنها عملت اللي عملته دا عن قصد؟!
جلس على الفراش بهمدان، ممسكًا رأسه التي كادت تنفجر من كثرة التساؤلات ثم همس: -مش عارف، مش عارف، مش عارف أي حاجة!

سكنت ملامحها تمامًا، وكأن تلك القبضة بالصدمة سكرتها بين زوابع الإنفجار...
فقالت بصوت هادئ ولكنه جامد: -احنا لازم نتطلق يا حمزة!
نهض فجأةً ويده مرفوعة، ولكنه ضم قبضته بقوة وهو يردد أمام وجهها بجنون: -أسكتي بقا، أسكتي ابوس ايدك سيبني ف همي!
جلست بالفعل لجواره بصمت تام..
لا يدرون كم من الدقائق مرت وهم يجلسان هكذا يعدون الأفكار المترامية التي تردم أملهم حينًا بعد حين...!

إلى ان شعرت حنين بدموع حمزة ولأول مرة تسيل ببطئ مكتوم على وجنته الخشنة!
وضعت يدها على فاهها، ولكنها تدرك حجم الكارثة التي زجوا فيها كلاهما...
اقتربت منه ببطئ، ثم ضمته رأسه لصدرها علها تمده ببعض القوة وإن كانت تفتقدها هي!
ازدادت دموعها وهو يحتضن خصرها بقوة مغمغمًا بصوت مكتوم بأهات المعاناة: -مش قادر أتخيل إن دا ممكن يكون دا حصل، انا هتدمر لو حصل يا حنين، يااااااااااارب.

ظل تنظر له بصمت، إلى أن شعرت بدموعه على أصابعها، فلم يكن منها إلا أن مسحتها بأصبعها برقة ثم نظرت لعيناه تجبر نفسها على الأبتسامة مغمغمة: -أكيد في حاجة غلط، ممكن يكون فعلاً هي حطتلك حاجة في المشروب زي ما بتقول!
وكأنها تُمني نفسها بحقيقة المبررات؟
وكأنها تلصقها في الواقع بلقصة الأصرار او اليقين من عدم الحدوث...
وإن كان حمزة به كل العبر!
ف حمزة ليس ب زاني وإن كان على قتله...!

رفعت رأسه ببطئ وهي تمسكها بين يديها، ثم همست له في حنو: -ممكن كفاية دموع، أنا ماتعودتش عليك كدة
ثم قالت مشاكسة بمرح تفتقده هي: -انا عايزة الهمجي بتاعي
حاول اصطناع الابتسامة، رغم كل شيئ هي تتدراك تلك الكارثة!
ملس على وجنتها بعاطفة رائقة وملتهبة هامسًا له بامتنان: -ربنا يخليكِ ليا يا حنيني
نهضت بهدوء تسحب يده متجهة نحو الخارج وهي تقول بجدية: -يلا بقا نشوف ست شروق دي..

اومأ موافقًا وبالفعل اتجها نحو الغرفة التي كرهها كلاهما
وكانت تلك الصاعقة التالية...
شروق هربت!
هربت بعد أن اسقطت كلاهما في فجوة تخنقهم ببطئ...

كان مُهاب يختلي بنفسه في غرفته بعدما سمع إقرارها المؤكد على الشكوك التي ساورته منذ تلك الصورة التي وجدها في مكتب والده الراحل...
كان يحك رأسه باختناق، إن كانت هي زوجته بالفعل
فكيف تقبل شريك لها في حياة زوجها؟!
أي جنون هذا..!
ربما اعترافها ذاك أكد له على فكها لتلك الرابطة التي تجمعهم...!
تأفف بضيق حقيقي ثم نهض يدور في الغرفة بحيرة، ماذا يفعل معها؟!

نظر من الشرفة بشرود، ليرى فجأة سيلين في اتجاهها للخروج من المنزل حاملة حقيبتها في يدها...
ركض مسرعًا نحو الأسفل متجاهلاً ألم رأسه الذي لفح به!
واخيرًا استطاع اللحاق بها ليمسكها من ذراعها بقوة متساءلاً: -أنتِ رايحة فين!
لم تنظر له وهي تجيب حانقة: -رايحة فين يعني، أكيد رايحة بيت اهلي يا مهاب
رفع حاجبه الأيسر ساخرًا، وبتهكم صريح قال: -بالبساطة دي؟! دا أنتِ على نياتك اوي يا نونه.

نظرت له بعدم فهم، لتجد ملامحه تشتد جدية وضعت لمسة الحدة عليها ويخبرها: -أنتِ مش هتروحي ف حته، أنتِ مكانك في بيت جوزك، ف إقصري الشر وخشي جوة بهدوء يا سيلين
كادت الدموع تكتسح مقدمة حروفها وهي تردف بوهن: -ما أنت مش عايزني اصلاً، أخش جوة لية بقاا؟!
سحبها من رأسها فجأة بقوة لتصطدم به ثم همس امام وجهها مباشرةً: -مين قالك إني مش عايزك، أنتِ غبية!؟

وهي من نوع خاص ينيره أمل لمع بعينيها البندقية قبل أن تسأله: -امال أية؟
ولكنه ابتعد بهدوء للخلف متابعًا بجمود: -اصل مفيش راجل بيكون مش عايز مراته!
لوت شفتاها بألم وهي تهمس قائلة: -يعني عشان كدة بس؟
اومأ مؤكدًا دون أن ينظر لها، ليشير بأصبعه للداخل مرددًا بصوت آمر: -يلا دخلي شنطتك
كادت تسير ولكنه أمسك ذراعها قائلاً وهو يشدد على كل حرف: -ف اوضتي يا سيلين، ف اوضتي مش في اوض الخدم!

خفت ابتسامتها الفرحة بصعوبة، رغم كل الظلمات من حولك...
رغم دراء اليأس الذي يتلبسك، يبقى هناك بصيص نور سيحلق يومًا في الأفق!

قطع تلك السعادة دخول كلاً من فريدة و والدتها التي كانت تمسك بذراعها وكأنها تعلن اتحداهم سويًا...!
اختفت الابتسامة من على وجه سيلين التي عادت للخلف خطوتان وكأن الهرب مغناطيس يسحبها، لتجد مُهاب يمسك يدها متخللاً اصابعها بحزم وهو ينظر لها، وكأنه يخبرها
لن تهربي كعادتك !

وقفت فريدة أمامهم، ليظهر الغضب جمًا على قسمات وجهها التي تقوصت وهي تهب مزمجرة في سيلين: -أنتِ تاني هنا! أنتِ مابتحرميش يابت أنتِ، مش قولتلك مليون مرة ماتقفيش زي الجاموسة كدة!
كادت سيلين ترد وإنما مُهاب كان ك درعًا يحمي اختراقات تلك السموم لزمام روحها، ف رد بخشونة محذرًا: -فريدة، كفاية إهانة مش هسمحلك تاني، أنتِ اتخطيتي كل الحدود.

اشارت له وكأنها لا تصدق قائلة بصدمة: -أنت بتتحداني عشان خدامة يا مُهاب، بتعارض خطيبتك عشان واحدة زي دي؟!
رفع حاجبه الأيسر وهو يخبرها بثقة جادة: -دي مراتي يا فريدة، مراتي من قبل ما تيجي!
إتسعت حدقتا فريدة ووالدتها صدمةً، اذًا هي تلك -الحربائة- كما تلقبها تهاني، التي دخلت بين أقساط السعي بينها وبين مُهاب!
وكأن مهاب بأخباره لهم وضع الزيت على النيران كما يقولون دون ان يقصد...

فتحدثت تهاني بكره ملحوظ نوعًا ما: -بقا هي دي!
وسرعان ما قالت فريدة بهدوء متردد: -ولو، أكيد دا مش هيأثر على علاقتنا يا مُهاب، أحنا كنا مخطوبين حتى من قبل ما تتجوز البت دي
شهقت سيلين مصدومة..
هي لا تدري إن كان كلامها صحيح ام لا، هي لا تعلم أي شيئ عن حياة مُهاب السابقة حتى...!
وكانت الصدمة لسيلين أن استطرد مهاب مؤكدًا بجدية: -أكيد يا فريدة..
ألجمت الصدمة لسانها ولم تعي ماذا تقول!

نظرت لها فريدة بانتصار ثم غادرت للداخل مع والدتها التي تبسمت فرحًا وكذلك مُهاب الذي تأفف بضيق غادر مستقلاً سيارته...

بعد فترة...
عاد مُهاب بعد حوالي ما يقرب من ثلاث ساعات، كان عقله مشتت بين ألف فكرة وفكرة..
تعجب من عدم تواجد فريدة او والدتها، ولكنه نفض تلك الفكرة عن رأسه واكمل سيره، اتجه لغرفته التي من المفترض أن سيلين بها، وصل امام الغرفة وكاد يفتح الباب ولكنه سمع اصواتًا غريبة...

ومن بينها ضحكات سيلين العالية، فتح الباب ببطئ شديد متعمدًا الا يصدر صوتًا، ليشعر بسهام تخترق صدره وهو يرى سيلين ترتدي -بُرنس- الاغتسال وتقف تعطيه ظهرها وتحيط عنق شخصًا ما وهو يقترب منها ببطئ حتى قبلها برغبة...!

هبت لارا منتصبة على فراش المستشفى تصرخ فزعًا من تلك الكوابيس الحقيقية التي تراودها..
لتجد أسر يجلس لجوارها ويربت على شعرها بخفة هامسًا: -هشششش، اهدي يا لارا، اهدي يا حبيبتي!
وضعت يدها على بطنها بتلقائية لتسأله متشبثة بأخر امل لها: -ابني، ابني حصله حاجة يا أسر؟
نكس رأسه ارضًا، وبعد دقيقة من الصمت همس: -دا نصيب يا لارا، وأكيد ربنا هيعوضنا غيره كتير.

ظلت تصرخ بهيسترية باكية وهي تحاوط بطنها: -لااااااا، لااا حرام لااا لييية ياااربي لية، دا هو اللي كان الحاجة الحلوة اللي حصلت لي، حتى دا راح كدة بسرعة!
حاول احتضانها بحنان متألم لأجلها، ولكنها نفضته عنها وهي تزمجر فيه بغضب اعمى: -اوعى كدة، ابعد عني اياك تقرب مني، أنت السبب اصلاً، حسبي الله ونعم الوكيل فيك، حسبي الله
قالت كلمتها الاخيرة وشهقاتها تزداد، كانت تشعر بروحها تسلخ من بين جسدها!

تشعر أن الحلو المركون في حياتها تبخر لتشعر بملوحة تلك الحياة القاسية...
بينما كان أسر متجمدًا مكانه وهو يهمس بحزن حقيقي: -أنا يا لارا؟ أنا السبب!
اومأت مؤكدة ثم نظرت له بحدة وهي تردف بغل: -ايوة انت، لولا إني روحت زي ما أمرت مكنش دا حصل..
ثم عادت تحتضن بطنها وهي تصرخ بصوت عالي مذبوح: -اااااااااااااه يا امي.

ثم ظلت تهمس وكأنها تسأل ذلك القدر: -أنا لية حياتي كدة! لية حياتي معقدة اوي كدة، لية كل صفحات الوجع مابتتقفلش ف حياتي ابدًا، لية مكتوب عليا اعيش القهر مرتييين، ليييييية أنا عملت ذنب أية ف حياتي وبكفره!
وسرعان ما كانت تضرب خديها بقوة مستمرة في صراخها: -ربنا ياخدني بقا ربنا ياخدني عشان تعبت والله تعبت تعبت.

أسرع أسر يمسك يديها بقوة ويضمها له عنوة وهو يهمس بصوت وكأنه على مشارف البكاء على حالتها تلك: -عشان خاطري اهدي، بلاش عشان خاطري عشان خاطر ربنا كفاية، ارجووكِ، لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
كان نحيبها يعلو بين أحضانه، ورغمًا عنها كانت تمسك بلياقة قميصه وهي تبكي بعنف مرددة بقهر مؤلم: -أنا اتدمرت يا أسر، اتدمرت، حياتي باظت للأبد...

ثم عادت تصرخ مرة اخرى وهي تضرب صدره بقبضتها الصغيرة: -ابننا مااااات يا أسر، ماااااات من قبل ما يشوف الدنيا
تجمدت فجأة مكانها، وكأنها رأت اللون الأخر لتلك الفاجعة..
لتهذي بصوت اختلط فيه البكاء مع ضحكاتها الساخرة: -هو ماخدش ابني بس، هو اخد اللي مش من حقه، انا مابقاش فيا حاجة زي ما أنت قولت يا اسر، انا بقيت مجرد واحدة كدة عايشة وخلاص مافيهاش اي حاجة تخلي الواحد يتقبلها او يعوزها ف حياته!

هز رأسه نفيًا بسرعة، وراح يطوق خصرها بيداه وهو يهمس لجوار اذنها بصوت منتحب مكتوم: -لا، لا والله، أنا بحبك، بحبك اوووي يا لارا اووي ومقدرش أعيش من غيرك
ثم نظر لعيناها وهو يمسك وجهها بين يداه هامسًا بحرارة تحمل شيئ من الرجاء: -أنا عايزك...!
أبعدته عنها بقوة ثم قالت بسخرية مريرة: -عايزني، عايزني من أنهي اتجاه؟ لا طفل، ولا حب ولا حتى جسم!

اقترب منها مرة اخرى يؤكد لها بحزم حاني: -انا عايز لارا، مش عايز جسمك!
في تلك اللحظات دلف الطبيب، ليسرع مشيرًا للمرضة أن تجاورها ولكن بين أحضان أسر الذي كاد يبكي ندمًا على ما مضى...!
نظر أسر يسأل الطبيب بجدية: -ها يا دكتور؟
تنهد الطبيب ثم اجابه بصوت هادئ ورسمي: -مفيش أي اثار للأعتداء الجنسي.

ثم نظر ل لارا التي تبلد جسدها بين ذراعي أسر صدمةً ليكمل: -سمعاني يا مدام لارا، مفيش أي إغتصاب تم زي ما أنتِ فاكرة ومنهارة يمكن عشان كدة!
سأله أسر مسرعًا بلهفة: -امال، آآ ال الجنين نزل لية!
رفع الطبيب كتفيه بأسف يخبره: -ضغوطات نفسية، قلق حاد وصراخ أكيد، عنف جسدي، كل دا كفيل إنه يعرض الجنين للأجهاض يا استاذ اسر.

اومأ أسر بحزن واضح، ليكتب الطبيب بعض الملاحظات ثم يغادر مشيرًا للمرضة بهدوء: -خليكي جمب الاوضة، لأي انفعال للمدام انتِ عارفه هتعملي أية
اومأت الممرضة مؤكدة..
ظل أسر يربت على خصلات لارا برقة حانية وهو يردد: -شوفتي بقا، ربنا كريم
لم ترد عليه، ليحتضنها ملتصقًا بها أكثر قبل أن يكمل: -فوقيلي بسرعة، أنا عايزك ومحتاجك أكتر من أي وقت وكل وقت!
همست بضعف: -كداب...

ثم ارتخى جسدها تدريجيًا بين ذراعيه، لترقد جفونها بسلام ويختطفها النوم واخيرًا، ولكن بعدما اختطف القدر الجزء الوردي من حياتها!

بعد مرور ثلاث أيام...
ثلاث أيام لم يغفل ل حمزة جفن، يبحث عن شروق في كل مكان، محتمل أن تذهب اليه وغير محتمل!
يعود من الخارج ليدلف الغرفة ويغلق الباب عليه دون كلمة، ثم يبدأ يلعب -ضغط-
كثيرًا جدًا حتى كاد الأرهاق يظهر على جسده كما هو ظاهر على روحه!
وحنين صامتة، تحاول التدخل احيانًا ولكنه في كل مرة يعنفها لتبتعد عنه، وبالفعل تمتثل لرغبته في الأنفراد...

ولكن إلى الان ويكفي، يكفيه عذابًا لنفسه حتى الان!
دلفت حنين إلى تلك الغرفة بهدوء مترقب، لتجده يعطيها ظهره عاري الصدر ويدخن بشراهه ونهم ملحوظ وكأنه يخرج غلبه في تلك السجائر...
وضعت يدها على ظهره الذي ارتعش للحظة من لمستها، ثم همست: -حمزة..
لم يستدير لها وإنما سألها بحدة: -عايزة أية يا حنين، مش قولتلك ماتتنيليش تدخلي هنا! مش عايز اتغابى عليكِ.

ادارته لها بقوة وهي تردف بحنق حزين لأجله: -مينفعش كدة يا حمزة، أنت من اول ما بتدخل البيت حابس نفسك وكأنك بتعذب إرهابي..!
نفض يدها عنه وهو يزمجر منفعلاً: -طب ما دي الحقيقة، أنا بقيت اسوء من الإرهابي
نظر لها فجأة يقول بسخرية مُشققة: -أنا زنيت، ومش مع أي واحدة، مع واحدة في احتمال تكون اختي!
امسكت يداه تهمس له برجاء واهن: -لو سمحت كفاية يا حمزة، لسة في أمل إن يكون كذب، أنت لية بتعذب نفسك كدة!؟

دفعها فجأة بعنف حتى اصطدمت بالجدار خلفها فصرخت متأوهه وهي تمسك بظهرها، بينما ظل هو يصرخ بغضب اعمى: -امل امل امل، امل أية وهي هربت مش عارفين نوصلها اصلاً، مفيش امل، في سواد بس!
وكأنه إنتبه لها لتوه فركض لها يحيط خصرها وهو يغمغم بلهفة حارقة: -أنا أسف، مش قصدي، قولتلك ملكيش دعوة بيا، أنا مش هادرك تصرفاتي يا حنين، قولتلك مش عايز أأذيكي!

رفعت عيناها له، تحملق في عينيه السوداء ثم همست بهدوء صلب: -لو دا هيخليك تخف الضغط عن نفسك شوية يبقى أذيني، أضربني زقني طلع غلبك فيا!
لم يشعر بنفسه سوى وهو يحيط وجهها بين يداه، ويقترب من شفتاها بنهم ربما نهم اختلط ببعض العنف...
العنف النفسي الذي اصبح يحيط بكافة جوانب حياته..!
وهي لم تعترض، بل تركته يخرج -غلبه-فيها كما قالت...!

يداه تعبث بملابسها بسرعة، وشفتاه تحوم على وجهها وصولاً لرقبتها، حتى رفعها فجأة بقوة ليضعها على الفراش وهو معها...
ربما نحاول أن نتناسى، او نفشي حرقتنا في زفير الهواء، ولكنه سيُعاد لأجوافنا رغمًا عنا !

بينما على الجانب الأخر وفي منطقة مختلفة تمامًا..
كانت شذى تضحك بسعادة وهي تقف في وسط الصالة في ذاك المنزل، تصفق بفرحة حقيقية قبل أن تنظر ل شريف الذي كان يبدو عليه عدم الرضا: -شوفت، مش قولتلك! الله عليا بقااا
مط شريف شفتاه مرددًا بسخرية: -الله عليكِ أية، دا إبليس ضرب ابنه بالقلم وقاله اتعلم يابن الكلب!

ازدادت ضحكاتها الخليعة في العلو، لتقترب منه محيطة عنقه بذراعيها، وبصوت لعوب تسأله: -بس أية رأيك؟ مش حققنا اللي احنا عاوزينه!
اومأ مؤكدًا بشبح ابتسامة، لتتابع مدندنة وكأنها اغنية: -كدة حنين ليك، وحمزة ليا، ويا دار ما دخلك شر!
سألها شريف مفكرًا: -هي البت شروق دي أنتِ متأكدة إنها مش ممكن تقوله حاجة؟
اشارت بيدها بلامبالاة واثقة: -تقوله أية ياعم أنت عبيط، شروق دي أجبن من كدة.

عاد يسألها مرة اخرى بخبث: -وحصل مابينهم حاجة بجد؟ يعني اهو، عيشناها الف ليلة وليلة مع صديق الطفولة، وحققنا اللي احنا عاوزينه
ضربته على رأسه بقوة وهي تزمجر فيه بغضب: -الف ليلة في عينك، ماحصلش بينهم حاجة طبعاً
ثم طوقت يداها مكملة بتملك خبيث: -حمزة دا بتاعي، بتاعي انا بس، مش كفاية إني مستحملة إنه ممكن يكون بيقرب من الزفتة اللي اسمها حنين دي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة